الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 10:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-31-2009, 11:24 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو

    للاستاذ محمود قول مأثور للقضاء على الطائفية والهوس الدينى يقول ـ ازرعوهم فى ارض الحوار يموتو موت طبيعى ـ

    ومن نبؤآت الاستاذ محمود عن السيد الصادق - الصادق تانى ما بطلع قوزا اخدر - وليس ادل على تحقيق تلك المقولة مما نراه من الحال المايل للامام هذه الايام

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 07-31-2009, 04:30 PM)

                  

07-31-2009, 11:26 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عبدالله عثمان)

    وفي السياق نفى الوليد بشدة أن يكون خلافه مع آل المهدى خلافاً شخصياً واعتبره من صميم أزمات الحزب وقال: (تحدثت عن التناقضات الفكرية والأخلاقية (للكهنوت) داخل الحزب فأزعج ذلك معاونيه) وأضاف:( لجأوا إلى استهدافي جسدياً بعد عجزهم عن الرد الفكريhttp://www.sudaneseonline.com/ar2/publi ... 3303.shtml
                  

07-31-2009, 11:29 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عبدالله عثمان)

    حرية الضمير
    د. الوليد آدم مادبو

    لا ننسى إغتيال النميري للأستاذ محمود محمد طه الأمر الذي أنكرناه سياسياً لمجرد رفضنا للظلم وللحقارة، لكننا لم نستطع أن ننبذه دينياً لسيطرة الغبش على قلوبنا ومعتقداتنا
    حرية الممارسة السياسية وحرية الاعتقاد الديني هو سبب الإشكالية النفسية التي نعيشها. لا أنكر أنني وحتى فترة قصيرة لم أجرؤ أن أقرأ كتب الأستاذ لتهيبي "الخوض في الفتنة". أي فتنة أشد من تقييد العقل بالوجدان

    http://www.alsudani.info/index.php?type ... 19970&bk=1
                  

07-31-2009, 11:34 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عبدالله عثمان)

    مـــؤتـــمــر لــمــن حــضــر ... بقلم: د. الوليد آدم مادبو
    الثلاثاء, 03 مارس 2009 19:20

    (تـــعــليق علي فـــوز مرشح البــــلاط !)
    يقول النبي "صلي" : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا يلتفت إليهم ولهم عذاب أليم . قال صحابته (رضوان الله عليهم) : خابوا وخسروا يارسول الله ، من هم؟ قال: الملك الكذاب، الشيخ الزاني والعائل المستكبر. صدق رسول الله
    إن علّة الجمع بين هذه الأصناف الثلاثة حسب رأي إبن القيم أنهم يقومون برزايا لا حوجة لهم بها. فالملك لايخش من أحد فلا داع له للكذب، أما الشيخ فيستحيل عرفاً أن يظل شبقاً ولذا فلا مبرر له للتعدي علي حرمات الناس، كذلك الفقير الذي لا مال له فعلام يستكبر ويتعالي علي الناس؟
    إن قيادة حزب الامة القومي الحالية لم تكن في حوجة لمثل هذه المسرحية السياسية السخيفة والتي شهدناها أخيراً لحسم الصراع المتنامي والمستعر بين المجموعة التقدمية التي تريد إصلاحاً مؤسسياً يخرج الحزب من طوره الطائفي وأخري رجعية تريد له مكوثاً في دائرة الوصاية والرعاية البيتية. لكلا المجموعتين أخطاء مفاهيمية (منها ما هو بنيوي، ما هو مؤسسي وآخر شعوري وجداني) يجب أن تصحح. لقد أخطأت المجموعة الأولي إذ ظنت أن هذا الحزب هو حزباً للسودانيين ذلك أن آل المهدي عملياً قد ورثوا عن جدهم الإمام عبدالرحمن (طيب الله ثراه) دائرة المهدي، الطائفة الدينية والحزب.
    لقد ساعدت الظروف السياسية والصدفة التاريخية السيد الصادق المهدي في إقصاء آل المهدي جميعهم (رغم كفاءة بعضهم) والإبقاء علي دائرته الشخصية، كما أعانه أبناء الخليفة بإستسلامهم وتقاعصهم عن خوض المعترك علي أبعادهم بالكلية. إن محاولة آل مآدبو إصلاح ذات البين قديماً وحديثاً لم تنجح لأن كبيرهم، د.آم مآدبو، قد خاض معركة الإصلاح مستفيداً من أرث أسرته، كسبه المعرفي، خبرته المهنية ونضاله المستميت في مقاومة الطواغيت، لا ننسي تسلحه بأدوات أخلاقية، لم تتناسب وخسة المعترك الأخير.لا أخال أن أحداً يمكن في المستقبل القريب شهر سلاحه في وجه القوة الطائفية المتنفسة لأن طبيعة التدافع تعتمد أكثر من الملكات الشخصية للفرد، علي الأوزان التاريخية والمناقب الأرثوية، خاصة في هذه المجتمعات التقليدية. أنا لا أتكهن بإنقضاء الأجل لهذا الفصيل لكنني موقن بتقهقره حتي حين للأسباب الآتية:-
    إن تحالف الطائفية مع النظام الحالي يفسح لها حيزاً لا يتوفر لغيرها في الفضاء العمومي.
    إن حصول القيادة الطائفية علي موارد مالية تهيأ لها فرصة الإستقطاب الشخصي (غير المؤسسي) للأفراد.
    في ظل الإستقطاب الأثني الحاد الذي تعيشه البلاد، فإن القيادة الطائفية تستطيع أن تعزف علي سيمفونية الهوية التي توهم البعض بأن "منظومة الجلابة" في خطر مما يكسبها تعاطفاً حتي من خارج دائرة الحزب.
    ليست أدل من تصريح السيد رئيس الحزب والذي هو نفسه زعيم الطائفة الأخير "البشير جلدنا ما بنجر فيهو الشوك." هكذا وبعبارة نثرية فنية تسقط كل الإعتبارات الإخلاقية والفكرية. لكن هذا الشوك يمكن أن ينجر في جلد الفور، المساليت، التنجر، الداجو وآخرين ممن شيدوا مملكة الكهنوت الزائفة والزائلة بإذن الله. كيف عجز الكهنوت عن ان يصدر بياناً يوزان فيه بين دفع مستحقات السيادة الوطنية وجبر كسر الكرامة الإنسانية؟
    إن القيادة الطائفية قد أحست زحف قوي الريف السوداني فإختارت أن تتحالف مع المركز، الأخطر أنها ربطت مستقبلها بمستقبل النظام الحالي.
    إن القيادة الطائفية لاتستطيع أن ترتمي بالكلية في أحضان النظام إلاَّ إذا زللت بعض العقبات المؤسسية، أولها التخلص من كل الرافضين لمشروع التراضي وإستبدالهم بأشخاص أقل ما يقال عنهم أنهم لا يعتنون بالتفريق بين الشوري والإشارة (إذا جاز لنا أن نستعير تعبير السيد عبدالله الفاضل عليه رحمة الله). هل ظنت القوة التقدمية أن الطائفية ستظل ساكنة حتي يتم قنطرتها (ولو ديمقراطياً) من قبل فرقاء الإصلاح؟
    لقد أخطأت المجموعة التقدمية إذ عولت علي حيادية القيادة الطائفية التي كان من المفترض أن تتسم بروح أبوية، إلاَّ انها فوجئت بأن الكهنوت مثل جزءاً أصيلاً في المعترك، بل فاعلاً إذ ولي ظهره لدارفور المحترقة ويمن وجهه صوب دارفور الحارقة. إن قليل من الإستدعاء للذاكرة ينبهنا بأن القيادة الطائفية قد إنحازت لفصيل أثني معين يوم أن أهلت قوات الدفاع الشعبي والتي كانت الأداة الأولي والماهرة في حرق قري الفور في الثامنينات.
    إن المجموعة الرجعية تخطئ إذ تظن أنّها قد إنتصرت لأن مثل هذه الإنتصارات الواهية سرعان ما تنقلب إلي هزيمة ماحقة. لقد جاءت جماهير حزب الأمة متحرقة ومتشوقة للديمقراطية طالما حُرموا من ممارستها، فما فتئوا يتحركوا حتي واجهوا عقبة كؤود تغلبوا عليها بأدبهم وصبرهم المعهود. إن المؤتمر لم يكن الغرض منه تفعيل الممارسة الديمقراطية داخل الكيان قدر ما كان يراد منه إعطاء الكهنوت شرعية مدنية وأصباغ حيوية علي أفكاره البالية ومآلاته الملتوية. بإختصار تجيير إرادة الكيان لصالح التحالفات السياسية المرتقبة. لقد أصبح هذا صعباً إن لم يكن مستحيلاً، للأسباب الآتية :
    لقد أخطأت القيادة الطائفية خطأً إستراتيجياً إذ عرضت قاعدتها في خضم الخلافات الشخصية لإستقطاب عنيف أفقدها الهيبة وذوب قدسيتها. ليست أدل من سقوط وكلاء الإمام (لأول مرة في التاريخ) الذين كان من المفترض أن يحموا الحزب من الإختطاف علي حد قول أحدهم. أنا أعجب كيف يفهم طبيب متخصص ومثقف نابه التدافع علي أنه إختطاف! إختطاف مِن مَن؟ من الذين شيدوه باموالهم ودمائهم. إفتحوا سجلات "الدائرة" وراجعوا ديونها المنكور منها والهالك قبل أن تجترئوا علي العباد يا أولاد اللواتي! فلم يزل البحث جارياً عن كنز " أبون خير" الذي إختفي في السراية، لعّل في الرواية ماغيبته الحكاية.
    تقاطر الشباب علي المؤسسات الولائية (ممن إنتدبوا أنفسهم لمناهضة الإستبداد) مما يجعل من الصعب تمرير الأجندة بابوياً ًإنما فقط تفاكريا، وإلاَّ كيف نفهم شعارات من مثل "الطابور خلف السور"، "الطلاب ضد الأرهاب"، إلي آخره. لقد فات هؤلاء الشباب أن الإرهاب هو ديدن القيادة الطائفية التي إتخذت من الأنصار درعاً بشرياً في مداراة أخطائها والتخلص من أعدائها. إبتداءاً بمواجهة محمد نجيب، مروراً بإهانة المحامي كمال الدين عباس و إنتهاءاً بالإعتداء علي عضو المكتب السياسي المهندس مآدبو آدم مآدبو. أما وقد إختاروا هذا الطريق فقد سهلوا لنا المخاض، فلن تمض أيام حتي يقيموا الحداد.(إن إرثهم قد مات فوجب أن يبكوه).
    إن إلتزام الأقاليم جميعها بالنسبة المخصصة للمرآة مقارنة بالخرطوم التي أخفقت، يجعل من الصعب التعويل علي الرجعية كوسيلة لتمرير الاجندات العائلية. إن الكهنوت قد أيس من بنيه الذين لا كسب لهم ولا عطا ولذا فما برح يمتدح بناته حتي شبه احداهن ببناذير بوتو. وأنا أقول هل كان لدينا بوتو حتي يكون لدينا بناذير؟ (عِوضاً عن أن يستحثهم علي حضور مجالس العلم والتأدب علي أيدي مشايخ عارفين إتخذ منهم ملازمين يقدمون له الخدمات النهارية منها والليلية! أي أب يرضي هذا الأمر لبنيه؟)
    إن بوتو كان رمزاً لليبرالية والتقدمية، مما جعله يقف وقفة أسدية في وجه القوة الظلامية فلم تملك إلاَّ أن تقتله فإستحق شهادة لقوله كلمة حق عند سلطان جائر. هل يستوي هذا والنعام التي جفلت لمجرد سماعها زئير الإنقاذ عشية (30/يونيو/1989م). أما بناذير فقد كانت تؤمن بالبينية، بيان الرأي قبل نفاذه، فكيف بها تُقارن بمن يصبغون أرائهم صبغة رمادية علّهم يحوذوا علي رضاء الجميع؟
    إن القيادة الطائفية قد تعرضت لهزة عنيفة مما جعلها لا تكتف فقط بقمع الإرادة الجماهيرية، إنما أيضاً تزويرها من خلال : إعتمادها وسيلة "الإستبداد المركب" الذي تمثل في الآتي :
    إن د. إبراهيم الأمين يعد مثقف له رؤا (Vision)، كما أن محمد عبدالله الدومة عُرف عنه المواقف الصلبة غير المتلجلجة (Integrity). أما المرشح الثالث فيفتقر إلي كليهما. لكن القيادة الطائفية التي لا تهتم بالنوعية فقد إنحازت إليه لإحتفائها بدرجة من درجات التردي النوعي؟ والسؤال ما الذي يمكن أن يقدمه أيّاً من هؤلاء في ظل وجود قيادة سياسية/دينية متأرجحة؟
    لقد لجأ الكهنوت إلي إضافة 256 عضواً (متجاوزاً النسبة المخولة له 5% إلي 33%) إلي الهيئة المركزية دون الرجوع إلي المؤتمر العام. لقد صوتت كل هذه المجموعة بإستثناء أفراد لصالح "مرشح البلاط". أنظر كيف يعدل شخص بصوته في عالمنا الثالث صوت 4000 ناخب؟ لا تعجب، إنها الديمقراطية الدينية التي يبشرنا بها حزب الامة جناح " الإمام". إن معادلة الديمقراطية الدينية معادلة مخلة (Paradoxical) لأن الديمقراطية أساسها الإنتخاب والمؤسسة الدينية قوامها الإنتداب. لكن السؤال ما الذي يحوج رجل الدين الخضوع لنظم وضعية؟ بمعني آخر هل يحتاج "الأله" إلي إنتخاب؟ لماذا لا يملي إرادته وينفذ مشيئته مباشرة دون الرجوع إلي أحد؟ لماذا لا يكون صادقاً مع نفسه ومع محبيه مثل السيد محمد عثمان الميرغني فيقول ان هذا الحزب قد ورثه عن أبيه وسيورثه بنيه فيكفي المؤمنين بذلك شر القتال؟ إنه الغرور الذي يغري الإنسان بالتمايز/التفاخر ولو زوراً علي الأخرين. أنظرمقولة "ِحِزبنا يُحلق!" صحيح إنه يُحلق، لكنه يُحلق فوق مستنقع الإنحطاط الأخلاقي وفي فضاء الزور والبهتان. فما أرهق ما يكون التحليق!
    إن القائمة المضافة تضمنت أسماء كل اولئك المرشحين الذين تساقطوا في إنتخابات الكليات المختلفة (نساء،مغتربين،طلبة،إلي آخره). لقد فعلت القيادة الطائفية هذا دونما أدني مراعاة لشعور الناخبين بل إستخفافاً بعقولهم وإزدرائاً بمشاعرهم التي باتت تمني نفسها بحلو التحرر من الأغيار. إن هذا الحزب لم يعد صالة للأحرار بل هو مغارة للصوص، المرتزقة والفجار فهلا وعي السودانيون (أهل الغرب منهم خاصة) هذا الأمر، أمَّا زلنا نحتاج إلي دليل؟
    إن قيادة هذه سيرتها لا يمكن ان توصف بأنها منتصرة، بل هي منهزمة إلي درجة الإضطراب.إن تناقضات القيادة الطائفية لا تحصي ولا تعد لكنني أورد منها ثلاثة فقط. أولاً، لقد إدعي الداعي بأن هنالك 500 مثقف قد تداولوا الأراء حول الأوراق المقدمة للمؤتمر (الامر الذي لم يدعيه حتي الحزب الشيوعي)، فإذا بنا نلاحظ أن خطاب الحزب قد شمل الأراء السياسية الشخصية للزعيم، كما تضمن أيضاً الأراء الفقهية ذات الطابع النشاز، التي تتعلق بالخفاض والنقاب. وانا أقول مامعني أن نحتفل بكمال اعضاء المرأة التناسلية في حبوتنا ونسخر بإنسانيتها في نزوتنا؟ بل ما معني أن نتبع كل زنديق و ناعق فنسخر من إمرأة وزوجها لانهما إرتضيا النقاب كوسيلة لإرضاء الله ورسُوله؟ هل هذه هي أولويات القيادة الطائفية التي زعمت يوماً أن لها 42 حلاً لمشكلة افريقيا فلم تجد حلاً وأحداً لمشاكل السودان التي تكاثرت بسبب إنعدام الرؤي، بؤس الإستراتيجية، وضعف المقدرة التفعيلية. ومع ذلك فهي تتمسك بحقها في التفويض المطلق والفترة الزمنية غير المحددة. ماذا قدمت القيادة الطائفية للأنصار في الأربعين سنة الماضية (غير المناكفات)؟ هل إنتدبت جيلاً للدراسة في الجامعات؟ هل شيدت مسيداً؟ هل كونت بيتاً للخبرة؟ هل إصطحبت أفراداً إلي المؤتمرات التي تُدعي إليها حتي يتعلموا فن الحوارات و المفاوضات؟ هل وظفت الطاقات الروحية والفكرية الهائلة المتوفرة لديها لتكوين جمعية طوعية ولو وأحدة بالمعني المهني وليست التسولي (أم هي أهدرتها في تنفيس مؤامرات من صنعها في الأصل؟)
    ثانياً، لقد إستعار كاتب هذا المقال مصطلحات من مثل كهنوت، بابوية، قيادة طائفية، إلي آخره من ذاكرة القاموس الإكسفوردي (1967) الذي شحذ همة القيادة الطائفية حينها بضرورة الفصل بين السلطة الزمنية والسلطة الروحية. يوم ان كانت عجلة لحكم السودان فلما سنحت لها الفرصة جمعت بينهما مستخدمة عصا العلمانية لتعجيز المتدينين وملوحة ببخور الدين لتخدير العقلانيين. يالها من براعة فائقة!
    ثالثاً، إن القيادة الطائفية ترفض مبدأ التطبيع مع إسرائيل علماً بأن الوثائق البريطانية التي أزيح عنها الغطاء في 2006م (بعد مضي خمسين عاماً عن الإستقلال) تكشف بأن أسلاف الكهنوت كانوا أول من إتصلوا بقادة الكيان الصهيوني في لندن مطالبين إياهم بالدعم المالي حتي يقدروا علي مواجهة " التمدد المصري" جنوباً! إن مصر تعتبر توسعاًً، أما بني صهيون فلا. يالها من مصيبة! أقول إن صرحكم لم يكن يوماً صرحاً للوطنية،إنما كان دوماً صرحاً للوثنية. وإن كنَّا نحن الذين إرتكبنا خطيئة تشييد معبدكم فإنّا سنكفر عن ذلك بدكه دكاً وركله كفا، ولتعلمنّ نبأءه بعد حين.
    ختاماً، إن فوز مرشح البلاط سيعيق مسيرة الإصلاح لكنه لن يوقفها.إن هذا الفوز مرهون بتحالفات سياسية خارج دائرة الكيان، كما أنه مرتبط إرتباط وثيق بإمكانية الاخير في التغلب علي هذه العقبة النفسية (كونه صنيعة البلاط) وتقديم تنازلات تهيئ له القبول خارج دائرة البيت.لا أظن أن خلفيته الثقافية أو المهنية تهيئ له حبك هذا الدور السياسي دبلوماسياً. إن مثل هذه المؤتمرات، عكس لما نري في الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم الاول،لا تتمخض عنها موجهات فلسفية/فكرية،أو سياسية/تنفيذية تتأثر بها حياة المواطن العادي. إذن هي لا تتعدي كونها سلوي لمن حضر وعبرة لمن نظر.

    from sudanile
                  

07-31-2009, 11:35 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عبدالله عثمان)

    ادم عيسي ابراهيم حسبو .... اِستقالة من حزب الأمة القومي
    الثلاثاء, 17 مارس 2009 22:30

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اِستقالة من حزب الأمة القومي
    الأحباب في الله والاخوان في الوطن العزيز..
    لكم مني الاحترام والتقدير والسلام
    وبعد...
    "الصدق عزٌ واِن كان فيه ما تكره....والكذبُ ذولٌ واِن كان فيه ما تحب"
    لم يكن اِنتمائي الي حزب الأمة القومي نابع من أنه حزب أسلافنا الذين أروت دمائهم الطاهره أرض المليون ميل مربع..وليس لأنه حزب اَل المهدي وأنا ملك لسيدي ومن واجبي الطاعة والانتماء ، ولكن جاء اِنتمائ الي حزب الأمة بعتباره تنظيم سياسي له صفة العمومية والدوام ، وله برنامج يسعي بمقتضاه للوصول الي السلطة ، كما أنه يوفر قنوات الي المشاركة والتعبير عن الراي ، لذا عكفت في دراسة اطروحاته وبرنامجه ، فوجدته الحزب الأكثر قرباً الي جماهيرنا من حيث القبول والواقع التاريخي ..لذلك اِنتميت اليه ودافعت عن أفكاره بكل اِخلاص..ومنحته الوقت بكل صدق..واِجتهدت مع الاحباب بقدر ما استطعت حتي يكون متمدداً في كل أرجاء الوطن الحبيب...لذلك لم اجبن عليه يوماً بدمٍ..أو وقتٍ..او مالٍ لذا تدرجت في مؤسساته منذ الثانويات مروراً بالجامعات الي أن تقلدتُ منصب نائب أمين الاقاليم في دورة الامين السابق (حسين صالح خدام) هذه الوظيفة أتاحت لي الفرصة لكي ألقي الضوء و أتمعن في الحزب وعلاقته بالجماهير فوجدتُ في العلاقة عيوب كثيرة بل أخرام سوداء..لذا عملت مع اَخرين في الحزب علي ترقيعها ...وعاهدنا أنفسنا بأن لا نتكاسل أو نتخاذل حتي تكتمل عملية البناء والاصلاح التنظيمي...ولكن يا أحباب كيف تكتمل عملية الاصلاح ومن عينوه مهندساً يأمر بالهدم والتكسير..!! لذا أردت الوقوف واِعادة القراءه لمجموعة من المواقف والممارسات التي ظلت تقوم بها قيادة الحزب (الرئيس) وهي بلا شك ممارسات و تصرفات ظلت تنفر الجماهير من الحزب وتحول الاعضاء الي مبرراتية علي طول التاريخ..!! فعندما قرأت هذه المواقف بتأني أدركت بأن حزب الأمة في ظل هذه القيادة سيكذب ويكذب علي الجماهير دون أن يفي بعهوده معهم..لذلك قررت أن اِستقيل من الحزب حتي لا أكون مبرراتي أو أكذب علي الجماهير..فأهم النقاط التي اِستندتُ اليها في مراجعاتي التاريخية والتي دفعتني الي الاِستقالة هي : -
    • كيف قاتل الحزب شمولية مايو ؟ عندما تعنت النميري وعصي علي لجام الديمقراطية ، ورفض الاَخر في ظل وطن متعدد ، حينها تداعت أحزاب الأمة – الاتحادي – جبهة الميثاق الاسلامي..الي الجماهيرية وقررت اِزاحة النظام المايوي عن طريق القوة مستقلة جماهير شعبنا البسيطة في تنفيذ ذلك وعبر منفذ ليبيا تحركت الجيوش بقيادة البطل العميد (محمد نور سعد) الذي رمته قيادة حزب الأمة من التاريخ مثلمٌا يرمي الصغير لعبة لا يرغب فيها..حيث دخلت القوات الخرطوم فاتحتاً لها في 1976م ولكن تصرف القيادة السياسية ساهم في فشل المهمة ..وحينها أطلق علينا نميري اِسم المرتزقة فرفضنا ذلك الاسم وتمسكنا باِسم الجبهة الوطنية ، وفيها فقدنا أعظم الرجال منهم من مات ومنهم من بترت رجلة أو يده ولكننا رغم ذلك قد عبرنا فوق أجسادهم قبل أن تجف دمائهم وشاركنا نميري في سلطة الحكم الاشتراكي وركنا ذلك كله في ذاكرة التاريخ..!! وقدمنا مبررات لا أول لها ولا اَخر، مخلفين ضحايا لا احد يسأل عنهم اليوم ..! ولا يعرف أين تعيش أسرهم.
    • كيف قاتلنا شمولية الاِنقاذ ؟ : بالامس القريب كونا نقاتل شمولية الانقاذ من أسمراء التي منحتنا كل أنواع الدعم الحكومي والشعبي واللوجستي وفي هذه الجبهة ايضاً فقدنا اعزاء لنا اَمنوا بقضيتهم واِستشهدوا من أجلها..وفقد البعض اطرافهم بل قدموا ارواحهم رخيصة فديتاً للحرية ..والديمقراطية ونعيم الشعب السوداني..و في ذلك التاريخ قد قامت قواتنا باخطاء فادحه خاصة عمليات النهب والسرقة لبصات المدنيين القادمين من بورتسودان وكسلا ، اضافةً الي استهدافنا الي موارد وطنية لاسيما البترول ، ولكن قيادة الحزب دافعت عن تلك التصرفات ولم تقل هؤلاء مرتزقة ارترين.. او خارجين عن القانون كما وصفت حركة العدل والمساواة.
    • اتفاقية جوبوتي : في الوقت الذي كان يقبع فيه كوادر الحزب الطلابية في سجون الجبهة الاسلامية ويتلقون أشد أنواع التعذيب منهم من فقد بصره (سالم زريبة) ومنهم من اصيب بعاه مستديمه (بشير حميدة ، موسي الحلو، الزين قادم ، حامد الجبوري....الخ) كانت قيادة الحزب في ذلك الوقت تجلس مع الجبهة الاسلامية بصورة انفرادية بل أحادية وتفاوضها سراً دون علم قيادات الحزب ناهيك عن الحلفاء في التجمع ، وبعد مضي سبعة عشر ساعة فقط خرجت علي الساحة الاقليمية والدولية باِتفاق ثنائي بل أحادي ، ووظفت كل كوادر الحزب لكي يبرروا عدم الثنائية في الاتفاق وقد كان.
    • دخول جيش الامة للسودان ! التصرفات الاحادية لقيادة الحزب لم تقف في ذلك الحد ، بل دفعت قوات جيش الأمة للدخول الي أرض الوطن قبل أن توفق أوضاعهم ، بل حشروهم في الداخل ورموهم مثلما فعلوا مع مجاهدين 1976م ، بل قاموا بطردهم و منعهم من دخول دار الحزب كما فعل عبدالرحمن الصادق مع المناضل يحي محمد ساتي الذي ترك قاعة الدرس وذهب الي ميدان القتال من أجل استرداد الديمقراطية للوطن..فقاتل مع اخوانه الي أن بترة رجلة ولكن رغم ذلك لم يتنحي عن العمل العام ولكن هاهو ابن مالك الحزب يصدر قراره وتعليماته بأن لا يسمح لهذا المحارب دخول الدار اِطلاقاً.
    • انقسام الحزب ..! اِنقسام حزب الامة في 2002م لم تساهم فيه العوامل الخارجية بصورة كبيرة ، ولكن كان نتاج للممارسات الاحادية التي ظلت تقوم بها القيادة ، مما دفع المجموعة التي كانت تؤمن بتنفيذ اتفاقية جوبوتي الي المشاركة في السلطة ، ولكن ظلت المجموعة الاخري التي أجبرت القيادة بفعل الضغط الجماهيري أن تنحاذ الي موقفها ، رغم أن الموقف الواضح لرئيس الحزب الذي اتي من أجله من الخارج هو مشاركة النظام في السلطة
    • اتفاقيةً نيفاشا ..! كل الشعب السوداني استبشر خيراً بهذه الاتفاقية ، خاصةً نحن سكان جبال النوبه ومناطق التماس ، لأن السلام يعني لنا الاستقرار والتعايش السلمي في المنطقة.. وحتي سكان المدن الكبيرة ارتاحوا من كشات الالزامية التي كانت تدفع الشباب الي المحرقة في الجنوب ، فرغم هذا الارتياح الجماهيري لم يستطيع زعيمنا أن يتعامل مع المعطيات الجديدة ، وظل يعارض هذه الاتفاقية ويسميها بالاتفاقية الثنائية ، رغم أن هذه الاتفاقية وفرة كثير من الفرص الساسية لكافة الاحزاب ، اضافةً الي ذلك وفرة بئية صالحة لجماهيرنا الحزبية للتعرف علي نوايا الحركة الشعبية ، لذلك ظلت جماهير الحزب في مناطق التماس تتفاعل مع الحركة الشعبية ، لان لدينا مصالح جماهيرية مشتركة ، ولكن لأن رئيس الحزب لا يرغب في تحالف مع الحركة لذا ذهبت كل تطلعات ومصالح الجماهير المشتركة الي مهب الريح.
    • مشكلة دارفور والاخفاق الحزبي ..! دارفور هي تلك الرقعة الارضية التي منحت التفوق لدي حزب الامة في اَخر انتخابات ديمقراطية جرت في السودان.حيث فاز الحزب ب 105 دائرة معظمها من كردفان ودارفور، ولكن حين اِنفجرت الازمة ، لم يستطيع حزب الامة أن ينحاز الي تلك الجماهير المغلوبة في أمرها ، حيث اِكتفي في معظم الاوقات باصدار البيانات الخجولة ، والندوات المركزية التي لا يسمع لها صدي ، وحين أراد أن يقوم بزيارة الي الاقليم في 2004م لفظته الجماهير في المخيمات ، ورفضت ان تسمع للزعيم بل رمته بالحجاره وهذه الواقعة رواها الاحباب الذين رافقوا الوفد، ولكن رغم ذلك لم تفكر القيادة في العلاج السليم للأزمة ، بل شغلت نفسها بتنظيم المظاهرات من اجل نصرة حسن نصر الله ، ودعم حماس التي خرجت عن السلطة الفلسطينية , ورئيس الحزب لم يكتفي بهذا القدر بل قدم مبادرة للصلح بين حماس وفتح..، ولكن هذا الرئيس فشل في أن يقدم مبادرة من اجل دارفور، او من اجل النساء والاطفال فقط ناهيك عن اهل دارفور..هكذا انطبق المثل علي زعيمنا (الغلبها راجلها مشت تادب حماتها ) .. السيد الرئيس وبقراراته الفردية لم يكتفي بهذا القدر من التخلي عن أهل دارفور بل ذهب أبعد من ذلك ، حين اراد عرقلة مجريات العدالة .. وذلك حين قال في دنقلا أن البشير هو جلدنا لم نسمح لاحد أن يجر فيه الشوك..! هكذا سمح للبشير أن يجر الشوك بل النار علي اجساد الاطفال والنساء والشيوخ من أهل دارفور..ولكنه أعلن وقوفه في خندق واحد مع الشمولية.
    • المشاكل القبلية في دارفور: حدثت عدة مشاكل قبلية في دارفور.. وكان المتوقع أن يلعب حزب الامة بقيادة الرئيس فيها دور الوسيط المقبول للطرفين.. ولكن لان الزعيم لا يرغب في أهل دارفورشغل نفسة بقضايا حماس وفتح...وترك الحكومة توظف قواعده ضد بعضهم البعض...حيث اقتتل الفلاتة مع الهبانيه...والرزيقات مع المعاليا... وبني هلبة مع الترجم...والزيادية أهل التحالف الراسخ مع الميدوب..والبرتي مع الزيادية...والمساليت والميدوب مع الزغاوة ...الخ كل هذه الحروب تسبب فيها اطراف من الخارج يعلمهم السيد الرئيس جيداً.. ولكنه رفض أن يتحرك من اجل درأ الفتنة...بل تحرك بسرعة من اجل حماس وحزب الله...وعبر هذه المساحة ارسل تحية خاصة لادارة نادي الهلال التي اقامة صلح تاريخي بين الهبانية والفلاتة.
    • التوقيع مع العدل والمساواه..! في عام 2005م وبصورة أنفرادية وغير مؤسسية وقع السيد رئيس الحزب مذكرة تفاهم مع حركة العدل والمساواة في فرنسا ، وأذكر أن هذا التوقيع واجهه رفض من قبل كوادر الحزب ، وأذكر مقالاً للحبيب عبده حماد بعنوان (حزب الأمة من الجناح السياسي للجناح العسكري للمؤتمر الشعبي).. ولكن طلمٌا الرئيس اراد ذلك لا حياة لمن تنادي..
    • عملية الزراع الطويل كما تسميها العدل والمساواة..! في العاشر من مايو من العام المنصرم نفذت حركة العدل والمساواة عملية جريئة يحسدها عليها كل من جرب العمل المسلح ضد الانقاذ من قبل ، اِنغضت علي الخرطوم نهاراً جهاراً ، وحينها كنت بالقاهرة والحمد لله أعرف بعض قادتها معرفة شخصية أمثال الشهيد الجمالي حسن جلال الدين والذي عرضت جثته أكثر من مرة وهو متوسد تراب الوطن الذي مات من أجلة دون مراعات لحرمة الاموات .. وكنا نفكر في حال أسرته المكلومة وأثناء هذا الحزن العميق خرج علينا زعيمنا واِمامنا الذي بايعناه بتصريحاته التي وقعت علينا كالصاقعة وكدنا نكذب حواسنا لوصفه لامثال جمالي بالمرتزقة التي رفضناها نحن من قبل وطالب بمحاكمتهم الرادعة ..وهو يدري تماماً ماهو ميزان عدالة الانقاذ ، ولكن الحقيقية التي يعلمها الجميع نحن سبقنا العدل والمساواة للعمل المسلح ومن دول مجاورة(ليبيا- اريتريا- اثيوبيا ) فلماذا نحرم عليهم ما حللناه لأنفسنا، ولكن ازدواجية المعايير ربما تدين العدل والمساواة ؛ وتعفي حزب الأمة من الادانة بأثر رجعي من 76 الي أسمرا.
    ولكن الغريب في الامر أن السيد رئيس الحزب هو الذي وقع مع هؤلاء الذين أطلق عليهم المرتزقة مذكرة تفاهم في فرنسا دون أن يرجع الي مؤسسات الحزب.
    • اتفاقية التراخي الوطني..! وهي الاتفاقية التي ولدة معزولة بل منبوذة من كل مؤسسات حزب الامة ، حيث تجاوزت حدود اللياقة السياسية وذلك عندما تم التوقيع عليها في منزل رئيس الحزب في ظل غياب كامل لكل مؤسسات الحزب والقوي السياسية الاخري والمراقبين.. وأغرب ما فيها ذلك البند الذي ينص علي التطبيع الاجتماعي مع كوادر المؤتمر الوطني ، هذه الاتفاقية يا السيد الرئيس تجاوزة حدود الثنائية ، وصارت أتفاقية داخل الحيشان ، لذا لا يحق لنا أن نسمي الاتفاقيات الاخري بالثنائية الا اذا اردنا أن نكذب بالواضح.
    • مبادرة أهل السودان ..! كلمٌا حوصر النظام محلياً واِقليمياً ودولياً يسعي السيد الرئيس الي اِخرجه و لو كان ذلك علي حساب وحدة التنظيم ، فمبادرة أهل السودان تعتبر واحدة من دبلوماسية الامام لفك رقبة النظام التي ظلت تطالب بها العدالة الدولية ، والكل منا تابع كيف سعي الامام الي زبح العدالة الدولية...حين قال لجريدة الحياة أن اوكامبو اتجاوز صلاحياته !! هل كانت يالسيد الرئيس صلاحيات اوكامبو دون مساءلة البشير..؟! وهل السيد الامام حين ايد القرار 1593 لم يضع في الحسبان أن صلاحيات اوكامبو ستذهب أبعد من ذلك ، ولكن معروف الامام دائماً يرغب في أن يكون كل شئي ، مرة صياد أفيال في جوبتي ،ومرة محامي دفاع للبشير ، ومرة دبلوماسي للانقاذ..ومرة ، ومرة ،ولكن يفضل سؤالنا للامام كيف ترفضوا العدالة التي تنتصر للفقراء وتتحججوا بزريعة السيادة الوطنية ؟ هل السيادة الوطنية هي كاكي يرتديه البشير ؟! ام الشعب هو الذي يحدد ذلك ؟ اين كانت سيادة البشير الوطنية حين طرد الشعب السوداني من البرلمان في لظي الهجير قبل أن يصلي الجمعة...وسحبوا سيادتكم من القصر الي كوبر..؟!! هل هذه السيادة التي نتحدث عنها ونريدها لشعبنا...ووطننا..ام رقبة البشير لوحدها هي السيادة الوطنية؟ كيف وافقتم علي تسليم كوشيب واحمد هارون ورفضتوا بالبشير..؟!! ولا عشان ديل اولاد الهامش .. ودا ود عز ؟! ماهي افتاءاتكم الدينية يا امامنا التي ارتكزتم عليها في محاكمة الضعفاء وترك الشرفاء..ألم ينهاكم الحبيب المصطفي عن ذلك ويقول (ص) لوسرقة فاطمة بنت محمدٍ لقطع محمد يدها) فالذي بعث محمد بالحق رسولاً لو كان الامام المهدي موجود لتبرأ من أفعالكم.
    • اِستقالة دكتور أدم مادبو..! قبل أن يرفض المكتب السياسي المنتهية مدته الاستقالة التي تقدم بها متنحياً من منصبه كنائب للرئيس ومن عضوية كل من المكتب السياسي والهيئة المركزية ، وقبل أن يناقشها المكتب السياسي قد نفي الدكتور لوسائل الاعلام بأنه قد استقيل من منصبة وذلك التزاماً منه بالعمل المؤسسي في داخل الحزب، ولكن تفاجأ الجميع ببيان ممهور بتوقيع رئيس الحزب علي صفحات الصحف السيارة يحمل ادانة تنظيمية وسياسية بطريقة غير صحيحية علي حسب رد بيان الدكتور والذي لم تنفيه الي هذه اللحظة ما تسمي بلجنة ضبط الاداء ولا حتي السيد الرئيس نفسة، وحين ناقش المكتب السياسي الاستقالة ورفضها اشاد في رده بالانضباط المؤسسي للدكتور، ولكن علي حسب تقديري الشخصي أن المكتب السياسي فشل في ادانة رئيس الحزب الذي اخترق المؤسسية ووزع البيان الي الصحف قبل الرجوع الي المؤسسة ؛ وقد وضح جلياً أن الهدف من ذلك البيان هو اذلال عزيز قومٍ ، ولكن الدكتور كان ذكياً حين وضح في بيانه الحقائق التي كانت غائبه ، ..ومعروف عن هذا الرجل قد اجتمعت فيه ستة خصال لم تجتمع في غيره.. فمن كان فيه سته خصال لا يعدم ستاً..من كان جواد لا يعدم الشرف..فهو جواد..ومن كان صدوقاً لم يعدم القول فهو صادق..ومن كان شكوراً لم يعدم الزيادة..فهو شكور..ومن كان ذاراعية للحقوق لم يعدم السؤدد..فهو راعي لها..ومن كان منصفاً لم يعدم العافية فهو منصف..ومن كان متواضعاً لم يعدم الكرامة..فهو متواضع.. ورغم ذلك اراد امامنا بجملة من الممارسات أن يذل هذا الرجل الشامخ...السامق...عالي الرفعة
    • وفاة د.عبدالنبي علي أحمد..! وهي كشفت الغطاء المستور لقيمة البني أدم عند اَل المهدي ، حين رفضوا دفن الجنازة في قبة الامام المهدي ، والكل تابع سواء كان عبر الشاشات البلورية او عبر المنتديات تلك التفاصيل السخيفة التي صاحبت دفن الجنازة ، ولاول مرة اتذكر مقولة الاشراف حين رفضوا الخليفة عبدالله التعايشي بعد وفاة الامام المهدي ..حيث قال شاعرهم:-
    ناس قباح من الغرب يوم جونا....
    اولاد ناساً عزاز من البيوت مرقونا
    يابا النجس بالانجليز ألفونا
    هكذا فضل الاشراف المستعمر الانجليزي علي خليفة المهدي، وايضاً رفض اَل المهدي لدفن د.عبد النبي ينسحب في نفس الاتجاه، ولكن الغريب لم تكن الممانعه في عملية الدفن فقط ،ولكن الغريب هو تنكر السيد الامام لكل العادات السودانية ، لاسيما البئية الدارفورية التي أتي منها المرحوم والتي تحتم علي الجميع أن يعزه في داره، ولكن السيد الامام غادر الي سويسرا بعد لحظات من دفن الجنازة ، لكي يبحث هناك سبل نجاة البشير من العدالة، وهذا ايضاً نموزج اَخر لقيمة البشرية عند هؤلاء.
    • المؤتمر السابع لحزب الامة..! قبل أن نخوض في تداعيات المؤتمر ينبغي علينا التعرف علي ماهي الاسباب التي دفعت الي قيامه ؟! انا في تقديري الشخصي توجد مجموعة من الاسباب ادت الي قيام هذا المؤتمر، أولي هذه الاسباب الثقة المفقودة بين المؤسسات والرئيس ، حيث كان المكتب السياسي يري أن الرئيس دائماً يتخذ قرارات احادية لاسيما اتفاقية التراخي ، رفض الجنايات الدولية ، رفضة القاطع لاي حوار جاد مع الحركة الشعبية ،موقفه اتجاه العدل والمساواه التي وقع معها بشخصة دون أن تحثه المؤسسات ؛ التقارب غير المنطقي مع الحكومة، عدم الجديدة في حلحلت أزمة دارفور ...الخ .. وايضاً هناك ثقة مفقودة بين الرئيس ونائبه..وكذلك وفاة د. عبد النبي علي أحمد خلفت فراغاً حاول الرئيس أن يستقله لصالحه وذلك حين عين نسيبه عبدالرحمن الغالي في منصب الامانه العامة وهو ما رفضته الجماهير لأن عبدالرحمن الغالي بالامس القريب كان طالب محايد بجامعة الخرطوم ، عندما كان الاحباب ، فتحي حسن عثمان، عيسي حمودة ، خالد عويس وغيرهم قابعين في زنازين النظام ، ولكن أنظروا كيف اراد أمامنا أن يقفذ بنسيبه دفعةً واحدة الي منصب الامانة العامة متخطياً به كل هؤلاء ، كل هذه الاسباب وغيرها بدلاً من أن تتم معالجتها بطرق سليمية ، حاول الرئيس واتباعه أن يتخلصوا من كل الذين يخالفوهم الراي بمؤتمر صوري وديكوري بأشراف جهاز الامن السوداني، لذلك تمت لملمت الناس بطريقة اقرب من العشوائية ، ولم تقم مؤتمرات قاعدية في اغلب أقاليم السودان ، ولكن طالمٌا الامام يرغب في ذلك علي الجميع السمع والطاعة.
    • ممارسات ونتائج المؤتمر..! دائماً المؤتمرات تعقد من أجل تجديد الدماء ، ومن أجل ترسيخ المفاهيم الديمقراطية ، ولكن المؤسف والمحزن حقاً مؤتمر حزب الأمة السابع برزت فيه مجموعة من المخالفات والممارسات الدخيلة علي المجتمع السوداني اولي هذه الممارسات ، أن السيد الامام وأبنائه نقلوا الي الساحة السودانية وسائل الارهاب الدولي ؛ وذلك عندما سخروا اِمكانياتهم في جهاز الأمن لخطف وتعزيب الكواد الذين يخالفونهم الراي.. هذا مؤشر خطير يؤكد بأن السيد الرئيس وابنائة أول من أدخل اساليب الزرقاوي والقاعدة وحماس في العمل الحزبي في السودان، وهو مايؤكد سر العلاقة بين الامام وحسن نصرالله وحركة حماس.
    ثاني الممارسات كل الشعب السوداني وحتي السفراء والدبلوماسين الذين راقبوا المؤتمر كانوا يأملوا في أن يشاهدوا ممارسة ديمقراطية حقيقية تؤكد بأن الاحزاب السودانية تنعم بخيركبير في هذا المجال ، ولكن كانت أول صدمة لهؤلاء المراقبين عندما شاهدوا كيف ذبح الامام الديمقراطية . وكيف خرج عن القانون الذي يمثل الضامن الاساسي بينه وبين هذه الجماهير...نعم الامام قتل الديمقراطية عندما اضاف وحده نسبة تجاوزت ال 44% من جملة الهيئة المركزية متجاوزاً كل الاعراف القانونية والاخلاقية من أجل أن ينتصر الي ابنائة وياتي بأمين عام مولود من رحم النظم الشمولية ، فعندما كان الانصار يقتلوا ويشردوا في نظام مايو كان سعادة الفريق صديق الامين الموالي للرئيس جزء من اجهزة ذلك النظام ، وعندما عاني الانصار ثانيةً في نظام الانقاذ كان الفريق صديق ممتطياً الاجهزة الامنية والدستورية في الحكومة ، أنظروا كيف أراد السيد الامام أن يصفي حساباته مع الذين يخالفونه الراي وياتي بأمثال هؤلاء..
    الممارسة الثالثة لم يكتفي الامام بهذا فقط بل وظف هيئة شئون الانصار لكي يقصي بها الاستاذ محمد عبدالله الدومة الذي عرفناه مناضلاً..صابراً..ثابتاً لا يتزحزح مثل الجبل، ولكن الامام الذي شق الحزب في سنة 1967م ورفض مسالة الجمع بين الامامة والقيادة السياسية لعمة الامام الهادي ، هاهو اليوم جمع بين الاثنين بل وظف الامامة لصالح اسرته الضيقة ومن سانده من البصمنجية كما وصفهم أحد الاحباب، هكذا ظل اِمامنا يتعامل بالمعايير المزدوجة مع كل من يخالفه الراي.
    لماذا ابتعد هؤلاء...! بما أن السيد الامام لا يحترم قامات الرجال ومجاهداتهم ونضالاتهم وينفرد بالقرارات وحده كان لا بد أن يبتعد هؤلاء( صلاح ابراهيم أحمد..، مولانا حامد محمد حامد...الاستاذ بكري أحمد عديل...مولانا عبد المحمود حاج صالح..،الاستاذ عبد الرسول النور..د.ادم موسي مادبو.....الخ) هؤلاء وغيرهم هم الذين ساهموا بعرقهم من أجل تثبيت الممارسة الديمقراطية ، ولكن طلمٌا هؤلاء وغيرهم صادقين للديمقراطية كان لزاماً علي الامام أن يتخلص منهم كالذي يتخلص من اشياء لا يرغب فيها.
    لماذا ساند الامام الفريق صديق ضد محمد عبدالله الدومة ؟ مساندة الامام للفريق صديق لم تاتي من فراغ ، أولي هذه الاسباب اراد أن يشق الصف الدارفوري ويولد ازمة اجتماعية وربما تكون قبلية طاحنة في دارفور، والنقطة الثانية اراد أن يأتي بشخص ضعيف فاقد الثقة في نفسه وهذا يمكن الامام بأن يحركه بالريموت كونترول ، النقطة الثالثة الاستاذ محمد عبدالله الدومة لديه تاريخ في الحزب ناصع البياض، كما لديه مواقف مشرفة جداً في قضية دارفور، حيث تقلد رئيس هيئة محامي دارفور وناضل من اجل هذه القضية في الساحات الاقليمية والدولية وهو اِنسان معروف لدي الجميع وقانوني محنك لا يمكن أن يدار بالريموت كونترول ، وهو كان مرشح الجماهيرالمسحوقة بكل أمانه..
    وعلية لم تبقي لدي قناعة بحزب الأمة ، وليس لي علاقة بجميع مسمياته في ظل رئيسة الحالي والذي وقف ضد الهامش في كل شيئ حتي سودانيتهم ، ولم تكن العاطفه هي الرسن الذي ننقاد منه ولم يقدر احد أن يسلبنا من أنصاريتنا التي نؤمن بها ولا السماع لصوت الراحل المقيم مولانا ووالدنا عبدالله اسحق عليه الرحمة، و سوف اقاتل مع ثورة الهامش بكل ما املك من قوة ومن اي موقع كما فعلنا ذلك من قبل وتبقي العلاقة الجميلة والاخوة الصادقة التي نشأت أثناء عمرنا التنظيمي بالحزب.
    مع تقديري
    ادم عيسي ابراهيم حسبو
    نائب أمين الولايات السابق بقطاع التنظيم
    مارس 2009م

    from Sudanile March 18th, 2009
                  

07-31-2009, 11:36 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عبدالله عثمان)

    مؤتمر حزب الأمة السابع : أو دفن النهار ابو كراعا بره ! ... بقلم: د. على حمد ابراهيم
    الخميس, 12 مارس 2009 10:30

    [email protected] هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته
    كأن حزب الأمة ناقص مشاكال . وكأنه ناقص بهدلة . وكأنه غير مرصود فى دفتر الغياب والاحزان . وكأنه غير معقور فى عقبيه من المتربصين به من الحلفاء الجدد . وكأنه داوى جراحات الأمس القريب ، حتى تعمد رئاسته الى مداواة (بعض) الغبائن بآلاف الغبائن. المؤتمر الجهبوذ كان اعظم خبر زف الى جماهير حزبنا العريضة ، والصابرة . والقابضة على جمر الغضا . فقد شمرت الملايين عن سواعد الجد استعدادا ليوم السباق الوشيك. ومولت من العدم مؤتمرا رفع الهامات فخرا فى وقت كان الحديث فيه يدور تباعا وتبكيتا عن الفاقة والفقر الذى يضرب اطنابه فى ديار الحزب العريق رغم ضخامة عضويته الاسمنتة ، لأن القائمين على قيادته لا وقت لديهم لكى يجلسوا ، ويهيكلوا هذه العضوية الكبيرة . ويجعلوها عضوية فاعلة بصورة تمكنها من أن تحدق فى قرص الشمس ،وأن تهصر تحت اهابها ضؤ القمر: ولكن ، ويا للحسرة ، لقد صغرت الهمم ، وعندما تصغر الهمم عند قوم ، يصعب عليهم ارتياد الاعا لى .
    لقد فرحنا لبدايات المؤتمرالسابع ، لأنه ارسل رسالة تهديدية للذين يهمهم الامر جميعا . ولكن ، ويا للحسرة مرة اخرى ، تاهت الرسالة ، ولم يصل الخطاب .
    لقد حشر الناس ضحى فى يوم الزينة الكبير ، ولكن لضيق النظر ، خلص الاوكسجين قبل انتهاء المشوار فانكتمت الانفاس ، ومات الأمل الكبير حين تمخض جبل احد الكبير ، فولد فأرا. او قل ولد تلة صغيرة فى حجم المرخيات!
    الرئيس التنفيذى الجديد يريد ان يجعلنا نسخة من الزعيم . وهو لا يدرى ان استنساخ البشر محرم دينيا وعلميا . تصور معى انسان يطلب اليك ان تكون صورة كربونيا من شخص آخر! لا ورب الكعبة ! كل انسان متبر لما خلق له . ولا نريد ان نكون صورا كربونية من الزعيم . لاننا ان فعلنا نكون قد سرقنا شخصيته المميزة ، ونكون قد اعتدينا على قانون الملكية الفكرية ، ونكون قد ارتكبنا جريمة تزوير من الدرجة الاولى ، والتزوير هو جريمة مخلة بالشرف، والاخلال بالشرف جرم عظيم ، لا يرحم القانون من يأتيه بعلم او بدون علم . لأن من يقع فيه يكون قد اتى الاجرام من اوسع ابوابه، ويكون قد وقع فى حقوق الناس وفى اخص خصائصهم .
    ولكن السؤال المهم هو كيف استساغ حضرة الزعيم أن يحشر هذا الكم الهائل من البشرمن غير المؤهلين للاقتراع ، فقط لكى يدرأ بهم غائلة الغبائن . حتى اذا فعل ذرع اطنانا من غبائن جدية هذه المرة . وشخصى الضعيف واحد منهم . نعم ، شخص ضعيف من غمار الناس الانصار . ولكن ثلة من جدودى الامراء سقطوا فى معركة المهدى الاولى مع ابو السعود. وكان جدى الامير ابو عسل رجلا متطرفا وقاسيا جدا مع خصوم المهدية .اما جدى احمد موسى البشير صاحب البنية الشهباء ، واميرالجناح فى معركة ابوطليح ، فقد كان فقيها يعلم الناس امور دينهم ، وكانوا يأخذون عنه راتب المهدى الامام . بهذه السيرة الاسرية اجد عندى شجاعة استثنائية لكى اقول لا حتى للجن الاحمر.
    اما أن يقر الزعيم على رؤوس الاشهاد أنه قد خرق دستور حزبه لدرء الغبائن ، فتلك شجاعة دونها كل الشجاعات . وتضاف الى شجاعة الزعيم فى ابرام اتفاقات التراضى الوطن ، و(جيبوتى) و (جنيف) فى غيبة منا جميعا . تلك الاتفاقات التى (بليناها ) بالموية وشربنا مويتها و( احبابنا ) فى الانقاذ يتفرجون علينا ونحن نبلل عروقنا من الظمأ بالماء القراح الزعريط كما تقول العرب العاربة.
    زبدة الكلام هى اننا كنا نرغب فى رؤية حزبنا وقد لملم اطرافه فى المؤتمر المهرجان . ولكن رياح حزبنا لم تتجه كما تشتهى سفننا الضاربة فى بحر المجهول.
    ليس عندى اعتراض على أى شخص تأتى به ارادة المؤتمرين . اما أن يأتى البعض عن طريق الباصات البينية التى يمررها قلب الهجوم الى الفرود ويمرر الفرود للانسايد الذى يشوت على الطاير و يحرز الاصابة ، بعد ان تحول له قوائم المرمى فى الااتجاه الذى يريد ، فتلك مصيبتى ومصيبة المؤتمر السابع، ومصيبتنا جميعا ونحن نقبض جمر الغضا منذ عقدين من الزمن الردئ.
    اختصارا : انا مع اعادة انتخابات الامين العام فى مؤتمر استثنائى مصغر من اعضاء اللجنة المركزية . وبخلاف ذلك ، فلا مناص من الاعتراف بأن المسافة قد ضاقت ، وضاقت معها الانفس الشح.


    from sudanile
                  

07-31-2009, 11:38 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عبدالله عثمان)

    حزب الأمة : انتخابات جديدة والرهيفة تنقد !! ... بقلم: د.على حمد إبراهيم
    الأربعاء, 18 مارس 2009 09:34

    من المفكرة :
    حزب الأمة : هذا أو الرهيفة تنقد !!
    د.على حمد إبراهيم
    اخبار سخيفة ومؤلمة تواترت طوال فترة انعقاد مؤتمر حزب الامة السابع : ضرب واختطاف عضو مؤتمر! ومنع رئيس مكتب سياسى سابق من حضور المؤتمر! وحشر المئات من الناس فى لحظة الاقتراع ، وليس قبل المؤتمر بوقت طويل تحسبا لأى شكوك حول الهدف من تلك الزيادات . وشطب اسماء اعضاء المكتب السياسى السابق الذين من المفترض ان يشاركوا فى الاقتراع. هذه الاخبار هى نوع من الاحاجى الغريبة التى لا تشبه الانصار و لا تشبه سلوكياتهم التقليدية المنطلقة من المحبة والتوادد ، فهم يتخاطبون فيما بينهم بتعبير "الحبيب". وهذه الاحاجى الدائرة الآن عن وحول مؤتمر حزب الامة السابع تقطع بأن هذه الروح دخلها ما دخلها . وتقطع ايضا بأن الحزب يتدهور ، ولا يصعد الى اعلى ، بدليل ان هذا التجافى لم يحدث بهذه الصور من قبل فى المؤتمر السادس او فى المؤتمرات السابقة . ثم هذه البلطجة من ضرب واختطاف وتهجم ، لم تعرف وسط جماهير الانصار الذين من تربيتهم هم قوم زاهدون فى مباهج الدنيا. ويؤثرون على انفسهم رغم انهم يعيشون الخصاصة فى قمتها ! وهذه الهرجلة التى صاحبت هذا المؤتمر ، والكلفتة الواضحة فى الاعداد ، سببها انفراط عقد النظام وسط القواعد المكلفة باتحضير، وربما كان السبب ناتج عن تقصير قيادات الحزب فى الطواف على الاقاليم والولايات قبل وقت كاف لحل المشاكل وترتيب الاوضاع قبل ان يحين موعد المؤتمر العام . تأجيل موعد المؤتمرالاول قد يقوم دليلا كافيا على عدم الاستعداد الكافى . المهم هذا المؤتمر كشف المستور . واكرم لقيادة الحزب ان تحسم الجدل الدائر حول هذه الانتخابا ت بصورة تقفل الباب امام أى تداعيات سالبة قد تضيف الى الى متاعب الحزب. اذ لا يكفى دمدمة الاشياء أوالسكوت عنها تفاديا للحرج.
    لقد دخل الشك فى قلوب الكثيرين وشخصى الضعيف واحد منهم . ولا سبيل لنزع هذا الشك الا باعادة هذا االعمل الفطير الى النار مرة اخرى حتى ينضج.
    يكون حزب الأمة او لا يكون هذا هو السؤال .هذه القضية الاولى . اما القضية الثانية فهى ان تعود قضية توحيد الحزب الى الواجهة من جديد بعد أن تفادى المؤتمرون مناقشتها بالشجاعة المطلوبة . أهل العقد والحل مطلوب منهم أن يتحدثوا بالصوت العالى حول هذا الأمر. واضح جدا ان رئيس الحزب غير راغب فى عودة بعض الاطراف المنشقة بسبب ما دخل فى النفوس من حزازات . لماذا لم يقل المؤتمر هذا بالوضوح الكامل ويجد حلا لهذه المسألة. فتوحيد الحزب استباقا للمعركة الانتخابية القادمة هو حيثية اكبر درجة من كل الحيثيات . وهى قضية يجب أن لا تترك للأهواء وللحزازات أن تتلاعب بها . لقد وضح الآن ان الحزب يعانى من ثغرات تنظيمية سببها ضعف فى القيادات المكلفة ناتج عن ملئء بعض المواقع باشخاص لا يتمتعون بالكفاءة الكاملة. بل ان اماكن بعض القيادات التى فقدها الحزب بسبب الخلافات ظلت شاغرة عمليا . ولم تستطع القيادات البديلة أن تملأها . فاذا كان المؤتمر قد جبن فى ان يناقش قضية توحيد الحزب بالشجاعة المطلوبة ، فانه يجب أن تعود هذه القضية الى الواجهة من جديد. فانا لا استطيع ان اسكت عن عدم ورود أى ذكر لاسماء قيادات قممية فى هذا المؤتمر . أين هم . ولماذا غابت اسماؤهم ؟ ولماذا لم يسأل احد عنهم : اين السيد عبد المحمود حاج صالح ؟ أين السيد صلاح ابراهيم احمد ؟ أين السيد حامد محمد حامد؟ وكثيرون.هل اعتمد الحزب سياسة جديدة هى أن يمشى بمن حضر ولا يسأل عن من لم يحضر؟ اذا كان هذا هو الديدن الجديد فان القيادة ستجد نفسها ذات يوم نائمة لوحدها فى العراء العريض بدلا من ان تكون قائدة لحزب عريض . ولنا فى حزب الوفد المصرى عبرة وعظة
    اقول هذا ، ولا احد يستطيع ان يعيده الى داخل فمى. والرهيفة تنقد !

    from sudanile
                  

07-31-2009, 11:40 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عبدالله عثمان)

    السفير علي حمد والصادق
    الأحد, 15 مارس 2009 11:19

    الاخ السفير علي حمد ابراهيم كتب موضوعا جميلا تحت عنوان دفن النهار ابكراعا بره. والمثل هو طبعا دفن الليل ابكراعا بره او مارقة . والمعني هو العمل الغير متقن او كلفته. ولكن ما حدث اخيرا في انتخابات حزب الامة كان في وضح النهار. وبتنظيم. وكانت عملية تزوير انتخابات. خطط لها رجال الانقاذ ونفذها الصادق المهدي. والسفير والكاتب علي حمد ابراهيم منعه الأدب والحياء والانتماء الانصاري لان يوجه اي اتهام مباشر للصادق. وهذه هي المشكلة. فمهما اخطأ الصادق عن قصد او بدون قصد فلا يجرؤ اي انسان علي انتقاده. الاخ علي حمد شخص معروف بالشجاعة وهو كاتب لا يشق له غبار ولكن لمن لا يعرفونه نقول. علي حمد سوداني اصيل نظيف ولا يقبل الحقارة.
    لقد ضمتني مع علي حمد واخوة رائعين مدرسة ملكال الاميرية وداخلية مدرسة ملكال. وكنا نعيش ونتنفس ونأكل ونلهو ونلعب ونشارك في الجمعية الادبية والمناشط الرياضية وكل شيء سويا. علي كان نحيلا وشكلو واضح. وحتي عندما شاهدت صورته لاول مرة في جريدة الخرطوم 1995 لم اتعرف علي الصورة لانه كان قد امتلأ قليلا. وبالرغم من نحافته كان يفرض احترامه علي كل زملائه ويحظي بإعجاب مدرسيه فلقد كان تلميذا نجيبا. وكان يكره الحقارة ويقول رأيه بشجاعة. وكان يواجه طلاب السنة الرابعة وانا منهم وبعضهم من العمالقة. فبسبب قفل المدرسة في ايام انتفاضة 1955 . صار عمر بعض التلاميذ يقترب من الثامنة عشر. وكان اولاد سنة رابعة يفرضون سيطرتهم علي ميادين الكرة والباسكت بول والفولي بول.
    كان لعلي جريدة حائطية اسمها العليان يصدر اغلبها هو ويشاركه علي عبدالله وهو من ابناء السنة الرابعة ومن اولاد واو. واثارت مقالات علي حمد وقتها حفيظة ابناء سنة رابعة. واحدهم الرجل الجنتلمان والمقيم الان في اليابان, جعفر عبدالرحمن وهو من اولاد بور. جعفر كان رئيس المنزل وكابتن المدرسة ورئيس الداخلية.
    الدكتور علي حمد كان ضد سيطرة وديكتاتورية اولاد سنة رابعة الذين كانوا يحرمون الاخرين من ممارسة حقوقهم تحت زعم الاستاذ قال. وكما وقف التلميذ علي حمد ابراهيم وقتها ضد الظلم والحقارة.من العادة لا يهتم الانسان بمن هم خلفه في المدرسة ولكني كنت احب واحترم واعجب بعلي حمد. واذكر انني ارسلت له خطاب قبل نصف قرن من الزمان وانا في مدرسة الاحفاد الثانوية وبدأت الخطاب بعبارة انا لا اكتب اليك لسواد عينيك . وكان يجلس بجانبي الطبيب الان حسن بشير عبد الرحيم واستغرب للبداية. وكنت ابدي اعجابي بشجاعة علي حمد الذي تركته في مدرسة ملكال. كما كانت هنالك مراسلات بين الدكتور كمال ابراهيم بدري وعلي حمد الذي كان طالبا. كمال كان مديرا لمشروع بركة العجب الزراعي في القيقر علي حمد شخص جدير بالحب والاحترام ولو كان هو من الذين يسيرون المور في حزب الامة لهرع الناس للحزب.
    يقف الان الدكتور السفير علي حمد ضد سيطرة الإمام وتسليمه زمام امور حزب الامة للانقاذ.
    لقد قلت وكتبت قديما ان الصادق لا يحب النساء والرجال الاقوياء. وكما قال الدكتور الانصاري الصميم بابكر احمد العبيد .(الصادق لو في الف زول معاهو وفي زول واحد ضدو يخلي الالف زول المعاهو ويركزعلي الزول الضدو عشان يكسرو). الصادق لن يقبل بالسيدة لنا مهدي او الاستاذ عويس او الدكتور علي حمد ابراهيم او اي من الشجعان والذين لا يقبلون الحقارة. ولا يريدون ان يكونوا تحت سيطرة الانقاذ.
    النميري كذلك كان يكره ويبعد عن الرجال الاقوياء. ويبحث عن من فيه عيب او من يمكن السيطرة عليه. كما ورد في كتاب أسرار جهاز الأسرار. فإن النميري قد طلب تقريرا عن الوزير الجنوبي البينو, فأعطوهو اسوأ تقرير عن الرجل. فقام النميري بتعيينه وزيرا مباشرة. والنتيجة كانت فضيحة تضمنت تهريب مخدرات.
    لقد زور الصادق انتخابات حزب الامة. لقد قام كل بساطة بإضافة 50% من الممثلين الذين كانوا في جيبه. وضمن تنفيذ اتفاقيته مع الانقاذ. فالانقاذ تعتبر هذه المرحلة مرحلة حرب ومواجهة. والانقاذ لا تريد امثال لنا مهدي او السفير علي حمد ابراهيم انها تريد فريق لكي تتكلم لغة العسكر. انا شخصيا اول مرة اسمع بهذا الفريق. لقد سمعت بفريق الكراكسة وفريق قلب الاسد والحريقة. ولكن هذا الفريق يطرشني. اين ذهب نساء ورجال حزب والامة واولاد الانصار القابضون علي الجمر .
    المؤلم والمبكي ان الصادق كان يجلس بجانب البشير المطلوب لمحكمة العدل الدولية ويقول الرئيس البشير. يعني جاب استيكة ومسح تاريخو الشخصي. وبصق في وجه الناخبين ورجال حزب الامة الذين ركضوا في الحر والبرد ودعموهو بمالهم وجهدهم لكي يصير رئيسا. ما هو الثمن الذي دفعه البشير لكي يتنازل الصادق عن ما كان ينادي به بعد مهزلة تهتدون وخروجه من السودان؟.
    الاخ محمد عثمان عبدالله يس رحمة الله عليه عضو مجلس السيادة كان يقول لنا في القاهرة(والله الشعب السوداني لو كتلني وحرقني ما يخلص حقو مني لانوانا الجبت السيد محمد عثمان الميرغني واتحدت معاهو بالوقت هو المسيطر علي الحزب الوطني الاتحادي ).
    استاذنا والمعلم الاكبر محمد توفيق رحمة الله عليه كان يقول المشكلة في محمد عثمان الميرغني. انو يتفق معاك ويقول المسؤول هو فلان او فلان. بعدين تحت تحت يقول انا زولي (فلان).
    مشكلة السودان ولعنته الدائمة هي الطائفية واخيرا صارت العسكرية. والصادق يحسب ان البشير مكسور ومنهزم. وان التعاون معه الان سيقوي الصادق قد يتيح له الفرصة لان ينط في المركب. ولكن الجرب المجرب حاقت بيهو الندامة.
    بعد موت لينين كان المرشح الاقوي هو تروتسكي. ولكن بمساعدة رجل المخابرات والكي جي بي البولندي جرزنسسكي. تمكن دوشكافيلي ( استالين) الذي لم يكن روسيا بل من جورجيا من ان يستلم السلطة عن طريق التزوير والارهاب والاغتيالات. فعندما بدأ ان منافسه كيروف سيفوز عليه ارسل ضابطا صغيرا واغتال كيروف. وعندما واجه الضابط حكم الاعدام لانه قد قتل الزعيم الشيوعي والبطل كيروف كان الشاب يصرخ ويقول لقد خدعوني لقد قالوا لي سأكون بطل الاتحاد السوفيتي.
    الاخ العزيز علي حمد ابراهيم هو من سكان القيقر. ولقد واجه والده بشجاعة المفتش الانجليزي. ورفض الانصياع بالرحول مع قبيلته من اعالي النيل وهو شيخ القبيلة. ولقد شاهدت اهله في القيقر. وربطتني به صداقات مشتركة مع عشرات الناس. ولم اسمع عنه وعن اسرته الا ما هو جميل. وكانت مقالاته تجمل الصحف في الخرطوم وهو في جامعة الخرطوم وهو في العشرين من عمره. ولم يكن التحاقه بوزارة الخارجية نتيجة وساطة او لمحسوبية كما كان يحدث كثيرا. فلقد كانوا يختارون اولاد الاسر والقبائل ولكن علي دخل وزارة الخارجية عن جدارة. وكان سجله مشرفا في وزارة الخارجية. وهو الذ ي وقف في الامارات ودافع عن حق الاطفال السودانيين الذين كانوا يستخدمون في سباق الهجن في الوقت الذي جبن فيه الاخرون. وكان كما يقال قديما عن الدبلوماسيين يكون هميم وسكينو حمره.
    حزب الامة ضم اعظم واقوي رجال السودان قديما . واختار السيد عبدالرحمن اكثر الرجال اعتدادا برأيهم واقواهم شكيمة ليكونوا مستشاريه, منهم عبد الرحمن علي طه والمهندس ابراهيم احمد حتي بابكر بدري الذي كان مشهورا بالصراحة الشديدة وقول الحقيقة.
    حزب الامة قد احتضر علي يد السيد الصادق المهدي. والوطني الاتحادي وجهود الازهري وصحبه قد اختزلها محمد عثمان الميرغني في سبحته وجعلها طوع بنانه. القصد هو تجنيب البشير امر المحكمة. سمعت من اخي ابوبكر نكتة تتداولها امدرمان اليوم (واحد مسطول عندما سمع قول البشير انحنا ما موقعين في المحكمة الدولية وكان رده محاكمكم دي انحنا وقعنا ليكم).

    شوفى

    sudanile
                  

07-31-2009, 11:47 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عبدالله عثمان)

    المهدي: سأعود الى البلاد إذا "دعا الداعي"! ... نحن لا نلعب على الحبال..الإشاعات كثيرة!.
    الثلاثاء, 09 يونيو 2009 12:58


    ما قاله ابن مادبو يستحق عليه الجلد


    حوار/ضياء الدين بلال







    * البعض يعتقد أن أسرة الصادق المهدي أصبحت تحسم الخلافات داخل الحزب عبر القوة؟


    - حديث غير دقيق، كل ما حدث شيء واحد بين أحد أبنائي وأحد أبناء مادبو، هل هناك شخص آخر دخل في هذه المسألة.


    * الناس يعتقدون أن موقفك كان يفترض أن يكون أكثر قوة في ادانة العنف ؟

    - نحن نرفض العنف، لكن هذا شخص قام بقذف أناس وطعن في دينهم ووطنيتهم واستقطب الآخرين، فغضب واحد، وتعرف في الشريعة أن من يقول مثل ذلك يجلد ثمانين جلدة ولا تقبل له شهادة.

    * لماذا لم يتم اللجوء للجهات القانونية؟


    - نحن لم نقرر أن يحدث ذلك، وتناول أولادي الموضوع بهدوء ، كتبت رباح وكتب صديق وقالا إنهما لا يقبلان بالسفاهات ونتكلم بموضوعية، لكن (واحد زي بشرى استفزه الكلام وحدث ما حدث مع وليد، شيء معزول وليس قراراً أسرياً ولا سياسياً).


    * لكن هذا العنف يمكن أن يتطور ويأخذ شكلاً يضر بالحزب؟

    - ممكن بالطبع، لكن العقلاء سيحصرونها في نطاقها فهي ليست أكثر من حادثة شخصية.

    http://www.sudaneseonline.com/arabic/index.ph ... &Itemid=67
                  

07-31-2009, 12:45 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عبدالله عثمان)

    لله درهما

    الاستاذ محمود والدكتور الوليد ..


    لك التحية
                  

07-31-2009, 02:26 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: Abdel Aati)

    Quote: بسم الله الرحمن الرحيم
    الوليد مادبو وبيت الزجاج (1)
    الوليد آدم محمود موسى مادبو رضع لبان امريكي شب ودرس بها بعد أن وضعته أمه تحت أحضان العم سام ونال (شرف) الانتماء للجنس الأمريكي يحمل جواز سفر يزينه الصقر الأمريكي. يبدو لي ان الوليد ما زال وليدا في عالم السياسة والتعامل مع البشر، ويتضح ذلك جليا من خلال ما يكتب، ومقالاته الأخيرة حول أعمال مؤتمر حزب الأمة القومي السابع أبلغ دليل عن كوامنه، فالرجل يتقيأ بقلمه ويسود الصحائف بحبر أسود سواد قلبه، مجترا ومستدعيا وقائع احداث مضى عليها أكثر قليلا من قرن، تلك الوقائع هي التي تحرك قلمه وفكره ولا نملك إلا أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله ، ونقول اللهم أشف الوليد مما به من حقد وغل سيورده لا محالة موارد التهلكة والدمار.
    في صدر حديثه اختطف حديث المصطفى (ص) اختطافا وأقحمه إقحاما ولا ندري أي الثلاثة يعني الملك الكذاب أم الشيخ الزاني أم العائل المستكبر فكل الأحوال لا تنطبق على ما أورد وافترى على المصطفى (ص) إذ استخدم حديثه في غير موضعه.
    قام الوليد بتصنيف حزب الأمة إلى قسمين الأول تقدمي والثاني رجعي، و نقول: أفتنا في أمرنا هل كان والدك رجعيا أم تقدميا حينما انحاز إلى جناح الإمام واختير بسبب الموازنات وزيرا للدفاع كأول منصب يتقلده في حياته السياسية، ونتوقع أيضا أن يزودنا بأي مقياس فصل الأمر؟ ثم يمضي به القول إلى أن السيد الصادق المهدي ساعدته ظروف سياسية وصدفة تاريخية وهنا نقول سل أباك عن الصادق المهدي قبل أن تولد أنت بامريكا وتنال جوازها وتنتمي إلى حزبها الجمهوري الساقط نقول لك سل أباك عن الصادق عقب تخرجه من الجامعة في بريطانيا في الخمسينات سيخبرك والدك لو صدق بان السيد الصادق المهدي لم (ينعطن) ببريطانيا بمثلما فعلت أنت بأمريكا عقب نيلك شهادة الدكتوراة راضعا من السحت الأمريكي ومزهوا بجواز الإمبريالية، حينها سيخبرك أباك الذي أسقطه في دائرة الضعين –دائرة أبائه وجدوده- أستاذ الابتدائي الذي كان مرشحا عن جناح الصادق، يخبرك كيف سقط في دائرة الضعين وهو سليل (الزعامة) والمسلح بدرجة الدكتوراة سيخبرك أبوك الذي كان مرشح جناح الإمام في انتخابات عام 1968م أمام المرشح أستاذ الابتدائي من جناح الصادق وسقط وقتها لا لشيء إلا لأن أهلك الرزيقات يعرفون من الصادق المهدي وستخبرك عنه حيطان منزلكم بالضعين وتشهد له مضارب الرزيقات في أبو مطارق وسفاهة وسبدو، ستخبرك المضارب والسهول التي عرف أهلها وخبر عاداتها وتقاليدها وأتقن لهجة أهلها أكثر منك! هل قلت أكثر منك؟ وماذا تعرف أنت عنهم يا ابن العم سام سوى مهرجانات الخيول المدفوعة من خزانة العم سام والمدعومة من الحكومة التي تدعي معارضتها.. لا تنعقد المقارنة اللهم إلا إذا جازت بين السماء والأرضين. ولعلك الآن تعلم من الذي ساعدته في مسيرته ظروف سياسية وصدفة تاريخية إذ لولا الانشقاق داخل الحزب وخلو خزانة جناح الإمام من المتعلمين حيث لم يوجد بين قادة الحزب المتعلمين عددا كافيا من الوزراء على استعداد للمضي خلف راية الإشارة والزعامة الإمامية المطلقة، فاستعان بأولاد الإدارة الأهلية وجاء أبوك لحزب الأمة عبر تلك الصدفة.
    حدثنا الوليد عن مساعي والده د. آدم محمود موسى مادبو لجمع الشمل وسؤالنا متى وأين وكيف قام بهذه المساعي فوالدكم ظل منعما مرفها ما بين مكتبه في تقاطع المك نمر مع البلدية وبين داره الأنيق بالرياض، لم نره يوما فتح مكتبه كنائب لرئيس الحزب بدار الأمة محاولا الالتقاء بجماهير الحزب ومتصديا لقضاياهم ومشاكلهم بمثلما كان يفعل د. عمر نور الدائم ود. عبد النبي علي أحمد رحمهم الله. خيالك المريض جنح بك أن تصور بأن تحالفا سيقوم بين الأمة والوطني ونقول لك وبلهجة أهلك تابوها مملحة وتاكلوها يابسة؟ نقول لك رفضوها حينما عرضوا عليهم 50% فكيف يقبلوا بالمشاركة في 14% هي حصة كل القوى السياسية مجتمعة.
    ويذهب الجنوح بالوليد بعيدا إذ يورد عن حصول القيادة السياسية على موارد مالية ويزعم بأن هذه الأموال تهيئ الفرصة للاستقطاب الشخصي ونقول إن هذا خطل وتدليس وحقيقة الأمر أن هذه الموارد هي حصيلة عائدات بيع البرسيم والخضر والدواجن من مزرعة السقاي كما يساعد في هذا الخلص الأخيار دونما من أو أذى ولا نود أن نسترسل في هذا الأمر ونقول لك دار الأمة من وفرها واشتراها بحر ماله هل أسهمتم في أية مرحلة من المراحل في هذا المجال وهل وفرتم الدعم لتسيير مناشط الحزب مما حباكم به الله وسخر لكم الإنقاذ ليربو ويزيد وينمو؟ بل اسأل من يستخدم المال في الاستقطاب يأبى أن يدفع قرشا واحدا للحزب ويستأجر البيوت ويغدق المال والوظائف للموالين ويتحرك بميزانية دولة داخل حزب وأيادي دولة تريد أن تشل حزبا يخيفها باستخدام عناصر مخربة داخله، اسأل من يستخدم المال للاستقطاب أولا ولا ترمي بدون تثبت أم إنها: رمتني بدائها وانسلت.
    ترهات الوليد السمجة تثير الشفقة والرثاء وحديثه عن سيمفونية الهوية حديث ممل وسخيف ونقول له تأمل ذاتك بمثلما يقول أولياء نعمتك الأمريكان أنت هجين half cast من أم جلابية من قبيلة العبابدة وأب من قبيلة الرزيقات فإلى أي الطرفين تصنف نفسك؟ (هذا بالطبع بمنطقك الذي تعتقد فيه وليس بالمنطق الطبيعي المتعارف عليه) نقول لك إن هذا ملق ونفاق لا يليق بمثقف أو متعلم بمثلما تدعي. حديثك عن السيد الصادق وأنه يريد أن يلعب على هذا الوتر نقول لك إن هذا قول مردود فجدة السيد الصادق لأبيه هي السيدة مقبولة بنت السلطان محمد الفضل من قبيلة الفور وهي والدة السيد الإمام عبد الرحمن المهدي ولو أمعنت النظر في أسرة السيد الصادق المهدي الكبيرة لرأيت أنها جمعت فأوعت السودان كله في ثناياها دونما إحساس باستعلاء أو دونية وأسرة السيد الصادق المهدي الصغيرة سارت على ذات النهج. الحديث عن استقطاب إثني حديث مردود والوليد يكرر نفسه مرة أخرى ويحاول استدرار عواطف الفور والمساليت والتنجر ونقول له هذا ملق رخيص لهذه القبائل والتي هي أكثر وعيا وحصافة وأكثر ذكاء من انحرافاتك: فهل تقول لنا بالفم المليان إنك من دافور الحارقة في مقابل دارفور المحروقة؟


    http://www.sudaneseonline.com/forum/showthread.php?t=247
                  

07-31-2009, 02:27 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    Quote: الوليد مادبو وبيت الزجاج (2)

    --------------------------------------------------------------------------------

    تمضي وتيرة الوليد على ذات المنوال ويقول فيما أسماه بالقيادة الطائفية أنها انحازت لفصيل إثني بعينه يوم أهلت قوات الدفاع الشعبي والتي كانت الأولى والماهرة في حرق قرى الفور في الثمانينات نقول هذا محض افتراء وكذب بدليل أن حكام دارفور خلال الديمقراطية الثالثة هم من دارفور (المحروقة) كما سماها الوليد وهما الدكتور عبد النبي علي أحمد من قبيلة البرتي والدكتور التجاني السيسي من الفور، فهل يعقل أن يقوم هؤلاء بتسليح العرب لحصد أرواح بني جلدتهم؟ ومن المآخذ التي ما زالت تؤخذ على حزب الأمة في تلك المناطق أنه لم يسلح القبائل العربية وحقيقة الأمر أن التفكير كان في إنشاء قوات مساندة للجيش لدحر التمرد القائم من الجنوب وشرع في الاجراءات وسن القانون إلا أن الإنقاذ أطلت بوجهها ونفذت الموضوع بصورة شائهة خدمت مصالحها كحركة انقلابية وهنا نتحداك أن تثبت لنا أن الحكومة الديمقراطية قد سلحت أو أعطت فردا واحدا قطعة سلاح!
    يجيئ حديثك حول ما زعمت بان هناك كنزا مفقودا في السرايا يعود لجدك "أبو خير" وبافتراض أن زعمك صحيح نسألك من اين توفرت لجدك هذه الأموال؟ أهي ضرائب القطعان وأموال وزكوات الرزيقات أم ان مصدرها مصدر آخر بالتعاون مع جدك لأمك أحمد مكي عبده مفتش المركز؟ ما هي أصول هذه الأموال ومصادرها من أين جاءت حتى نمت وربت وفاضت حتى تبرع بها للدائرة؟
    وأنت تنفث كالحية الرقطاء سمومك وأحقادك وقعت في المحظور وتعديت حدود الله بالقذف والشتم والسب –ما هذا يا هداك الله؟- أتقذف وتسب علنا وصراحة من خلال النت والصحف- إن كل من سببت وفيهم كل عضوية حزب الأمة عليهم أن يواعدوك بساحات القضاء حيث سيطبق عليك حد القذف كأي صعلوك زنيم- وقبل هذا وذاك نحب ان ننعش ذاكرتك ونقول لك إن بيتك من زجاج واه يراه الغاشي والماشي وأنه منسوج بخيوط العناكب فلا تقذف الآخرين بالحجارة حتى لا يضطروا إلى كشف سوءاتك ونكتفي فقط بتذكيرك بما جرى في الثلاثينيات بمدينة الدويم والذي ما زال محفورا في الذاكرة السودانية وهي وقائع يعلمها القاصي والداني وتتوارثها الأجيال كمثال على الانحطاط والتردي الأخلاقي. ومثال آخر نسوقه لك علك ترعوي وهو ما عرف بالكشة القومية في سبعينيات القرن الماضي مع السفير العربي الأشهر من هم أبطالها وبطلاتها؟؟ مضابط الشرطة وسجلات الداخلية وملفات الأمن حافلة بأسمائهن وأسمائهم والبلاغ حفظ بأمر نميري شخصيا لعلاقته وصداقته بواحد من إخوة اللائي قبض عليهن وأبطال الواقعة ما زالوا أحياء يرزقون أو يسترزقون في أحياء الخرطوم2 والامتداد والرياض وغيرها.
    مرة أخرى يجترئ الوليد على وقائع التاريخ ويتحدث عن أحداث أول مارس ومواجهة محمد نجيب وهنا نحيلك إلى مذكرات محمد نجيب (شهادتي للتاريخ) اقرأ وتمعن كيف سارت ومن هم المعتدون ومن هم المتعدى عليهم؟ أما واقعة الأستاذ كمال الدين عباس المحامي فلا تعدو كونها ملاسنة آثر فيها السيد أحمد المهدي استخدام عصاه بدلا عن لسانه، وما جرى لشقيقك مادبو آدم محمود موسى مادبو فلا نود الخوض فيه لأن الأمر قيد العدالة والقضاء وننتظر القرار إلا أن ما توفر لنا من معلومات من ثقاة محايدين أن شقيقك مادبو قد أوسع الناس شتما وسبا ومن قاموس بذيئ منحط يعف القلم عن ذكره واستخدم لغة نابية لا تتوافر في الأزقة والحارات ناهيك عما هو مطلوب من شخص عضو مكتب سياسي.
    ذهب الوليد في مزاعمه وافتراءاته بعيدا إذ أورد بأن السيد الصادق المهدي قد شبه كريمته دكتورة مريم ببنازير بوتو وواقع الأمر ليس كذلك والحقيقة أن الصحفي عادل سيد أحمد خليفة هو من ضرب المثل ببنازير بوتو وأن رد السيد الصادق المهدي جاء فيه أن مريم أميز من بنازير وأنها –أي مريم- "غير مستلبة" و"معطونة" في التراب السوداني.
    وعلى ذات المنوال يغزل الوليد في ملق ظاهر وتزلف رخيص لمن ترشحوا لمنصب الأمين العام فلا الدكتور إبراهيم الأمين ولا الإستاذ محمد عبد الله الدومة في حاجة لمثل هذا النوع من التملق والنفاق ويكفي الأستاذ محمد عبد الله الدومة ما أثبته من جدارة ومن تصرفه كرجل دولة مسئول قبل بالخيار الديمقراطي أسلوبا وقبل بالمشاركة حتى بعد عدم فوزه وما ترشيحه لجوزيف صباغ المسيحي إلا دليلا على ذلك.
    كلام الوليد عن الزيادة في أعضاء الهيئة المركزية جاء مجافيا للواقع ومنافيا للحقائق التي يعرفها ويعلمها الكافة، فمعلوم وثابت من هي الجهة التي اقترحت الزيادة –كليات المهنيين والفئات بالإضافة للجنة أقرت معالجات المرأة - ومعلوم أيضا الكيفية التي عرض بها الأمر على الهيئة وأقرته بالإجماع لتمكين المهنيين والفئويين من تمثيل عادل ولإعطاء المرأة حقها المنصوص عليه دستوريا إذن لا معنى للمزايدة والمتاجرة حول أمر قد حسم مؤسسيا وديمقراطيا.
    ومرة أخرى لا يرعوي الوليد ويستخدم ذخيرته من الألفاظ النابية البذيئة مما يوقعه في دائرة القذف المباشر إذ يقول (إن الحزب لم يعد صالة لأحرار بل هو مغارة للصوص والفجار) أي اسفاف وأي انحدار وأي انحطاط يريد الوليد أن يجرنا إليه؟
    وكدأبه وديدنه ينحو الوليد القاصر فكريا ينحو منحى التجني والتعدي على قامة مثل السيد الصادق اختاره العالم كواحد من أعظم مائة قائد مسلم في القرن العشرين، وقديما قال أهنا الغبش الما بتلحقوا جدعو والفيك بدر بيه والعليك اتناساه. وشان الوليد مع السيد الصادق المهدي كمن أراد أن يحفر على جبل كرري بظفره، وبمناسبة كرري نسأل الوليد عن أولئك الذين ولوا الأدبار فجر الثاني من سبتمبر 1898م تاركين الأشاوس من كافة أبناء السودان يواجهون الغزو في بسالة وفداء اعترف بها العدو؟
    طفق الوليد في تخرصاته وتجلياته راكبا صهوات خياله المريض متهكما على آراء السيد الصادق المهدي حول الخفاض والنقاب ونحن بدورنا نسأله ما الضير أن يتطرق مفكر مجتهد ويحاول رفع الأذى والضرر عن النساء؟ ما الغضاضة في ان يحذر إمام مسئول من تبعات ممارسات خاطئة وشائهة محاولا رفع الأذى عن النساء؟ أو ليس هذا جوهر ولب الدين، ثم ما الغرابة أن يجتهد مفكر في امر أسيء استغلاله دينيا كأمر النقاب الذي اختلفت حوله الاجتهادات؟ ما الغريب أن يقول فيه السيد الصادق المهدي رأيا؟ أين النشوز هنا؟ وما الغريب أن يتطرق إمام يهتم بما يتفق او يختلف حوله الناس؟
    في خواتيم ترهات وسخافات الوليد يتحدث عما أسماه التطبيع مع إسرائيل وعن الوثائق البريطانية التي زعم أنها أفرج عنها في عام 2006م بعد مرور خمسين عاما والصحيح أن هذه الوثائق أفرج عنها بعد خمسة وعشرين عاما بحسب النظم البريطانية بشأن الوثائق أي في بداية الثمانينات ويبدو أن الوليد لم يرها إلا في عام 2006م وهنا نشير ولمصلحة القراء إرجعوا إلى كتابات الأستاذ الصحفي بشير محمد سعيد والتي تشير إلى الواقعة وملخصها أن الأمير آلاي عبد الله بك خليل وشخص آخر يدعى محمد عمر التقيا بجولدا مائير وكانت وقتها وزيرة خارجية بفندق (الدورشستر) بلندن دونما تفويض او توجيه من القيادة أو المكتب السياسي التقياها وبصفة شخصية وطلبا منها أن يقوم اللوبي الإسرائيلي بالضغط على الإدارة الأمريكية المؤيدة للأطماع المصرية والمقابل الذي عرضاه ألا يسير السودان في الخط الناصري، وأوضحا بجلاء ألا حديث عن تطبيع أو اعتراف فقط عدم الانجراف وراء الخط الناصري الذي كان ينادي بإغراق إسرائيل في البحر، والتطبيع من خطرفات الوليد، ثم يسترسل زاعما استبدال مكانة مصر بإسرائيل في السودان، وفي هذا مكابرة ومزايدة بل متاجرة يتملق فيها الرأي العام المصري، فالوليد لا يستنكف عن تقبيل الأقدام ولعق الأحذية. في ذاك الوقت كانت مصر ما زالت أسيرة النظرة الخديوية تجاه السودان وحتى على أيام ثورة يوليو الأولى وما تصحح الأمر ولا تغير إلا بعد زيارات الصاغ صلاح سالم المشهورة ورقصه عاريا في أحراش الجنوب حتى أطلق عليه لقب الصاغ العاري وقال عليه محمد نجيب في مذكراته: صلاح سالم أضاع فلوسنا وأسقط هيبتنا بالسودان. وكانت السياسة المصرية تنادي بحق مصر في السودان بحق الفتح وذلك حتى إبان ثورة يوليو الأولى، ومن ثم تبدل الأمر حين أيقنوا إجماع السودانيين على الاستقلال.
    يسترسل الوليد في مسلسل الافتراءات والتدني والمزاعم فيصف الفريق صديق محمد إسماعيل (بمرشح البلاط) وقد حاول هو وغيره من خلال أزلامهم وصبيانهم حاولوا خلال المؤتمر اغتيال شخصية صديق بحكم كونه شغل منصب المحافظ ومرة أخرى نحيلك إلى أبيك وسله كيف قبل صديق بالمنصب ألم يكن بعلم وتوجيه قيادة الحزب؟ ولكن أباك لم يكن حينها منهم بل استعصم بداره. نقول لك إنه تولاها بمفهوم تكتيكي حماية لأهله بني هلبة الأنصار المستهدفين من قبل الإنقاذ وقتها كان العمل يجري ويعد لما هو أكبر من تفكيرك في تلكم الجهات، ثم ماذا فعل صديق بعد ذلك هل هرول صوب المؤتمر وأجهزة الإنقاذ ليقتات على فتات الموائد وبمثلما فعل أعمامك ومنهم من هو مؤتمر وطني ومعتمد ومعه آخرون وآخرون يمموا صوب الحركة الشعبية التي رملت نساء الرزيقات ويتمت أطفالهم! هل حقا فعل صديق ذلك؟ حاشا وكلا اتى صديق وعذبة عمامته لنصف ظهره، وقدم ماله وجهده وعرقه لهيئة شئون الأنصار وحزب الأمة، واليوم اذهب له في منزله (سكينه حمراء) وبيته يعج بالضيوف وطلاب الحاجات لا يرد منهم احدا خائبا.
    تبقت بعض الأشياء نود الإشارة إليها: أولها نما إلى علمنا أن الوليد من حفظة كتاب الله وتعقد الدهشة ألسنتنا ونحن نرى حافظا للكتاب بهذا القدر من الفحش والبذاءة واللعان. ألم يسمع بحديث المصطفى (ص) ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيئ؟ ماذا استفاد وهو يزاحم الصفوف طالبا لإمامة الناس والرسول (ص) يقول فيمن لا تقبل صلاتهم أربعين ليلة: من أم قوم وهم له كارهون، ماذا استفاد من صلاته بعدها والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ماذا استفاد من القرآن الكريم الذي يشفي الصدور فإذا بصدره يحمل الضغائن والأحقاد ولسانه منطلق بالفواحش وساقط القول، إنما يصفه قول المولى عز وجل: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
    ما جرنا إلى قول ما قلنا إلا تجاوزات الوليد وشقيقه مادبو وصمت والدهم ونحن نعلم بأن بهذه الأسرة الصالح والطالح، والطالح من فتح هذا الباب ووجب الرد عليه حتى يرعوي ووجب عليكم كف الأذى من الناس وضبط سلوك الأفراد حتى لا يفتحوا عليهم أبوابا تأتي بالكثير من الرياح.
    ختاما نقول كفوا ألسنتكم الفاحشة وأقلامكم البذيئة عن الناس وإلا تحملوا ما سوف ياتيكم وما يأتيكم عظيم وجلل، ولئن عدتم عدنا، والبادئ أظلم.

    http://www.sudaneseonline.com/forum/showthread.php?t=248
                  

07-31-2009, 02:28 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    إن نقد الآخرين من أسهل الأشياء في هذه البسيطة فقد استطاع الشيعة أن يكتبوا الكتب والمجلدات التي تقدح في ثاني اثنين إذا هما في الغار وقالوا في الفاروق عمر بن الخطاب ما لم يقله مالك في الخمر رغم أن السنة النبوية الشريفة تقول أن عمر أول من يعطى كتابه بيمنه يوم القيامة !!! لذلك أقول لم يأتي الوليد مادبو بجديد قال عنتر بن شداد :

    هل غادر الشعراء من متردم * أم هل عرفت الدار بعد توهم



    فهذا الباب طرقه غيرك حتى كل متنهم وتكسرت فيه قرون وتصدعت أقلام أرادت أن تنتصر بالباطل على الآخرين . ورغم يقيني التام بان سيدي الإمام الصادق المهدي (حفظه الله من كل حاسد ) بشر يخطي ويصيب إلا إن ما جاء به الوليد مادبو لا يعدو أن يكون سوى زوبعة في فنجان ورغوة صابون وحالة أشبه بالسيجارة التي تحترق رويدا رويدا ويدخل أيضا في باب أمراض القلوب وهي الحقد والحسد من نجاح الآخرين وهو داء عضال لا يصيب إلا أصحاب النفوس الضعيفة وقد تطرق القران الكريم لهذا الحقد المعروف من بداية البشرية حتى بين الاشقاء (هابيل وقابيل) و (إخوة يوسف ) والكفار حاربوا المسلمين حسدا من عند أنفسهم .



    قال الشاعر

    اصبر على حسد الحسود فان صبرك قاتله

    كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله

    وقال آخر

    كل العداوة قد ترجى مودتها* إلا عداوة من عاداك عن حسد



    وقال سيدنا معاوية رضي الله عنه : كل الناس اقدر أن أرضيهم إلا حاسد نعمة.. فانه لا يرضيه إلا زوالها .

    والمثل بقول

    (كل صاحب نعمة محسود )

    لا يستحق ما سطره الوليد مادبو من سخف أن أرد عليه لو انه كتب مقاله متجردا من الغرض الشخصي ولكن لأنه كتبه نصرة لشقيقه الذي عوقب مؤسسيا حتى يتعلم الضبط وكذلك لأنه طفق يمدح ويطبل ويتغزل في والده ومنحه وسام راية التقدمية من الدرجة الأولى وهذا الذي حدا بي للرد عليه حتى أؤكد له أن الإمام الصادق المهدي (حفظه الله من كل حاقد ) إن كان بما تصف فان والدك هو شريك أساسي في ذلك لأنه كان من البطانة التي حوله فلو انك أبعدت والدك عن معركتك الخاسرة والخائبة لكفيته رشاش كلماتنا التي كنا نحتفظ بها احتراما له وتقديرا ولكنك تسببت في نبش التاريخ وأخرجت والدك من قفص الاتهام ووضعت آخرين .

    عموما إنني احترم الدكتور ادم مادبو فقط قصدت بهذا الرد أن أرسل رسالة لابنه بان أن لا يمدح أبوه ويقدح في غيره في ذات الوقت وسوف اجتهد واقتصر في ردي احتراما للدكتور ادم (شفاه الله ) .



    الوليد ادم إن السخف هو قولك ( ما شاهدناه) وهو كذب وقديما قيل (الكذب رذيلة محضة تنبئ عن تغلغل الفساد في نفس صحابها ) لان الصحيح انك لم تشاهده لأنك لم توافي شروطه التي تؤهلك لشهود هذا اليوم التاريخي .

    لقد شخصت الحزب وقسمته إلى مجموعتين تقدميه وأخرى رجعية ونسبت إلى والدك (شفاه الله ) حمل راية التقدمية رغم أن والدك بايع الإمام الصادق المهدي (حفظه الله من شر حاسد إذا حسد ) نعم بايعه رئيسا في ستينات القرن المنصرم وفي ثمانيات القرن المنصرم وفي تسعينات القرن المنصرم وفي الألفية الجديدة ومن ثم بايعه إماما له ولم يفكر او يخطر على باله في أن يتجرأ ليرشح نفسه لمنافسته السيد الإمام الصادق المهدي (حفظه الله من الحاقدين ) حتى لو بتمثيلية ورضي بالمنصب الرابع والثالث في الحزب وظل ينافس باستماتة في المناصب الأخرى وظل الفشل حليفه حتى إذا ما رحل من هم اكبر منه نضالا وتصديا وتنظيما وفكرا ورتبة في الحزب وبعد أن وصل سن السبعين ونيف وبلغت الروح الحلقوم واشتعل الرأس شيبا و أخيرا جدا وصل رتبة نائب الرئيس رغم ذلك لا يجد ابنه حرجا في إعطائه راية التقدمية .

    كذلك دون استحياء نسب إلى والده الوقوف ضد( التراضي الوطني) رغم أن بعض الكوادر عارضت ذلك بشدة إلا أن القيادات التي كان البعض يظن فيها الأمل خيبت ذلك بل أضفت الشرعية على التراضي الوطني فكانت رحلة بين طيات السحاب إلى بور تسودان للتبشير بالتراضي الوطني والى غيرها من المناطق الأخرى وكان البعض يتوهم بأن يسمع جعجعة في الإعلام من بعض القيادات ضد( التراضي الوطني) اقلها مؤتمر صحفي يبري فيه الشخص نفسه أمام التاريخ بأنه ضد (التراضي الوطني) إذا ضعنا في الاعتبار أن الاتفاق كان معيب , ولكن لم يحدث ذلك بل حتى عندما هرولت وسائل الإعلام إلى من قلده ابنه(الوليد ) وسام التقدمية من الدرجة الأولى كان رده أن( التراضي الوطني) صادر من مؤسسات الحزب وان الواجب الحزبي يحتم عليه القبول برأي الجماعة نعم إنها المصداقية والمواقف الأخلاقية المشرفة التي يشهد بها التاريخ . كنا نتوقع أن يتقدم شخص باستقالته بسبب فشله في إفشال التراضي الوطني بالسبل المؤسسية ولكن الجميع سكتوا كان على رؤوسهم الطير فلم ينبس احد منهم ببنت شفة !!!! . وكانت المفاجأة داوية عندما سمعنا بخبر استقالة نائب الرئيس بسبب لفت نظر من لجنة حزبية كان من الذين وقعوا عليها غداة إنشائها ومن الذين أيدوا وبصموا على قرارها عندما حاسبت وأوقفت السيد مبارك الفاضل والأمير عبد الرحمن الصادق وآخرين وسبب الاستقالة هي شكوى ضد حامل لواء التقدمية عندما كان في زيارة إلى الغرب الحبيب ليخاطب جماهير الحزب عن قضايا الساعة فإذا به يطلب منهم عدم تصعيد فلان وعلان لأنهم لم يصوتوا لفلان الفلاني فكان أن تقدم أبناء تلك المنطقة بشكوى استنكارا لهذا الأسلوب المشين والمعيب من نائب الرئيس التقدمي بحسب ابنه (الوليد ) فاستكبر التقدمي على اللجنة استكبارا واعتبر نفسه مقدسا يجب أن لا تصله لجنة الضبط نعم استكبر واستنكر محاسبة اللجنة التي وقع عليها في سابق الزمان عندما أوقفت وحاسبت من هم أعلى منه رتبة وتصديا ونضالا وفكرا في الحزب والكيان على رأسهم الراحل (الدكتور عمر ) نعم عندما كانوا رأس رمح الحزب في التصدي والمواجهة اختار حامل راية التقدمية بحسب زعم ابنه (الوليد) راية الوجاهة تمت محاسبة أصحاب المواجهة وبقي معارض الوجاهة يوزع البسمات ذات اليمن وذات الشمال مغتبطا بعمل اللجنة ودورها الريادي في الضبط وبعد كل هذا لا يجد ابنه حرجا في منحه وسام التقدمية من الدرجة الأولى رغم انه ظل يعافر ويجاهر بأعلى صوته في المؤتمر السابق لنصرة شخص على شخص .فهو الذي بايع الإمام الصادق المهدي (حفظه الله من عين الساخطين والحاقدين) في الستينات وفي الثمانيات وفي التسعينات وفي 2003 م رئيسا ومن ثم بايعه في 2003م إماما له لذلك يجب بل يستحق أن نمنحه وسام التقدمية بجدارة .

    عندما كان الحزب يسعى لامتصاص الاحتقانات والمرارات من صدور أهل السودان لجعل أرضه وهادئا وطيا كان البعض يطعن الحزب في ظهره ويسعى في تسويق سياسة المؤامرة وتكسيح العمل العام بحمية الجاهلية وسخافة التفكير وما فتئوا يزرعون الأوهام ويؤججون نيران التباغض ويلقحون الفتن ويضخون الحقد والكراهية بين أبناء الحزب الواحد ويطلقون التهم على العواهن حتى أصبحوا موضع ازدراء وتحقير ونفور من الجميع . رغم ذلك ظل أصحاب هذه الأجندات الشخصية في حياتهم التي درجوا عليها وألفوها في حالة سعار محموم في استنهاك الجهد بلا غاية سوى إرضاء رغباتهم المريضة في التنفيس عن اخطأ العظماء وفي نزعة انتقامية مشوبة بإحساس عميق بالغبن والفشل الشديد ولعلني استشهد هنا بقول الشاعر :

    وهو يرميها ولن يبلغها رعة * الجاهل يرضى ما صنع

    إن هذا الكساح الفكري والأساليب القميئة لا تدخل في باب النقد بل هي شتيمة وشخصنة لقضايا عامة لان أسلوب البحث عن مثالب وعيوب الآخرين من اجل تضخيمها أسلوب رخيص ووضيع درج عليه أصحاب النفوس المريضة للنيل من الآخرين بعد أن فشلوا وخابوا وخسروا ونجح الآخرين .

    إن الاستهزاء والسخرية من نجاح الآخرين هو حقد وحسد ومرض نسال الله السلامة .



    عمر عبد الله فضل المولى
                  

07-31-2009, 04:43 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    Quote: تمضي وتيرة الوليد على ذات المنوال ويقول فيما أسماه بالقيادة الطائفية أنها انحازت لفصيل إثني بعينه يوم أهلت قوات الدفاع الشعبي والتي كانت الأولى والماهرة في حرق قرى الفور في الثمانينات نقول هذا محض افتراء وكذب بدليل أن حكام دارفور خلال الديمقراطية الثالثة هم من دارفور (المحروقة) كما سماها الوليد وهما الدكتور عبد النبي علي أحمد من قبيلة البرتي والدكتور التجاني السيسي من الفور، فهل يعقل أن يقوم هؤلاء بتسليح العرب لحصد أرواح بني جلدتهم؟ ومن المآخذ التي ما زالت تؤخذ على حزب الأمة في تلك المناطق أنه لم يسلح القبائل العربية وحقيقة الأمر أن التفكير كان في إنشاء قوات مساندة للجيش لدحر التمرد القائم من الجنوب وشرع في الاجراءات وسن القانون إلا أن الإنقاذ أطلت بوجهها ونفذت الموضوع بصورة شائهة خدمت مصالحها كحركة انقلابية وهنا نتحداك أن تثبت لنا أن الحكومة الديمقراطية قد سلحت أو أعطت فردا واحدا قطعة سلاح!
    يجيئ حديثك حول ما زعمت بان هناك كنزا مفقودا في السرايا يعود لجدك "أبو خير" وبافتراض أن زعمك صحيح نسألك من اين توفرت لجدك هذه الأموال؟ أهي ضرائب القطعان وأموال وزكوات الرزيقات أم ان مصدرها مصدر آخر بالتعاون مع جدك لأمك أحمد مكي عبده مفتش المركز؟ ما هي أصول هذه الأموال ومصادرها من أين جاءت حتى نمت وربت وفاضت حتى تبرع بها للدائرة؟
    وأنت تنفث كالحية الرقطاء سمومك وأحقادك وقعت في المحظور وتعديت حدود الله بالقذف والشتم والسب –ما هذا يا هداك الله؟- أتقذف وتسب علنا وصراحة من خلال النت والصحف- إن كل من سببت وفيهم كل عضوية حزب الأمة عليهم أن يواعدوك بساحات القضاء حيث سيطبق عليك حد القذف كأي صعلوك زنيم- وقبل هذا وذاك نحب ان ننعش ذاكرتك ونقول لك إن بيتك من زجاج واه يراه الغاشي والماشي وأنه منسوج بخيوط العناكب فلا تقذف الآخرين بالحجارة حتى لا يضطروا إلى كشف سوءاتك ونكتفي فقط بتذكيرك بما جرى في الثلاثينيات بمدينة الدويم والذي ما زال محفورا في الذاكرة السودانية وهي وقائع يعلمها القاصي والداني وتتوارثها الأجيال كمثال على الانحطاط والتردي الأخلاقي. ومثال آخر نسوقه لك علك ترعوي وهو ما عرف بالكشة القومية في سبعينيات القرن الماضي مع السفير العربي الأشهر من هم أبطالها وبطلاتها؟؟ مضابط الشرطة وسجلات الداخلية وملفات الأمن حافلة بأسمائهن وأسمائهم والبلاغ حفظ بأمر نميري شخصيا لعلاقته وصداقته بواحد من إخوة اللائي قبض عليهن وأبطال الواقعة ما زالوا أحياء يرزقون أو يسترزقون في أحياء الخرطوم2 والامتداد والرياض وغيرها.
    مرة أخرى يجترئ الوليد على وقائع التاريخ ويتحدث عن أحداث أول مارس ومواجهة محمد نجيب وهنا نحيلك إلى مذكرات محمد نجيب (شهادتي للتاريخ) اقرأ وتمعن كيف سارت ومن هم المعتدون ومن هم المتعدى عليهم؟ أما واقعة الأستاذ كمال الدين عباس المحامي فلا تعدو كونها ملاسنة آثر فيها السيد أحمد المهدي استخدام عصاه بدلا عن لسانه، وما جرى لشقيقك مادبو آدم محمود موسى مادبو فلا نود الخوض فيه لأن الأمر قيد العدالة والقضاء وننتظر القرار إلا أن ما توفر لنا من معلومات من ثقاة محايدين أن شقيقك مادبو قد أوسع الناس شتما وسبا ومن قاموس بذيئ منحط يعف القلم عن ذكره واستخدم لغة نابية لا تتوافر في الأزقة والحارات ناهيك عما هو مطلوب من شخص عضو مكتب سياسي.
    ذهب الوليد في مزاعمه وافتراءاته بعيدا إذ أورد بأن السيد الصادق المهدي قد شبه كريمته دكتورة مريم ببنازير بوتو وواقع الأمر ليس كذلك والحقيقة أن الصحفي عادل سيد أحمد خليفة هو من ضرب المثل ببنازير بوتو وأن رد السيد الصادق المهدي جاء فيه أن مريم أميز من بنازير وأنها –أي مريم- "غير مستلبة" و"معطونة" في التراب السوداني.
    وعلى ذات المنوال يغزل الوليد في ملق ظاهر وتزلف رخيص لمن ترشحوا لمنصب الأمين العام فلا الدكتور إبراهيم الأمين ولا الإستاذ محمد عبد الله الدومة في حاجة لمثل هذا النوع من التملق والنفاق ويكفي الأستاذ محمد عبد الله الدومة ما أثبته من جدارة ومن تصرفه كرجل دولة مسئول قبل بالخيار الديمقراطي أسلوبا وقبل بالمشاركة حتى بعد عدم فوزه وما ترشيحه لجوزيف صباغ المسيحي إلا دليلا على ذلك.
    كلام الوليد عن الزيادة في أعضاء الهيئة المركزية جاء مجافيا للواقع ومنافيا للحقائق التي يعرفها ويعلمها الكافة، فمعلوم وثابت من هي الجهة التي اقترحت الزيادة –كليات المهنيين والفئات بالإضافة للجنة أقرت معالجات المرأة - ومعلوم أيضا الكيفية التي عرض بها الأمر على الهيئة وأقرته بالإجماع لتمكين المهنيين والفئويين من تمثيل عادل ولإعطاء المرأة حقها المنصوص عليه دستوريا إذن لا معنى للمزايدة والمتاجرة حول أمر قد حسم مؤسسيا وديمقراطيا.
    ومرة أخرى لا يرعوي الوليد ويستخدم ذخيرته من الألفاظ النابية البذيئة مما يوقعه في دائرة القذف المباشر إذ يقول (إن الحزب لم يعد صالة لأحرار بل هو مغارة للصوص والفجار) أي اسفاف وأي انحدار وأي انحطاط يريد الوليد أن يجرنا إليه؟
    وكدأبه وديدنه ينحو الوليد القاصر فكريا ينحو منحى التجني والتعدي على قامة مثل السيد الصادق اختاره العالم كواحد من أعظم مائة قائد مسلم في القرن العشرين، وقديما قال أهنا الغبش الما بتلحقوا جدعو والفيك بدر بيه والعليك اتناساه. وشان الوليد مع السيد الصادق المهدي كمن أراد أن يحفر على جبل كرري بظفره، وبمناسبة كرري نسأل الوليد عن أولئك الذين ولوا الأدبار فجر الثاني من سبتمبر 1898م تاركين الأشاوس من كافة أبناء السودان يواجهون الغزو في بسالة وفداء اعترف بها العدو؟
    طفق الوليد في تخرصاته وتجلياته راكبا صهوات خياله المريض متهكما على آراء السيد الصادق المهدي حول الخفاض والنقاب ونحن بدورنا نسأله ما الضير أن يتطرق مفكر مجتهد ويحاول رفع الأذى والضرر عن النساء؟ ما الغضاضة في ان يحذر إمام مسئول من تبعات ممارسات خاطئة وشائهة محاولا رفع الأذى عن النساء؟ أو ليس هذا جوهر ولب الدين، ثم ما الغرابة أن يجتهد مفكر في امر أسيء استغلاله دينيا كأمر النقاب الذي اختلفت حوله الاجتهادات؟ ما الغريب أن يقول فيه السيد الصادق المهدي رأيا؟ أين النشوز هنا؟ وما الغريب أن يتطرق إمام يهتم بما يتفق او يختلف حوله الناس؟
    في خواتيم ترهات وسخافات الوليد يتحدث عما أسماه التطبيع مع إسرائيل وعن الوثائق البريطانية التي زعم أنها أفرج عنها في عام 2006م بعد مرور خمسين عاما والصحيح أن هذه الوثائق أفرج عنها بعد خمسة وعشرين عاما بحسب النظم البريطانية بشأن الوثائق أي في بداية الثمانينات ويبدو أن الوليد لم يرها إلا في عام 2006م وهنا نشير ولمصلحة القراء إرجعوا إلى كتابات الأستاذ الصحفي بشير محمد سعيد والتي تشير إلى الواقعة وملخصها أن الأمير آلاي عبد الله بك خليل وشخص آخر يدعى محمد عمر التقيا بجولدا مائير وكانت وقتها وزيرة خارجية بفندق (الدورشستر) بلندن دونما تفويض او توجيه من القيادة أو المكتب السياسي التقياها وبصفة شخصية وطلبا منها أن يقوم اللوبي الإسرائيلي بالضغط على الإدارة الأمريكية المؤيدة للأطماع المصرية والمقابل الذي عرضاه ألا يسير السودان في الخط الناصري، وأوضحا بجلاء ألا حديث عن تطبيع أو اعتراف فقط عدم الانجراف وراء الخط الناصري الذي كان ينادي بإغراق إسرائيل في البحر، والتطبيع من خطرفات الوليد، ثم يسترسل زاعما استبدال مكانة مصر بإسرائيل في السودان، وفي هذا مكابرة ومزايدة بل متاجرة يتملق فيها الرأي العام المصري، فالوليد لا يستنكف عن تقبيل الأقدام ولعق الأحذية. في ذاك الوقت كانت مصر ما زالت أسيرة النظرة الخديوية تجاه السودان وحتى على أيام ثورة يوليو الأولى وما تصحح الأمر ولا تغير إلا بعد زيارات الصاغ صلاح سالم المشهورة ورقصه عاريا في أحراش الجنوب حتى أطلق عليه لقب الصاغ العاري وقال عليه محمد نجيب في مذكراته: صلاح سالم أضاع فلوسنا وأسقط هيبتنا بالسودان. وكانت السياسة المصرية تنادي بحق مصر في السودان بحق الفتح وذلك حتى إبان ثورة يوليو الأولى، ومن ثم تبدل الأمر حين أيقنوا إجماع السودانيين على الاستقلال.
    يسترسل الوليد في مسلسل الافتراءات والتدني والمزاعم فيصف الفريق صديق محمد إسماعيل (بمرشح البلاط) وقد حاول هو وغيره من خلال أزلامهم وصبيانهم حاولوا خلال المؤتمر اغتيال شخصية صديق بحكم كونه شغل منصب المحافظ ومرة أخرى نحيلك إلى أبيك وسله كيف قبل صديق بالمنصب ألم يكن بعلم وتوجيه قيادة الحزب؟ ولكن أباك لم يكن حينها منهم بل استعصم بداره. نقول لك إنه تولاها بمفهوم تكتيكي حماية لأهله بني هلبة الأنصار المستهدفين من قبل الإنقاذ وقتها كان العمل يجري ويعد لما هو أكبر من تفكيرك في تلكم الجهات، ثم ماذا فعل صديق بعد ذلك هل هرول صوب المؤتمر وأجهزة الإنقاذ ليقتات على فتات الموائد وبمثلما فعل أعمامك ومنهم من هو مؤتمر وطني ومعتمد ومعه آخرون وآخرون يمموا صوب الحركة الشعبية التي رملت نساء الرزيقات ويتمت أطفالهم! هل حقا فعل صديق ذلك؟ حاشا وكلا اتى صديق وعذبة عمامته لنصف ظهره، وقدم ماله وجهده وعرقه لهيئة شئون الأنصار وحزب الأمة، واليوم اذهب له في منزله (سكينه حمراء) وبيته يعج بالضيوف وطلاب الحاجات لا يرد منهم احدا خائبا.
    تبقت بعض الأشياء نود الإشارة إليها: أولها نما إلى علمنا أن الوليد من حفظة كتاب الله وتعقد الدهشة ألسنتنا ونحن نرى حافظا للكتاب بهذا القدر من الفحش والبذاءة واللعان. ألم يسمع بحديث المصطفى (ص) ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيئ؟ ماذا استفاد وهو يزاحم الصفوف طالبا لإمامة الناس والرسول (ص) يقول فيمن لا تقبل صلاتهم أربعين ليلة: من أم قوم وهم له كارهون، ماذا استفاد من صلاته بعدها والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ماذا استفاد من القرآن الكريم الذي يشفي الصدور فإذا بصدره يحمل الضغائن والأحقاد ولسانه منطلق بالفواحش وساقط القول، إنما يصفه قول المولى عز وجل: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
    ما جرنا إلى قول ما قلنا إلا تجاوزات الوليد وشقيقه مادبو وصمت والدهم ونحن نعلم بأن بهذه الأسرة الصالح والطالح، والطالح من فتح هذا الباب ووجب الرد عليه حتى يرعوي ووجب عليكم كف الأذى من الناس وضبط سلوك الأفراد حتى لا يفتحوا عليهم أبوابا تأتي بالكثير من الرياح.
    ختاما نقول كفوا ألسنتكم الفاحشة وأقلامكم البذيئة عن الناس وإلا تحملوا ما سوف ياتيكم وما يأتيكم عظيم وجلل، ولئن عدتم عدنا، والبادئ أظلم.
                  

07-31-2009, 04:33 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: Abdel Aati)

    في جلسة عن المصالحة الوطنية قال الأستاذ محمود ما معناه - أسوا نقطة في تاريخ رجل عام ، ان يستعمل سلاح أجنبي في تقتيل مواطنيه ، أشان يصل السلطة ، ولو على أجساد ضحاياه ، يجوز الوعي السياسي الحاضر ما يدينو، لكن في الآخر ، الناس الواعين لا بد ان يرفعوا النقطة دي ، لأنها بتكون فيها قيمة كبيرة جدا ، في هدم الطائفية ألواجهتها الصادق المهدي -
                  

07-31-2009, 02:31 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عبدالله عثمان)

    كما قلت سابقا أن المتابع لتفاقم الأزمة السودانية الشاملة واستفحالها المفزع يجد لها أسبابا واضحة وجلية تغذيها0 ولعل أبرزها بعد الشمولية والدكتاتورية التي جلدت الشعب السوداني هو قبول المؤسسات الإعلامية لاسيما الصحفية و تشجيعها لكتابات سالبة وسيئة يطلق أصحابها على أنفسهم بهتانا و زورا صفة مفكرين لمجرد حملهم ألقابا أكاديمية لم تهذب حتى لغتهم في الكتابة ناهيك عن أفكارهم الخربة التي تعشش في رؤوسهم بسبب ضعف الوازع الأخلاقي فهم أشبه بعيس تحمل الماء على ظهورها وهي عطشى – فاقد الشي لا يعطيه -0 إن السماح لمثل هذه الكتابات السوقية لتجد طريقها للنشر من أي مؤسسة إعلامية هو دلالة على ضعف المسئولية الوطنية والأخلاقية لأصحاب هذه المؤسسات و أن هدفها اصطياد القراء بكل الوسائل الرخيصة رغم أن هؤلاء النفر نزلوا بالخطاب الصحفي من عليائه إلى حضيض التهم وسحيق ابتذال الشتائم والتراشق بالألقاب رغم ذلك إلا أن المؤسسات الصحيفة مازالت تحتضن أقلامهم الشريرة التي تهدم القيم والمثل التي تواطأت عليها الإنسانية منذ زمان سحيق وتضخ وتأجج الكراهية والفتنة بين أبناء الوطن الواحد بعزفها على وتر العنصرية البغيض 0 ولعل تصاعد وتيرة هذه الكتابات لا يحتاج لأدلة إثبات فكل من تابع الفترة التي أعقبت مؤتمر حزب الأمة الأخير، لا يجد كبير عناء في ملاحظة حجم السباب والشتم الذي سودت به صفحات الصحف فقد انحدرت كتابات بعض من مدعي الفكر بالخطاب الإعلامي وهدفه النبيل إلى أسفل سافلين 0 فشهدنا خطاب ولغة وقحة لم تألفهما الأذن السودانية0 إن مثل هذا التفا هات والترهات التي تجد طريقها للنشر تسئ أولا للصحافة الرصينة والمسئولة أخلاقيا ووطنيا لان نشر ثقافة الكراهية والعنصرية مغبتها وعواقبها وخيمة على إنسان السودان علاوة على أنها تهبط بالخطاب الصحفي إلى مستنقع الفوضى وانتشار نيران الفتنة في البلاد 0 إن تصويب السهام الصدئة المشبعة بالشتم والسب لرموز الوطن وأعلامه وعلمائه0 هو ردة في الخطاب الإعلامي المنوط به تشخيص العلل ومكامن الخلل من اجل إحقاق الإصلاح الذي يصب في مصلحة الوطن ووحدة أهله وتماسك نسيجه الاجتماعي المهتري بفعل السياسات الرعناء والخرقاء للشمولية والدكتاتورية التي ضربت بأطنابها ربوع الوطن الحبيب حينا من الدهر. فهل هذا الخطاب الذي يرجوه المواطن المغلوب على أمره من صحافة مسئولة ؟؟!! .
    ومن المدهش في هذه الكتابات أن أصحابها علاوة على أنهم لن يفيدوا الصحافة إلا أنهم يضغطون على جرح نازف منذ زمن أمثالهم و أسلافهم أمثال سلاطين الذين بذلوا الغالي والنفيس من اجل تشويه تاريخ ناصع البياض لرجال خضبوا ومهروا بدمائهم كرامة هذه الأرض السودانية و عزة أهلها ،- ومضوا إلى باحات الخلود صدورهم مكشوفة بجراحها متزينة - نعم هؤلاء الذين انعدمت عندهم المصداقية والأمانة العلمية والوازع الضميري والأخلاقي كان هدفهم من كتاباتهم تنفيذ إستراتيجية الهدم والتدمير لحقبة من التاريخ حقها أن تكتب بماء الذهب وتحفظ في سجل الخالدين , والتاريخ يعيد نفسه فذات الأجندة التدميرية الخبيثة والماكرة لتشويه وكسر عنق الحقائق و الظهور الإعلامي والحضور الصحافي وبأي ثمن بخس , إنها إستراتيجية شغلت الناس بالترهات وهي بلا شك تفسر حالة مرضية يكون فيها الشخص مسكون بحالة فصام في الشخصية يقف خلفه مركب (نقص) يتمثل في عدم اعتراف مجتمعه بشهاداته الأكاديمية فهو لفرط جهله بعقول الناس و عظمته الفارغة يعتقد أن الناس تقاس بثيابها وشهاداتها0 أصحاب هذه الحالات الحرجة يحاولون لبس كل حال ليتم الاعتراف بهم و هذا يفسر لماذا تجد شخصا يقول لك أنه مثقف أو أنه صاحب لقب وصاحب مقام أو( أمريكاني) – مع الاعتذار للشرفاء في أمريكا - يكلف لغة كتاباته بدون مناسبة وأحيانا (يدروش) نفسه لكي يقال أنه صاحب صلة بليلى العامرية وفي أحيان أخرى يمثل لك أنه مجدد ومفكر وحافظ للقرآن الكريم 0 هذا التقلب والتنقل من حال إلى حال يدفع بهؤلاء الأدعياء إلى (تجريب) التهجم على كيان الأنصار و حزب الأمة القومي وقادته الأحياء منهم و الأموات لعل التهجم يفتح بابا للشهرة والاعتراف العدم .

    يتبع
    عمر عبد الله فضل المولى
    تسجيل عودة
                  

07-31-2009, 02:34 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    إن امثال هؤلاء لا يجدون شيئا يكتبون عنه إلا وظهورهم مسنودة بالقبلية والعنصرية ولا يعرفون غير الاستنجاد بالانتماءات الضيقة رغم أن القبائل لم تعينهم وكلاء لها يتنطعون بأسمائها من اجل حمية الجاهلية وصخ الكراهية بين ابناء البلد الواحد ، إن أصدق مثال يجسد هذه الحال هو الوليد مادبو الذي تجده في حالة بحث دائم عن اعتراف مع معاناة حادة من عدم اعتراف الناس به لأنه يظن أن الاعتراف يأتي فقط بالمظهر والشكل والشهادات وبعد الفشل ظن وبعض الظن إثم أن الطريق إلى الاعتراف الاجتماعي به هو التهجم وقذف وشتم الآخرين ومن يحلل كتابات الوليد مادبو لابد أن يصل لاستنتاج مفاده أنه يعاني من (مركب نقص عدم الاعتراف) ومن يعاني من عدم الاعتراف الاجتماعي يعيش بلا شك معاناة حقيقية0 ولذلك تجد الوليد يفعل ما يستطيع ومالا يستطيع ويسلك كل سبل الكتابة لكي يقنع الآخرين بضرورة الاعتراف به0 مركب نقص عدم الاعتراف يعاني منه كثيرون ولكنه يتحول لحالة مرضية إذا زاد عن اللزوم كما هو حال الوليد مادبو 0وهذه الحال موجودة في حياتنا السودانية أحيانا تجد شخص لا يجد قوت عياله ولكنه يصر على شراء كماليات مظهرية لمنزله لجذب الانتباه أو قد تجد من يستدين لكي يحاكي الأثرياء في تصرفاتهم الكمالية ... الخ . 0 هذا الاهتمام بالمظهر الخارجي تقف خلفه حاله نفسية حالة لفت الانتباه لكي يجد صاحبه الاعتراف الاجتماعي ولان الوليد يعاني من هذه الحالة تجده يكتب الشتائم ليجبر الآخرين بأنه مؤهل ويستحق الاعتراف . واظن وليس كل الظن اثم ان الوليد مادبو لا يركب الخيل لكنه جاء الى هنالك من اجل جذب الانتباه والاعتراف وحينما يتمادى الناس في عدم الاعتراف به بسبب سلوكه السوقي في الكتابة وبدل أن يرعوي ويرجع لجادة الصواب نجده يوغل في حالته المرضية لتتحول كتابته لعنف لفظي وقذف وشتم للعلماء والقادة الذين شهد لهم الأباعد والأقارب بالتهذيب وحسن الخلق وعفة اليد 0 إن شهوة التهجم والعنف اللفظي عند الوليد مادبو و محاولاته المستميتة فعل كل ما يستطيع وما يعجز عن دفع أثمانه من أجل أن يعترف به0 لكنه في كل مرة شأن كل إنسان تنتابه حالة عدم توازن عاطفي لا ينجح في الحصول على اعتراف لا يستحقه0 مثلا هو من أدعياء الحداثة ومع أن العبارة مبهمة لكن إذا حللنا جزئية إدعائه الوصل بالحداثة وبالتعليم الغربي نجده في أول لفة يمشي على أبسط شروط الحداثة إذ بسرعة يجتر ثقافة عنصرية بغيضة نتنة في معظم كتاباته ويمزجها بثقافة متخلفة تعكس حقدا وغلا لا يعكس إلا عدم اعتراف الناس به0 لا غرابة إذن أن أترع صفحات الصحف بتناول أمهات الأئمة وأصحاب المقامات ونعتهم بكل ما يحقق له الحضور الرخيص في الصحف وعبر الأثير0 هذا حضور أفضل منه الغياب لأنه حضور كلماته تنضح قيحا وصديدا سبا وشتما للأسر السودانية المسلمة المشهود لها 0 وللمفارقة يختار الرجل ويعزل من يشتم يعني خيار وفقوس ففي حزب واحد يشتم الجميع ويسحب واحد. فمرة يشتم رجال في قامة الإمام عبد الرحمن يشتمهم باسم الثقافة والحداثة لأنهم في مقابل (الكهنوت) الذي يقف أمام التقدم وأحيانا يشتم أحفاد المهدي باسم حرية(الشتيمة)0 الشتيمة كأسلوب ضد الحداثة التي تتوسل العلم والموضوعية وترجيح التناول الإيجابي ولذلك كلما قرأنا هذه الكتابات بخلفية سيكولوجية كلما عرفنا (الحالة) العاطفية أو بالأحرى المرضية التي تنتاب الوليد مادبو0


    يتبع

    عمر عبد الله فضل المولى
    تسجيل عودة
                  

07-31-2009, 03:04 PM

Elsanosi Badr
<aElsanosi Badr
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4166

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    كتب عمر فضل المولي ...
    Quote: إن الاستهزاء والسخرية من نجاح الآخرين هو حقد وحسد ومرض نسال الله السلامة .
    ونحن نقول:

    اذا كان ضرب الناس في الشوارع يعد انجازا فليهنأ دكتور الوليد بصحبة الاستاذ محمود محمد طه

    واذا كان حفدة الكهنوت يستغلون عملهم في اجهزة السوء لضرب الشرفاء فلتهنأ الاقلام الشريفه من امثال الوليد في تنظيف تراب هذا الوطن المكلوم من دنس الكهنوت وعبدة الطائفيه

    وذا كان نجاح هؤلاء هو جعل بني السودان طبقات وازلام فلله درك ايها الوليد في محاربة الفجور والكهنوت ...

    واذا كان نجاح هؤلاء هو تغييب الاميين وتجهيل المتعلمين من امثال عمر فضل المولي ليكتب مغمض العينين عن النجاح الزيف فالله معك ايها الوليد لانتشال هؤلاء الضعاف (الظعاف) وتبصيرهم لجادة الطريق ..

    اذا كان نجاح الكهنوت هو (مص) دماء الشعوب والاغتناء باموالهم تحت مايسمي ب(دائرة الامام المهدي) فلله درك يا دكتور الوليد وانت تنير الطريق لامثال عمر فضل المولي الذي كان اجداده وربما هو ممن كانوا يشربون ماء الوضوء نظير عملهم في حقول القطن واخداما في بيت الامام...



    لله درك ايها الوليد فحرب الكهنوت قد قتلت من قبلك الشهيد الاستاذمحمود


                  

07-31-2009, 03:45 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: Elsanosi Badr)

    Quote: اذا كان ضرب الناس في الشوارع يعد انجازا فليهنأ دكتور الوليد بصحبة الاستاذ محمود محمد طه

    الاخ Elsanosi Badr
    ضرب الناس مستنكر وليس انجاز باي حال من الاحوال .والحديث عن سخرية وحسد الوليد مادبو ليس بمناسبة تعرضه للاعتداء . ولعل ما تعرض له من عنف بدني سببه عنفه اللفظي لذلك اتمنى من الصحافة ان تكون رسالة لقوة المنطق والحق بعيدا عن العنف اللفظي الذي يثير الفتنة والمشاكل بين الناس .
    Quote: واذا كان حفدة الكهنوت يستغلون عملهم في اجهزة السوء لضرب الشرفاء فلتهنأ الاقلام الشريفه من امثال الوليد في تنظيف تراب هذا الوطن المكلوم من دنس الكهنوت وعبدة الطائفيه


    ليس هنالك شريفا تعرض للضرب واذا كنت تقصد حادثة الوليد مادبو فان هذه اشكالية حدثت لاسباب انت تعرفها فلا تجتهد في انكارها لحاجة في نفسك لان الحقيقة واضحة ووضح الشمس لا ينفع وضع الاصبع تجاه الشمس لسد شعاعها وتغطيته .
    Quote: اذا كان نجاح الكهنوت هو (مص) دماء الشعوب والاغتناء باموالهم تحت مايسمي ب(دائرة الامام المهدي) فلله درك يا دكتور الوليد وانت تنير الطريق لامثال عمر فضل المولي الذي كان اجداده وربما هو ممن كانوا يشربون ماء الوضوء نظير عملهم في حقول القطن واخداما في بيت الامام...


    وهل تعلم ان الدكتور ادم مادبو وابنه المهندس مادبو ادم مازالا اعضاء في حزب الامة القومي وليست لديهم اي اشكالية في رئاسة الامام الصادق المهدي (حفظه الله من كل حاسد وحاقد ) .
    اذا كان الدكتور ادم مادبو طيلة اربعة عقود ونيف يعرف هذه الحقائق ومازال ساكتا فكان الاولى بالوليد مادبو ان يخاطب والده كما فعل سيدنا ابراهيم والا فان الوليد اشبه بابن نوح عليه السلام . فاتمنى صادقا وجادا حتى نضع النقط فوق الحروف ان تحدد لي موقع الوليد مادبو وموقع ابوه وايهما في مقام سيدنا ابراهيم السلام وايهما في مقام ابن نوح عليه السلام وهل كان الرجل الثاني في حزب الامة القومي واحد ابرز القادة فيه طيلة اربعة عقود ونيف شريكا في الفساد و الافساد المزعموم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
                  

07-31-2009, 04:38 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    رباح الصادق المهدي .. تحارب طواحين الهواء

    بتاريخ 16 مارس 2009م العدد 305 من صحيفة أجراس الحرية كتبت الأستاذة / رباح الصادق ضمن سلسلة مقالاتها عن المؤتمر السابع لحزب الأمة القومي ، مقالاً وجهت عبره إساءات للصحافة السودانية ووصفتها بعدم النزاهة ونصبت نفسها حكماً علي الآخرين ووزعت الإتهامات جزافاً ذات اليمين وذات اليسار وقالت رباح :(نحن نؤمن يقيناً بمقولة الإمام المهدي عليه السلام .. ناري هذه أوقدها الله وأعدائي حولها كالفراش كلما إقتربوا منها أحرقوا بها وصار أمري فاشي ) وفي هذه الجزئية أخرجت رباح الحوار والنقاش من الحيز السياسي إلي الحيز الديني وأعطت لنفسها حق محاكمة نوايا الآخرين وهي تصر علي إلغاء الفعل البشري في العمل السياسي وهو أساس التاريخ وإحلال الفعل الإلهي الخارج عن التاريخ والمتعالي عليه .تمضي رباح في توزيع التهم وتقول عن الصحافة السودانية ( وهو مرض أصاب مهنية صحافتنا في مقتل وكذا نزاهتها ) تهتم رباح بهمنية الصحافة فقط عندما توجه النقد للإمام وحزب الأمة أما عندما تنقل الصحافة كل حركات وسكنات الإمام وسفرياته الداخلية والخارجية وتصريحاته التي لا تنتهي فهي صحافة مهنية !! .
    وتتوهم رباح هجمات إعلامية منظمة ضد الحزب وتقول ( يواجه حزبنا هجمة إعلامية مخططة إستعانت بحسب مارشح من أقاويل بخبراء في الإعلام من خارج الحدود ) وتبني مواقفها علي أقاويل !! .
    وتمضي رباح في إدعاءاتها الجوفاء وتقول ( إننا نزعم أن كتاباتنا وكتابة غيرنا في أمر حزب الأمة علي قلتها ستهزم عشرات الأقلام .. وكم من فئة قليلة هزمت فئة كثيرة بإذن الله ) . تعيش رباح الصادق نرجسية من نوع عجيب تنظر إلي صورتها منعكسة علي سطح الماء كما حدث في إسطورة النرجسية فتقع في حبها حباً خيالياً فتشيد بنفسها لنفسها وتكون هي المتكلم وهي السامع وأي صوت يرتفع غير صوتها هو صوت نشاز وأي خطوة لا تسير وراء خطواتها هي خروج عن الصف ويصبح صوت الحمار المؤيد لها بلبلاً صداحاً وصوت البلبل المعارض لها هو صوت نعيق البوم . تتحدث عن الديمقراطية ولا تمارسها وتفلسف أخطاء الحزب وتدافع عنها تحلم بإنتصارات علي الورق ، والغرور يعميها فلا تسمع إلا ما يرضيها ولا تنصت إلا للمتزلفين .
    وتواصل رباح توجيه سهام نقدها للصحافة السودانية فقط لأنها إنتقدت بعض الممارسات الخاطئة في مؤتمر الحزب ( وبعد إسبوع واحد خرج – تقصد محمد عبدالله الدومة – بأقوال جديدة فتحت لها الصحف أذرعها كاملة ) تنتقد رباح الصحف حين تستنطق المعارضين لخط الإمام أما في حالة نقل أخبار الإمام الصغيرة والكبيرة الخاصة والعامة فهي صحافة وطنية ومهنية !!
    وحينما تعجز رباح عن مقارعة الحجة بالحجة في القضايا السياسية وفي العمل الحزبي الذي يتوسل العقل الإنساني وما قد يستعين به من العلم المتصل بالموضوع في البناء والتخطيط والتقويم والإصلاح بالإستقلال عن أي عقيدة دينية تلجأ رباح إلي إستدعاء نصوص دينية لمحاكمة خصومها السياسين وتكتفي بأجر المناولة لأفكار الإمام التراثية - الحداثوية وهو يعمل بكل ما يملك من أجل أن لا ينفلت الزمان وتبدل الأحوال من قبضة النص. قضيته هي إرجاعها إلي النص كلما إبتعدت عنه ويزعم قراءة التراث قراءة تقدمية فيسقط رغبته التقدمية علي التراث فيخلط الماضي بالحاضر ويضرب بتاريخية منطق الأفكار عرض الحائط . وكما ذكرنا في كل ذلك لا تملك رباح إلا أجر المناولة وتجتهد في إبراز مدرسة مأزومة في الكتابة الصحفية وفي الممارسة السياسية ، مدرسة تعاني من إختلالات وعقد نفسية وتعادي حس الإعتراف الأصيل بالمشاكل وتصر علي خنقه وسط ركام زائف من القشور والفلكلور الديمقراطي .
    حسن بركية

    رباح الصادق المهدي .. تحارب طواحين الهواء
                  

07-31-2009, 04:39 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عبدالله عثمان)

    الكاتب/ فيصل محمد صالح
    Monday, 23 March 2009
    سبقني الزميل خالد عبد العزيز بصحيفة «السوداني» أمس في تناول الردود التي جاءت على يدي رباح والصديق الصادق المهدي حول «أحداث» المؤتمر الأخير لحزب الأمة، وأوفاه حقه من نواحي عديدة، لكن تبقت بعض الجوانب التي تجول في خاطري.
    من الصعب أن يتجاهل المرء ما يدور داخل هذا الحزب الكبير، فقياداته وقواعده كلهم يتحدثون عن عضويته الكبيرة التي قد تقدر بالملايين، وهو بهذا يصبح ملكية عامة، من حيث الاهتمام بأموره ومشاغله. كما أن من الصعب إنكار أن بالحزب مشاكل كبيرة تستحق الوقوف والانتباه ثم المعالجة. ابتعد صلاح إبراهيم أحمد وابتعد عبد المحمود الحاج صالح وابتعد آدم موسى مادبو، هذا قبل انعقاد المؤتمر، ثم يمكن أن يقول أحد أن لاشيء يحدث
    ثم انعقد المؤتمر وتكررت فيه الأحداث المؤسفة التي رصدناها في زاوية سابقة، وعندما تجمعها معاً فلا بد أن يدق ناقوس الخطر عندك وعند الجميع. انسحابات ومقاطعات ومظاهرات وملاسنات وضرب واحتجاز، ثم جاءت ليلة الانتخابات الكبرى فتعاظم الخلاف واستفحل حتى هدد الحزب بالانشقاق من القمة للقاعدة.
    لا يمكن لأي حادب على حزب الأمة وعلى السودان وعلى مستقبل العمل السياسي والتحول الديمقراطي في السودان أن يرى هذا المشهد ويسكت، وإلا أصبح شاهد زور وشريكاً في جريمة الصمت والتواطؤ. هكذا ظنّت الصحافة السودانية ، وهكذا اهتمت وتابعت وكتبت، لكنها تحولت عند البعض إلى شريك في مؤامرة على حزب الأمة، وهذه المرحلة، مرحلة تبني نظرية المؤامرة، هي أخطر وأعلى قمم ومراحل الأزمة.
    أخشى أن تتضخم أكثر هذه النظرية فتحجب الرؤية عند البعض، خاصة في الأسرة وقيادة الحزب، وفيهم من خبرناهم/ن وعرفناهم/ن حين ادلهمت الأمور فوجدناهم أكثر الناس ثباتاً ومنافحة عن الحق والشعب وأظهرهم رجاحة وفطانة . أخشى أن تكبر الغمامة وتصبح سحابة سوداء تختلط فيها وجوه الأصدقاء والأعداء، ولا يميز البعض بين الصالح والطالح، بين المناصحة والمناطحة.
    نعرف أن استخدام نظرية المؤامرة صار جزءً من ثقافتنا السياسية، ولنا في ذلك تاريخ وتجارب، كما أن فيها راحة للنفس وطمأنينة، لكنها طمأنينة كاذبة تقود للجحيم. وقد عرفت حكوماتنا حيلة نظرية المؤامرة وأتقنتها، ورمت عليها كل تقصير وفشل ونكوص عن المواثيق والعهود، مرة باسم الظروف التي تمر بها بلادنا، ومرات باسم العدو الخارجي المتربص. لكن ما بال أحزابنا الديمقراطية ترد من نفس النبع المسموم وتركب على نفس السرج
    إن شاءت قيادة حزب الأمة أن لا ترى في الكوب إلا المؤامرة، فهي حرة في ذلك، لكن لن يبقى أمامها إلا قطع الرقاب والأوصال، ولات ثم مفر، فجنس الخطاب يقود لنفس النتيجة. وإن استفتت القيادة قلبها، واتبعت الفطرة السليمة، وأعادت قراءة خطاب الأزمة من جديد فرأت في احتجاجات الأعضاء مظهر ديمقراطي يستحق الاهتمام والانتباه والمراجعة، فذلك هو المؤمل والمطلوب.
    لكن ما زلت أقول، وأنا موجوع القلب، حتى أنت ..يا رباح؟
                  

07-31-2009, 04:41 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عبدالله عثمان)

    وعلى تلّها قعد..!!! (1 – 3f
    وكتب الاستاذ صلاح عووضة في صحيفة اجراس الحرية مايلي :-
    السيّدة!!!) رباح الصادق (شتمت!!!) من قبل صحيفة (صوت الأمة) عبر صحيفة أخرى كانت تكتب فيها آنذاك هي (الصحافة)..
    و(السيّدة!!!) رباح الصادق (شتمت!!!) الآن صحيفة (أجراس الحرية) عبر مساحة مخصصة لها في الصحيفة نفسها..
    وسبب شتم (السيدة!!!) رباح لـ (صوت الأمة) أنّها كانت تمارس نقداً إصلاحياً عدّته (السيدة!!!) تطاولاً لا يليق بـ (الأسياد!!!)..
    وسبب شتم (السيّدة!!!) رباح لـ (أجراس الحرية) الآن أنّها مارست نقداً مهنياًً تجاه (أحداث!!) صاحبت مؤتمر الحزب العام الأخير فرضت نفسها حتى على أجهزة إعلام خارجية منها قناة (الجزيرة)..
    وربما تعدَّ (السيّدة!!!) رباح الآن مقالاً (كارباً!!) تصف فيه (الجزيرة) بما سبق أن وصفها به قبل أيام المستشار الرئاسي مصطفى إسماعيل..
    فالدكتور مصطفى عثمان وصف (الجزيرة) بأنّها فضائية (غبيّة) لأنّها ـ حسب قوله ـ سلطت الضوء على (نكرات) ما كان ليسمع بهم أحد لولا الإعلام العربي الغبي وعلى رأسه الفضائية المذكورة..
    وتخيّل معي الآن لو أنّ السيد المستشار استطاع أن يمد مظلة (التعتيم!!) إلى خارج الحدود ثم كان ما كان من أمر أحداث أمدرمان، فكيف يا ترى يكون التبرير.. أو التفسير.. أو التنوير؟!..
    هل كان سيقول لأجهزة الإعلام (الغبية) إنّ هؤلاء الذين تسببوا في (أحداث أمدرمان) ما هم إلا غزاة أتوا من المريخ حسبما تنبأ من قبل هـ.ج ويلز في روايته (حرب العوالم)؟!..
    هل كان سيقول لها: إنّهم الذين كان يعنيهم أنيس منصور في كتابه (الذين هبطوا من السماء)؟!
    أم أنّه كان سيقول لها إنّ هذا الذي ترينه ـ وتصورينه ـ ما هو إلا مشهد من مشاهد فيلم (آكشن) سوداني نريد أن نثبت عبره للعالم أنّ مشروعنا الحضاري لم يغفل حتى فنّ السينما؟!..
    ثم يا سعادة المستشار: أليس الذين فاوضتموهم في الدوحة برعاية قطرية هم أنفسهم (النكرات) الذين قلت إن الإعلام العربي (الغبي) ضخّم قضيتهم وألبسهم ثياباً أوسع من أحجامهم؟!..
    فلمَ فاوضتموهم إذاً على مرأى ومسمع من العالم كله عبر أجهزة إعلامه (غير الغبية) إذا كانوا مجرد (نكرات)؟!..
    وهل كان آركو مناوي (نكرة) قبل أن تتقاسموا معه السلطة والثروة؟!
    والأسئلة من الشاكلة هذه سوف نوجهها إلى (السيّدة!!!) رباح كذلك إن هي وصفت الإعلام العربي بما وصفت به بعضاً من الصحف السودانية من بينها الصحيفة التي أفردت لها صفحة أسبوعية كاملة تسوّدها بشؤون دينية و (أنصارية)..
    فبعض القنوات العربية ـ ومنها الجزيرة ـ استنطقت بعض الغاضبين مما حدث في المؤتمر العام لحزب الأمة ممن يمكن أن تعتبرهم (السيدة!!!) من (النكرات)..
    وحين نصر على أن نصف رباح بـ (السيدة!!!) فذلك لأنّ مفهوم (السيادة) كما يعشعش في أذهان بعض (آل البيت) ـ ممن هم دون الإمام ـ هو أحد مسببات الكارثة التي حاقت بحزب الأمة القومي هذه الأيام..
    هي كارثة لا تقل خطراً عن كارثة (الاختراق!!) الذي حذرنا منه في (صوت الأمة) لتثبت الأيام الآن صدق ذاك الذي كتبناه وأثار حفيظة (السيدة!!!)..
    فسوسة الاختراق التي كانت تنخر في جسد الحزب هي التي جعلت هياكل الحزب تتهاوى ليقعد على (تلها) هذه الأيام رجل كان (تنفيذياً!!) حكومياً حتى وقت قريب..
    فكيف هو (الاختراق!!) في نظرك يا (سيدة!!!) رباح إن لم تكن هذه هي خلاصته؟!..
    إن لم تكن هي (آخرته)؟!!.

    ونواصل بإذن الله،،،،
                  

07-31-2009, 04:45 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عبدالله عثمان)

    حول منشور السيد الصادق المهدي الأخير:
    (الإمام) (المنتخب) !! والكرسي (المرتقب) !!

    د. عمر القراى - 14 يونيو 2003

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً)

    صدق الله العظيم


    أرسل السيد الصادق المهدي منشوراً عاماً ، الى عموم أهل السودان ، ظهر في سودانايل يوم 7/6/2003 ، في أعقاب إعتراض بعض ممثلي حكومة الجبهة على (إعلان القاهرة) الذي وقعه د. جون قرنق والسيد محمد عثمان الميرغني والسيد الصادق المهدي في الشهر الماضي ..

    ومنشور السيد الصادق ، وان إحتوى على نقد للحكومة وحزبها ، الا انه استهدف أمرين اساسيين ، أولاً : تأكيد ان (إعلان القاهرة) لم يأت بشئ جديد وانما هو نفس (التعاهد الوطني) الذي طرحه السيد الصادق في ديسمبر 2002 !! وهذا يعني ، فيما يعني ان الصادق قد كان أسبق من قرنق والميرغني ، الى فكرة العاصمة القومية ، التي تتساوي فيها جميع الاديان ، وتحكم بقوانين تحقق هذه المساواة ، ولهذا يجب ان يحسب الشعب هذا المكسب له دون الزعماء الآخرين !! وثانياً : إنه قام باصلاحات في حزب الأمة ، وتحديث في كيان الأنصار .. وانه في هذا الإطار ، يقدم فهماً للإسلام يختلف من فهم الجبهة الإسلامية التي وصفها بالتشدد ، وان فهمه المعتدل هذا هو الذي سيجنب البلاد خطر التمزق والتدخل الأجنبي !! وحتى يؤكد زعامته الدينية والسياسية ختم منشوره بانه رئيس حزب الأمة المنتخب والإمام المنتخب !! فمن أقدر من هذا (الإمام) العالم بالدين ، والسياسي المدرك لواقع السودان ومستقبله واولى منه بكرسي الرئاسة (المرتقب) ؟!

    على ان الشعب السوداني الذي خاطبه السيد الصادق المهدي ، لا تجوز عليه مثل هذه الخطب ، كما جازت على السذج من أتباع الصادق الذين إنزعجوا حين قمنا بنقده من قبل ، فانبروا للدفاع عنه بحماس ينقصه الوعي بالقضايا التي تناولها النقد !! حتى ان أحدهم ، وقد أعيته الحجة ، جنح الى التهديد فذكر ان لديهم أسلوب آخر غير الحوار اذا لم أكف عن نقد السيد الصادق المهدي !! ان من يعرفني يعرف انني لا أهدد وان مثل هذه "الشنشنة" لا تؤثر فيّ ..ولكنني كنت أتوقع من بعض العقلاء من اتباع السيد الصادق ان يشجبوا هذا الاتجاه الأرهابي المتخلف، ليؤكدوا على الأقل ، ان اطروحات السيد الصادق عن الديمقراطية وعن (التسامح والتعايش بين الملل والمذاهب والاجتهادات)[1] ليست عبارات مستهلكة بغرض التضليل المنظم !!


    لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين !!

    يقول السيد الصادق المهدي (لقد عقدنا مع الانقاذ " نداء الوطن " عام 1999 ... وحقاً وصدقاً صفينا وجودنا [2]الخارجي ، ووضعنا السلاح ، ونبذنا العنف ، ودخلنا مع النظام في تفاوض جاد لتحقيق المطالب الوطنية المشروعة . لم يبادلنا النظام حقاً بحق ، ولا صدقاً بصدق ، بل عاملنا بالمناورة ، والمراوغة ..[3]) !! والذي لم يرد السيد الصادق ان يذكره هنا ، هو انه لم يجئ للنظام الا بعد ان لحق بالتجمع ، ووقع معه مواثيق ، ثم لما لم يعط رئاسة التجمع كما كان يتوقع ، خرج منه وكتب خطاباً مفتوحاً ضد د. قرنق نشره في الاعلام قبل ان يصل قرنق نفسه في نفس الشهر الذي عاد فيه ليعقد مع حكومة الجبهة هذا التفاوض ، وكأن نقده لقرنق قد كان عربون صداقته الجديدة لحكومة الجبهة والتي لم يكن آنذاك يتوقع لها الفشل !!

    على ان تصريح السيد الصادق المهدي ، بان حكومة الجبهة خدعته ، انما يشهد بغفلته ، وقلة حنكته السياسية.. فهو قد اتفق مع الجبهة من قبل عام 1988 ورفض بسبب ذلك اتفاقية السلام ، فاذا بالجبهة تغدر به ، وتنقلب عليه ثم تعتقله وتسئ معاملته كما صرح أكثر من مرة !! فلماذا يعود ليتفق معها مرة أخرى ؟! ولماذ وضع سلاحه وسرح محاربيه ، الذين تركوا وطنهم وتجندوا ليحاربوا حكومة الجبهة معه دون ان يحدث اي تغيير في حكومة الجبهة؟

    وهل حقاً كان تفاوض السيد الصادق مع حكومة الجبهة حول (المطالب الوطنية المشروعة) كما ذكر؟! ان المطلب الوطني المشروع هو ان تصفي حكومة الجبهة وجودها لأنه غير شرعي .. فهل فاوضها السيد الصادق على ذلك؟! لقد كان تفاوض السيد الصادق مع حكومة الجبهة حول (الكرسي) الذي لوحّت له به ، حتى اذا سال لعابه ، وظن انه نائله ، صرفته عنه ، بعد ان افلحت في احداث شرخ في حزب الأمة !!

    وبدلاً من يفخر السيد الصادق بان الجبهة لم تتفق معه ، وانه لم يدخل في حكومتها ، اذا به يتحسر ان فاته ذلك المغنم ، الذي حازه السيد مبارك الفاضل !! أسمعه يقول (وفي عملية هي من أفدح ما عرف تاريخ السودان الحديث اعتبر الوكيل المندوب هو الأصيل المتجذر وابرم معه اتفاقاً انخرط بموجبه في النظام واعتبر أهل النظام هذا الانخراط الجزئي انخراطاً لحزب الأمة ، والغوا بموجبه كل مجاهدات حزب الأمة وتضحياته واجتهاداته وثقله الجماهيري ...)[4] !!

    واذا كان نظام الجبهة كما وصفه السيد الصادق (المؤتمر الوطني وحكومته ظلا أسيران لشعارات فارغة ربطت الاسلام بالدكتاتورية والقهر والنهب) [5] فلماذا تفاوض معه ، ثم لماذا يعتبر عدم اتفاق الجبهة معه واتفاقها مع مبارك الغاء لكل مجاهدات حزب الأمة وتضحياته واجتهاداته؟! واذا كانت الجبهة كما وصفها ألم يكن يتوقع الا تتفق معه ما دام يعتقد ان حزبه مجتهد ومضحي من اجل السودان ؟!

    ثم لماذا يعتبر السيد مبارك الفاضل بعد كل هذه السنين التي قضاها في حزب الأمة ليس سوى (الوكيل المندوب) بينما يعتبر السيد الصادق نفسه (الأصيل المتجذر)؟! فاذا كان السيد مبارك الفاضل المهدي لا يعتبر أصيلاً ولا متجذراً في حزب الأمة ، فكم هي فرصة العضو الذي لا ينتسب الى بيت المهدي في هذا الحزب الطائفي العجيب؟! واذا كان السيد الصادق أصل الشجرة وآباؤه جذورها ، فان ابناءه من بعده فروعها ، ولهذا فقد أعطاهم المراكز القيادية في هيكلة الحزب الجديدة ، فأصبحت عائلة السيد الصادق تحكم حزب الأمة مثلما يحكم آل سعود السعودية !! ولعل مثل هذا الوضع - الذي اعتبره السيد الصادق اصلاحات في حزبه - هو الذي دفع بالسيد مبارك الفاضل الى البحث عن تحقيق مطامعه لدى الجبهة !!

    لقد إختار السيد الصادق المهدي بمحاولته الوصول الى اتفاق مع الجبهة في عام 1999 ان يصل الى حل منفرد ، وان يسير مع الجبهة في طريقها الآحادي ، وهو يظن ان بقية الأحزاب والتنظيمات ستتبعه كما حدث حين صالح نميري في عام 1977 !! ولكن المجموعات الأخرى كانت أبعد نظراً ، وأكثر دراية بالجبهة وحيلها، فوقفت في مواقعها ، ورفعت نفس شعاراتها ، فما كان من السيد الصادق وقد نبذته الجبهة ، وقربت السيد مبارك الفاضل الا ان هرع مرة أخرى الى التجمع ليوقع مع زعمائه (إعلان القاهرة) !! ثم هو لا ينسى ان يهاجم الجبهة بعد إختلف معها ، مثلما هاجم التجمع عشية أن إختلف معه ورجع الى الجبهة !!



    بين(التعاهد الوطني) و (إعلان القاهرة)

    يقول السيد الصادق (فكرنا منذ ديسمبر 2002 في مشروع التعاهد الوطني الذي تطرق لكل النقاط المختلف عليها وأحصاها عددا وأقترح لها حلاً وسطاً. بخصوص العاصمة جاء في مشروع التعاهد النص الآتي : عاصمة البلاد هي الخرطوم بحدود إدارية معلومة يتفق عليها وتمثل العاصمة الإدارية القومية وتخضع للقوانين المستمدة من الدستور الاتحادي . ولاية الخرطوم الحالية تختار لها رئاسة ولائية أخرى. الخرطوم الولاية لها نفس حقوق الولايات الأخرى وتستثني الخرطوم العاصمة القومية .)[6] .. فحسب هذا النص الغامض ، فإن العاصمة تخضع للقوانين المستمدة من الدستور الاتحادي ، أما ولاية الخرطوم فانها لها نفس حقوق الولايات الأخرى !! أفلا تخضع الولايات الأخرى أيضاً للقوانين المستمدة من الدستور الاتحادي ؟ ثم ما هي القوانين المستمدة من الدستور الاتحادي؟! هل هناك ما يمنع ان تكون تلك القوانين اسلامية؟! لكن السيد الصادق بعد ان أورد هذا الحديث الذي يقبل كافة الاحتمالات ، قال (وفي مايو 2003 صدر إعلان القاهرة بين الزعماء السودانيين الثلاثة . جاء في هذا الإعلان بخصوص العاصمة النص الآتي : "ولذا فإن الزعماء يرون بأن الاتفاق على قومية العاصمة التي تساوي بين كافة الأديان والمعتقدات لهو ضرورة لازمة للحفاظ على وحدة بلادنا على اسس جديدة ." هذا نص عام يفصله ما ورد بشأنه في وثيقة التعاهد الوطني) !! فهو يريدنا ان نعتبر ما قاله في وثيقة التعاهد تفصيلاً لما جاء مجملاً في إعلان القاهرة الذي وقعه معه د. قرنق والسيد محمد عثمان الميرغني !! وهو انما يرمي بذلك لهدفين : أولهما ان يؤكد سبقه للزعيمين الآخرين ، وانه قد طرح هذه الفكرة الصائبة قبلهما ، وهي مزايدة يرمي بها الى كسب سياسي .. وأما الهدف الثاني ، فهو ايجاد خط رجعة للتنازل من إعلان القاهرة ، اذا افلحت حملة الجبهة في تأليب الناس ضده !! فهو يريد ان يقول انه حينما وقع على إعلان القاهرة ، لم يكن يعني بقومية العاصمة ان تحكم بغير (شرع الله) !! وانما كان يقصد ان تحكم بقوانين مستمدة من الدستور الاتحادي ، الذي لا يقوم على قوانين الجبهة ، وإن قام على قوانين إسلامية على نهج الصحوة المزعومة التي يدعيها !!

    لماذا لا يضع السيد الصادق عباراته واضحة ، كأن يقول مثلاً ، ان العاصمة يجب الا تطبق فيها القوانين الاسلامية ولا قوانين أي دين لأنها تمثل الشعب بمختلف معتقداته ؟! ألأن ذلك سيسهل مهمة خصومه في نقد (إمامته) لجموع الانصار الذين يقوم إعتقادهم على أحقية الشريعة وتطبيقها في كل زمان ومكان؟! أم لأن السيد الصادق المهدي يؤمن بتطبيق قوانين الشريعة مثله مثل أي انصاري رغم دعاوى "الحداثة" و " السندكالية" و "الصحوة" و غيرها ؟! وهو حين قال ما قال ، وسعى للقاء مع الزعماء الآخرين ، انما إستجاب لضغوط المثقفين في حزبه ، هؤلاء الذين وقفوا معه حين إنقسم حزبه ولحق قادته بحكومة الجبهة ، ولولاهم لكان مصير السيد الصادق هو نفس مصير السيد مبارك الفاضل !! ومع ذلك فان وضع هؤلاء المثقفين يدعو للرثاء ، لأنهم في حيرة دائمة مع تذبذب السيد الصادق حسب رؤيته (للكرسي) الذي يحلم به الى جانب هؤلاء مرة والى جانب أؤلئك مرة!!

    وبالرغم من ان إعلان القاهرة خطوة ايجابية ، وهو سيفضح نوايا حكومة الجبهة في التهرب من السلام ، الا ان شعبنا يجب ان يتطلع لما هو افضل من إعلان القاهرة .. لقد جرّب الشعب القوانين الاسلامية على عهد نميري ، فلم ينل منها غير السيف والسوط ، حتى ثار عليها وقدم الشهداء ، ثمناً للخلاص منها.. ثم جربها على عهد حكومة الجبهة الحاضرة ، فصعدت الحرب وهددت وحدة البلاد .. ألاتكفي هذه التجارب لفصل الدين عن الدولة وفتح الفرصة للمنابر الحرة وتسخير الإعلام لها ليتحاور اصحاب الأفكار عن ماهية الاسلام نفسه ، وانسب نظم الحكم لشعبنا؟!

    إن الخديعة التي جوزتها حكومة الجبهة على الاحزاب الشمالية ، و أوشكت ان تجوزها على الحركة الشعبية لتحرير السودان ، هي ان حكم المسلمين بقوانين الشريعة ، وحكم غير المسلمين بقوانينهم صورة ديمقراطية تحفظ للمسلمين ولغير المسلمين حقوقهم !! والتضليل في هذا القول انما يجئ من حقيقة ان قوانين الشريعة الاسلامية، يتأثر بها كل الناس ، فحتى لو لم توقع عقوباتها على غير المسلمين ، فانها تحرمهم من المساواة مع المسلمين بسبب انهم غير مسلمين!! فلا يجوز لغير المسلم ان يرشح نفسه لرئاسة الدولة في ظل هذه القوانين ، ولا ان يتولى القضاء ، أو قيادة الجيش ، أو أي منصب عام رفيع ، ذلك ان المبدأ العام هو قوله تعالى " إن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين" ، ويمكن الرجوع لكتب المفسرين للاطلاع على تقاصيل الاذلال الذي يقع بالضرورة على غير المسلمين من جراء تطبيق قوانين الشريعة !!

    فالقضية ليست العاصمة فقط ، وانما كل مكان ، ولو كان فيه فرد واحد غير مسلم ، فان هذا الفرد سيكون مهضوم الحقوق بسبب القوانين الاسلامية القائمة على الشريعة .. ثم انها في داخل المجتمع المسلم لا تساوي بين الرجال والنساء .. وهذا يطعن في ديمقراطية هذه القوانين ، وهو سبب كاف لرفضها ، على ان السبب الأهم في تقديري هو انها أيضاً غير دينية لأنها لا تقوم على أصول القرآن ، وهذا أمر كررناه كثيراً ويمكن الرجوع فيه لكتب الاستاذ محمود محمد طه ..


    ضعف الفهم الديني

    يقول السيد الصادق المهدي (وفي مكة كان التوجيه " ألم تر الى الذين قيل لهم كفوا أيديكم واقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " "سورة النساء77 " وفي المدينة كان القتال دفاعياً " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا " ولدى قيام الدولة الاسلامية العظمى في دمشق وفي بغداد صار القتال هجومياً) !! إن قيمة هذه العبارة المليئة بالاغلاط ، هي انها اشارت الى وجود فرق في المستوى بين القرآن المكي والقرآن المدني ، وأكدت ان القرآن المكي قرآن تسامح وسلام والقرآن المدني قرآن قتال .. وينتج من هذا ان القرآن المكي قرآن أصول والقرآن المدني قرآن فروع !! وأن القرآن المدني حسن ، والقرآن المكي أحسن .. ولقد قال تعالى " واتبعوا أحسن ما أنزل اليكم من ربكم من قبل ان يأتيكم العذاب بغتة وانتم لا تشعرون" فقرر بذلك ضرورة اتباع القرآن المكي .. ولكن القرآن المكي في جملته منسوخ بالقرآن المدني ، ولهذا وجب بعثه ، ومن ثم نسخ القرآن الناسخ ، وهذا هو تطوير التشريع الاسلامي !!

    ومع ان السيد الصادق ، لم يمدد هذا الفهم الى نهاياته المنطقية ، الا انه حتى في القدر الذي ذكره كان بنبغي عليه ان يذكر ولو من باب الأمانة العلمية ، دع عنك الصدق الديني ، ان هذه الفكرة التي هي المخرج الوحيد من التناقض الذي يرزح تحته علماء المسلمين وعوامهم ، قد أتى بها الاستاذ محمود محمد طه ، وبشر بها منذ مطلع الخمسينات!!

    على ان السيد الصادق لم يفهم الفكرة الجمهورية بدقة حتى يحسن إقتباسها !! فالآية التي اوردها لا تنهض بحجته فهي ليست آية مكية ، وانما هي مدنية من حيث المكان ومستوى الخطاب !! فقد نزلت في المدينة وهي تحث المسلمين على الجهاد ، في معنى ما توبخهم على انهم حينما كانوا في مكة ، قبل ان يفرض عليهم الجهاد ، كانوا يطلبون ان يسمح لهم بقتال المشركين ، ولما جاءوا الى المدينة وفرض عليهم القتال صدوا عنه وتقاعسوا دونه .. ولو ان السيد الصادق أورد الآية كلها لوضح ذلك ، فالآية هي " ألم تر الى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال اذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا الى أجل قريب ، قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً " .. جاء في تفسير الآية (حدثنا علي بن الحسن عن الحسين بن واقد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس أن عبد الرحمن بن عوف وأصحاباً له أتوا النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فقالوا : يا نبي الله كنا في عزة ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة . قال : اني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم . فلما حوله الله الى المدينة أمره بالقتال فكفوا فأنزل الله " ألم تر الى الذين قيل لهم كفوا ايديكم" الآية رواه النسائي والحاكم وابن مردويه ..)[7]

    ثم ان الجهاد وان بدأ كدفاع عن النفس ، فانه في المدينة قد تدرج حتى بلغ غاية الهجوم لإعلاء كلمة الله ، وذلك بنزول قوله تعالى " فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا واقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم " .. وبناء على هذا جاء في الحديث (أمرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فان فعلوا عصموا مني دماءهم واموالهم وأمرهم الى الله) .. ولقد فتحت بلاد فارس ومصر على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وكانت تلك الحروب هجومية ، فلم يبدأ الجهاد كهجوم ببني أمية كما قرر السيد الصادق المهدي خطأ !!

    ودولة دمشق تحت الأمويين ، ودولة بغداد تحت العباسيين ، لا يمثلا الحكم الاسلامي –كما يظن السيد الصادق المهدي- لأنهما ملك متوارث !! فقد جاء في الحديث (الخلافة ثلاثون عاماً ثم تصبح ملكاً عضوضاً) .. ولقد أقام بنو أمية الملك على تقتيل آل البيت ، وحين جاء ابو العباس السفاح بدأ عهد العباسيين بتقتيل بني أمية ، حتى أنهم نبشوا قبر عبد الملك بن مروان وجلدوا عظامه سبعين جلدة !![8] ثم ان ملوك بني أمية وملوك العباسيين قد نهبوا الاموال ، وخصوا بها خاصتهم ، ومارسوا الترف والفسوق والضلال ولم ينج من حكامهم من هذا السوء الا افراد قلائل ، فاذا كان السيد الصادق يعتبر هؤلاء دولة اسلامية فماذا يعيب على حكومة الجبهة ؟!

    ومما أخذه السيد الصادق المهدي من أفكار الاستاذ محمود ثم لم ينسبه لصاحبه قوله (الالتزام الاسلامي لا يكون مجرداً من الظروف المحيطة بالمسلمين . فالتوجيه الالهي يبدأ من " اتقوا الله حق تقاته" الى " اتقوا الله ما استطعتم") !! فقد جاء في كتابة الاستاذ محمود (ان كل من له بصر بالمعاني اذا قرأ قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون" ثم قوله "فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا وانفقوا خيراً لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون" علم ان هناك معنيين : معنى أصلياً ومعنى فرعياً. وانما المراد ، في المكان الأول ، المعنى الأصلي ، واذ أملت الضرورة تأجيله ، انتقل العمل الى المعنى الفرعي ، ريثما يتم التحول من الفرع الى الأصل ، بتهيؤ الظرف المناسب لذلك . والظرف المناسب هو الزمن الذي ينضج فيه الاستعداد البشري ، الفردي والجماعي ، وتتسع الطاقة ، والى نقص الاستعداد هذا يرجع السبب في تأجيل أصول الدين والعمل بالفروع ..)[9] ويقول الاستاذ محمود أيضاً (ولقد ندب مجتمع المؤمنين ليكونوا مسلمين فلم يطيقوا ، وذلك حيث قال تعالى " ياايها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون" فنزل الى مستوى ما يطيقون، وجاء الخطاب " فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا وانفقوا خيراً لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون")[10]

    ومن الفهم الخاطئ قول السيد الصادق (وجعلت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعطل حد السرقة في عام الرمادة . والنبي (ص) عقد مع أصحاب الملل الأخرى صحيفة المدينة وفي ظروف أخرى اجلاهم عمر رضي الله عنه عن جزيرة العرب ..) !! والحق ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يعطل حد السرقة ، ولكنه لم يطبقه لأن اركان الحد لم تقم ، ولا يمكن ان تقوم في ظروف المجاعة .. وقوله تعالى " تلك حدود الله فلا تقربوها" يمنع النبي صلى الله عليه وسلم من التدخل في الحد اذا قامت اركانه، دع عنك عمر رضي الله عنه ..

    ولقد عقد النبي صلى الله عليه وسلم المعاهدات قبل ان تنزل سورة "براءة" التي اوقفت العهود وذلك في قوله تعالى (براءة من الله ورسوله الى الذين عاهدتم من المشركين * فسيحوا في الأرض اربعة أشهر واعلموا انكم غير معجزي الله ، وان الله مخزئ الكافرين * وآذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الأكبر ان الله برئ من المشركين ورسوله...) فلم يتم بعدها عهد مع مشرك !! وانما اجلاهم عمر رضي الله عنه لعلمه بحديث النبي صلى الله عليه وسلم " لئن عشت ان شاء الله لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب فلا أدع الا مسلما"..

    ولقد يلاحظ ان السيد الصادق عندما يورد اسم النبي الكريم يعقبه ب (ص) اختصاراً للعبارة (صلى الله عليه وسلم)!! مع انه أورد عبارة (رضي الله عنه) بعد اسم عمر بن الخطاب !! وليس وقت السيد الصادق المهدي أو مساحة الورقة أو اي اعتبار اخر أهم من اثبات الصلاة اللفظية على النبي صلى الله عليه وسلم !!


    بدعة انتخاب (الإمام) !!

    لقد وقع السيد الصادق خطابه ب (الامام المنتخب) ، وهذه بدعة لا نظير لها !! فالامام ليس منصباً ادارياً يترشح له عدة أفراد ويطرحوا برامجهم وعلى اساس ذلك يتم انتخاب احدهم فيفوز ويسقط الآخر ، وانما هي مقام ديني روحي لا يخضع لأصوات المصوتين الذين هم بالضرورة أقل مرتبة دينية من الامام فلايجوز ان يكون مقامه عرضة لأهوائهم وافقوا أولم يوافقوا كما هو الحال في آلية الانتخابات !!

    ان البيعة التي تمت للسيد الصادق المهدي من جموع الانصار تحدد مهمة الامام وتدل على ان مثل هذا الشخص يتبع ولكن لا يمكن ان يكون عرضة للانتخاب ، فقد جاء فيها) بايعناك على بيعة الامام المؤسس الأول وخليفته وبيعة المؤسس الثاني وخليفته بايعناك على قطعيات الشريعة بايعناك على نهج الشورى وحقوق الانسان بايعناك على الطاعة المبصرة فيما يرضي الله ورسوله بايعناك على فلاح الدين وصلاح الآخرة نشهد الله والله خير الشاهدين) !![11] ومعلوم ان المؤسس الاول وهو الامام المهدي لم ينتخب ، وكذلك الخليفة عبد الله التعايشي !! ومعلوم ايضاً ان بيعة المهدي قامت على الجهاد لأنها قامت على قطعيات الشريعة التي من ضمنها الجهاد ، فعلى ماذا قامت بيعة الصادق؟! هل تقوم على (الجهاد المدني) و(حقوق الانسان) ؟! ان هذه لا تحتاج للطاعة لانها تحكم بالديمقراطية وهي التي تتم فيها الانتخابات ..

    ان الانفصام الذي يعاني منه السيد الصادق بين مقتضيات الحداثة وموروث الانصار التقليدي في الامامة هو الذي دفعه في مهمة التوفيق الصعبة الى هذه التناقضات المزرية ، التي اضطرب الحزب بسسببها وتأرجحت مواقفه بين الحكومة والمعارضة .. فمن اجل تماسك حزب الأمة لابد من شفاء السيد الصادق من هذا الانفصام الذي ما أورثه له الا محاولة تجميع اكبر عدد حوله ليضمن كرسي الحكم !!


    قضية الوطن وكرسي الحكم

    ان نظر السيد الصادق دائماً في كافة مواقفه وآراءه ، انما تلونه رغبته في كرسي الحكم ، الذي يشعر انه فقده قبل وقته بانقلاب الجبهة ، مع ان الانقلاب نفسه نتيجة وليس سبباً !! وانما فقد السيد الصادق الكرسي لعجزه المتصل الذي ساقه لحل حكومته ، وتشكيلها ثلاثة مرات ، وكان في كل مرة يعفي زملاءه الوزراء من مهامهم ويصفهم بالفشل ثم يستثني نفسه مع انه هو رئيسهم المباشر وكان أجدر بالاستقالة حين تفشل حكومته !!

    وحول النقاط المختلف عليها بالاضافة الى موضوع العاصمة القومية يقترح السيد الصادق ان تقوم الحكومة الانتقالية على اساس (ثنائي لمدة عامين مع تمثيل رمزي للقوى السياسية الأخرى لضمان نزاهة الانتخابات. وفي هذا الاثناء تتكون لجنة قومية للدستور لتضع الدستور القومي . وتجري انتخابات حرة عامة لتأتي بحكومة ديمقراطية مساءلة .)[12]

    فالسيد الصادق يقترح للحكومة الانتقالية عامين فقط !! فهو يريدها حكومة مشلولة بتضيق الوقت والاعداد للانتخابات ، حتى لا يتأخر عن الكرسي .. والاتفاق بين كافة القوي السياسية على تكوين هذه الحكومة وواجباتها لا يعطينا السيد الصادق له أكثر من ثلاثة اسابيع !! فيقول (لذلك ينبغي ان نعمل لابرام اتفاق شامل بين القوي الفكرية والسياسية والمدنية السودانية في فترة لا تتجاوز ثلاثة اسابيع من الآن)[13] !! فهل هذه العجلة أمر طبيعي أم انها انزعاج وهلع من اجل الاسراع الى كرسي الحكم ؟!

    ثم هو يعتقد ان (تقوم الحكومة الانتقالية على اساس ثنائي) ولكنه في نفس الصفحة يقول (ان امر السودان أهم من ان يترك لتفاوض ثنائي)!![14] فاذا كان التفاوض في امر السودان يجب الا يتم بين طرفين فكيف يريد السيد الصادق للحكومة الانتقالية التي في اثنائها يوضع الدستور ان تتكون على (اساس ثنائي) ؟!

    ان الحكومة الانتقالية، يجب ان تضم كافة القوى السياسية والنقابية ، وبعض الشخصيات الوطنية ، ولما كانت مهمتها الاساسية ، هي الاعداد لسودان جديد بالتمهيد الحقيقي للحكومة المنتخبة ، فان ذلك لن يتأتى الا بالاصلاح العاجل المباشر ، لما خربته حكومة الجبهة ، ولهذا فان الفترة الانتقالية يجب الا تقل عن سبعة سنوات .. تتجه فيها الحكومة الانتقالية للتركيز على فتح المنابر الحرة ، وتسخير وسائل الاعلام بصورة عادلة ، لكل الآراء والافكار ، حتى تتم توعية الشعب ، وتأهيله للانتخابات ، واعطاءه فرصة لمراقبة وتوجيه الحوار ، حول اعداد مسودة الدستور ..

    لقد جرب شعبنا الدكتاتوريات العسكرية والاسلامية ، كما جرب الديمقراطيات التي تقوم على مجرد التصويت والاغلبية ، وكان فشل هذه هو الذي يطمع الجيش في السلطة في كل مرة .. فلماذا لا نجرب الديمقراطية بعد التوعية والحوار ؟! ولماذا لا نتخذ فرصة الحكومة الانتقالية مناسبة لهذه التجربة التي ليس عنها مندوحة الآن قبل ان نكرر التجارب الفاشلة ؟!

    ان كل تجربة لا تورث حكمة تكرر نفسها !!



    د. عمر القراي


    ---------------------------

    [1] - منشور الصادق 7/6/2003
    [3] - المصدر السابق
    [4] -المصدر السابق
    [5] - المصدر السابق
    [6] -المصدر السابق
    [7] - تفسير ابن كثير – الجزء الأول ص 498
    [8] - راجع تاريخ الطبري
    [9] - محمود محمد طه (1967) الرسالة الثانية ص 142
    [10] - محمود محمد طه (1970) رسالة الصلاة ص84
    [11] - راجع الصحف السودانية في 19 /12/2002
    [12] -المصدر السابق
    [13] - المصدر السابق
    [14] - المصدر السابق

    http://www.alfikra.org/article_page_view_a.php?article_id=24&page_id=1
                  

07-31-2009, 04:47 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عبدالله عثمان)

    الاعلام والاقلام عند غير أهلها !!
    حول مقال الاستاذ كمال الجزولي الأخير عن السيد الصادق المهدي

    د. عمر القراى - 20 يناير 2003

    (... ستكتب شهادتهم ويسألون !!) صدق الله العظيم

    لقد اطلعت على مقال غريب ، تقرأه لأول وهلة ، فتظن ان كاتبه هو د. عمر نور الدائم ، أو السيد صلاح جلال ، الناطق الأعلامي باسم حزب الأمة !! فالمقال لم يتعرض بالتحليل للمواقف والأفكار التي اشار اليها ، ولم يقف عند الشذرات التي نصصها من هنا وهناك ، وكأنه ما كتب الا لمجرد الاشادة بالسيد الصادق المهدي ، والثناء عليه ، في محاولة لتلميعه ، لجولة قادمة من الحكم ، بعد ان تمت مبايعته أماماً للأنصار !!

    ولما كان المقال قد كتبه الاستاذ كمال الجزولي المحامي ، الكاتب الشيوعي المعروف ، فهو لا بد ان يكون مراهناً ، على ان السيد الصادق المهدي قد تغيّر ، وتحول من رئيس الوزراء الذي رفض قرار المحكمة العليا ، بابطال حل الحزب الشيوعي السوداني ، واصرّ على طرد النواب الشيوعيين ، من الجمعية التأسيسية ، الى " نموذج ديمقراطي يستحق ان يحتذى " !![1]

    ولكن الاستاذ كمال الجزولي لم يحدثنا بأن السيد الصادق قد تغيّر ، بل على العكس ، هو يريد لنا ان نقبل ان الحرص على الديمقراطية ، وممارستها ، والدفاع عنها ، وهو ديدن السيد الصادق المهدي أصلاً !! ولذلك فهو يقول " لا جدال في ان السيد الصادق ظل يبدي طال ما يربو على ربع القرن الماضي ثباتاً فكرياً محموداً في الدفاع عن الديمقراطية المعيارية والقيمية واجتهاداً فقهياً رفيعاً لتوطينها في قلب تربة الفكر السياسي الاسلامي"[2].

    واتجاه الحزب الشيوعي السوداني ، للاشادة بالسيد الصادق المهدي ، على غرابته ، ليس جديداً .. ولعل هذا الاتجاه الذي يفتقر للسند الايدولوجي ، ينطلق ايضاً من عقدة حل الحزب الشيوعي ، ودور السيد الصادق الاساسي فيها ، فقد كانت محاولة الشيوعيين تهدف الى ابعاد الصادق عن جماعة الاتجاه الاسلامي ، واغراؤه بالتقدمية والحداثة ، وذلك بالثناء عليه ، والاعلاء من الشعارات الزائفة ، التي يطلقها من حين الى آخر .. وكذلك جاءت اشادة الاستاذ محمد ابراهيم نقد بالسيد الصادق عقب الانتفاضة .

    غير ان السيد الصادق خذل الشيوعيين أكثر من مرة ، وتحالف بعد الانتفاضة مع الجبهة القومية الاسلامية !! وشرع بايعاز منها في اعداد قوانين اسلامية بديلة ، ورفض اتفاقية السلام ارضاء لها ، ثم عجز عن الحفاظ على السلطة وسلمها لها في يسر مريب !! ثم أدعى المعارضة للنظام ، وخرج من البلاد والتحق بالتجمع ، ثم خرج على التجمع ، ورجع مرة أخرى ، وهو يثني على نظام الجبهة الذي كان يعارضه ، ومن ذلك قوله " هذه أول مرة يقبل فيها نظام شمولي الآخر ويقبل الحوار الجاد والتعددية السياسية ويقبل ان المصير السوداني ليس حكراً على حزب السلطة وانما للسودانيين كلهم ..."[3] !! حدث كل ذلك في النصف الأخير ، من الحقبة التي قال الاستاذ كمال الجزولي ، ان السيد الصادق قد ظل فيها ثابتاً على مبدأ الديمقراطية !!

    ومع ان استراتيجية الشيوعيين ، لاستقطاب السيد الصادق ، أو تحييده على أسوأ الفروض ، قد فشلت مراراً ، الا انها كانت تنطلق من تصور سياسي عام ، وموازنات ، ربما أدى اليها الحراك السياسي المضطرب ، والتخبط الذي كثيراً ما صاحب حركة الشيوعيين ومواقفهم .. ومع ذلك لم يقل الحزب الشيوعي ، ما قاله الاستاذ كمال الجزولي عن السيد الصادق ، مثل "وقد كان للرجل في ذلك دائماً من قوة السند وبهاء الحجة ما بوأه مكانة عليّة بين أبرز مفكري العقلانية الاسلامية في المنطقة "[4]

    وليس السيد الصادق المهدي في نظر الاستاذ كمال الجزولي ، ديمقراطي عريق ، ومفكر اسلامي مجتهد فحسب ، بل هو ما نحتاجه نحن المسلمين ، ليفتح أبصارنا وبصائرنا ، ويصلح ديننا ودنيانا !! فان لم تصدق هذا فأقرأ قول الاستاذ كمال الجزولي " وبخاصة تجاه فقيه ومفكر في قامة السيد الصادق تراكم بسبب ادائه العملي حزبياً وحكومياً ضباب متكاثف من السياسة السياسوية كما في المصطلح الفرنسي بين كثير من الناس وبين كثير من اجتهاداته في مجال الفكر السياسي الاسلامي والتي نعدها من أحوج ما تحتاجه الجماعة المستعربة المسلمة في بلادنا لتفتح بها وبأمثالها ما كان يستغلق نهائياً أمام أبصارها وبصائرها من مسالك تفضي لاصلاح دينها ودنياها " !![5]

    لقد سمع السيد الصادق المهدي ، الكثير من مثل هذا الثناء من أتباعه ومريديه ، وطلاب التقرب والتزلف له ، حتى أوهم في نفسه ، وظن انه هو المخلص "المنتظر" ألم يكتب في كتابه " يسألونك عن المهدية" ان حركة المهدية كانت حركة "قيادة ملهمة" واننا نحتاج الى مثل هذه القيادة من اجل الصحوة الاسلامية ؟! بل ان الاستاذ كمال الجزولي نفسه يحدثنا عن هذا الاتجاه لدى اتباع السيد الصادق فيقول في مقال آخر " ويرى الكاتب حسن اسماعيل رمزية خاصة في التطابق من زاوية نظره ليس فقط في السلوكيات والأخلاق والمثل على حد تعبيره بين امام الحركة المهدوية الحديثة السيد الصادق المهدي وبين نبي الله عيسى عليه السلام ، بل حتى في تاريخ ميلادهما في 25 ديسمبر! وهو الأمر الذي يبدي الشيخ عبد المحمود أبو امام مسجد الانصار حرصاً خاصاً على التذكير به كلما صعد المنبر ليهنئ الناس بهذه المناسبة "[6] !!

    وبمثل هذا الثناء على زعمائها ، دعمت الطائفية سلطانها ، واستغلت اتباعها البسطاء من العمال والمزارعين ، وكافة الطبقات الكادحة ، التي لا شك ان ثناء شيوعي قديم ، مثل الاستاذ كمال الجزولي، على طائفي عريق ، مثل السيد الصادق المهدي ، سيصيبها بخيبة أمل ، ويحط من آمالها وأحلامها ..

    ان أهمية حديث الاستاذ كمال الجزولي ، تنبع من انه ليس من حزب الأمة ، مما يوهم بعض القراء ، بانه شخصية محايدة ، وان حديثه هذا ربما كان صواباً ، وهنا تكمن خطورة الحديث ، ومبلغ أثره في تضليل الرأي العام .. ومهما تكن دوافع الاستاذ كمال الجزولي الشخصية ، من اشادته بالسيد الصادق ، فان ما يعنيني هنا هو انها لم تقم على مجرد الاعجاب الذاتي ، وانما تبنى الكاتب بسببها ، الاطروحات الخاطئة التي يصرح بها السيد الصادق ، حول مفاهيم مهمة مثل الاجتهاد و الشورى والديمقراطية في الاسلام ..

    ان غاية هذا المقال المطول ، هي ابراز الاجتهاد الحقيقي ، الوحيد ، القادر على بعث الاسلام في المستوى الذي يمكن ان تقام به الحكومة الديمقراطية ، وهو ليصل الى هذه الغاية لا بد ان يوضح النقيض ، وهو هنا فهم السيد الصادق للديمقراطية وممارسته لها.. ولئن نقد المقال الاستاذ كمال الجزولي ، وغيره من الذين امتدحوا السيد الصادق ، فانه لا يفعل ذلك بغرض النيل منهم ، وانما لان تأييد السيد الصادق ، واعانته على الوصول للسلطة مرة، أخرى ، بعد كل الفشل الذي لازمه ، وكل تحالفاته مع الجبهة الاسلامية ، عمل فيه تضليل للشعب ، وخيانة لامانة الثقافة ، ومسئولية القلم ..



    الصادق والأجتهاد

    لقد اجمع الفقهاء الاوائل ، وتبعهم سائر المحدثين ، على انه لا أجتهاد مع وجود النص ، وحيث اراد بعضهم التوسيع في هذه القاعدة ، المتوارثة المحكمة ، عيّنوا النص المقصود بان يكون قطعي الورود والدلالة .. ولهذا استقر أمرهم ، على انه لا يجوز الاجتهاد ، في حكم جاء في القرآن ، في آية صريحة القصد ، وواضحة المعنى .. كما لا يجوز الاجتهاد ، في حكم جاء به حديث نبوي ، ثابت الورود باسانيدهم المعهودة .. فأغلقوا بذلك باب الاجتهاد فيما ورد فيه نص ، وفتحوه فيما لم يرد فيه نص ..

    والسيد الصادق المهدي ، لم يخرج على هذا الفهم ، في كل ما كتب .. فقد جاء في حديث الاستاذ كمال الجزولي " ويبدي الرجل كذلك قدراً كبيراً من الاستنارة باستناده الى رأي الأمام الفخر الرازي في انعقاد العصمة لجملة الأمة ، لكي يعقد السيادة للشعب ، ويحعل المرجعية لهيئاته المنتخبة انتخاباً حراً في تقرير كل شئ بما في ذلك فهم (النصوص) غير القطعية وتحديد رأي الدين في المستجدات". [7] ولقد كرر السيد الصادق هذا الرأي عدة مرات ، ومن ذلك قوله " ان الدين جزء لا يتجزأ من الحياة ولا يمكن ان يطرد من الحياة وهو في كل جوانب الحياة ولكن مع الالتزام بالقطعيات أي قطعيات الوحي التي هي محددة للغاية أما بقية المبادئ والاسس والتشريعات الاسلامية الى آخره فهي مفتوحة للاجتهاد بحيث تقبل الصياغة الاجتهادية لتلائم ظروف الزمان والمكان وهذا ما نسميه اتجاه الصحوة الاسلامية ".[8]

    فالصادق المهدي ، اذاً ، يدعو للاجتهاد في كل شئ ، ما عدا "النصوص القطعية" ، وهو يدعو الى الالتزام ب "قطعيات الوحي" والاجتهاد فيما عداها .. هذا هو رأي السيد الصادق ، وهو به لا يمكن ان يوصف بالاستنارة ، لأن النصوص القطعية ، التي لا يريد الاجتهاد فيها ، ويدعو للالتزام بها ، انما تقوم عليها جملة أحكام الشريعة ، التي تجاوزها العصر ، والتي تواجه علماء المسلمين اليوم ، بالتحدي لانها تقف عقبة أمام عودة الاسلام ، ليواكب حياة الناس ..

    فمن النصوص القطعية قتال المشركين ، لقوله تعالى " فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا واقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم " .. جاء في تفسير هذه الآية " فاقتلوا المشركبن حيث وجدتموهم ، اي من الأرض ، وهذا عام والمشهور تخصيصه بتحريم القتال في الحرم ... قوله وخذوهم أي آسروهم ان شئتم قتلاً وان شئتم أسراً ، قوله واقعدوا لهم كل مرصد أي لا تكتفوا بمجرد وجدانكم لهم ، بل أقصدوهم بالحصار في معاقلهم ، وحصونهم والرصد في طرقهم ومساكنهم حتى تضيقوا عليهم الواسع وتضطروهم الى القتل أو الاسلام. ولهذا قال فان تابوا واقاموا الصلاة وآتوا الزكاة ، فخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم .. ولهذا أعتمد الصديق رضي الله عنه في قتال ما نعي الزكاة على هذه الآية الكريمة وأمثالها، حيث حرمت قتالهم بشرط هذه الافعال وهي الدخول في الاسلام والقيام باداء واجباته .. وقد جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال : امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ... قال سفيان ابن عيينة قال علىبن ابي طالب رضي الله عنه بعث النبي صلى الله عليه وسلم بـأربعة أسياف : سيف في المشركين من العرب ، قال تعالى " فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم" وأظن السيف الثاني هو قتال أهل الكتاب لقوله تعالى " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ماحرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب" والسيف الثالث في المنافقين في قوله " ياايها النبي جاهد الكفار والمنافقين " والرابع في قتال الباغين في قوله " وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ الى أمر الله "[9]

    ومن النصوص القطعية الأمر بقتال أهل الكتاب لقوله تعالى " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرموت ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" جاء في تفسير هذه الآية " هذه الآية الكريمة أول الامر بقتال أهل الكتاب بعدما تمهدت أمور المشركين ودخل الناس في دين الله أفواجاً واستقامت جزيرة العرب. أمر الله رسوله بقتال أهل الكتابين اليهود والنصارى وكان ذلك سنة تسع ولهذا تجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم لقتال الروم ودعا الناس الى ذلك واظهره لهم ... قوله : حتى يعطوا الجزية أي ان لم يسلموا ، عن يد أي عن قهر وغلبة ، وهم صاغرون أي ذليلون حقيرون مهانون فلهذا لا يجوز اعزاز أهل الذمة ولا رفعهم على المسلمين ، بل هم أذلاء صغرة أشقياء. كما جاء في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام واذا لقيتم احدهم في طريق فاضطروهم الى أضيقه . ولهذا اشترط عليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه تلك الشروط المعروفة في اذلالهم وتصغيرهم وتحقيرهم".[10]

    وينتج عن الجهاد ، سواء ان كان قتالاً للمشركين ، أو لأهل الكتاب ان يصبح الاسرى رقيقاً ، والرق ايضاً قد ورد بنصوص قطعية منها قوله تعالى " يا ايها الذين آمنوا اذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى اذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما من بعد واما فداء حتى تضع الحرب اوزارها" .. جاء في تفسير الآية " اذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ، أي اذا واجهتموهم فاحصدوهم حصداً بالسيوف ، حتى اذا اثخنتموهم ، أي اهلكتموهم قتلاً ، فشدوا الوثاق الاسارى الذين تأسرونهم ، ثم انتم بعد انقضاء الحرب وانفصال المعركة مخيرون في أمرهم ، ان شئتم مننتم عليهم فاطلقتم اسارهم مجاناً ، وان شئتم فاديتموهم بمال تأخذونه منهم "[11] .. فاذا لم يستطع الاسير جمع المال الذي يفدي به نفسه ، ولم يشأ صاحبه ان يطلقه لوجه الله ، بقى رقيقاً !!

    كل هذه الأحكام ، وما يترتب عليها ، من معاملات جاءت بنصوص قطعية ، فما سيفعل السيد الصادق بها؟ فان ابقاها والتزم بها، فان هذا يعني قتال الوثنين ، والمسيحيين ، من المواطنين السودانيين واسترقاقهم ، مما يهزم كافة دعاوى الديمقراطية ، وحقوق المواطنة التي يتحدث السيد الصادق عنها كثيراً !! أما اذا كان السيد الصادق المهدي يرى ان هذه الأحكام لا تتفق مع حقوق الانسان ، ولا حقوق المواطنة ، ويجب الاجتهاد فيها لتغييرها ، فقد دعا من حيث لا يريد الى الاجتهاد في نصوص قطعية ، وهو ما ظل يرفضه في كافة احاديثه !!

    ان رأي الفقهاء ، القائل بان لا أجتهاد مع النص ، رأي خاطئ .. وخطأه انما يجئ من ان الأمور التي لم يرد فيها نص ، لا أهمية لها عند الله ، فلو كانت مهمة ، لانزل فيها نصاً صريحاً .. فلا يصح عقلاً ،ان نجتهد في أمور لا أهمية لها ، ونترك الامور المهمة ، التي وردت فيها النصوص بلا اجتهاد !! هذا الخطأ المتوارث ، الذي تناقله الفقهاء عبر العصور ، هو ما جعل المسلمين ، يكتبون الاف المصنفات ، من الحواشي والمتون ، في امور هامشية ، لا قيمة لها ، ويعجزون عن مواجهة النصوص القطعية ، بالاجتهاد المناسب ، الذي يتجاوزأحكامها الى أحكام غيرها ، ادخل في عمق الدين ، وأقدر على مواكبة العصر، وانفع لحياة الناس ..

    وانما يتم الاجتهاد المواجه للنصوص ، بمعرفة الحكمة وراء النص ، وتجاوز النص الفرعي ، الذي خدم غرضه حتى استنفده ، الى النص الاصلي ، الذي كان في الماضي منسوخاً ، لقصور طاقة وحاجة المجتمع يومذاك عن شأوه ، وادخاره بهذا النسخ ، حتى يحين حينه ، ويجئ مجتمعه .. والأنتقال من آيات الفروع ، الى آيات الاصول ، هو ما أسماه الاستاذ محمود محمد طه ، تطوير التشريع الاسلامي ، ورهن به عودة الاسلام ، في حياة الناس ، من جديد .. فاحكام الشريعة الاسلامية ، التي قامت على فروع القرآن ، والتي يدعو لها الدعاة الاسلاميون اليوم ، قد كانت مناسبة ، تماماً ، لحل مشاكل مجتمع القرن السابع الميلادي ، والمجتمعات التي تلته ، مما هي مثله .. ولكنها غير قادرة ، على حل مشاكل هذا القرن ، والقرون اللاحقة ، للاختلاف الشاسع في مستوى تطور المجتمعات ، وكبر طاقات المجتمع ، المعاصر ، الفردية والجماعية ، اذا ما قورن بالمجتمع الماضي ..

    وحتى تتضح هذه المسألة ، يسوق الاستاذ محمود ، مثلاً لاختلاف الشرائع بسبب اختلاف مستويات الامم ، بان تزويج الأخ من أخته ، قد كان شريعة اسلامية ، على عهد آدم عليه السلام .. ولكنه عندما جاء محمد صلى الله عليه وسلم ، أصبح الحلال في تلك الشريعة ، حراماً في هذه ، بل شمل التحريم ما هو ابعد من الاخت ، كالخالة والعمة وغيرها .. يقول الاستاذ محمود " فاذا كان هذا الأختلاف الشاسع بين الشريعتين ، سببه أختلاف مستويات الأمم ، وهو من غير أدنى ريب كذلك ، فان من الخطأ الشنيع ان يظن انسان ، ان الشريعة الأسلامية في القرن السابع، تصلح بكل تفاصيلها في القرن العشرين ، ذلك بان أختلاف مستوى مجتمع القرن السابع ، عن مستوى القرن القرن العشرين ، أمر لا يقبل المقارنه ، ولا يحتاج العارف ليفصل فيه تفصيلاً ، وانما هو يتحدث عن نفسه ، فيصبح الامر عندنا امام احدى خصلتين: أما ان يكون الاسلام ، كما جاء به المعصوم ، بين دفتي المصحف ، قادراً على استيعاب طاقات مجتمع القرن العشرين ، فيتولى توجيهه في مضمار التشريع ، وفي مضمار الأخلاق ، واما ان تكون قدرته قد نفدت ، وتوقفت عند حد تنظيم مجتمع القرن السابع ، والمجتمعات التي تلته مما هي مثله ، فيكون على بشرية القرن العشرين ، ان تخرج عنه ، وتلتمس حل مشاكلها في فاسفات أخريات ، وهذا ما لا يقول به مسلم .. ومع ذلك فان المسلمين غير واعين ، بضرورة تطوير الشريعة .. هم يظنون ان مشاكل القرن العشرين ، يمكن ان يستوعبها ، وينهض بحلها ، نفس التشريع الذي استوعب ، ونهض بحل مشاكل القرن السابع ، وذلك جهل مفضوح".[12]


    الصادق ومفهوم الديمقراطية

    يقول الاستاذ كمال الجزولي " غير ان السيد الصادق بدأ ينتقل فيما يلاحظ منذ حين من مجرد الاقتصار على المعالجة النظرية لقضية الديمقراطية في حدودها المعيارية والقيمية على خلفية المبادئ والمثل السياسية والاخلاقية العامة التي جاء بها الاسلام ليتناولها بتركيز وكثافة أكثر، في اشكالها التطبيقية الملموسة وليعالج مسالة قدرتها على البقاء في وجه مهدداتها " !!

    أما انا ، فأرى ان السيد الصادق المهدي ، لم يستوعب مفهوم الديمقراطية ، وهذا هو السبب الاساسي في عجزه المتصل عن ممارستها ، ومن ثم الفشل الذي صاحب الحكومات التي كان على رأسها ، ثم التسلط على اعضاء حزبه مما سنناقشه لا حقاً .. وآية عدم فهمه للديمقراطية ، تتجلى في خلطه الموبق بين الديمقراطية والشورى، ووصفه لمنهجه ب "الصحويين الذين صالحوا الشورى والديمقراطية، على حد تعبير الورقة "[13] ..

    فالشورى ليست نظام حكم ، وانما هي ميكانيكية مساعدة لنظام الخلافة ، تلطفه ، وتهذبه ، حتى لا يصبح دكتاتورية سافرة ، بل يكون نظام وصاية الفرد الرشيد على القصر .. فالخليفة الحاكم يختار مجموعة ممن حوله سماها الفقهاء مؤخراً (أهل الحل والعقد) يشاورهم في أمور الدولة ، فيستانس برأيهم ، ولكنه يملك ان يخالفهم ، فليست المشاورة بملزمة .. فبالرغم من الشورى ، يظل نظام الخلافة حكم فرد ، وهو لهذا يتناقض تماماً مع الديمقراطية . . وآية الشورى من الكتاب قوله تعالى " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين " جاء في تفسير هذه الآية "يعني فتجاوز يا محمد عن اتباعك واصحابك من المؤمنين بك وبما جئت به من عندي ما نالك من اذاهم ومكروه في نفسك واستغفر لهم وادع ربك لهم بالمغفرة ...وقوله وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله ، امر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم ان يشاور اصحابه في الامور وهو ياتيه الوحي من السماء لأنه اطيب لأنفس القوم ... حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة عن ابن اسحق وشاورهم في الامر اي لتريهم انك تسمع منهم وتستعين بهم وان كنت عنهم غنياً تؤلفهم بذلك على دينهم .. واما قوله فاذا عزمت فتوكل على الله فانه يعني اذا صح عزمك تثبيتنا اياك وتسديدنا لك فيما نابك وحزبك من امر دينك ودنياك فأمض لما امرناك به على ما أمرناك به وافق ذلك آراء أصحابك وما أشاروا به عليك أو خالفها وتوكل فيما تأتي من أمورك وتدع وتحاور أو تزاول عل ربك فثق به في كل ذلك وارضى بقضائه في جميعه دون آراء سائر خلقه ومعونتهم ..."[14]

    ولقد كان النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، يشاور اصحابه ، ثم يوافقهم كثيراً ، ويخالفهم أحياناً .. فقد نزل عند رأيهم في غزوة أحد ، وخالفهم حين قبل شروط صلح الحديبية ، وكان في كل ذلك ، يربيهم تربية الأحرار ، يشعرهم بقيمتهم ، وكرامتهم ، ويؤهلهم بقاعدة التربية الفردية ، للديمقراطية ، التي لم يحن حينها في ذلك الوقت .. ولقد حاول الأصحاب ، ما وسعهم الوسع ، ان يسيروا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقامت الخلافة الراشدة ، كحكم فرد ، تدعمه سلطة دينية ، وهو ما يعرف الآن بالنظام الثيوقراطي .. فلم يحدث ان تم لخليفة انتخاب .. فأبوبكر الصدّيق رضي الله عنه ، اختاروه يوم السقيفة ،على خلاف بين المهاجرين والانصار ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان قد قدمه حين كان مريضاُ ، فصلى بالناس فقال بعضهم " رضيه رسول الله لديننا أفلا نرضاه نحن لدنيانا ؟! " .. ولم يشارك كل أهل المدينة في أختيار أبي بكر ، ولم تشارك فيه الامصار ، ومع ذلك بايع كثير من الناس أبابكر ، بعد ان أصبح خليفة .. ولقد مارس ابوبكر الشورى ، تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فشاور أصحابه في قتال مانعي الزكاة، فأشاروا عليه بعدم القتال ، فخالفهم وقال " والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه"!! ولو كان حاكم المسلمين ، ملزم برأي الأغلبية ، لما قامت حروب الردّة .. ولم يعط ابوبكر الناس الفرصة التي أعطاهم لها النبي صلى الله عليه وسلم ، بل جعل عليهم عمر بن الخطاب وامرهم ان يسمعوا له ويطيعوا ..

    ولقد كانت الوصاية في عهد عمر أظهر منها في عهد ابي بكر ، فقد كان يشاور كثيراً،ً ويخالف كثيراً .. وحين طعن أوصى ان يختار الناس بين ستة هم علي بن أبي طالب ، وعثمان بن عفان ، والزبير بن العوام ، وعبدالرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله وسعد بن ابي وقاص ، وقال لوكان ابو عبيدة بن الجراح موجوداً لوليته ، ولو كان سالم مولى حذيفة موجوداً لوليته !! وهكذا بقرار من الحاكم ، حرمت الرعية كلها ، ما عدا ستة اشخاص ، من مجرد الترشيح للرئاسة !! ولم يطعن أحد في خلافة عمر أو وصيته ، لانها كانت متسقة تماماً ، مع النظام الأسلامي الذي يقوم على وصاية الفرد الرشيد ، ولكنها بطبيعة الحال لا تتفق مع الديمقراطية .. " وما من شك في ان النظام الذي وضعه للشورى قد كان نظاماً لا يخلو من نقص ، ولعله لا يخلو من نقص شديد ، وأول ما نلا حظه على هذا النظام ضيق مجلس الشورى ... ولم يكد المشيرون يجتمعون حتى تبينوا الآفة الخطيرة التي كانت توشك ان تذهب بمجلسهم غير مذهب ، وهي ان ستة منهم كانوا مشيرين ، وكانوا جميعاً مرشحين للخلافة ، فلم يكن لهم بد من أن يحملوا أنفسهم على ما لم تتعود النفوس ان تحمل عليه ، لا لانهم كانوا يؤثرون انفسهم بالسلطان حباً للسلطان وحده ، بل لانهم كانوا يؤثرون انفسهم بالسلطان نصحاً للاسلام والمسلمين ... ولو قد وسع عمر مجلس الشورى وأكثر فيه من أمثال عبد الله بن عمر من اولئك الذين يحضرون الشورى ولا يشاركون فيها ولا يكون لهم من الأمر شئ لكان من الممكن الا يتعرض مجلس الشورى لما تعرض له من الشك والأختلاف ... ولم يخطر لعمر رحمه الله ولم يخطر للمسلمين من بعده ان الانصار كانوا خليقين ان يشهدوا الشورى ، وان يكون لهم ان يقولوا رأيهم ويشاركوا في الاختيار بين المرشحين ... وآفة اخرى نراها في تنظيم الشورى على هذا النحو ، وهي ان سلطان المشيرين كان سلطاناً موقوتاً حدد له عمر ثلاثة أيام وقبل المسلمون منه هذا التحديد ، وكان من الطبيعي ان يختاروا من بينهم رجلاً وان يستخلفوه ، وان يبايعه من حضر من المسلمين ، وان يكتب ببيعته الى الامصار ، أو بعبارة أدق ، ان يكتب هو ببيعته الى الامصار وينفذ فيها أمره ونهيه بحق الخلافة التي استمدها من هؤلاء الذين بايعوه.

    ومعنى هذا كله ان أهل المدينة كانوا وحدهم بمقتضى هذا النظام هم الذين اذا بايعوا الزموا المسلمين في جميع أقطار الارض ، وعلة ذلك ان المدينة كانت مستقر أصحاب النبي من المهاجرين والانصار ومواطن أهل الحل والعقد ... ولو قد وسع مجلس الشورى أولاً وجعل نظاماً دائماً بعد ذلك ، بحيث يصبح مجلس مراقبة للامام في عمله من جهة ، ومجلس اختيار للائمة كلما احتاج المسلمون الى اختيار الامام من جهة أخرى ، لكان المسلمون قد سبقواالى النظام البرلماني ..."[15] وحتى لو كان مجلس الشورى موسعاً ، كما أقترح د. طه حسين ، فانه لا يقرب من النظام البرلماني ، ما دام الخليفة نفسه ، لم ينتخب ، ومجلس الشورى لم ينتخب ، من كافة مواطني الدولة ، المؤهلين ، والراغبين في الاقتراع ..

    ولقد أختار عبد الرحمن بن عوف ، عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وعقدت له البيعة من المسلمين الحاضرين في المدينة ، فأصبح خليفة المسلمين ، على جميع الأرض التي كانت تحت سلطانهم .. ولقد خالف كثير من الاصحاب والتابعين وعامة أهل المدينة عثماناً ، وخرجوا عليه يوما ، يطالبونه بالتنحي عن الحكم ، فرفض التنحي ، وقال " والله لا اخلع ثوباً البسنيه الله " !! فهو يعلم ان الجماهير لم تنتخبه ، فلا حق لها في مطالبته بالتنحي ، ولما اشتد السخط العام عليه ، اضطر معارضوه لقتله للخلاص منه ..[16]

    أما علي بن ابي طالب رضي الله عنه ، فقد بايعه أهل المدينة ، بعد مقتل عثمان ، وتذرع معاوية بدم عثمان ورفض بيعة علي ، فتجهز علي لمحاربته ، بغرض اجباره ومن معه على البيعة .. ووقعت الفتنة ، التي قتل فيها كثير من المسلمين ، وحين آل الأمر لمعاوية ، حول الخلافة الي ملك متوارث فخرج بها عن جادة الدين ..

    ان نظام الحكم ، في الشريعة الاسلامية ، هو نظام الخلافة .. وهو نظام ثيوقراطي ، يستمد فيه الحاكم ، حق الولاء من سند ديني ، ويجمع فيه كل السلطات في يده ، وما الشورى الا احدى المؤسسات ، التي تدعم نظام الخلافة ، وتحول بينه وبين التسلط .. وغرض الشورى ، هو اشعار الناس بقيمتهم ، وتعليمهم بالمشاركة بالرأي .. ومجلس اهل الحل والعقد ، ليس سلطة تنفيذية موازية لسطة الخليفة .. اما في النظام الديمقراطي ، فالحاكم لا بد ان ينتخب ، ثم هو لا يستطيع مخالفة الاجهزة التي تقاسمه السلطة ، وهي مستقلة عنه ، كالمجلس التشريعي ، والهيئة القضائية، فان اختلف معها ، رجع الى الدستور ، الذي يخضع له الحاكم والمحكوم .. ولهذا يقسم الحاكم ، بعد انتخابه ، بالولاء للدستور .. ولما كان الدستور ، يمثل قيم الامة العليا ، فكأن الحاكم يتعهد بان ينفذ ، كل ما يحقق مصلحة الامة ، كما عبر عنها دستورها .. ولكن في نظام الخلافة ، تاتي البيعة ، بعد اختيار الحاكم ، وفي البيعة نجد الجماهير هي التي تتعهد بالولاء للحاكم ، او الزعيم ، فهو صاحب السلطة ، والجماهير صاحبة الولاء والطاعة ..

    ولقد نقلت الصحف مؤخراً بيعة مؤتمر الانصار المنعقد في 19-21 ديسمبر الماضي للسيد الصادق المهدي ونصها : " بايعناك على بيعة الامام المؤسس الأول وخليفته وبيعة المؤسس الثاني وخليفته بايعناك على قطعيات الشريعة بايعناك على نهج الشورى وحقوق الانسان بايعناك على الطاعة المبصرة فيما يرضي الله ورسوله بايعناك على فلاح الدنيا وصلاح الآخرة نشهد الله على ذلك والله خير الشاهدين " !! فما ظن الاستاذ كمال الجزولي بهذه البيعة ؟! وما هو موقعها من الديمقراطية "المعيارية" و " التطبيقية" التي زعم ان السيد الصادق قد غرسها في تربة الفكر السياسي الاسلامي ؟!

    ان قبول السيد الصادق ، للبيعة ، انما يدل على مبلغ مفارقته للديمقراطية .. اكثر من ذلك ، ان هذه البيعة قد تمت على بيعة الامام المهدي ، التي قامت على الجهاد ، فقبولها بهذه الصيغة ، يعني قبول الجهاد وتبعاته .. وكل ذلك يتناقض تناقضاً بيّناً مع حقوق الانسان ، التي نصت عليها هذه البيعة العجيبة !! ولئن جاز هذا الأمر ، على البسطاء من جموع الانصار ، وقبله السيد الصادق المهدي ، لطمعه المعهود في الامامة والزعامة ، فانه ما كان ينبغي ان يجوز على رجل قانوني ، مثل الاستاذ كمال الجزولي ، يعرف بداهة ان الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، قد اعطى كل انسان حرية الاعتقاد ، وان حركات الجهاد سوى ان كانت المهدية أو غيرها ، قد صادرت هذا الحق بحد السيف !!

    ومما لا يفهمه السيد الصادق ، من أمر الديمقراطية ، هو انها توجد في أصول القرآن ، وان لم توجد في فروعه .. فقوله تعالى " فذكر انما انت مذكر * لست عليهم بمسيطر" هو الذي يمكن ان يتم منه التشريع الديمقراطي .. ذلك ان الآية تنهى النبي الكريم ، على سماحة خلقه ، من السيطرة على الناس .. وهي بذلك ، تدعو لرفع سيطرة الفرد عن الجماعة ، وانت لا تستطيع ان ترفع السيطرة عن الجماعة ، الا اذا اشركت الجماعة في الحكم ، فحكمت نفسها بنفسها ، واصبحت هي صاحبة السيادة ، والسلطة في ادارة شئون نفسها ، وهذه هي الديمقراطية .. ومع ان هاتين الآيتين ، من الاصول ، الا انهما منسوختان بآيات الوصاية ، ومنها آية السيف في حق المشركين ، وآية الشورى في حق المؤمنين.. فآية السيف صادرت حق الحياة للكافر ، بسبب كفره ، وآية الشورى صادرت حق الامة ، في حكم نفسها ، وجعلت عليها صياً يشاورها ، ويملك ان يخالفها ، وهو خليفة المسلمين..

    فاذا دعا السيد الصادق المهدي ، الى الديمقراطية ، فهو يدعو الى بعث القرآن المنسوخ ، وهذا ما تقوم عليه فكرة تطوير التشريع الاسلامي .. لقد قال السيد الصادق " علينا ان نقرأ القرآن بتدبر وان هناك اعتبار للآخر ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة "[17] ولقد عقبت على ذلك ، في مقال سابق ، عن السيد الصادق بقولي : وهنا مربط الفرس ، ذلك ان هذه الآية ، ومثيلاتها مثل قوله تعالى " وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" قد نسخت بآية السيف ، كما ذكر سائر المفسرين ، وكما دل الواقع ، حيث انها لو كانت محكمة ، لما تمت أي ممارسة للجهاد .. فاذا دعا السيد الصادق المهدي ، الى بعث القرآن المنسوخ ، فقد وفق للحل الامثل ، وتبقى اشكالية بسيطة، ولكنها عظيمة ، لدى السيد الصادق ، وهي ان هذا الفهم ، قد طرحه الاستاذ محمود محمد طه قبل خمسين عاما ،ً فاذا وافق عليه السيد الصادق اليوم ، ثم اتقن فهمه ، فسيكون تلميذا وليس زعيماً !!


    الصادق وممارسة الديمقراطية

    اما من حيث الممارسة ، فقد كان السيد الصادق ، من ابعد الناس عن الديمقراطية .. فهو قد دخل الحياة السياسية بمفارقة للديمقراطية ، حيث تنازل له أحد اتباعه ، من الدائرة التي فاز فيها !! ثم عندما كان رئيساً للوزراء ، عام 1965 عدلت حكومته الدستور ، لتتمكن من حل الحزب الشيوعي السوداني ، وطرد نوابه المنتخبين ، وحين حكمت المحكمة العليا ، بعدم دستورية التعديل[18] رفض رئيس الوزراء السيد الصادق المهدي قرار المحكمة العليا بقوله " ان الحكومة غير ملزمة بان تأخذ بالحكم القضائي الخاص بالقضية الدستورية "[19] مما جعل السيد بابكر عوض الله رئيس القضاء يستقيل من منصبه وقد جاء في استقالته " انني لم اشهد في كل حياتي القضائية اتجاهاُ نحو التحقير من شأن القضاء والنيل من استقلاله كما ارى اليوم ... انني أعلم بكل اسف تلك الاتجاهات الخطيرةعند قادة الحكم اليوم ، لا للحد من سلطات القضاء في الدستور فحسب بل لوضعه تحن اشراف السلطة التنفيذية .."[20]

    وحين عارض السيد الصادق المهدي ، نظام مايو ، أدعّى انه يرفض مبدئياً نظام الحزب الواحد ، ويرفض النظم العسكرية لانها غير شرعية .. ولقد قاد حزبه ، الغزو من الخارج عام 1976 ، ولكنه صالح مايو عام 1977 وقبل ان تجف دماء اتباعه ، الذين قتلوا في الغزو الذي قام به ، ونسى ادعاؤه الحرص على التعددية الحزبية ، ودخل الاتحاد الاشتراكي ، وادى قسم الولاء لثورة مايو الظافرة !!

    وبعد ان سقط نظام نميري ، صرح السيد الصادق ، بان قوانين سبتمبر ، لا تساوي المداد الذ ي كتبت به .. فظن الناس انه سوف يلغيها ، بمجرد وصوله للسلطة ، وحين وصل الى السلطة لم يلغها ، بل ائتلف مع الجبهة الاسلامية القومية ، التي كانت اكبر من دعم تلك القوانين ، واشاد بها ، واقام ماسماه حكومة الوفاق الوطني عام 1988 والتي عين الترابي وزيراً للعدل فيها.. ثم قام بتكوين لجنة ، لتأتي بقوانين اسلامية بديلة ، ولم يحفل باعتراض الجنوبين ، وانسحابهم من الجمعية التأسيسية ، بل رفض اتفاقية السلام ، التي تمت بين السيد محمد عثمان الميرغني ود. جون قرنق ، واستمر في تصعيد الحرب في الجنوب .. ولما قامت مجموعة من اساتذة جامعة الخرطوم ، بمقابلة وفد من حركة د. جون قرنق ، في أمبو باثيوبيا للحوار معه ، حول موضوع السلام ، قامت حكومة السيد الصادق باعتقالهم ، واتهمهم الناطق الرسمي باسم الحكومة ، آنذاك ، السيد مبارك الفاضل بالخيانة !!

    ولقد قامت حكومة الصادق ، بتسليح قبائل الرزيقات ، لضمان الولاء لحزب الامة.. فاستقلت تلك القبائل ، هذا الوضع ، واغارت على القبائل الجنوبية ، فقتلت ، وشردت ، واسترقت .. وحين كتب الاستاذان د. عشاري و د. بلدو، عن هذه الماساة ، التي حدثت في نظام ديمقراطي كتابهما " مذبحة الضعين " ، اعتقلتهما حكومة السيد الصادق ، لتنفي هذه الحوادث المؤسفة ..

    وحين حدث انقلاب الجبهة الاسلامية ، ادعى السيد الصادق انه مع المعارضة ، ثم لحق بعد فترة بالتجمع .. ولكنه ما لبث ان أختلف مع التجمع، واخذ يصرح باقوال يمهد بها للعودة للبلاد ، والتفاهم مع النظام .. ومن ذلك قوله " هذه أول مرة يقبل فيها نظام شمولي الآخر ويقبل الحوار الجاد والتعددية السياسية. "[21] وكما خان السيد الصادق اتباعه الذين ماتوا في الغزو عام ،1976 بدخوله في النظام الذي ضحوا بارواحهم لازالته ، دون ان يغير ذلك النظام طبيعته ، خان الذين ضحوا بالتغرب في ارتيريا ، حين اشاد بالنظام الذي شردهم ، ثم لم يعط اسرهم شئ من مال الحزب ، مما جعلهم يعتدون بالضرب ، على د. عمر نور الدائم !!

    وحين سئل عن خلافه مع السيد بكري عديل قال السيد الصادق " وقد رأت الهيئة ان بكري عديل تعدى الخطوط الحمراء لما صدر عنه من حديث عن مذكرات خاصة بالحزب وفي حالة لفت النظر وفي حالة التوبيخ هذه صلاحيات الهيئة وحدها وفي حالتي التجميد للعضوية أو الفصل اذا استأنف الطرف المعني لرئيس الحزب لرئيس الحزب الحق في تعديل الحكم ".[22] ولم يحدثنا السيد الصادق لماذا توجد خطوط حمراء في حزب ديمقراطي ، ولماذا يقوم حزبه بتوبيخ اعضائه وكأنهم اطفال ؟! واذا رفع السيد بكري عديل استئنافه ، فما الضمان على ان ذلك ينجيه من المزيد من الأذلال ؟! فان اصحاب مذكرة الاربعين ، الذين طالبوا بالديمقراطية داخل الحزب ، لم يقبل السيد الصادق اعتذارهم ، حتى كتب كل واحد منهم ، توبة ، تسلمها السيد الصادق منهم جميعا ،ً امعاناً في اذلالهم وتحقيرهم !!

    والسيد الصادق ، لا يعجز عن ممارسة الديمقراطية في الحكومة ، وفي الحزب فحسب ، بل يعجز عنها حتى كسلوك حضاري عام ، ذلك ان الديمقراطية ، تحتاج الى قدر من التربية ، والتواضع الفكري ، لا يتاتى مع الوضع الطائفي الذي نشأ عليه السيد الصادق المهدي .. فقد علق على الحوار الذي تم بينه وبين السيد مبارك الفاضل في برنامج بتلفزيون السودان السيد عبد اللطيف البوني بقوله " ولكنه للاسف ظهر يومها وفي ذلك البرنامج بمظهر القابل للاستفزاز والساعي للتصعيد فمبارك المهدي الذي ظهر معه في البرنامج رغم اختلافه الصادق الا انه كان منضبط اللسان وكان مكرماً للمشاهدين وكان يذكر الصادق بالاسم بعد ان يقدم عليه كلمة الأخ اما الصادق فلم يذكر مبارك بالاسم بل كان يشير اليه بعبارات مثل ( اخونا بتاع سوبا) بل واهدانا قصة عن مبارك تقول بانه في نزاع مع شقيقاته حول ارث منزل استمر لمدة 32 سنة... فمثل هذا التشنيع لا يقال على الهواء ولكل أهل السودان ثم ثانياً وخلال هذه الثلاثين سنة ومبارك يقف في المحكمة في مواجهة شقيقاته كان ذات المبارك الساعد الايمن للسيد الصادق وكان أقرب الناس اليه ، فلماذا لم ينهي الصادق ذلك النزاع أو يبعد مبارك عنه ، على اساس ان من لم يكرم شقيقاته لن يكرم الآخرين ".[23] ان الاسئلة ، التي اثارها السيد البوني ، ليس لها الا اجابة واحدة ، هي ان السيد الصادق قبل السيد مبارك الفاضل ، بكل سوآته ، ومخازيه ، حين كان يؤيده ، وهو يريد الآن ، ان يفضحه ، ويشنع به ، في قضية اسرية حساسة ، لانه انشق عليه ، وخالفه .. وهذا هو الفجور في الخصومة ، وهو من صفات المنافق ، كما انه من ادلة العجز عن السلوك الديمقراطي ..

    والسؤال الآن هو : هل يعلم الاستاذ كمال الجزولي ، بكل هذه الأحداث ، باعتباره سياسي مهتم ، ثم بعد ذلك ، يعتقد ان السيد الصادق المهدي ، فهم الديمقراطية نظرياً ، وظل ثابتاً على ممارستها ، طوال ربع القرن الماضي ؟!


    ديمقراطية الاخوان المسلمين !!

    والاستاذ كمال الجزولي ، يذكر آخرين ، ويورد من شذرات من اقوالهم ، كيف انهم ايضاً ، مجتهدين دعوا الى الديمقراطية .. مثل الشيخ محمد الغزالي ، ود. سليم العوا ، و د. فهمي هويدى ، و د. يوسف القرضاوي ، و د. عبد الوهاب الأفندي ، ود. عبد الله النعيم .. وكل هؤلاء الكتاب من الاخوان المسلمين ، ما عدا د. عبد الله النعيم !! ولئن تحدثوا عن الديمقراطية ، فانما هو مجرد حديث ، يشبه أحاديث الترابي .. وهم يظنون انه بمجرد تبني الحداثة ، يمكن ان يكسبوا الشباب ، دون التعرض لمواجه النصوص.. وهذا خداع ، يوجهه مطمع الاسلام السياسي ، في الوصول للسلطة .. والا لماذا لم نسمع من هؤلاء الكتاب الاسلاميين ، أي ادانة لاعمال الارهاب والتطرف ، التي جرت في مصر ، وفي الجزائر وفي غيرها ؟! بل ان هؤلاء الاسلاميين ، ابدوا اعجابهم بنظام الجبهة الاسلامية ، حين كان الترابي على قمته.. ولا عبرة بنقد د. عبد الوهاب الافندي للجبهة ، وهو ما زال يعتقد بان مشكلة السودان هي عدم تطبيق الشريعة الاسلامية الذي فشلت الجبهة فيه !!

    أما بروفسير عبد الله النعيم ، فبالرغم من انه كاتب اكاديمي متميز ، وناشط عالمي في مجال حقوق الانسان ، وصاحب دراسات عديدة في المفهوم التقدمي للاسلام ، حتى ان كثيرين في الغرب لقبوة " مارتن لوثر الاسلام" ، الا انه ليس مجتهداً ، وانما هو في الفكر الاسلامي ، تلميذ من تلاميذ الاستاذ محمود محمد طه ، والاستاذ محمود هو المجتهد ، الذي كتب حوالي الاربعين كتاباً ، وكتب تلاميذه ، بتوجيهه ، ما يربو على المائة وستين كتاباً ، في امر الفكر الاسلامي ، بمفهومه الجديد ، ومع ذلك هو الذي ذكر الاستاذ كمال الجزولي ، كل هؤلاء وتجنب ان يشير اليه مجرد اشارة !!

    ان أي متحدث عن الاسلام وقضايا العصر ، لا يستطيع ان يتجاوز الاشارة للاستاذ محمود محمد طه ، سواء خالفه او وافقه .. فان فعل ، فانما هو الغرض ، والتعامي عن الحقائق ، وقصور المنهج العلمي ، وضعف الحياد الفكري.. وكل ذلك يسوق الى هذه الزلة ، التي سقط فيها ، عدد من المثقفين السودانيين ، ومنهم للأسف الكاتب والشاعر الاستاذ كمال الجزولي المحامي !!

    عمر القراي

    ________

    [1] - كمال الجزولي : ديمقراطية الصحويين بين أهل الكهوف واهل البروج- الراي العام 25 / 11 /2002

    [2] - المصدر نفسه .

    [3] - حوار السيد الصادق المهدي مع جريدة البيان الاربعاء 15 شعبان 1422 الموافق 31 أكتوبر 2001

    [4] - مقال كمال الجزولي المشار اليه.

    [5] - المصدر نفسه.

    [6] -كمال الجزولي : انتلجينسيا نبات الظل- باب في اجتراح نقد الذات الجمعي الراي العام 8 /7/2001

    [7]- - كمال الجزولي : ديمقراطية الصحويين بين أهل الكهوف واهل البروج- الراي العام 25 / 11 /2002

    [8] – حوار الصادق مع جريدة البيان 15 شعبان 1422 الموافق 31 أكتوبر 2001

    [9] - ابن كثير : تفسير القران العظيم- الجزء الثاني صفحة 336-337 القاهرة : دار الفكر.

    [10] - المصدر نفسه صفحة 347

    [11] - محمد علي الصابوني (1996) مختصر تفسير ابن كثير-المجلد الثالث صفحة 1725 القاهرة : دار السلام للطباعة والنشر.

    [12] - محمود محمد طه (1967) الرسالة الثانية من الاسلام – الطبعة الرابعة صفحة 9 -10 الخرطوم .

    [13] - كمال الجزولي : ديمقراطية الصحويين بين أهل الكهوف واهل البروج- الراي العام 25 / 11 /2002

    [14] - أبن جرير الطبري : تفسير الطبري – المجلد الثالث الجزء الرابع صفحة 100-101 بيروت : دار الفكر

    [15] - طه حسين (1996 ) : الفتنة الكبرى-1 عثمان : الطبعة 11 . القاهرة : دار المعارف. صفحة 60-63

    [16] راجع الفتنة الكبرى لطه حسين وتاريخ الطبري الجزء الثالث .

    [17] - حوار الصادق مع جريدة البيان 15 شعبان 1422 الموافق 31 أكتوبر 2001

    [18] - مجلة الاحكام القضائية 1968

    [19] - الراي العام 13/7/1966

    [20] - الأيام 20/4/1967

    [21] - حوار السيد الصادق مع جريدة البيان المشار اليه آنفاً .

    [22] - المصدر نفسه.

    [23] - عبد اللطيف البوني : الراي العام – حاطب ليل 30/12/2002

    http://www.alfikra.org/article_page_view_a.php?article_id=17&page_id=1
                  

07-31-2009, 04:49 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عبدالله عثمان)

    زعيم الصفقات الخاسرة

    عمر القراي/ اوهايو

    هذا المقال تم نشره من قبل في جريدة "الرأي الآخر" – أمريكا- ، العددالرابع المجلد الثالث يناير 1997، ولاهميته وارتباطه بهذا الخيط راينا ضرورة إعادة نشره. هنا

    لقد فرح كثير من السودانيين في الداخل والخارج بنبأ خروج السيد الصادق المهدي ولحاقه بصفوف المعارضة السودانية بإرتريا، فالمؤيدون للسيد الصادق يرون في خروجه دعماً لحركة المعارضة وغير المؤيدين له يرون في خروجه ولحاقه بقوي التجمع الوطني وقفاً للقلق الذي كان يسببه بما يتردد عن المصالحة التي كان في أوقات مختلفة يسعى لعقدها مع النظام ومهما يكن من أمر فان خروجه قد قوبل بارتياح في كافة الأوساط باعتباره من أكبر الأدلة علي ضعف النظام وتعسر أجهزته الأمنية التي ظل طوال السنوات الماضية يعتمد عليها أولاً وأخيراً لبقأءه في الحكم بعد آن فشل في جميع المجالات وسقطت دعاويه الدينية الفارغة وشعاراته الصبيانية الممجوجة.


    صفقة التحالف مع الجبهة

    إن الدعاية الإعلامية التي تحاول آن تعلق أمالاً عراضاً علي خروج الصادق المهدي إنما تنطوي علي قدر كبير من السطحية وقصر النظر والعاطفة الفجة... ذلك أن الصادق المهدي في الحقيقة لا يمثل بديلاً عن نظام الجبهة الإسلامية الحاضر بل أنه عجز عبر تاريخه السياسي آن يقدم طرحاً يختلف جوهرياً عن رؤاهم وأطروحاتهم... ولقد كانت حكومته الأخيرة أوضح الأدلة علي ذلك. فقد كانت الحرب دائرة بين الشمال والجنوب وقوانين سبتمبر الإسلامية المزعومة قائمة ويجري العمل باستبدالها بقوانين إسلامية أسوأ منها والوضع الاقتصادي في تردٍ دفع بالنقابات للإضرابات وبالشعب للتظاهر في شوارع الخرطوم وحين رفع التجمع النقابي مذكرة في أغسطس 1987 جاء فيها (إن السودان يعيش نفس الأزمات التي دفعت الجماهير بالإطاحة بالنميري) جريدة السياسة 11/9/1987 وطالب فيها بإلغاء قوانين سبتمبر واعتبار اتفاقية كوكدام أساساً للتفاوض والحل السلمي لمشكلة الجنوب ، كان رد السيد الصادق غريباً إذ هاجم التجمع ووصفه بالعلمانية وأعتبر حركة قرنق خائنة وطالب التجمع بإدانتها!
    إن أكبر إجهاض لثورة الشعب التي أطاحت بنظام نميري في أبريل وأدانت الجبهة القومية وطالبت بإلغاء قوانين سبتمبر وأكبر تنكر لمبادئها هو ما فعلة السيد الصادق بالإبقاء علي تلك القوانين ثم التحالف التام مع الجبهة الإسلامية في الحكومة الديمقراطية فيما سمي بحكومة الوفاق الوطني (مايو 1988) والتي عين الترابي وزيراً للعدل فيها!!
    هذا بالرغم من أن السيد الصادق قد قال أثناء الحملة الانتخابية أنه (يحمل الترابي المسئولية عن كل تصرفات النميري باعتباره المسئول الأول عن قانونية تصرفات الحكومة في ذلك الوقت) وقال عن جماعة الجبهة الإسلامية أنهم خربوا الاقتصاد الوطني لمتاجرتهم في الدولار (منصور خالد النخبة السودانية صفحة 143-146) ولعل أسوأ ما في اتفاق الصادق مع الجبهة الإسلامية أنه عطل اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب ، فحين وقع السيد محمد عثمان الميرغني ودكتور جون قرنق اتفاقية السلام في 18/11/1988 استقبل الشعب السوداني السيد محمد عثمان استقبالاً حافلاً تأييداً لمسيرة السلام ، تردد الصادق المهدي في قبول الاتفاقية استرضاء للجبهة الإسلامية التي كانت حليفته في الحكومة وقال عن الاتفاقية (أيدها حزب الأمة من حيث المبدأ وأصدر بياناً بذلك ولكن مع تأييدنا لها سعينا لسد الفجوة مع حليفنا) (الصادق المهدي - الديمقراطية عائدة وراجحة صفحة 27) فإذا علمنا آن حليفه - وهو الجبهة الإسلامية قد كان رافضاً للاتفاقية جملة وتفصيلاً أدركنا أن محاولة (سد الفجوة) مهمة عسيرة لا تعني في النهاية غير التذبذب وعدم الوضوح والمحاولة اليائسة للوقوف في منطقة وهمية بين التأييد وعدمه.... ولم يسعف التوفيق السيد الصادق بمبرر موضوعي لرفض الاتفاقية وجنح إلى التسويف وزعم بأنه يقبل الاتفاقية إذا وضحت له بعض البنود وركز كثيراً علي (توضيحاتها) ليخرج بها من مغبة رفض السلام ومن إحراج حلفائه وحين أصر الحزب الاتحادي علي الاتفاقية كما هي سقطت داخل الجمعية حين اتحد حزب الأمة والجبهة الإسلامية ضد السلام في 26/12/1988 ورغم هذا الولاء للجبهة الإسلامية الذي أضاع من الصادق فرصة السلام وتحمل به وزر الحرب وما نتج عنها من دماء ودموع وتشرد فان الجبهة لم تقدر له ذلك وانقضت علي السلطة بعد أشهر وأساءت معاملته هو شخصياً كما تحدث بذلك لاحقاً فلم يكن اتفاقه معهم إذاً إلا إحدى صفقاته الخاسرة ...


    صفقة فرح وبقادي

    في يونيو 1994 تم اعتقال ثلاث من قادة حزب الأمة هم السادة حماد بقادي وعبد الرحمن فرح وسيف الدين سعيد ووجهت لهم تهمة السعي إلي إحداث تفجيرات في إطار عمل منظم لإسقاط النظام .. وفي 20 يونيو من نفس العام تم اعتقال السيد الصادق المهدي باعتباره مشاركاً في هذا العمل حسب الاعترافات التي أدلي بها المتهمون الثلاث .. وبعد حوالي أسبوعين من الاعتقال فوجئ المواطنون بالسيد الصادق المهدي يلقي بياناً من أجهزة الإعلام الرسمية يدين فيها مخطط زملائه المزعوم وينفي علاقته به ويشجب أسلوب التفجيرات والاغتيالات ويصف ما جاء بأنه (منكر ومؤسف) ويؤكد أنهم أدلوا باعترافاتهم دون أن يخضعوا لأي تعذيب!! ومن ما جاء في ذلك البيان العجيب قوله (كنت أحسب أن السادة المعنيين خضعوا للتعذيب فقالوا ما قالوا نتيجة لذلك ولكن حسب ما اتيح لي من معلومات لم يحدث هذا وتقديراً لحالتهم الصحية نقلوا فوراً في نهاية التحقيق إلى المستشفي مما يدل علي تقدير أرجو أن يتبع في كل الحالات) (جريدة الحياة 5/7/1994). ولم يكتف الصادق المهدي بهذا بل طلب من الحكومة العفو عن زملائه وكأنهم فعلاً قد ارتكبوا ما اتهموا به فقال (ومراعاة لحالتهم الصحية أرجو أن يكتفي من مساءلة ولا شك أنهما سيبديان أسفهما لما حدث) (جريدة الحياة 5/7/1994) .. والصادق المهدي يريد للشعب السوداني أن يصدق أن رجلاً مثل بروفسير حماد بقادي والسيد عبد الرحمن فرح أفنوا أعمارهم في خدمة حزب الأمة حتى تصدروا قيادته قد اعترفوا علي أنفسهم بضلوعهم في مؤامرة لإسقاط النظام، يعلمون سلفاً أن عقوبتها الموت ، وادعوا زوراً أن زعيمهم معهم في هذه المؤامرة دون أن يخضعوا لأي تعذيب!! فهل يمكن لعاقل أن يصدق هذا؟ ألا يكفي أن الناطق الرسمي باسم حزب الأمة السيد مبارك المهدي لم يصدقه وأصدر بياناً جاء فيه (أن الاتهامات الموجهة إلى السيدين بقادي وفرح ما تزال اتهامات باطلة لأن الحكومة هي التي نسجت خيوط المؤامرة وحاولت من خلالها التخلص من السيد الصادق المهدي ) (الشرق الأوسط 5/7/1994) ثم ما هو مصدر المعلومات الذي إتيح للصادق المهدي وعلم منه أنه لم يتم تعذيب؟! إن مصدره هو رجال الأمن أنفسهم!! فان لم تصدقوا هذا فأقرءوا قوله (مستنداً إلى ما قاله لي مسئولو الأمن وأنا لست في موقف أستطيع معه الجزم بعدم حدوث التعذيب أو إثبات حدوثه فهذا أمر يقرره أصحاب الشأن ويثبته الطبيب) (الشرق الأوسط 10/7/1994) إن هذا الحديث علي ضعفه وإضطرابه يعتبر أفضل بكثير مما قيل في البيان الذي أذيع من وسائل الإعلام الحكومية وذلك لأنه هنا ينفي ما قاله هناك من عدم وجود تعذيب. من الذي دفع الصادق المهدي أصلاً إلى الإدلاء بذلك البيان المتهافت حتى يحتاج إلى التنازل عن بعض ما ورد فيه؟! دفعه إليه الصفقة التي عقدها مع حكومة الجبهة لأنها في مقابل هذا البيان التزمت بالعفو عن زملائه رغم اعترافهم والعفو عنه هو رغم شهادة زملائه ضده. فحين سأله محرر الشرق الأوسط (تتحدث بعض الأطراف من أن الصادق المهدي باع أعوانه من أجل إطلاق سراحه ما ردكم؟ ) قال: (إطلاق سراحي لم يكن جزأ من الصفقة لأني اعتقلت للتحري ولم يعد للمتحريين ضدي حجه بعد أن أوردت قرائن تثبت عدم معرفتي بالموضوع وأبديت استعدادي لمقابلة من زج اسمي في مواجهة. إذا كان هناك بيع فالصحيح أن يقال لقد حاول بعض زملائي بيعي بذكر اسمي في هذه القضية) (الشرق الأوسط 11/7/1994) والصادق المهدي يعلم كما يعلم كل السودانيين أن المتحريين من جماعة الجبهة لا يحتاجون إلى حجه حتى يلفقوا ضده ما شاءوا من الاتهامات ويمكنهم أن يرفضوا القرائن التي أشار اليها دون تردد إذا أرادوا بالفعل إدانته ولكنهم لم يفعلوا ذلك لأن هناك صفقة بينهم وبين السيد الصادق المهدي تقضي بأن يدين زملاءه علناً وينفي عن النظام تهمة التعذيب ويثبت له حسن معاملة الخصوم السياسيين … لقد كسبت الجبهة الإسلامية من هذه الصفقة بإظهارها حزب الأمة وكأنه يسعى إلى التفجيرات والتخريب حسب اعتراف قادته الذين حين انكشفت مؤامراتهم تبرأ منهم زعيم الحزب ثم طلب لهم السماح. ثم يقوم نظام الجبهة المتسامح ، الذي لم يعذب هؤلاء الساعيين للخراب، حسب بيان زعيمهم، بالعفو عنهم، رغم جرمهم الشنيع هذا هو مكسب الجبهة من الصفقة فماذا كسب السيد الصادق غير سلامته الشخصية؟


    الشريعة والمصالحة

    لقد كانت صفقة فرح وبقادي بداية لصفقات أخري كان من المنتظر أن تسوق إلى المصالحة لو أنها فشلت جميعاً جاء في جريدة الخرطوم (أدى الخطاب الذي ألقاه الصادق مساء الأحد الماضي إلى ردود فعل واسعة ومتباينة علي المستويين الرسمي والشعب داخل السودان وفي أوساط المعارضة خارج البلاد وكشف دكتور شريف التهامي رئيس لجنة الخدمات بالمجلس الوطني الانتقالي وأحد قادة حزب الأمة السابقين أن البيان جاء في إطار مصالحة سياسية بين حزب الأمة والحكومة وقال أن البيان له ما بعده من أشكال الوفاق وقال أن القوي المعارضة ليس لها خيار سوي اللحاق بركب المصالحة مستشهداً بمصالحة عام 1976 بين الأحزاب وسلطة نميري التي قادها حزب الأمة وباركتها الأحزاب الأخرى ) (الخرطوم 6/7/1994) وفي الحق أن مصالحة الأحزاب لنظام نميري والتي بادر بها السيد الصادق المهدي كانت كافية لتنبيه اتباع هذه الزعامات إلى عدم مصداقية قادتهم وتجردهم من الإيمان بأي مبدأ فقد قبلوا بمبدأ الحزب الواحد رغم دعاويهم العريضة عن الديمقراطية وقبلوا بدستور 1973 العلماني رغم رفعهم لشعارات الدستور الإسلامي وقبلوا أن يعينهم نميري (الدكتاتور الطاغية) فتم ذلك (بقرارات صدرت في 18/3/1978 بتعيين السيد الصادق المهدي والسيد أحمد الميرغني في المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي والسيد بكري عديل حاكماً لكردفان والسيد شريف التهامي وزيراً للطاقة) (منصور خالد النخبة السودانية صفحة553) ولم يسأل الأتباع عن دماء زملائهم من المقاتلين الذين قتلوا في "الغزو" الذي قادته الأحزاب ضد نظام نميري عام 1976 فقد ظلوا لسنوات يعاونهم ضد النظام علي أساس أنه نظام ظالم وفاسد وأن حربهم له تعتبر جهادات في سبيل الله والوطن فدخل البسطاء المضللون الحرب بحماسة ودحروا بسهولة بسبب ضعف الأداء وقلة خبرة القيادة. وإذا بهم يفاجئون بأن قادتهم يصالحون النظام الذي وصفوه بالكفر والفساد ويتقلدون أرفع المناصب في حزبه الواحد!! فهل يستبعد ممن صالح نميري حتى قبل أن يرفع شعاراته الإسلامية أن يصالح البشير الآن؟ لقد سئل البشير عن علاقة نظامه بالصادق المهدي بعد خروج الصادق فذكر أن لهم معه عدة حوارات لأن هناك ثوابت متفق عليها بينهما وحين سأله المحرر عن هذه الثوابت قال: (الثوابت وحدة السودان وتطبيق الشريعة وحل المسائل بالحوار السلمي) (الشرق الأوسط 16/12/1996) ونفس رأي الحكومة تحمله جماعة الأخوان المسلمين فقد صرح أبرز قادتهم الحبر نور الدائم (أن كثيراً من القواسم المشتركة بين الحكومة والمعارضة تبدو في الخط الذي يمثله الصادق بالذات .. فعلنا أشرنا إلى هذا من قبل في أن الصادق مع التداول السلمي للسلطة وأنه ضد التدخل الخارجي وأنه مع الشريعة وهذه هي الأمور الكبرى) (الشرق الأوسط 15/12/1996) فهل يستبعد من يعرف شخصية الصادق المهدي أنه يمكن أن يعقد مصالحه مع هذا النظام ويحاول بشتى الطرق والوسائل أن يسوق لها أطراف المعارضة الأخرى؟! إن الوضع المتردي والحصار الدولي المضروب علي نظام الجبهة قد لا يؤهله للمصالحة كتلك التي تمت مع نميري ولكن أفراده يمكن أن يحصلوا علي ضمانات لسلامتهم الشخصية وقد ألمح السيد الصادق المهدي إلى ذلك في خطاباته التي تركها للترابي والبشير قبل خروجه والتي أفتتحها بالأخ وختمها أخوكم الصادق‍‍‍‍!! فقد أشار إلى إمكانية أن لا تتم معركة أصلاً ولا يلحق بهم أي أذى إذا هم سلموا السلطة لحكومة قومية وذلك حيث يقول: (وإن كنت أنت ومن معك تضعون وزناً لعهد الدين والوطن الذي علي رقابنا جميعاً فانبذوا التعصب الحزبي القهري الذي تسوسون به البلاد وألزموا بحل قومي يحقق السلام والديمقراطية للسودان فإن فعلتم ذلك فسوف تجدونني مستجيباً لذلك الحل الأمثل بقوة وفعالية) (الشرق الأوسط 12/12/ 1996) أما الشعب السوداني الذي يظن الصادق واهماً أنه يتحدث باسمه فقد عاني التعذيب في بيوت الأشباح إلى حد الإعاقة وعاني القتل الجماعي والتشرد والجوع والقهر والإذلال وانتهاك الأعراض والحرمات والاعتداء الآثم من المليشيات المسلحة علي القرى الآمنة وإهدار كافة الحقوق والقيم وحط كرامة الشعب السوداني بين الشعوب وقد علمته هذه التجربة المريرة أن أتباع الجبهة الإسلامية الذين يحكمون السودان اليوم لا دين لهم ولا عهد ولا ذمه وإنهم مهما فعلوا لن ينجوا من القصاص العادل وإن مجرد التلويح بالمهادنة أو المساومة أو أي شئ أقل من العقاب الرادع لشياطين الجبهة الدموية الآثمة إنما هو في حد ذاته خيانة لهذا الشعب. وليس هناك دافع للصادق المهدي لأن يتولى كبر هذه الخيانة إلا طمعه المحموم في الوصول للسلطة بأي ثمن بعد أن فقدها عدة مرات لعدم كفاءته الشخصية وللنرجسية المفرطة التي يرزح تحتها هذا الزعيم المرفه المفتون الذي بدأ حياته العملية بوظيفة رئيس وزراء!ّ!


    المهدية أم الجهاد المدني:

    أن خسارة صفقة الجهاد المسلح عام 1976 هي التي دفعت السيد الصادق المهدي إلي تغيير مبدئه ، من الجهاد المسلح إلى الجهاد المدني ، و أخد أتباعه يرددون عبارته دون أن يسأله أحدهم عب التناقض بين حركة المهدية التي لا يزال يعتمد علي أنصارها وبين الجهاد المدني السلمي الذي يرفع شعاره الان .. فإذا كان الجهاد المسلح خطأ ، والجهاد المدني هو المطلوب حقاً فما هو موقف الأنصار الذين ضحوا بأنفسهم في الجزيرة أبا مع الإمام الهادي ، وفي ودنوباوي ، وفي أمد رمان إبان الغزو المسلح 76؟! أم أن الصادق يفرق بين باطل (النميري) وباطل (البشير) فيجاهد ذاك بالجهاد المسلح، ويجاهد هذا بالجهاد المدني؟! أم أن الموضوع كله موضوع تحوير للمواقف، وتلاعب بالألفاظ؟ ومهما يكن من أمر فإن الصادق قد خرج الآن إلى حيث القوة الوطنية التي لا زالت تؤمن بالجهاد المسلح فهل تكون محاولته هي إقناع التجمع بالتخلي عن التدريب والإعداد لمعركة مسلحة وإتباع طريق الجهاد المدني أم أن الصادق المهدي سيتخلى عن أطروحته هذه كما تخلي من قبل من عديد الاطروحات والآراء؟! وفي الحق أن الاتفاقيات التي تمت والسيد الصادق بالداخل تتطلب منه تغيراً كبيراً في أفكاره حتى يواكب ما أجمع عليه التجمع الوطني الديمقراطي فقد أكد اتفاق أسمرا الذي حضرته كل الأطراف فصل الدين عن الدولة فليس هناك فرصة لموضوع الشريعة الإسلامية بل أن اتفاقية أسمرا قررت رفض قيام أي حزب علي أساس ديني في السودان وقد وقع حزب الأمة علي ذلك، هذا مع أن الصادق المهدي لا يزال حتى الأن يردد موضوع الشريعة بل أن هذه المسألة بالذات هي نقطة اللقاء بينه وبين الجبهة الإسلامية كما هي نقطة الخلاف بينه وبين التجمع. والصادق المهدي لا يريد إعادة الشريعة فحسب بل أنه يريد إعادة المهدية نفسها!! فقد ذكر في كتابه (يسألونك عن المهدية) أن حركة المهدي حركة (قيادة ملهمة). وألمح إلى أننا الآن نحتاج إلى مثل هذه (القيادة الملهمة) التي تقود الناس إلى الخلاص وتستمد قوتها من الهام روحي غيبي .. وهو بذلك إنما يمهد الطريق لنفسه لادعاء مقام ديني ولما كانت هذه الدعاوى الدينية لا تتأتى إلا بالاعتقاد بأنه شخص غير عادي تتعلق به غيبيات وخوارق وأسرار غامضة ولشدة تأثير مثل هذا الدجل علي البسطاء فقد قال (فتحت عيني علي الحياة علي صدى بعض الأحاديث العارضة وكانت تصدر من ثلاثة أشخاص أولهما حديث قاله عمي: يحي عبد الرحمن وكان يكبرني بأربع سنوات وهو كطفل في الرابع من عمره كان يردد "مهاجر سيأتي من كبكابية" والمعني الذي يقصده أن شخصاً ما ذا دور ما سيأتي من كبكابية وهي مدينة معروفه في دار فور في -غرب السودان-، وكان بعض النساء في الأسرة من اللواتي كن علي وشك وضع حملهن المهدي هل (هذا مهاجر)؟ فيجيب بالنفي وذات يوم حكت لي والدتي أن يحي قال لها (مهاجر جايي الخميس) وبالفعل ولدت يوم الخميس وكانت هذه إشارة غيبية أولي غامضة وثانيهم آن جدي الإمام عبد الرحمن روي إنه عندما جاءه نبأ ولادتي كان يقرأ سورة إبراهيم وكان والدي يريد أن يسميني إبراهيم ولكن كان لدي جدي الأمام ضيف وبينما هما جالسان جاء طائر القمرية واستقر فوق عمامة جدي الذي أقر بأن هذا نبأ وخلال حديثه مع الضيف أخبر بمولدي ورد عليه الضيف لماذا لا تسميه بأحد اسميك؟ وكان اسم جدي الإمام عبد الرحمن الصادق… الحديث الثالث أن جدتي السيدة سلمي بنت المهدي رأت رؤية وحكت لبنتها بحضوري وقالت لها(إنها رأت في رؤياها إنني أقف علي مئذنة وأقول (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق) . وقالت لوالدتي ابنك هذا سيكون له شأن!! (مجلة الوسط العدد 126 بتاريخ 27/6/1994م). هذا المولود الذي بشر به الأطفال، ونبأ به الطير، وحلمت به النساء الصالحات، إنما هو الصادق المهدي الذي صاحبه الفشل في كل فترات حكمه وفي كافة الصفقات التي عقدها وهو خارج السلطة. حتى بلغ به التدهور الديني، والسياسي، والخلقي آن يأتلف مع الجبهة الإسلامية والذي يخرج الآن ليلحق بالمعارضة بغرض إسقاطها. !!

    http://www.alfikra.org/article_page_view_a.php?article_id=15&page_id=1
                  

07-31-2009, 04:50 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عبدالله عثمان)

    مبايعو السيد الصادق بايعوه على قطعيات الشريعة
    في حين أنه يرفع شعار المواطنة كأساس للحقوق والواجبات

    طه إسماعيل أبو قرجة - 31 ديسمبر 2002

    نقلت لنا الصحف مؤخراً صيغة بيعة مؤتمر الأنصار المنعقد فيما بين 19-21 ديسمبر الجاري للسيد الصادق المهدي، ونصها:- (بايعناك على بيعة الإمام المؤسس الأول وخليفته، وبيعة المؤسس الثاني وخليفتيه. بايعناك على قطعيات الشريعة. بايعناك على نهج الشورى وحقوق الإنسان. بايعناك على الطاعة المبصرة فيما يرضي الله ورسوله. بايعناك على فلاح الدنيا وصلاح الآخرة. نشهد الله على ذلك والله خير الشاهدين).

    هذه خطيئة ارتكبت على رؤوس الأشهاد، وفي وضح النهار. ثم هي بعد ذلك لم تعدم من حملة الأقلام من يهلل لها، ويعين أصحابها على التضليل، يردون بذلك للشعب دينه الذي في أعناقهم إذ علمهم ومكنهم من الأقلام. ويهمني هنا أن أنوه بأمور ثلاثة.


    السيد الصادق والجمع بين السلطتين بين الأمس واليوم:

    أول هذه الأمور هو الربكة التي لن تنفك تلاحق السيد الصادق المهدي أينما حل. يذكر الناس أنه دخل الحياة السياسية منتصف الستينات راغباً في فصل إمامة الأنصار عن رعاية وقيادة حزب الأمة. وهو قد طالب يومئذ عمه، المرحوم الهادي المهدي، بأن يكتفي بالإمامة ويترك له الزعامة السياسية. وحين رفض عمه، نشب بينهما الصراع المحموم الذي انقسم به حزب الأمة انقسامه المشهور. وهاهو السيد الصادق المهدي يعود بعد قرابة أربعين سنة ليحاول الجمع بين إمامة الأنصار وزعامة بقية حزب الأمة. ولن يستعصي على كثير من الناس أن يفهموا أن دافعه في الحالتين إنما هو واحد، وهو تأمين الزعامة لنفسه. فالجمع بين السلطتين الدينية والسياسية كان سيجعلهما في الماضي في يد المرحوم الهادي المهدي، بينما يجعلهما اليوم في يده.

    ومن المهم أيضاً ملاحظة أن السيد الصادق المهدي حين انتهى الآن إلى قبول ما رفضه قبل أكثر من ثلاثة عقود من الزمن إنما أقر بأنه يتخبط. كما أنه بتنصيب نفسه إماماً قد دحض مزاعمه الباطلة بأنه تأهل لزعامة حزب الأمة بكسبه وليس لأسباب طائفية. وبطبيعة الحال فإن كثيراً من الناس لا يحتاجون إقراره بالتخبط، كما لا يحتاجون دليلاً إضافياً منه بأنه لا كسب له، ولكن من المهم أن يعان هو نفسه على الانتباه، بوضع مواقفه أمامه، عسى أن يراها، فيقلع عن إضاعة وقته ووقت هذا الشعب.


    أين قطعيات الشريعة من المواطنة؟

    أما الأمر الثاني الذي أود أن أنوه به، فهو التناقض الصارخ بين نص البيعة ومواقف السيد الصادق. ومن ذلك أن البيعة قد نصت على قطعيات الشريعة، في حين أن السيد الصادق لم يكد يترك منبراً في السنوات الثلاث الأخيرة إلا وأعلن منه قبوله بأن تكون المواطنة هي الأساس في تحديد الحقوق والواجبات في الدولة. فهل لم يسمع المبايعون من الأنصار قوله هذا؟! أم انهم لا يعرفون الشريعة التي يبايعون على قطعياتها؟؟ أم يا ترى أنهم يدركون أنه لم يكن يعني ما يقول بشأن المواطنة؟؟ أم أنهم جميعاً يدهنون؟؟

    ولمصلحة من لا يعرفون الشريعة، أقول أنها لا تساوي بين المواطنين، وإنما هي تميز بينهم على أساس العقيدة، وعلى أساس الجنس، وعلى أسس أخرى. ومن أمثلة التمييز على أساس العقيدة، قوله تعالى:- (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء. بعضهم أولياء بعض. ومن يتولهم منكم فإنه منهم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين). وهي تمنع أن يتولى غير المسلمين، من يهود ونصارى، أمور المسلمين. وبموجبها لا يصح لغير المسلم أن يكون رئيساً للدولة ولا وزيراً ولا مديراً ولا رئيساً على المسلمين في أي موقع. بل لا يصح أن يتساوى غير المسلم مع المسلم حتى في حق الطريق. فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين قائلاً:- (لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروه إلى أضيقه). ومعلوم أن آية الجزية قد نصت على أن يعطي أهل الكتاب الجزية عن يد وهم صاغرون. ومعلوم أيضاً أن عمر بن الخطاب لم يقبل من أبي موسى أن يوظف كاتباً نصرانياً لديه في العراق. كما هو معلوم أن عمر فرض على نصارى الشام الشروط المعروفة في تاريخ المسلمين باسم "العهدة العمرية" التي أوجبت عليهم، فيما أوجبت، جز مقاديم رؤوسهم. هذه أحكام لا تغيب على من يدعي أدنى معرفة بالشريعة وقطعياتها، فهل يا ترى يجهلها آلاف الأنصار الذين شكلوا هذا المؤتمر؟ وإن جهلوها فما قيمتهم في موازين الحق؟

    ومعلوم أن حكومة الإنقاذ قد وافقت في ماتشاكوس على نسخ هذه الأحكام الشرعية القطعية، وذلك حين ارتضت أن تكون المواطنة هي الأساس في تحديد الحقوق والواجبات، بدلاً عن العقيدة الدينية. وكما سبقت الإشارة، فإن السيد الصادق قد أيد ذلك النسخ. بل زعم أنه كان أول من نادى به. فهل يا ترى قرر التراجع عن ذلك بعد أن بات إماماً، مثلما قرر التراجع عن موقفه القديم الرافض للجمع بين الزعامة الدينية والسياسية؟؟

    أما تمييز الشريعة على أساس الجنس (بين الرجال والنساء) فمعلوم، وآياته عديدة، أهمها آية القوامة: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم..). هذه هي قطعيات الشريعة. لكن حين تكون المواطنة هي الأساس، فإن الباب سينفتح على مصراعيه للمساواة بين الرجال والنساء أمام القانون مثلما هو قد انفتح للمساواة بين المسلمين وغير المسلمين. فأين يقف السيد الصادق؟ مع قطعيات الشريعة أم مع المواطنة؟

    يبدو أن السيد الصادق لا يهتم بمواقف الحق، وإنما هو يهتم بكسب أكبر قطاعات ممكنة، لتتيسر له أسباب الزعامة. فهو من ناحية يريد أن يرضي عامة الأنصار بالحديث عن قطعيات الشريعة والشورى ومجلس الحل والعقد.. كما هو من ناحية أخرى يحتاج أن يرضي قوى أجنبية ومحلية مستنيرة لكي يتسنى له الحلم بالعودة إلى موقع السلطة مرة ثالثة، فحدث هذه القوى عن المواطنة وحقوق الإنسان والديموقراطية وحكم الجماهير. وهو بأطماعه هذه قد وضع هؤلاء الأنصار المؤتمرين وضعاً حرجاً، وشط بهم عن مواطن الحق. فنفس المؤتمر الذي بايع على قطعيات الشريعة قد اختار 16 امرأة لمجلس الشورى، كما اختار 4 نساء في مجلس الحل والعقد، ليكنَّ بذلك قوامات على الرجال. هل رأيتم هذا المسخ؟!


    من شك في مهديتي فقد كفر!!

    ومن وجوه التناقض بين نص البيعة ومواقف السيد الصادق (الذي بات يعرف بصاحب العهد) أن البيعة تضمنت بيعة المؤسس الثاني (السيد عبد الرحمن) وخليفتيه (وهما السيد الصديق والسيد الهادي). هذا في حين أن السيد الصادق قد نقض بيعة السيد الهادي حين انشق عنه في الستينات، حتى هتف غلاة الأنصار في وجهه يومها: (الله أكبر على من بايع وأنكر). ثم ماذا كان نص بيعة السيد عبد الرحمن وخليفتيه؟ بل ماذا كان نص بيعة الإمام المهدي؟ ومعلوم أن الإمام المهدي قال:- (من شك في مهديتي فقد كفر)‍‍‍!! فهل تتضمن بيعة السيد الصادق ذلك؟ أم أنه يبيح الشك؟ وإن لم يكن يبيحه، فما جزاء من يشك؟ هذه أسئلة يحتاج الناس أن يعرفوا إجابتها، ليحقنوا دماءهم، فهل من مجيب؟


    الإعلام والأقلام اليوم عند غير أهلها:

    إن قطعيات الشريعة وحقوق الإنسان لا يجمع بينهما إلا حاطب ليل. وذلك يسوقني إلى الأمر الثالث الذي أود أن أنوه به في هذا المقال. فقد سخَّر بعض حملة الأقلام أنفسهم للتطبيل للسيد الصادق، مثلما طبلوا من قبل لغيره. وهم بذلك لم يزيدوا عن تأكيد القول الثابت، قول الأستاذ محمود محمد طه: (الإعلام والأقلام اليوم عند غير أهلها). الأقلام اليوم مسخرة لتضليل الشعب. وحسب أهلها ما اختاروا لأنفسهم. وحسب السيد الصادق أنه اختار أن يعود من أكسفورد ليستثمر إرثه الطائفي الراسف في أغلال الجهل بحقائق العصر وبقطعيات الشريعة.

    عسى الله أن يجعل قريباً اليوم الذي يشيع فيه الوعي بين الشعب حتى ييأس منه أمثال هؤلاء.

    طه إسماعيل أبو قرجة
    31 ديسمبر 2002

    http://www.alfikra.org/article_page_view_a.php?article_id=14&page_id=1
                  

07-31-2009, 05:05 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عبدالله عثمان)

    يسالونك عن الانصارية

    الحلقة الاولى

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال تعالى : #61481; يـــأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني اسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين #61480; [الصف:14] صدق الله العظيم .

    مقدمة :
    في دنيا الناس حضارات سادت ثم بادت ، وفي دنياهم كذلك دعوات وأفكار انتشرت وهيمنت ثم اندثرت . ولكن دعوة الحق مهما طال عليها الزمان وتكالب عليها الأعداء وأحاطت بها الظروف وأصاب أهلها الاسترخاء والضعف فإنها ما تلبث أن تنهض قوية تضئ الطريق للسالكين .
    إن رسالة الإسلام جاءت في مرحلة النضج الإنساني ولذلك فهي اشتملت على أصول الرسالات قبلها مثل: التوحيد, والعدل, والإيمان بالبعث والجزاء الأخروي. وامتازت عليها بالختام والعموم والمرونة وصلاحية التطبيق في كل زمان ومكان . وهي موعودة بالنصر وإن أصابها الضعف حيناً بسبب تفريط المؤمنين بها . قال تعالى :" وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ " [الأنبياء:105] إن الله يصطفى بعض عباده ليقوموا بالانتصار للدعوة بالحجة والبيان والاجتهاد والجهاد فيزيلوا عنها الشوائب ويقدمونها حية فتية ناصعة تقنع كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
    إن دعوة أنصار الله دعوة تجديد لشباب الإسلام وإحياء للكتاب والسنة في الحياة الخاصة والعامة وتقديم الإسلام للإنسانية دينا هاديا إخراجاً لها من الظلمات إلى النور في وقت قرّبت فيه وسائل الاتصال بين أطراف العالم حتى أصبح الكون المعمور كالقرية الواحدة! وانتشرت في عالم اليوم الأفكار والنظريات والحضارات وتنوعت بصورة لم يسبق لها مثيل . إن دعوة أنصار الله لا تدعو للإسلام لتجاري به عصي السحرة المحدثين, وإنما تقدمه عصا موسى التي تلقف ما يأفكون .

    المهدية في الإسلام :
    المهدي لغة هو اسم المفعول من هدى، يهدي، هديا. والهدى نقيض الضلال ومعناه الرشاد. عبارة المهدي بمعناها الديني واللغوي معناها: رجل هداه الله فاهتدى وهي عبارة قديمة في اللسان العربي وقد جرى استخدامها في نصوص الأدب العربي العريقة. قال حسان بن ثابت في رثائه لرسول الله صلى
    الله عليه وسلم:

    ما بال عينيك لا تنام كأنما كحلت مآقيها بكحل الأرمد
    جزعا على المهدي أصبح ثاويا يا خير من وطئ الثرى لا تبعد
    واستعملها بمعنى المنسوب له الرشد جرير إذ قال يمدح الخليفة الأموي هشام:
    فقلت لها الخليفة غير شك هو المهدي والحكم الرشيد
    وروى ابن منظور في لسان العرب أن ابن الأثير قال: المهدي هو الذي هداه الله إلى الحق وبه سمى المهدي الذي بشر به رسول الله.
    والقرآن يشتمل على آيات تدل على تكليف أناس بأمر الهداية العامة محاربة للضلالات" وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون" [النور:55]
    وفي تفسير هذه الآية روى ابن كثير الآتي: "قال مسلم في صحيحه حدثنا ابن أبي عمر سفيان، عن عبد الملك بن عمر، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا. ثم تكلم رسول الله كلمة خفيت علي، فسألت أبي فقال: كلهم من قريش. ورواه البخاري من حديث شعبة عن عبد الملك بن عمير. قال ابن كثير: وفي هذا الحديث دلالة على أنه لا بد من وجود اثني عشر خليفة عادلا.
    وليسوا بأئمة الشيعة، فإن كثيرا من هؤلاء لم يكن لهم من الأمر شيئا ثم لا يشترط أن يكونوا متتابعين، بل يكون وجودهم في الأمة متتابعا ومتفرقا. وقد وجد منهم أربعة على الولاء هم الراشدون. ثم كانت بعدهم فترة. ثم وجد منهم ما شاء الله. ثم قد يوجد منهم من بقى في الوقت الذي يعلمه الله. ومنهم المهدي الذي اسمه يطابق اسم رسول الله وكنيته تطابق كنيته يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما.

    وثمة آيات أخرى: قال تعالى: (وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا)[النساء:69] . قال فخر الدين الرازي: الشهيد المقصود هنا ليس هو الذي قتله الكفار. بل الشهيد فعيل بمعنى فاعل: وهو الذي يشهد بصحة دين الله تعالى: تارة بالحجة والبيان، وأخرى بالسيف والسنان. فالشهداء هم القائمون بالقسط. وقال الشيخ محمد رشيد رضا في تفسير المنار في تفسير قوله تعالى" (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)[البقرة:143] ، أن الشهادة التي تقوم بها حجة أهل الحق على أهل الباطل تكون بالقول والعمل والأخلاق والأحوال. فالشهداء هم حجة الله تعالى على المبطلين في الدنيا والآخرة بحسن سيرتهم. وروى الشيخ حديثا في هذا الصدد عن على بن أبي طالب أنه قال: إن الأرض لا تخلو من قائم لله بالحجة.

    وفي آية أخرى قال تعالى: (فَلَوْلَا كَانَ مِنْ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنْ الْفَسَادِفى الأرض )[هود:116]]

    وقال ): وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَر([آل عمران:104]

    وقال: (ياأيها الذين ءامنوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ)[المائدة:54]

    هذه الآيات صريحة في تكليف أفراد بالهداية والرشاد. ورويت من أحاديث رسول الله مطابقات لهذا المعنى نحو قوله:
    "إن الله ليبعث لهذه الأمة على رأس كل قرن من يجدد دينها ".
    الإيمان بالمهدي المنتظر مجدداً للدين ومحيياً لما اندثر من سير المرسلين ،من عقائد الإسلام الثابتة بالكتاب والسنة .ومع أن القرآن لم يشر صراحة لأمر المهدية إلا أنه أمر باتباع الرسول في القول والفعل قال تعالى: "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا " [الحشر:7] فطاعة الرسول فيما أخبر به وتصديقه فيما يقول أمر أوجبه الله في كتابه وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم ظهور المهدى الذي يجدد الدين وينتصر له ,فاتباع المهدى وتصديقه طاعة لله ورسوله, والقرآن يأمرنا أن نجيب داعي الله ، وأن نؤمن به قال تعالى:
    " يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ #64831;31#64830; وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ " [الأحقاف:32-32] إن داعي هو كل من دعا إلى الله بصدق وإخلاص إحياء للدين ودعوة إلى الحق وإن لم يكن رسولا ولانبيا فكل مجدد لدين الله بإحياء أحكامه هو داع إلى الله .. قال تعالى لرسوله : (إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)[الرعد:7] وقال صلى الله عليه وسلم : (( يبعث الله لهذا العلم في كل عصر عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين )) هذه كلها أدلة تبين أن الله سبحانه وتعالى سوف يحفظ دينه بأشخاص من عباده يصطفيهم ليكونوا حجة في الأرض بجهادهم واجتهادهم وصدقهم وإخلاصهم ينيرون الطريق ويميزون بين الحق والباطل فيقتدي بهم الناس . قال صلى الله عليه وسلم : (( ...عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ )) .
    وخلفاء الرسول لا ينحصرون في الأربعة وإنما هم موجودون حتى قيام الساعة عن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم : (( لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما وعدوانا ,قال: ثم يخرج رجل من عترتى أومن أهل بيتي يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا )) .
    بقلم عبدالمحمود ابو
    يتبع
                  

07-31-2009, 05:06 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الحلقة الثانية

    درجات الإسلام : ـ
    إن الإسلام هو دين الله الذي أنزله لهداية البشر ..ولكن التزام الناس به متفاوتا بين الإسلام الظاهري والإيمان والإحسان .. ويوضح معالم كل درجة هذا الحديث النبوى الشريف: عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال : ((بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد! حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الإسلام أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا . قال صدقت ! قال عمر ـ فعجبنا له يسأله ويصدقه . قال : فأخبرني عن الإيمان قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله اليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره . قال صدقت ! قال : فأخبرني عن الإحسان قال : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ...)) والقرآن الكريم أكد هذا المعنى وأقر هذا التقسيم .. قال تعالى : #61481;قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم )[الحجرات:14]
    فالإسلام هو: الإقرار بالشهادتين والنطق بهما والالتزام الظاهري بالقواعد .. والإيمان: درجة أعلى يتمثل في الالتزام الكامل بتعاليم الإسلام وتوجيهاته .. قال تعالى : #61481; إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)[العصر:3] . والإحسان: درجة أعمق .. والأنصارية هي الإحسان الذي وصفه رسول الله في حديثه مع جبريل عليه السلام والله سبحانه وتعالى طلب من المؤمنين بأن يكونوا أنصاراً له .. قال تعالى : #61481; يأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله .. #61480; [الصف:14] والإمام المهدي عليه السلام الذي جدد شباب الإسلام في السودان أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقد روى أبو داود بسنده أنه صلى الله عليه وسلم قال : (( لو لم يبق في الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً )) وجاء الإمام المهدي مستوفياً للشروط المذكورة في الحديث ووحد السودان بعد أن كان يقوم على دويلات قبلية وصحح العقيدة الإسلامية من الشوائب التي ألحقت بها وأقام مجتمعاً أشبه بمجتمع المدينة, بعد أن طرد الاستعمار وطهر البلاد من دنسه , وجدد الاسلام وأحيا أحكامه وطبقها فى الحياة الخاصة والعامة
    لقد سمى الإمام المهدي أصحابه بالأنصار استجابة للآية الكريمة : #61481; يأيها الذين آمنوا كونوا أنصــار الله .. #61480; وتيمناً بأصحاب رسول الله الذين نصروه في المدينة.
    تعريف الأنصارية:
    إن الأنصارية تعني الانتصار لدين الله سبحانه وتعالى في كل الأمور : في النفس و ما تملك وفي كل أوجه الحياة بحيث تكون حركات الإنسان كلها لله رب العالمين .. قال تعالى : #61481; قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين #61480; .
    إن الأنصارية دعوة للإنسان للسير في درب الله حتى يصل مرحلة يتذوق فيها حلاوة الإيمان قال الإمام المهدي عليه السلام في الراتب : " وذوقنا يا رب حـلاوة الإيمان بك وصفِّ سرائرنا حتى ندرك حـلاوة القرآن ". لقد وفقت الأنصارية بين علم الحقيقة وعلم الشريعة حيث اشتملت على أسس الطريقة الستة وهي : الذل والانكسار وقلة الطعام وقلة الشراب والصبر وزيارة السادات .. وزادت عليها ستة هي : الحرب والحزم والعزم والتوكل واتفاق القول والاعتماد على الله . إن الأنصارية في حقيقتها توفيق رائع بين الشريعة والحقيقة وبين العقل والنقل وبين مطالب الروح ومطالب الجسد وبين عالم الدنيا وعالم الآخرة إنها دعوة للتعمق الإيمانى والتأمل فى الكتاب المسطور"القرآن" والكتاب المنظور"الكون" إنها دعوة للصفاء والوفاء والصدق والاخلاص فى القول والعمل, إنها دعوة تنقل الانسان من الوقوف عند المظاهر والشكليات إلى التطلع إلى عالم الملكوت " فاجعل مطمح قلوبنا إليك ولاتجعل نظرها إلى ما كان من عدم".. إنها الرؤية الصحيحة للإسلام تقدمه للإنسانية بديلاً حضارياً ونظاماً اجتماعياً أعدل .. إنها تقوم على مرتكزات ثابتة وأهداف محددة ومنهج ملتزم بروح المرتكزات ومقتضيات الأهداف ..
    أولاً: مرتكزات الأنصارية :
    التـوحيــد :
    إن الأساس الأول الذي اتفقت عليه كل الرسالات السماوية هو توحيد الله وإفراده بالعبادة .. وقد ركز رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر عاماً في مكة على تصحيح العقيدة وإقامة جماعة موحدة لله سبحانه وتعالى وقد حدد معالم التوحيد في حديثه لابن عباس : (( يـا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك .. إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة كلها لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك .. رفعت الأقلام وجفت الصحف )) .
    لقد جاء الإمام المهدي وصحّح العقيدة من الشوائب التي لحقت بها وأخرج التوحيد من القوالب الفلسفية التي أدخلت فيها وقدم التوحيد مبسطاً مفهوما كما نزل به الوحي وبينه رسول الله فقال الإمام المهدي : (( اعملوا أن أصل التوحيد الشهادتان تتضمنه سورة الإخلاص مع معرفة معانيها تكفي من دون احتياج إلى غيرها )) .. والتوحيد عند أنصار الله ليس كلاماً يحفظ وإنما هو يقين يثمر سلوكاً ؛ وليس تعقيداً بألفاظ ومصطلحات وإنما هو تعمق في المعاني والجوهر قال الإمام المهدي مستشهداً من القرآن : (( #61481; شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم #61480;[آل عمران:18] وإني أشهد بما شهد الله به وملائكته وأولو العلم وأستودع الله هذه الشهادة وهي لي عند الله وديعة :أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اللهم أنت الواحد الذي بيدك الغائب والشاهد فثبت شهادتي هذه على ما يرضيك ونورها بنورك الذي نورت به شهادة الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين واجعل لي من حظ اليقين كما أعطيتهم من الرسوخ في التمكين حتى لا يتزلزل يقيني بالرياح العواصف واجعله ملكة لا تزول وعلى القلب بالنور عاكف يا من بيده كل شئ فسامحني فيما جنيت به في التعدي على الحق اليقين ومكني في الإيمان والتوحيد بكامل التمكين واستودع الله هذه الشهادة وهي لي عند الله وديعة فإني ضعيف عن القيام بها وعن حفظها أقل من ساعة فيا من إليه الضراعة ويا من بيده كل شفاعة احفظ وديعتي هذه بفضلك بحرمة من أذنت له في الشفاعة حتى لا تكون لي شبهة ولا وهم ولا أدنى حطة عن كمال نور التوحيد والإيمان .. )) إنه توحيد يزداد بالتفكر في آيات الله والاعتبار بها #61481; إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون #61480; [البقرة:164] بهذا التوحيد انتصر أصحاب رسول الله على عدوهم فقد عرفوا الله حق معرفته وقدروه حق قدره ولسان حالهم يقول :
    ليتك تحلـو والحيـاة مريرة
    وليتك ترضى والأنام غضاب
    وليت الذي بيني وبينك عامر
    وبيني وبين العالمين خراب
    إذا صح منك الود فالكل هين
    وكل الذي فوق التراب تراب

    ومن كان هذا حاله لا يخشى إلا الله ولا يعتمد إلا عليه وهو على يقين أن الأمر كله لله ويستوى عنده التبر والتراب.. فعندما حاصر أعداء الإسلام الجزيرة أبا لضرب الإمام وأصحابه جاء بعض الأنصار إلى الإمام المهدي عليه السلام فقالوا له : يـا مهدي إن الترك معهم السلاح الناري ونحن ليس معنا شئ منه .. فقال لهم " والله إن قوي يقينكم في الله إن أشرتم بأدنى قشة تقضي حاجتكم ، من لم يكن معه سلاح فليأخذ من حطب الخلوة " فصار الحطب في أيديهم سلاحاً يقاتلون به أعداء الله ؛ وهذا يشبه تماماً ما حدث للصحابي الجليل عكاشة بن محصن عندما انكسر سيفه في غزوة بدر فجاء إلى رسول الله فأعطاه عوداً فصار في يده سلاحاً فقاتل به طيلة حياته حتى استشهد في معركة اليمامة .. فالتوحيد عند أنصار الله ليس كلاماً تلوكه الألسنة وليس حديثاً تنطق به الشفاه وليس نصوصاً تحفظ دون عمل ولاشبهات تبلبل بها الأفكار وإنما هو إيمان راسخ لا يتزعزع يثمر التزاماً بمبادئ الإسلام وتعاليمه قال صلى الله عليه وسلم: (( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار )) وقال إمام المتقين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : (( الإيمان هو اليقين واليقين هو التصديق والتصديق هو الإقرار والإقرار هو الأداء والأداء هو العمل )) وقال الإمام المهدي عليه السلام في الراتب : (( ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير . اللهم اجعل صدق ذلك في قلوبنا كما نطقت به ألسنتنا حتى يكون توكلنا عليك صادقاً وإنابتنا إليك تحقيقاً فلا مصير لنا إلا إليك ولا تجعل قلوبنا مخالفة لأقوال ألسنتنا بل نسألك أن تزيد صدق الجنان حتى يتفجر منه الصدق على نطق اللسان فتكثر الصالحات في قلوبنا وتوفق أعضاءنا على ما يرضيك )) .
    الالتزام بالكتاب والسنة أصلاً للحياة الخاصة والعامة :
    ومعنى هذا أن تكون كل أنشطة الأنصاري قائمة على الكتاب والسنة .. قال تعالى :#61481; وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا .. #61480;[الحشر:7]. والمهدية ما قامت إلا لإحياء الكتاب والسنة المقبورين حتى يستقيما .. وقد طبقهما الإمام المهدي عليه السلام تطبيقاً محكماً فى نفسه وفى خاصته وعلى نطاق الدولة ويلاحظ المطلع على منشوراته وكل مخاطباته أن القرآن كان حاضرا بنصه وروحه فى كل مايصدر عنه, وكان التزامه بهما التزاماً صارماً وحمل أصحابه على ذلك وقال : (( ونسألك اللهم بحق خفي لطفك وبحق ظاهر عطفك وبحق اصطفائك لأوليائك وتقريبك لأنبيائك أن تهب لنا حلاوة القرآن وأن تبين لنا المعنى فيه أحسن البيان وأن توفقنا على العمل بما فيه يا رحمن )) وقال:
    (( واجعلنا وأصحابنا على أثر نبيك صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ولا تزغ بنا عن سكتهم إلى أن نلقاك سالمين من الآثـام )) .. وقال صلى الله عليه وسلم : (( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً كتاب الله وسنتي )) .فالأنصارية ملتزمة التزاما صارما بأحكام الاسلام الواردة فى الكتاب والسنة لأن صلاح المؤمن فى الدنيا وفلاحه فى الآخرة متوقف على الاستقامة على النهج الذى جاء به القرآن وبينته السنة المطهرة وتعاليم الاسلام الملزمة جاءت حصرا في قطعيات الكتاب والسنة فواجب على المسلم أن يتعرف عليها ويضبط حياته وفق توجيهاتها, والأنصارية ملتزمة التزاماً كاملاً بالكتاب والسنة لا تحيد عنهما قيد أنملة لأنهما المصدر الأول للتشريع فى الاسلام.ومجدد الدعوة كررأكثر من مرة أنه عبد مأمور بإحياء الكتاب والسنة المقبورين حتى يستقيما.

    القيـــادة :
    قال تعالى : #61481; ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ..)[النساء:83]. وأولو الأمر هم العلماء العاملون وقادة الأمة الذين يقتدي بهم . إن القيادة عند أنصار الله ضرورة لا يتم الواجب إلا بها فأمر الدين من الأمور التى تحتاج إلى قيادة تتولى أمر التوجيه والإرشاد بشأنها, والقيادة يحتاج إليها المجتمع الراقى فى كل شئونه والتزاماً بالتوجيه النبوي : (إذا كنتم ثلاثة فأمروا أحدكم ) فإن القيادة عند أنصارالله من ركائز الدعوة وقد حدد الإمام المهدي عليه السلام شروط القيادة في هذه القاعدة الجامعة المانعة: " من تقلد بقلائد الدين ومالت إليه قلوب المسلمين " ومعنى ذلك أن يكون القائد مؤهلاً تأهيلاً كاملاً بالعلم والحكمة والاستقامة والشجاعة والبلاء وأن تختاره الأمة وترضى عنه .. وقد قال صلى الله عليه وسلم : (( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم )) . وقد أضاف الإمام عبد الرحمن إلى تلك الشروط قوله : " أن يكون أعلى الناس همة وأوفاهم ذمة وأكثرهم إيمانا" . والقيادة وظيفتها تتمثل في الهداية والإرشاد وقيادة الجماعة على الطريق المستقيم وهي وسيلة لسلوك المنهج الصحيح .
    قال الإمام عبد الرحمن : " الوسيلة يهديك ويرشدك ويدلك حتى يتنور قلبك فإذا تنور قلب العبد تجلت فيه معرفة الله وبمعرفته لله يوفق إلى صالح الأعمال وبصالح الأعمال يصل الإنسان إلى الله " وطاعة القيادة عند أنصار الله مشروطة بالتزامها بالكتاب والسنة والالتزام بالمبادئ قال الإمام :عبد الرحمن (أما إمامتى فمشروطة باقتفاء أثر الامام المهدى عليه السلام يا إخوانى: أقوالي وأفعالي وما آمركم به اعرضوها على الكتاب والسنة ,فإن وافقت الكتاب والسنة فاعملوا بها وإلا فاضربوا بها عرض الحائط وابحثوا لكم عن طريق تصلون به إلى الله ثم تلي قوله تعالىوماكان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون( [آل عمران: 79] إن القيادة عند الأنصار تستند في شرعيتها على الشورى المسنونة ورضا الجماعة والإلهام الصائب .وجاءت البيعة متضمنة لهذه المعانى فبيعة الامام المهدى عليه السلام كانت كبيعة رسول الله عندما فتح مكة فى مضمونها "ففي رسالة لاتباعه على سكة رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفر من عام 1301هـ قال: يا أحبابي قد بايعتموني على ألا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تأتوا ببهتان، ولا تعصوني في معروف، وعلى أنكم تختارون الآخرة فلا تطلبون إلا ما عند الله. وأن تزهدوا الدنيا وتبذلوا أنفسكم وأموالكم في سبيل الله وألا تفروا من الجهاد رغبة فيما عند الله لا لرغبة الدنيا ولا رياسة ولا ثناء" .وبيعة الأئمة من بعده لاتخرج عن هذا المضمون وبعد المؤتمر الأول لهيئة شئون الأنصار فى19 سبتمبر 2002 أقر المؤتمر صيغة جديدة للبيعة تضمنت البيعتين السابقتين وأضافت إليها معانى جديدة وصيغتها مالآتى " بايعناك على قطعيات الشريعة بايعناك على بيعة الإمام المؤسس الأول وخليفته, وبيعة الإمام المجدد الثانى وخليفتيه, بايعناك الشورى وحقوق الانسان, بايعناك على صلاح الدنيا وفلاح الآخرة, بايعناك على الطاعة المبصرة فيما يرضى الله ورسوله ونشهد الله على ذلك وهو خير الشاهدين"

    بقلم عبدالمحمود ابو ابراهيم الامين العام لهيئة شئون الانصار
                  

07-31-2009, 05:09 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الحلقة الاخيرة

    الجهـــاد :
    الجهاد فى الاسلام هو بذل الوسع كله من أجل إعلاء كلمة الله وهو ينطبق على كل مجهود يبذله الانسان لتحقيق هذه الغاية , فمحاسبة النفس وكفها عن المحرمات جهاد, والصبر على المكاره والشدائد جهاد, والتزام الطاعات التى أمر بها الاسلام جهاد, والأنشطة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية المقصود بها إعلاء كلمة الله كلها تدخل في قائمة الجهاد .. ومعنى ذلك أن كل أنشطة المسلم إذا كانت موافقة للشرع وخالصة لوجه الله تكون جهادا فى سبيل الله, وهذا معناه أن الأنصارى يكون فى جهاد دائم حتى يلقى الله ـ وأما الجهاد قتالاً فله أسبابه ومسوغاته الشرعية ويعتبر استثناء لا أصلا ويوجبه أمران : الأول : الرد على العدوان قال تعالى #61533;....فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم........ #61531;[البقرة: 194] والثاني: الظلم والإعتداء على الحرية ودليل ذلك قول الله تعالى : #61481; أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير #61475; الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ..)[الحج:39- 40] إن مغالبة النفس ومجاهدتها جزء من قدر الانسان , لقد خلق الإنسان في كبد وهو كادح إلى ربه كدحاً فملاقيه .. فالمعاناة ضرورية للإنسان لأنها تصقله وتظهر معدنه وتروضه على مواجهة الصعاب والأدب الأنصاري فيه ترحيب بالشدائد واستعداد معنوي لملاقاتها فقد جاء في الراتب " واجعلنا ممن آثر التقوى والوفاق والصبر على الشدائد والمشاق رغبة في دوام القرب والتلاق وقوي نورنا ليهون علينا ذلك واجعل لنا قوة على تحمل ما يرضيك والقيام به رغبة فيما عندك يا قادر يا كريم يا رزاق " قال تعالى : #61565;آلم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين#61563; [العنكبوت:1-3] وقال تعالى: #61481; والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا .. #61480; [العنكبوت:69] إن الدعوات لا تنتصر بالأفكار المجردة والأماني وإنما تنتصر بالمجاهدات والتضحيات .
    الجذور والأغوار الروحية :
    الانسان مخلوق من جسد وروح وقيمته ليست فى جسده وإنما القيمة للروح, إن الأبعاد الروحية لها أهمية قصوى في الإسلام فالإيمان نفسه غيبي والاتصال بالله سبحانه وتعالى يكون عن طريق الرياضات الروحية والمعرفة تكتسب بالتقوى : #61481; واتقو الله ويعلمكم الله .. #61480; والعبادات لها مغزى روحيا .. إن ربط أنشطة الإنسان بأبعاد اجتماعية وروحية مع مراعاة المقاصد يكسبها حيوية ويجعل لها أثراً ملموساً في الحياة .. فالصلاة مقترنة بمقصد #61481;وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر .. #61480; [العنكبوت:45] وهي صلة بين العبد وربه فأقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد .. وقال عز وجل في الحديث القدسي: #61481; إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي ولم يستطل على خلقي ولم يبت مصراً على معصيتي وقطع نهاره في ذكري ورحم المسكين وابن السبيل والأرملة ورحم المصاب ذلك نوره كنور الشمس أكلؤه بعزتي وأستحفظه ملائكتي أجعل له في الظلمة نوراً وفي الجهالة حلماً ومثله في خلقي كمثل الفردوس في الجنة #61480; . والزكاة : تزكية للنفس وطهارة للأموال وإظهار لصدق العبد ولذلك سميت صدقة .. قال تعالى : #61481; خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها .. #61480; والإنسان في حياته حريص على
    شيئين : على روحه وعلى ماله وقد اشتراهما الله منه بمجرد إيمانه .. قال تعالى: #61481; إن الله اشتـرى من المؤمنين أنفسهـم وأموالهـم بأن لهم
    الجنة .. ) [التوبة:103] والحقيقة هي أن المال مال الله والإنسان مستخلف فيه وهو وسيلة لتحقيق مطالب الإنسان وفق مقاصد الشرع الحنيف والإنسان المؤمن مطالب بالإنفاق فى سبيل الله #61481; وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه .. #61480;[الحديد:7] والكسب الذي ينفق منه يجب أن يكون مشروعاً وطيباً .. قال تعالى : #61481; ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون .. #61480; [البقرة:267] وقال صلى الله عليه وسلم : ((إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً وان الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى #61481; يأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً #61480; .. وقال تعالى #61481; يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم .. #61480; ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يـارب يـارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنّى يستجاب له )) .. فالزكاة إذن وسيلة تهذيب وتطهير للنفس الإنسانية ونوع من أنواع التكافل في المجتمع الإسلامي. والصوم امتناع من المباحات في وقت معلوم تشبهاً بالملائكة وتقربا لله سبحانه وتعالى. إنه حرمان للجسد من بعض مطالبه تطلعاً للسمو الروحي ، فالإنسان ليس لحماً وعظماً وكفى .. وإنما هو مخلوق فيه قبضة من طين وقبس من روح الله :

    يـا خادم الجسم كم تشقى لخدمته
    أتطلب الربح مما فيه خسران
    أقبل على النفس واستكمل فضائلها
    فأنت بالروح لا بالجسم إنسان

    فالصوم يكبح جماح النفس الإنسانية ويسمو بها إلى رحاب فيها :

    قلوب العاشقين لها عيون
    ترى ما لا يراه الناظرون
    وأجنحـة تطيـر بغير خفـق
    إلى ملكـوت رب العالمين

    إنه وسيلة من وسائل الإسلام لمحاربة الانحرافات الإنسانية " فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم " .
    والحج سياحة روحية ومادية إلى حيث نادى إبراهيم عليه السلام : #61481; ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون)[ابراهيم:37] فالحج عبادة يتساوى فيها الناس في زيهم ويقفون جميعاً على عرفات وقفة أشبه بالموقف العظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وللحج مقاصد وغايات قال تعالى: #61481; الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج .. #61480;[البقرة:197]
    إن عبادات الإسلام إذا ربطت بمقاصدها حققت أغراضها وفاعليتها وحيويتها إنها مثل طائر في سرب لا يجوز فصلها عن بقية أركان المجتمع الإسلامي ووسائله .

    ثانياً / الأهـداف :
    إن الأنصارية تسعى لتحقيق الأهداف الآتية:
    1- البعث الإسلامي في كافة أوجه الحياة على أساس أن الانسان خلق للقيام بأمر الاستخلاف فى الأرض
    2- تصحيح ونشر المفاهيم الصحيحة للاسلام تقوم على الشمول والاعتدال والوسطية فى الفهم والمعتقد والممارسة
    3- بسط روح التسامح والتواصل والتعايش السلمى بين الأديان والثقافات والحضارات على أساس المشترك الانسانى.
    4- غرس الروح الوطنية فى نفوس ووجدان الأمة السودانية المتميزة بقيم التسامح والبطولة والاباء والكرامة
    5- ترسيخ ثقافة حقوق الانسان وحرياته على أساس التكريم الالهى لبنى آدم.
    6- السعى لإقامة مجتمع إسلامي صحيح العقيدة سليم العبادة متحل بمكارم الأخلاق ملتزم بمنهج الله الذي من أجله خلق الإنسان يكون هذا المجتمع نموذجاً للإنسانية تقتدي به .
    7- التطلع لنيل رضاء الله سبحانه وتعالى الذى خلق الانسان من عدم وأحاطه بالنعم من بين يديه ومن خلفه وجعل له الأرض ذلولا يمشى فى مناكبها ويأكل من رزق الله.

    ثالثاً / المنهــج :
    إن البعث الإسلامي المنشود لا يتحقق إلا بمنهج واضح محدد المعالم ومنهج الأنصار في الدعوة يقوم على الآتي : ـ
    ( أ ) الفهم الصحيح للاسلام: جاء الإسلام ديناً خاتماً للرسالات قبله متضمناً لأصولها ومعترفاً بنسبتها لله ، فالدين واحد هو الإسلام جاء به كل المرسلين والاختلاف إنما هو اختلاف فى الشرائع مراعاة لاختلاف الزمان وتغير ظروف المكان .. قال تعالى : #61481; شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه .. #61480;[الشورى:13]
    والمجتمع الإنساني مر بنفس المراحل التي يمر بها المولود : مرحلة الطفولة ثم مرحلة الشباب ثم مرحلة اكتمال العقل . فلما وصلت البشرية مرحلة النضج جاءتها رسالة الإسلام الخاتمة وفي فهم أنصار الله أن الإسلام جاء ملبياً لكل حاجات الإنسان المشروعة ومستجيباً لكل مطالبه الروحية والمادية والعقلية والخلقية والمعرفية والذوقية والفنية والرياضية والاجتماعية وعلاقته بالبيئة .. فليس هنالك تناقض بين الفطرة السليمة وبين الإسلام. لأن الإسلام نفسه دين الفطرة #61481; فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون #61480; [الروم:30] ولا يوجد تناقض بين مبادئ الإسلام وبين استنتاجات العقل .. قال صلى الله عليه وسلم في حديث رواه الإمام أحمد : (( إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم وتلين له أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم قريب فأنا أولاكم به ، وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم بعيد فأنا أبعدكم منه )) . إنه دين أقر للإنسان مطالبه وأباح له إشباع رغباته بصورة منضبطة ومتوازنة .. قال تعالى : #61481; قـل من حـرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من
    الرزق .. #61480; [الأعراف:32]
    لقد كرم الإسلام الإنسان تكريماً لم يجده في أي دين آخر فهو مكرم لمجرد إنسانيته بغض النظر عن عقيدته أو لونه أو عرقه .. قال تعالى : #61481; ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)[الاسراء:70].إن الإسلام لم ينزل ليفرض على الناس مفاهيمه بالقوة بل ترك للإنسان حرية الاختيار #61481; وقل الحق من ربكم من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .. #61480; [الكهف:29] والرسول صلى الله عليه وسلم مهمته تنحصر فى البلاغ فحسب إن آمن الناس فبها ونعمت ، وإن لم يؤمنوا فليس عليهم بمسيطر .. قال تعالى : #61481; أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين #61480; [يونس:99] وقال : #61481; لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي .. #61480;[البقرة:256]
    إن الناس في الدنيا متساوون في الحقوق والواجبات وهم أمام القانون والشرع سواء فلا أفضلية لأحد على آخر بسبب اللون أو الجنس أو العرق اوالدين والتمييز يكون غداً عند الله علام الغيوب.. قال تعالى : #61481; يـأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم..#61480;[الحجرات:13]والحرية شرط أساسي في التكليف فلا قيمة للحساب إذا لم يكن المحاسب حراً ولا يملك أحد في الدنيا حق توزيع صكوك الغفران للناس والحكم عليهم بدخول الجنة أو النار .. إن هذا الحق يملكه الله سبحانه وتعالى وحده إن شاء غفر لهم جميعاً وإن شاء عذبهم جميعاً وإن شاء أدخل بعضهم الجنة وبعضهم النار .
    إن الخطوة الأولى للبعث الإسلامي هي الفهم الصحيح للإسلام وتقديمه للناس كما أنزله الله بأسلوب حكيم مجرد من الغرض وخالي من التنفير .. قال تعالى : #61481; ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن .. #61480;.[النحل:125]
    ( ب ) توحيـد أهـل القبلـة:
    دعت الأنصارية إلى توحيد أهل القبلة ، وأهل القبلة هم كل من نطق بالشهادتين وآمن بالبعث وأقر بتعاليم الإسلام على الجملة . فالناس تتفاوت درجاتهم والتزاماتهم فالمطلوب هو الالتزام بالأصول ولا يضير اختلاف الاجتهادات في الفروع ما دامت كلها تصب في مصلحة الإسلام والمسلمين . إن الاختلافات الفكرية والمذهبية والسياسية ضرورة لأن الحقيقة الكاملة لا يملكها إلا الله سبحانه وتعالى وقد وزعها على عباده بنسب متفاوتة ليتكاملوا حتى وهم يتصارعون .. فالاختلاف نفسه ليس عيباً وإنما العيب هو أن يتحول الاختلاف بين المسلمين إلى تعصب واتهام الآخر بالكفر والزندقة لمجرد المخالفة في الرأي . إن أنصار الله يعتبرون الاختلاف بين المسلمين في الفروع هو اختلاف تنوع وليس اختلاف ضدية وله أسباب موضوعية منها الآتي :
    • نزل القرآن بروايات مختلفة وعلى ضوئها تختلف بعض المعاني والأحكام مثل : قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )[الحجرات: 6] من سورة الحجرات قرأ ابن عامر (فتثبتوا ) بدل فتبينوا وقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين ... ) [المائدة: 6] سورة المائدة قرأ أبو عمرو الدوري ( وأرجلكم ) بكسر اللام وهذاالاختلاف أدى إلى تغيير الحكم من الغسل إلى المسح.
    • عدم تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن كله وترك ذلك لاجتهاد العلماء لأعمال عقولهم وفق مقاصد الشريعة .
    • السنة واختلاف العلماء حول حجيتها توسيعاً وتضييقاً وتفاوت الأحاديث بين الصحة والضعف
    • إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم بالاجتهاد .فعندما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن قال له (كيف تقضى إذا عرض عليك أمر؟ قال بكتاب الله , قال فإن لم تجد في كتاب الله ؟ قال بسنة رسول الله قال فالم تجد في سنة رسول الله ؟ قال اجتهد رأى ولا آلو فوضع رسول الله يده على صدر معاذ وقال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضى رسول الله)
    • مصادر التشريع والاختلاف حول ترتيبها ومنهج علماء الأصول فيها توسيعاً وتضييقا
    • اختلاف الأمصار والأزمنة واختلاف الفتوى تبعاً لها .
    إضافة لهذه الأسباب هناك أسباب أخرى ساهمت في تعدد المدارس الفكرية والمذهبية في ديار الإسلام . إن التعدد في الكون مطلوب ما عدا الذات الإلهية والرسول صلى الله عليه وسلم في عهده تعددت أراء أصحابه فأقرهم عليها والوحي ينزل. فقد اختلفوا فيما يفعلون بأسرى بدر واختلفوا حول صلاة العصر في بني قريظة وروى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" أرحم هذه الأمة بها أبو بكر ، وأقواهم في دين الله عمر، وأفرضهم زيد بن ثابت ، وأقضاهم علي بن طالب ، وأصدقهم حياء عثمان بن عفان ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعـب ، وأبو هريرة وعـاء من العلـم ، وسلمان عالم لا يدرك ، ومعاذ بن جبل أعلم الناس بحلال الله وحرامه ، وما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر )) فالاختلاف ضرورة لاستيعاب الاجتهادات وتنوعها في كل جزئية من الجزئيات .. قال تعالى : #61481; ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم..)[يونس:119]. وتوحيد أهل القبلة لا يعني أن يكون فهم الناس متطابقاًفى كل صغيرة وكبيرة وإنما يعني اتفاقهم على الآتي :
    1- توحيد الله
    2- وحدة الهدف
    3- الالتزام بقطعيات الشريعة
    4- عدم التكفير للمخالفين في الرأي
    5- نصرة المظلوم
    6- التسامح بين الجماعات المختلفة
    7- عدم فرض الرأي بالقوة
    8- الاتفاق على مؤسسة اجتهادية تمثل فيها كل الفئات لتداول الآراء المختلفة وتكون المرجعية للاجتهاد
    . إن توحيد أهل القبلة إذا تحقق سوف يجنب المسلمين كثيراً من المشاكل التي جرها عليهم التعصب وسوف يتهيأ المناخ للانطلاقة الإسلامية الكبرى بوعي وإدراك إن شاء الله .

    ( ج ) مرجعيـة التشـريع:
    إن الأنصارية تعتبر أن الملزم من التشريع الإسلامي هو ما كان قطعي الورود والدلالة .. فالقرآن كله قطعي الورود وجله قطعي الدلالة أي أنه كله موحى به من عند الله كلمة كلمة وحرفاً حرفا ومعظم كلماته آيات محكمات هن أم الكتاب وبه كلمات متشابهات تحتمل أكثر من معنى . والسنة ما كان منها وارداً عن طريق التواتر وثبتت صحة نسبته إلى رسول الله فهو قطعي الورود وما لم تصح نسبته إلى رسول الله يقاس على القرآن , والسيرة النبوية تعتبرترجمة وتجسيدا لتعاليم الإسلام . إن القرآن الكريم والحديث الصحيح والسيرة الثابتة كلها مصادر للتشريع ملزمة . أما التفاسير والاجتهادات الفقهية والآراء الفكرية التي قال بها العلماء فهي للاستنارة والاستصحاب والاستفادة .. فما كان منها أقرب إلى قطعيات الإسلام ومقاصده ويتلاءم مع ظروف عصرنا أخذنا به وما كان مرتبطاً بزمن محدد واملته ظروف معينة ولا يحقق المقصد الإسلامي المطلوب في عصرنا تركناه .
    وقد وضع الإمام المهدي عليه السلام في هذا المعنى القاعدة الذهبية التي تقول " لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال " فأنصار الله لا يتقيدون بمذهب معين وإنما مذهبهم الكتاب والسنة التزاما بقوله صلى الله عليه وسلم : (( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً كتاب الله وسنتي )) .

    ( د ) التعامل مع غير المسلمين:
    إن غير المسلمين أخوتنا في الإنسانية وعليه فإن أنصار الله نهجهم في التعامل معهم يقوم على الآتي :
    1- التعاون معهم في القضايا الإنسانية: مثل إزالة آثار الكوارث الطبيعية والمجاعات والحفاظ على البيئة والتعاون الدولي لحفظ السلام والأمن وتبادل المنافع معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم والسند في ذلك هو قول الله سبحانه وتعالى : #61481; لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) ومعاملة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم .. فعندما أصيبت مكة بالمجاعة أرسل رسول الله خمسمائة دينار ذهبي لأبي سفيان ليوزعها على فقراء مكة.
    2- معاملتهم بالحسنى وعدم الإساءة إلى معتقداتهم مع الإقرار بانحرافها: فقد أمر الإسلام أن يجادَلوا بالتي هي أحسن بل نهى عن سب آلهة الوثنين .. فقال تعالى : #61481; ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير
    علم #61480;
    3- اتخاذ أسلوب الحوار معهم: إن حجتنا هي الأقوى فقد ورد ذكر رسول الله وصفاته في كتبهم وبشر به أنبياؤهم . وكتابنا نصه موحد ومتفق عليه من جميع المسلمين ولا يوجد تناقض بين تعاليمه وبين الحقائق العلمية والمعارف الإنسانية التي توصّـل إليها الإنسان ، بينما كتبهم متعددة ومتناقضة ومنسوبة إلى مؤلفيها ولم تنسب لله ورسولنا الوحيد من بين المرسلين أوراقه الثبوتية معروفة فأسرته من جهة الأب والأم معروفة وتاريخ ميلاده ومكانه معروفان وحاضنته ومرضعته معروفتان ومعروف أين تربى وأين مات وسيرته كلها مدونة ومحققة ولا يوجد تناقض بين المسلمين حول سيرته فهذه الحجج الدامغة والمفاهيم الواضحة تعطينا أقوى سند مقابل أطروحات الآخرين .. فالحوار هو أفضل أسلوب للتعامل مع غير المسلمين ولنشر الإسلام بصفة عامة .
    4- التعايش معهم والتنافس سلمياً : إن الإسلام هو دين التسامح والاعتدال ومفاهيمه تعتمد على الحجة ومخاطبة العقول .عليه فإن أسلوب التعايش مع غير المسلمين والتنافس هو الأجدى والأنفع للإسلام حيث تظهر حجته ويبرز منطقه أمام حجج الآخرين ومنطقهم .
    (ه) نظام الحكم في الإسلام :
    لقد عرف المسلمون عدة أنظمة تعاقبت عليهم بعد موت رسول الله وإلى يومنا هذا ، بدأت بالخلافة الراشدة ثم الملك العضود ثم الخلافة الموروثة وعرف المسلمون عدداً من نظم الحكم في العصر الحديث مثل الديمقراطية ونظام الحزب الواحد والحكم العسكري والنظام الملكي وغيرها ـ والسبب في تعدد أنظمة الحكم هو أن الإسلام لم يلزم المسلمين بنظام حكم معين وإنما حدد مبادئ وترك للمسلمين تطبيقها وفق ظروف زمانهم ومكانهم .
    إن النظام الإسلامي يقوم سياسياً على الشورى والحرية والعدالة والمساواة والوفاء بالعهد ـ واقتصادياً على الإنتاج والعدالة في توزيع الثروة والتكافل وتحريم الاستغلال والربا والكسب دون جهد ـ ويقوم اجتماعياً على الإخاء والتعاون والرحمة .
    إن النظام الذي يقوم على النيابة في الحكم والفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ويسمح بتداول السلطة سلمياً ويحقق الرقابة على المسئولين والحكام ويسائلهم ويحاسبهم على تصرفاتهم هو النظام الديمقراطي عليه فإن الأنصار يعتقدون أن النظام الديمقراطي في ظله تتحقق فرائض الإسلام السياسية .فالديمقراطية تحقق مبادئ الإسلام في الحكم وفي ظلها يقوم نظامه المنشود ولذلك فإن أنصار الله يعترفون بالديمقراطية ويقرونها ويرون أنها لا تتعارض مع الإسلام بل تحقق مقاصده .

    (و) المـرأة والتعـامل معهـا :
    كانت المرأة قبل الإسلام مهضومة الحقوق ومضطهدة من المجتمع فمكانها في مؤخرة المنزل وتورث من ضمن المال وليس لها حق ملكية أي شئ حتى نفسها ، وكانت تدفن وهي طفلة حية مخافة العار في المستقبل وكان الرجل إذا أنجبت زوجته بنتاً هجرها وابتعد عنها .. قال تعالى :
    #61481; وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم #61475; يتواري من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون #61480; ( #61489 .
    جاء الإسلام وأبطل كل تلك المفاهيم والعادات وحقق للمرأة كرامتها وإنسانيتها وأنزل سورة تسمى سورة النساء تتناول شئونها . لقد ساوى الإسلام بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات وأكد قائلاً : #61481; من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة .. #61480;الآية: 97 من سورة النحل وخاطب الإسلام المرأة بأحكام الشريعة كما خاطب الرجل قال تعالى : #61481; إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً #61480;( #61489 والمرأة تدعو للإسلام كما يدعو الرجل وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتسعى في كل شئون حياتها مثل التجارة والصناعة والزراعة وجميع الأعمال التي تليق بها وبأنوثتها وتحفظ كرامتها .. إنها الشق الآخر للنوع الإنساني .. وهنالك نساء حفظ التاريخ أسماءهن مثل مريم وخديجة وعائشة وفاطمة وبلقيس ورابعة العدوية ورابحة الكنانية التي قطعت الفيافي والصحاري على قدميها لتخبر المهدي بتحركات جيش العدو .
    إن الأنصارية تحترم المرأة وتعترف لها بحقوقها وتدعوها للقيام بدورها الذي طلبه منا الشرع فهي مكرمة أما وأختاً وبنتاً وزوجة أعطاها الإسلام الحق في التعليم والحق في العمل والقيام بالأنشطة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .



    رابعاً / الراتــب :
    الذكر في الإسلام له أهمية كبيرة ولذلك حث عليه الله سبحانه وتعالى في كتابه حيث قال : #61481; يـأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا #61480;الآية:41و42 من سورة الأحزاب .. وقال #61554; : (( ألا أدلكم على خير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم في أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا بلى يا رسول الله قال : ذكر الله )) .
    وذكر الله لا يقتصر على الدعاء باللسان وإنما هو أعمق من ذلك . وأبلغ أنواع الذكر هو استحضار عظمة الله في القلب .
    إن المواظبة على ذكر الله تورث صفاء وشفافية وسمواً روحياً بل ووصالاً واتصالاً .. لقد جمع الإمام المهدي #61557; في ورده آيات مختارة من القرآن والسنة صيغت على نسق بديع يمتاز بسلالة الأسلوب وعمق المعاني مع الأدب الرفيع وسمي هذا الورد بالراتب . . يقول الإمام الصادق المهدي عن الراتب " إنه ديوان للمعاني الروحية الإسلامية وجرعة مكونة من تلك المعاني ليتيسر تناولها والاهتداء بها " .
    والراتب لا يقف عند حد الأدعية والابتهالات انه منهج تربوي يدعوا إلى التضحية والفداء ورؤية عميقة للكون والحياة ووسيلة فعالة لتهيئة الإنسان ليعيش مع القرآن تدبراً وتفكراً والتزاماً ومع رسول الله #61554; حباً واقتداء .. وأحيل القارئ إلى كتاب الدكتور موسى عبد الله حامد ( تبصرة وذكرى سياحة في راتب الإمام المهدي ) وكتاب الأستاذ يوسف حسن ( دراسة حول راتب الإمام المهدي ) .









    ختاماً:
    هذه محاولة للتعريف بالأنصارية وأهدافها ومقوماتها والمنهج الذي تتبعه لتحقيق أهدافها وهى ليست دراسة أكاديمية أو بحثا منهجيا وانما قناعات ومفاهيم حاولت تسجيلها لينتفع بها القارئ وهى موجهة للأنصار ولغيرهم من الباحثين عن الأنصارية أرجو أن تفي بالغرض وتفتح الباب لكتاب آخرين بالتوسع في هذا المجال والتعريف بهذا الكيان الذي حرر السودان في القرن التاسع عشر وأوجد له كياناً قومياً وحدد معالمه وحدوده الجغرافية .. إنها دعوة للتعرف على الأنصارية بعيداً عن التأثير الاستعماري ودعوى ورثته .
    أسأل الله أن ينفع بهذا الكتاب كل من قرأه وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم قال تعالى : #61481; قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين).
                  

07-31-2009, 05:10 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    نبذة تعريفية عن الأنصار











    مقدمة:



    ارتبط قيام كيان الأنصار بالدعوة المهدية وثورتها ثم دولتها في السودان في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، حيث سمى الإمام أتباعه بأنصار الله مصداقا للآية: {يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصارا لله}، وصار أتباع المهدية داخل السودان وخارجه -في نيجريا والكمرون والسنغال وتشاد وغيرها- يسمون بالأنصار.



    إن التزام أنصار الله ونهج أصحاب الإمام المهدي عليه السلام يقوم على خمسة أسس واضحة هي:



    أولا: الالتزام بالكتاب والسنة والامتثال للنص القرآني والسني القطعي ورودا والقطعي دلالة.



    ثانيا: فيما عدا القطعيات هذه فإن أحكام الإسلام تحتمل الاجتهاد والتجديد على أساس : لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال.



    ثالثا: إن لتكاليف الإسلام أغوارا وبواطن لا تصلح إلا بصلاح تلك البواطن.



    رابعا: الجهاد الهادف لإعلاء كلمة الله ماض إلى قيام الساعة .



    خامسا: الإمامة قيادة دينية واجبة.



    تنظيم كيان الأنصار:



    لم يجر إحصاء دقيق للأنصار بعد، والهيئة ساعية في رصد وتشبيك الأنصار داخل السودان وخارجه، والتقدير المبني على رحلات الهيئة الميدانية واتصالها الجماهيري هي ان أعداد الأنصار بالسودان تصل لحوالي ثمانية مليون أنصاري. كذلك توجد ملايين من المجموعات الأنصارية في نيجريا، وأقل منها في بلدان إفريقية أخرى.



    لقد مر تنظيم الأنصار بمراحل مختلفة كالتالي:



    · في الطور الأول للمهدية:



    لقد كان تنظيم الأنصار على عهد المهدي في فترة الثورة يتبع تنظيما هرميا قتاليا تبدأ قاعدته بالمقدم (يرأس عشرة أفراد)، ثم رأس المية، ثم الأمراء (وهم قادة الجيوش)، ويتبع كل واحد منهم إلى أحد الرايات الثلاث (الزرقاء، أو الخضراء، أو الحمراء) وعلى رأس كل راية خليفة. ويتبع الخلفاء الثلاثة للمهدي.



    أما في فترة الدولة فقد تشكل تنظيم الأنصار الإداري عبر مستوى مركزي فيه الخلفاء ثم الأمراء ثم الأمناء ثم الوكلاء، ومستوى ولائي فيه عمال الولايات والحكام العسكريون يليهم المدراء ثم الوكلاء ثم المآمير، كلا المستويان يتبعان للمهدي.



    كان عمل الأنصار القتالي والسياسي والديني والدعوي يقع كله داخل تلك الهياكل الجامعة المانعة -فقد اقتضى الموقف التوحيدي التحرري التشريعي الثوري القوي عزل الرأي الآخر ومقاطعته).



    حقق الأنصار بتلك التنظيمات طفرة إدارية وتنظيمية باهرة في سودان القرن التاسع عشر، كما كونوا جسما قويا استطاع هزيمة الإمبراطورية البريطانية في أوج قوتها، بل إنه حتى عند الهزيمة نال إعجاب أعدائه كما في مقولة ونستون تشرشل الشهيرة: لم نهزمهم ولكن دمرناهم بقوة السلاح.



    شكلت المهدية بصورتها تلك أقوى استجابة لمطالب عصرها وجددت الدين ووحدت البلاد وحررتها وأقامت تشريعا تجاوز فرقة المذاهب ووفق بصورة مذهلة بين أغوار الدين وظواهره، ولكن الدولة المهدية تعرضت بوقوفها الصلب أمام الاستعمار وطموحها الكبير لتحرير كل الأرض الإسلامية لهجمة استعمارية قوية لم تصمد أمامها فكانت نهاية الدولة في 1899م.







    · في الطور الثاني للمهدية:



    بعد زوال دولة المهدية واجه الأنصار بطشا شديدا من المستعمر الذي كان يرى في المهدية الخطر الأول عليه. منعت عليهم التجمعات وحظرت حتى صلواتهم وأنشطتهم الدينية، وتفرقوا شذر مذر.



    قام الإمام عبد الرحمن بلم شتات الأنصار مرتكزا على مقولة: زوال الدولة لا ينسخ بيعة الدين. لذلك سعى في إحياء العلاقة الدينية بالأنصار مجددا البيعة عاملا على تأسيس المساجد وخلاوى القرآن وحلقات الراتب.



    أقام الإمام عبد الرحمن للأنصار تنظيما محكما يقوم على الوكلاء (وهم يمثلون قبائلهم ومناطقهم)، والمناديب (وهم يبعثون لقبائلهم ومناطقهم دوريا)، وشيوخ الأنصار (وهم يمثلون أحياء العاصمة المثلثة)، وشباب الأنصار (وهو تنظيم للشباب حاول تكوينه الإمام في 1942 ولكن السلطات أمرت بحله في عام 1950م، ثم سمح بتكوينه من جديد في 1952م)، وهيئة الملازمية (وهي تنظيم يجمع الأشخاص المحيطين بالإمام مباشرة يساعدونه في أنشطته المختلفة).



    كان عمل الأنصار ذلك يتبع للإمام شخصيا، ويخضع لمكتبه الخاص إذ يشرف عليه قسم منه يسمى مكتب شئون الأنصار.



    لقد جعل الإمام عبد الرحمن كيان الأنصار التكوين الشعبي السوداني الأول يظهر ذلك في مقدرته المتفوقة على حشد جماهيره في المناسبات والأعياد المختلفة. وهي خاصية احتفظ بها الكيان رغم أن الأنظمة الديكتاتورية المتعاقبة على السودان بذلت كل ما تستطيع من وسائل وإمكانات لتقويض كيان الأنصار بلا جدوى.



    لقد اتخذ الإمام عبد الرحمن موقفا واضحا ضد أسلوب الثورة المسلحة ونأى بالكيان منه تماما شارحا مفهوما للجهاد في الإسلام أوسع من الجهاد القتالي وحسب، هذا مع الاحتفاظ بالروح الفدائية وبدرجة عالية من التدريب البدني والانضباط. كما أنه في التعامل مع الآخر الملي والوطني نقل الكيان نقلة نوعية من موقف العداء والمواجهة إلى التسامح والتعايش، هذا بدون التخلي عن العقيدة المهدية قيد أنملة.. لقد كانت اجتهادات الإمام في أقلمة المهدية لزمانه ونقل كيان ثائر مقاتل رافض للآخر، إلى وضع الجهاد المدني والتعايش مع الآخرين بدون فقدان الحماسة ولا التشويش على نقاء العقيدة أو المساس بالعبادات، كلها انجازات استحق معها أن تسمى فترته بالمهدية الثانية.



    العلاقة بين الكيان وحزب الأمة:



    وفي مرحلة لاحقة من العمل الوطني أنشأ الإمام حزب الأمة بوصفه مؤسسة سياسية حديثة لحشد الدعم للدعوة الاستقلالية تستوعب في صفوفها الأنصار، وغيرهم من دعاة الاستقلال.. لم يكن إنشاء حزب الأمة وتخصصه في الجانب السياسي من باب فصل الدين عن السياسة بل كان لإتاحة مزيد من التجويد بقيام هيئات تخصصية في الجوانب المختلفة، علاوة على توسيع مواعين الدعوة الاستقلالية واستيعاب المنادين بالاستقلال في كيان سياسي لا يرتبط بالضرورة بالعقيدة الأنصارية.



    هكذا صار عمل الأنصار الدعوي والديني عبر نظام الوكلاء والمناديب، ويتبع للإمام ويخضع لمكتبه الخصوصي ويشرف عليه مكتب يسمى شئون الأنصار، بينما صار عملهم السياسي يتبع لحزب الأمة.. وبهذا صار كل الأنصار أعضاء في حزب الأمة حسب مقولة: كل أنصاري حزب أمة وليس كل حزب أمة أنصاري.







    · في الطور الحالي: هيئة شئون الأنصار



    استمر عمل الأنصار في عهدي الإمام الصديق والإمام الهادي عليهم رضوان الله يتبع مكتب الإمام الخصوصي عبر مكتب شئون الأنصار. وبعد قيام نظام مايو واستشهاد الإمام حل النظام المايوي جميع أجهزة الأنصار واحتل دورهم ومساجدهم واعتقل عددا كبيرا من قياداتهم ومن المناديب ووكلاء الإمام. ولما خرج السيد الصادق المهدي من المعتقل في مايو 1973 وجد كل مؤسسات الأنصار ومساجدهم تحت احتلال السلطات الحكومية، وأن كثيرا من الأنصار أحسوا بضرورة التصدي للنظام فهاجروا شرقا في ذات الدرب الذي سار فيه الإمام.. بدأت تلك الهجرة مباشرة بعد أحداث الكرمك عام 1970م.



    خرج السيد الصادق المهدي من البلاد، وكون مع الآخرين الجبهة الوطنية التي قادت نضالا مسلحا ضد النظام المايوي بلغ قمته في انتفاضة 2 يوليو 1976م. كان الأنصار المهاجرين هم أساس القوات المشاركة في الانتفاضة التي نظمتها الجبهة الوطنية. هزت تلك الانتفاضة النظام المايوي مما جعله يسعى للمصالحة الوطنية التي تمت في 7 يوليو 1977م.



    وكان من بين بنود المصالحة أن ترفع الحكومة يدها من مؤسسات الأنصار وأن تمنح الأنصار حرية العمل الديني والاجتماعي والاقتصادي.. وكانت تلك أول مرة يتاح فيها -منذ قيام حكم مايو- للأنصار بعض الحرية في تنظيم صفوفهم واستئناف عملهم الديني والدعوي.



    تكوين الهيئة:



    رأى السيد الصادق المهدي بعد التشاور الواسع ألا يقوم تنظيم الأنصار على ما كان عليه في الماضي بإشراف مكتب خصوصي. بل أن ما يناسب الظروف الجديدة هو أن يقوم تنظيم الأنصار على أساس هيئة ذات شخصية اعتبارية تسمى هيئة شئون الأنصار. ونص دليل تلك الهيئة على الآتي: وتعين هيئة شئون الأنصار الإمام (أو نائبه) في تصريف مسئولياته بمفهوم يحقق قوله تعالى: (وأمرهم شورى بينهم). الآية.



    الدليل الأساسي لهيئة شئون الأنصار:



    صدر الدليل الأول لهيئة شئون الأنصار في عام 1979م أثناء النظام المايوي. وعدل مع المحافظة على جوهره في عام 1986م. ثم عدل الدليل مرة ثالثة مع المحافظة على جوهره في 1994م. وفي ديسمبر 2002م عقدت الهيئة مؤتمرها العام الأول، وقد شارك فيه 4 آلاف عضوا مصعدا من كليات وقواعد مختلفة. وقد أكمل المؤتمر العام هياكل الهيئة بانتخاب مجلس الشورى ومجلس الحل والعقد والإمام والأمين العام. كما أجرى بعض التعديلات على الدليل الأساسي.



    كان الدليل يسمى الدليل التأسيسي ثم غير اسمه إلى الدليل الأساسي، وهو في جوهره وثيقة تعرف بهيئة شئون الأنصار وتبين أهدافها وتوضح وسائلها ومؤسساتها القيادية وأجهزتها التنفيذية وتنص على الشورى المسنونة في العلاقة بين الإمامة والهيئة. يؤكد الدليل أن نشاطات الهيئة هي كل الجوانب غير السياسية وذلك من باب التخصص..



    يعرف الدليل الهيئة بأنها :



    "تجسيد تنظيمي للأنصار ووسيلة لممارسة الشورى المفروضة بينهم وأداة لتنظيم صفوفهم كما تنظم المسبحة حباتها وأداة لممارسة الأنشطة الروحية والثقافية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية والفنية.. باختصار كل الأنشطة غير السياسية. هذا لا يعني أن الأنصار يفصلون بين السياسة والدين فالإسلام دين شامل وهدايته كلية بحيث تخاطب كل وجوه الحياة.. ولكن الإسلام يجيز التخصص فوارد أن نقيم في الإسلام هيئة تعليمية تحصر نفسها في مهام التعليم، وهيئة إغاثية تحصر نفسها في مجال الإغاثة.. وهلم جرا. هذا الاختصاص جائز وربما كان في بعض الظروف ضروريا.



    لما كانت دعوة أنصار الله عامة لخطاب كل أهل القبلة فقد وجدت استجابة في كثير من البلاد مما جعل لأنصار الله وجودا عالميا أوجب أن يكون لهيئة شئون الأنصار وجودا عالميا. وجودا يساعدها عليه التزامها بتنظيم الأنصار ودفع نشاطهم في كل مجالات الحياة الروحية والثقافية والتربوية والاقتصادية والفنية والرياضية.. الخ. وما دام نشاط هيئة شئون الأنصار مجانبا للعمل السياسي فيرجى ألا يتناقض مع متطلبات النظم السياسية في أي مكان."



    ولذلك فإن دليل الهيئة "يحصر نفسه في الجوانب غير السياسية دون أن ينفي أن عقيدة المسلم تلزمه بتعاليم موجهة لكل نواحي الحياة".



    يعرف الدليل أهداف الهيئة بإحياء الدين وفكر المهدية وتنظيم عمل الأنصار والاهتمام بشئونهم الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والفنية والرياضية، والاهتمام بالقضايا الوطنية والإسلامية والإنسانية عموما، والاجتهاد لتوحيد أهل القبلة، وإغاثة المنكوبين والمستضعفين على نطاق العالم. كما يحدد وسائلها التنظيمية والدراسية والإعلامية والاجتماعية والاقتصادية علاوة على عمران المساجد وإحياء المواسم والأعياد الدينية.



    وبشأن تنظيمات الأنصار، يعرف الدليل الأساسي الأنصاري بأنه "من آمن بالكتاب والسنة ودعوة الإمام المهدي والأخوة الأنصارية، والطرح الإسلامي المشمول في مقدمة هذا الدليل". تسجل الهيئة كل الأنصار حسب هذا التعريف، وتقسم البلاد إلى أقاليم تحدد عددها وحدودها، على أن يتولى أمر الأنصار في كل إقليم وكيل الإمام ومجلس الشورى الإقليمي ومجلس الوكيل. تكون التنظيمات هرمية بادئة برئيس العشرة، فرئيس المائة، فرئيس الألف ورؤساء الألف يكونون مجلس الشورى الإقليمي ومنه يتكون مجلس الوكيل الذي يعمل كلجنة تنفيذية لمعاونة الوكيل في تصريف مهامه.



    أما بشأن أجهزة الهيئة القيادية : يقتضي الدليل الأساسي لهيئة شئون الأنصار أن يكون على قمة عمل الأنصار مجلس يسمى مجلس الحل والعقد، وأن يكون من 40 عضوا. وأن يكون بعده مجلس أوسع من 400 عضوا يسمى مجلس الشورى، وأن تكون القاعدة الواسعة لنظام الأنصار مكون من 4000 عضوا. هذا ويتولى العمل التنفيذي لهذا الكيان أمانات عشر تتولى العمل في المجالات التنفيذية المختلفة ويرأسها الأمين العام. وقد تجددت كل تلك الهياكل بعد المؤتمر العام الأول.



    فتم انتخاب السيد الصادق المهدي إماما للأنصار وأجريت بيعته ونصها:( بايَعْنَاكَ عَلَى َبْيعَةِ الإِمَامِ المُؤَسِّس الأولِ وَخَلِيفَتِهِ. وَبيْعةِ الإِمَامِ المجدد الثَانى وَخَلِيفَتِيهِ. بَايَعْنَاكَ عَلَى قَطْعِيَاتِ الشَرِيْعَةِ. بَايَعْنَاكَ عَلَى نَهْجِ الشُوْرَى وحُقُوْقِ الإِنْسَانَ. بَايَعْنَاكَ عَلَى فَلاَحِ الدُنْيَا وصَلاَحِ الآخِرَةِ. بَايَعْنَاكَ عَلَى الطَاعَةِ المُبْصِرَةِ فِيْمَا يُرْضِى الله وَرَسُوْلَهُ. نُشْهِدُ الله عَلَى ذَلِكَ والله خَيْرُ الشَاهِدِيْنَ).



    كما تم انتخاب الشيخ عبد المحمود أبو أمينا عاما للهيئة، وأجاز مجلس الحل والعقد الأمناء الذين اقترحهم وفقا للدليل الأساسي للهيئة في أول انعقاد له.











    مراجع:



    § السيد الصادق المهدي:



    § عبد الرحمن الصادق إمام الدين.1996م



    § ورقة: أساس الشرعية في كيان الأنصار.أول أكتوبر 1994م



    § نشرة توضيحية داخلية- سبتمبر 1994م



    § ورقة : مجمع بيت المهدي- 31 يناير 2000م



    § د. فضل الله علي فضل الله:العبور بالعودة إلى الجذور.



    § الدليل الأساسي لهيئة شئون الأنصار



                  

07-31-2009, 05:12 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    هل يبشر السيد الصادق بالرسالة الثانية؟
    أصدر السيد الصادق المهدى كتابا بعنوان (نحو مرجعيه إسلاميه متجدده... متحرره من التعامل الإنكفائى مع الماضى والتعامل الإستلابى مع الوافد) – قد تكون إحدى كلمتى التعامل فى العنوان – التفاعل، فهى مطموسة فى الأصل – الجريده- وقد أهدى نسخة من كتابه لصحيفة الوطن والتى كتبت بعددها رقم 817 بتاريخ 12 أغسطس 2005 وفى صفحتها الأخيرة وبعنوان (هذا السفر العظيم) ما يلى:
    اهدانا السيد الإمام الصادق المهدى كتابه العميق الدلالات.. نحو مرجعيه إسلاميه متجدده..!
    وفى تقديمه نكتفى برسالته الينا ضمن الكتاب الهديه، لأن فى الرسالة خلاصة ما طرح السيد الإمام من أفكارعظيمة بين دفتى الكتاب..
    المحرر

    رسالة من الإمام
    أخى الحبيب.. سيداحمد خليفه
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد
    على صعيد الأمة الإسلامية قاطبة برزت ظاهرة فهم للإسلام يجعل إجتهادات الأقدمين للإسلام فرائض ملزمة للخلف، ويجعل أصحاب هذا الإتباع العصبه المؤمنه، ويبيح لهم تكفير من سواهم، ويخوّل لهذه العصبه حق إعلان الجهاد القتالى على الآخرين، ويوجب عليهم خطه واحدة فى التعامل مع الملل والدول الأخرى: الإسلام أو الجزيه أو السيف.
    هذا الفهم للإسلام يقابله فهم من يقرون بصحته وصفا لعقيده وشريعة الإسلام ويرتبون على ذلك حبس الإسلام فى الماضى والسعى لإيجاد تأويلات مقطوعه معرفيا من النص التاريخى.
    ان لحركات الإحتجاج بوسائل العنف أسباب كثيره فى العالم الإسلامى ولكن مع إنتشار حركات الإحتجاج التى ترفع الشعار الإسلامى فإن كثيرا من الدول والملل الأخرى اعتبرت ذلك الفهم لفرائض الدين الإسلامى والولاء والبراء المترتب عليه هو الأساس العقدى "للأرهاب".
    الفهم الصحيح للإسلام يهدم ذلك الفهم الضيق للإسلام وللولاء والبراء وبالتالى يحرم محاولات حبس الإسلام فى الماضى، ويحرم مستهدفى الإسلام من الدول والملل الأخرى من المبررات التى ساقوها.
    وعلى الصعيد الوطنى السودانى واجهت البلاد مشروعا "اسلاميا" مستندا لإجتهاد حزبى ضيق فرق كلمة المسلمين ووحد غيرهم فى مواجهته وأعطى استنصارهم بالخارج دولا ومللا مشروعيه.
    التدخل الخارجى جزء لا يتجزأ من معطيات النظام الدولى ولكن الثغرات الداخليه تعطيه مداخل واسعه ونتيجة لهذه الأسلمه الفوقيه الحزبيه دفع السودان ثمنا باهظا ربما فكك عراه تفكيكا.
    الساحه الفكريه والثقافيه والسياسيه السودانيه تشهد استقطابا حادا دفع أطرافه لردة فعل مضادة فى اتجاه طرد الإسلام من الحياة العامه، وانكار العروبه والتطلع البديل للعلمنه والأفرقه الإثنيه. هذا الإستقطاب هادم للكيان السودانى الذى تصونه صحوة ثقافيه تقوم على فهم مستنير للإسلام والثقافه العربيه، فهم أصيل وقابل للتعايش مع الآخر فى ظل التعدديه الدينيه والثقافيه والمساواه فى المواطنه.
    الكتاب المرفق إجتهاد فى الطريق نحو ما يسعف الأمة عامة والسودان خاصه فى المواقف الخطيره التى تواجهنا وأرجو أن أن يصيب غاياته والاّ فأجر المجتهد.
    أهديك هذا الكتاب والشأن عام وما تتفضل به من رأى سوف يجد ما يستحق من إهتمام إن شاء الله
    أخوك الصادق المهدى
                  

07-31-2009, 05:14 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عبدالله عثمان)

    الصادق المهدي لـ(أجراس الحرية):اتفاق التراضي الوطني مات!!(نزعته الرقابة الامنية)
    بواسطة: admino
    بتاريخ : الأحد 12-07-2009 07:33 صباحا

    ليس من حق المؤتمر الوطني محاسبتنا على ديننا أو وطنيتنا
    إسقاط النظام بالقوة خيار معقد وسوف يرتبط بالنفوذ الأجنبي!
    نظرتنا لمراجعة نيفاشا تبدأ بضرورة تأمين حقوق الجنوب
    لن نشارك في انتخابات مطبوخة!
    فلنعمل لوحدة جاذبة .. أو جوار أخوي.. ولا بد من الاعتذار!!
    حوار / رشا عوض
    على خلفية التحضيرات لاجتماع القوى السياسية مع الحركة الشعبية في جوبا لبلورة موقف موحد من قضايا الراهن السياسي، وعلى خلفية الضجة الإعلامية المثارة بسبب اتفاق حزب الأمة مع العدل والمساواة، التقينا الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي في هذا الحوار الذي أكد فيه أن القاسم المشترك بين كل اتفاقيات حزبه سواء مع الوطني أو غيره من القوى السياسية هو البحث عن مخرج قومي للبلاد، فإلى مضابط الحوار،
    *حزب الأمة والقوى السياسية المختلفة الآن
    بصدد التحضير للاجتماع الذي سيعقد مع الحركة الشعبية في جوبا ماهي الأجندة التي تحملونها إلى ذلك الاجتماع؟
    - نحن نطرح الآن برنامجا أسميناه (نحو وحدة جاذبة أو جوار أخوي ) وعلى أساس هذا البرنامج نتطلع لعلاقة على مستوى أعمق مع الحركة الشعبية ،


    ونعتقد أنه يمكن أن توجد قواسم مشتركة تجمع كل الأحزاب التي ستشارك في ذلك الاجتماع، من جانبنا نرى أن هناك أسباب تجعل الوحدة طاردة ، ونحن نسعى لإزالة هذه الأسباب ونعتقد أن الاتفاق مع الحركة الشعبية يخاطب هذا المعنى المستقبلي ، اتفاقية الأحزاب مربوطة بالوضع السياسي الآني أما مشروعنا نحن فيخاطب المستقبل ولذلك انصب على مسألة الوحدة الجاذبة وكذلك ناقشنا احتمال الانفصال الذي إذا حدث فيجب أن لايؤدي إلى عداء بين الشمال والجنوب ويجب أن لا يؤدي الى تجربة مرة كتجربة أثيوبيا وأريتريا التي علينا أن نتجنبها بكل الوسائل، فمشروع الأحزاب يخاطب القضايا الآنية ، ومشروعنا نحن يخاطب القضايا المستقبلية، وما نتفق عليه في هذه القضايا لن يكون ثنائيا بل نسعى لإقناع الآخرين به على المستوى القومي.

    *ماذا عن حواركم ومفاوضاتكم مع المؤتمر الوطني وإلى أين وصل اتفاق التراضي الوطني؟

    - اتفاق التراضي الوطني عرف بصورة محددة وتم توقيعه، ولكن مبادرة أهل السودان أصبحت خطوة بديلة له، بالرغم من أننا سعينا لأن تكون تلك المبادرة مكملة له ، ونستطيع القول أن الموضوع برمته قد مات ،لأن فكرة مبادرة أهل السودان كانت حل مشكلة دارفور على أساس قومي ومخاطبة القضايا الأخرى المتضمنة في التراضي ، ولكن هذا لم يحدث بالفعل ، فالتوصيات التي صدرت من ملتقى مبادرة أهل السودان اختلفت عما كنا نتوقع ، وهذا أدى إلى أن لقاءات الدوحة تم التفاوض فيها برؤية المؤتمر الوطني لا برؤية قومية ، ومن ناحية عملية فإن مبادرة أهل السودان نسخت التراضي، واجتماعات الدوحة نسخت مبادرة أهل السودان ، ولذلك نحن نتحدث الآن عن ضرورة الالتزام بمبدأ الحلول القومية للقضايا السودانية ولكن لابد أن يكون ذلك بنظرة جديدة لأن تلك الأطر قد انتهت.

    *هل نفهم من ذلك أن فشل تجربة التراضي الوطني جعلكم تتجهون جنوبا الى الإتفاق مع الحركة الشعبية وغربا مع العدل والمساواة ؟

    -الفكرة الأساسية في التراضي الوطني هي أن يتم الإتفاق على أسس معينة لحل قضايا السودان تجد تجاوبا من كل القوى السياسية ، فلما نسخ كل ذلك، وجدنا أن كل ما يحدث في الساحة الآن يدل على أن الوحدة أصبحت طاردة ، ويرى أهل الجنوب أن ليست هناك جهة تعمل على تصحيح هذه الأوضاع ومعالجتها ، فكل المحاولات الإصلاحية سواء من الأمريكان أو غيرهم هي محاولات للمصالحة بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني، نحن نعتقد أن مثل هذه المصالحات لا تقوم على تشخيص صحيح للمشكلة فكل محاولة تنتهي بمزيد من التباعد ، وفي رأينا أن رهن مستقبل السودان لما يفعله المؤتمر الوطني في علاقته بالحركة الشعبية خطأ ، فهناك ضرورة لأن تلعب القوى السياسية ذات الوزن الشعبي دورها ، فالأسس التي قامت عليها اتفاقية السلام غالبها من اجتهاداتنا ، وقد اتفقنا عليها في مؤتمر نيروبي 1993 م ، ومؤتمر أسمرة للقضايا المصيرية 1994 م، فرغم أننا لم نشترك في مفاوضات السلام إلا أننا حريصون على نجاح السلام الشامل والعادل ،ولذلك لا يجب أن نترك التداول في مستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب محصورا في إطار العلاقة بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني فقط ، ولذلك فهناك ضرورة أن نشارك في هذا الأمر باعتبارنا نمثل الشرعية الشعبية والتاريخية ، ونمثل الشرعية الفكرية إذ أن جزءا كبيرا من لبنات اتفاقية السلام من بنات أفكارنا وقد اتضح لنا أن العلاقة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية حتما ستؤدي الى وحدة طاردة ، وحتما ستؤدي الى انفصال عدائي ، ولذلك لابد أن نتحرك ونتحدث بلغة تمثل الضمير السوداني وتركز على ما ينبغي عمله لجعل الوحدة جاذبة ، وما ينبغي عمله لجعل الجوار أخويا إذا وقع انفصال ، فهذا واجب وطني لاستكمال عملية السلام التي قامت على أسس أهمها مدنية الدولة ، قبول المواطنة كأساس للحقوق الدستورية ، وقبول التعددية الدينية والثقافية وقبول تقرير المصير كأساس للوحدة الطوعية.



    *كيف سيساهم اتفاقكم مع حركة العدل والمساواة في حل أزمة دارفور؟



    فيما يتعلق بدارفور فقد أبعدنا من كل عمليات السلام فيها ، فلم نشرك في أي شئ حتى في مبادرة أهل السودان، حيث شاركنا في التحضير ولكن عندما جاء وقت التفاوض استبعدت أفكارنا كما استبعدت ذواتنا ، ولم تظهر أفكارنا ومقترحاتنا في توصيات المبادرة ، وفي دراستنا للمشكلة ابتداء من مفاوضات أبوجا وانجمينا وأديس أبابا ، كان واضحا لنا عدم إمكانية الوصول لحل لمشكلة دارفور في إطار سقوف نيفاشا ، فلا بد من مراجعة هذه السقوف في بنود معينة من أجل تقديم عرض مقبول لحركات دارفور، فالمحادثات التي تجري سواء في سرت أو الدوحة بطبيعتها لن تؤدي إلى اتفاق سلام، لأن المنطلقات التفاوضية وبمباركة دولية تعتمد على مرجعية نيفاشا ، وما توصلنا إليه هو ضرورة الوصول إلى اجتهاد مختلف لنجاح السلام في دارفور، وقد خاطبنا حكماء أفريقيا بهذا المعنى ، واقترحنا عليهم نمطا مختلفا عن المحادثات الحالية ، يعتمد على إعلان مبادئ فيه استجابة لمطالب أهل دارفور لأن كل محادثات دارفور محكوم عليها بالفشل بسبب المنطلقات الضيقة ، وأشرنا الى أن هناك تدهورا في دارفور يؤدي إلى زيادة انفلات الأوضاع هناك بحيث لم تعد المشكلة حرب بين حركات مسلحة وحكومة بينما قامت حرب متعددة الجبهات ، حرب بين الحركات المسلحة فيما بينها ، وحرب بين العناصر غير النظامية المؤيدة للحكومة والعناصر المناوئة ، وحرب مابين القبائل التي كانت بعيدة عن المواجهات العسكرية مثل الحرب بين الرزيقات والمسيرية ، والرزيقات والهبانية ، المهرية والمحاميد ، المهرية والترجم، فأصبحت درجة القتال وعدد القتلى كبير جدا ، وهناك جبهة القتال بالوكالة بين السودان وتشاد ، فخلاصة الموقف في دارفور أن اتفاقيات السلام تمضي في طريق عقيم ، والحالة الأمنية تتجه الى الإنفلات متعدد الجبهات بصورة مريعة جدا ولابد أن تسعى جهة ما لإيجاد مخرج، ولذلك عرضنا أفكارنا في هذا الصدد على حكماء أفريقيا ولا ندري إن كانوا قبلوا بها أم لاوعلى كل حال هم سيقومون بدراسة موقفهم الذي سيرفعونه لمؤتمر القمة، فمبادراتنا في الإتصال بحركات دارفور لا تنحصر في العدل والمساواة بل اتصالاتنا تشمل جميع الحركات وتهدف إلى إقناعهم بمعطيات معينة أهمها عدم النظر إلى مشكلة دارفور كقضية بينهم وبين المؤتمر الوطني بل ينظر لها كقضية قومية وأن لا ينحصر تفكيرهم في مجرد الإطاحة بالأوضاع في الخرطوم بل يقبلوا بالمشاركة في العملية الإنتخابية إذا تم الوفاء باستحقاقات انتخابات حرة ونزيهة والقبول الاستراتيجي بخيار السلام، فالحركات المسلحة الآن تحصر الحل في خيارين الأول : الوصول الى اتفاق مع المؤتمر الوطني وهذا في رأينا غير ممكن ، والخيار الثاني هو الاستمرار في الحرب، نحن ندعو إلى الخيار الثالث وهو القبول بمبدأ أن القضية قومية وهناك إمكانية لمشاركة كل القوى السياسية في الحل والقبول بفكرة التحول الديمقراطي عبر الإنتخابات لأن الإطاحة بالنظام بالقوة خيار له مشاكله وتعقيداته وسوف يرتبط بالنفوذ الأجنبي ولذلك إنقاذا للبلاد من هذا الخيار يجب السعي لخيار وطني ديمقراطي فاتصالاتنا بالحركة الشعبية في الجنوب واتصالاتنا بحركات دارفور هدفها القيام بدور وطني بعد أن تأكد لنا أن الموقف في العلاقة مع الجنوب محصور في خياري وحدة طاردة وانفصال عدائي ، وفي دارفور محادثات عقيمة واستمرار في المواجهات المسلحة إلى ما لا نهاية ولابد من اجتهاد وطني لإنقاذ البلاد من هذه الخيارات الدامية.



    · عندما ترددون ان حل قضية دارفور لا يمكن تحت سقوف نيفاشا ،هذا يعني أنكم تطالبون بتعديل في الإتفاقية ، وهذا امر مرفوض من قبل الحركة الشعبية التي تتمسك بالإتفاقية وترى أن لا حل إلا بالتنفيذ الكامل لها وأنتم الآن تسعون لعلاقة استراتيجية مع الحركة الشعبية فكيف توفقون بين هذين الأمرين ؟

    -هذا بسيط جدا فكما قلت لك أن اللبنات التي أسست لحقوق الجنوب في الإتفاقية وهي : النصيب في السلطة والثروة واللامركزية وتقرير المصير كأساس للوحدة الطوعية نعتبرها حقوق جنوبية لا يمكن المساس بها بل نحن ندعو إلى تعزيزها بأكثر مما هو موجود في الإتفاقية ، ففي مشروعنا لوحدة جاذبة أو جوار أخوي ، توجد مصالح أكبر للجنوب ، ولكن هناك أمور لابد من مراجعتها وأهمها اعتبار أن المؤتمر الوطني هو الممثل الوحيد للشمال وهذا غير صحيح ولذلك لابد من النظر لعملية السلام في إطار يجعل القوى السياسية في الشمال مأخوذة في الحسبان ، القضية الثانية مسألة تطبيق الشريعة الإسلامية في الشمال برؤية المؤتمر الوطني وهي ليست رؤية كل السودانيين فيجب أن تكون رؤية تطبيق الإسلام هي رؤية القطاع الأوسع من المسلمين والتي ستكون الأفضل للأطراف غير المسلمة، مثال على ذلك قضية العاصمة التي يجب اعتبارها ممثلة لكل السودان وليس الشمال ، وهناك أمور ناقصة في الإتفاقية ، فمثلا لا يوجد بروتوكول ديني ينظم العلاقات بين الأديان فيما بينها ، اكتفت الإتفاقية بتناول موضوع علاقة الدين بالدولة فقط وهناك ضرورة لبروتوكول ثقافي، حيث أن هذه الأمور ( الدين والثقافة ) كانت جزءا من أسباب النزاع ، ومثل هذه البروتوكولات تهدف لتأمين مزيد من الحقوق للجنوبي ولغير المسلم ، فنظرتنا لمراجعة الإتفاقية تبدأ بضرورة تأمين حقوق ومصالح الجنوب لأن ذلك الضرورة الحتمية لإنهاء الحرب ، ولكنها تتجاوز ذلك إلى ما يجعل السلام شاملا وعادلا ، فعندما تم توقيع الإتفاقية في 2005م سميت اتفاقية السلام الشامل والعادل وفي ذات الوقت كانت هناك حرب في دارفور ، فنحن نريد التوفيق بين حقوق ومصالح الجنوب وتحقيق سلام شامل وعادل وقد قدمنا للحركة الشعبية شرحا لموقفنا وننتظر رأيها ، فنحن لم نطرح شيئا ينتقص من حقوق الجنوبيين في الإتفاقية بل نطرح ما يجعل السلام عادلا وشاملا.

    * بعد اتفاقكم مع العدل والمساواة شن المؤتمر الوطني على حزب الأمة حملة إعلامية شرسة ما تعليقكم على ذلك؟



    هجوم المؤتمر الوطني علينا جائر ومبني على افتراض خاطئ هو أن اتفاقنا مع العدل والمساواة يهدف إلى الإطاحة به، وفيما يتعلق بمشروعية الاتصال بالحركات المسلحة فنحن أكثر مسؤولية من المؤتمر الوطني وشرعيتنا السياسية شرعية الانتخاب وهي أقوى من شرعية المؤتمر الوطني المفروضة كأمر واقع، فنحن لنا الحق في أن نعمل على حل مشاكل السودان، وليس صحيحا أننا اعتذرنا لحركة العدل والمساواة عن موقفنا من أحداث أمدرمان فنحن لا زلنا دعاة سلام، ونعتقد أن غالبية الشعب السوداني تؤيد ما فعلناه، فنحن نريد المساهمة في حل مشكلة وصلت إلى طريق مسدود، وقد سبق أن خوننا المؤتمر الوطني عندما دعونا إلى الوحدة الطوعية عبر تقرير المصير، وكفرنا عندما قلنا إن المواطنة أساس للحقوق والواجبات، ونحن لا نهتم بهذه الاتهامات فنحن لا نستأذن المؤتمر الوطني في أمرديننا أو في أمر وطنيتنا، ديننا يحاسبنا عليه رب العالمين ووطنيتنا يحاسبنا عليها الشعب السوداني.





    · فيما يتعلق بمسألة التحكيم في أبيي سبق أن صرحتم بأن التحكيم لن يحل المشكلة ، فهل لديكم حل بديل ؟

    -نحن نأمل أن يقبل التحكيم ، والقضية في أبيي ليست قانونية فقط بل هي قضية سياسية ونحن نتوقع أن لا يقبل التحكيم والسؤال هنا ما الذي يجب عمله في حالة رفض التحكيم، بروتوكول أبيي فوض لجنة لترسيم الحدود هي لجنة الخبراء التي قالت رأيها ، الذي رفضه المؤتمر الوطني بسبب اعتقاده أن الخبراء تجاوزوا تفويضهم ،والتحكيم ينظر فقط فيما إذا كان الخبراء تجاوزوا صلاحياتهم أم لا وهذه نهاية التحكيم ، مما يعني أن التحكيم لم ينفذ إلى أصل المشكلة ، فقط توقف عند حد هل التزمت لجنة الخبراء بتفويضها أم تجاوزته، وهذا التحكيم وارد جدا أن يرفضه أحد الطرفين والإشكالية أن إطار الحل انحصر في المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وفي المنطقة مواطنون لا ينتمون الى الوطني أو الشعبية ولهم رأي ، فنحن نريد أن نبحث في كيفية استقبال القرار بصورة لا تؤدي إلى مواجهات وسنقيم ورشة لذلك ، وقد قلنا ولا زلنا نقول يجب أن تكون هناك قوة دولية لحفظ الأمن كإجراء وقائي عندما يصدر القرار حتى لا يكون هناك مجال لانفعالات، ولا بد أن يكون هناك مجهود لحث السكان في المنطقة على التعاطي مع نتائج التحكيم بصورة إيجابية حتى لا يلجأ من جاء التحكيم ضدهم الى العنف ولا يلجأ من جاء التحكيم لصالحهم لوسائل المباهاة والمفاخرة ، فنحن نهدف لإيجاد طريقة لاحتواء هذا الموضوع في حال الخلافات عبر إجراءات تصالح قبلية تحول دون تدهور الأوضاع .





    *حددت مفوضية الإنتخابات أبريل المقبل موعدا لإجراء الإنتخابات ، ما تقييمكم لمدى ملاءمة المناخ السياسي الحالي لإقامة انتخابات حرة نزيهة ؟

    - نحن الحزب السياسي الوحيد الآن الذي ليست له أية مشاركة في السلطة التنفيذية أو التشريعية في الدولة على أي مستوى ، وبالتالي نحن أكثر القوى السياسية مصلحة في قيام الإنتخابات لأننا رهنا مشاركتنا في السلطة لقيام انتخابات حرة نزيهة .

    فلا شك أننا نعتبر الانتخابات الوسيلة الوحيدة للتداول السلمي للسلطة، ولكن بالطبع لا يمكن إقامة انتخابات حقيقية دون استحقاقات، ومن استحقاقات الحد الأدنى لإقامة الانتخابات في السودان الاتفاق على نتائج التعداد السكاني، والاتفاق على الحدود، وكفالة الحريات، وضمان حيدة أجهزة الدولة أثناء الانتخابات، والاتفاق على آليات مراقبة، وهناك استحقاق مهم جدا وهو إحلال السلام والأمن في دارفور حتى نتمكن من إجراء انتخابات في كل ربوع السودان، فالانتخابات في مناطق كثيرة مثل كينيا وزمبابوي ونيجريا وغيرها كانت سببا لانفجارات لاختلاف العناصر المتنافسة فيها على نزاهتها، ولذلك لا بد من الاعتراف بأن تأخر التعداد السكاني عامين عن زمنه المحدد كان خطأ كبيرا، والاعتراف بأن كل الإجراءات المرتبطة بالانتخابات حدث فيها تأخير مريع جدا، فأصبحنا الآن في حالة سباق مع الزمن، المؤتمر الوطني يرغب في إجراء الانتخابات على أي حال ودون استحقاقات وهذا ما اعتادوا عليه طيلة الفترات السابقة، نحن في حزب الأمة نعتقد أن الاستحقاقات السابقة لا بد أن تدفع، هل دفعت هذه الاستحقاقات وهل الزمن المتبقي من الآن إلى شهر أبريل كاف لدفعها.. هذا ما سنقوم بتقييمه، ونحن في حالة تحضير واستعداد للانتخابات وقد كان مؤتمرنا السابع جزءا من التحضير لها كما نواصل حملاتنا في مختلف مناطق السودان، فإذا دفعت الاستحقاقات المطلوبة فنحن نعتبر أنفسنا من أكثر الأحزاب استعدادا، أما إذا لم يحدث ذلك ليس لدينا استعداد للمشاركة في انتخابات مطبوخة.



    * إذا انتقلنا إلى الشأن الداخلي في حزب الأمة هل صحيح أن هناك نذر انقسام في الحزب وإلى أين وصلت مساعي رأب الصدع؟



    أعتقد أن المؤتمر السابع لحزب الأمة كان مؤتمرا ممتازا ولم يعترض أحد على شرعية المؤتمر لا من حيث استحقاق المؤتمرين أو أجندة المؤتمر أو إجازة الدستور والبرنامج وانتخاب الرئيس، فالمؤتمر جاء تتويجا لآلاف المؤتمرات القاعدية، فنجح المؤتمر العام السابع لحزب الأمة في تجديد البرنامج والدستور وتجديد في 75% من المناصب القيادية العليا، وتحقيق التوازن الجهوي والعمري والنوعي في أجهزة الحزب التشريعية والتنفيذية وهذا أقصى ما يطلب تحقيقه من أي حزب، نشأ الاختلاف حول الإجراءات التي اتخذتها الهيئة المركزية، والإشكال الذي حدث لو تم التعامل معه بصورة موضوعية سوف يحسم، أما إذا سادت فيه النظرة الذاتية فيمكن أن يؤدي إلى انشقاق أو خروج لبعض الأفراد من الحزب، ولكنني شخصيا أعتقد أن غالبية الأعضاء الذين لديهم تحفظات على ما حدث في المؤتمر سوف ينأون بأنفسهم عن الانقسام أو الانشقاق ويقبلون على التسوية السياسية، ولكن وارد جدا أن تتجه مجموعة إلى خيار آخر، وحزب الأمة ككائن حي معرض لدفع أثمان وتكاليف الحياة وهذه بعضها، وأنا شخصيا قصدت أن أبتعد عن هذا الخلاف وأترك أجهزة الحزب تتفاعل فيما بينها حتى تكتسب نضجا وتجربة، ولكنني بعد أن عدت إلى البلاد سأجتهد في المعالجات فما يمكن علاجه سيعالج وما لا يمكن علاجه قد يؤدي إلى خروج البعض، وليكن! فنحن مواقفنا السياسية والفكرية سوف تكسبنا أعضاء جدد مهما فقدنا.





    * الآن تبقى على تقرير المصير أقل من ثمانية عشرة شهرا هل هذا الزمن من الناحية العملية كافيا لإنجاز برنامج يحافظ على الوحدة ويحقق التحول الديمقراطي؟



    ضيق الزمن هو الذي جعلنا نتحدث عن برنامج للجوار الأخوي، فكل الظروف الموجودة حاليا تجعل من الوحدة طارة ولذلك يمكن أن يؤدي الاستفتاء إلى انفصال، فالزمن ضيق جدا وفجوة الثقة كبيرة جدا والغبن المتراكم كبير جدا، ربما تنجح اتصالاتنا بالحركة الشعبية في ترجيج خيار الوحدة، فوحدة الجاذبة هي خيارنا الأول ، ولكن إذا لم تتحقق فعلينا العمل من أجل الجوار الأخوي، ونحن في حزب الأمة بادرنا بالدعوة لاعتذار الشمال للجنوب، ولم نقصد بذلك الاعتذار السياسي لأن الأخطاء السياسية متبادلة، ولكننا نقصد الاعتذار عن الاستعلاء العرقي والثقافي المتوارث من عهود الرق، فهناك ربط خاطئ بين اللون الأسود والاسترقاق، وفي هذا اساءة بالغة للسحنات السودانية المختلفة، فالرق ممارسة تاريخية ظالمة مرتبطة بالحروب ولا ترتبط بلون معين ففي أوروبا مثلا كانت الشعوب السلافية تسترق، فلا بد لنا من اعتذار يزيل ما في النفوس من غبن واحتقان.



    http://ajrasalhurriya.net/ar/news_view_4641.html
                  

07-31-2009, 05:17 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عبدالله عثمان)

    هذا راي صحيفة الأنباء يوم 7/9 والذي يكتبه
    رئيس التحرير / عبد المحمود الكرنكي



    الصّادق المهدي يفجّر نفسه سياسيّاً


    درج الإمام الصادق المهدي على التصريحات المجانيّة آناء اللّيل وأطراف النّهار.

    آخر تلك التّصريحات الجزافيّة هي تصريحاته الخاصة بأن حكومة السودان تقف وراء أحداث دارفور.
    ذلك الإفتراء المتعمّد يفرش بالورود طريق الضغوط الخارجية والتدخّل الأجنبي.

    تلك الضغوط التي لا تحتاج إلى مفارش ومفروشات، وليست بحاجة إلى «عملية تفرشون».

    إفتراء الصادق المهديّ بأن حكومة السّودان تقف وراء أحداث دارفور، إعادة إنتاج لموقفه من قصف مصنع الشفاء في أغسطس 1998م، وتصريحاته حينها بأنّ سبب القصف هي حكومة السودان برعايتها للإرهاب!.

    كان الإمام حينها «محطة تقوية» للدعاية الأمريكية المضادة للسودان.
    إفتراءات «الإمام» الجديدة عن أن حكومة السودان وراء أحداث دارفور ،لا تجعل منه فقط «أرجوازاً» في كورس القوى الخارجيّة المتربّصة بوحدة واستقرار السودان ونهب ثرواته، بل تكشف سعيه الخاسر لإحداث ثقب في سفينة الموقف الوطنيّ المتَّحد، ليتسرّب إلى داخل السّودان التدخّل الأجنبيّ بكلّ أشكاله.

    إن لم تكن افتراءات.. «الإمام» هي الكذب الضّار، ما هو إذن تعريف الكذب الضّار؟

    لقد صمت الصّادق المهدي صمتاً كاملاً، عن إدانة تصريحات وتهديدات التدخلّ العسكريّ الأجنبيّ في السودان. هل تلك هي أمانيّه؟

    تلك التهديدات التي دفعت كلّ قوى التجمع الوطنيّ في لقاء القاهرة في 30 أغسطس 2004م، إلى إعلان الحرص على «درء كافة المخاطر التي تشكّل تهديداً لأمن الوطن واستقراره ووحدته».. صبيحة ذلك الإعلان غادر الصّادق المهدي مصر إلي أمريكا!

    كان «الإمام» من غرفته في فندق «سميراميس» يتسوّل ظنونه بفشل لقاء الحكومة والتجمع!
    ما الذي قعد بـ «الإمام» عن تسجيل موقف وطنيّ نظير لموقف التجمّع؟

    هل «الإمام» غير وطني؟

    لقد رست سفينة الحرب الأهليّة في الجنوب على مرفأ السلام، بتوقيع بروتوكولات السلام السّت.

    لقد بدأت سفينة التجمع ترسو على مرفأ الوفاق الوطنيّ، لتكتمل حلقات الوحدة الوطنية.

    ذلك بينما لم يزل الصادق المهدي في تذبذبه الأبدي، رافضاً للوفاق الوطني، مُتَّهِماً حكومة السودان بأنها وراء أحداث دارفور، مستحسناً دور حمّالة الحطب، والسودان مستهدف من بوّابة دارفور، والأيادي الأجنبيّة تحيط بخريطة السُّودان لإشعال النّار في أطرافه.

    لكن قرّاء «الأنباء» على موعد مع صواعق من الوثائق التي تثبت دور الصادق المهدي في مأساة دارفور في الثمانينيات.

    إذا نسي الصّادق المهدي ذلك الدور، فإن السودان يتمتّع بذاكرة فوتغرافيّة...

    لاتكذبي إنّي رأيتكما معا ... وَدَعِ البكاءَ فقد كرهتُ الأَدْمُعا ... ما أهونَ الدمعِ الجسورِ إذا جرى... من عينِ كاذبةٍ فأنكَرَ وادّعى !
    باتهامه حكومة السودان بأنها تقف وراء أحداث دارفور، اختار الصادق المهدي أن يفجِّر نفسه سياسياً.

    بعد الإطلاع على تلك الوثائق الصاعقة، يمكن لـ «الإمام» من بعد أمريكا أن يغادر إلى القطب الشمالي
                  

07-31-2009, 05:19 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عبدالله عثمان)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    هيئة شئون الأنصار
    الاحتفال بالإسراء والمعراج وميلاد الإمام المهدي وعيد الأسرة السودانية
    كلمة الحبيب الإمام
    26 رجب 1430هـ
    19يوليو 2009م
    مقدمة:
    عندما يطلب مني الحديث أسائل نفسي: هل من قيمة مضافة لحديثي أم أكرر المعهود؟ التجديد سر الحيوية: يقولون إذا شاخ الإنسان فقد القدرة على التجديد. إنه لا يشيخ إلا عندما يفقد تلك القدرة.
    الدين ليس نصوصا يتلقاها الإنسان فحسب كما يزعم الظاهريون. ولا هو مفاهيم يؤلفها البشر كما يزعم الدهريون. إنه تفاعل بين مصدر غيبي وتجاوب بشري فالفطرة الإنسانية مهيأة له: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا) ، وقال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ) .
    الديانة تفاعل بين الربانية والإنسانية. والمسلم مطالب بالتبصر في النصوص (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا) ، بل وبصرف النظر عن العوامل الأخرى جاء في مسند أحمد أن النبي (ص) قال: "إِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تَعْرِفُهُ قُلُوبُكُمْ، وَتَلِينُ لَهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ، وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ قَرِيبٌ فَأَنَا أَوْلَاكُمْ بِهِ، وَإِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تُنْكِرُهُ قُلُوبُكُمْ، وَتَنْفِرُ مِنْهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ، وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ بَعِيدٌ، فَأَنَا أَبْعَدُكُمْ مِنْهُ" .
    وروى البخاري عن الإمام علي: "حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟" . من منطلق هذا التلاحم بين الرباني والإنساني بين اللاهوت والناسوت أحدثكم عن المناسبات الثلاث في نقاط.
    المناسبة الأولى: الإسراء والمعراج:
    وهنا أذكر نقطتين: قوائم حياة الإنسان، ومعاني الإسراء والمعراج.
    الأولى: قوائم الحياة الأربعة: تقوم حياة الإنسان على أربعة قوائم: روحية- مادية- عقلية- عاطفية.
    الروحية: ينكرها الدهريون ولكن يثبتها الواقع:
    - الرؤيا الصادقة.
    - الإلهام:
    الألمعي الذي يريك الرأي كأن قد رأي وقد سمع
    - الوحي: إنسان أمي معروفة حالته يأتي بمعارف غريبة عليه: (فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) ؟. وناس كثيرون مارسوا تجارب روحية وعبروا عنها:
    قلوب العاشقين لها عيون ترى ما يراه الناظرون
    وأجنحة تطير بغير خفق إلى ملكوت رب العالمين
    المادية: يهمشها الزهاد ولكن الإنسان محتاج للماء، والهواء، والغذاء، والكساء. وفي حياته ومعاشه يستخدم قواعد مادية: يزرع ويصنع ويتاجر بموجبها. بل وكثير من الناس يعظمون شأن المادية. قال أحدهم:
    حياك من لم تكن ترجو تحيته
    لولا الدراهم ما حياك إنسان
    والكون المادي خاضع لسنن راتبة هي قوانين الطبيعة وهي كتاب الله المنشور: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ) .
    العاطفة: نفس الإنسان عاطفية تحب وتكره بمشاعرها، كما قال عبد الله بن معاوية:
    ولستُ براءً عيبَ ذي الود كلِّه ولا بعـــض ما فيه إذا كنتُ راضيا
    فعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا
    وكثير عزة:
    وسعى إلىّ بعيب عزة نسوة جعل الإله خدودهن نعالها!
    العقلية:
    الاستنتاج الصحيح: نرى الكائنات الحية تحرص على الحياة تستنتج أن الحرص على الحياة من طبعها.
    التقدير الصحيح 1+1=2.
    الحجة الصحيحة قائمة على البرهان (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا) .
    سر نجاح دعوة الإسلام أنه يشبع هذه المطالب كلها، لا تماثله في ذلك ملة.
    النقطة الثانية: نصوص ومعاني:
    ما معنى تغيير القبلة؟ قال تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا) . المعنى: استقلال الدعوة الإسلامية وتأكيد أن علاقاتها بالوحي السابق ليس كالمسيحية لليهودية.
    ما معنى الإسراء؟ ثلاثة معان:
    • تكامل رسالات الوحي: (قُولُواْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) ، وكذلك (قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ* َمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) .
    • تعميم الرسالة فقد كان لأمة المرسل ولكن هذه: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا) . ويلزم من العمومية الختم. خاتم المرسلين.
    • المعنى الثالث إمامة محمد (ص) على الآخرين: كتابه الوحيد المحفوظ بنصه الأصلي. والشاهد على حقيقة الرسالات السابقة والمصدق لما جاء فيها. قال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ) . كثير من علمائنا لا يهتمون بهذا النص الصادق ويركزون على واقعة التحريف. نعم وقع تحريف. ولكن في التوراة ما هو صحيح- مثلا- الوصايا العشر ومثلها ورد في القرآن. وفي الإنجيل ما هو صحيح- مثلا- موعظة الجبل وكثير من معانيها في القرآن.
    • كذلك في التوراة بشارة بمحمد (ص) جاء في سفر التثنية: أقيم لهم نبيا من وسط أخوتهم مثلك (أي مثل موسى) وأجعل كلامي في فمه. من وسط إخوتهم أي أبناء إسماعيل. والتوراة تحدد الجهة التي يأتي منها هذا الشخص المنتظر وهي فاران: أي قفار مكة.
    • وجاء في التوراة في خطاب إلهي لإبراهيم: في سفر التكوين (20:17): "أما إسماعيل فقد سمعت قولك فيه وها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيرا جدا جدا وأجعله أمة عظمية".
    • وفي إنجيل يوحنا (14: 15-17) جاء: "أما المعزي الذي سيبعثه الأب باسمي هو الذي سيعلمكم كل شيء وهو الذي سيذكركم بكل الذي أقوله لكم". قالوا: (هذا روح القدس). ليس صحيحا، فهذا اقنوم سبق وجود عيسى (ع) بل هو الذي لامس مريم لميلاد عيسى في اعتقادهم.
    وفي نفس الإنجيل: "وأما متى جاء ذلك الروح الحق فهو الذي يرشدكم للحق لأنه لا يتكلم من نفسه". يوحنا (16:14).
    شخص يأتي بعد عيسى - يزكي عيسى- وينطق بالوحي. هذه الصفات لا تنطبق إلا على محمد (ص).
    دعك من مفردات يمكن أن يصدقها أو يكذبها الإنسان فإن هذه هي معاني الإسراء التي تقوم على البرهان الساطع الذي قصده الذكر: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ) .
    ما معنى المعراج؟
    الله لا يحده مكان ولا زمان (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) . وهو يقيم صلات بين الربانية والإنسانية على ثلاث قنوات:
    • الأولى: الفطرة: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) .
    • الثانية: الإلهام: (اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ) .
    • الثالثة: الوحي: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) .
    • المعراج نوع من الوحي بنص القرآن: (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى* ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى* وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى* ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى* فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى* فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ) .
    المناسبة الثانية: مولد الإمام المهدي 1260هـ أي مضى عليه بالقمرية 170عاما.
    تحداني أحد المفكرين: وهو من الذين لا يؤمنون بالمهدية أصلا، قائلاً: جدك ليس هو المهدي، ولكنه ادعاها ليحصل على تأييد العامة لدعوته. وصاحبنا لم ير في ذلك بأسا مثلما فعلت الإنقاذ في بداية عهدها أن ترسل أحد قادتها للقصر رئيسا وأن ترسل شيخه للسجن حبيسا. ولكنني قبلت هذا التحدي وغصت في دفاتر المهدية، فمع تأكيد أن المهدي (ع) قال ما قال عن دعوته؛ لا يوجد أي نص يدل على أنه اعتبر نفسه الإمام الثاني عشر الذي يؤمن به الشيعة مهديا لهم، ولا يوجد أي نص يدل على أن ظهوره في آخر الزمان. بل من الصعب جدا التصديق بأن شخصا اختفى قبل ثلاثة عشر قرنا سوف يعود كما هو، ولا أن على المسلمين أن يقبلوا فساد الدين إلى أن يحل آخر الزمان. بل الحقيقة هي أنه إذا جاءت النهاية يكون الامتحان قد انتهى فما معنى المهدية إذن؟ قال تعالى: (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ #1649;لْمَلا#1764;ئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَ#1648;نُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ) .
    دفاتر المهدية تؤكد المعنى بوضوح:
    أولاً: منذ ما فعل معاوية بن أبي سفيان بالخلافة خلا مقعد الخلافة المصطفوية، وحلت محلها خلافة سلطانية. فصارت الحاجة ماسة لملء هذا المقعد، وهذا هو معنى الخلافة المصطفوية.
    ثانياً: تفرقت كلمة المسلمين فرقا ومذاهب، وصارت الديانة هي اتباع منظومات بشرية صاغها أفراد واتبعها جمهورهم فصارت الحاجة ماسة لمن يقول: هؤلاء المجتهدون جزاهم الله خيرا ولكن لا مشروعية لاتباعهم، فالمطلوب التخلي عن هذه التبعيات على حد قوله: "فها أنا أوصيكم وإياي بتقوى الله واتباع سنة رسول الله (ص)، واعلموا أن المهدية قائمة بهذين". وقال: "قولوا طريقتنا لا إله إلا الله ومذهبنا الكتاب والسنة".
    ثالثاً: ساقت المناشير والخطب آيات قرآنية تؤسس الدعوة على وظيفة الهداية المطلوبة كما جاء في كتاب الله:
    • قال: قال تعالى: (أُوْلَـ#1648;ئِكَ #1649;لَّذِينَ هَدَى #1649;للَّهُ فَبِهُدَاهُمُ #1649;قْتَدِهْ ) فإذا علمتم ذلك فمن خالف إمام قرنه فقد خسر الدنيا والآخرة.
    • وقال: إجابة داعي الله واجبة على الكافة لقوله تعالى: (وَ#1649;تَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ) .
    • وقال: وحيث أني داعيكم إلى الله فواجب عليكم إجابة داعي الله كما قال تعالى: (أَجِيبُواْ دَاعِيَ #1649;للَّهِ وَآمِنُواْ بِهِ) ،
    وأكد عليه السلام المعنى الوظيفي هذا بقوله: وإنما قصدنا منكم الجميع المعاونة في تقديم الدين القويم وإني في ذلك كواحد منكم، ولوددت لو قام غيري وصرت من جملة أعوانه، فما كان إلا ما أراده الله من تحملي بإقامة الدين.
    رابعاً: في منتصف القرن التاسع عشر ولأول مرة في التاريخ صارت كل بلاد المسلمين تحت حكم الاستعمار المباشر أو غير المباشر كما كان الحال في الدولة العثمانية التي ظهر واضحا أنها بعد سنوات العزة استسلمت للإرادة الاستعمارية.
    هذه العوامل الأربعة ظروف موضوعية تتطلب داعية يلبي هذه الحاجة مثلما قال الشيخ أحمد العوام أحد قادة الثورة العرابية المصرية في رسالته قديما، ومثلما قال د. عبد الودود شلبي في كتابه حديثا، الحاجة لدعوة تتمثل فيها أشواق وتطلعات أهل القبلة.
    هذه الظروف الموضوعية صحبتها حالة شخص معروف بالتقوى والصدق والأمانة أعلن أنه خوطب نبويا، فإعلان المهدية وتلبية تلك المطالب.
    مهديته تصدق بما قاله عنها من أوصاف لا بشروط قدوم الإمام الثاني عشر أو آخر الزمان، ولمن يريد أن ينتظر أن يفعل، ولكننا نقول لهم ما دمتم تتطلعون لبعث الدين فإن في دعوة مهدينا نهجا مشتركاً لبعث الإسلام، وعندما عرضت هذا الفهم في ندوة اشترك فيها ممثلون لمدارس سنية، وشيعية، وصوفية؛ تقبلوا الفكرة. فإن استطعنا بيان هذه المدرسة المهدوية النيرة، وعم التجاوب مع هديها، يتحقق ما قاله الإمام المهدي: في مقبل الأيام تكون لنا كرامة أكثر مما في أيامنا هذه. والله أعلم.
    المناسبة الثالثة:
    الحضارة الحديثة أتتـنا مع الاستعمار، ولكن مقوماتها وهي: العقلانية في الفكر، والمشاركة في الحكم، والتنمية في الاقتصاد، والحرية في البحث العلمي. أصيلة في حقائق الوحي الإسلامي وإن هجرها المسلمون وطورها حسب ظروفهم الخاصة الأوربيون.
    لذلك أتتنا في ثوبها الأوربي واتخذ قومنا منها ثلاثة مواقف:
    • موقف الذين رفضوها تماماً.
    • وموقف الذين امتثلوا لها تماماً.
    • وموقف وسط يحرص على الأصالة ويستصحب الحداثة.
    كثيرون هم الذين اتخذوا هذا النهج أمثال الإمامين جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، وعبد الرحمن الكواكبي، وعبد الحميد بن باديس، ومحمد إقبال وغيرهم.
    هؤلاء نظروا للتوفيق بين التأصيل والتحديث. ولكن الإمام عبد الرحمن في السودان نظر وطبق عملياً. وجد أن الناس فهموا أن الجهاد هو القتال وأدرك أن القتال استعداد دفاعي واجب ولكن الجهاد أوسع من القتال وطور مفهوم ما سميناه الجهاد المدني. وفهموا الزهد نفياً للمادة فقال بالسعي للمادة على أن تكون في يدنا نسخرها لا في قلوبنا تسخرنا على نحو ما جاء في تعاليم الإمام المهدي: "ولا تجعل في قلوبنا ركوناً لشيء من الدنيا".
    أما من الناحية العملية فقد صار رائد الحكم الديمقراطي، والتنمية الحديثة، والتعليم الأهلي، والصحافة، والدبلوماسية الشعبية، وتبسيط وترشيد الحياة الاجتماعية السودانية في المآتم والأعراس.
    عيد الأسرة الذي استنه الإمام عبد الرحمن أدى وظيفته في وقته ولكننا الآن في ظرف مختلف يحتاج لإجراءات جذرية حكومية وشعبية إذا أردنا تحقيق مقاصد الإمام عبد الرحمن وإنقاذ الأسرة السودانية.
    الأسرة السودانية الآن تعيش مأساة غير مسبوقة:
    • نسبة الزواج بين الشباب لا تتجاوز 25%.
    • نسبة الطلاق تساوي 33%.
    • الأطفال اللقطاء 200 في الشهر في المتوسط.
    • عدد المصابين بالإيدز يقارب نصف مليون.
    • وحتى إذا لم يقع طلاق فالأسر تعاني من حالة مأسوية.
    في الأسبوع الماضي شهدت مع أفراد من أسرتي وأصدقائي مسرحية في المسرح القومي عنوانها: "نسوان برة الشبكة". العنوان مختلف بالنسبة للمحتوى وأنسب أن يكون: لوحة مأسوية كوميدية للأسرة السودانية. مسرحية جيدة: قصة وإخراجاً، وأداءً وإن كنت مرهف الحس فلا تملك أن تبكي وتضحك من باب شر البلية ما يضحك.
    فالرجل في المسرحية شردته تحديات وفرص العولمة. والمرأة شردتها ثقافة الدونية وقلة الحيلة. والأطفال دفعوا الثمن ضياعاً. وأسوأ ما في الأمر أن اللوحة تكاد من واقعية مفرداتها أن تكون وثائقية.
    ما العمل؟
    الأسرة السودانية داخل الوطن تعاني من آثار الحروب الأهلية، العطالة، الفاقد التربوي، انهيار الريف، ترييف المدن، أزمة السكن، الغلاء الطاحن، الضرائب، والرسوم.
    نعم تيسير الزواج مطلوب ولكن ضمن منظومة إجراءات تعالج تلك المشاكل وإلا كنا كمن يبني قصراً ويهدم مصراً.
    أما الأسرة السودانية خارج الوطن فقد صارت ضحية الفوارق الثقافية ما بين تراثها وواقعها الجديد فهي من الناحية المادية أحسن حالاً من الأسر داخل الوطن ولكن من الناحية النفسية والاجتماعية في اضطراب شديد.
    قررنا في هيئة شئون الأنصار تنظيم ورشة لدراسة أزمة الأسرة السودانية وتبني برنامج يحقق مقاصد الدين والوطن وإحياء سنة الإمام عبد الرحمن في ظروف فيها اتسع الخرق على الراتق.
    سوف ننظم في إطار هيئة شئون الأنصار مؤتمرا يضم علماء الشريعة وعلماء العلوم الوضعية لإصدار مرجع للتربية الجنسية وآداب النكاح وللاتفاق على معادلة للزواج الميسر للعمل على تنفيذها بكل الوسائل.
    النقطة الرابعة: تُرْجع صدى النقطة الأولى:
    رفع كثيرون شعار حوار الحضارات. حوار الحضارات لا يجدي ما لم يؤسس على نتائج إيجابية لحوار الأديان لأن الأديان هي جذور الحضارات وملهمتها.
    الأديان الإبراهيمية تتطلع لعهد ذهبي قادم:
    • اليهود يتطلعون لمجيء المسيح.
    • المسيحيون يتطلعون لعودة عيسى عليه السلام.
    • كذلك يتطلع كثير من المسلمين لعودته بمرجعية إسلامية.
    كل هؤلاء ينتظرون هذا الخلاص في آخر الزمان.
    العالم اليوم قد صار بفعل عوامل كثيرة كالقرية الواحدة. هذا المعنى تجسده اليوم العولمة. ولكن العولمة مع التوزيع الحالي غير العادل للقوة الاقتصادية، والعسكرية، والإعلامية، صارت تعني هيمنة الأقوياء على الضعفاء. هذه الهيمنة لن تقبل وسوف تجد مقاومة حتى تتحقق العدالة.
    كل مظاهر الإرهاب، والهجرة غير القانونية نحو عالم الشمال وغيرها مما سميناه أسلحة الضرار الشامل ما هي إلا وسائل مقاومة العولمة غير المرشدة.
    العولمة في ظل العدالة هي العالمية. والعالمية عولمة حميدة وهي خطوة ضرورية في حركة نهضة الإنسانية.
    والمدخل الصحيح لهذه العالمية هو اتفاق الأديان على رؤية روحية وأخلاقية واحدة تترتب عليها معاملات تقوم على السلام والعدالة والتعاون.
    هذه المقاصد ممكنة التحقيق وبالنسبة للمسلمين تحث عليها مقاصد ديننا وعالميته.
    المواجهات في عالم اليوم المسلح بأسلحة الدمار الشامل معناها الفناء. الخيار الآخر هو تحقيق عالم عادل فاضل.
    هذا العالم العادل الفاضل لا يرجى تحقيقه إلا في إطار صحوة روحية، أخلاقية، اجتماعية بمرجعية إسلامية لأن الإسلام وحده الذي يعترف للإنسان بقيمة كإنسان، ولأنه وحده الذي يعترف بالتعددية الدينية، ولأنه وحده الذي يملك حقائق وحي تقبل سنن الكون باعتبارها إرادة (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى#1648; كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى#1648;) .
    ربما اختلفت الملل حول العيسوية ولكن لا خلاف على أن نجاة الإنسانية في تحقيق وظيفتها، والله أعلم.
                  

07-31-2009, 05:20 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    مسارب الضي
    دس المحافير!
    الحاج وراق



    * زُرت قبل عدة أسابيع الإمام الصادق المهدي، مع مجموعة من المثقفين، للتفاكر حول ما يجب عمله ازاء الكارثة المحدقة بالبلاد، وكان في ذهننا جميعاً ونحن قادمين الى السيد/ الصادق، ان نتقدم بمذكرة أخيرة للحكومة ننبه فيها الى خطورة الأوضاع الماثلة، ومن ثم نطرح بعض المقترحات، وعلى رأسها الإسراع بتحديد زمان ومكان انعقاد المؤتمر الجامع للقوى السياسية كآلية لإنتقال سلمي ومتفاوض عليه للديمقراطية.. ولكن السيد/ الصادق لم يبد أى حماسة للفكرة، ولأنه أكثر السياسيين السودانيين خبرة في معاناة الحوار والتفاوض مع الانقاذ، فقد كان لحديثه عن تجربته معهم مصداقية عالية، تحدث بحرقة ومرارة عن أن الانقاذ يمكن ان توقع معك على أي شئ ثم لا تلتزم بأي شئ ! وحين انتهى الامام وصلنا جميعاً الى ذات نتيجته: «مافيش فايدة»!
    والآن اذ يرفض حزب الأمة الالتحاق بحوار التجمع والحكومة بالقاهرة باعتباره «تحصيل حاصل»، فانني اتفهم تماماً هذا الموقف! اتفهمه ، ولكني مع ذلك اتفق مع التجمع في ضرورة وأهمية حوار القاهرة، أقله لسببين، لتبرئة الذمة أمام الشعب وأمام التاريخ بأن القوى السياسية السودانية لم تدخر وسعاً في محاولة «تعقيل» الانقاذ لمصلحتها ولمصلحة البلاد، والثاني من باب إيصال الانقاذ الى خشم الباب! وبالطبع لحزب الأمة الحق في أن يدفع بأنه أوصلها عشرات المرات الى خلف الباب، ولم يجد شيئاً سوى المخاتلة وشراء الوقت! وعلى كلٍ، فربما تكون أسبابنا نحن أسباب نفسية، أكثر من كونها فكرية وسياسية، حيث من الشاق على النفس أن تسلم بأنه «مافيش فايدة»!
    * وبعد أيام قلائل من ذلك اللقاء، زارت البلاد الصحفية المصرية الاستاذة/ اسماء الحسيني، وقابلت العديد من السياسيين والمثقفين، وللمصادفة فإنها في أحد الايام، قابلتني فعبرت لها عن مخاوفي الشديدة على مصائر البلاد: أزمة سياسية واقتصادية خانقة، وحركة سياسية ضعيفة، وحركات جهوية فعالة ولكنها يمكن أن تحقق أهدافها دون صيانة وحدة البلاد، وسلطة حاكمة رافضة للإصلاح، ولا تستجيب لا للمناشدة ولا للنصائح، تستجيب فقط للضغوط، الضغوط العسكرية الجهوية وضغوط المجتمع الدولي، وكلا الضاغطين لا يمكن الاطمئنان على التزامهما بوحدة واستقرار وديمقراطية البلاد!.. واذ تقدم القوى السياسية والمدنية للإنقاذ (محافير) شق طريقها للخروج من أزمتها والأزمة الوطنية الشاملة، فإن الانقاذ تدس بلؤم شديد (محافير) نجاتها ونجاة الآخرين!
    وفي نفس اليوم قابلت الاستاذة/ اسماء الدكتور غازي صلاح الدين - من الضفة الأخرى - فعبر لها عن ذات المخاوف ومشاعر الإكتئاب.
    واختتمت لقاءات ذلك اليوم بالاستاذ/ غازي سليمان فقال لها ساخراً، ولكن جاداً، بأنه يحضر ترتيبات نزوحه الى شقة في الخارج، وأنه لايستبعد ان نضطر قريباً الى حمل «بقجنا» على رؤوسنا!.
    ولا يمكن أن تكون مشاعر الاكتئاب المشتركة هذه، وفي يوم واحد، محض مصادفة.. وقطعاً انها ليست مشاعر ثلاثتنا وحدنا، فأينما تذهب الآن في تجمعات المثقفين والسياسيين تسمع المخاوف ذاتها من أن تنحدر البلاد الى مصير الصومال أو مصير العراق!
    * ولكن إسأل أى من قيادات الانقاذ النافذة عن الأوضاع، سيقول لك أن البلاد مستهدفة ! ولكن فيما عدا ذلك فكله تمام التمام!
    ويعرف أهل السودان جميعاً، ويرددون ذلك حتى في تحاياهم، بأنه لم يعد هناك «تمام» في السودان!
    ولكن أهل الانقاذ في وادٍ آخر!
    * أى عمي بصيرة هذا، الذي يقود سلطة يقدم لها معارضوها «محافير» دفن كوارثها وجرائرها، ولكنها بدلاً من أن تتعاون وتشمر الساعد تدس المحافير؟؟ أظنه عمى البصيرة الذي يضيع الكراسي والأوطان! وليحفظ الله السودان.!


    http://www.alsahafa.info/news/index.php?type=6&issue_id=417&col_id=5&bk=1
    _____
                  

07-31-2009, 05:22 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عبدالله عثمان)

    صحيفة رأي الشعب
    المؤتمر السابع لحزب الأمة .. تغيير حقيقي أم فجر كاذب؟!
    ما جرى في المؤتمر السابع لحزب الأمة القومي بضاحية سوبا (26-28) فبراير 2009م هو تغيير حقيقي وجذري من حيث الشكل. فقد انتخب الحزب أمين عاما جديدا وأجهزة جديدة تختلف شكلا وموضوعا عن الأجهزة السابقة فلم يجمع المؤتمرون على شيء مثل أجماعهم على القيادة التاريخية والفكرية للحزب السيد الإمام حفظه الله أ/ا ماعدا ذلك فقد "سهر القوم جراها واختصموا" فقد شهدت جميع المواقع تنافسا حقيقيا وممارسة ديمقراطية فعلية ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن إلى أين يسير هذا التغيير.
    فإذا كان التغيير نحو الأفضل والأجود فهو ما يتمناه الجميع للقضاء على العوائق والمهددات التي تحيط بالحزب وأقعدت به من لعب دوره الأساسي والريادي في الحياة السياسية السودانية، وأن جنح رواد التغيير نحو تصفية الحسابات و "فش الغبائن" فساعتها سيكون التغيير فجرا كاذبا وسرابا يحسبه الظمآن ماء.
    كان واضحا منذ البداية بأن بالحزب تيارات "تيار اعتدال في خط عام" الممانعون يرفضون المهادنة ويقدحون في مقدسات الكيان والحزب، وتيار اعتدال يستظل بالقيادات يرى الاعتدال والتسامي فوق الجراح أحد التيارين متهم بالجهوية والآخر الأسرية لقد لعبت الظروف في نجاح هذا التغيير فبعد أن غيب الموت الأمين العام الذي كان عليه الدفاع عن مؤسساته وغيب المرض نائب الرئيس راعي الأمانة السابقة، فقد هذا التيار البوصلة والاتزان والقدرة التنظيمية يلحظ المراقب أن المؤسسة الدينية "الهيئة كانت حاضرة وحاسمة".
    إن الذين رشحوا للأمانة العامة كانوا كفرسي رهان، الدكتور إبراهيم الأمين السياسي المحنك والأستاذ محمد عبد الله الدومة صاحب النشاط الثر والحركة الدائبة وسعادة الفريق صديق ممد إسماعيل ابن الحزب الأصيل، وأن جاء الدكتور إبراهيم الأمين ثالثا ذلك لأن الدومة والفريق صديق كانا يمثلان تيارين هامين في الحزب، أما إبراهيم الأمين فيأتي بعطائه وتاريخه، ولم يكن مدعوما من تيار لذلك كانت المنافسة شديد بين الفريق صديق والأستاذ الدومة، الفريق صديق دعمه كل من لم يكن راضيا عن أداء الأجهزة السابقة والأستاذ الدومة الذي كتب عليه أن يكون ممثل الأمانة السابقة، وكانت هذه من نقاط ضعفه رغم تاريخه وبلائه وعلاقاته في كل الأصعدة.
    لقد كان المؤتمر السابع لحزب الأمة تمرينا ديمقراطيا حقيقيا، فقد شمل التغيير الهيئة المركزية والمكتب السياسي وغابت نجوم وسطعت نجوم.
    كان خطاب الفريق صديق الأمين العام المنتخب "نخب النصر" عامرا بالمعاني والقيم، مبشرا بغد أفضل، ولكن تبقى الإرادة والعمل الدووب هي مفتاح التغيير، انتهى عهد الكلام وجاء عهد الممارسة الراشدة ومطابقة القول العمل.
    وبقى أن نقول أن هذا التغيير هو إرادة كل ناشطي الحزب وأن التغيير الحقيقي هو الذي يلامس أرادة الجماهير ورغبتها في حزب يمثل كل السودان ويحقق أشواقهم دون أوصياء أو اصطفاء لأحد إلا بمقدراته وبلائه، إذا تحققت هذه المقاصد ساعتها سيكون التغيير حقيقي بعيدا عن الرسوم والإشكال والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
    اللهم أحفظ حزب الأمة


    لا ادري من الكاتب
                  

07-31-2009, 05:24 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عمر عبد الله فضل المولى)




    رداً على الحاج وراق:-
    لماذا لاتكون انصاريا؟!

    عمرالصايم
    [email protected]

    في عموده (مسارب الضي) المنشور بجريدة الصحافة 26/فبراير 2005 م بذل الحاج وراق جهدا خارقا في الاجابة على السؤال موضوع كتابته (لماذا يكرهون الامام ؟!) بيد أنه جهد معيب ومضلل ، لكونه إنصب في الإجابة على سؤال صيغ على نحو مغرض ومضلل هو الآخر ، فالصادق المهدي محل النقد والتساؤل المشروع لتصديه للعمل العام من خلال رئاسة حزب الأمة او رئاسة الوزراء، وبالتالي فإن مايطرحه سيجد بالضرورة إختلافا حوله، وهذا غير علاقة الكراهية التي افتراضها المقال ونسج على ضوئها الإجابات فكان قمين به - وللأمانة - ان يطرح السؤال على نحو :- لماذا ينتقدون أو يختلفون مع السيد الصادق ؟ ولكنه تلبيس متعمد لإظهار خصوم الصادق المهدي وكأنهم مجموعة من الحاقدين،الذين لايستندون على رأى أو إستنتاج نظري يتيح لهم حق الإختلاف مع العقلية الملهمة للإمام، فقط تحركهم دوافع الكراهية، وبذلك سيتمكن كاتب المقابل من تعرية أحقادهم والحيازة على أهلية المحبة، وهذا هو الهدف الخفي للمقال، وإن طمرته عبارات على شاكلة إنني أختلف مع الأمام الصادق المهدي فكريا وسياسيا وبرامجيا ) أو(والصادق المهدي يفهم الاسلام - وإن إختلفنا معه – فهما مرنا ومنفتحا) فكل إلتواءت المقال تنتهي إلى هذاالهدف...
    ولإتساق التوليفة فقد إفترض الحاج وراق أن خصوم الصادق المهدي يمثلون معسكر الشر، وقد نعتهم بذلك سبعه مرات ، وحتى لانتهم بالدس أو الإنتقاء فيمكن أن نصدرها كالآتي :-
    1/ ولكن الذين يريدون الشر بالسودان لايختلفون مع الأمام الصادق وإنما يكرهونه فلماذا)؟
    2/ والذين يريدون الشر بالسودان يريدون قاده لايترددون
    3/ ولهذا يكرهونه فقوى الشر تريد أحد خيارين ).
    4/ ولهذا فإن الذين يريدون الشر بالسودان يريدون نفس مركز الإعتدال) .
    5/ ولهذا فإن القوة الشريره الراغبة في تمزيق السودان تود لو يختفي الصادق المهدي) .
    6/ وتريد قوى الشر توظيفها لتزلق البلاد الى حمأه الفوضى) .
    7/ مما يشير الى إمكان نجاح مخططات القوى الشريره تجاه البلاد) .
    وعلى الجانب الآخر يشمخ الصادق المهدي مجسدا لمعسكر الخير، يقول الحاج وراق في ذلك (فإننا يجب أن نتعامل معه بحسابات عقلانية ومسوؤله بوصفه ثروه قومية )
    .. وهكذا صاغ كاتب المقال ثنايئة الخير والشر في تلبيس يستهدف الإخلال بالمسألة، وإعادة تركيبها على النحو الذي يخدم اهدافه الشخصية، فلو ان الحاج وراق بعقلانيته
    الحازقه، او بحدوساته الكشفيه تبصر هذه القوة الشريره وهي تحدق بالبلاد، أما كان الأجدر به أن يفصلها لنا بدلا من تركها طلسما ؟ وكيف يتحول معارضو الصادق المهدي إلي أشرار ؟ ومن ذا الذي يخترق ذوات الآخرين ليزن الكراهية ، والشر بداخلها ؟ إنها ألفاظ تجعل من السياسة فخاخ عاطفية ! وتطرح خلافات السياسة وكأنها توترات وهذيان، فيمتزج الشخصي بالعام ليطمس الحائق الموضوعية،إنني لاأستبعد أن يكون الحاج وراق قد تصور – ولهو الحق فيما يتصور- أن الصادق المهدي سيكون مخلصه ، ومن ثم يكون له الحق في إختيار لفظ الإمام – وهو لقب حديث- بدلا عن رئيس حزب الأمه ، بكل ماتحمله لفظة الأمام من دلالات دينية، ولكن ليس له المقدره أو الحق في توزيع صكوك الخير أو منعها عن الآخرين ، ثم إن أمامة الصادق المهدي، أوعدمها لا تخص سوي طائفة الأنصار، وعلى هذا فهي ليست مسألة قومية إلامن خلال دور حزب الأمه في السياسية ، وإن كان ثمه دور يقع على عاتق المستنيرين فهو الدعوة إلى فصل الطائفة عن الحزب، أو على نحو أكثر تواطؤ تقليل تأثير الطائفة على الحزب، وهذا هو الإتجاه الذي نكص عنه الصادق المهدي ، فعلى أي خلفية أنتقي الحاج وراق لفظ الامام بالذات دون سائر النعوت التي نالها الصادق المهدي، خاصة انه لايعني بقويالشر آل المهدي ، اولئك الذين من حقهم منازعة الصادق المهدي فى أمامته إنما يعني قادة الاحزاب السياسية ،الذين يتخذون مواقف متعارضة مع الصادق المهدي، وفق مايرونه صائبا في المجال الاجتماعي ، والفكري ، والسياسي ، الخ.......
    ان القول بوجود معسكرين للخير والشر يتنافي كليا مع الديمقراطية ، بحيث أنه يسم الصواب والخطأ بالأبدية فيجعل من أناس أخيار للأبد وآخرين أشرار الى الأبد، وهذا مالم يفعله الخصوم السياسين للصادق المهدي، فكل مافعلوه انهم رصدو وإنتقدوا أطروحته دون ان يمتنع الصواب في افعاله مطلقا. ولكن المرافعة الوراقيه ولاغراض إكتمالها فإنها تضع الصادق في قفص الاتهام وهو في كامل براءته بينما تصور خصومه السياسيين كمجموعه حاقدة تدفعها نوازع شريره ومبهمة للزج بالمتهم البري الى ساحة الاتهامات، ولسؤ حظه- اي وراق-فان المرافعة تتمتع بهشاشة تقوضها من الداخل، اذ لايستقيم ان يكون شخص ما مقتنع بالشى ونقيضه كأن يكون وراق معجبا بالفكر الجمهوري وفي ذات الوقت بشخص الصادق المهدي، وامامته لطائفة الانصار، ففي أدبيات الفكر الجمهوري هناك كتاب اسمه( هذا هو
    الصادق المهدي ) اختص بفضح تناقضات الصادق . مما يجعل الجمهوريين- حسب اعتقادات وراق- في خانة الاشرار خاصة وان حزب الامه بقيادة الصادق المهدي قد شارك بفعالية في الزج باطروحه الدستور الاسلامي الي العمل السياسي السوداني، ووقف وراء وضع مادة الرده في مشروع الدستور، تلك التهمه التي استخدمت لتصفية مفكر في الرابعة والسبعين من عمره . وسياتي وراق في ذكرى استشهاده ليخرجه بقدرته السحرية من معسكر الاشرار ويضعه في محله كشهيد للفكر . وهكذا تستمر حلقات التلفيق المنتقى بعنايه فائقة لاغواء الشعب السوداني وحرفه عن الحداثة والمدنية، من مواقع تزعم التنوير والتحديث. وهذا ماحاول الحاج وراق فرضه على حركة القوى الجديدة الديمقراطية حق وادى الى مفاصلة كلية وقد جاء في بيان اللجنه التنفيذية لحركة حق في 8 فبراير 2000 ميلادية التعليل الاتي لاعلان البراءة من الخط الذي تزعمه وراق (دشنت تحالفا علنيا مع يمين حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي وماتسميه بالتيار الديمقراطي ( تيارالتوية) داخل الجبهة الاسلامية بقيادة
    حسن الترابي) وقد جاء في التقرير الاستراتيجي الاول الذي يصدره مركز الدراسات السودانية ص 103 رد الحاج وراق معللا هذه العلاقة كما يلي :- ( ليست معببة نخجل منها او نتوارى عنها فالصادق مفكر وزعيم سياسي ورئيس الوزراء المنتخب شرعيا ورئيس اكبر حزب سياسي في البلاد) هذه دفوعات الحاج وراق قبل خمس اعوام وقد تطورت هذه المسألة عنده من الإعجاب بالصادق كرئيس لأكبر حزب في اليلاد على حد تعبيره إلى إعجابه به كإمام لطائفة الأنصار مما يشير الى ارتداد المسيرة التفكيرية، وانسحابها في سجن التطبيل لعلاقة الولا المقدس، اذن فإن معسكر قوى الشر سيشمل أيضا الخاتم عدلان، لأن جزء مهم من الخلاف داخل حق كان حول الموقف الذي اختطه الحاج وراق ببناء علاقة تحالفية مع حزب الامه، إبتدرها بمباركة لقاء الصادق الترابي في جنيف ابريل 1999 م، ولقاء الصادق البشير في جيبوتي وتطورت لاحقا لتكون بمثابة هيئة دفاع وظهير لحزب الامه، وهذا ما لم تكنه حق في يوم ما، ولا يعزى هذا الى شعور البغضاء والكراهيه للإمام و لكنه يرجع الى طبيعة المشروع الذي تأسست من اجله حق والذي يتعارض - حتى الآن- مع
    مشروع حزب الأمة فهل يجب التنازل عن مشروع السودان الجديد حتى يتم إضفاء الخيرية على الضالين ؟
    في معرض دفاعه عن الصادق نفى تهمة التردد بقوله (ألا إنه متردد؟ و هذه التهمة الرئيسية في الدعاية ضده واجيب بنعم فالامام الصادق بعقل المثقف الذي لا يعرف الوثوقيات والذي لديه تحفظ ولكن في كل حكم وبرازته التى هي بعض من خصائصه الشخصية وخبرته السياسية تعود ان يقيس سبع مرات قبل ان يقص) وبالنظرالى ضخامة التهمة التهمة فان الدفاع ضحلا للغاية،وخاليا من الشواهد السياسية منتفخا
    بالمعميات مثل الوثوقيات، الرزانة ، الخبرة السياسية الخ.......
    وهنالك شواهد ماثلة حول تردد الصادق ليست بعيدة عن الاذهان،أابرزها كيفيه تعامله مع مبادرة السلام السودانية بين الحزب الاتحادي الديمقراطي والحركة الشعبية في عام 1988 م فبرغم التأييد الشعبي للاتفاقية الاأن الصادق عكف على المناوره والتردد والمماطلة، فأعاق الاتفاقية ووفر فرصة ذهبية اهتبلتها الجبهة الاسلامية
    لانجاز انقلابها العسكري في يونيو 1989 م فلماذا يعرف الصادق المهدي وثوقيات الجبهة الاسلامية ويرفض غيرها؟
    وبعد ان افاض وراق في وصف الصادق بالاعتدال وبالفهم المرن للاسلام جاء الى مايعتقد انها نقطة جوهرية في حديثة وهي على حد تعبيره.(ولذا فان الذين يريدون تمزيق البلاد يفضلون إما ساسة الشمال الذين لايفهمون ولايتغيرون او الساسة الذين من الممكن إخضاعهم بما يتيح في حالة فشل سيناريو التفكيك قبولهم سيناريو إعادة
    التشكيل و هو سيناريو يحول مطلب القسمة العادلة بين اقوام السودان الى قسمة ضيزى الى مركزية مضادة بديلاً عن المركزية القديمة اي الى تغير المستفيد في الإضطهاد دون تغير علاقة الإضطهاد من اساسها) وهنا يفترض الحاج وراق ان السيناريو الأول للقوى الشريرة للتفكيك ، و السيناريو الثلني لإعادة التشكيل على نحو إستبدال المركزية الإسلامية العربية بمركزية افريقية زنجية فيتحول العرب الى مضطهدين ، و الزنج الى مستفيد من الإضطهاد ، بينما تظل علاقة الإضطهاد باقية و منذ بداية معرفتي بوراق ظلت هذه فكرته الأثيرة دون ان يحدث ادنى تطوير، فأين عثر على هذا الاستنتاج الخطير في ادبيات القوى التي تدعو الى تفكيك بنى السودان القديم و اعادة بناءه على اسس جديدة؟ لقد ظلت هذه القوى تنتقد علاقات انتاج السلطة في السودان و التي تسببت في غياب الديموقراطية ودوران البلاد في حلقة شريرة، وافضت الى بناء دولة فاشلة، تمارس الاضطهاد، والاستعلاء العرقي، الهيمنة السلالية، و التمييز على اساس العرق والدين والنوع، وبهذا الوصف فان من لا يدعوا
    الى تفكيك هذه الدولة يجب ان يكون من كبار المستفيدين منها ، اما اعادة التشكيل فهو امر يرتبط بتفكيك الدولة القديمة، و ليس سيناريو منفصل لأنه إحلال لاسس جديدة
    لبناء الدولة ، تقوم على الديموقراطية بديلاً للشمولية والدولية الدينية، و ارساء حقوق الانسان بديلاً لأنتهاكاتها، و العدالة الاجتماعية بديلاً للتهميش بانواعه المختلفة، دولة تفسح المجال لإنسانها ان يعبر عن نفسه في ارضه يدلا ً من ان تشرده في اصقاع الارض الاخرى، فلماذا الممناعة وتركيب القضايا الزائفة ؟ لماذا يفترض الوراق ان الديموقراطية لن تكون ضمانة كافية لالغاء علاقة الاضطهاد ؟ فيعمل على تصدير الدعاية المضادة بان السودان القادم هو سودان مركزية افريقية مضطهدة للآخرينن
    ويستدعى الصادق المهدي ليكون عنصر يتماسك حوله السودان القديم ، وهكذا ينكشف بجلا ء الموقف من دولة المواطنه بإ عتباره موقفا كاذبا ... اذ كيف يمكن ان ندعو للوحدة الوطنية ونحن لانتخيل ان من حق الاخرين لعب ادورا قومية ، ودائما نضعهم في خانة الكيد والموامره؟.
    لاينسى الحاج وراق تقديم مقترحاته - كالعهد به دائما - فيقول ( لذا فان واجب الأنصار وحزب الأمة النظر في ذلك ، واقترح عليهم أن يبقى الأمام الى حين انقشاع الأوضاع في مصر ، فمن هناك يستطيع القيادة والتاثير ، ومن جانب آخر سيكون خلف خطوط النار ، فحاليا ، وللمفارقة ، فان الصادق هو الوحيد من زعامات البلاد الاكثر تعرضا فالآخرين أما تحت حمايه جيوشهم ، أو خارج البلاد او في اقبية الاختفاء ولذا فمن الافضل ان يبقى مؤقتا في مصر) فأحل وراق للصادق المهدي ماحرم لغيره فقد كتب سابقا واصفا قادة الاحزاب بالخارج بانهم فرار ، يدعون فروسية مزعومة ، بينما يستطيع الصادق من هناك القيادة والتاثير، فهل حبا الله
    الصادق المهدي بجين اوكرموزوم للقيادة عن بعد وحجبه عن الاخرين ؟ان كثرة المقترحات التي ظل وراق يقدمها لقوى السودان القديم إبتداء من مقترحاته حول ضرورة توحيد الحركةالاسلاميه ، مرورا بمقرحاته للنائب الاول وصولاَ لمقترحاته للصادق المهدي تجعله ملكياَ اكثر من ملك نفسه، وهذه ظاهره تستدعي الدراسة . تمة سؤال يجب ان نوجهه لوراق . فلو انك تري في الصادق المهدي كل السمات التي
    اوردتها في مقالك ، وبالرغم من وجود خلاف مشروع ومبرر ومرغوب، وعلي أهمية الصادق التي تستوجب النظراليه كثروة قوميه . فلماذا لا تكون انصارياَ ؟ فلو انك فعلتها لتفهمنا ذلك في اطار الولاء الطائفي ، ولأرحت بعض الناس من الردود عليك ، والبعض الأخر من تنصيبك قائداَ لهم. ولأعلان البراءة من تهمة الكراهية فإنني اعلن أنني لاى أكره الحاج وراق ، ولا الصادق المهدي ،.كما لا احبهما . ولا اري ضرورة في ذلك البته لاتخاذ موقف سياسي حيالهما . أما الصادق المهدي فإن هذا المقال لا يعني به إلامن باب الرد علي ما طرحه الوراق الذي أقام مرافعته لنصرة الصادق فإذا به يخزيه، في تطبيق رائع للمثل (عداوة عاقل خير من مودة أحمق)......
                  

07-31-2009, 05:24 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    المنبر الحر: كتب/ الطيب محمد صالح
    عندما أشرعت سفينة المؤتمر العام السابع لحزب الأمة القومي كانت الديمقراطية هي الطاغية لفظا ومعني في ارض الحدث بسوبا وشهد الحضور وسمعوا كلمات لكل رؤساء وقيادات القوة السياسية الذين تقدمهم رئيس الجمهورية البشير الذي أكد التزام الدولة بإتاحة الحريات للتحول الديمقراطي وقال ما في حفرة بعد هذا يا نقد!! في إشارة لاختفائه من الأمن ووعد ان لا احد سيضطر إلي حمل البندقية بسبب ظلم او تهميش او اختلاف في رأي وتحدث أمين عام الحركة الشعبية ولم يقل في حديثه بان 90% من الجنوبيين سيصوتون للانفصال بل قال ان إتاحة الحريات ستضمن وحدة البلاد وكذا الحال لنائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور عبد الله حسن احمد الذي طالب في حضور الرئيس بحرية الرأي وتقليص دور جهاز الأمن ملحما بالدعوة لإطلاق سراح الترابي وكذلك ممثل الحزب الاتحادي الدكتور الباقر احمد عبد الله الذي زاد بأهمية توحد الرؤية الداخلية برفض تحريكات المحكمة الجنائية ضد البشير.
    وعندما بدأ الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة حديثه الواضح الذي وجه فيه انتقادات علنية وضمنية لسياسات الدولة السياسية والاقتصادية واضعا برنامج حزب الأمة الانتخابي أمام أعين الناس وإسماعهم.
    كانت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر مهرجاناً خطابياً سياسياً موسعاً حوي كل القوي السياسية بشفافيه قلما وجدت في دول العالم الثالث بل حتي الدول الديمقراطية فإن لا شيء يضطر رئيسها لان يستمع لانتقادات معارضيه في وجوده لكن يبدو ان التحول الديمقراطي في السودان .
    اما الشق الثاني من خطاب الإمام المهدي فقد تناول فيه بكل صراحة ووضوح مشاكل حزب الأمة القومي ابتداءا من التمويل للحزب الذي قال انه لا يزال بدائيا ويعتمد علي العمل النفيري وحذر الإمام من الشلليات والتكتلات في داخل جسم الأمة ونادي بمراعاة العوامل الجهدية والعمرية والمهنيه في اختيار القيادة السياسية للحزب متحدثا لأول مرة عن إمكانية تنحيه عن رئاسة الحزب
                  

07-31-2009, 05:25 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    صحيفة أجراس الحرية » الأخبار » الراى » رباح الصادق


    العلاقة بين الحزب والأنصار(1)
    بواسطة: admino
    بتاريخ : الإثنين 09-02-2009 08:30 صباحا

    قضايا أمام المؤتمر العام السابع لحزب الأمة
    استعدت الأحزاب الديمقراطية الآن للتنظيم الداخلي والبناء المؤسسي فنحن الآن في زمان المؤتمرات انعقد مؤتمر الحزب الشيوعي ومؤتمر حزب البعث وهناك أحزاب أعلنت عن مؤتمرات وشيكة. وينعقد بنهاية الشهر الحالي بإذن الله المؤتمر العام السابع لحزب الأمة، حيث يتنادى حوالى أربعة آلاف مؤتمر من المصعدين من مئات المحليات عبر السودان شمالا وجنوبا. ونود أن نخاطب المؤتمرين والرأي العام السوداني مناقشين بعض القضايا التي يرجى أن يدلي فيها الجميع بدلوهم حتى تتم بلورة الموقف فيها. هذه المخاطبة لا يمكن استبدالها بالإدلاء بالآراء داخل المؤسسات لأن المؤسسات لا تناقش القضايا الفكرية باستفاضة وهي من بعد لا تستغني عن الاستنارة بأهل الرأي خاصة
    وقد أثيرت قضايا كثيرة تخص الحزب على صفحات الصحف مؤخرا وقام بعض القادة المتنفذين بالحزب بالتبشير برؤى جديدة حول مؤسسات الحزب وممارساته. نناقش في هذه الحلقات مسألة العلاقة بين الحزب والهيئة، ومسألة هيئة الرقابة وضبط الأداء، ومسألة التصعيد وأسسه، ومسألة الأسرية داخل الحزب وغيرها من القضايا بإذن الله. المؤتمر العام السابع هام من نواحي عديدة فهو أول مؤتمر ينعقد بشكل طبيعي بين دورتين فقد كان السادس انعقد قبل ست سنوات، وتواجهه قضايا عديدة كالتي ذكرناها، كما أن تداعيات المؤتمر العام السادس تلقي عليه بتبعات وآمال كبيرة وكذلك مستتبعات عظيمة فكثيرون ينتظرونه لاتخاذ مواقف حاسمة. أول القضايا التي نود إثارة الاهتمام بها هي مسألة العلاقة بين حزب الأمة وكيان الأنصار. فقد نشأ الحزب عام 1945كتحالف بين بعض الخريجين المطالبين بالاستقلال وبعض القبائل والطرق الصوفية والأنصار. وكانت القسمة في بدايتها أن للأوائل –أي الخريجين- المراكز القيادية في الحزب حيث كان يقوده سكرتير عام منتخب هو البك عبد الله خليل يسانده نخبة من الخريجين المخضرمين أمثال السادة إبراهيم أحمد ومحمد صالح الشنقيطي وعبد الرحمن علي طه وأمين التوم وآخرون، وللأواخر –أي الأنصار- الرعاية الإمامية والسند المالي والشعبي الأضخم يشاركهم في هذا السند الشعبي بعض القبائل والطرق الصوفية. ومع الزمن كان ثقل الخريجين الأنصار يزداد في قيادة الحزب. فبعد أربعة سنوات من إنشاء الحزب أي في 1949 تم انتخاب السيد الصديق المهدي كأول رئيس للحزب. وفي 1964م حاز الأمير عبد الله عبد الرحمن نقد الله على منصب الأمين العام (أو سكرتير الحزب) بالانتخاب كما هزم السيد الصادق المهدي السيد محمد أحمد محجوب في انتخابات رئاسة الحزب في نوفمبر 1964م. ومنذ ذلك الزمان وحتى الآن صار للأنصار ثقلا كبيرا ليس فقط في سند الحزب الشعبي والمالي بل وفي قيادته أيضا. هذه الحالة أدت إلى الغموض أو الاختلاف حول مدى التنسيق بين قيادة كل من كيان الأنصار وحزب الأمة. الانشقاق الذي جرى في ستينيات القرن الماضي كان حول الإجابة على السؤال: ما هو دور إمام الأنصار في قيادة حزب الأمة؟ وما هو معنى الرعاية التي نص عليها دستور حزب الأمة للإمام (كان دستور حزب الأمة في سنة 1945م وفي 1964م يحتوي على نص أن الإمام راعي حزب الأمة). والحقيقة أن ذلك الخلاف لم يكن وليد الستينات وحقبة إمامة الإمام الهادي، بل ظهر قبل ذلك. وكان البعض قد أثار ومنذ العام 1950 حملة مضادة من تفسير الرعاية الدستورية بأن يكون للإمام حق النقض في قرارات الحزب، فتم التراجع عن هذه الفكرة أي فكرة حق النقض للإمام وذلك ببيان أصدره الإمام عبد الرحمن المهدي نصه هو: 1- حيث أن أحداثا خلقتها بين توجيهاتي لحزب الأمة ومركزي في قيادة الأنصار دعاني أن أوقف أي تدخل بين علاقة حزب الأمة في قراراته وأعماله كحزب سياسي وعلاقته بالأنصار إلا فيما يتصل بالتأييد الشعبي للمبدأ. وإن رئاسة خليفتي (يعني الإمام الصديق) للحزب كافية الآن في اتصالاته التنفيذية به. 2- تدفع الدائرة المعونة السنوية للأعمال. 3- تفصل ميزانية الحزب من الدائرة وتحدد أعماله السياسية منفردا عن وكالات الأنصار في المراكز الخارجية. 4- تلغى المذكرة الأخيرة التي تخول لي حق الرفض في قرارات الحزب لأنها هي السبب لهذه الحملة الطائشة. لاحقا، وفي إطار التنافس السياسي داخل الحزب سعى بعض الخريجين ممن لم يسعفهم موقفهم الانتخابي من نيل مواقع قيادية داخل الحزب إلى نيلها عبر البوابة الإمامية، وكان هذا الدور من نصيب المرحوم السيد محمد أحمد محجوب والذي سعى لأن يكون الإمام هو في ذات الآن رئيس الحزب وقد صاغ دستور حزب الأمة لسنة 1967م والذي ينص على أن: يكون إمام الأنصار راعياً للحزب وزعيمه السياسي ويشار إليه في هذا الدستور وفي اللوائح بـ(الزعيم). وهو دستور صيغ في قمة الخلاف الذي كان حول هذه الفكرة بالتحديد: هل للإمام صلاحيات لنقض أو إصدار قرارات الحزب أم لا؟ ذلك أن التطور الدستوري وتطور الوعي داخل الحزب لم تسمح بهذا النوع من الرجوع بل كانت تتطلب مزيد مبادأة وسير في اتجاه (فرز الكيمان) بين حزب الأمة والأنصار. وبعد تجربة الانشقاق المريرة أمكن التوحد على أسس تراعي الديمقراطية والمؤسسية داخل الحزب وتعطي إمام الأنصار وزنا أدبيا. ومع تطور التجربة وخلو منصب الإمام باستشهاد الإمام الهادي في معركة الدفاع عن العقيدة والوطن إبان النظام المايوي لفترة طويلة امتدت 22 عاما، سقط النص على رعاية الإمام في المؤتمر العام الخامس (1986م)، وحينما انعقد المؤتمر العام السادس (2003م) كان الإمام الصادق المهدي قد انتخب إماما للأنصار ولكن كان الهم الرئيس ليس تحديد صلاحيات الإمام فقد انتفت هذه الصلاحيات كلية داخل الحزب إلى غير عودة بل وصار إمام الأنصار نفسه محدود الصلاحيات داخل هيئة شئون الأنصار فهي التي تنتخبه وتسائله وتعزله لو اقتضى الأمر. كان الهم في المؤتمر العام السادس للحزب هو التمييز بين حزب الأمة وكيان الأنصار منذ القمة وحتى القاعدة، فأجاز المؤتمر العام السادس للحزب (كما أجاز المؤتمر العام الأول للهيئة) صحيفة التمييز بين حزب الأمة وكيان الأنصار. وقد قررت تلك الصحيفة أن كل من الحزب والهيئة مؤسستين منفصلتين تماما في طبيعتهما وفي الأسس الهادية لكل منهما ودساتيرهما ولوائحهما وميزت بينهما باعتبار أن حزب الأمة مؤسسة حزبية سياسية وهيئة شئون الأنصار مؤسسة دينية تهتم بمسائل الدعوة والمسائل الاجتماعية والثقافية وكل شيء إلا السياسة، وأقرت أن هناك نوع من التقاطع بينهما على مستوى القواعد يوجب التنسيق عبر لجنة مشتركة. هذا تطور هام ومطلوب في عمل الهيئة والحزب، ولكن الناظر لهذا التنسيق يرى أن عمل هذه اللجنة لم يسفر شيئا كثيرا من هذا التنسيق. وفي كل مناسبة كانت تقتضي التنسيق، مثلا في الرحلات الولائية من المركز، أو في الاحتفالات ذات الطابع المشترك، كانت تبرز مشكلة التنسيق، وكان الناس في المؤسستين يحسون بنوع من التوجس من المؤسسة الأخرى. هذا مع أنه خاصة في الولايات النائية يوجد شبه تطابق تام بين قيادات كل من حزب الأمة وهيئة شئون الأنصار وبين القواعد لدرجة كبيرة.. وفي رأيي أن المؤتمر العام السابع للحزب عليه بعد هذه الرحلة الطويلة من الممارسة والاختلاف والاتفاق حتى وصولنا للصيغة الأخيرة التي صارت فيها كل مؤسسة قائمة بذاتها، عليه أن يفكر ليس فقط في التمييز بل في كيفية التكامل والتنسيق. هنالك قضية أثيرت في الورش التحضيرية للمؤتمر العام الأول لهيئة شئون الأنصار في عام 2002م وهي هل يقتضي التمييز النص على ألا يتم الجمع بين القيادة في كل من الهيئة والحزب؟ كان رأي الإمام الصادق حينها مائلا لتأييد هذا النص وقد كرر أكثر من مرة عدم ارتياحه للجمع بين القيادة في المؤسستين، ولكني أرى مثل هذا النص لا تسعف الدعوة إليه التجربة الواقعية ولا تؤيده أيضا الاستقلالية النظرية. فالتجربة العملية نؤكد أن الفترة الوحيدة التي خلت من الانزعاج حول العلاقة وضبطها كانت فترة إمامة الإمام الصديق المهدي والذي تقلد الإمامة في سنة 1959م بعد وفاة الإمام عبد الرحمن المهدي، وكان قد انتخب رئيسا لحزب الأمة قبلها بعشر سنوات. والخلافات التي نشأت على عهد الإمام عبد الرحمن حسمها بالاكتفاء بالتنسيق عبر وجود خليفته في رئاسة الحزب. فالتجربة العلمية إذن تؤكد أن الجمع بين المنصبين لم يكن على حساب استقلال قرار حزب الأمة ولا على حساب غمط حق الأنصار.. والشخص الذي لبس القبعتين كان الأقدر على فرز الكيمان بسهولة أكبر، هذا من ناحية عملية. أما على الصعيد النظري فإن نصنا على أنهما مؤسستان مستقلتان يعني ألا يكون هناك نص على الاستبعاد القسري (مثلما يعني ألا يكون هناك نص على الجمع القسري) ففي المؤسسات المدنية يمكن للشخص أن يرأس منظمة خيرية وأخرى سياسية وثالثة ثقافية بدون أدنى تعقيد طالما أنه يترأس كل منهما حسب الأسس الدستورية واللائحية الخاصة بكل منهما أي ألا تكون رئاسته لإحداها بحكم منصبه في الأخرى. ولذلك لا أرى كما رأى البعض ومنهم الإمام الصادق المهدي نفسه تحبيذ النص على عدم الجمع بين القيادة في المؤسستين، لأنهما وكمؤسستين مستقلتين لا يجب أن يتدخلا في شئون بعضهما الآخر حتى في اختيار أو عدم اختيار الإمام أو الرئيس. ولكن على الذين ينتخبون الإمام ألا يضعوا في ذهنهم أي وزن لرئيس حزب الأمة فينتخبونه بناء على أسس التقلد بقلائد الدين وميل قلوب المؤمنين، والعكس أيضا صحيح، فلا ينشغل الذين ينتخبون الرئيس بالإمام بل ينتخبون رئيسهم بناء على الأسس التي يقدم بها القادة كالكفاءة والبلاء والعطاء والقبول وما إليه. وإن تطابقت الاختيارات فهذا ينبغي ألا يضير أحدا. ينتظر الحزب كما قلنا الاهتمام أكثر فأكثر بمسألة التنسيق خاصة على مستوى القواعد وبشكل أخص في الولايات. إن الحزب قد جعل لهيئة شئون الأنصار كلية للتصعيد في مؤتمره وهذا فيه نوع من الاعتبار لدواعي التنسيق. ولكن يرجى أن يزداد الاهتمام بالتنسيق ليس فقط نظريا بل أن تقوى الآليات التنسيقية وتفعّل في كل المناشط التي تتطلب التنسيق. وينتظر أن يفكّر المؤتمر العام السابع القادم في كيفية وضع أسس لذلك ولنفي التوجس بين المؤسستين وهذا لن يتم إلا باكتمال التمييز أولا واكتمال التنسيق ثانيا. نواصل بإذن الله، وليبق ما بيننا
    http://ajrasalhurriya.net/ar/news_view_1883.html
                  

07-31-2009, 05:27 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    صحيفة أجراس الحرية » الأخبار » الراى » رباح الصادق


    حزب الأمة والأسرية (2)
    بواسطة: admino
    بتاريخ : الإثنين 16-02-2009 10:04 صباحا

    المؤتمر العام السابع على الأبواب
    رباح الصادق
    تحدثنا في الحلقة الماضية حول العلاقة بين حزب الأمة والأنصار وقلنا إنه بعد أن اكتمل التمييز وجب التركيز على التنسيق لدواعي التقاطع الكبير بين القواعد والقيادات بل والتقاطع في مناشط ومناسبات كثيرة، فعلى المؤتمر السابع القادم آخر الشهر بإذن الله أن يبحث في هذا التنسيق وتقوية آلياته. نتحدث اليوم عن مسألة نالت حيزا كبيرا من اهتمام الرأي العام بشأن حزب الأمة وهي مسألة الأسرية داخل الحزب.




    ولج السيد الصادق المهدي دوائر العمل العام منذ نحو خمسين عاما وتقلد مناصب رفيعة داخل الحزب وفي الدولة ووظف عشرات الوزراء في الدولة وسكّن مئات القيادات والكوادر داخل الحزب حسب ما ينص الدستور وحين اللزوم.. ولم تبرز تهمة الأسرية بهذا الشكل الضاري أبدا إلا مؤخرا وتحديدا في مطلع الألفية الجديدة أي بعد حوالي أربعين عاما من تقلد السيد الصادق المهدي للملفات الحزبية.. فما هي حقيقة المسألة؟ وكيف يمكن التعامل مع هذا الواقع ومخاطبة هذه التهم؟

    كتب أحد الباحثين المرموقين المنتمين لحزب الأمة –الدكتور عبد الله محمد قسم السيد- مؤرخا للأسرية داخل الكيان بموقف الأشراف في المهدية، مع أن تحالف أهل البحر ضد أهل الغرب في المهدية هو تحالف جهوي وعنصري بالأساس والتاريخ للأسرية به ليس دقيقا. ثم أن الكيان العريض استطاع أن يهزم هذا الاتجاه وظل أبناء الإمام المهدي وبقية الأسرة بوضع عادي في المهدية لا يتولون زعامة. الإمام عبد الرحمن بنى قيادته بريادته وبجهده وبدون استناد لإرث، والحديث عن أنه حاول استنبات الوراثة في العقيدة قد تؤيدة حقيقة استخلاف ابنه الصديق في كيان الأنصار ولكن تشكك فيه حقيقة كفاءة الصديق التي شهد بها زملاؤه داخل حزب الأمة وفي بقية الأحزاب السياسية، وتكذبه أنه لم يسع أصلا لتعيين أحد في رئاسة حزب الأمة وبشهادة السيد أمين التوم فإن مجلس إدارة الحزب انتخب الصديق رئيسا من تلقاء نفسه. بقية الأفراد التابعين للأسرة داخل الحزب كانوا من مؤسسيه وكانوا ينالون مواقعهم بالانتخاب.

    لاحقا ومع النظام المايوي تم البطش بأبناء أسرة المهدي وخلفائه بشكل موسع، صار الانتماء لهذا الكيان مكلفا جدا خاصة للأشخاص داخل الأسرة وتحديدا بعد انتفاضة يوليو المسلحة في 1976م والتي كان كل رجال الأسرة تقريبا وبعض نسائها جرائها في السجون، هذا إضافة للتنكيل الاقتصادي وغيرها من وسائل البطش. ومثل هذا التضييق زاد فيه الإنقاذيون أبياتا من الشعر حتى صار بعض المنتمين للأسرة يغيرون أسماءهم في الأوراق الرسمية وفي جوازات السفر ليمسحوا عنها الاسم السبة (سواء المهدي أو الخليفة أو الحلو أو الخليفة شريف)! في هذه الظروف تصدى آخرون بينما توارى عدد لا يستهان به من الأسرة خوفا من البطش، وبالرغم من ذلك ظل عدد كبير من هؤلاء غير راض عن بعده عن الحزب والمقاعد القيادية فيه، وكان هذا فحوى مذكرة السادة الثمانية التي أرسلت للسيد الصادق المهدي من قبل ثمانية من قادة الأسرة ورموزها وهم يتهمونه بإبعاد الأسرة عن شأن الحزب في منتصف التسعينات.

    وحينما أوغلت الإنقاذ في قهرها هاجر نفر كبير وهام من قيادات الحزب للخارج وللأبد حيث اتجه بعض منهم لإعادة التوطين في قارات الدنيا المختلفة شانهم شأن غيرهم من المعارضين الذين ضيقت عليهم الإنقاذ سياسيا واقتصاديا وزجت بهم في السجون. وهناك بعض آخر انسحب من الحياة العامة ودخل في حالة بيات شتوي طويلة امتدت حتى تاريخ توقيع اتفاق نداء الوطن (في نوفمبر 1999م) أو قبله بقليل.. في ظرف النزيف الخارجي بالهجرة والنزيف الداخلي بمن سد أبواب الريح ليستريح، تصدى بعض أبناء وبنات الإمام الصادق المهدي للعمل العام مع غيرهم من الحادبين الذين كانوا بعيدين عن الواجهة أيام الديمقراطية (الباردة!)، يقول الأمير عبد الرحمن الصادق عن ولوجه للعمل العام إنه كان أبعد الناس عنه بحكم موقعه كضابط بالقوات المسلحة وبعد الانقلاب مباشرة أرسله والده لدعوة أعضاء المكتب السياسي الخمسين فحضر خمسة، فولج المكتب الخاص وكان له الدور المشهود في تهتدون وما بعدها، ودخل من دخل بعده تباعا. ولن أدخل في قصص تفصيلية حول ظروف دخول كل واحد وواحدة مع أن هذه القصص هامة في رأيي لتثبيت حقيقة أن ذلك كان سدا لثغرات الصفوف التي طالها النزيف، الصديق مثلا حينما عاد من أمريكا وجد نفسه مصادما ومتحدثا في الندوات الطالبية وغيرها عبر السودان ولم يكن له أي منصب لكن كان الناس يتجهون إليه بعد تواري قياديين بارزين حينها عن دائرة النار، وتوسطهم الآن لدائرة الضوء!.. لكن ليست هذه قضيتنا الآن فقد فعلوا ذلك مع آخرين من غير الأسرة، قضيتنا هي: هل في هياكل حزب الأمة الحالية باب خاص بالأسرة كما نوه بذلك الدكتور آدم مادبو في بعض لقاءاته مشيرا لما سماه كليات خاصة؟ والإجابة القاطعة: لا. هنالك عشرات الكليات: كليات تصعد من الولايات المختلفة، وكليات لقطاعات مختلفة وليس في واحد منها كلية خاصة للأسرة وحتى الكلية التي يختار فيها الرئيس 5% للهيئة المركزية وللمكتب السياسي ليست خاصة به ولا بأسرته ولا يمكن نعتها بأنها خاصة كما قال فهي كلية دستورية وليتم عبرها تصعيد الكفاءات التي يفوتها التصعيد عبر الولايات والقطاعات المختلفة.

    وفي الحقيقة فإن بعض الحادبين على مسيرة الحزب وصورته من الديمقراطيين ظلوا ينصحون بأن نولي اهتماما اكبر لتهم الأسرية هذه ونخاطبها، واقترح بعضهم أن تكون هناك كلية للأسرة تصعد عبرها القيادات للحزب وتكون مقننة، وهذا لعمري هو الأسرية نفسها! إذا كان أعضاء الأسرة يصعدون مثلهم مثل غيرهم بأصوات الناخبين فماذا سيكون دور هذه الكلية؟ إما أنها ستزيد من تمثيل أفراد الأسرة أو تقلله وفي الحالتين فإنها لن تعطي أفراد الأسرة أوضاعهم الخاصة بحالاتهم الفردية بل تتعامل معهم كقطيع. وهي علاوة على ذلك ستجعل هذه المقاعد المحجوزة نهبا لجميع أفراد الأسرة حسب امانيهم في القيادة لا حسب بلاءهم وعطاءهم الذي تستطيع القاعدة تقديره بشكل أفضل.

    وهناك البعض ممن تحدث عن ضرورة حد نسبة الأسرة في الهياكل القيادية بحيث لا يسمح حتى للاليات الديمقراطية أن تأتي بأكثر من عدد معين، وهذا راجع أيضا لإفادات مغلوطة من بعض القيادات الذين سعوا في إطار حمى التنافس على أبواب المؤتمر العام للطرق على تهم الأسرية وقد صرح أحدهم مثلا ان الأسرة تشكل ربع المكتب السياسي وهذا غير صحيح، لأن عضوية المكتب السياسي تزيد على المائة والأسرة المباشرة فيه خمسة ولو أضفنا كامل أسرة الإمام المهدي وخلفائه بأصهارها لكانوا عشرة أي أقل من العشر. ولكن السؤال الحقيقي بعد تأكيدنا على ان طرق تصعيد هؤلاء العشرة كانت دستورية مائة بالمائة ولم توجد فيها أية تعيينات خاصة بالأسرة السؤال هو: هل من داع للنص على سقف لتمثيل الأسرة؟ وهذا السؤال يقود لسؤال بعده: هل يكون هذا السقف مفروضا برغبة النخبة داخل الحزب أم يكون دستوريا وبموافقة المؤتمر العام؟ وهذا هو مربط الفرس: أي ما هي مرجعيتنا الديمقراطية: رغبة الجماهير أم رغبة النخبة؟ والتصادم واضح جدا في هذه الحالة فالقاعدة تحتفي بدور الأسرة بشكل زائد عن المقبول، أما الكادر في النخبة فإنه ينظر لهذه الحقيقة بعداء بالغ حتى مع عدم تناغم أعضاء الأسرة معها واعتذارهم عنها وإصرارهم على إبراز اوزان القيادات الكبيرة وإظهار تواضع أوزانهم الحزبية. فكيف سيكون النص على تحجيم دور الأسرة ديمقراطيا؟ هل يمكن أن يكون الحل هو الطلب من الرئيس نفسه أن يقود عملية التحجيم هذه ويظاهر لأجلها في المؤتمر العام؟ أو الطلب من أفراد الأسرة أن يقوموا بذلك؟ وفي رأيي أنه متى ما شعر أفراد هذه الأسرة التي فجرت سلامها أحداث السياسة السودانية الدامية والقاهرة أن هناك متكأ ما للوطن فسيلقون السلاح بدون الطلب من أحد، وحتى تصل (سفينة نوح) للبر وينقضي الطوفان وتظهر الحمامة بغصن الزيتون فإن الترجل من تلقاء أنفسهم سيكون للواحد والواحدة هو ضرب من الخيانة لتاريخ الأجداد ووطن نود لو نصنع له الأمجاد. فالقضية ليست مناصب حزبية لا تغني ولا تسمن من جوع!

    إن الحديث عن أن هؤلاء النفر الذي رمى بنفسه في جحيم السياسة السودانية -من أخدود حزب حظه في التنكيل والتشريد والقهر هو الأكبر- يتصيد بذلك النجومية كما أشار البعض هو محض هراء! أية نجومية هذه التي ينالها الواحد والواحدة عبر المناصب الحزبية؟ لقد اهتمت من قبل الأستاذة رندا عطية بالسؤال حول الوالدة الراحلة سارا الفاضل ووجدت أن كل من سألتهم عن مساعد رئيس حزب الأمة للشئون الخارجية لم يعرفها وحالما سألتهم من سارا الفاضل أجابوا على الفور: زوجة الصادق المهدي! فكم نسبة الناس الذين يعرفون مريم الصادق جيدا ويعرفون أنها مساعدة الأمين العام لشئون الاتصال؟ وكم نسبة الذين يعرفون زملاءها المساعدين الاخرين؟ إن هذه المناصب لم تعن لأي منهم شيئا لأن ما ينالونه من الاسم أضعاف مضاعفة (وهذه حقيقة مرة من ناحية وجودية حيث يطغى الاسم على ذاتك وعطائك ليس فقط داخل حزب الأمة بل وفي الشارع السوداني العام)! ويتعامل معك الناس على أنك اسم وحسب ولذا حتى لو كان عطاءك ماجدا فإنه يتحول إلى مجرد هالة تتبع الاسم في نظر الآخرين، وهذا ما أشار له الناس بجمل بليغة فيما يتعلق بالوالدة الراحلة المقيمة سارا الفاضل حيث انها وبتعبير الأستاذ عمر العمر كتبت شهادة البراءة للإمام الصادق المهدي، وربما لآخرين داخل أسرته!

    هذا من جانب قريب وبعين الدودة التي تدب على الطوبة داخل أسرة ولجت الشأن العام بيديها ورجليها.. أما عين النسر المحلق لتنظر على كامل الأسر صاحبة الاسم فإنها تقول إن الجماهير هذه التي تحب الأسماء وتحتفي بها يمكن أن تطيح بها في سلة المهملات لو كان صاحب الاسم على غير الطريق المطلوب.. طريق الله ورسوله والمهدي الإمام وطريق الوطن. وفي هذه الحالة يتحول قيادات ليس لهم اسم تاريخي إلى نجوم لامعة كما حدث مثلا للمرحوم الدكتور عمر نور الدائم، ويتحول أصحاب الأسماء إلى ما وصفه إسماعيل صاحب الربابة وهو يصف النساء إزاء معشوقته تهجة فقال:

    النســـــوان بلا تهجة أم قلائــــــد

    لحم سوقا رخيص مشري بحدايد!

    فبلا هذا الالتزام بالطريق القويم يتحول الاسم إلى لحم سوق رخيص ويشريه العسكريون فعلا بحدايد! أدل دليل على ذلك ما حدث إبان هجرة الإمام الصادق المهدي في تهتدون حيث وقف السيد أحمد المهدي وهو الأقرب للإمام عبد الرحمن وللمهدي نفسه في سلسلة النسب، وقف مواقف لم ترض عنها القاعدة وأصر على إمامة الأنصار في جامع الإمام عبد الرحمن المهدي (والده) بودنوباوي والناس رافضة فامرهم سيدنا عبد الله إسحق بالخروج من المسجد فتحرك الآلاف في صمت وصلوا خلفه وتركوا ابن الإمام عبد الرحمن داخل المسجد ومعه ثمانية وعشرون مصليا بالعدد جلهم أبنائه وأبناء اخوته!. كان ذلك في العام 1997م.

    إن أسباب هذه الهجمة الأخيرة على السيد الصادق المهدي وأسرته تستيقن من كل ذلك وتجحده ظلما وعلوا فهي مؤرخة في رأيي بحملة السيد مبارك الفاضل داخل الحزب في إطار منافسته للسيد الصادق المهدي أو توهمه ذلك، والذين يحملون ذات القميص العثماني الان لديهم نفس الأوهام.

    وأخيرا لا بد من القول إنه وبعيدا من هذه الرايات فإن مسألة الأسرية ليست خاصة بالرئيس وأسرته، إنها سؤال صار يتكرر في كل نواحي البلاد حيث توجد أسر بنت الحزب تاريخيا في تلك الجهات، ومن عجب أن بعض حاملي راية أسرية الرئيس –في إطار الحملات الانتخابية الحزبية القادمة- موغلون في الأسرية فمنهم من جاء للحزب مسلحا باسمه فقط وبلا أدنى تاريخ حزبي فتقلد منصبا وزاريا أو حزبيا كبيرا، ومنهم من زج بأبنائه في العمل العام الحزبي بعد الانفراج النسبي بدون أي تكدير أو التقاء فكري أو تنظيمي أيام الشدة، بل منهم من طالب بتقديم ابنه لإمامة الأنصار في الصلاة بينما ابنه (يلعن خاش) المهدية والمهدي والأنصار بمناسبة وبلا مناسبة! وبغض النظر عن هذه الحملات الهجومية من قبل صاحب السن الذي يضحك على صاحب السنين (ذلك أن أسرة الصادق عن بكرة أبيها تلهث خلف خطى الحزب والمهدي الإمام وتجند نفسها حماية عنه وتتشرب فكره وتغشى غياهب السجون في هذا الطريق) بغض النظر عن هذه المفارقات فإننا لو نظرنا لمسألة الأسرية للاحظنا أن الذي انطبق على أسرة الصادق انطبق على أسر تاريخية أخرى كثيرة. فعلى هامش ورشة تدريبية للنساء في ولاية نهر النيل كانت بالعاصمة قبل نحو شهرين أقيمت حلقة حوار وكانت من محاروها مسألة الأسرية وهل من الحكمة استبعاد المنتميات للأسر التاريخية لمجرد اسمهن أم فتح الباب لهن مثل غيرهن فإن أثبتن وجودهن فمرحبا وإلا فمن أبطأ به عمله لن يسرع به حسبه؟ هذه المحنة الجديدة لأرباب الأسماء في حزب الأمة منبتها مفهوم وموضوعي بسبب عدم مقبولية تفضيل قطاع عريض في القاعدة للأسماء وهذه خصلة سودانية ممتدة داخل كل الكيانات والطوائف والأحزاب حتى النخبوية منها بل إنها إنسانية موجودة في مختلف بلدان الدنيا شرقا وغربا من الهند وباكستان لأمريكا التي قدمت بالأسرية شخصا مثل بوش الابن هو نصف أمي ونصف عاقل!.. ولكن هذا الرفض المقبول للأسرية المحضة تحول إلى داء عضال برفض كل أرباب الأسماء لأسباب غير موضوعية منها الحسد لدى البعض أو التنافس بدون ضوابط تجعل الحق ملبسا بالباطل لدى آخرين..

    الحرية والديمقراطية تعطيان الدواء لكل داء، فكل ما فات حده انقلب لضده، والتثبت من منطلقات التصعيد وهل هي للكفاءة والعطاء وعبر المؤسسية ضرورية ولكن التوجس والاتهام لكل صاحب اسم لدرجة تجعلك تبخسه حقه هو أيضا منقصة.. ويجب أن توضع لها الحدود، المؤتمر العام السابع عليه أن يضع الأسس الهادية ويوضحها بجلاء فلا تلتبس على أحد وتترك حقلا خصبا لمن يريد النيل من الحزب أو من منافسيه فيه بالحق وبالباطل،

    نواصل بإذن الله،

    وليبق ما بيننا


    http://ajrasalhurriya.net/ar/news_view_2003.html
                  

07-31-2009, 05:45 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الأخ عبدالله
    عُرف الأخوة الجمهوريين بعفة اللسان والتهذيب، ومع اتفاقنا التام حول الخطأ الكبير الذي ارتكبه بشرى الصادق المهدي بالاعتداء على الأخ د.الوليد، إلا أن المقال الذي كتبه الأخير لا يمكن الدفاع عنه، ولا يمكن وصفه إلا باللغة السوقية والشتائم بل والاتهامات التي لا تليق أبدا بمن يطرح نفسه كـ(مفكر).موقف بشرى مدان ومقال الوليد مدان أيضا.
                  

08-01-2009, 07:56 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ محمود يحرر الوليد مادبو (Re: خالد عويس)

    تشكر يا استاذ خالد عويس - حقيقة انا لم اؤيد الوليد فبما ذهب اليه واتفق معك ان العنف اللفظي والجسدى كلاهما مرفوض وعلينا جميعا ادانته- ماقصدت ان الطائفى حينما ينفتح على ثقافات اخرى مثلماحدث للوليد- حامل الدكتوراة - الذى كان يتهيب بعقله الطائفى مجرد الاطلاع على كتب الاستاذ محمود محمد طه - ولكن عندما فعل تبدى له ما عبر عنه فى مقاله المرفق - فلما خر تبينت الجن
    sorry I am picking letters from an online Arabic language keyboard, so there may be some awakardness here and there

    anyway hope this will be enough for now and hope as well to find another chance to elaborate

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 08-01-2009, 08:51 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de