|
Re: إلى (نوّام) تشريعي الخرطوم.. مع فائق الأسف!!- محمد عبدالقادر (Re: الطيب رحمه قريمان)
|
Quote: ما وراء الاخبار إلى (نوّام) تشريعي الخرطوم.. مع فائق الأسف!!
(صيانة الضمائر) في الخرطوم أوْلى من الإنفاق على صيانة الطرق والجسور، والحاجة إلى شق قنوات الإحساس بالمواطن داخل نفوس المسؤولين أوْلى من وضع الميزانيات المليارية لفتح المصارف وتَأهيل الجسور.
بربكم كيف تُفسِّرون (الجلد التخين) الذي تعامل به نواب شعب ولاية الخرطوم مع كوارث الأمطار وهم يُقرِّرون فَجأةً - مثلما جاء الخريف - عقد جلسة (طارئة) غداً لبحث أحوال الرعية - التي فقدت كل شئ - خلال أسبوع أسود خلّف ازهاقاً في الأرواح وذهب بالممتلكات والمدخرات والأحلام إلى غير رجعة.
بعد أسبوع من الكوارث والدمار الذي حَاقَ بمعظم مناطق الخرطوم ووضع سكانها في العراء وخلّف كثيراً من المآسي والأحزان وأهلك الحرث والنسل وجعل من الخرطوم منطقة كوارث تنتصب فيها سرادق العزاء وخِيم المأوى المعطونة في وحل الإهمال والفجيعة، ينتبه فجأةً (نوام) المجلس التشريعي إلى أنّهم ممثلون لشعب أهلكته الأمطاروخلّفت بينه المشرّدين والأيتام والأرامل.
ضعف الإحساس الرقابي بفداحة مأساة الأمطار مسؤول عن اتساع نطاق الكارثة سنوياً، فالهم اليومي للشعب المغلوب ليس من بين أجندة الجهات الرقابية التي تمارس الصمت على أعمال تنفيذية خاطئة لا تجد رقيباً أو حسيباً.
المعاناة التي يعيشها مواطن الولاية وهو يتصدّى لإخفاقات الجهاز التنفيذي لا تمثل هاجساً للنواب المهمومين بقسمة السلطة والثروة ومكايدات الشريكين والغارقين في شبر السياسة ومصالح الأحزاب.
ماذا كان يفعل نواب الخرطوم طيلة الأسبوع المنصرم وأسلاك الكهرباء تجعل من امتداد المياه (كميناً) للمواطنين، وحيطان المنازل تتصدّع وتهوى على صدور الصغار؟، وأين كان هؤلاء النوّاب ومياه الأمطار تزكم أنوف الشوارع فتتقيأ أزمة في الصحة واختناقاً في الشوارع؟، هل سجّل هؤلاء الملاحظات التي دوّنتها المطر على أجندة الأقدار وهي تكتب ملاحظة (فاشل ومحبط) أمام كل نفق وطريق ومصرف.
للأسف كان نواب الخرطوم غائبين والأقدار تخط على شوارع الولاية أخطر سيناريو للفوضى والضياع، غابوا أسبوعاً والأزمة في قمتها ليعودوا بعد أن هلكت الأنفس وانهارت المنازل وفشلت المصارف وسكنت المأساة والكارثة في كل شبر بالولاية. هنيئاً لكم سادتي الانعقاد لتلقي الفاتحة على الأرواح ودمتم ذخراً للأجندة السياسية الفاقدة للإحساس بالهم اليومي، ستحتفون بمراسم الالتئام وينفض سَامرَكُم ليكتب على أجندة المجلس أنّ البروتوكول و(الخجل) هما من حتما عليكم الاجتماع لبحث خطر الأمطار.
أخرجوا من قاعتكم المكيّفة الى فضاء الناس المسكون بالمعاناة والحسرة، انقلوا جلستكم الطارئة جداً الى حيث الخيم المنصوبة والدموع المسكوبة في أطراف الخرطوم، قدّموا واجب العزاء على الأرواح التي صعدت، وأعينوا المتضرّرين بالصمت إن عزت (اللقمة) وندر الدواء، فإنّ هذا الشعب قد (سردب) كعادته لمأساة المطر ويستعد الآن بلا زاد لمعركة البعوض والتلوث البيئي.
المواطنون سادتي النواب يحتاجون لأفعال لا أقوال، وبما أنكم تمارسون الصمت على الإخفاقات الهندسية في الولاية، فإني أرى أن لا حاجة لرهق الانعقاد، لأنّ كل ما يحدث الآن مَرّ من تحت أيديكم.. انفضوا يرحمكم اللّه ولا حول ولا قوة إلاّ باللّه.[/QUOTE]
| |

|
|
|
|
|