يسالونك عن الانصارية . بقلم الامير عبد المحمود ابو ابراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 04:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-24-2009, 06:59 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يسالونك عن الانصارية . بقلم الامير عبد المحمود ابو ابراهيم

    Quote: الحلقة الاولى

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال تعالى : #61481; يـــأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني اسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين #61480; [الصف:14] صدق الله العظيم .

    مقدمة :
    في دنيا الناس حضارات سادت ثم بادت ، وفي دنياهم كذلك دعوات وأفكار انتشرت وهيمنت ثم اندثرت . ولكن دعوة الحق مهما طال عليها الزمان وتكالب عليها الأعداء وأحاطت بها الظروف وأصاب أهلها الاسترخاء والضعف فإنها ما تلبث أن تنهض قوية تضئ الطريق للسالكين .
    إن رسالة الإسلام جاءت في مرحلة النضج الإنساني ولذلك فهي اشتملت على أصول الرسالات قبلها مثل: التوحيد, والعدل, والإيمان بالبعث والجزاء الأخروي. وامتازت عليها بالختام والعموم والمرونة وصلاحية التطبيق في كل زمان ومكان . وهي موعودة بالنصر وإن أصابها الضعف حيناً بسبب تفريط المؤمنين بها . قال تعالى :" وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ " [الأنبياء:105] إن الله يصطفى بعض عباده ليقوموا بالانتصار للدعوة بالحجة والبيان والاجتهاد والجهاد فيزيلوا عنها الشوائب ويقدمونها حية فتية ناصعة تقنع كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
    إن دعوة أنصار الله دعوة تجديد لشباب الإسلام وإحياء للكتاب والسنة في الحياة الخاصة والعامة وتقديم الإسلام للإنسانية دينا هاديا إخراجاً لها من الظلمات إلى النور في وقت قرّبت فيه وسائل الاتصال بين أطراف العالم حتى أصبح الكون المعمور كالقرية الواحدة! وانتشرت في عالم اليوم الأفكار والنظريات والحضارات وتنوعت بصورة لم يسبق لها مثيل . إن دعوة أنصار الله لا تدعو للإسلام لتجاري به عصي السحرة المحدثين, وإنما تقدمه عصا موسى التي تلقف ما يأفكون .

    المهدية في الإسلام :
    المهدي لغة هو اسم المفعول من هدى، يهدي، هديا. والهدى نقيض الضلال ومعناه الرشاد. عبارة المهدي بمعناها الديني واللغوي معناها: رجل هداه الله فاهتدى وهي عبارة قديمة في اللسان العربي وقد جرى استخدامها في نصوص الأدب العربي العريقة. قال حسان بن ثابت في رثائه لرسول الله صلى
    الله عليه وسلم:

    ما بال عينيك لا تنام كأنما كحلت مآقيها بكحل الأرمد
    جزعا على المهدي أصبح ثاويا يا خير من وطئ الثرى لا تبعد
    واستعملها بمعنى المنسوب له الرشد جرير إذ قال يمدح الخليفة الأموي هشام:
    فقلت لها الخليفة غير شك هو المهدي والحكم الرشيد
    وروى ابن منظور في لسان العرب أن ابن الأثير قال: المهدي هو الذي هداه الله إلى الحق وبه سمى المهدي الذي بشر به رسول الله.
    والقرآن يشتمل على آيات تدل على تكليف أناس بأمر الهداية العامة محاربة للضلالات" وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون" [النور:55]
    وفي تفسير هذه الآية روى ابن كثير الآتي: "قال مسلم في صحيحه حدثنا ابن أبي عمر سفيان، عن عبد الملك بن عمر، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا. ثم تكلم رسول الله كلمة خفيت علي، فسألت أبي فقال: كلهم من قريش. ورواه البخاري من حديث شعبة عن عبد الملك بن عمير. قال ابن كثير: وفي هذا الحديث دلالة على أنه لا بد من وجود اثني عشر خليفة عادلا.
    وليسوا بأئمة الشيعة، فإن كثيرا من هؤلاء لم يكن لهم من الأمر شيئا ثم لا يشترط أن يكونوا متتابعين، بل يكون وجودهم في الأمة متتابعا ومتفرقا. وقد وجد منهم أربعة على الولاء هم الراشدون. ثم كانت بعدهم فترة. ثم وجد منهم ما شاء الله. ثم قد يوجد منهم من بقى في الوقت الذي يعلمه الله. ومنهم المهدي الذي اسمه يطابق اسم رسول الله وكنيته تطابق كنيته يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما.

    وثمة آيات أخرى: قال تعالى: (وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا)[النساء:69] . قال فخر الدين الرازي: الشهيد المقصود هنا ليس هو الذي قتله الكفار. بل الشهيد فعيل بمعنى فاعل: وهو الذي يشهد بصحة دين الله تعالى: تارة بالحجة والبيان، وأخرى بالسيف والسنان. فالشهداء هم القائمون بالقسط. وقال الشيخ محمد رشيد رضا في تفسير المنار في تفسير قوله تعالى" (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)[البقرة:143] ، أن الشهادة التي تقوم بها حجة أهل الحق على أهل الباطل تكون بالقول والعمل والأخلاق والأحوال. فالشهداء هم حجة الله تعالى على المبطلين في الدنيا والآخرة بحسن سيرتهم. وروى الشيخ حديثا في هذا الصدد عن على بن أبي طالب أنه قال: إن الأرض لا تخلو من قائم لله بالحجة.

    وفي آية أخرى قال تعالى: (فَلَوْلَا كَانَ مِنْ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنْ الْفَسَادِفى الأرض )[هود:116]]

    وقال ): وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَر([آل عمران:104]

    وقال: (ياأيها الذين ءامنوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ)[المائدة:54]

    هذه الآيات صريحة في تكليف أفراد بالهداية والرشاد. ورويت من أحاديث رسول الله مطابقات لهذا المعنى نحو قوله:
    "إن الله ليبعث لهذه الأمة على رأس كل قرن من يجدد دينها ".
    الإيمان بالمهدي المنتظر مجدداً للدين ومحيياً لما اندثر من سير المرسلين ،من عقائد الإسلام الثابتة بالكتاب والسنة .ومع أن القرآن لم يشر صراحة لأمر المهدية إلا أنه أمر باتباع الرسول في القول والفعل قال تعالى: "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا " [الحشر:7] فطاعة الرسول فيما أخبر به وتصديقه فيما يقول أمر أوجبه الله في كتابه وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم ظهور المهدى الذي يجدد الدين وينتصر له ,فاتباع المهدى وتصديقه طاعة لله ورسوله, والقرآن يأمرنا أن نجيب داعي الله ، وأن نؤمن به قال تعالى:
    " يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ #64831;31#64830; وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ " [الأحقاف:32-32] إن داعي هو كل من دعا إلى الله بصدق وإخلاص إحياء للدين ودعوة إلى الحق وإن لم يكن رسولا ولانبيا فكل مجدد لدين الله بإحياء أحكامه هو داع إلى الله .. قال تعالى لرسوله : (إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)[الرعد:7] وقال صلى الله عليه وسلم : (( يبعث الله لهذا العلم في كل عصر عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين )) هذه كلها أدلة تبين أن الله سبحانه وتعالى سوف يحفظ دينه بأشخاص من عباده يصطفيهم ليكونوا حجة في الأرض بجهادهم واجتهادهم وصدقهم وإخلاصهم ينيرون الطريق ويميزون بين الحق والباطل فيقتدي بهم الناس . قال صلى الله عليه وسلم : (( ...عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ )) .
    وخلفاء الرسول لا ينحصرون في الأربعة وإنما هم موجودون حتى قيام الساعة عن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم : (( لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما وعدوانا ,قال: ثم يخرج رجل من عترتى أومن أهل بيتي يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا )) .
    بقلم عبدالمحمود ابو
    يتبع
                  

07-24-2009, 07:00 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يسالونك عن الانصارية . بقلم الامير عبد المحمود ابو ابراهيم (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    Quote: الحلقة الثانية

    درجات الإسلام : ـ
    إن الإسلام هو دين الله الذي أنزله لهداية البشر ..ولكن التزام الناس به متفاوتا بين الإسلام الظاهري والإيمان والإحسان .. ويوضح معالم كل درجة هذا الحديث النبوى الشريف: عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال : ((بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد! حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الإسلام أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا . قال صدقت ! قال عمر ـ فعجبنا له يسأله ويصدقه . قال : فأخبرني عن الإيمان قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله اليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره . قال صدقت ! قال : فأخبرني عن الإحسان قال : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ...)) والقرآن الكريم أكد هذا المعنى وأقر هذا التقسيم .. قال تعالى : #61481;قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم )[الحجرات:14]
    فالإسلام هو: الإقرار بالشهادتين والنطق بهما والالتزام الظاهري بالقواعد .. والإيمان: درجة أعلى يتمثل في الالتزام الكامل بتعاليم الإسلام وتوجيهاته .. قال تعالى : #61481; إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)[العصر:3] . والإحسان: درجة أعمق .. والأنصارية هي الإحسان الذي وصفه رسول الله في حديثه مع جبريل عليه السلام والله سبحانه وتعالى طلب من المؤمنين بأن يكونوا أنصاراً له .. قال تعالى : #61481; يأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله .. #61480; [الصف:14] والإمام المهدي عليه السلام الذي جدد شباب الإسلام في السودان أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقد روى أبو داود بسنده أنه صلى الله عليه وسلم قال : (( لو لم يبق في الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً )) وجاء الإمام المهدي مستوفياً للشروط المذكورة في الحديث ووحد السودان بعد أن كان يقوم على دويلات قبلية وصحح العقيدة الإسلامية من الشوائب التي ألحقت بها وأقام مجتمعاً أشبه بمجتمع المدينة, بعد أن طرد الاستعمار وطهر البلاد من دنسه , وجدد الاسلام وأحيا أحكامه وطبقها فى الحياة الخاصة والعامة
    لقد سمى الإمام المهدي أصحابه بالأنصار استجابة للآية الكريمة : #61481; يأيها الذين آمنوا كونوا أنصــار الله .. #61480; وتيمناً بأصحاب رسول الله الذين نصروه في المدينة.
    تعريف الأنصارية:
    إن الأنصارية تعني الانتصار لدين الله سبحانه وتعالى في كل الأمور : في النفس و ما تملك وفي كل أوجه الحياة بحيث تكون حركات الإنسان كلها لله رب العالمين .. قال تعالى : #61481; قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين #61480; .
    إن الأنصارية دعوة للإنسان للسير في درب الله حتى يصل مرحلة يتذوق فيها حلاوة الإيمان قال الإمام المهدي عليه السلام في الراتب : " وذوقنا يا رب حـلاوة الإيمان بك وصفِّ سرائرنا حتى ندرك حـلاوة القرآن ". لقد وفقت الأنصارية بين علم الحقيقة وعلم الشريعة حيث اشتملت على أسس الطريقة الستة وهي : الذل والانكسار وقلة الطعام وقلة الشراب والصبر وزيارة السادات .. وزادت عليها ستة هي : الحرب والحزم والعزم والتوكل واتفاق القول والاعتماد على الله . إن الأنصارية في حقيقتها توفيق رائع بين الشريعة والحقيقة وبين العقل والنقل وبين مطالب الروح ومطالب الجسد وبين عالم الدنيا وعالم الآخرة إنها دعوة للتعمق الإيمانى والتأمل فى الكتاب المسطور"القرآن" والكتاب المنظور"الكون" إنها دعوة للصفاء والوفاء والصدق والاخلاص فى القول والعمل, إنها دعوة تنقل الانسان من الوقوف عند المظاهر والشكليات إلى التطلع إلى عالم الملكوت " فاجعل مطمح قلوبنا إليك ولاتجعل نظرها إلى ما كان من عدم".. إنها الرؤية الصحيحة للإسلام تقدمه للإنسانية بديلاً حضارياً ونظاماً اجتماعياً أعدل .. إنها تقوم على مرتكزات ثابتة وأهداف محددة ومنهج ملتزم بروح المرتكزات ومقتضيات الأهداف ..
    أولاً: مرتكزات الأنصارية :
    التـوحيــد :
    إن الأساس الأول الذي اتفقت عليه كل الرسالات السماوية هو توحيد الله وإفراده بالعبادة .. وقد ركز رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر عاماً في مكة على تصحيح العقيدة وإقامة جماعة موحدة لله سبحانه وتعالى وقد حدد معالم التوحيد في حديثه لابن عباس : (( يـا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك .. إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة كلها لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك .. رفعت الأقلام وجفت الصحف )) .
    لقد جاء الإمام المهدي وصحّح العقيدة من الشوائب التي لحقت بها وأخرج التوحيد من القوالب الفلسفية التي أدخلت فيها وقدم التوحيد مبسطاً مفهوما كما نزل به الوحي وبينه رسول الله فقال الإمام المهدي : (( اعملوا أن أصل التوحيد الشهادتان تتضمنه سورة الإخلاص مع معرفة معانيها تكفي من دون احتياج إلى غيرها )) .. والتوحيد عند أنصار الله ليس كلاماً يحفظ وإنما هو يقين يثمر سلوكاً ؛ وليس تعقيداً بألفاظ ومصطلحات وإنما هو تعمق في المعاني والجوهر قال الإمام المهدي مستشهداً من القرآن : (( #61481; شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم #61480;[آل عمران:18] وإني أشهد بما شهد الله به وملائكته وأولو العلم وأستودع الله هذه الشهادة وهي لي عند الله وديعة :أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اللهم أنت الواحد الذي بيدك الغائب والشاهد فثبت شهادتي هذه على ما يرضيك ونورها بنورك الذي نورت به شهادة الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين واجعل لي من حظ اليقين كما أعطيتهم من الرسوخ في التمكين حتى لا يتزلزل يقيني بالرياح العواصف واجعله ملكة لا تزول وعلى القلب بالنور عاكف يا من بيده كل شئ فسامحني فيما جنيت به في التعدي على الحق اليقين ومكني في الإيمان والتوحيد بكامل التمكين واستودع الله هذه الشهادة وهي لي عند الله وديعة فإني ضعيف عن القيام بها وعن حفظها أقل من ساعة فيا من إليه الضراعة ويا من بيده كل شفاعة احفظ وديعتي هذه بفضلك بحرمة من أذنت له في الشفاعة حتى لا تكون لي شبهة ولا وهم ولا أدنى حطة عن كمال نور التوحيد والإيمان .. )) إنه توحيد يزداد بالتفكر في آيات الله والاعتبار بها #61481; إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون #61480; [البقرة:164] بهذا التوحيد انتصر أصحاب رسول الله على عدوهم فقد عرفوا الله حق معرفته وقدروه حق قدره ولسان حالهم يقول :
    ليتك تحلـو والحيـاة مريرة
    وليتك ترضى والأنام غضاب
    وليت الذي بيني وبينك عامر
    وبيني وبين العالمين خراب
    إذا صح منك الود فالكل هين
    وكل الذي فوق التراب تراب

    ومن كان هذا حاله لا يخشى إلا الله ولا يعتمد إلا عليه وهو على يقين أن الأمر كله لله ويستوى عنده التبر والتراب.. فعندما حاصر أعداء الإسلام الجزيرة أبا لضرب الإمام وأصحابه جاء بعض الأنصار إلى الإمام المهدي عليه السلام فقالوا له : يـا مهدي إن الترك معهم السلاح الناري ونحن ليس معنا شئ منه .. فقال لهم " والله إن قوي يقينكم في الله إن أشرتم بأدنى قشة تقضي حاجتكم ، من لم يكن معه سلاح فليأخذ من حطب الخلوة " فصار الحطب في أيديهم سلاحاً يقاتلون به أعداء الله ؛ وهذا يشبه تماماً ما حدث للصحابي الجليل عكاشة بن محصن عندما انكسر سيفه في غزوة بدر فجاء إلى رسول الله فأعطاه عوداً فصار في يده سلاحاً فقاتل به طيلة حياته حتى استشهد في معركة اليمامة .. فالتوحيد عند أنصار الله ليس كلاماً تلوكه الألسنة وليس حديثاً تنطق به الشفاه وليس نصوصاً تحفظ دون عمل ولاشبهات تبلبل بها الأفكار وإنما هو إيمان راسخ لا يتزعزع يثمر التزاماً بمبادئ الإسلام وتعاليمه قال صلى الله عليه وسلم: (( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار )) وقال إمام المتقين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : (( الإيمان هو اليقين واليقين هو التصديق والتصديق هو الإقرار والإقرار هو الأداء والأداء هو العمل )) وقال الإمام المهدي عليه السلام في الراتب : (( ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير . اللهم اجعل صدق ذلك في قلوبنا كما نطقت به ألسنتنا حتى يكون توكلنا عليك صادقاً وإنابتنا إليك تحقيقاً فلا مصير لنا إلا إليك ولا تجعل قلوبنا مخالفة لأقوال ألسنتنا بل نسألك أن تزيد صدق الجنان حتى يتفجر منه الصدق على نطق اللسان فتكثر الصالحات في قلوبنا وتوفق أعضاءنا على ما يرضيك )) .
    الالتزام بالكتاب والسنة أصلاً للحياة الخاصة والعامة :
    ومعنى هذا أن تكون كل أنشطة الأنصاري قائمة على الكتاب والسنة .. قال تعالى :#61481; وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا .. #61480;[الحشر:7]. والمهدية ما قامت إلا لإحياء الكتاب والسنة المقبورين حتى يستقيما .. وقد طبقهما الإمام المهدي عليه السلام تطبيقاً محكماً فى نفسه وفى خاصته وعلى نطاق الدولة ويلاحظ المطلع على منشوراته وكل مخاطباته أن القرآن كان حاضرا بنصه وروحه فى كل مايصدر عنه, وكان التزامه بهما التزاماً صارماً وحمل أصحابه على ذلك وقال : (( ونسألك اللهم بحق خفي لطفك وبحق ظاهر عطفك وبحق اصطفائك لأوليائك وتقريبك لأنبيائك أن تهب لنا حلاوة القرآن وأن تبين لنا المعنى فيه أحسن البيان وأن توفقنا على العمل بما فيه يا رحمن )) وقال:
    (( واجعلنا وأصحابنا على أثر نبيك صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ولا تزغ بنا عن سكتهم إلى أن نلقاك سالمين من الآثـام )) .. وقال صلى الله عليه وسلم : (( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً كتاب الله وسنتي )) .فالأنصارية ملتزمة التزاما صارما بأحكام الاسلام الواردة فى الكتاب والسنة لأن صلاح المؤمن فى الدنيا وفلاحه فى الآخرة متوقف على الاستقامة على النهج الذى جاء به القرآن وبينته السنة المطهرة وتعاليم الاسلام الملزمة جاءت حصرا في قطعيات الكتاب والسنة فواجب على المسلم أن يتعرف عليها ويضبط حياته وفق توجيهاتها, والأنصارية ملتزمة التزاماً كاملاً بالكتاب والسنة لا تحيد عنهما قيد أنملة لأنهما المصدر الأول للتشريع فى الاسلام.ومجدد الدعوة كررأكثر من مرة أنه عبد مأمور بإحياء الكتاب والسنة المقبورين حتى يستقيما.

    القيـــادة :
    قال تعالى : #61481; ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ..)[النساء:83]. وأولو الأمر هم العلماء العاملون وقادة الأمة الذين يقتدي بهم . إن القيادة عند أنصار الله ضرورة لا يتم الواجب إلا بها فأمر الدين من الأمور التى تحتاج إلى قيادة تتولى أمر التوجيه والإرشاد بشأنها, والقيادة يحتاج إليها المجتمع الراقى فى كل شئونه والتزاماً بالتوجيه النبوي : (إذا كنتم ثلاثة فأمروا أحدكم ) فإن القيادة عند أنصارالله من ركائز الدعوة وقد حدد الإمام المهدي عليه السلام شروط القيادة في هذه القاعدة الجامعة المانعة: " من تقلد بقلائد الدين ومالت إليه قلوب المسلمين " ومعنى ذلك أن يكون القائد مؤهلاً تأهيلاً كاملاً بالعلم والحكمة والاستقامة والشجاعة والبلاء وأن تختاره الأمة وترضى عنه .. وقد قال صلى الله عليه وسلم : (( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم )) . وقد أضاف الإمام عبد الرحمن إلى تلك الشروط قوله : " أن يكون أعلى الناس همة وأوفاهم ذمة وأكثرهم إيمانا" . والقيادة وظيفتها تتمثل في الهداية والإرشاد وقيادة الجماعة على الطريق المستقيم وهي وسيلة لسلوك المنهج الصحيح .
    قال الإمام عبد الرحمن : " الوسيلة يهديك ويرشدك ويدلك حتى يتنور قلبك فإذا تنور قلب العبد تجلت فيه معرفة الله وبمعرفته لله يوفق إلى صالح الأعمال وبصالح الأعمال يصل الإنسان إلى الله " وطاعة القيادة عند أنصار الله مشروطة بالتزامها بالكتاب والسنة والالتزام بالمبادئ قال الإمام :عبد الرحمن (أما إمامتى فمشروطة باقتفاء أثر الامام المهدى عليه السلام يا إخوانى: أقوالي وأفعالي وما آمركم به اعرضوها على الكتاب والسنة ,فإن وافقت الكتاب والسنة فاعملوا بها وإلا فاضربوا بها عرض الحائط وابحثوا لكم عن طريق تصلون به إلى الله ثم تلي قوله تعالىوماكان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون( [آل عمران: 79] إن القيادة عند الأنصار تستند في شرعيتها على الشورى المسنونة ورضا الجماعة والإلهام الصائب .وجاءت البيعة متضمنة لهذه المعانى فبيعة الامام المهدى عليه السلام كانت كبيعة رسول الله عندما فتح مكة فى مضمونها "ففي رسالة لاتباعه على سكة رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفر من عام 1301هـ قال: يا أحبابي قد بايعتموني على ألا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تأتوا ببهتان، ولا تعصوني في معروف، وعلى أنكم تختارون الآخرة فلا تطلبون إلا ما عند الله. وأن تزهدوا الدنيا وتبذلوا أنفسكم وأموالكم في سبيل الله وألا تفروا من الجهاد رغبة فيما عند الله لا لرغبة الدنيا ولا رياسة ولا ثناء" .وبيعة الأئمة من بعده لاتخرج عن هذا المضمون وبعد المؤتمر الأول لهيئة شئون الأنصار فى19 سبتمبر 2002 أقر المؤتمر صيغة جديدة للبيعة تضمنت البيعتين السابقتين وأضافت إليها معانى جديدة وصيغتها مالآتى " بايعناك على قطعيات الشريعة بايعناك على بيعة الإمام المؤسس الأول وخليفته, وبيعة الإمام المجدد الثانى وخليفتيه, بايعناك الشورى وحقوق الانسان, بايعناك على صلاح الدنيا وفلاح الآخرة, بايعناك على الطاعة المبصرة فيما يرضى الله ورسوله ونشهد الله على ذلك وهو خير الشاهدين"

    بقلم عبدالمحمود ابو ابراهيم الامين العام لهيئة شئون الانصار
                  

07-24-2009, 07:01 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يسالونك عن الانصارية . بقلم الامير عبد المحمود ابو ابراهيم (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    Quote: الحلقة الاخيرة

    الجهـــاد :
    الجهاد فى الاسلام هو بذل الوسع كله من أجل إعلاء كلمة الله وهو ينطبق على كل مجهود يبذله الانسان لتحقيق هذه الغاية , فمحاسبة النفس وكفها عن المحرمات جهاد, والصبر على المكاره والشدائد جهاد, والتزام الطاعات التى أمر بها الاسلام جهاد, والأنشطة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية المقصود بها إعلاء كلمة الله كلها تدخل في قائمة الجهاد .. ومعنى ذلك أن كل أنشطة المسلم إذا كانت موافقة للشرع وخالصة لوجه الله تكون جهادا فى سبيل الله, وهذا معناه أن الأنصارى يكون فى جهاد دائم حتى يلقى الله ـ وأما الجهاد قتالاً فله أسبابه ومسوغاته الشرعية ويعتبر استثناء لا أصلا ويوجبه أمران : الأول : الرد على العدوان قال تعالى #61533;....فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم........ #61531;[البقرة: 194] والثاني: الظلم والإعتداء على الحرية ودليل ذلك قول الله تعالى : #61481; أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير #61475; الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ..)[الحج:39- 40] إن مغالبة النفس ومجاهدتها جزء من قدر الانسان , لقد خلق الإنسان في كبد وهو كادح إلى ربه كدحاً فملاقيه .. فالمعاناة ضرورية للإنسان لأنها تصقله وتظهر معدنه وتروضه على مواجهة الصعاب والأدب الأنصاري فيه ترحيب بالشدائد واستعداد معنوي لملاقاتها فقد جاء في الراتب " واجعلنا ممن آثر التقوى والوفاق والصبر على الشدائد والمشاق رغبة في دوام القرب والتلاق وقوي نورنا ليهون علينا ذلك واجعل لنا قوة على تحمل ما يرضيك والقيام به رغبة فيما عندك يا قادر يا كريم يا رزاق " قال تعالى : #61565;آلم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين#61563; [العنكبوت:1-3] وقال تعالى: #61481; والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا .. #61480; [العنكبوت:69] إن الدعوات لا تنتصر بالأفكار المجردة والأماني وإنما تنتصر بالمجاهدات والتضحيات .
    الجذور والأغوار الروحية :
    الانسان مخلوق من جسد وروح وقيمته ليست فى جسده وإنما القيمة للروح, إن الأبعاد الروحية لها أهمية قصوى في الإسلام فالإيمان نفسه غيبي والاتصال بالله سبحانه وتعالى يكون عن طريق الرياضات الروحية والمعرفة تكتسب بالتقوى : #61481; واتقو الله ويعلمكم الله .. #61480; والعبادات لها مغزى روحيا .. إن ربط أنشطة الإنسان بأبعاد اجتماعية وروحية مع مراعاة المقاصد يكسبها حيوية ويجعل لها أثراً ملموساً في الحياة .. فالصلاة مقترنة بمقصد #61481;وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر .. #61480; [العنكبوت:45] وهي صلة بين العبد وربه فأقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد .. وقال عز وجل في الحديث القدسي: #61481; إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي ولم يستطل على خلقي ولم يبت مصراً على معصيتي وقطع نهاره في ذكري ورحم المسكين وابن السبيل والأرملة ورحم المصاب ذلك نوره كنور الشمس أكلؤه بعزتي وأستحفظه ملائكتي أجعل له في الظلمة نوراً وفي الجهالة حلماً ومثله في خلقي كمثل الفردوس في الجنة #61480; . والزكاة : تزكية للنفس وطهارة للأموال وإظهار لصدق العبد ولذلك سميت صدقة .. قال تعالى : #61481; خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها .. #61480; والإنسان في حياته حريص على
    شيئين : على روحه وعلى ماله وقد اشتراهما الله منه بمجرد إيمانه .. قال تعالى: #61481; إن الله اشتـرى من المؤمنين أنفسهـم وأموالهـم بأن لهم
    الجنة .. ) [التوبة:103] والحقيقة هي أن المال مال الله والإنسان مستخلف فيه وهو وسيلة لتحقيق مطالب الإنسان وفق مقاصد الشرع الحنيف والإنسان المؤمن مطالب بالإنفاق فى سبيل الله #61481; وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه .. #61480;[الحديد:7] والكسب الذي ينفق منه يجب أن يكون مشروعاً وطيباً .. قال تعالى : #61481; ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون .. #61480; [البقرة:267] وقال صلى الله عليه وسلم : ((إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً وان الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى #61481; يأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً #61480; .. وقال تعالى #61481; يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم .. #61480; ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يـارب يـارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنّى يستجاب له )) .. فالزكاة إذن وسيلة تهذيب وتطهير للنفس الإنسانية ونوع من أنواع التكافل في المجتمع الإسلامي. والصوم امتناع من المباحات في وقت معلوم تشبهاً بالملائكة وتقربا لله سبحانه وتعالى. إنه حرمان للجسد من بعض مطالبه تطلعاً للسمو الروحي ، فالإنسان ليس لحماً وعظماً وكفى .. وإنما هو مخلوق فيه قبضة من طين وقبس من روح الله :

    يـا خادم الجسم كم تشقى لخدمته
    أتطلب الربح مما فيه خسران
    أقبل على النفس واستكمل فضائلها
    فأنت بالروح لا بالجسم إنسان

    فالصوم يكبح جماح النفس الإنسانية ويسمو بها إلى رحاب فيها :

    قلوب العاشقين لها عيون
    ترى ما لا يراه الناظرون
    وأجنحـة تطيـر بغير خفـق
    إلى ملكـوت رب العالمين

    إنه وسيلة من وسائل الإسلام لمحاربة الانحرافات الإنسانية " فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم " .
    والحج سياحة روحية ومادية إلى حيث نادى إبراهيم عليه السلام : #61481; ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون)[ابراهيم:37] فالحج عبادة يتساوى فيها الناس في زيهم ويقفون جميعاً على عرفات وقفة أشبه بالموقف العظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وللحج مقاصد وغايات قال تعالى: #61481; الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج .. #61480;[البقرة:197]
    إن عبادات الإسلام إذا ربطت بمقاصدها حققت أغراضها وفاعليتها وحيويتها إنها مثل طائر في سرب لا يجوز فصلها عن بقية أركان المجتمع الإسلامي ووسائله .

    ثانياً / الأهـداف :
    إن الأنصارية تسعى لتحقيق الأهداف الآتية:
    1- البعث الإسلامي في كافة أوجه الحياة على أساس أن الانسان خلق للقيام بأمر الاستخلاف فى الأرض
    2- تصحيح ونشر المفاهيم الصحيحة للاسلام تقوم على الشمول والاعتدال والوسطية فى الفهم والمعتقد والممارسة
    3- بسط روح التسامح والتواصل والتعايش السلمى بين الأديان والثقافات والحضارات على أساس المشترك الانسانى.
    4- غرس الروح الوطنية فى نفوس ووجدان الأمة السودانية المتميزة بقيم التسامح والبطولة والاباء والكرامة
    5- ترسيخ ثقافة حقوق الانسان وحرياته على أساس التكريم الالهى لبنى آدم.
    6- السعى لإقامة مجتمع إسلامي صحيح العقيدة سليم العبادة متحل بمكارم الأخلاق ملتزم بمنهج الله الذي من أجله خلق الإنسان يكون هذا المجتمع نموذجاً للإنسانية تقتدي به .
    7- التطلع لنيل رضاء الله سبحانه وتعالى الذى خلق الانسان من عدم وأحاطه بالنعم من بين يديه ومن خلفه وجعل له الأرض ذلولا يمشى فى مناكبها ويأكل من رزق الله.

    ثالثاً / المنهــج :
    إن البعث الإسلامي المنشود لا يتحقق إلا بمنهج واضح محدد المعالم ومنهج الأنصار في الدعوة يقوم على الآتي : ـ
    ( أ ) الفهم الصحيح للاسلام: جاء الإسلام ديناً خاتماً للرسالات قبله متضمناً لأصولها ومعترفاً بنسبتها لله ، فالدين واحد هو الإسلام جاء به كل المرسلين والاختلاف إنما هو اختلاف فى الشرائع مراعاة لاختلاف الزمان وتغير ظروف المكان .. قال تعالى : #61481; شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه .. #61480;[الشورى:13]
    والمجتمع الإنساني مر بنفس المراحل التي يمر بها المولود : مرحلة الطفولة ثم مرحلة الشباب ثم مرحلة اكتمال العقل . فلما وصلت البشرية مرحلة النضج جاءتها رسالة الإسلام الخاتمة وفي فهم أنصار الله أن الإسلام جاء ملبياً لكل حاجات الإنسان المشروعة ومستجيباً لكل مطالبه الروحية والمادية والعقلية والخلقية والمعرفية والذوقية والفنية والرياضية والاجتماعية وعلاقته بالبيئة .. فليس هنالك تناقض بين الفطرة السليمة وبين الإسلام. لأن الإسلام نفسه دين الفطرة #61481; فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون #61480; [الروم:30] ولا يوجد تناقض بين مبادئ الإسلام وبين استنتاجات العقل .. قال صلى الله عليه وسلم في حديث رواه الإمام أحمد : (( إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم وتلين له أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم قريب فأنا أولاكم به ، وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم بعيد فأنا أبعدكم منه )) . إنه دين أقر للإنسان مطالبه وأباح له إشباع رغباته بصورة منضبطة ومتوازنة .. قال تعالى : #61481; قـل من حـرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من
    الرزق .. #61480; [الأعراف:32]
    لقد كرم الإسلام الإنسان تكريماً لم يجده في أي دين آخر فهو مكرم لمجرد إنسانيته بغض النظر عن عقيدته أو لونه أو عرقه .. قال تعالى : #61481; ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)[الاسراء:70].إن الإسلام لم ينزل ليفرض على الناس مفاهيمه بالقوة بل ترك للإنسان حرية الاختيار #61481; وقل الحق من ربكم من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .. #61480; [الكهف:29] والرسول صلى الله عليه وسلم مهمته تنحصر فى البلاغ فحسب إن آمن الناس فبها ونعمت ، وإن لم يؤمنوا فليس عليهم بمسيطر .. قال تعالى : #61481; أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين #61480; [يونس:99] وقال : #61481; لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي .. #61480;[البقرة:256]
    إن الناس في الدنيا متساوون في الحقوق والواجبات وهم أمام القانون والشرع سواء فلا أفضلية لأحد على آخر بسبب اللون أو الجنس أو العرق اوالدين والتمييز يكون غداً عند الله علام الغيوب.. قال تعالى : #61481; يـأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم..#61480;[الحجرات:13]والحرية شرط أساسي في التكليف فلا قيمة للحساب إذا لم يكن المحاسب حراً ولا يملك أحد في الدنيا حق توزيع صكوك الغفران للناس والحكم عليهم بدخول الجنة أو النار .. إن هذا الحق يملكه الله سبحانه وتعالى وحده إن شاء غفر لهم جميعاً وإن شاء عذبهم جميعاً وإن شاء أدخل بعضهم الجنة وبعضهم النار .
    إن الخطوة الأولى للبعث الإسلامي هي الفهم الصحيح للإسلام وتقديمه للناس كما أنزله الله بأسلوب حكيم مجرد من الغرض وخالي من التنفير .. قال تعالى : #61481; ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن .. #61480;.[النحل:125]
    ( ب ) توحيـد أهـل القبلـة:
    دعت الأنصارية إلى توحيد أهل القبلة ، وأهل القبلة هم كل من نطق بالشهادتين وآمن بالبعث وأقر بتعاليم الإسلام على الجملة . فالناس تتفاوت درجاتهم والتزاماتهم فالمطلوب هو الالتزام بالأصول ولا يضير اختلاف الاجتهادات في الفروع ما دامت كلها تصب في مصلحة الإسلام والمسلمين . إن الاختلافات الفكرية والمذهبية والسياسية ضرورة لأن الحقيقة الكاملة لا يملكها إلا الله سبحانه وتعالى وقد وزعها على عباده بنسب متفاوتة ليتكاملوا حتى وهم يتصارعون .. فالاختلاف نفسه ليس عيباً وإنما العيب هو أن يتحول الاختلاف بين المسلمين إلى تعصب واتهام الآخر بالكفر والزندقة لمجرد المخالفة في الرأي . إن أنصار الله يعتبرون الاختلاف بين المسلمين في الفروع هو اختلاف تنوع وليس اختلاف ضدية وله أسباب موضوعية منها الآتي :
    • نزل القرآن بروايات مختلفة وعلى ضوئها تختلف بعض المعاني والأحكام مثل : قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )[الحجرات: 6] من سورة الحجرات قرأ ابن عامر (فتثبتوا ) بدل فتبينوا وقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين ... ) [المائدة: 6] سورة المائدة قرأ أبو عمرو الدوري ( وأرجلكم ) بكسر اللام وهذاالاختلاف أدى إلى تغيير الحكم من الغسل إلى المسح.
    • عدم تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن كله وترك ذلك لاجتهاد العلماء لأعمال عقولهم وفق مقاصد الشريعة .
    • السنة واختلاف العلماء حول حجيتها توسيعاً وتضييقاً وتفاوت الأحاديث بين الصحة والضعف
    • إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم بالاجتهاد .فعندما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن قال له (كيف تقضى إذا عرض عليك أمر؟ قال بكتاب الله , قال فإن لم تجد في كتاب الله ؟ قال بسنة رسول الله قال فالم تجد في سنة رسول الله ؟ قال اجتهد رأى ولا آلو فوضع رسول الله يده على صدر معاذ وقال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضى رسول الله)
    • مصادر التشريع والاختلاف حول ترتيبها ومنهج علماء الأصول فيها توسيعاً وتضييقا
    • اختلاف الأمصار والأزمنة واختلاف الفتوى تبعاً لها .
    إضافة لهذه الأسباب هناك أسباب أخرى ساهمت في تعدد المدارس الفكرية والمذهبية في ديار الإسلام . إن التعدد في الكون مطلوب ما عدا الذات الإلهية والرسول صلى الله عليه وسلم في عهده تعددت أراء أصحابه فأقرهم عليها والوحي ينزل. فقد اختلفوا فيما يفعلون بأسرى بدر واختلفوا حول صلاة العصر في بني قريظة وروى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" أرحم هذه الأمة بها أبو بكر ، وأقواهم في دين الله عمر، وأفرضهم زيد بن ثابت ، وأقضاهم علي بن طالب ، وأصدقهم حياء عثمان بن عفان ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعـب ، وأبو هريرة وعـاء من العلـم ، وسلمان عالم لا يدرك ، ومعاذ بن جبل أعلم الناس بحلال الله وحرامه ، وما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر )) فالاختلاف ضرورة لاستيعاب الاجتهادات وتنوعها في كل جزئية من الجزئيات .. قال تعالى : #61481; ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم..)[يونس:119]. وتوحيد أهل القبلة لا يعني أن يكون فهم الناس متطابقاًفى كل صغيرة وكبيرة وإنما يعني اتفاقهم على الآتي :
    1- توحيد الله
    2- وحدة الهدف
    3- الالتزام بقطعيات الشريعة
    4- عدم التكفير للمخالفين في الرأي
    5- نصرة المظلوم
    6- التسامح بين الجماعات المختلفة
    7- عدم فرض الرأي بالقوة
    8- الاتفاق على مؤسسة اجتهادية تمثل فيها كل الفئات لتداول الآراء المختلفة وتكون المرجعية للاجتهاد
    . إن توحيد أهل القبلة إذا تحقق سوف يجنب المسلمين كثيراً من المشاكل التي جرها عليهم التعصب وسوف يتهيأ المناخ للانطلاقة الإسلامية الكبرى بوعي وإدراك إن شاء الله .

    ( ج ) مرجعيـة التشـريع:
    إن الأنصارية تعتبر أن الملزم من التشريع الإسلامي هو ما كان قطعي الورود والدلالة .. فالقرآن كله قطعي الورود وجله قطعي الدلالة أي أنه كله موحى به من عند الله كلمة كلمة وحرفاً حرفا ومعظم كلماته آيات محكمات هن أم الكتاب وبه كلمات متشابهات تحتمل أكثر من معنى . والسنة ما كان منها وارداً عن طريق التواتر وثبتت صحة نسبته إلى رسول الله فهو قطعي الورود وما لم تصح نسبته إلى رسول الله يقاس على القرآن , والسيرة النبوية تعتبرترجمة وتجسيدا لتعاليم الإسلام . إن القرآن الكريم والحديث الصحيح والسيرة الثابتة كلها مصادر للتشريع ملزمة . أما التفاسير والاجتهادات الفقهية والآراء الفكرية التي قال بها العلماء فهي للاستنارة والاستصحاب والاستفادة .. فما كان منها أقرب إلى قطعيات الإسلام ومقاصده ويتلاءم مع ظروف عصرنا أخذنا به وما كان مرتبطاً بزمن محدد واملته ظروف معينة ولا يحقق المقصد الإسلامي المطلوب في عصرنا تركناه .
    وقد وضع الإمام المهدي عليه السلام في هذا المعنى القاعدة الذهبية التي تقول " لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال " فأنصار الله لا يتقيدون بمذهب معين وإنما مذهبهم الكتاب والسنة التزاما بقوله صلى الله عليه وسلم : (( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً كتاب الله وسنتي )) .

    ( د ) التعامل مع غير المسلمين:
    إن غير المسلمين أخوتنا في الإنسانية وعليه فإن أنصار الله نهجهم في التعامل معهم يقوم على الآتي :
    1- التعاون معهم في القضايا الإنسانية: مثل إزالة آثار الكوارث الطبيعية والمجاعات والحفاظ على البيئة والتعاون الدولي لحفظ السلام والأمن وتبادل المنافع معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم والسند في ذلك هو قول الله سبحانه وتعالى : #61481; لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) ومعاملة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم .. فعندما أصيبت مكة بالمجاعة أرسل رسول الله خمسمائة دينار ذهبي لأبي سفيان ليوزعها على فقراء مكة.
    2- معاملتهم بالحسنى وعدم الإساءة إلى معتقداتهم مع الإقرار بانحرافها: فقد أمر الإسلام أن يجادَلوا بالتي هي أحسن بل نهى عن سب آلهة الوثنين .. فقال تعالى : #61481; ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير
    علم #61480;
    3- اتخاذ أسلوب الحوار معهم: إن حجتنا هي الأقوى فقد ورد ذكر رسول الله وصفاته في كتبهم وبشر به أنبياؤهم . وكتابنا نصه موحد ومتفق عليه من جميع المسلمين ولا يوجد تناقض بين تعاليمه وبين الحقائق العلمية والمعارف الإنسانية التي توصّـل إليها الإنسان ، بينما كتبهم متعددة ومتناقضة ومنسوبة إلى مؤلفيها ولم تنسب لله ورسولنا الوحيد من بين المرسلين أوراقه الثبوتية معروفة فأسرته من جهة الأب والأم معروفة وتاريخ ميلاده ومكانه معروفان وحاضنته ومرضعته معروفتان ومعروف أين تربى وأين مات وسيرته كلها مدونة ومحققة ولا يوجد تناقض بين المسلمين حول سيرته فهذه الحجج الدامغة والمفاهيم الواضحة تعطينا أقوى سند مقابل أطروحات الآخرين .. فالحوار هو أفضل أسلوب للتعامل مع غير المسلمين ولنشر الإسلام بصفة عامة .
    4- التعايش معهم والتنافس سلمياً : إن الإسلام هو دين التسامح والاعتدال ومفاهيمه تعتمد على الحجة ومخاطبة العقول .عليه فإن أسلوب التعايش مع غير المسلمين والتنافس هو الأجدى والأنفع للإسلام حيث تظهر حجته ويبرز منطقه أمام حجج الآخرين ومنطقهم .
    (ه) نظام الحكم في الإسلام :
    لقد عرف المسلمون عدة أنظمة تعاقبت عليهم بعد موت رسول الله وإلى يومنا هذا ، بدأت بالخلافة الراشدة ثم الملك العضود ثم الخلافة الموروثة وعرف المسلمون عدداً من نظم الحكم في العصر الحديث مثل الديمقراطية ونظام الحزب الواحد والحكم العسكري والنظام الملكي وغيرها ـ والسبب في تعدد أنظمة الحكم هو أن الإسلام لم يلزم المسلمين بنظام حكم معين وإنما حدد مبادئ وترك للمسلمين تطبيقها وفق ظروف زمانهم ومكانهم .
    إن النظام الإسلامي يقوم سياسياً على الشورى والحرية والعدالة والمساواة والوفاء بالعهد ـ واقتصادياً على الإنتاج والعدالة في توزيع الثروة والتكافل وتحريم الاستغلال والربا والكسب دون جهد ـ ويقوم اجتماعياً على الإخاء والتعاون والرحمة .
    إن النظام الذي يقوم على النيابة في الحكم والفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ويسمح بتداول السلطة سلمياً ويحقق الرقابة على المسئولين والحكام ويسائلهم ويحاسبهم على تصرفاتهم هو النظام الديمقراطي عليه فإن الأنصار يعتقدون أن النظام الديمقراطي في ظله تتحقق فرائض الإسلام السياسية .فالديمقراطية تحقق مبادئ الإسلام في الحكم وفي ظلها يقوم نظامه المنشود ولذلك فإن أنصار الله يعترفون بالديمقراطية ويقرونها ويرون أنها لا تتعارض مع الإسلام بل تحقق مقاصده .

    (و) المـرأة والتعـامل معهـا :
    كانت المرأة قبل الإسلام مهضومة الحقوق ومضطهدة من المجتمع فمكانها في مؤخرة المنزل وتورث من ضمن المال وليس لها حق ملكية أي شئ حتى نفسها ، وكانت تدفن وهي طفلة حية مخافة العار في المستقبل وكان الرجل إذا أنجبت زوجته بنتاً هجرها وابتعد عنها .. قال تعالى :
    #61481; وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم #61475; يتواري من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون #61480; ( #61489 .
    جاء الإسلام وأبطل كل تلك المفاهيم والعادات وحقق للمرأة كرامتها وإنسانيتها وأنزل سورة تسمى سورة النساء تتناول شئونها . لقد ساوى الإسلام بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات وأكد قائلاً : #61481; من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة .. #61480;الآية: 97 من سورة النحل وخاطب الإسلام المرأة بأحكام الشريعة كما خاطب الرجل قال تعالى : #61481; إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً #61480;( #61489 والمرأة تدعو للإسلام كما يدعو الرجل وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتسعى في كل شئون حياتها مثل التجارة والصناعة والزراعة وجميع الأعمال التي تليق بها وبأنوثتها وتحفظ كرامتها .. إنها الشق الآخر للنوع الإنساني .. وهنالك نساء حفظ التاريخ أسماءهن مثل مريم وخديجة وعائشة وفاطمة وبلقيس ورابعة العدوية ورابحة الكنانية التي قطعت الفيافي والصحاري على قدميها لتخبر المهدي بتحركات جيش العدو .
    إن الأنصارية تحترم المرأة وتعترف لها بحقوقها وتدعوها للقيام بدورها الذي طلبه منا الشرع فهي مكرمة أما وأختاً وبنتاً وزوجة أعطاها الإسلام الحق في التعليم والحق في العمل والقيام بالأنشطة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .



    رابعاً / الراتــب :
    الذكر في الإسلام له أهمية كبيرة ولذلك حث عليه الله سبحانه وتعالى في كتابه حيث قال : #61481; يـأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا #61480;الآية:41و42 من سورة الأحزاب .. وقال #61554; : (( ألا أدلكم على خير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم في أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا بلى يا رسول الله قال : ذكر الله )) .
    وذكر الله لا يقتصر على الدعاء باللسان وإنما هو أعمق من ذلك . وأبلغ أنواع الذكر هو استحضار عظمة الله في القلب .
    إن المواظبة على ذكر الله تورث صفاء وشفافية وسمواً روحياً بل ووصالاً واتصالاً .. لقد جمع الإمام المهدي #61557; في ورده آيات مختارة من القرآن والسنة صيغت على نسق بديع يمتاز بسلالة الأسلوب وعمق المعاني مع الأدب الرفيع وسمي هذا الورد بالراتب . . يقول الإمام الصادق المهدي عن الراتب " إنه ديوان للمعاني الروحية الإسلامية وجرعة مكونة من تلك المعاني ليتيسر تناولها والاهتداء بها " .
    والراتب لا يقف عند حد الأدعية والابتهالات انه منهج تربوي يدعوا إلى التضحية والفداء ورؤية عميقة للكون والحياة ووسيلة فعالة لتهيئة الإنسان ليعيش مع القرآن تدبراً وتفكراً والتزاماً ومع رسول الله #61554; حباً واقتداء .. وأحيل القارئ إلى كتاب الدكتور موسى عبد الله حامد ( تبصرة وذكرى سياحة في راتب الإمام المهدي ) وكتاب الأستاذ يوسف حسن ( دراسة حول راتب الإمام المهدي ) .









    ختاماً:
    هذه محاولة للتعريف بالأنصارية وأهدافها ومقوماتها والمنهج الذي تتبعه لتحقيق أهدافها وهى ليست دراسة أكاديمية أو بحثا منهجيا وانما قناعات ومفاهيم حاولت تسجيلها لينتفع بها القارئ وهى موجهة للأنصار ولغيرهم من الباحثين عن الأنصارية أرجو أن تفي بالغرض وتفتح الباب لكتاب آخرين بالتوسع في هذا المجال والتعريف بهذا الكيان الذي حرر السودان في القرن التاسع عشر وأوجد له كياناً قومياً وحدد معالمه وحدوده الجغرافية .. إنها دعوة للتعرف على الأنصارية بعيداً عن التأثير الاستعماري ودعوى ورثته .
    أسأل الله أن ينفع بهذا الكتاب كل من قرأه وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم قال تعالى : #61481; قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين).
                  

07-25-2009, 07:19 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يسالونك عن الانصارية . بقلم الامير عبد المحمود ابو ابراهيم (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    _
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de