ذاكرةُ الطينِ....عبد العزيز بركة ساكن

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 02:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-19-2009, 00:27 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ذاكرةُ الطينِ....عبد العزيز بركة ساكن

    أجل، أبيعك بقبلة، يا سيدتي وورقة نُحاس صفراء، تلوحين لي من بعيد شاكرة أم غاضبة لا أفهم، يداك تعرفان السر، أصابعي تتفقدان حموضة الشجرة وتتوهمان ـ بين لحظة وأخرى ـ أن ينفجر الكنز المسحور ينثر أقماراً كثيرة وبرتقالات وزيتوناً وزيتاً!!

    لا يدهشني القطن الأسود، سوف تثارين وتَقبلين ثمن القبلة ملحاً.. والمجد الذي يبنيه الأطفال على الرمل الذهبي.. بالتأكيد في شكل قصور وقطاطٍ وذرة شامية ـ مجد لا يقاس بمسبار اللحظة أو اللذة أو حتى طنين الجسد..

    بقدر ما يوحي لي الحبر أحبك، حباً كثيراً يكفي قشلاقاً حدودياً من الطمأنينة وسر الليل، قد نتبادل نشوة الجسد ونحتفي بالروح ونهتف على بقايا الورق والأصباغ والأصدقاء بما يكفي من سخرية ولكنا أبداً لا نكتفي من الحنين الأسود الزاهي، لا يكفي الليل كله ولا المرقد وسقسقة ماء الحياء الحار، تنامين على كفي طوال العمر وتحلمين مثلك مثل العصافير الصغيرة..

    العمر كله ثم الأقمار بين نهديك دون هدي أو سكرى، مثلي يبللها العرق النقي الحلو فتموء الأصابع الرشيقة، تأتي أقمار لا تعرفها الأقمار إلا بالندى، ترضع الأطفال ـ وهم يكبرون ويزدادون سواداً ـ ويبقيني الحرس خارج أسوار المدينة موسماً بعد موسم اتحمل ثقل الريح ونهيق الرعد وحوحة البرق المشاكس على أسوار المدينة ، وحدي أحبك..

    أسمع الآن طنين الصمت وأرى كما يرى الحالم ذراعيك تبرزان من بين السواد تُلَوحان في الهواء وتقبضان لا شئ أو الملائكة الذين يوجدون حيثما يحصون لحظات الجسد الخفيفة طازجة بآلاتهم الحاسبة، وأحدة تلو الأخرى..

    هي ذاتها دهشة كل شئ يحدث للمرة الأولى، هي ذاتها مأساة أن ينتهي..

    هي..

    ذاتها..

    أن نعيش لنهدم ما بناه الميتون، كم قبلة تبقت من هذا الليل، كم لمسة ساق وعنق، وشوشة إبطٍ حنون، كم نخلة تنتظر عند الباب مولد يسوع، يتحرق جذعها شوقاً لرعشة متوحشة تنطلق عبر خلايا الجسد كعنكبوت مسحور، أطرق أبوابِ المُدن التي تحاصرنا، أنادي جميع الحراس بأسمائهم وألقابهم وكنية حبيباتهم ونسائهم وأقول لهم: إني أعرف كيف يسمون أطفالهم وإني أفهم سر بنادقهم التي لا تطلق النار أبداً ولكنها تخيف وتقتل وتسرق الدم من الشرايين؟!..

    حينها يفتحون البوابات، تستيقظ العصافير والوطاويط والعناكب المتوحشة فاستقبلها بأحضان عطشة، تطل امرأة تبدو دائماً في الظل وشهية تحت ضوء الشمس وعفر الرمال..

    آهـ.. سبعون عاماً وغداً يومٌ جديد، له شمس مكرورة وذات الآذان وثغاء البقر، وله ظلُ ذات الشجرة البعيد.. سوف يتمطى هذا الصباح بيني وبينك، رامياً بأجنحته الكثيرة في الفراغ الأخضر والطين والحر والراديو وما تبقى لي من بخور مسحور.. لا شئ يبقيني مستيقظاً غير ذاكرة الطين الحار تزحف مثل جيوش النمل المشؤوم..

    كم قبلة تبقت من الليل.. كي يصير ليلاً، كم نشيد وبوليس يذرع الطريق المظلمة غادياً ورائحاً في خوف فطري، كم أنثى.. كم لحظة عميقة تحسبها الملائكة دهراً ونيف..

    كم أغنية؟!

    كم حبيبة حافية تخوض النهر ثم تجلس على ضفاف لا اسم لها تمشطها حوريات القاع السحيق بزيت الماء ويدلكنها برمل الشطآن الشهي تحت عرديبة اسميها عندما ـ نلتقي ـ نفح وردة الكَرَبْ المنسية.. وتحكي..

    على أنهار سيتيت..

    حيث جلسنا..

    وبكينا

    مثلك يا حبيبتي ينبع النهر من العاصفة وتخونه حدأتان فتلقيان به إلى الأرض حيث الجنة التي يصنعها ويصبح موضوعاً لها.. ما تبقى من الليل قبلتان.. غمزةُ نجم، شرطيٌ نعسان، بقيةُ ماء في الكأس، وردة تذبل تدريجياً، شظايا عطر تبرقُ هنا وهناك، ضفائرٌ مبعثرة على الفراش، قلمٌ فارغٌ وشاعرٌ.. ينام وحده على قهقهة المروحة العجوز..
    نقلا عن موقع كيكا

                  

08-19-2009, 01:42 AM

Manal Mohamed Ali

تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 1134

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرةُ الطينِ....عبد العزيز بركة ساكن (Re: مطر قادم)

    up
                  

08-19-2009, 06:45 AM

عصام عبد الحفيظ
<aعصام عبد الحفيظ
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 4159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرةُ الطينِ....عبد العزيز بركة ساكن (Re: Manal Mohamed Ali)

    من الصباح كده يا مطر
    ده كلام عجيب ...





    والتحايا
    لبركةساكن
    وهو يستمتع بامطار النيل الازرق
                  

08-19-2009, 06:59 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرةُ الطينِ....عبد العزيز بركة ساكن (Re: عصام عبد الحفيظ)

    المطر

    وساكن...



    أعرق، وأعمق صباح...
                  

08-20-2009, 09:24 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرةُ الطينِ....عبد العزيز بركة ساكن (Re: عبدالغني كرم الله)

    العزيزعبد الغني كرم الله
    Quote: أعرق، وأعمق صباح...
    العراقة والعمق كانا صنواك في تلك الايام التي امضيناها معا في محراب التعليم....وهي ايامنا الفي الفؤاد الجوه
    طابت لي متابعتي لكتاباتك بالدس وكده خليها لمن نتلاقي
    وياعبده روق..سلام مربع واشواق بلاحدود يادفعة
                  

08-19-2009, 11:15 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرةُ الطينِ....عبد العزيز بركة ساكن (Re: عصام عبد الحفيظ)

    ياعصام
    سافرت ولسان حالنا يقول الكينية الشالتك انت....تسلم حته حته
    بركة ينشر اعماله بشكل راتب في موقع كيكا...لكن كلما قابلني بجيبه ليكم
    ويا عصام اشواق وتحايا تتريّّّ!!!
                  

08-19-2009, 02:29 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرةُ الطينِ....عبد العزيز بركة ساكن (Re: Manal Mohamed Ali)

    العزيزة منال
    كل التحايا
    تبارك بركة ساكن في عطاياه المبذوله
                  

08-20-2009, 10:24 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرةُ الطينِ....عبد العزيز بركة ساكن (Re: مطر قادم)

    عبد العزيز ساكن بركة
    مَحض تَشهٍ
    عبد العزيز ساكن بركة
    كل ما تعلمه الجندي في حياته، تحصده طلقة واحدة، والسيدة التي اختلقتها من أجل الحب يسحبها التيار نحو بقايا السفن المنسية وكنوز عصور تعرف الآن بعطرها وشئ من اللوتس الأسود، على شاطئ النيل يجلس النوبيون يروون لي كيف بنى جدي الهرم الأكبر ثم تزوج ببنت صانع التوابيت الحجرية في مصر السفلى.. أنا لا أضحك، أرسم في شفتي ليّة فمك، وردة خدك العميقة، أبحر في ماء شفيف ينطلق نحوي، يسكرني وتصطف البُنيات الجميلات المشيطات، سوقهن تهرع في الوقوف.. ويهتم الشعراء، ينشدون يقولون إن العالم أجمل.. وإنه الآن أحلى وإن الليل تملص من قبضة الشرطي وهراوته والتهم كلاب الحرس البُنية.. وأنا وأنت على المقهى، نحملق في عينيّ بعض، نتشهي أن نُتْرَك وحيدين وأن يمضي الناسُ إلى ما شاءوا.. أن نُترك والنادل ينعس، يتمطى، يجمع كرسياً على فنجان بارد وزجاجة ماء فارغة، عقب سيجارة بينسن، لفحة مريلة عصير العاشقة المحزون، رماد سجائرنا، فليتركنا، نحملق في عينينا نتشهى أن نرقص في العشب أو الماء أو الرمل وأن نبني بيوتاً من وقت يتكسر بين أناملنا ويسيل لعاب الليل الليل الليل، وتبقى آخر فتاة للأسفلت ولا امرأة أخرى غيرك تمشي بساقين شهيتين إلى موقف أم درمان ولا.. غير الشرطي البارد يمل صوتاً ورصاصاً وحافلة لا تمضي إلى أين.. رجال لا يمضون إلى إين.. كماسرة يتخذون من الأسفلت لباساً وينامون..

    وأنت آخر عذراء في تلك الليلة تنظر في عينيّ عميقاً وتتعشق أن يتركنا النادل إلى أنفسنا وحيدين.. ويتركنا النادل، المدينة لا تعرفني وأنت القروية لا تعرفين سر الغربة ولا تفهمين معنى أن يتركنا النادل ننظر في عينينا نتشهى أن يتركنا النادل وأن يمضي ..غداً، غداً، يكتمل الفجر، تستهويني رؤية قبر الجندي ونبش حبيبته من موت قد يخدعنا أو يدل القاتل عنا.. أعرف أنك لا كالأم ولا كالبنت ولا كالعاشقة ولا بنت الليل.. وأعرف أن وجودك في المقهى محض تشهٍ، وأعرف أني اخترق الليل إليك كالمتسول للدفء وللرائحة..

    وأعرف أنك لا.. إلا أن تأتي إلىّ، وأن تلتئم اللوحة وأن : نَسْقُطْ..

    كاتب من السودان

    [email protected]



    خاص كيكا









                  

08-20-2009, 10:29 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرةُ الطينِ....عبد العزيز بركة ساكن (Re: مطر قادم)


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de