|
|
 المعارضة { خلف الكواليس} الجزء الثانى
|
تركنا فى المقال الاول قوات القيادة الشرعية بمعسكر الحركة الشعبية فى الاستوائية . حدثت خلافات و عدم قبول من بعض قيادات و مقاتلى الحركة الشعبية تجاه تلك القوات مما حدا بالهجوم على معسكرهم و تشتيت شملهم بين الغابات و الاحراش و تفرقوا مشيا على الاقدام عشرات الاميال حتى الحدود الكينية فمنهم من وصل و هو فى حالة مزرية قاسية لاتوصف و منهم من ضل الطريق و لم يعثر عليهم ومنهم من تم اسره و تم اطلاق سراحهم فيما بعد بصفقة تمت بين الحركة الشعبية و القيادة الشرعية . وكانت هذه الحادثة ضربة قاسية و مؤلمة و ضح من خلالها ما يكنه مقاتلى الحركة الشعبية للقوات الشمالية من عداء و حقد و عدم ثقة متاصلة فى دواخلهم لن تزول و لن يمحوها اتفاق و لا يخمد نيرانها تطبيع و هذه افرازات عداءا مستحكما و حربا منذ 1955 و حتى { نيفاشا }يناير 2005 . اما الاخوة الجنوبيين الذين نزحوا شمالا و تعايشوا مع اخوانهم الشماليين فالامر بينهم مختلف و حضارى بعض الشى . هذه نوعية تعامل افضىبالحركة بالانفراد و السعى لاتفاق فردى ضاربة بمقررات اسمرا 1995 عرض الحائط . و احتار و استغرب فى الذين لا يزالون ياملون فى عودة الحركة الشعبية للمعارضة ؟ . قصدت بسرد هذه الوقائع { التزكرة } فالزكرى تنفع الجميع و خاصة الذين يبحثون عن الحقائق للاستفادة منها و خاصة عندما يتعلق الامربمصير الاوطان و المواطنيين ليدبروا و يتلافوا تلك الاخطاء فى مستقبل العمل السياسى فالعاقل من اتعظ بغيره و تحسس مواطن قدميه .. فالاحداث التى و قعت اثناء ممارسة العمل المعارض صغيرة او كبيرة لها الاثرفى النتائج التى وصل اليها و انتهى بها . فالنار من مستصغر الشرر . وربما احداث ازكرها لا تعنى شئيا للبعض و لكنها ادت بمالا يدع مجالا للشك الى نتائج غيرسليمة اثرت على مسيرة العمل المعارض و فشله فى تحقيق ما كنا نهدف اليه . العمل المعارض فى فترة التسعينات من هذا القرن تكون من شقين اساسيين هما الشق السياسى و الشق العسكرى . وبما اننى { عسكرى } و كنت واحدا من اللذين شاركوا هذا الدور بدءا من القيادة الشرعية و انتهاءا بقوات التحالف السودانية كنت اتوقع ان تقود القيادة الشرعية العمل المعارض لانهامؤسسة قومية و ليس لها ميول او لون سياسى عدا واجبها المحدد فى الدستور او على الاقل تكون لها كلمة فاصلة ودور مؤثر يحترمه القادة اصحاب القرار لتجنب الصراعات الحزبية التى تعرقل سير العمل المعارض و لكن كل ذلك لم يحدث بل اصبحت فى زيل المعارضة بل و زيادة فى الاستخفاف و التهميش المقصود اصبحت تتجازبها و تسيرها الاحزاب الكبيرة . فعندبداية العمل المعارض حظيت باهتمام و احترام قيادات المعارضة لانهم اعتقدوا انهم وجدوا البديل للحركة الشعبية و التي قد تنفرد باتفاق مع النظام او تنتصر على القوات الحكومية يوما ما وان القيادة الشرعية هى القوة العسكرية الشمالية التى تؤمن لهم ظهرهم و تستقطب جميع ضباطها و جنودها بالداخل للتنسيق لعمل تمرد او القتال لاستعادة السلطة فما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة و كان يدعمها ماديا حزب الامة فى البداية او بالتحديد السيد مبارك الفاضل زعما منه ان اى انجاز سيتم سينسب الية و يكون له القدح المعلى فيه . و بمرور الوقت تنبه مولانا السيد محمد عثمان المرغنى رئس التجمع لذلك و فى نفس الوقت لايريد الصرف عليها فهو حفظه اللة يدخل يده فى جيبه مملوءة او ملئة لاادرى و يخرجها بيضاء كنيتة السليمة . وفى اجتماع هيئة القيادة قرروا انشاء صندوق مالى من اشتراكات جميع الفصايل المعارضة كل حسب امكانيتة و معونات الدول الشقيقة و الصديقة للصرف على المعارضة ككل و لا يترك المجال لجهة او فصيل معارض بالصرف على فصيل معارض اخر لان ذلك قد يؤدى مستقبلا الى خلافات تطيح بالعمل المعارض و تغيير مسار توجهه . و هذا جزء او جانب من الخلافات التى اثرت سلبا على العمل المعارض . فكل حزب يريد ان يستاثر بنصيب الاسد فى الاحداث و القضايا التى تدور فى الساحة ظاناان ذلك يزيد من قدره و عضويته . و حتى فى لقاء الحزبين الكبيرين للوفود او المنظمات الاقليمية و الدولية كان كل حزب يتحرك بمفرده و بوفد من حزبه لا بوفد يمثل التجمع المعارض و هذا مما قلل من احترام و مساندة تلك الجهات للقضية السودانية للاختلاف الواضح فى الخطاب السياسى و الاراء التباينة . و عندما لاح الامل من جديد بعد اجتماع اسمرةو التوقيع على الاتفاق للعمل الجماعى و الوصول للحلول التى ترضى كل الاطراف فى اطار السودان الواحد { مؤتمر القضايا المصيرية باسمرة 1995 } و تكوين هيئة قيادة وامانة عامة تنفسنا الصعداء و توقعنا ان يسير العمل المعارض فى الاتجاه الصحيح . و لكن .. و بعد فترة وجيزة لم يستطيع الخصمان اللدودان الصبر على النتائج و حملا خلافاتهما من الداخل الى المعارضة فى الخارج و كانهم يظنون ان هيئة القيادة هى الحكومة الجديدة و البديلة لسلطة الانقاذ. و امتدت المكايدات و العراقيل السياسية بين الحزبين حتى داخل اجتماعات التجمع فعندما تكونت قوات التحالف السودانية بقيادة العميد عبدالعزيز خالدو بعض الضباط المنشقين عن القيادة الشرعية رفض التجمع قبولهم كفصيل معارض داخله لولا تدخل الاخوة الارتريين لما تم انضمامهم للتجمع . وكذلك حدث نفس الموقف مع معارضى البجا حين رفض مولانا السيد محمد عثمان المرغنى دخولهم للتجمع فى بداية الامر . و حتى المراة لم يكن لهل تمثيل داخل التجمع و هى نصف المجتمع و كما قلت الاستاذة المناضلة فاطمة احمد ابراهيم ان دورها فى غايةالاهمية لتربية الاسرة على الديموقراطية و حقوق الانسان و حب الاوطان . و من ضمن القضايا الخلافية ايضا توحيد البندقية بعد ان اقر التجمع النضال المسلح كالية لاسقاط النظام و تقدمت قوات التحالف السودانية العمل المسلح و تبعته بقية الاحزاب و قوات البجا و الحزب القومى السودانى و لواء السودان الجديد التابع للحركة الشعبية . و ازكر عندما نفذت قوات التحالف السودانية اول عملية لها و هى { عملية التاية } اختلفت احزاب المعارضة فى تقييمها مما حدا بالتجمع ممثلا فى الاستاذ التجانى الطيب و د. جعفر محمد عبداللة و الفريق عبدالرحمن سعيد و الاستاذ ابدون اقاو و السيد مامون شرفى باستدعاء مندوب التحالف بمكتب القاهرة العقيد مجاهد حسن طه و استفساره عن تلك العملية و ملابساتها و هل صحيح انها كانت ضد نقطة حدودية صغيرة بها بعض العسكريين المسنيين ؟ .. تصوروا و تخيلوا ايها السادة هذا منطق و مستوى نضال و معارضة بدلا من تزكية و مباركة ذلك العمل العظيم الذى هلل له الجميع فى االداخل و الخارج و اعلنت به قوات التحالف نضالها و مقاومتها العسكرية ضد النظام بدلا من دعم ذلك العمل و تاييده يريدون الاستفسار والتحقيق والمحاسبة و اين يكون موقعه فى ميزان مصالحهم المتعارضة و المتباينة . و عندما اصبحتالمقاومة العسكرية و خاصة قوات التحالف السودانية رقما و ماردا خطيرا و ذاع صيتها و اصبحت البديل الذى ينتظره الشعب السودانى بالداخل تكالبت عليه الاحزاب الاخري و البوا ضدها منظمات حقوق الانسان بان هنالك تجاوزات تحدث داخل معسكرات قوات التحالف بتصفية و تعذيب المعارضين و المندسين و سط صفوفهم و جاءت منظمات حقوق الانسان و تحرت الامر و لم تجد شيئا و مكروا و تربصوا للمجندين القادمين من الداخل فى مكاتب التجنيد بالمناطق الحدودية لتحريضهم ضد قوات التحالف السودانية و جرهم لمعسكراتهم و لكنهم لم يفلحوا فى ذلك و اخذ المواطنيين \يتدفقون و يتوافدون زافات و وحدانا تجاه مكاتب قوات التحالف السودانية بعد ان اصبح الرقم الرابح فى القضية السودانية .. و كانت اخر المحاولات الفاشلة تلك التى قام بها السيد مبارك الفاضل بمحاولة شراء مقاتلىقوات التحلفالسودانية بمعسكر { هايكوتا }باسمرة و صرف مئات الدورالات فى مقابل ذلك و لكن المقاتلين كانوا اذكى منه بكثير فكانوا يخبرونا بذلك و كنت وقتها قائدا للمعسكر و كانوا ياخذون الاموال و يصرفونها على ترفية انفسهم ثم يعودون مرة اجرى للمعسكر { و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين } .. و عندما اصبحت البندقية حقيقة ماثلة و اخذ دورها يسيطر على العمل المعارض و كاد الشق السياسى ان ينحسر دعا د. حيدر ابراهيم مدير مركز الدراسات السودانية و نائبه د. صلاح الزين لقيام و رشة عمل لتوحيد الندقية المعارضة و ما هو مستقبلها اذا تم ازالة النظام فى الداخل بها . هل ستكون البديل للقوات المسلحة السودانية ؟ هل ستندمج فيها ؟ ام يضع الجميع اسلحتهم و يعودوا من حيث اتوا بعد بلوغ الهدف المنشود ؟ .. و سياتى زكر ذلك بالتفصيل لاحقا .. و لنا عودة .. ا
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست