|
زيل الثعبان
|
يمة النار يمة النار أكلت جسمي..... أه يمة عليك الله كبي فيني موية ساقطة.... يمة عليك الله...... هكذا ينادي الطفل المستلقي علي سرير مهترئي مغطي بملاءة صفراء أكثر إهتراءً...لون الملاءة كان لون الجدران المتأكل...فهذه الملاءة حالها باي حال ليس افضل من حال الطفل الباكي علي الدوام...يخرج صوت ذاكم الطفل ضعيفاً متقطعاً كفحيح الافعي ....و عندما يختلط هذا الأنين مع رائحة الديتول المغشوش الذي تطهر به المشافي , اضافة الي القيئ , البراز , و الرائحة المنبعثة من افواه المرضي و ذويهم .... هذا المزيج يشكل رائحة جديدة تزيد مجموع النتانات الموجوده بواحد ...فحتي بطل رواية العطر لا يمكنه فرز الروائح الاولية المكونة لهذا المزيج المقزز....كما ليس بمقدور أحد ان يدري كنه هذه المزيج الا إذا كان ام ذاك الطفل التي في انتظار المعجزات... عند صدور ذاكم الأنين تدمدم الام ببعض الادعية لله رأساً عسي و لعلي ان يستجيب و بعدها تتوجه الي غرفة الممرضات وبنفس تلكم الروح التسولية تترجأ كبيرة الممرضات بحقن طفلها بأي مادة حتي تخفف ذاكم الانين ولو الي حين... وهكذا كان السناريو المتكرر ... دعاء الله مرفقاً بكل اوليائه الصالحين , و بعده دعاء كبيرة الممرضات برغم تبجح الاخيره , هذا التبجح و الالفاظ النابئة مثل (طيري جاينك خلاص) لم يثني تلكم الثكلي المستقبلية من التوسل الي تلكم الممرضة...وبعد عشرة دعوات تأتي الممرضة مره واحدة بينما لم يأتي الله علي الإطلاق.
جاي راجع بعد شوية
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: زيل الثعبان (Re: حافظ حسن ابراهيم)
|
و بحوار صامت تم بين الام و الطبيب المعالج و في إشارة ضمنية اشار الطبيب ان علاج هذا الطفل لا يوجد في المشافي الحكومية و بتعبير أخر هذا العلاج يوجد عند أولياء الله الدجالين ....وهذا ما حدث,,خرجت تلكم البائسة من المستشفي حاملة صرة صغيرة من الأثمال اضافة الي كم من الشكوك تتعلق بمعجزة شفاء ابنها....كتب عليها في ذاكم اليوم ان تتجتاز عدد غير محسوب من الدهاليز التي تفضي الي بعضها حتي وجدت نفسها وجه لوجه أمام أمراة ضامرة الجسد و لحد ما تتشبهها فقط بفارق النظرة الصارمة التي توجهها الشيخة الي زبائنها تلكم النظرة التي تعادلها نظرة تسول و رجاء من قبل الام.... أضافة الي اللون الرمادي لون الشحوب الذي كسا وجهها مع لون نيلي تتمتع به الشيخة المذارة.... و بعد مده من النظر المتواصل من قبل تلكم الشيخة اكتشفت أمام اي نوع من الزبائن هي ,,, و بعدها اشارت اليها بالجلوس هي و عظامها المحمولة .... خرج صوت الشيخة متحشرجاً: الشيخة: الجنا دا مالو؟ و بنفس الصوت المترجي مع بض الاختناقات , ذاك الصوت المترجي الذي استخدمته في كل ادعيتها و توسلاتها بدء من الممرضة حتي الله و بذاك الصوت بدأت السرد المحفوظ: والله كان كويس يحمد الله, بس يوم المغرب كدا طلع لعب مع العيال وجاء , ومن اليوم داك لليله يشكي من النار الواجا في جسموا.... هنا أن الطفل بفحيحه المعتاد ربما الماً أو يريد ان يدعم موقف امه النظري عملياً.... أن منادياً و هو يجر حرف الياء بكل الالام الدنيا مع سكون الميم... أن منادياً يمه..... يمه النار.... أه يمه.....
و نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زيل الثعبان (Re: فتحي الصديق)
|
جالت الشيخة بنظرها بين الاثنين, الطفل المتكوم علي فخذي امه و الام ....و فجأة تدفقت مشاعرها بشكل غير اعتيادي أو إرادي حتي انتابها الشك في انها تملك مثل هذا الكم من الحنان الذي يتنافي مع طبيعة و أخلاقيات المهنة,,,, و بحركة لا إرادية ضربت الطبل الذي يقبع بجانبها ضربة واحدة , و علي أثر تلكم الرنة دخلت فتاة أكثر ما يميزها أرداف بغير الحجم العادي و هي كثيرة الشبه بكبيرة الممرضات فقط بفارق الزي الأبيض الرسمي الذي ترديه الاخيرة.....غمغمت الشيخة في أذن الفتاه و ما هي الا لحظات حتي أخذ الدخان ذو الرائحة الكريهة يتلوي من مبخرة و بجانبها موضوعة صينية مليئة بالماء, ,,, أخذت الشيخة بكل حواسها تركز في الصينينة ... و بعد لحظات من التركيز الحاد اشارت للام بالاقتراب: الشيخة: شايف الدابي ال في الصينية دا؟ الام بصوت لاهث هزت رأسها علامة الموافقة...... الشيخة: في ضنب الدابي دا في شنو؟ الام: ورقة بيض مربوطة بخيط احمر. الشيخة: يلا اقول ليك يا ولية... ولدك دا وطي ليهو عمل بالغلط .... العمل دا معمول لزول تاني....و بعدين يا ستي العمل دا ورقتين .... واحدة مدفونة في قنطورة غرب من بيتكم .... و الورقة التانية المربوطة في ضنب الدابي الشفتيها دي.... بعدين أول من الزول يوطا العمل دا طوالي بتربط مع الدابي... أها كل من الدابي يتحرك الجنا دا هنا يتوجع.... وهنا حركت الشيخة صينية الماء برفق و معها تحرك الدابي ومع هذا الفعل خرج فحيح الطفل منادياً (يمة النار...يمة النار) ارتسمت علامة استفهام جزعة علي وجه الام ....فردت الشيخة قائلة: شوفي علاج ولدك دا الدابي يتقبض حي و تتحل منو الورقة دي و تتحرق ,,, لكن الدابي دا مش بعيد و ما في زول يقدر يلحقو.... غايتو ما عندك الا الصبر .... وكمان لو تتحملي زمة محرم انا بقتل الدابي دا هسي و الطفل دا يرتاح من الفيهو دا؟ رجعت الأم في أثير الماضي بعيدة ... تذكرت الركلات الحميمة لهذا الطفل وهو في بطنها ,,,, الالام المخاض التي تفوق الاحتمال و الخيال, موس الداية الصدئة التي عملت فيها فتق و رتق, الملامسة الاولي لحملة ثديها من قبل هذا الكائن الملائكي,,, النطق الاول بكلمة (أما),,,, السهر الجميل لشفائه من الملاريا و الكتكوتة ,,, الاحلام و الامال الموضوعة له و التي تتغير بتغير الزمان و لكن دوماً احلام مستحلية لا تتحقق سوي في السينما و أساطير الاولين,,,, الي السماء رفعت رأسها بغضب و بكل حقد الدين لعنت تلكم الجارة خاتفة اللونين و في سرها دعت الرب ان يعاقبها بما هو أسوأ.... ترددت كثيراً في الموافقة و لكن حسمت بذاك الانين القاتل .... و بحركة لا إرادية هزت رأسها موافقة..... ركزت الشيخة بكل ما اكتسبته من سحر , فأخذ الثعبان يتلوي و معه يتلوي الطفل و يأن... بينما امه تضمه اليها بكل حنان الدنيا والعالمين...يتلوي الطفل مع تلوي الثعبان... و لحظات خالتها الام سنيناً ضوئية , لحظات ارتفع صدر الثعبان الي أعلي و انشق الي نصفين ومعه ايضاً ارتفع صدر الطفل مطلقاً كيراً من الزفير و هبط للابد.... و عندما كشف الغطاء عن الطفل علي جسده وجد مرسوم علي بطنه بخيط نيلي ازرق مرسوم عقرب السرطان و علي ظهره وجد مكتوب و بنفس لون الخط (سرطان الدم).... وهذه الرسومات كما أشارت الشيخة كانت بفعل تلوي الثعبان ...
| |
|
|
|
|
|
|
|