البيت السوداني!!...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 02:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-10-2009, 07:44 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البيت السوداني!!...

    ..

    البيت السوداني!!...

    البيت،!!
    الدار، الحوش،
    القطية، الخلوة!!..
    أول ظل شجرة، أو خلاء طلق..
    يظل هو مأوى "الذات"، كالجسم الإنساني..
    والجسم، (كيف يسفر عنه ذاته، من قيود الطبع، وسلاسل التقليد، وسلطان الوراثة)!!.. والجسم هو بيت آخر، للروح، والنفس، والحلم..

    يظل البيت، وأنت تفك زراير القميص، أو الفستان، وتخلع اللبس "العام"، إلى الخاص، هو استراحة محارب، خلق بلا أذن، وغمر بهم، وفرح، قدري، ومارس طقوس، وعذابات، كقضاء وقدر، وفتح بذهنه براح عجيب، للتأمل، والتفكر، والخوف، والتجلي..

    وفي البيت، يسعى الرحم، والأم، والأخوات، وحدة صغيرة، غرست فيها الجينات، عبق حتمي للحنو، والتصافي، والجذب، تتقارب الصفات، وتتباعد، ويظل "الرحم الحسي"، يمكر، ويتداعى لرحم "روحي"، في بيت كبير، طيني، هو الكرة الأرضية، لبيت أعظم، وأبهى هو الكون..
    بعض حكي، وتصوير متواضع، للبيت، وحيواته..

    تفضلوا، !!
    سعدية تكنس، لكم البيت،
    قد يصيبكم بعض غبار، ولكن سيهدأ بعد حين، وستقدم لكم سعدية الصغيرة، شاي بالنعناع، او تجلب قزازة ببسي من الدكان المجاور، وهي تدسها في طرف فستانها البسيط، وهي تلج الدار من باب حوش الرجال، كي لا يراها الضيف "أي قزازة الببسي"..

    وسعدية تنظر للضيف بفضول وذكاء ومحبة، وبعيون صغيرة، حلوة، طاعمة،
    هي عيون سعدية، البطلة الصغيرة، السمراء، النحيفة، كم أحبها، وربي، كم أحبها!!...





    (1)


    كأن الحوش خدها الوضئ!!

    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله on 08-12-2009, 07:32 AM)
    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله on 08-13-2009, 11:10 AM)
    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله on 08-25-2009, 06:44 AM)

                  

08-10-2009, 07:52 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: عبدالغني كرم الله)
                  

08-10-2009, 08:01 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: عبدالغني كرم الله)
                  

08-10-2009, 08:22 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: عبدالغني كرم الله)
                  

08-10-2009, 10:05 AM

محمد الجزولي
<aمحمد الجزولي
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 2983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: عبدالغني كرم الله)




    ياروعة النهارات المزحومة بزروة الشد والجذب في الإنشداهة ومشغوليات الحياة الملازمة بلا فكاك .. فيطقُش عينيك لعابات تلك النصوص وسائل الله ان لاينقطع ترياقها .. تحت اي ظروف ، فيا ليتها تسيل وتسيل ,,, فجسرتني اكسر رتابة الخوف من الـ ... اي شئ ... وبعادة مدربة لقرأتك جرت عيناي مدمعتان تجول وتجول وفجاءة تحولت لكائن كامل الحيوية في كل النصوص .. حتى جاءني خيال بأنني الملاك الذي تبحث عنه فأنا الخفي الذي كسر كل القيود والأعراف انا الذي صلى خلف (سعدية) في صلاة الكنس .. وانا كنتُ صوت المقشاشة ، وخطوط الرمل ، وبُقَاع الزير بل الزير نفسو ،.. وفقاقيع موية الشاي في صراعاتها الموحشة بين قبضة الغطاء وزفير وغليان الماء ، .. وجلست بجوار نملاتك وهن يشربنا من خليج سدني وأخذتهن الأوبرا ,ونزلت اتهادي بداخل (ورقة الشجر) وكان مهبطنا الأرض المقدسة (ايد والدتك) وقبلناها سوياً .. وغادرتهن لألحق بــ (سعد، وجماع، وعلي، والحاج، والطيب، ومدثر، وحسن، ) لأتركهم وانا على موعد مع الأصدقاء (السواسيو) وعزومة على بقايا( كسرة بائت) .. وبعد الوجبةِ الدسمة ذهبت لوردية الوقوف مكان (الشجرة) لتذهب هي لتنام وفي الصباح كنتُ قلب (اَمنة) .....


    سلام ياملاك ... وطوبى





    ـــــ
    التوقيع
    اخوك من بعُد ...
                  

08-10-2009, 10:47 AM

فيصل محمد خليل
<aفيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: محمد الجزولي)

    Quote: هل تحبون مثلي صوت المقشاشة؟!!..


    طبعآ.


    و متابعين
                  

08-10-2009, 11:03 AM

صلاح أبودية
<aصلاح أبودية
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4557

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: فيصل محمد خليل)

    إلينا بالمزيد من البيت السودانى ..
    وما تنسى راس البيت ..
    وحيطة الجيران ..
    والحمام والأدبخانة ..
    وشجرة النيم ..
    وبتاع اللبن ..
    وبتاع الفحم ..
    وبتاع الطلح ..
    وبتاع الجاز ..
    وبتاع النبق ..
    وبتاع الترمس !
    وناس فلان وعلان ..
    والتايا والداية ..
    والحمار والطهّار ..
    وبيت الظار !
    وبيت السماية ..
    وبيت العرس ..
    وبيت البكاء ..
    ما تخلى بيت سودانى ..
    حتى بيت العرقى !
    أكتب يا فنان ..
    أكتب !
                  

08-12-2009, 07:40 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: صلاح أبودية)

    Quote: وحيطة الجيران ..
    والحمام والأدبخانة ..
    وشجرة النيم ..
    وبتاع اللبن ..
    وبتاع الفحم ..
    وبتاع الطلح ..
    وبتاع الجاز ..
    وبتاع النبق ..
    وبتاع الترمس !
    وناس فلان وعلان ..
    والتايا والداية ..
    والحمار والطهّار ..
    وبيت الظار !
    وبيت السماية ..
    وبيت العرس ..
    وبيت البكاء ..
    ما تخلى بيت سودانى ..
    حتى بيت العرقى !
    أكتب يا فنان ..
    أكتب !


    للحق كلها محطات واحوال للبيت السوداني الطيب..


    محبتي.
                  

08-12-2009, 06:42 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: فيصل محمد خليل)

    عزيزي، وأخي فيصل محمد خليل..

    صبح سعيد، ومبروك..

    كتبت النص، وفاء لأختي، وأخواتي، وتلكم التضحية العجيبة، الفطرية، ومحاولة لسد دين عظيم، من الاستحالة تسديده، لهن..
    كما احسست بجمال الوقائع اليومية للحياة، والتي يغطيها ستار العادة،والتكرار، ولكنها تظل تحمل بداخلها سر الكون، والتجدد، والبراءة، فالكون ليسه هو في كل لحظة، كما قيل، لن ندخل النهر مرتين، ولن نكنس البيت سوى مرة واحدة، متجددة، تكتسب فيها المقشاشة في كل يوم مهارة جديدة، ورشاقة، وتذوق للجمال، وأفساح الحوش، أو الورقة السمراء، لحيوات جديدة، تقف في باب الغد، منتظرة الدخول لأرض المسرح، لأرض الحاضر..

    عميق محبتي..
                  

08-10-2009, 11:35 AM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: محمد الجزولي)


    أقسم أنك عدلت يومي ..
    تنعدل عليك يا عبدالغني .
    .......
    تعرف ، هذا الوطن الأجمل .. مرق من نفسي يا عبدالغني ..
    مُسأم هو بكل الضجة الفيهو .. الكواريك البتجيب الطاش يا عبدالغني ياخي .. كواريك و عويل و هياج من يوم الله أدخلنا في تجربة أن نكون مواطنيه .. عك و مجابدة و مكابدة في أي شي و علي كل شي .
    و كأنك يا هذا البلد بيت بكا كبير .. فراش يجب فيهو إنك تعصر برشو و تسكت - أو تتكلم واطي .. فتأمل هذي الواطي - تقرا جرايد سهتانة و تسمع سياسة مقرفة و مسوسة و فقرانة ، تمارس الطنطنة و العنعنة و المسكنة و المشأمة ، رياضة وحلانة في امراضها .. إعلانات مومسية تنادي علي سلع أكتر عهر و فراغ .. تمارس أحاديث بائسة لا تودي و لا تجيب .. أفكار خردة و صنميات أقوال و أفعال .. ذات الزمن الواقف و غبي و لايووق ياخي ، ذات الكلمات ذاتها بذات الشوف ذاتو و أنماط البصاير ذاتها .
    في كل يوم يسممني هذا البلد الذي كنت أحب يا عبدالغني ياخي .
    في كل يوم تزيدني الحكومة كرهاً لها و هي تجلد في حيوات الناس .. و تسومهم سوم نعاج .. هذه السلطة العقاب المسلط علي الخلق .
    في كل صورة تلقطها العين لازم يدخل معاها قذى و إبر و بلوات و محازن .. لامن تكره تفتح عينك . ثم سمعك .. ثم فؤادك .. لامن تكره تفتح عقلك و روحك خوفاً من أن تتلوث فيك الجذوة اللسه باقية من بقية ما كان في يوم إنسان .
    كلها هذه الجوارح يا عبد الغني ياخي اتساطت بالأوجاع و الأوجاع و الأوجاع .
    السمع و البصر في هذه البلاد ليست نعم من الله و آلاء .. جعلوها سياط عذاب يا صاحبي .
    بقى الحال ما يدعو للتغيير ، تغيير لشنو ؟ منو ح يسوق الناس دي في درب التغيير ؟ منو يا عبدالغني ؟ ..
    الحال إتعدى حلم التغيير - هذا الحلم العنقاء - صار الان يدعو للنفدان بالجلد .. و بقية الرويحة .
    أناني أنا ؟ ..
    ياخي أناني ..
    ( قال صاحبنا : حلمنا بتغيير حال البلاد فغلبنا ، حلمنا بتجميل حال العباد فغلبنا ، بتجميل حال مدينتنا فغلبنا ، حلمنا بتجميل حال حينا برضو غلبنا ، بتجميل حال بيتنا فغلبنا ، فيا رويحة الجن .. الله يقدرنا على تجميلك و تهذيبك ) .
    تعال شوف كيف إرادات الناس هنا ملجمة ، و الأفراس الكانت برية و خيل بقت حصين كارو .. الإرادات دُجِنَت يا عبدالغني ، دجنتها الحوجة و دجنها القهر ياخي .. و ( قِل الوالي اليرشد . كما تقول الوالدة ) .
    و كضابين كل الكلامين البيتكلموا .. هذه السلطة ركبت البلاد سرج و دجّنت و طهمت من كنا نناديهم خيلنا و ركازتنا و الجبال التي نلجأ إليها حين السيل .
    مسؤول أنا عن كل كلمة اخطها هنا .. كل المجعجعين باسمنا كاذبون .. كل من يعلو صوته يعلو صوته فقط و يصغر في المقابل عمله .. ألا ما أقبح من يبيعنا الأحلام فنتخذها حيطة ننسند عليها .. و هي سرابٌ ببلقع .
    أقول ليك .. مافي زول راجي شي هنا يا عبدالغني .. الناس راجية الله بس يرسل رحماته طامة أو نصيبة أو غضبة أو قيامة تكنس كل هذا العفن .. غير الله ما راجين شي ..
    متشائم ؟ إنهزامي ؟ سجمان ؟ .. فليكن ..
    لكنها الحقيقة الكل يوم مسورة أرواح الناس .. و يغتغت عليها المغتغتون بجعجعات النضال و كواريك الكواريك .. و هم في غيهم يعمهون .
    أما جلاميد الأحجار الصوان التي نصبت أنفسها صوتاً لنا و قيادة للتغيير فهي فشوش .. من أولها لآخرها فشوش يا صاحبي . دُمي من الطرور .. من أول الحزب الديني المتيمن و متنضر باسم الله .. و لآخر الحزب المتيسر و الديمقراطي التقدمي المكنكش في نص العصاية ..
    و ياريتها عصاة موسى .

    .....
    يا عبدالغني لا تعشمني مرة أخري في حب هذا البلد ..
    ما قريتك في مرة إلا و استنفذت ما عندي من طاقة على قفل باب هذا الحب لهذا البلد ..
    ما قريتك في مرة يا عبد الغني إلا و برد حيلي الذي أعده للجدع بطوبة هذا البلد .
    ياخي لا تفتح بوابات الحنين ليهو و العشق الماشي يندلق مويه علي الرهاب .
    أمسك عليك هذا يا عبد الغني .

    ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ ) .


                  

08-10-2009, 11:55 AM

صلاح أبودية
<aصلاح أبودية
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4557

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: Emad Abdulla)

    Quote: أقسم أنك عدلت يومي ..
    .

    عليك الله ياعماد ..
    خليك فى دى ..
    وتعالوا الأتنين راجعين ..
    منتظرنكم !!
    أكتبوا ياخ ..
    أكتبوا !!!
                  

08-10-2009, 02:11 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: صلاح أبودية)

    الاديب عبد الغني كرم الله
    تحياتي الطيبات
    اشكرك جزيلا لهذا الابداع والامتاع
                  

08-10-2009, 05:36 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: عمر عبد الله فضل المولى)


    (5)

    الوطن الغني الفقير!!...






    مجرد أن أنزل الكرة من الرف، وفي طريقي للكاشير، كنت أسمع صرخات ابن اختي، وقد سجل هدفا "بها"، في مرمى مكون من طوب وقمصان مكرفسة، ومليئة برائحة الحلبة ولبن شاي الصباح، وحين تقول لي الفلبينة "خسمين ريال"، تتراءى لي شقلبته أمام فسحة الحوش، وهي الأغلى، والأحلى!!...

    كنت ارتب في الحقيبة، قمصان وبناطلين، قطفتهما وأنا راجع لوطني، كما يقطف خالي حبات الطماطم، بفرح غامر (هذا سألبسه للسفر، وهذا لعرس سوسن، وهذه الكورة لمدثر، ..)، كانت الشنطة مليئة، مثل بطن أنثى حامل، حامل بعشرات الهدايا، بل مئات....

    حتى الحلق البلاستيكي، الرخيص جدا، سيرقص في اذن (رميساء الصغيرة)، وهي تركض لدرس العصرية، بعد أن تأخرت بسبب المسلسل التركي!!..
    (حلقك حلو)، هكذا تقول لها فوزية المعلمة، فترتسم قصيدة على محياها!..

    كبطن أنثى، حقا، أمتلات الحقيبة بكائنات حية، (أقلام، ألوان، ملابس، عمة، اسكسوارات، صابون، شكلاته، ثياب، عطور، بناطلين، بندول، فنايل)، سينفخ فيها أهلي واصحابي الروح، والألق، وترتسم على محياهام لوحة لا تنسى، على الإطلاق!!..

    ***

    مرت الإجازة كبرق... كبرق شق ظلام الملل، وكعادته، وكغريزته، تلاشى عجولاً...

    ***


    والآن أرتب في الحقيبة، كي تغادر عيوني محاجرها،ذات الحقيبة التي امتلئت بالحمام، والنخيل، في قدومي، هاهي تأوي أكفان، تسمى مجازا قصمان، وبناطلين خاصة بي!!

    كعادة المناخ في بلدي، يقسو على البذرة، كي تهاجر أوراقها، وزهورها، وثمرتها، وظلها، ودموعها إلى فجاج عميقة، (ضل دليب، يزرع، ويضلل هناك)، وتبقى ساق عجفاء، بلا شعر أخضر، أو ثمار متوهجة، (اشتهي أن اشرب الشاي مع أختي علوية، ومحاسن، وحسين وعبد العظيم، معا معاً معاً)، دعاء بسيط، وساذج، ومستحيل، فلم شمل أسرتي، صعب، كأن تعود أوراق شتتتها الرياح إلى أغصانها، والرياح لا تزال تولول، مضخمة ساديتها....

    شنطة سوداء، (لا تحاكي عيون الحبيبة، ولا صوت أمي الملي بالحداد)، بل تحاكي أي غد، تجري ساعاته، ولحظاته، بعيدة عن شمس وطني، ونبضه الفريد...

    (ما في داعي للمكوة) هكذا قلت لندى، بنت أختي (فتاة طيبة، حياتها معجزة، مثل لهب شمعة يرقص واهنا، رغم أصرار الريح الصرصر على ابتلاعه)، فهي مرهفة، بشكل يهدد حياتها، بالموت، أو الجنون، لا أشك أنها حفيدة إدريس جماع...(داير شنو تشيلو معاك، فول نبق، ويكة؟) سؤال خالتي التقليدي، رائحة المكوة، ملابس مبعثرة في السرير، كجثث لغارة جوية يومية... قمصان جميلة، كفن جميل لجسد سيفارق روحه... بنات خالي جئن للمساعدة، كعادتهن، في السراء، و(الضراء)، الجدران تبكي، المكوة تدوس على كرمشة الكم، بحرقة، كي تحرقها .. تضغط سوسن الصغيرة على الكم بقوة، ثم ترشه من فمها، من منقارها، من لسان يشق صمت حوشنا كل صباح (كيف أصبحتو ياخلاتي علوية)، أنا غريق، غريق، اتمسك بكل شئ من حكاوي أهلي، أيتها القابلة ارجعيني لرحم أمي، فصرختي الأولى لم تتوقف، ولن تتوقف، بل تفاقمت، إلى أنين وبكاء وجنون......


    (قاسي قلبك علي ليه) خرجت موسيقى الأغنية من موبايل (إشراقة)، رنين لمكالمة من أخيها كرم الله، ردت عليه بعبرة وحشرجة (كرم عامل كيف... عبد الغني مسافر الليلة)...

    دخلت القصمان الحقيبة، كما يدخل السجين الزنزانة، فهذا آخر عهد لها بالإيدي الآدمية الحنونة، وبالطشت، أيدي تغسل الكم واللياقة بإحساس من يغسل طفل، أو يتحسس حنايا الحبيب، ثم تعلق القمصان، كالعصافير على الحبل، كي تنزف ماء الوطن، قطرة قطرة، وتجف من أوساخ وطني وغباره المبارك...

    الحقيبة صغيرة، وسأحمل بداخلها نهر النيل، سألفه بدقة، حتى لاتضيع منه موجة واحدة، أو تغرق مركب، أو تختنق سمكة، والقباب لو طأطأت قمتها الشامخة، كي أحشرها مع كتاب الإنداية، وديوان ابن الفارض، وناس من كافا، وذكرياتي في البادية (سيؤنسي إبراهيم أسحق، وحسن نجيلة، وأولاد الماحي، حشرت أختي في جيب الشنطة، أشرطة لحواء الطقطاقة، ومحمد اللمين، وشراب الوصل "للبرهانية"، و نانسي عجاج "يالله ياغني بتغني بإحساس، كهذا قالت وهي تحشرة مع أشرطة متنوعة!!...،.

    مدثر الصغير يلتصق بي، رغم الإغراء الكبير (أمشي جيب صلصة وزيت وشيل الباقي كلو)... أولاد أختي، بل أخواتي، في الغرفة المجاورة، يتحدثون في مواضيع عادية، عادية، (غير عادية، ستحتل مكانها لهجات أخرى، هندية وسريلانكية وشامية) تشعرني بأنني نبات صيفي، ذرع في عز الشتاء....

    الحزن كالهواء، يملأ رئة المنزل، حتى سمية (ذات الثلاث شهور)، (فهي حديثة عهد بفراق جنة الرحم) كانت تبكي بحرقة، ثلاث ساعات لم يتحدث أحد، أمي تخرج وتدخل، للمرة الثامنة، دون أن تلفظ كلمة واحدة، السكون الذي يسبق البكاء، تذكر أمي أخي عبد العزيز، المسافر في تخوم السماء، مع أي سفر لي، سوسن يوجف قلبها، سنة كاملة لن تراني، وهي لن تصحو على مطر بارد جدا، يسقط على رأسها كل صباح، مطر يسقط من كوز، (والله ما بنسمع عثمان حسين إلا معاك)، ثم تمضي مغنية بصوتها العادي (والله كل ما نسمع عثمان حسين نذكر رقدتك و....)، قالت كلمة (والله) بأسى وكبير، وكأنني قد سافرت، في خيالها، ب(بالفعل) ولي سبع شهور...

    دخلت أمي مرة تاسعة، جسمها ملئ بالعرق، وخاصة ظهرها، فهو يقابل فتحة في الراكوبة، يكتوي ظهرها بنار الشمس، ونور الحب دوماً، أحس بأني عاق، (بكرة حا أصلح قد الراكوبة دي)، وهل يأتي بكرة خالي الوفاض، عزائم، ودعوات، أو كسل، ولكن ليست بأهمية ظهر أمي المكتوي....

    أغلقت أمي الشنطة، وهي تتنفس بصعوبة، ورشت عليها رمل أحمر من ضريح سيدي الحسن أبو جلابية، أحسست وكأنها تفكر في إعادتي لرحمها مرة أخرى، غنوة أخرى!!..

    طوال الإجازة، أصحو في العاشرة، وفي هذه الفترة، تكون فاطمة بت عبد الله، الصغيرة، قد باعت أكثر من خمس أدوار كارو، وحضر خالي من الحقل متعباً، طيباً، أما أمي، فهي دوما تسبق عباد الشمس، في يقظته الحتمية، كي تعد اللبن للأطفال، ثم تجمع الجرائد، والتي قرأ اخي عثمان صفحاتها السياسية، والرياضية، ومعه قرأت صفحتها الثقافية، فتدسها أمي في فرن الكانون، محاطة بالأحفاد من كل جانب، فتصحو رشا، وفي انحناءة واحدة، تكنس ما يعادل نصف ملعب كرة قدم...

    لا أقوى، بل لن اقدر على وصف لحيظات الفراق، فقد اتسعت الرؤية، فضاقت العبارة.....

    خرجت من الدار، كان هناك طفل وأمه في فسحة أمامنا....الخريف زخرفها بما يشاء من إبداعه السنوي الساحر... تسمرت أمام المشهد، أنه آخر مشهد، طرف الثوب الأخير لطفل ينزع من أمه، لطفل يغرق في عتمة البعاد،..

    كان المشهد الأخير، اللقمة الأخيرة لطفل جائع، يلوكها بمهل. بين طفل وأمه، في فسحة عريضة أمام البيت:


    يركض الطفل بعيداً عن أمه، عن وطنه، وقد أفلت من يدها، يجري مسرعاً أمامها، ثم يتوقف، هل فتر؟ أم أحس بألم فراقه لأمه، نأى عن وطنه، إنها مجرد 50 خطوة صغيرة تبعده عن يدها الحانية، التفت خلفه وهو ينظر بشغف لأمه، والتي لم تغير إيقاع خطواتها، ينشغل بشي في الأرض وهو جالس في انتظارها ، شئ نفيس، وإلا لما سرح في تأمله، إنها خنفساء ملساء، لونها أسود ذو نقط صفراء، ولكنها تومض كزحل في عينيه الشاعرتين دوماً، غرق في نشوة لمس ظهرها الأملس، تاركاً أمه تتجاوزه، بخطواتها الموزونة.

    فجأة هب مذعوراً، وكأنه أحس بأن أمه أغلى من روعة حركة قرني الخنفساء، ليت بمقدوره أن يراقب قرنيها ويلحق بأمه في آن واحد، ركض سعيداً لأمه، وعينيه تتابع قرني الخنفساء وهي ترقص كأشعة الليزر، أمسك بيد أمه، وكأنهم لم يلتقيا منذ سنين، حنان بالغ لا يفارق محياة ومضة برق، نظرت الأم ممتعضة إلى الطين الذي يحنن يديه.

    فشلت كل محاولاته في وزن خطواته الصغيرة بخطواتها ، أمه لا تعير اهتماماً للأشياء النفسية التي تسب عينيه الشاعرتين، إنه مشغول بنفائس الأرض وكنوزها، حشائش وحشيرات وحصى ويرقات، أمه تبدو مشغولة بشي ما، شي في الماضي، في المستقبل، وهو غارق حتى أذنيه في أنثيال الحياة أمامه، يجري يساراً، ثم يعود، يميناً، ثم يعود، خيط لا مرئي يربطه بأمه، يفكه، ويربطه، أحياناً يجري بكل قوته ، وكأنه يريد أن يمسك ملاكا غير مرئي، في عين أمه، فر من يديه، أو يحاكي غزال، يقفز بداخله.

    ركض سعيداً نحوها، يحمل بكفه الصغير شئ عزيزا، التقطه من ظل شجيرة صغيرة، كي تطرب مثله برؤيته، ، كان سعيداً بصيده الثمين، أنها حبة قمح جميلة، تعثر في طريقه، كعادته، ضاعت حبة القمح، ظلت عينه ترقصان كالبندول بحثا عنها، وحين عثر عيلها، نظرت أمه لها بفتور وهي في كفه المتسخ، وبخت كفه المتسخ، ولم ترى حبة القمح تتلألأ في حقل يده الغضة، السعيد والمشرف على الموت لا يتفاهمان، ليس ذهن الكبار معيارا للأشياء، يجري ثم يتوقف، متنازع بين حياة القطيع والتفرد، يجري بقوة وكأنه مسكون بمارد، أو مطارد من قبل حورية، يتعثر، ويقوم، فيسقط أرضا، أيود أن يطير، مقلدا الحمام والفراشات، لا استحالة بقلبه الغض، يبكي من الألم، تبتل خدوده بالدموع والطين، يخربش الارض المبتلة بريشه أنامله، تتجاوزه أمه للمرة الثامنة، أهم في سباق!؟، إنها ذاهبة للبيت، وهو إلى أين، معها، لم ينشغل ذهنه بهذه الترهات، المسلمات، إنه لا ينظر سوى لأنثيال الحياة أمامه، نافورة من الخمر والدهش حيث ما يولي بصره، تاركاً لفطرته العنان.

    أنه يغير خطواته عشرات المرات، يسرع ويبطئ، و هي، موزونة الخطوات، والخيط الرفيع لازال يربطه بوطنه، بأمه، قوة طرد وجذب مركزية، نجوم تدور في أفلاك، صورة مصغرة جميلة لما يجري في الأفاق، بريق سحري ينبعث من كل الأشياء، انبطح على بطنه كي يتفرج على موكب النمل، أنه يسمع أنينها وهي تتسلق جبال الحصى، أن يرخي سمعه لموسيقى أرجل النمل وهي تضرب بأقدمها الأرض، لا يكترث لاتساخ ملابسه، لا يقدم فاضل على مفضل، الأولية للفرح، (تعالي شوفي الخنفساء)، (ماما شوفي الحصي دي)، (زهرة صغيرة صفراء) (اسمعي صوت اليرقات) (ماما السحب رسمت فيل) لا حياة لمن تنادي، (من جهل العزيز لا يعزه)، لم تتغير خطوات أمه، ظلت كما هي، بدون أن يثير فها الأفق، ورقصات السحب، وقافلة النمل، ودغدغة النسيم، ورائحة الحشائش، أي شي، كي تلتفت لها، مثل صغيرها الولهان بكل شئ، بكل شئ، حتى فتور أمه، لم يأبه سوى لنفسه المترعة بالحب.

    يجري ثم يعود لأمه، أي خمر شرب، حتى يرى الضوء يبرق من الحصى، الفحم، أعواد الثقاب، القناني، يسبق أمه بخطواته الصغيرة، ثم تسبقه أمه بخطواتها المحسوبة، الموزونة، أي سباق هذا؟...

    *******

    ركبت الطائرة متجها نحو قبري، كنت بطل المسرح، شئ عزيز، تنتظرني إخواتي آخر الليل، تمر أمي على سريري أكثر من سبع مرات وأنا نائم، كي تغطي أي سنتمتر وقد انزلقت منه الملاءة، وتتمتم (أحرسه بجناح جبرين)، نون أمي عند الله لام، وحين أصحو في العاشرة أجد كل شئ أمامي، البسمات، والشوق .. إلى الشاي واللقيمات.. أصحو في العاشرة كما يحلو لي، وليس على صوت قنبلة المنبه، وهي تفرقع في الخامسة صباحاً، عابسة، كالطريق إلى العمل، كالزملاء، كالزمن السلحفائي، وهو يحبو نحو إجازة سنوية أخرى، بعيدة....




    ....
                  

08-10-2009, 07:37 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    ...

    مقام الذم
    بقلم: عماد عبدالله

    (من لايعرف الذم، لا يعرف المدح، ومن لا يعرف الضلال
    لايعرف الايمان، ووجدك ضالا... فهدى)..




    تعرف ، هذا الوطن الأجمل .. مرق من نفسي يا عبدالغني ..
    مُسأم هو بكل الضجة الفيهو .. الكواريك البتجيب الطاش يا عبدالغني ياخي .. كواريك و عويل و هياج من يوم الله أدخلنا في تجربة أن نكون مواطنيه .. عك و مجابدة و مكابدة في أي شي و علي كل شي .
    و كأنك يا هذا البلد بيت بكا كبير .. فراش يجب فيهو إنك تعصر برشو و تسكت - أو تتكلم واطي .. فتأمل هذي الواطي - تقرا جرايد سهتانة و تسمع سياسة مقرفة و مسوسة و فقرانة ، تمارس الطنطنة و العنعنة و المسكنة و المشأمة ، رياضة وحلانة في امراضها .. إعلانات مومسية تنادي علي سلع أكتر عهر و فراغ .. تمارس أحاديث بائسة لا تودي و لا تجيب .. أفكار خردة و صنميات أقوال و أفعال .. ذات الزمن الواقف و غبي و لايووق ياخي ، ذات الكلمات ذاتها بذات الشوف ذاتو و أنماط البصاير ذاتها .
    في كل يوم يسممني هذا البلد الذي كنت أحب يا عبدالغني ياخي .
    في كل يوم تزيدني الحكومة كرهاً لها و هي تجلد في حيوات الناس .. و تسومهم سوم نعاج .. هذه السلطة العقاب المسلط علي الخلق .
    في كل صورة تلقطها العين لازم يدخل معاها قذى و إبر و بلوات و محازن .. لامن تكره تفتح عينك . ثم سمعك .. ثم فؤادك .. لامن تكره تفتح عقلك و روحك خوفاً من أن تتلوث فيك الجذوة اللسه باقية من بقية ما كان في يوم إنسان .
    كلها هذه الجوارح يا عبد الغني ياخي اتساطت بالأوجاع و الأوجاع و الأوجاع .
    السمع و البصر في هذه البلاد ليست نعم من الله و آلاء .. جعلوها سياط عذاب يا صاحبي .
    بقى الحال ما يدعو للتغيير ، تغيير لشنو ؟ منو ح يسوق الناس دي في درب التغيير ؟ منو يا عبدالغني ؟ ..
    الحال إتعدى حلم التغيير - هذا الحلم العنقاء - صار الان يدعو للنفدان بالجلد .. و بقية الرويحة .
    أناني أنا ؟ ..
    ياخي أناني ..
    ( قال صاحبنا : حلمنا بتغيير حال البلاد فغلبنا ، حلمنا بتجميل حال العباد فغلبنا ، بتجميل حال مدينتنا فغلبنا ، حلمنا بتجميل حال حينا برضو غلبنا ، بتجميل حال بيتنا فغلبنا ، فيا رويحة الجن .. الله يقدرنا على تجميلك و تهذيبك ) .
    تعال شوف كيف إرادات الناس هنا ملجمة ، و الأفراس الكانت برية و خيل بقت حصين كارو .. الإرادات دُجِنَت يا عبدالغني ، دجنتها الحوجة و دجنها القهر ياخي .. و ( قِل الوالي اليرشد . كما تقول الوالدة ) .
    و كضابين كل الكلامين البيتكلموا .. هذه السلطة ركبت البلاد سرج و دجّنت و طهمت من كنا نناديهم خيلنا و ركازتنا و الجبال التي نلجأ إليها حين السيل .
    مسؤول أنا عن كل كلمة اخطها هنا .. كل المجعجعين باسمنا كاذبون .. كل من يعلو صوته يعلو صوته فقط و يصغر في المقابل عمله .. ألا ما أقبح من يبيعنا الأحلام فنتخذها حيطة ننسند عليها .. و هي سرابٌ ببلقع .
    أقول ليك .. مافي زول راجي شي هنا يا عبدالغني .. الناس راجية الله بس يرسل رحماته طامة أو نصيبة أو غضبة أو قيامة تكنس كل هذا العفن .. غير الله ما راجين شي ..
    متشائم ؟ إنهزامي ؟ سجمان ؟ .. فليكن ..
    لكنها الحقيقة الكل يوم مسورة أرواح الناس .. و يغتغت عليها المغتغتون بجعجعات النضال و كواريك الكواريك .. و هم في غيهم يعمهون .
    أما جلاميد الأحجار الصوان التي نصبت أنفسها صوتاً لنا و قيادة للتغيير فهي فشوش .. من أولها لآخرها فشوش يا صاحبي . دُمي من الطرور .. من أول الحزب الديني المتيمن و متنضر باسم الله .. و لآخر الحزب المتيسر و الديمقراطي التقدمي المكنكش في نص العصاية ..
    و ياريتها عصاة موسى .

    بقلم الفنان الشامل/ الأخ العزيز جدا، عماد عبدالله...


    ملحوظة:
    العنوان مني، والمدخل، لهذا القدح الحي، النبيل، وماورائه من توق للنقيض والحقيقي والفطري، لو كانوا يعلمون..


    ....
                  

08-10-2009, 08:18 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    الجميل الغني / عبد الغني كرم

    أشياؤنا الصغيرة

    أشياؤك الصغيرة


    المتعة التي تدلقها هنا من قطرة ما تندلق من نقاع زير فتغدو حكاية ورواية ذات تفاصيل تنبض بالحنين

    قبلها قرأت لك نص باذخ لحب الشاي وفورانه داخل كفتيرة بس

    تكتب عن جمال لانحسه إلا عبرك وعير يراعك نمر به ولانراه لكأني بك توجده أنت وقد كان في غيابة الوعي قبل الآن

    كتابتك من القلب إلي القلب

    لكم أحبك وأحب قلمك
                  

08-11-2009, 05:39 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: محمد الطيب يوسف)


    (6)

    مكتبة البيت!!...




    لأبي مكتبة، لأبي، ولأخوتي، مكتبة أخري، مكتبة أبي في الغرفة الطينة الكبيرة، وهي كتب محددة، القرآن، والسيرة النبوية، لابن هشام، وكتاب طبقات ودضيف الله وبعض كتب السير لبعض القبائل السودانية، والقرآن موضوع في كيس أحمر، ولونه غلافة أحمر، أيضا...

    أما المكتبة الثانية، والأهم، لفضلونا، فهي دولاب أزرق اللون، في الصالون، بل في الركن الشمالي الغربي، ممتلئ حتى أخره، وكنا نتعب كي نفتح ادراجه، أنا وابن اختي، في غياب أخوتي الكبار، وكنا نحب الرجل الملتحي، والذي تظهر صورته بعد صفحة شفيفة، تكاد تكون زجاج، مغبر، وتلك المجلدات الخضراء لأعمال تيشكوف، والكتاب الكلاسيكين الروس، والبيان الشيوعي، وكافكا، وصباح الخير، ووقائع الدهر، والاسلام والفنون، ومسودات لمشاريع كتابية لأخوتي، قصائد، ومسرحيات مثل( القمر المنحوس وبوادر التنكيل)..لأخي عبدالواحد، وقصائد مكتوبة بخط الثلث لأخي عبدالعزيز (سواقي الحجيم)..

    ويتملئ رأس الدولاب، مثل بص الحلة، بكتب ومجلات كبيرة الحجم، مثل أكتوبر، وأخر ساعة، وأطلس العالم، وكتب مصورة، وتماثيل، من الجبص، (يحب اخوتي الرسم، وعلى دربهم، مضى المرء)، ما ألذ التأثير، وما أبغضه..

    منذ طفولتي، شاء القدر، ان يحب أخوتي القراءة، فكانت مجلات صباح الخير، وروز اليوسف، واكتوبر تحج للدار، كل اسبوع، وكنت اشم كل واحدة على حدة، حتى قبل القراءة، كنت اجلس خلف اخي، وهو راقد في السرير، وقد ثنى المخدة، وأنا اضع حنكي على كراع السرير، وأقرأ "الصور"، فلم أكن اعلم ماهي اللغة، والحروف التي تتلوى مثل الديدان، وكانت تشدني صور روز اليوسف بالصحفة الأولى، وهي صفحة مكتظة بالصور، لممثلين، ورجالات دولة، واخبار الإثارة، (رجل ينام مع الثعابين)، وكنت اقرأ "الصور"، أكثر من أخي المشغول باللغة، أنا اتفرج على صور، وهو يتفرج على صور ذهنية، ياليت شعري ما السعيد...

    وفي مجلة اكتوبر، كنت احب صور النهاية، واتعجب "كيف تكون أمرأة عمرها سبعين سنة لابسة بنطلون؟؟، وكيف نحرها عاري"، وقاعدة ملكة، ولذا كانت المجلات هي فتحت عيني على عوالم آخرى، وانماط من الحياة أخرى، وضماير أخرى؟ صيغت بصورة لا علاقة لها بتربية قريتي، ... وعوالم اخرى، وبعد تعلم القراءة، صرت احب مقالات انيس منصور، وتساؤلاته الفلسفية، وعلاقته بالعقاد، في كتابه الممتع، (طبعا قبيل اكتشاف موارد أفكار أخرى، أغرى، وأعمق)، في صالون العقاد كانت لنا ايام (حاليا لا احب انيس منصور، ولا العقاد)، بل تلك كانت مرحلة، والعقاد يلف ويدور في أفكار عادية، جدا.. جدا، وأنيس ماهو فيلسوف، بل محب لها، بل العقاد، أحس بأنه يسرق افكار معاوية نور "ياربي تعصب"...

    وطبعا جرت الهواية، من حيث القراءة، لمحمود السعدني، ولمفيد فوزي (رجلا، وامرأة)، عابد؟؟...

    أما مجلة العربي، فلها القدح المعلى.. كنت احب، ولليوم "رائحتها"، فقد كنت اتلصق على اخي وهو يقرأها، واتابع الصور، وخاصة تلكم التقارير المصورة عن مدينة من المدن العالمية، وبالأخص في اسياء، وبالضبط دول زي كازخستان، وكمبوديا، والصين، والهند، وكنت اتعجب من وجوه الناس، والملبس، والتراث الشفهي، والاساطير، (وكنت اضحك حتى اكاد اقع، وأنا اقول لأخي عاين ده وشوش كيف)، وكنت الاديان (كلها)، ونمط البيوت، والزخارف على الابواب، والرقصات، ووجوه العجائز، كنت اعشق وجوه العجائز، بل عيونهم كانت تخرج من بين السطور، وتدفئ قلبي، بنعمة العطف، والرحمة، (عشان حبوبتي ماتت)، وهن يشبهن حبوبتي، وكنت اتصور بأن حبوبتي ولدوها كدي (لم أكن اعلم بأن الزمن هو الذي يخلق الوجه الغض، والمجعد)، والميت، ...

    وراودتني نفسي مرة بقراءة قصة عالمية، مترجمة، ومن ديك، وعيق، احسست في القصة صدق، وفن، وعاطفة، وفكر، معا، وأحسست بأن القصة، تحكي عن الشعب، ووجدانه اكثر واكثر، فاسترسل القلب مع رسول حمزاتون، ومع الشاعر التركي العظيم، ناظم حكمت، وقدرته على خلق مجد من وقائع ساذجة، وفرحه بالمهمشين..

    ثم جاءت مجلة الدوحة، لتزخرف ادراج مكتبة صغيرة بالقرية، وبالبيت... فصرنا نرأي رسومات قطب، وحكاوي زكريا ثامر، والطيب صالح، والشوش، ومقامات، وعلى تخوم السينما (كما يحبها عبدالله عثمان)..

    وحاليا مجلة نزوى العمانية، ومجلة افاق عالمية الكويتية، ومجلة نيوزيويك، ولموند الفرنسية، احب قراءة المقالات السياسية بالعقل الغربي (العقل العربي، زي ما قال محمد عابد الجابر، لم يخرج حتى اليوم من ثالوث (البيان، والعرفان، والبرهان)، لشي قديم، وليس ابتكار طرق جديدة، كما ان نظرية المؤامرة "افسدت التفكير العربي كله)، وزي ما قال الاستاذ، مشكلة الفكر (قلته، أو التواءه)، وفي العرب والمسلمين ملتوي، خلق في دائرة، زي جمل الطحن، (كأننا ياسعد لا رحنا، ولا جئنا)، عشان كدة ظلت كل المسائل معلقة فكريا، منذ المتزلة، وليوم الناس هذا، نفس المشاكل، (الفرد ام المجمتع)، التسيير ام التخيير، النقل ام العقل، مافي مشكلة حلت فكريا، ومن يحلها ؟ مصيره معروف لديهم، يختار له الفقه، والسلطان ثلاث مصاير (يقتل، يسجن، يهان)،..



    اما مجلة كوريانا، فهي مجلة دسمة "ياخي جميلة، ورائعة، شدييييييد)، هكذا قال احمد جون حين اعطيته نسخة منها، فهي رقيقة الحاشية، محتشدة باحترام النشاط اليدودي والفكري والادبي، لكوريا الجنوبية، حتى المطبخ الكوري، له اعتبار في المجلة، والصناعات اليدوية شي مقدس، كما هناك حترام بالماضي، وللحق هناك عيد وطني (للحبوبة، والوالد، والوالدة)، في كوريا، تأجز له له الدولة (يعني عطله وطنية)، ويركع الاطفال امام الحبوبات، بصورة عريقة، للجذور (هناك صور رائعة وبتعادي باحترام الام، والحبوبة،)، كأنهم جسدوا الحديث النبوي (الجنة تحت أقدام الأمهات)، وكأنهم جسدوا مقولة الاستاذ (أنت)، هي الإله الأعظم، وأنت كل شئ حولك، مادة، أو حيوان، أو انسان، أو بيئة، أو اثير... فعلا، لا إله، ألا... أنت..

    وفي نهاية المجلة هناك قصة، ومقدمة عن القصة، لكاتب وقاص كوري، ولفت نظري حنيتهم، وقدراتهم في تصوير الانسان، المتوجع من الحضارة ا لمعاصرة وصخب الحياة، وحنينهم اجمعين لسالف الايام، ومطالبتهم بإعادة الروح للاسرة، والحميمية، والانسان، والبيئة، والقلب..

    كما لفت نظري كثرة "النساء"، في كتابة القصة، وشكوى النسا من هضم الرجال، وقدرة النساء على التبعير عن العاطفة، والشعور بالجمال وبالآسى، وبالظلم، أكثر من الرجل، في الحكاية الكورية..

    وللحق، بحب القراءة، اكثر من مشاهدة التلفزيون، بل نادر ما اشاهد التلفزيون، اللهم إلا خبر مهم، وحوار، أو الجزيرة الوثائقية، ولكن تظل المجلات هي صديقي وزميلي، وأنيسي بالليل، حين ارقد، وهي تلعب على صدري، وتحكي لي مثل شهرزاد، عن الاصل والفصل، في الكون، والحياة...


    ....
                  

08-11-2009, 06:23 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    الله يفتحا عليك دنيا واخرة
    يا عبد الغنى يا فنان

    شوف الاشياء الصغيرة والعادية دى تتحول عندك كيف
    الفنان هو القادر على خلق المعادلة السحرية


    كم حجر كان مرمى على الطريق
    ما فى زول جاب ليهو خبر
    حتى حوله مايكل انجلو لتمثال مبدع

    وكم
    انغام مرت حتى نظمها بتهوفن فى سيمفونيات

    وكم نفاج وصل بين البيوت حتى
    كتب عنو محجوب شريف

    وكم نخلة مالت على الجدول
    قبل ما يخلدها الطيب صالح

    وكم اهه شهق بيها عاشق
    اطلقها وردى بعذب الغناء


    هسا المقشاشة دى فى زول كان راتى ليها


    اشكرك
    اثرت فى شجون من المحبة
    لاخواتى فى مهامهم المنزلية العظيمة
    قش الحوش
    غسيل العدة بعد يوم صيام متعب
    شاى المغرب
    غسيل الهدوم
    نظافة البيت بعد الهبوب المزعجة


    عبد الغنى
    اخواتنا ديل نجازيهم كيف
                  

08-11-2009, 06:46 AM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: mohmmed said ahmed)

    **حبّوبة..
    هذا البوست يا عبدالغني كرم الله يا مجنون ياخي(كما يطيب لصديقك خالد عويس مناداتك إعجاباً و تحبباً)ذكرني بجزء يشع نوراً في كل بيت سوداني ...
    هو ركن حبوبة
    من الصباح ذكرتني حبوباتي...وهل نسيتهن؟؟!
    من الصباح بتذكر في حبوباتي رحمة الله عليهن
    حبوبة كلتوم أم أمي و حبوبة فاطنة أم أبي أو(تاتا) كما يناديا أحفادها
    الحبوبات ضرا و حنان و حزم و ريحتهن رشة أمان و طمأنينة للنفس
    من الصباح أدمع حيناً و أبتسم أحياناً من طلاوة الذكرى
    كلما تذكرت حبوباتي تذكرت وصفاتهن البلدية
    خبراتهن اليومية في الحياة
    خبراتهن لجمال الداخل و الخارج
    نصائحهن لتكون حفيداتهن باهيات
    كان مجلس حبوبة تاتا تحت ظل شجرة الفايكس الضخمة في منزلنا
    لا تبرحه إلا لتغيير مكان النوم
    كانت تشع من صفائها صفاءً على كل المنزل
    كنت أحس أن منزلنا فيها و ليس هي في منزلنا
    كنت أحس أنها منزلنا
    رحلت عام 1991 كما رحلت حبوبة كلتوم بعدها بعام 1992
    وكأنهما تؤكدان ما هو مؤكد أصلاً:
    إنهما توأمان حتى في الرحيل!
    بيت سوداني بلا حبوبة (كان مرهة كان مشلخة) ...خلا
                  

08-11-2009, 07:04 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: lana mahdi)

    عبد الغني .. (كلماتنا في الحب تقتل حبنا)
    المقشاشة أحيت السودان والدول المجاورة
    ليس كمجد الكلمة شيء

    سأكسر كل قواعد (حقوق الناشر) وأنشر هذا
    الخيط وسط كل من أحب ..

    والله من أمس أنا مبسوط رغم (الحر والضبان
    والحاصل لينا في كل مكان) .. واصل يا
    عبدالغني سيتشرف تاريخ الإبداع أن يكتبك
                  

08-11-2009, 08:09 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    ()


    المرأة.. وقعاد البيت الطويل!!..




    زمان، كنت اتعجب من قدرة اخواتي على القعاد في البيت، كيف ده، لا يخرجن إلا نادرا؟؟

    لم يكن ابي متزمتا، ولا أخوتي.. (لاشك للمجمتع اعراف)، ولكن بيدهن القدرة على الخروج من السجن (البيت كما كنت تصوره)، يااااه، هناك اشياء يعلمها الزمن (يبدو استاذ ذكي)، بالحيل بتتعلم من الأيام، مصيرك بكرة تتعلم، من يعلم الطفل مرارة الضلال الداخلي، من يعلمه نشوة القبلة، وممارص الوصال (سوى الاستاذ الكبير: الزمن)، بل القبر، قيل بأنه غريب (خلوة القبر، أشرف الخلوات)، كانه قصر داخل الارض، مثل قصور البذور، وهي في رحم الأرض..

    ماهذا؟
    منذ ان رجعت من المدرسة، لم تخرج من البيت، حتى صباح الغد، سوى ناس خالتي ورجعت..

    ياله من سجن، أين ماجلان، وماركو بلو، بداخلهن،؟ أين نوق ابن بطوطة، ومسرات الرحيل بطرق القرية، والمدينة، والمدن؟...

    ونحن لا نكاد ندخل البيت من المدرسة، حتى نطلع بعد الغداء للتمرين، وبعد التمرين، وشراب الشاي نطلع ونقعد تحت العمود، (مكتوب عليه أحب آمنة بخط فحم) أو في الفسحة وسط الحلة، أو مشوار لحفل في قرية أخرى، وهكذا دواليك..

    وكنت اعجب من سجن الدار،؟؟
    كيف قيض المجتمع، وعبر اعرافه سلاسل من القيود على المرأة..

    ولكني الآن، وكما يقول اللبنانين، بلجتهم اللطيفة، صرت "بيوتي"، أي احب القعاد في البيت، وحاسي بأنه عش، ومأوى، ورحم حنون، أتقصى الحوائظ، واراقب النوافد، وأشكر السقف، وأحس بأمن، وعلاقة حميمة، بل جارجه فيه.. للحق، حين علمت بأن صمويل بكيت، آسر العزلة، كنت استغرب (يشبه أخواتي)، ولكني الآن اغبطه،على ثراء دواخله، واكتفائه بها..

    هل سبقتني أخواتي لهذا السر..
    "سيرك منك، وصولك إليك..

    المرأة شاعر (الجمال داخله، وليس في حواشي الكون)..

    وهل تحس المرأة، بجلبة الدفق الشعوري القوي فيها، بأي تفاصيل، تمر عليها، أو تقع عيناها، " تلاحظ أخواتي أدق وسخ، ولو في طرف السرير، أو ملاءة مكرفسة،

    بل يصرخن معا، مع خروج الضيفة..
    يااااااه لونه جميل..
    يقصدن الحلق الصغير، والذي كان يرقص على اذنيها، وهي تنظر بين أخواتي، يمينها ويسارها..
    وهذا الضيفة، لم تجلس سوى دقائق، مع ذكر تفاصيل ثوبها، وشعرها،الخ"،
    وأنا لم ألاحظ حتى وجودها في البيت..
    (شق ثوب الوهم عن ذاتك، ينشق غطاها، وأدخل الجنة في دنياك، وأنعم بشذاها)..
    المرأة، مطلق مرأة، تنعم بشذى الجنة، هنا، بتلكم الحواس المتوثبة، دوما..

    قبيل أيام، كنت أقرأ، في كتاب رائع من سلسلة المعرفة الكويتية "سلسلة محترم جدا"، اسمه "العلم الانثوي"، وعن بروز المرأة على مستوى العلمي، وقدراتها الاستنثائية، وعن عالمة في الكمياء، عبقرية، قالت بأنها "كانت تتعامل مع الحيوات اللامرئية، الجراثيم وغيرها، كأنها إنسان، كأنها كائن حي، وتتأمل شاعريتها، وحياتها، وخوفها"، وبأن هذه "العاطفة"، كانت سبب تيممها، بالبحث والتقصي، ساعات طوال (يااااه، كم مشاعرها رقيقة في الميلاد، والخوف من الموت)، إنها تحكي عن كائنات، لا ترى، بأعتى المجاهر..

    العاطفة، خادمة للفكر..


    ...
                  

08-11-2009, 08:10 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    ()


    المرأة.. وقعاد البيت الطويل!!..




    زمان، كنت اتعجب من قدرة اخواتي على القعاد في البيت، كيف ده، لا يخرجن إلا نادرا؟؟

    لم يكن ابي متزمتا، ولا أخوتي.. (لاشك للمجمتع اعراف)، ولكن بيدهن القدرة على الخروج من السجن (البيت كما كنت تصوره)، يااااه، هناك اشياء يعلمها الزمن (يبدو استاذ ذكي)، بالحيل بتتعلم من الأيام، مصيرك بكرة تتعلم، من يعلم الطفل مرارة الضلال الداخلي، من يعلمه نشوة القبلة، وممارص الوصال (سوى الاستاذ الكبير: الزمن)، بل القبر، قيل بأنه غريب (خلوة القبر، أشرف الخلوات)، كانه قصر داخل الارض، مثل قصور البذور، وهي في رحم الأرض..

    ماهذا؟
    منذ ان رجعت من المدرسة، لم تخرج من البيت، حتى صباح الغد، سوى ناس خالتي ورجعت..

    ياله من سجن، أين ماجلان، وماركو بلو، بداخلهن،؟ أين نوق ابن بطوطة، ومسرات الرحيل بطرق القرية، والمدينة، والمدن؟...

    ونحن لا نكاد ندخل البيت من المدرسة، حتى نطلع بعد الغداء للتمرين، وبعد التمرين، وشراب الشاي نطلع ونقعد تحت العمود، (مكتوب عليه أحب آمنة بخط فحم) أو في الفسحة وسط الحلة، أو مشوار لحفل في قرية أخرى، وهكذا دواليك..

    وكنت اعجب من سجن الدار،؟؟
    كيف قيض المجتمع، وعبر اعرافه سلاسل من القيود على المرأة..

    ولكني الآن، وكما يقول اللبنانين، بلجتهم اللطيفة، صرت "بيوتي"، أي احب القعاد في البيت، وحاسي بأنه عش، ومأوى، ورحم حنون، أتقصى الحوائظ، واراقب النوافد، وأشكر السقف، وأحس بأمن، وعلاقة حميمة، بل جارجه فيه.. للحق، حين علمت بأن صمويل بكيت، آسر العزلة، كنت استغرب (يشبه أخواتي)، ولكني الآن اغبطه،على ثراء دواخله، واكتفائه بها..

    هل سبقتني أخواتي لهذا السر..
    "سيرك منك، وصولك إليك..

    المرأة شاعر (الجمال داخله، وليس في حواشي الكون)..

    وهل تحس المرأة، بجلبة الدفق الشعوري القوي فيها، بأي تفاصيل، تمر عليها، أو تقع عيناها، " تلاحظ أخواتي أدق وسخ، ولو في طرف السرير، أو ملاءة مكرفسة،

    بل يصرخن معا، مع خروج الضيفة..
    يااااااه لونه جميل..
    يقصدن الحلق الصغير، والذي كان يرقص على اذنيها، وهي تنظر بين أخواتي، يمينها ويسارها..
    وهذا الضيفة، لم تجلس سوى دقائق، مع ذكر تفاصيل ثوبها، وشعرها،الخ"،
    وأنا لم ألاحظ حتى وجودها في البيت..
    (شق ثوب الوهم عن ذاتك، ينشق غطاها، وأدخل الجنة في دنياك، وأنعم بشذاها)..
    المرأة، مطلق مرأة، تنعم بشذى الجنة، هنا، بتلكم الحواس المتوثبة، دوما..

    قبيل أيام، كنت أقرأ، في كتاب رائع من سلسلة المعرفة الكويتية "سلسلة محترم جدا"، اسمه "العلم الانثوي"، وعن بروز المرأة على مستوى العلمي، وقدراتها الاستنثائية، وعن عالمة في الكمياء، عبقرية، قالت بأنها "كانت تتعامل مع الحيوات اللامرئية، الجراثيم وغيرها، كأنها إنسان، كأنها كائن حي، وتتأمل شاعريتها، وحياتها، وخوفها"، وبأن هذه "العاطفة"، كانت سبب تيممها، بالبحث والتقصي، ساعات طوال (يااااه، كم مشاعرها رقيقة في الميلاد، والخوف من الموت)، إنها تحكي عن كائنات، لا ترى، بأعتى المجاهر..

    العاطفة، خادمة للفكر..


    ...
                  

08-11-2009, 08:52 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: عبدالغني كرم الله)


    (..)

    البيت، نور، ونار!!..





    من قال هذا؟..
    (إن البيت هو المكان الوحيد الذي يقبل فيه الكائن البشري)، لا .. لا .. يظهر إن الناس لا تتشابه، قد تكون كتبت في حال ومضة شعرية، تلك الحالات العابرة النادرة، التي تأتي بلا موعد، ويكون سلامها وداعاً، وتترك انطباعا موقتاً، جميلاً وحميماً بالأحياء والأشياء التي تحيط بنا,...

    فاليوم هو الأربعاء،18 مايو، الساعة الثانية ظهراً، والمكان محطة أبو جنزير، والمناسبة هي القيامة اليومية، حيث تصب أنهار وجداول البشر في هذا الميدان الغصير، المكتظ، لاصطياد مقعد شاغر، ينقلهم من رمضاء الميدان إلى نار المنازل، المتوثبة بسؤال لماذا ولم ومتى، وليه؟، وقد هدت حيلهم ساعات عمل طويلة ومملة وشحيحة الثمر، تمخض الفيل، فولد فأراً، بل ناموسة، بل جرثومة ضيئلة لا ترى بعين المايكروسكوب العوراء، وهذا الوصف الأخير، أقربهم شبهاً، وصلة دم، برواتب الموظفين والعمال والشحاذين والحرامية، اللذين يشكلون هذا الحشر اليومي.

    فرغم حرارة المحطة، وندرة الحافلات، والحمام القسري بماء مالح، ساخن ينبع من كل خلايا الجسد، لم يحثني لشوق الوصول للدار، من اتقى الرمضاء بالنار، فأحمد وفاطمة وخلود يريدون حلوى وعجلة، والزوجة (سعاد) تريد فستان، وجدران المنزل تريد جيرا ابيضاً غالياً، والبراد يريد شاي ولبنا، والراديو يريد أن يكسر صمته، فيعوي ويصوت بأخبار هذا الكوكب الحزين، ثلاثة حجارة بطارية فقط، قادرة على بث الروح فيه، كي يصرخ ويغني ويثرثر، والمروحة، لم تلف وتدور، وتولول، كعادتها فوق سماء الغرفة، بل استقرت ساكنة هادية، ربع كيلو واط، يطرد عن ظهرها خيم ومساكن ومراعي الذباب، فخمسة عشرة عاماً من اللف والدوران، وفي مكان واحد، مثل حال عامل يدعى يوسف الحاج، كانت كافية لكي تصرخ وتولول وتستغيث في أيامها الأخيرة، مثل تسع ذوات بشرية تسكن الدار، وهل يستغيث غريق بغريق، ومع هذا دخلت البيت الساعة الخامسة، وبيدي كتاب (فيزياء الصف الثاني ثانوي)، استطاع راتبي، وبمعجزة، أن يشتريه لأماني حاج سعد...من الكتب المفروشة على أرضية المسجد الكبير.

    الحياة لا تعرف الرياضيات، أبلد طفل في مدرسة الحسناب الإبتدائية، بمقدوره أن يصيغ معادلة متساوية الطرفين، ولكن أن يضع المجتمع، بتراثه واخلاقه، رواتب لعمال لا تكفي لسد الرمق، فالمعادلة مختلة، وقاتلة، ومذلة، فهذه بلادة كبيرة، لما يسمى الحياة، وبأن الحياة بليدة، ويتحتم أن نخصص لها مدرسين خصوصين، كي تعيد صياغة المسألة بصورة إنسانية، وعلمية فتصير المعادلة كالآتي: الراتب (يساوي) = المنصرفات، وكفى الله عقل (حاج سعد) وقلبه التوتر والسرحان والجنون والانحراف والتملق والكذب، ألقاه في اليم مكتوفاً من الأيدي، وقال له إياك .. إياك أن تبتل بالماء.

    أتسكع، وأثمن وأهتم، وأتعاطف مع كل الأشياء، وتسترقني الأشياء التافهة، والحقيرة، والمنسية، لوجه الشبة بيننا، الحصى، الظلال، خربشة الحوائط، وجوه البشر، سحب السماء، تجاعيد سيقان الشجر، غريزة الجوع، (لا أود دفع فاتورة الكهرباء، حتى لا تزعج المروحة أسراب الذباب على ظهرها)، عذر أقبح من الذنب، ولكني أراه كافيا، ومنطقياً، في دوامة الجنون الكبير، فالأرض تفتك ببنيها، (زلازل تسونامي) لماذا لا تكفي الرواتب حاجة الموظف؟، من الذي قرر الرواتب، مات مشكورا، كارل ماركس، ومات مشكورا بوذا، ومات مشكورا كل حالم كبير أو صغير، بالمدينة الفاضلة، ظلت المأسأة كما هي، صورة طبق الأصل لما يجري في الغابة، القوى يأكل الضعيف، ولا تغرنكم الموسقى المتسللة من القاعات، ولا ملكات الجمال، فبني أدم يأكل مثل سائر الحيوانات، الجرير والموز والنعاج والبقر، مفترس إبن مفترس، بل يأكل عرق اخوته، ويستمتع بعرقهم، وتلبس زوجاتهم مالذ وطاب، على حساب صغار الموظفين، بل على حساب غفير المدرسة الابتدائية (حاج سعد) والذي اتشرف بأن أكونه، فأنا أحرس مؤسسة ضخمة، كتب وفصول وأدراج، وكراسي وملاعب، وقبل ذلك أحرس أطفال صغار، وهم مشروع ملاك جميل، أو ذئاب مفترسة، حسب المنهاج والتربية والبيئة، التي ستملأ عقولهم وقلوبهم ووجدانهم، ، فلا حول ولا قوة ولا حياة لمن تنادي،

    بعد قليل، سوف انزل من الحافلة، إلى لجنة تحقيق، دولية.. ولكن لها العذر، فالراتب لا يكفي، من وضع الراتب، وليه، ومن يعدله، وكيف، يجب ان اهتم بالسياسة، يجب ان اكون سياسي، بلى... فالأمر شخصي، وذاتي، يخصني انا، وجيش عظيم من الفقراء، ظللنا لقرون بعيدين عن مركز القرار، عن قلب القرار، الذي يخصنا نحن، وليس هم..
    بلى، يجب التغيير، والتغيير الجذري، لحالتي، وحالتهم..


    .. يتبع..

    ...
                  

08-11-2009, 09:34 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    ...

    عرس الزين :
    أنشودة للفطرة، وتغني بالقبح، ومدح لذات الأنثى!!

    زغرودة عشمانة الطرشاء تحت مخدتي!!




    __________________
    الحنين، والزين، ونعمة..
    أنشد (العرس)، للحنين، نشيد العرفان والمحبة،
    وتغزل (العرس)، بقبح الزين، وهبلاته، وعشقة العجيب، الفذ للحسان، حيث كن.
    ومدح "العرس"، ذات المرأة، الفتاة الذكية نعمة، للصفة المطلقة الكامنة فيها، ألتي ألهمت كبار العارفين من المتصوفة، فأطلقوا اسم (نعمى، وليلى، وسلمى)، على الذات القديمة، المطلقة!!
    ___________________________________

    ***

    هاهو كتيب "عرس الزين" بيدي، وأنا راقد على العنقريب، سحبت البطانية حتى موضع سرتي، فالوقت شتاء، عدلت المخدة، بل اثنيتها، كي يرتفع رأسي، ويطلع على حديقة فوق صدري، يدي أمسكت الانشودة من طرفها، والأخرى وضعتها تحت رأسي، كي تحرسه من الخطف، والجذب، وتحمله من ثقل ما يحمل، كتيب صغير، مسبوك، كلامه بسيط، وعميق معا، كما تضمر هوية الماء بين الرقة والسطوة، تنعش، وتغرق متى ما تريد، يرق الماء فيشكل سحبا بيضاء، وديعة، تتبختر في طرق السماء، وتغري الحقول بالخصب والنما، ويثور الماء كفيضان، وسيل لا يذر، يجرف الصخور العاتية كقطع الفلين، رقة وسطوة كامنة فيه، كهذا العرس الذي يجري أمامي، على مسرح صفحات ورقية، من القطع الصغيرة، 12X13 سم2، "عرس"، عدد صفحاته لا تتجاوز المائة والعشرين، بل بالأدق 112 صفحة، توقفت القصة حين توقف البوح الداخلي له، والتسامر بين الروائي وشخوصه، لم يزد عليه، أو ينقص منه قليلا، ويخون الأمانه، بل سلمها لنا كما هي، كما تسلم القابلة الطفل لأمه، سواء كان قبيحا أو جميلا، معاق، أو سليم، هو هو، تقطع الحبل السري، الحبر السري الذي كتب به، وتسلمه للأم، للقارئ كي تقر عينهما، معا، وهذا هو الصدق الفني عينه، وقلبه، لا أكثر، ولا أقل، كقشرة الموز، وفصه الابيض، مفصل عليها، بفن الغريزة الكامن في بذرة الموز، ما أتقن الأيدي الخفية، بل اليد الخفية!!..

    تسمرت في اللحظة الحاضرة، تلك اللحظة التي تشكف القناع عن الاشياء العادية فتبدو كحلم، وغريبة، وعذبة، صوت الماعز، كل ماعز على حدة، ملمس البطانية الناعم، ورائحتها، الشباك الخشبي البسيط، الأخضر، قشور البوهية في ضلفة الشباك، تنوء كبقايا الطمي الجاف، وترسم اشكال توحي بالغموض، وبالجمال، حركة صدري، يعلو ويهبض، يرمز للحياة والافعال اللاارداية الغامضة،، والخوف الغريزي الجميل، والغموض الأحلى، حتى الموسيقى، أحس بأني أرارها، وأراقبها، واحللها، واتمتع بها في وقت واحد، لا يشغلني شأن عن شأن، ونغم عن نغم، أو رائحة عن أخرى، أو نغم عن رائحة، عن لون، الحواس السبع تتضافر، وتتسق، وتعي معا، وكل حدة، فتتسع دائرة شعوري، وفكري، بكل ماحولي، وما ليس حولي، بل بكل شئ اتذكره، أو أتخيله، إنها اللحظات الثمان في الحياة، تجزأ فرة فطر عند أربعين فد مرة، تلك حالي، فصفحة قلبي نقية، بيضاء، تسع كل شئ، حتى الإطلاق نفسه، ذاته!!..

    الآن أحس بنمو ظفري، شعري، أحسها تخرج، من اناملي، ومن قشرة رأسي، كنبع، وأحس بشعريرة نمو جسدي، هادئ، اسمع صوت الشعر كله وهو يصحو من قشرة الرأس، وينمو وينمو، ولا يكف عن النمو، إطلاقا، شعرة، شعرة، يتحرك ببطء، وهدوء جميل، بطء عميق، يكاد يقارب السكون، ولا سكون، الحد بين السكون وبدء الحركة البطيئة، هكذا تنمو الاشياء فينا، وفيما حولنا، ولكنا لا نشعر بها، لانحس بها، لضوضاء الروح، الحركة أس الحياة، بل النمو، بل الإزهار، والتورد، تورد شعري، ولوح للحياة من مظلمة القشرة، فأحسست بكل شعرة، تدغدغ رأسي، وتنمل رأسي، في مساج عجيب، مساج النمو، والتجدد، والحياة، .. والحياة؟!!...

    الآن، وأنا بين سطور العرس، أسمع، وأشم، واذوق كل شئ، كل حركة، وكل سكون، سكون مجاز، حتى دوران الارض العظيم حول نفسها، أحس بنفس يلف كحمامة بيضا، في دائرة عظيمة، قطرها سمك الارض، ويلف لفة أخرى، حول الشمس، دورات تتداخل، مع بعضها، في غموض لذيذ، ولكن جسمي يحس بهذه الحركات، كما تحس عنق فتاة، بريشة حمام تعلب بصفحة عنقها، من انامل حبيب، عاشق، وفنان..

    صوت نعمة
    كصوت المرأة الرقيق، الحقيقي، حيث تباغت بحبيب غائب، تلك الرقة، والتي تضوعت من لسانها، وقلبها، هي هي جوهر الحياة، وصوت الحياة الكامن في المرأة والموز وسعى النيل، وفكرة الموت، وتدفق نهر الزمن، بلا كلل أو ملل، ..

    وللحق قرت العين، لطالب في الثانوي العام، وربي، منذ تلك المرحلة حيث الأحلام، واللامسئولية، رقدت، وتلك عادتي في القراءة، وخاصة الكتب التي أحبها، أو سمعت بأنها جميلة، وممن؟ من أخواني الكبار، عبدالعزيز، وعبدالواحد، وأنا أثق جدا في اختياراتهما، وفي ذوقهما، ثم لا يوجد في القرية مكتبة، ولا سينماء، ولا مسرح، ولا قهوة (قهوة؟ للحق أي بيت في الحلة هو قهوة، تطلبها من أي بنت، وبمزاجك، وتشربها بمهل، ولا تدفع ولا قرش).. ففي قرية مثل هذه، تكون القراءة نافذة، بل براق تسافر به للجهات الثمان، وترى أناس لا حوش عندهم، وآخرين زرق العيون، كعيون الحمام، وفتيات، كأنهن لم يرن شيخ جاد الله، يسرن في الشارع مكشوفات الرأس، وأفخاذهن تلمع، كالشعر، مع ضوء الغروب الساحر، فلذا أصر الطالب على هواية القراية، فهي تجلب له، بقوافلها العجيبة، الكون كله تحت يديه، وشبيك لبيك، الزين، وميرسو، وجان فالجان، وروميو، وعطيل، وسانتياغو، بين يديك، بل أكثر من هؤلاء، بما لا يطاق، وكان الطالب، يخجل حينا، حسب تربيته، وهو يقرأ كتب نجيب محفوظ، وتلك الحواري المعتمه التي تسمع فيها غنج النساء، وتأوهات اللذة، حين تشارف على بلوغ ذروتها، وينسى الفتى والفتاة، أصحاب الشأ، نفسيهما، وتصرخ أجسادهما، وألسنتهما، بصوت اللذة، بلا لغة، بل همهمات حيوانية أصيلة، كان الفتى يتوارى، وهو وحده في الصالون، (ياربي نجيب ده ماعندو بنات، أخوات، ده شنو)!!. ولم يكن يعرف بالأدب هو الحياة، هو جوهرها، وهو رسول لها، يحكي مافيها، وما تستره، وما تعلنه، صورة طبق الأصل..

    ولكن تعجب الطالب، من عرس الزين، لأنه يحكي عن قرية، وعن رجل عوير، وعن دوريش، وهؤلاء الشخوص هم أهله، يراهم كل يوم، بل يسكن معهم، تعجب من أن مادة القص قد تكون قريته، قريته بالذات، ولم؟ بل قد يكون هو، وتعجب أكثر، حين أدرك بأن الطيب صالح يعبر عن حيواتهم كما هم، حتى ارتعش الصبي من الصدق الفني العظيم، ومن قدرة بقليس الطيب، في جلب القرية، وعوالمهم لصفحات كتاب صغير، بل كتيب، كما تحشر أخته ملابسهم في بقجة، حتي تمضي لغسيلها، مع صويحباتها وبنات خاله، في ترعة المشروع الزراعي، يالله، الحياة مسرح، وكلها تصلح لزراعة الشعر، والسرد، والتأمل..

    حلمية بائعة اللبن، وهي تطرق الباب صبحا، ياالله، غبشة الفجر، فهو يربط بينها وبين سعاد بائعة اللبن في القرية، والتي تأتي فصيحة وهي تخبر أمي بما يدور في القلابات، والقرى المجاورة، هي هي، هههها، لقد صارت سعادة بطلة، في لبوس حليمة، ما أنصف السرد، إنه عادل، أذن بمقدور البسطاء ان يكونوا أبطالا لملحمة كاملة، وأن يفنى القاص ساعات وساعات متابع حركاتهم وسكناتهم، يالها من عدالة سماوية، ولكن سعاد لا تغش أمي في البيع، هي صادقة، ولكن (لكل قاعدة شواذ)، ثم أن العرس لم يكن بقريتنا، ولكني تمنيت أن أكون كالطريفي، وأنا أخبر الناظر بالعرس، كي يمضي الناظر يتقصى الخبر، بالقرب من السوق البسيط لقرينا، وتكون بقية الحصص مجرد فراغ، نعلب فيه، ونقرأ كتاب الاحاجي، للطيب عبدالله، (ليتنا شهريار، وليت الكون كله شهرزاد)، كي نحكي ونحكي، ولكني لن أمسها، ولو بزهرة، أحب الحكي، واراه في حركة الناس، في لمة اطفال، وفي صخب السوق، وسرعات السيارات، (ده ماشي البيت، ده لاحق الشغل، ده عجول بطبعو)، وهكذا من ملح الفرجة، وعسل المراقبة، لكون يضج بالحياة، والشعر، والشجن…

    ومثل هذه الكتب ترفع ذبذبتك، قدرتك على تمثل الاشياء، تمثل المعاني، وهي تحقق، ومعا، فصل ووصل مع البيئة المحيطة بك، (مثل الأغاني والخمر)، كلاهما يعيد للواقع نضارته، وبهائه، وكلاهما (الأغاني والخمر)، تعطي الحياة معنى ومغزى، وأعني (بالخمر)، القراءه، أهي غير ذلك؟!..

    طريقتي في القراءة اشبه بطقوس الصلاة، أنوي بصدق، ثم أتوضأ بمهل، وذلك بغسل كياني من كل المشاغل، أيا كانت، وأراقب خواطري، وهي تطوف بذهني، حتى تسكن، ثم أختلي بالحبيب..

    السقف يبدو حيا، العروق والقنا، والبرش، وخيوط العنكبوت تكون استراحة لي بين كل فقرة وأخرى، أقرأ بمهل، وحين أعثر على واحة، أسرح، وأراقب السقف، وأحس به، أي بسقف بيتنا، أحس بتضحيته، وأن يضاري أم، وأخواتي، وأخوتي، من الشمس، والمطر، وعوادي الحياة، فأشكره من قلبي، كما أشكر الزين، وخالقه!!..

    وطقوس القراءة عجيبة، لا تحصر، حينا، أخرج عن الكتاب، مارق!! مرتد، وتخرجني فقرة، أو حتى كلمة، لعالم بعيد، في لا شعوري، كلمة تذكرت قبل عشرة أعوام، عشرين، وبغته تخرج من نصوص الكتاب، فأتذكر الحادثة كلها، بروائحها، وحالتي ومزاجي حينها، لعله يتذكر، أو ينسى، ثم أعود للكتاب، وسحره، كما يعود حجر وقد قذفه طفل لأعلى، يقاوم ويعلو، ويقاوم، حتى يستسلم في ساعة الصفر، ويقف برهة، ثم يهوي، بلا حول أو قوة، اسير جاذبية الارض، جاذبية السرد.. السرد الخلاق بين سطور الأقصوصة..

    الاستحسان، العرق، الخوف، الاشمئزاز، حتى الانتصاب، بل أكثر، والخجل، كلها تولد من القراءة، القراءة عمل، القراءة معايشة، وسكن وضرب خميتك في أرض الكتاب، والعيش مع شخوصك الكتاب، يوم بيوم، جيرة حقيقية، يصبك ما يصبهم، مثل تلك الوصية الخالدة لضوء البيت، حين خرج من النهر، وسكن معهم..

    وفي لحظات أذوب، أفنى، كالحلاج حين يغمره الوجد، ولا يعود لي كيان، أو وجود، سوى في عوالم النص (ياااولد، ياااولد، العشا جاهز)، تصرخ أمي، ولا أسمع، حتى تأتي أختي وتهزني.. ويعود لي سمعي الخارجي، بعد أنت كنت اسمع الخواطر والأخيلة، أحلى ما يكون..

    ثم تجري القراءة، نهر القراءة في الوجدان، وتحس بأن أرادتك، وأرادة الزين، وإرادة الطيب صالح، قد ذابت جميعا، في محيط إرادة أسمى، دائرة أخفى، هي الحياة، وتلك هي ذروة القراءة، حين تغمر الجسم لذة عظمى، تسمى الحياة، الحياة العميقة..


    ....
                  

08-11-2009, 10:34 PM

Elkalakla_sanga3at
<aElkalakla_sanga3at
تاريخ التسجيل: 12-12-2002
مجموع المشاركات: 1146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    جبيبي عبد الغني ود كرم اللة بوححححححح
    ماتنسي شي المركب البحر الفرقان

    فريق فريق دومة جدك ابوشمال ماتنسي لقمان عليك الله
    ماتمنا وافراحنا واتراحنا

    بووووووح
    اعبر الضفة وتعال في ا
    لهوج
    برفقة البوبة تعال بالمركب وماتركب البص الاصفر بوديكم البندر
    نحنفي انتظاركم
    تعالو لعرس لسرةوطهور ود علي تعالوا عشان ندق القمح
    ونلقط القطن انا مارق مع البهائم
    فوتك عافية
    سديرة
                  

08-13-2009, 11:18 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: Elkalakla_sanga3at)

    الحبيب، العزيز،،،،
    الكلاكلة صنقعت...


    ياخي سعيد بيك، وبأجواء الاهل،،،

    يالله، ياخي سرحت بالواحد لأيام وأيام، لا حوله، بل كيف لقمان، وبركته، وسره؟؟؟
    وابوشمال.... والاهل والاحبة بالدومة...

    لاشك، اخوك يكتب في نص طويل، عن تلك البقاع شرق النيل، المسكونة بالتصوف، والكرم، والحكايات الشعبية، وبتاريخ طويل
    في ممكلة غابرة، وفي سوبا، وامضبان والعسيلات، وكترانج... والدبيبة... وابوقرن،



    ياخي ذكرتنا المشروع..
    وذراعة القمح، وعباد الشمس
    والذرة، واب سبعين...

    والخضار،، لكل حكاية، وأحوال

    ولقيط القطن، وحش القش...


    محبتي، وتقديري، وشوقي
                  

08-11-2009, 10:44 PM

مامون أحمد إبراهيم
<aمامون أحمد إبراهيم
تاريخ التسجيل: 02-25-2007
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    كتب عبدالغنى كرم الله ،

    ثم كتب عماد عبدالله ،

    كتابة الجن

    القالها فضيلي !

    أها ياأخوانا بلد الجن دي نسوى معاها شنو ؟!

    نحب واللا نكره ؟! نامن واللا نكفر ؟! واللا نطفش الطفشة الياها ؟1

    غايتو الإتنين ديل بأكدوا أنو البلد دى سرها فى بير !

    لكن بتتفجر بتين ؟!

    الله العليم !
                  

08-12-2009, 06:32 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: مامون أحمد إبراهيم)


    أخي الحيب، الحبيب..
    محمد الجزولي...

    صبح مبارك، ومبروك..

    البيت، يامحمد، العش الصغير، الكبير، الوطن في أصغر، وأكبر تجلياته، قال عنه المفكر محمود "البيت مملكة"، وقال عنه باشلار (عش الإنسان)، بعد إرهاق العقل، والعمل ... نعود للقلب، نعود للبطولة، المفقودة في ركام الشوارع، وعتب المكاتب، وضوضاء النهار، نعود من "الوسيلة"، إلى حمى (الغاية)، كأبطال، وعشاق كبار.. غاية، بلى غاية (حيث حرية وامتلاك الوقت، في حمى الأسرة، والأهل)، كم يتجلى الله في حمى الدار، والأخوات، والحوائط، والأم، والأب، نعود للذكرى، والخيال، والحلم،!!...

    في كل زيارة للعسيلات، اتمعن البيت، الغرف، اوضة اوضة، هنا كان الحلم، هنا كان الكون واسعا، هنا رقد اخي مريضا، شهور وشهور، هنا رائحة الجزال لحبوبتي، ورائحة زيت السمسم، هنا اندفق ملاح، وزيت، وجاز..

    هنا لعبنا، لعبنا،
    كل ملم لها حكاية، بل حكايات، كل شبر فيه، يحكي قصة كل يوم، نكتة كل يوم، بسمة كل يوم..
    وقائع نحن ابطالها،
    احلام، واحزان، وخوف، وطاحونة، وكورة، وسهر، وعرس أخت، ووفاة خال، وزيارة اهل بعاد، ...
    تجري الحياة، كما هي، وليس كما نرغب، أو نريد، ..

    وحوش كبير، تأملنا النجوم البعيدة، البعيدة، حسنباها، فأحسسنا بالهوان، بالعجز، بالمتعة، بالهوان الخلاق، أمام كون متقن، مترامي، فسيح..

    الباب، كم فتحته لجار، او ضيف، أو ترلة ما، أو قفلته من الرياح، والمعاز، والبعاتي، والخوف، باب مايل، خلق من برميل جاز، ازرق اللون، دوما، يكون مشرع، طوال النهار، تراقب حركة الشارع والنساء، والناس..


    ونعود للبيت، بالجرايد، ونشرة اخبار ا لرياضة،وتلك الموسيقى المحببة، ثم نمضي للتمرين..
    وفي المغربية، ونحن في طريق العودة للبيت،
    أراه من بعيد، أرى البيت كحلم، ...

    حيطانه، بابه الازرق، من بعيد، كل الاشياء تبدو شاعرية، تتلاصق البيوت كبنات صغيرات، يسترقن السمع لحكاية الحياة، حكاية المجتمع والتعاون والتعاضد، والمسرات، والمشاركة..

    حكاية الانسان، وعشه البيت..


    عريق وعميق محبتي..



    ..



    ....
                  

08-13-2009, 10:41 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: مامون أحمد إبراهيم)

    المامون...

    اهلا بيك، في بيت كنسته العسولة سعدية...

    والبيت بيتكم،
    ويالها من دور مسكونة بالإلفة
    والبساطة

    والنقاش
    والتعاون..

    وكل شكول الحياة..

    ..
                  

08-13-2009, 09:45 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    عزيزي، وأخي العريق
    محمد عبدالجليل...

    قلنا ننصف الأخت، ونساعدها في الكنس،وهي منحنية في صلاة التضحية، كل يوم كل مسا، كل عصرية، كل مناسبة.....

    كيف احوالكم، وحالاتكم...


    تسلم يالحبيب..
                  

08-13-2009, 07:00 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: mohmmed said ahmed)

    أخي، استاذ محمد سيد أحمد...

    في التبادي..

    Quote: الله يفتحا عليك دنيا واخرة
    يا عبد الغنى



    اللهم أمين، وجمعا،..

    تاني:

    Quote: شوف الاشياء الصغيرة والعادية


    انت عارف، بعد قرأت كتاب لأحمد زويل،وسمعت عدة محاضرات له.. وقرأت كتاب عن الفيمتوثانية..
    حسيت بأن الحواس البشرية، لاترى ولا واحد من ملييييييييار مماهو ساري في الكون..
    فالفيمتو ثانية، بالنسبة للثانية، زي قرن كامل..

    فما يجري في "قرن الثانية"، من احداث، لا يعلم به إلا الله...
    وبأن نهر الزمن، يتدفق في كون لانهائي، كماء عذب، لطيف، هادئ، تختلف سرعته، من مقام لآخر"، تصور؟
    وبأن حركات الذرات، أو قل حركات الالكترونات، حول النواة، تتمع بصورة أشبه بالااسطورة، فهي تلف وتلف مليار المرات "في فيمتو ثانية"، وتخلق الكثير من النوى الجديدة’، والتفاعلات...

    وتتركنا، نتحسس بعصى "الحواس"، جزء من كون، جزء من فهم، حزء من حزمة ظنون صغيرة، كما يقول سيدنا إليوت..

    والذرة،التي فتنت التجاني؟؟..


    Quote: غسيل العدة بعد يوم صيام متعب


    والله لليلة متعجب من هذه القدرة، هذه اساطير، فوق العادة، المحبة تفعل اكثر من ذلك، المحبة تعجل ليوم 25 ساعة، بل أكثر..


    لهن، نسجد سجود احترام وتقدير، وتقصير، وتمجيد، ومحبة، وشكر، ياواسع الكرم..

    Quote: عبد الغنى
    اخواتنا ديل نجازيهم كيف



    أكرر نفس سؤالك؟؟
    نجازيهم كيف... طبعا من الاستحالة..

    ياربي ليه مافي

    (عيد الأخت)...


    ...
                  

08-12-2009, 04:24 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: محمد الطيب يوسف)

    اخوي المبدع محمد الطيب يوسف



    سلامي وتقديري، قلنا نذكر فضائل البيوت، وتلكم الايام الخوالي في حرم الحوش
    وعوالمه، الساحرة


    عميق محبتي، وتقديري.. اخي محمد...
                  

08-12-2009, 09:09 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الحبيب، عمر عبدالله فضل المولى...

    سلامي ومحبتي..
    قلنا نجتر الحوش، وما دار فيه، من حيوات..
    وللحق كان الحوش مدار حديث فكري، وفني، وأسري، وسياسي، يومي،...
    احاديث متلاحقة، لا تنتهي، إلا لتبدأ من جديد...


    سلامي واحترامي
                  

08-13-2009, 07:44 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البيت السوداني!!... (Re: عبدالغني كرم الله)



    الأخت العزيزة...

    استاذة لنا المهدي...

    سلامي وتحيتي...

    من الطقوس التي جعلتني احب الشعب الكوري، هي احتفالهم السنوي، بالجد، والجدة "بالحبوبات"، ويركع الاطفال في زيهم الجميل، للجد والجدة وهم جلوس على الارض، في منظر رائع، للاحتفال بالامس البعيد، للرحم الذي أوى، للحجر الذي هدهد، وللبراح القلبي، حيث عصارة التجارب، والحكمة، والطفولة الثانية....

    الحبوبة، مجرد ذكرها يتداعى طيف من صور حية، غرفتها، مكوثها طوال اليوم في ذات الغرفة، ذات السرير، كأنها قلب الكون، وسط ثابت في محيط متحرك، كما يقول شيخنا الطيب صالح، أو كما يتغني فتية عقد الجلاد "دنيا تتغير، ودنيا، أدمنت عشق الثوابت..

    حبوبتي "خادم الله"، أم أمي... غرفتها، ورائحة الجزال، والزيوت، وعطر الكلونيا، ووجه طفولي مليح، فعلا وجه طفولي، فلا سن بفمها، بس مجرد لثة كبدية، رائعة الجمال، ووجه يتجعد مثل رمل السفاية، مثل مويجات الجدول حين يداعبه نسيم واهن، مثل الشعر..

    تجلس في خلوتها، كعارف، بل مقام التمكين، فصار يرى الاشياء بوعيه هو، وليس هي، فصارت الظلال التي تدخل الغرفة من الشباك الصغير، هي مسرح، ترقص عليها ذارت الغبار، وتتكئ مثل صندوق من وهم على الارض، ويمتد طرف الصندوق الضوئي خارج الشباك، حتى يتكي على أمنا الشمس، أثار الوضوء تحته، تجعل الارض باردة، باردة على ارجلنا الحافية، وددت وضع خدي عليها، والتيمم بها، وتسري نعومة التراب المبلل حتى آخر ذكرى في النفس، والقلب...

    تعال يالمبروك، هكذا تخاطب كائن من كان، حرامي، او مستهبل، هي ترى "القلب"، الابيض، ونحن نرى، في خضم الصراعات "مصالحنا"، ولكن من يرى، يرى النار نور، زي ما قال النابلسي، وناري بدلت بالنور...

    ثم الحبوبة، قد تخلصت من رعونات "الانا"، أنا احسن منك، أجمل منك، وتلكم الغرائز، التي تحترب بسببها الإنس والجن، وصارت الحبوبة بمأمن عن تلكم الهالات الكاذبة، للصراع، بل تتمتع بالحياة، بالطيبة، بالحكي... فعلا، بالحكي.. وهي تحكي عن اشياء حقيقية، مثل طيران الشيخ ابو شملة، وعن انقاذ موسى ابو قصة لامه قبل ميلاده، يعني لمن امه كانت "فتاة"، وهي تحكي وتصدق كلامها، مثل خيال شاعر عظيم مثل رامبو، مثل التجاني، مثل... الحبوبة..

    وهي ترى، مثل جلجامش، نفسها فينا "ترى في عيوننها ملامحها "جد، مش مجاز"، الإنسان خااااالد، ولكنه يتشظى، كلهب "في احفاده، واحفاد احفاده)، هكذا تقول العلوم اليوم صراحا... بس كيف نتذكر.... ولنا في حيوات الناس حكاوي، يحكى ان احد الاولياء، كاذن ذبابة ترف على انف المهدي، ثم قفز، لولي.... للحياة أوجه، وأيانا والحكم بخمس حواس، عمياء..

    أرجل الزمن، هذبت جسدا لحبوبة، وقلبها، وجعلتها واهنة، كالشعر، هينة كالشعر، تتذوق معاني الكلمات التي تقولها كلها.. "تصوري"، لا تقول شي كالعادة، حتى كلمة "ألسلام عليكم"، تتذوق السلام، وعليكم، مثل حليب وعصير في لسانها المبارك... بل كل حرف، بل كل نقطة في الحرف، تتمثل "المعاني الخائبة، والمدخرة فيها"، مثل رجل عريق الخواطر، عريق النبع الداخلي، متسع الروح، "مثل احاديث همنجواي في العجوز والبحر، مثل ما دونه عبدالكريم الجيلي، في الانسان الكامل.. مثل ومثل..

    كنا ندخل غرفتها عشرات المرات، ونضج، ونثور، وهي في عالم أخر، وفي عالمنا معا، تتمتع بمراقبة الحياة، تبتسم ونحن نصرخ حولها، ونتعلق على رقبتها، ونندس تحت ثوبها، كما يندس السر في القلب، والعشق في القلب....

    كان وجهها قادرا على التعبير عن أعتى معضلات "القص، والحكاية"، حين نتحلق حولها، وجهها قادرا على تصوير "الخوف، العشق، المغامرة،)، عيونها تسرح حتى ترى قلب الشمس، وسمعها "الضعيف" يسترق السمع للخواطر المستكنة في جوف رجل جائع، او خائف، يالها من فراسة خضبتها الزمن..

    سيدي بوذا، لايؤمن "بمحدودية الحاضر"، بل يسميه "الحاضر الأبدي"، يعني الماض والمستقبل، تغوص مثل جذر الشجرة، ولكن تقتصر الحواس على الحاضر، دون تسرح لهناك، ولهنااااااااااااااااااااااك، ألهذا يحب الناس الماض، والاهرامات، والاضرحة،والكنايس..

    والحبوبات...

    يحلو الحديث عن الحبوبة، ولي عودة،

    عميق تقديري، وشكري..

    ..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de