خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 07:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-23-2009, 07:05 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!...


    الأربعاء: 22/7/2009م

    حديث، خواطر، وحديث ماسنجر، ومسجات، وحديث نفس!!..



    ازيك؟..
    كويس جدا....

    أصبحت كيف؟..

    بالأمس، نمت مع اصحابي، من العباسية، شمال الدوحة، الصغير عازف ومغني، والاكبر متهكم عظيم، من غرفتي، كنت اسمع صلاح يدندن في اغنية القطار للشفيع، ...

    فتحت الماسنجر، تمنيت لقاء بعض الأخوة والأخوات،، ولم أجدهم جميعا، وكنت داير اكلم بعضهم بموضوع مقال، قرأت قصة امريكية، واتصلت بأخي عبوالواحد، وابن اختي الصغيرة، "عثمان، هذا المشترك لا يمكن الوصول إليه حاليا"، اغلقت الموبايل، وكان قربي مجلد لرسومات الاستشراقين، في القرن الثامن عشر، والتاسع عشر، ..
    تصفحته بمهل...
    كل صورة على حده، عجبتني أجواء القاهرة القديمة، واستانبول، وحي القصبة بالجزائر، في الصور طبعا..
    والهدوء على الاوجه، وندرة الناس في الشوارع
    ووجوه العبيد السوداء، استعمل الرسامين اشد الالوان سوادا، كي يرسموا اجدادي، وهم يحرسون الابواب،
    أو يشعلون الشيشة للأسياد
    (الغريبة، كنا بناقش امين وانا وصلاح، قضية ليه استعبدونا العالم كلو، لأننا سود؟ والنقاش جرى بأنه انتصار القوي على الضعيف، فكثير من الشعوب لم تكن سوداء ولكنها استعبدت، عبر التاريخ، اتراك، وشركس، وغجر، حتى "الجوارى الفرس، والخصيان، ثم المماليك)، والمماليك، عملوها طبعا، من عبيد لأسياد، وأيتها اسياد، المهم..
    نرجع للمجلد، والرسومات الاستشراقية، وهو كتيب ضخم، ورائحة اوراقه زي مجلة العربي (ذاكرة الروائح)، زي ريحة طفل صغير،
    ووشدتني لوحة امرأة ترقد على سرير، في هينة من الامر، في وداعة، غضة، تحتها (حبشية، نحيفة، تبدو مرهقة جدا، )، تعد لها الشيشة، وتهبهب لها بريشة،
    ونمت....

    تمتعت جدا جدا بلوحات المستشرقين
    أصابني حنين للأيام الخوالي...
    كنت اغبط عيون الفنانين، حتى الدجاجة تحت الطربيزة، لم تسقط سهوا من احترامهم...
    رسموها بدقة متناهية، احسست بضربات الفرشاة الرقيقة وهي ترسم عرف الديك، الاحمر القاني، والذي يميل بطرف رقيق نحو اليسار
    ويرنو نحو اليمن، لأي شي ينظر هذا الديك، "الخالد".. أين دفن، (أخاف ان يكون في معدة تلك المرأة التي على هينتها، وتلك الحبشية (سودانية، الاتراك يطلقون علينا الاحباش، ما أسعدنا بهذا اللقب الجميل).. تلك الحبشية تكون قعدت، وملخت الكرعين، ونتفت الريش، وطبخت، وصامت عن أكله، كعادة القصور العثمانية القديمة،..
    الهم..
    وهناك رجل في احدى اللوحات، والتي تصور سوق في جنوب القاهرة
    سوق مزدحم بالباعة والرواكيب، هناك رجل، شدني
    رجل "مقهي"، ياربي بتعرف كلمة مقهي... يعني ساااااااااااااارح
    رغم انه ليس في قلب اللوحة، بل في طرف بعيد منها، لو انزاحت اللوحة ثلاث سنتمبر لغاب، ولم يكن له وجود، في نظري "انا المتفرج بعد قرن ونصف)..
    ولكنه ملأ كياني
    أحسست بعذاباته، أين دفن الآن؟ ما اسمه؟..

    ليه بطلت ترسم؟ كنت ارسم طبعا، لكني خليتو... مش متعب، لكن ادوات الرسم غاااااااااااااااااالية...
    سأعود له... نفسي اعود له بقوة، مع الكتابة (هذه احاديث خواطر).. تبدو عالية بالنسبة لي (والملاك المؤكل بكتابي تهوري اليومي)..
    فهو يرتب دواخلي، "طبعا الرسم"، ويجعلني احس بالاجساد
    الرسم يعني ترسم الاجساد والانحناءات، للدجاج، وللانسان، وللبيوت
    ثم اللون؟؟؟؟
    والظلال
    كنت كثيرا ما ارسم اجساد النساء؟؟؟
    وطبعا الرسم، يخليك زي اشعة اكس، يعني لابد ان تتخيل جسد المرأة عاريا، كي تتلوى خطوطك مع خارطة سحره، وغرابته، وانت ترسم الفستان فوقه، مثل جلد الكثمرة "للكمثرى جلد اخضر)، يحيط بالثمرة،..

    احب سيزان،
    والانطباعيين، وخاصة رحلتهم لتونس والمغرب والجزائر
    حيث الضوء القوي يلامس النفوس والصحاري
    وحيث الظلال كائن حي
    والافق، والسماء الزرقاااااااء
    والسيدة الانطباعية..
    هي زي ثورة في الرسم
    قامت على تمعن الطبيعة، ورسم الانطباعات الداخلية
    يعني زي فان جوخ
    برسم غابة، ولكن أي غابة
    كما يراها هو؟؟
    ألوان صفراء فاقعة، فاقعة، كأنك تنظر لها بعين مليون صقر
    وزهور ترفع بتلاتها للأعلى، كراقصة، مفتنونة كأنها ترقص في قصر أمير فارسي
    ثم رسم الاحاسيس، بل أدق الاحاسياس، بل تلك الاحاسيس الصغيرة، الكبيرة، التي تمر كبرق في النفس حين ترى نورس، أو افق بعيد لا متناه
    هم يرسمون الاحاسيس بالألوان،
    تمتلئ قلوبهم المشاهد، ثم يعيدون خلقها في اللوحة، كما لو أنه حوار بين الناظر والمنظر
    اغلب رسومات مونيه، وفان جوخ، تشدني، أجلس معها سويعات، ماهذه البهجة التي كانت تترع قلوبهم لحيظات الصلاة، صلاة الألوان..
    طبعا الاستاذ فان خوج عبقري
    له رسم لعمال مرهقيييييييييييييين، وهم في مستلقين تحت كوم هائل من القمح الجاف، بعد عمل شاق
    والله الإرهاق ينتقل لك من اللوحة،
    فتحس ببركة الإرهاق، وبركة التعب، في إدراك عجز الأنسان
    .. العجز اللذيذ، طبعا..

    ياربي بحب اللون الاصفر ليه.. لاشك هو شمس، هو نفسه..
    كان يعرف لغة الطبيعة
    يتذوق اللون، ولون اللون
    واحاسيس اللون،
    يستعمل اللون الاصغر في عشرات التعابير
    لون الغيرة
    لون الشحوب والموت
    لون الشمس
    وعنده لوحة شهيرة عباد الشمس ولا شنو إسمها ياربي... لم تساعدني ذاكرتي ابدا..
    اللون الاصغر، هو لون الرحيل من مقام الخضرة لمقام النضوج للموز
    لون عباد الشمس، ولون الغيرة، لون الانانية الجميلة..(ده حقي براااااااي)، يقولها الاطفال،والعجزة، والعشاق..
    حين يرسم، تحس بأنه ينقل روحه لبتلات الزهور،
    نعود للانطباعيين
    يااااااه، نسيت الاعظم
    منو؟
    وصديق فان جوخ اللدود
    وقد اخترت احد لوحاته لغلاف آلام ظهر حادة
    وبرضو عايزة اعرف اشهر الرسامين الانطباعين السودانين
    وهو بول غوغان
    نبي الرسم
    هاجر من فرنسا، مدينة الصخب، لجزيرة هاييتي
    الطبيعة العذراء
    (من أين أتينا؟ وإلى أين نحن ذاهبون) دي لوحته، وليس مقولة لسقراط..
    بول غوغان يرسم الاحلام، بلون الاحلام، فتحس بأنك ترى حلم في اللوحة
    ألوانه دافئة، مبتهجة بالحياة
    تفرغ لرسم نساء هاييتي ، وهن عاريات
    الوجوه والنحر، والنهود، وتموج الخصر، وانحساره، ثم انسدال الثوب على ربوة الساقين، ثم الساقين الملتفتين
    وكل هذا بلا غنج
    فالتعري في هايتي فطرة، وسلوك يومي، لا يخلق فجأة في التفكير، أو صدمة نفسيه واخلاقية
    بل عادة، لا تلفت نظر الصعاليك، زي شعوب قارتي السمراء..
    متى يعود الانسان للفطرة، بعد غياب ملايين السنين، متى ياكرام الحي..
    فالجسد لا يجامل،ولا يكذب
    وانا من الناس الذين يقدسون الجسد
    الجسد قديم
    وهو الذي خلق الحواس كلها
    كي تخدمه، هو امير والحواس جند، وعذارى، ووصيفات
    وهو لا يكذب، صادق جدا، يتعرق في البرد
    ويتألم من قرصة الشوكة، ويبكي من ألم الجوع
    ويتلوى من مداعبة الحبيب
    ذكي فطري يعني
    تكون للاجساد لغة وحوار آخر
    أمكر، واعقد، واذكي من حوار العقول
    مش بقولو
    لكل مقام مقال
    والمتصوفة عندهم مقولة حكيمة تقول
    حيث يصل التنوير، يكون التعبير
    أي: تسبق أنوارهم، أذكارهم، بحيث يصلون لمقام الخاطر، ويقيمون فيه، ثم يتحدثون عنه حديث العارف، وأقصد بالخاطر، دنيا المعاني الدقاق، اللطيفة، الكامنة في القلب والعقل الانساني، يعني حديث الإلهام، حيث ينبت الخاطر في بدءه الأولى، قبل أن يمر على الذهن، ويترجمه اللسان

    ثم نمت، تمنيت تذكر اللحيظات قبيل النوم، ولم اقدر..
    ما قدراتك الحقيقية
    كيف تكتشف
    نحن بنخاف من التغير
    وبنحب العادة، وما قاعدين نغامر، حتى لو المغامرة مضمونة العواقب

    اوكي... سأكتبه ان شاء الله (رسالة مسج)، في حوار، ماسنجري، بكتابة النقاش الدار..
    أنت عارف كمان امس عيسى الحلو، قال لي ياخي أكتب مقال اسبوعي، باسمك وبعنوان فوق تكتب فيه اي حاجة،
    ودي فرصة مش؟ الكلام ده لنفسي، وطبعا لأنو لبنى الطيب. مصرة اكتب خواطري وونستي مع الناس، هي تحس بأنها لذيذة "هي،وليس أنا"..

    المهم، من احاديث خواطري، احسست بأن مساحة الحرية في الواقع سيئا جدا، جدا، مش من الانظمة بل الاعراف والتقاليد والاديان..

    كان الله في عوني،وعون البشر أجمعين...

    محمد الربيع اخوي، ارسل لي مقال كتبه عن الافلام الموسيقى، اطربني المقال، وقدرة الموسيقى في التعبير عن اغوار الانسان، واختصر في سطور بلغية، ذكية، ماسأة العصر، كله، وحرصه على القوت الحسي، وتنظيم الحياة على وفقه، ونسيان الجوهر؟؟؟؟؟... المشترك بين الانسانية جمعا، يعني (.. سحائب ليس تنظم البلاد)، يعني من الاستحالة ان تحضك من جوهر قلبك، وهناك انسان يئن، هو أخوك، بل هو أنت..
    محمد قال انو المقال لسه؟؟ داير شغل

    عجبى، كأنه يعطيني درس في الصبر، والتدبر...
    اعوذ بالله من العجلة، نحن نلد قبل التسعة شهور وعشرة يوم..


    في حديث ماسنجري، قالت صحفية بأنها تحب "كتابات فلان الفلان"، قلت لها احبه، ولكنه يكتب بصرامة عقل، اتشاف لي الكتابة هي عاطفة وعقل معا، يعني العاطفة هي السيدة، وخلقت العقل عشان يخدمها، وحكيت ليها حكاية

    الجدادة، جدادتنا ،لما تصحى الصباح، وهي بايته القوى "يعني جعانة"، ومجرد تلقى ليها حبة قمح، تصرخ للسواسيو.. كاك كاك،وهي ترفع الحبة في منقارها الطيب..

    بالله شوفي، العاطفة دي كيف... غريزة، زي الشعر..
    وزي جمال الغروب.. مش؟.. ا
    لسؤال ده للصحفية معي في الماسنجر، طبعا..

    ....

    (للقراءة فقط،
    يعني ما مجبر أرد، عشان حبل الخواطر، بس، مش لحاجة تانية (وجه باسم، بل وجوه باااااسمة، للكل)، تبسمك امام اخيك صدقة)..
    ..
    .
                  

07-23-2009, 07:16 AM

محمد يوسف الزين
<aمحمد يوسف الزين
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    ..
                  

07-23-2009, 07:34 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: محمد يوسف الزين)

    (*)
                  

07-23-2009, 07:55 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: كمال علي الزين)

    ***
                  

07-23-2009, 09:59 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عمر عبد الله فضل المولى)


    (2)

    ماسنجر، وحكايات..
    ...
    كيف امسيت؟
    كويس..
    الجو عندكم كيف..
    مطرة شديييييييييييييييدة..
    ونحن رطوبة شدييييييييييييييدة.. غايتو سماء الله دي، الدايراهو بتعملوا..
    فجأة قطع الماسنجر..

    تاني جاء..

    غايتو، أجمل شئ خلقو الله الذكريات..
    صحي؟
    يتشاف لي كده، عشان تكون عندك تلات حيوات، صاح..
    حياتك دي، وحياة متذكرة، وحياة متخيلة، وقارن بينهم..

    - هسي قاعد اغني في الذكريات، حلوة ونبيلة..
    - صحي، صوتك جميل..


    مرة كنت بتفرج على الذكريات، كنت بطلها، في شاشة قلبي، وانا المشاهد الوحيد، تصور.. (منك وإليك)..
    كنت بحب ركوب الحصين..
    وأي حاجة ممكن تكون حصان في عين الطفل، حتى الخرطوش، صاح؟
    (وجه باسم،)


    أول شي، كنت راكب لي حصان، ولافي البيت كلو، حصان من خرطوش موية مقدود،
    ثم يستحيل الخرطوش إلى سيارة، تيت تيت تييييييييييييييييييييت!!
    ثم احيله كموسى إلي ثعبان، كي اسك به اختي محاسن، وهي قابضة بيديها على حلاوة لكوم، وهي تحلف بأنها لا تملك حلاوة، ولم تأكلها، وقد صنعت شنب من السكر حول فمها السعيد (بالحلوة طبعا)،
    والشنب ده شنو طيب؟
    قالت سجمي، وهي تمسحه بسرعة، وتولي الفرار، الحرامي في وجهو شنب أبيض، طاعم، من سكر مطحون..

    تهرب للزريبة، وأتلب ورائها.. من الحيطة،
    وداخل الزريبة، حيث المعزة، والدجاجة، والنعجة، والشتلات...
    فجأة نسيت أمر الحلاوة، كما تنسى الأرملة زوجها، استيكة الزمن، تمحو دول،خلي حلاوة حربة، أو حلاوة لكوم..
    النعجة النعجة..
    فالنعجة خلقها الله كي أتزحلق بذنبها الطويل، والمعزة كي أركب فوق ظهرها، والدجاجة كي أسكها !! أما الوظائف والغايات الأخرى، فلا رغبة لي في معرفتها.. مش مد كراعك قدر لحافك، انا مديت فهمي حسب رغباتي، وقدراتي، يقال بأن النار، نورا وسلام، أها دي كراع سيدنا ابراهيم، ولحافه؟ لا حد له، يظهر....!!

    تعاااالوا الفطور..
    وحين تضع امي الصينية، للفطور، نواصل اللعب، وهل يأبق الطفل من ملك نفسه، نتقاذف بالطعاطم، ثم ارفع اللقمة عالية، من فوقي، ثم تهوي نحو فمي، أو جضومي، أو حتى رقبتي، لا شي يهم،
    وأمي (لا تضج ولا تثور)، نأكل ونلعب، عصفوران بحجر واحد، برمية نبلة واحدة، ثم أدس شطة لأختي محاسن، كي تبكي ... وتضحك معا،
    كل شي ممكن تحت سقف بيتنا،.....

    ولا أدري إلى الأن، لم كنت بحب المشي بالخلف، وراء وراء، حين ارسل لملاح من ناس عشة، جارتنا، كنت أمشي وراء وراء، حتى أصل، ويتحول الصحن إلى دركسون، وفمي إلى بوري يصيح في شارع خالي، وملي بالناس في خيالي!!...

    وللحق لم يتعبني شي، كتصور نهاية السماء، ونهاية الأرض، وتصور (الله)، كنت أخاف من الذهاب إلى الأفق، بعد نهاية مشروع العسيلات الزراعي،، كي لا أسقط من هاوية الارض (المربعة)، وهناك قد انزلق ، وتدفعني محاسن، لأني هربت باللقة الأخيرة ونحن نأكل في البيض، وأقع في هاوية لا حد لها، مطلقة، وكنت اتصور إن أطفال من العصر العباسي، وابناء أمي حواء لا تزال تهوي في بئر لا قرار له..

    أما تصور الله، فقد كنت اتصور انه كبير، أكبر من الجمل، وأكبر من البيت، واكبر من البحر، ثم يجري خيالي لأكبر، فأجد مساحة أخرى، ثم أكبر، وأجد مساحة أخرى، وهكذا، حتى أخاف من تصوري،و..
    ثم اتغطى بالملاءة، والتهم بعض البلحات التي خبأتها تحت كيس المخدة، وأنسى موضوع الإطلاق، مع حلاوة البلح، أما الغطاء، فليس بسبب الحر، بل، كي لا تسمع محاسن صوت ضروسي السعيدة بهرس بالبلح الجاف، وأحمد الله انو ما خلق الانوف زي الكلاب، ,إلا صارت كل شئ تحت علم محاسن،...

    (مرت دقيقة).. هكذا كنت أقول لأختي، كنا نحاول معرفة (فترة الدقيقة)، بدون النظر للساعة، نحددها بالعد الداخلي، وثم صرنا نحددها بالصمت، ونصيح معا (دقيقة)، وأحيانا نقول لخالي دفع الله شوفنا بعرف الدقيقة، وهو ينظر في ساعته المشققة، وحين نصيح (دقيقة)، يصيح خالي متعجبا، (الله يلعنكم يالشواطين).!!...

    حين ارسلتني امي لجلب الزيت، لعمل بيض بالطوة، واعطتني الجركانة الصغيرة، كانت جركانة عصير طبعا، ثم تحولت للزيت،، كمان زيت سمسم، زي الجرائد، حين تتحول إلى ضلفة النملية، جريت بالجركانة، وكنت اضربها بكوع رجلي، وهي تحدث صوت احبه، كما احب كل الاصوات، ومافي صوت بشبه صوت، حظهم، في مساحة للاصوات في التعبير عن نفسها، كهوية خاصة..
    فجريت للدكان، وفي عودتي مررت بالخور، والكبرى، فنزلت كي امر تحت الماسورة الكبيرة للخور، مراج بس..، كما تمر الماء، وليس كما يمر الناس فوق الجسر،
    وفجأة أطلقت ساقاي للريح، حين طاردتني كلبة والدة يادوب، وراقدة مع الجريوات في الماسورة، أما الزيت، والجركانة فعلمها عند الله،
    وحين حكيت الحكاية لأمي، لم تسألني عن الزيت والجركانة، فقد أكتفت بفرحة شديدة (من سلامتي من الكلب)، لا أدري كيف تفكر الأمهات، ليت الناظر، والحكام يتشبهوا بهن.. يقال بأنهن ورثن الحنية من الله.... مش؟


    ......
                  

07-23-2009, 10:07 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    **
                  

07-23-2009, 10:09 AM

محمد الجزولي
<aمحمد الجزولي
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 2983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    ()
                  

07-23-2009, 10:14 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: محمد الجزولي)


    (3)


    زمان جنك اسئلة..
    خليتها؟
    الخلا عادتو قلت سعادتو.. صاح

    اخوي عبدالعزير كرهتو حياتو بالاسئلة..
    لكن كان صبور، معاك، صاح..
    صاح..
    ..
    أخي الكبير (عبدالعزيز)، بيقرأ في الخرطوم القديمة، وبحب الرسم، وفاز بجوائز عالمية (من اليونسكو ومن الصين)، ودائما بيجي يرسم في الحلة، في ضل البيت، وانا معه، بل تحته، كخروف صغير مسحور بلوحة بيضاء، ثم تتحول إلى أنهر وشجر وليمون،
    وكنت بتصور المستقبل كدي، لوحة بيضاء، ترسم عليه ايدي ا لماضي لوحة كل ثانية يظهر فيها جزء،،
    يعني لسة اللوحة في بداياتها، رغم مرور ملايين السنوات، طبعا لوحة الحياة، مش من اسماء الله "الصبور"، تصور؟؟....

    يوم كان برسم،.. وانا والألوان بنكون معاهو دايما، شاء أم أبى.. وهل يرسم بغير الألوان "للخواطر قدرات على الرسم دون ألوان، زي الاحلام)، تحلم ساكيك كلب، وأنت نايم، طيب الفسحة السكاني الكلب فيها دي وين ياربي (يقال بأن القلب الانساني واسع، مش ابوزيد قال "لو أن العرش وعشرة امثاله في ركن من أركان قلب العارف لما أحس به)...
    ياااه ما اوسع القلب..
    طيب الناس بتتشاكل زي الاطفال ليه، ابيي، ملكال، الدامر، جوبا..
    حكام اطفال، عاين؟ الزول ممكن يعيش من الفكر، صاح؟.. بيني وبينك نحن لسه حيوانات عجما، وبنأكل زينا وزينهم، جرير، ولحم دجاج، لكن الانسان الحقيقي، يعيش من قوت المحبة، ياربي؟؟ حاسي بقين داخلي، وبمكر برضو..

    ولا زال اخي يرسم، فجأة خطرت لي فكرة،

    قلت له، وهو يخلط الالوان..

    داير لون الهواء، مش الهواء عندو لون..
    فقال ايوة..

    قلت له عليك الله لون جسمي بلون الهواء عشان محاسن ما تشوفني، وسعد (صاحب الدكان)، برضو ما يشفوني... عشان اشيل بلح وأكلو برااااااااااااي...

    هسي أنا جنبك.. بس ما شايفني لأنو لوني بقى زي النسيم الذي يغرقك، ويغرق الكرة الارضية، ويحملها على ظهره القوي.. شفت الحاجات الشفيفة بتشيل الحاجات التقيلة، زي البحر، يشيل السفينة، برقته المتناهية..

    زي الشعر، يشيل أعقد وأغرب المعاني..
    وزي المعاني.... تشيل الحياة بداخلها الازرق...

    المهم.. اخوي واصل الرسم، وواصلت التحديق في لوحة، في كل ثانية، تتخذ شكل جديد

    وبعد ه، يجي عمكم فلان،وعلان، ويقولوا نحن بنعرف الحقيقة..

    صاح؟..


    ....
                  

07-23-2009, 11:41 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    ...

    ساقية الحزن، بين العودة للوطن والأغتراب القسري!!..

    حقيبة سفر!!


    كنت ارتب في الحقيبة، قمصان وبناطلين، قطفتهما وأنا راجع لوطني، كما يقطف خالي حبات الطماطم، بفرح غامر (هذا سألبسه للسفر، وهذا لعرس سوسن، وهذه الكورة لمدثر، ..)، كانت الشنطة مليئة، مثل بطن أنثى حامل، حامل بعشرات الهدايا، بل مئات....

    مجرد أن أنزل الكرة من الرف، وفي طريقي للكاشير، كنت أسمع صرخات ابن اختي، وقد سجل هدفا "بها"، في مرمى مكون من طوب وقمصان مكرفسة، ومليئة برائحة الحلبة ولبن شاي الصباح، وحين تقول لي الفلبينة "خسمين ريال"، تتراءى لي شقلبته أمام فسحة الحوش، وهي الأغلى، والأحلى!!...

    حتى الحلق البلاستيكي، الرخيص جدا، سيرقص في اذن (رميساء الصغيرة)، وهي تركض لدرس العصرية، بعد أن تأخرت بسبب المسلسل التركي!!..
    (حلقك حلو)، هكذا تقول لها فوزية المعلمة، فترتسم قصيدة على محياها!..

    كبطن أنثى، حقا، أمتلات الحقيبة بكائنات حية، (أقلام، ألوان، ملابس، عمة، اسكسوارات، صابون، شكلاته، ثياب، عطور، بناطلين، بندول، فنايل)، سينفخ فيها أهلي واصحابي الروح، والألق، وترتسم على محياهام لوحة لا تنسى، على الإطلاق!!..

    ***

    مرت الإجازة كبرق... كبرق شق ظلام الملل، وكعادته، وكغريزته، تلاشى عجولاً...

    ***


    والآن أرتب في الحقيبة، كي تغادر عيوني محاجرها،ذات الحقيبة التي امتلئت بالحمام، والنخيل، في قدومي، هاهي تأوي أكفان، تسمى مجازا قصمان، وبناطلين خاصة بي!!

    كعادة المناخ في بلدي، يقسو على البذرة، كي تهاجر أوراقها، وزهورها، وثمرتها، وظلها، ودموعها إلى فجاج عميقة، (ضل دليب، يزرع، ويضلل هناك)، وتبقى ساق عجفاء، بلا شعر أخضر، أو ثمار متوهجة، (اشتهي أن اشرب الشاي مع أختي علوية، ومحاسن، وحسين وعبد العظيم، معا معاً معاً)، دعاء بسيط، وساذج، ومستحيل، فلم شمل أسرتي، صعب، كأن تعود أوراق شتتتها الرياح إلى أغصانها، والرياح لا تزال تولول، مضخمة ساديتها....

    شنطة سوداء، (لا تحاكي عيون الحبيبة، ولا صوت أمي الملي بالحداد)، بل تحاكي أي غد، تجري ساعاته، ولحظاته، بعيدة عن شمس وطني، ونبضه الفريد...

    (ما في داعي للمكوة) هكذا قلت لندى، بنت أختي (فتاة طيبة، حياتها معجزة، مثل لهب شمعة يرقص واهنا، رغم أصرار الريح الصرصر على ابتلاعه)، فهي مرهفة، بشكل يهدد حياتها، بالموت، أو الجنون، لا أشك أنها حفيدة إدريس جماع...(داير شنو تشيلو معاك، فول نبق، ويكة؟) سؤال خالتي التقليدي، رائحة المكوة، ملابس مبعثرة في السرير، كجثث لغارة جوية يومية... قمصان جميلة، كفن جميل لجسد سيفارق روحه... بنات خالي جئن للمساعدة، كعادتهن، في السراء، و(الضراء)، الجدران تبكي، المكوة تدوس على كرمشة الكم، بحرقة، كي تحرقها .. تضغط سوسن الصغيرة على الكم بقوة، ثم ترشه من فمها، من منقارها، من لسان يشق صمت حوشنا كل صباح (كيف أصبحتو ياخلاتي علوية)، أنا غريق، غريق، اتمسك بكل شئ من حكاوي أهلي، أيتها القابلة ارجعيني لرحم أمي، فصرختي الأولى لم تتوقف، ولن تتوقف، بل تفاقمت، إلى أنين وبكاء وجنون......


    (قاسي قلبك علي ليه) خرجت موسيقى الأغنية من موبايل (إشراقة)، رنين لمكالمة من أخيها كرم الله، ردت عليه بعبرة وحشرجة (كرم عامل كيف... عبد الغني مسافر الليلة)...

    دخلت القصمان الحقيبة، كما يدخل السجين الزنزانة، فهذا آخر عهد لها بالإيدي الآدمية الحنونة، وبالطشت، أيدي تغسل الكم واللياقة بإحساس من يغسل طفل، أو يتحسس حنايا الحبيب، ثم تعلق القمصان، كالعصافير على الحبل، كي تنزف ماء الوطن، قطرة قطرة، وتجف من أوساخ وطني وغباره المبارك...

    الحقيبة صغيرة، وسأحمل بداخلها نهر النيل، سألفه بدقة، حتى لاتضيع منه موجة واحدة، أو تغرق مركب، أو تختنق سمكة، والقباب لو طأطأت قمتها الشامخة، كي أحشرها مع كتاب الإنداية، وديوان ابن الفارض، وناس من كافا، وذكرياتي في البادية (سيؤنسي إبراهيم أسحق، وحسن نجيلة، وأولاد الماحي، حشرت أختي في جيب الشنطة، أشرطة لحواء الطقطاقة، ومحمد اللمين، وشراب الوصل "للبرهانية"، و نانسي عجاج "يالله ياغني بتغني بإحساس، كهذا قالت وهي تحشرة مع أشرطة متنوعة!!...،.

    مدثر الصغير يلتصق بي، رغم الإغراء الكبير (أمشي جيب صلصة وزيت وشيل الباقي كلو)... أولاد أختي، بل أخواتي، في الغرفة المجاورة، يتحدثون في مواضيع عادية، عادية، (غير عادية، ستحتل مكانها لهجات أخرى، هندية وسريلانكية وشامية) تشعرني بأنني نبات صيفي، ذرع في عز الشتاء....

    الحزن كالهواء، يملأ رئة المنزل، حتى سمية (ذات الثلاث شهور)، (فهي حديثة عهد بفراق جنة الرحم) كانت تبكي بحرقة، ثلاث ساعات لم يتحدث أحد، أمي تخرج وتدخل، للمرة الثامنة، دون أن تلفظ كلمة واحدة، السكون الذي يسبق البكاء، تذكر أمي أخي عبد العزيز، المسافر في تخوم السماء، مع أي سفر لي، سوسن يوجف قلبها، سنة كاملة لن تراني، وهي لن تصحو على مطر بارد جدا، يسقط على رأسها كل صباح، مطر يسقط من كوز، (والله ما بنسمع عثمان حسين إلا معاك)، ثم تمضي مغنية بصوتها العادي (والله كل ما نسمع عثمان حسين نذكر رقدتك و....)، قالت كلمة (والله) بأسى وكبير، وكأنني قد سافرت، في خيالها، ب(بالفعل) ولي سبع شهور...

    دخلت أمي مرة تاسعة، جسمها ملئ بالعرق، وخاصة ظهرها، فهو يقابل فتحة في الراكوبة، يكتوي ظهرها بنار الشمس، ونور الحب دوماً، أحس بأني عاق، (بكرة حا أصلح قد الراكوبة دي)، وهل يأتي بكرة خالي الوفاض، عزائم، ودعوات، أو كسل، ولكن ليست بأهمية ظهر أمي المكتوي....

    أغلقت أمي الشنطة، وهي تتنفس بصعوبة، ورشت عليها رمل أحمر من ضريح سيدي الحسن أبو جلابية، أحسست وكأنها تفكر في إعادتي لرحمها مرة أخرى، غنوة أخرى!!..

    طوال الإجازة، أصحو في العاشرة، وفي هذه الفترة، تكون فاطمة بت عبد الله، الصغيرة، قد باعت أكثر من خمس أدوار كارو، وحضر خالي من الحقل متعباً، طيباً، أما أمي، فهي دوما تسبق عباد الشمس، في يقظته الحتمية، كي تعد اللبن للأطفال، ثم تجمع الجرائد، والتي قرأ اخي عثمان صفحاتها السياسية، والرياضية، ومعه قرأت صفحتها الثقافية، فتدسها أمي في فرن الكانون، محاطة بالأحفاد من كل جانب، فتصحو رشا، وفي انحناءة واحدة، تكنس ما يعادل نصف ملعب كرة قدم...

    لا أقوى، بل لن اقدر على وصف لحيظات الفراق، فقد اتسعت الرؤية، فضاقت العبارة.....

    خرجت من الدار، كان هناك طفل وأمه في فسحة أمامنا....الخريف زخرفها بما يشاء من إبداعه السنوي الساحر... تسمرت أمام المشهد، أنه آخر مشهد، طرف الثوب الأخير لطفل ينزع من أمه، لطفل يغرق في عتمة البعاد،..

    كان المشهد الأخير، اللقمة الأخيرة لطفل جائع، يلوكها بمهل. بين طفل وأمه، في فسحة عريضة أمام البيت:


    يركض الطفل بعيداً عن أمه، عن وطنه، وقد أفلت من يدها، يجري مسرعاً أمامها، ثم يتوقف، هل فتر؟ أم أحس بألم فراقه لأمه، نأى عن وطنه، إنها مجرد 50 خطوة صغيرة تبعده عن يدها الحانية، التفت خلفه وهو ينظر بشغف لأمه، والتي لم تغير إيقاع خطواتها، ينشغل بشي في الأرض وهو جالس في انتظارها ، شئ نفيس، وإلا لما سرح في تأمله، إنها خنفساء ملساء، لونها أسود ذو نقط صفراء، ولكنها تومض كزحل في عينيه الشاعرتين دوماً، غرق في نشوة لمس ظهرها الأملس، تاركاً أمه تتجاوزه، بخطواتها الموزونة.

    فجأة هب مذعوراً، وكأنه أحس بأن أمه أغلى من روعة حركة قرني الخنفساء، ليت بمقدوره أن يراقب قرنيها ويلحق بأمه في آن واحد، ركض سعيداً لأمه، وعينيه تتابع قرني الخنفساء وهي ترقص كأشعة الليزر، أمسك بيد أمه، وكأنهم لم يلتقيا منذ سنين، حنان بالغ لا يفارق محياة ومضة برق، نظرت الأم ممتعضة إلى الطين الذي يحنن يديه.

    فشلت كل محاولاته في وزن خطواته الصغيرة بخطواتها ، أمه لا تعير اهتماماً للأشياء النفسية التي تسب عينيه الشاعرتين، إنه مشغول بنفائس الأرض وكنوزها، حشائش وحشيرات وحصى ويرقات، أمه تبدو مشغولة بشي ما، شي في الماضي، في المستقبل، وهو غارق حتى أذنيه في أنثيال الحياة أمامه، يجري يساراً، ثم يعود، يميناً، ثم يعود، خيط لا مرئي يربطه بأمه، يفكه، ويربطه، أحياناً يجري بكل قوته ، وكأنه يريد أن يمسك ملاكا غير مرئي، في عين أمه، فر من يديه، أو يحاكي غزال، يقفز بداخله.

    ركض سعيداً نحوها، يحمل بكفه الصغير شئ عزيزا، التقطه من ظل شجيرة صغيرة، كي تطرب مثله برؤيته، ، كان سعيداً بصيده الثمين، أنها حبة قمح جميلة، تعثر في طريقه، كعادته، ضاعت حبة القمح، ظلت عينه ترقصان كالبندول بحثا عنها، وحين عثر عيلها، نظرت أمه لها بفتور وهي في كفه المتسخ، وبخت كفه المتسخ، ولم ترى حبة القمح تتلألأ في حقل يده الغضة، السعيد والمشرف على الموت لا يتفاهمان، ليس ذهن الكبار معيارا للأشياء، يجري ثم يتوقف، متنازع بين حياة القطيع والتفرد، يجري بقوة وكأنه مسكون بمارد، أو مطارد من قبل حورية، يتعثر، ويقوم، فيسقط أرضا، أيود أن يطير، مقلدا الحمام والفراشات، لا استحالة بقلبه الغض، يبكي من الألم، تبتل خدوده بالدموع والطين، يخربش الارض المبتلة بريشه أنامله، تتجاوزه أمه للمرة الثامنة، أهم في سباق!؟، إنها ذاهبة للبيت، وهو إلى أين، معها، لم ينشغل ذهنه بهذه الترهات، المسلمات، إنه لا ينظر سوى لأنثيال الحياة أمامه، نافورة من الخمر والدهش حيث ما يولي بصره، تاركاً لفطرته العنان.

    أنه يغير خطواته عشرات المرات، يسرع ويبطئ، و هي، موزونة الخطوات، والخيط الرفيع لازال يربطه بوطنه، بأمه، قوة طرد وجذب مركزية، نجوم تدور في أفلاك، صورة مصغرة جميلة لما يجري في الأفاق، بريق سحري ينبعث من كل الأشياء، انبطح على بطنه كي يتفرج على موكب النمل، أنه يسمع أنينها وهي تتسلق جبال الحصى، أن يرخي سمعه لموسيقى أرجل النمل وهي تضرب بأقدمها الأرض، لا يكترث لاتساخ ملابسه، لا يقدم فاضل على مفضل، الأولية للفرح، (تعالي شوفي الخنفساء)، (ماما شوفي الحصي دي)، (زهرة صغيرة صفراء) (اسمعي صوت اليرقات) (ماما السحب رسمت فيل) لا حياة لمن تنادي، (من جهل العزيز لا يعزه)، لم تتغير خطوات أمه، ظلت كما هي، بدون أن يثير فها الأفق، ورقصات السحب، وقافلة النمل، ودغدغة النسيم، ورائحة الحشائش، أي شي، كي تلتفت لها، مثل صغيرها الولهان بكل شئ، بكل شئ، حتى فتور أمه، لم يأبه سوى لنفسه المترعة بالحب.

    يجري ثم يعود لأمه، أي خمر شرب، حتى يرى الضوء يبرق من الحصى، الفحم، أعواد الثقاب، القناني، يسبق أمه بخطواته الصغيرة، ثم تسبقه أمه بخطواتها المحسوبة، الموزونة، أي سباق هذا؟...

    *******

    ركبت الطائرة متجها نحو قبري، كنت بطل المسرح، شئ عزيز، تنتظرني إخواتي آخر الليل، تمر أمي على سريري أكثر من سبع مرات وأنا نائم، كي تغطي أي سنتمتر وقد انزلقت منه الملاءة، وتتمتم (أحرسه بجناح جبرين)، نون أمي عند الله لام، وحين أصحو في العاشرة أجد كل شئ أمامي، البسمات، والشوق .. إلى الشاي واللقيمات.. أصحو في العاشرة كما يحلو لي، وليس على صوت قنبلة المنبه، وهي تفرقع في الخامسة صباحاً، عابسة، كالطريق إلى العمل، كالزملاء، كالزمن السلحفائي، وهو يحبو نحو إجازة سنوية أخرى، بعيدة....


    أعن هذا يسار إلى الطعان....
    أبوكم آدم سن المعاصي، وعلمكم مفارقة السودان
    مفارقة الجنان...


    :

    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله on 07-23-2009, 08:59 PM)

                  

07-23-2009, 11:46 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    من المتع، الجميلة، التي توفرهاالحياة هي قراءة نص حميم...
    ويبدأ الشكر للحياة من خلق المبدع، والذي هو الآن محمد البساطي..

    ثم خلق الحنين، للماضي، ثم خلق تلك القدرة التعبيرية عنه،

    ثم خلق تلك العوالعوالم المتخيلة، التي تسبي الفرد، وهو راقد، أو جالس على هينة..

    ثم تشرع في القراءة بإتزان، وفناء.. اقصد الفناء في النص، بحياد لذيد،

    بل تحس اثناء القراءة، بانك عدة شخوص..

    وهذه من بركة القراءة، وطقوسها.. اي تكون انت القارئي، والكتاب مفتوح امامك، وفوق صدرك... مثل طائر اسطوري، يحلق فوقك..
    ثم تكون انت سابح في عوالم النص وشخص من شخوصه، تتألم معهم، وترقص معهم..

    ثم انت مراقب من بعيد لعوالم النص، ومتفرج على بيئة تختلف عنك في الملبس، والعادات والامثال..
    وتشترك معك في المعاناة والفرح الانساني الكبير..

    كانت تلك حالتي وانا أقرأ فردوسي لمحمد البساطي..ز

    شكري ياايهاالبساطي..الطاعم..


    مساء، من شهر سعبة، لعام 2009م


    ...

    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله on 07-25-2009, 09:03 PM)

                  

07-23-2009, 09:14 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)


    ...

    كرة طينية، كرة جلدية، ما أعذبهما!!..




    الفتى دييغو مارادونا، استلم الكرة من أردليس، سحبها إليه؟ لم تكن كرة جلدية!!، لم تكن ريشة فنان، كانت أكثر، وأعمق!!، استحالت بين قدميه جوهرة، كائناً حياً، مكوراً، يمتلئ جوفه بالروح، والمكر..، وشائج عشق، يحبها، وتحبه، يظهر مفاتنها، وتظهر روحه الشاعرية، بائنة فيه، وكائن فيها.

    الكرة الأرضية، الكرة الطينية الضخمة، تراقبه، على مدرج أمم متحدة حقيقي، وقد بشرهم حدسهم بأن في الأمر أعجوبة، ابن الأزقة الفقيرة، يجري بالكرة الجلدية، كتمت الكرة الطينية أنفاسها، هي الأخرى، كرة جلدية صغيرة تحت قدمي شاعر عظيم، يركض بثقة تبوح بأسرار، تدرك بالحدس، بأن في الأمر أمثولة ستلد اليوم، بل بعد لحيظات، أمسكت شعوب الكوكب الأرضي، الغارق نصفه في الليل، والنصف الآخر في النهار، وأطرافه غروب ساحر وشروق جديد، انفاسها وهي ترى فتى احياء بونيس ايرس القذرة، يسعى في الملعب، راع ونعجة حبيبة، طيعة، وحيدة، مكورة، بلا قرون، أو ضرع، ولكنها تدر، أعظم حليب، يرشف بالعين، والقلب !!...

    لا صوت، بالملعب، أو خارجه، (120) ألف متفرج، ومليارات المشاهدين، غرقوا في معاناة تأويل ما سيكون، لحظة إطراق كونية، لأعجوبة، ستبوح بها قدماه الذهبيتان بعد قليل، نبأ عظيم، سيهز أفئدة الناس، فقد كان يجري في أرض أخرى، وبإرادة أخرى، وخيال آخر، عصي الفهم، والاستيعاب، حال من العشق، ومقام من الموهبة الفريدة، جعلت الفرق بينه، وبين اللاعبين معه، أو ضده، كالثرى، والثريا، لا يعرف الشوق، إلا من يكابده، كائن آخر، ثمل بالموهبة، بالشعر، كان هنا، وكان هناااااك، في كل مكان، يخلق فيه الشعر، وصوره الذهبية.
    بؤرة الوجود، قلب الكون، في قهاوي القضارف، ومستشفيات الكنغو، وقطارات الأرجنتين، يزين شاشات التلفزيون، شاعر هندي عجوز يسكن إهابه الفتي، جده امبرتكو أكابال، الشاعر العظيم، أحال ملعب إستادو أزاتيكا في مدينة مكسيكو سيتي إلى مسرح يوناني عتيق، حوار بين مواهب وعقول، وإرادة..

    أمامه (60) مترا، رحلة حج، بين البدء والمنتهى، إنساب بحدس غريب، يتهكم من الخصم بطريقة سقراط، الكرة تحت قدميه، كاهنة دلفي لا تعرف ما يخبئ الفتى الارجنتيني الفقير، من مكر، ومراوغة، لا يؤمن بالمسلمات، يبتكر وهو في حجه الطويل نحو المرمى، أخيلة فريدة، وفهم شامل لمواقع النجوم في الملعب، والسماء، لا يشغله خصم عن فن، وسرعة عن إتقان، ووارد عن وسواس، جسد قوي، ماهر، لين، كما لو أنه خلق من الشعر، نسجت جوارحه من رشاقة الغزال، ومكر الثعلب، وسرعة الفهد، وقوة الأسد، وعين الصقر، وروح شاعر هندي أحمر، ورثها جسده الماهر، كي يجسد أعتى الخيالات، وأغربها، ومستحيلها..

    يخطو كمفاجأة متجددة، وقوة، وإرادة، ومهارة، مسكوناً بتلك اللحظيات التي تدرك أواصر القربى بين الفكر الازلي، والحادث، وأنوار الكواكب، وإيقاع الحياة، وحركة الارض، وقلوب البشر، ذلك الومض، الذي يشع في الجسد، ويرفعه من قبور العادة، لحياة النشوة، وجوهر الحياة، كوة تطل على الماضي البعيد، والغد الأبعد، مستلهماً علاقة كل شئ، مع كل شئ، كائن بائن، يدس ذاكرته في الماضي، وحلمه في الغد، ويراهم كنهر مسجى أمامه، ويحيل جسده مجرد ذبذبة فكر، وعشق، يتضوع أكسيرا، وخاتم منى، وشفافية، وروعة، ودهشة..

    بداخل الفانلة الزرقاء، وخلفها رقم «10» أناء حي، بوتقة فكر، ومنارة وعي ساطعة، محتشدا بالذاكرة والخيال والإرادة والعاطفة، والتحدي، تغني روحه أحلام التحدي، والثأر الخلاق، بوعي لما يريد، ولما يرغب، بذهن حاد، يدرك اللحظة المقبلة، كسهم ذكي، جاء من وتر الماضي ، ويسعى لكبد الحقيقة، يريد أن يذل الانجليز، وينتقم لدماء فوكلاند، هذه، بتلك، أطوار الثأر الخلاق، الجنرال ماردونا، يهزم عسكر الانجليز المدنيين، وحده..

    أنطلق من نصف ملعبه، سرت في الكرة الطينية، ذلك الصمت الذي تسمع فيه حركة إبرة الساعة اليدوية، كأنه رعد، وضربات القلب، كأنها قنبلة أنفجرت، أمسك الناس انفاسهم، لا شهيق أو زفير، بل كرة تخضع لبهلوان ماكر، يفكر أسرع من الآخرين، بل أعمق، وأجمل، وينفذ ويمارس ما يبوح له خياله الكروي العجيب، مستلهماً ما سمعه وورثه من حكايات واساطير الهنود الحمر العجيبة، غارق كفنان فيما ترسمه ريشة قدمه بالكرة، يرسم خططاً عسكرية مباغتة، على ضوء تأمله لنية العدو، ويباغته قبل أن يرمش له طرف، غزال أمام سلحفاة، وشاعر أمام عالم، إيها المنكح الثريا سهيلا؟!! بربك، كيف يلتقيان؟!..

    لا كاهن، أو عراف يقرأ خطواته المقبلة، يبتكر طريقه بجدة، لم يسبقه خيال عليه، أو ذاكرة، يرسل نفسه بعيدا عن ركام العادات والتقاليد الكروية، «أن يكون نفسه، وليس غيره،»، بارع، يحبس الأنفاس، بجدة متناهية، لم تلد، أو تولد سوى الآن، الآن!! ماثلة تخرس ملايين البشر، وكان سلامها توديعا، كبرق عجيب، يضئ حنايا الكوكب كله، بالمدهش، الذي لم يمور بخاطره، أو تجتره ذكرى...
    الآن في نص الملعب، بل زد عليه قليلاً، بشكله الكاركاتوري القصير، بارز الصدر، وأحدب، الصدر، يبدو جميلاً، أمام عيني أمه، أمه هؤلاء المتفرجين كلهم، في الملعب، أو شاشات التلفزيون، المحبة ترى جوهر الاشياء، تزخرف كل شئ، سحب الكرة، ثم ربطها بحبل غير مرئي برجله، بنى قلعة خفية حولها، عين زرقاء اليمامة لن تبصرها، ثم مضى كملك على سجاد أخضر حي، كعازف، كعبقري، كأنشتاين، «يدرك قوانين الضغط، والاحتكاك، والقوى ورد الفعل»، في زمن يخرج عن التصور..
    امامه مساحة خالية، لا أدري ما هي اللغة التي يتفاهم بها مع الكرة، إنه من قبيل سليمان، ينقرها وهو مسرع نقرات عجاب، برفق وتأنٍ، مع سرعته الفائقة، كأنه يقرعها، كعازف ينقر الوتر لخلق نغمة لا تزيد أو تنقص فتفسد اللحن، يضربها بظهر الحذاء، حيث السيور، كأنه يمسد ظهر حبيبة، أو يمرر على عنقها ريشة حمام وهي غافية، حالمة، يا لها من علاقة عصية الوصف بين قدمه والكرة، سر بينه وبين الكرة، لا يعرفه إنسان ليتوقعه، ولا خصم فيدركه، يدفرها امامه كراع ونعجة يتيمة، كشاعر وقصيدة، تحس برغبة الكرة في اللعب معه، تبدو كطفل يتشعلق على ظهر أبيه، تعرفها، يعرفها، يعرف جوهر حركتها، وقدرتها، ونبض قلبها المكور، ويعرف رغبتها في معانقة الشبابيك، كما يرغب الأطفال في التهام الحلوى، أمام اب كريم، رحيم، وقادر، لا يرفض لهم طلباً..

    هو والكرة، لا أحد معه، هو في وادٍ، واللاعبون في وادٍ آخر، كان في تلك الحالات العجيبة من التجلي، حين تحس بأن الكون كله في راحة يدك، كما أمر المسيح البحر الهائج فسكن كطفل، (سلطان النور على الظلام، تلك الغريزة الفطرية للشمعة في دحض فلول غبشاء)، جرى كإعصار مباغت،، واجهه لاعب انجليزي، طفل أمام حاوي يخرج الفيل من كمه، والأرانب من اذنيه، والخريف من رجليه، والسحب من كم قميصه، وفي آن واحد، تذبذبت عينا اللاعب الانجليزي كفأر خائف، كل توقعات الطقس لا تنفع معه، تركه مذهولاً أمام معادلة في الفيزياء والخيال والقدرة، صعب فهمها أو هضمها، إلا بعد لحيظات من حدوثها، (أين اختفى ماردونا؟، هكذا ثارت خواطر اللاعب الانجليزي، لم يجده امامه!!، وحين نظر خلفه، وجد الإعصار تجاوز أكثر من ثلاثة لاعبين أنجليز، وهو في طريقه لحارس حزين، شقي، رمى به القدر أمام الإعصار، ومباغتة الشعر والشعور البكر، السعيد، والمشرف على الموت، لا يتفاهمان..
    حاوي، غجري، يرقص في الحبل، وهم يترنحون في الطرق الوسيعة، بعيد تسجيل الهدف، والكرة في طريقها لمعانقة الشباك ، رفع ريشة رجله من الكرة، بعد أن أكمل رسم لوحة الجوكندا، بإبتسامتها الساحرة ليوم الناس هذا، وتبختر عزاً، ومجداً مع ملايين المعجبين،،!!..
    كأنه استخدم وشم تشي جيفارا المرسوم على كتفه الأيسر، تعاويذ الهنود الحمر، قرأ في تلك اللحظة طالع النجم والأفلاك، إنه يأتمر بها الآن، بمواقع النجوم، فتشبه بالبخور، في رقته وسحره، كائن بلا عظم أو عمود فقري يسعى في الملعب، بخور يشم ولا يقبض، مضى كملك على سجاد أخضر حي، محروس بدعوات حواري ارجنتينا، وقلوب ذات غصة في جرح فوكلاند، يرتدي القميص ذا الخطوط الزرقاء والبيضاء، الماء واللبن، الفطرة والعلم...

    لامست الكرة الشباك، اشتعلت المشاعر، وببساطة محكمة، نسخت أعتى الأعراف، والفوارق كأنها أكسير حر، أغرقت الكوكب كله في ثمالة الفرح، ما أغرب المشاعر، واحدة على اسارير البوذي، والمسلم والضال، تداعت النشوة، كأنها تصغي لحكاية «وحدة الوجود»، كمسلمة فكرية، وروحية، وإنسانية، صبي ميكانيكي في ساحل العاج، ومريض في مستشفى منتفيدو، ومسافرون في قهوة في طريق القضارف، كلهم قفزوا، للأعلى، تكاد تقسم بأن لحظة تسجيل الهدف لم يكن أحد يمس الأرض، كلهم حلقوا في السماء، كالطيور، والشعراء، والعشاق، صار الكوكب روضة أطفال، أطفال بين سن السابعة والسبعين !!،
    إنها مجرد (60) متراً، فقط، تجلت فيها قدرة الجسد الإنساني، وبكنوزه العجيبة (العقل والقلب)، خلق متعة، شعورية، تشي، بمواهب الجسد العريقة في الرقص، والفكر، واللعب، واللهو، وسرب آخر، من صفات ثمانٍ، واسماء حسان، كامنة فيه كمون النار في الحجر..
    ها هي، كرة جلدية منقطة كجلد فهد، تتهادى، كهدف ذكي، مرسوم، وكرة طينية، منقطة بطيف من شعوب، ثملة بالفرح، تسعى في فلك لا نهائي، بسحر فيزيائي، وفكري، وروحي لا يضاهى، ما أعذبهما..

    ختام، لابد منه:
    كرة القدم، نشوة اشتراكية، تجعل فتى أسمر، شبه عار، يقفز في حوشهم الطيني، كما لو أنه قرأ بيت شعر لابن خفاجة، أو العباسي، أو استرق السمع للفلاتية، وهو يسجل هدفاً بين ضلفتي الباب الخشبي، وآخر يراوغ، مصوباً عينه بمكر ، وتحته كرة شراب، بنية خداع الخصم، وثالث ينقر صفيحة قديمة، بيد سكرة بالنصر، ويرقص حوله ايقاع ونساء وشيوخ حفاة، وآخرون حزانى، لهزيمة نكراء، لا دماء فيها، أو موتى...
    إنها اللعبة الشعبية، الدينكاوي، والفلاتي، والجعلي، والقبطي، والصوفي، يجلسون معا في المدرج، وتعتري أجسادهم ذات القشعريرة، يا لها من وحدة جود، ووجدان، تجعل من أي هدف يهز الشباك، يهز معه مشاعر الكوكب، المسيحي، والبوذي، والمسلم، ، من وراء لبوس الإختلاف، لعرس الإتلاف، وتشي الكرة، في بلادي، بأواصر وحدة، وبركة موهبة تخصب حياة الجميع، بلا استثناء، متجاوزة حجب القبيل، ووسن العرف، وترتاد قلب الوطن، وعقله المتوثب للوحدة الازلية، وليس فسيفساء طمع، وجهل، مؤقت، يجهله بعض الساسة، ولكن الشعب والارض، تعرف الوحدة، كالإغاني، والموسيقى، وتجوب سماءه سحب من الجنوب والشمال، والنيل، يتداعى، في حبل افكاره الرزينة، الخصبة، غرباً وشرقاً وجنوباً، دون ان تقطع حبل خريرة خاطرة حقد، وتصور كاذب، ومصلحة ساذجة، واعتقاد مهووس، سودان واحد، مغسول كله بنسيم حنون، وتراب، كل ذرة تمسك بيد الأخرى، على مد البصر، على مدى الوطن، ورقة سمراء، تحن لرسم وقصيد، ونبض عظيم.


    ..
                  

07-23-2009, 10:01 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)


    ...
    جنوب الخرطوم!!...

    كنت أفكر، وأنا راكب في حافلة الأزهري، حين دفع لي عامل بسيط تذكرة الحافلة، لا أعرفه، ولا يعرفني، سوى إني جلست قربه، وحكينا عن مباراة هلال مريخ الأخيرة..

    وللحق خواطري، تقفز من موضوع لآخر، بشكل بهلواني، مثلا يمكنني ان أتأمل قول سقراط (ما المعرفة؟)، حين سئل فلاسفة اليونان المغرورين فبهتوا بالصور الصماء بأذهانهم، عن أي شئ، ثم يقفز خاطري، (ياخي حقو ازور غابة السنط)، ويسرح خيالي في غابة السنط، حين يطل خاطر آخر، هو تعليق قديم لأحمد جون، برز لعقلي بلا حول مني، أو قوة، عن شوارع الخرطوم، وهي تشبه مسابقات (تلي ماتش) حيث تفاجأ بحفر ومطبات مباغته، فأبتسم في سريرتي، لبداهة أحمد جون، ولقوة هذه التعليق، الذي دفر أكوام الذاكرة، ليعتلي أرنبة الوعي، (لم عاد الآن)، ولهواني أمام عوالم اللاوعي، فيني،..

    هكذا تتدفق خواطري، قرد رشيق، يقفز من غصن لغصن، بل يلف ذيله الطويل على غصن، ويلتهم ثمرة من غصن آخر، وعينيه تمسح الفضاء المحيط، خوفا، ورغبة، وحين أتأمل (وحدة الوجود)، أحس بأن قرد خواطري يقفز من غصن لآخر، في (شجرة واحدة، يعني ساقها واحدة، رغم تعدد الاغصان، والأوراق)، فأحس بأمن ما، لا أدري، ولكني مشحون بوحدة الوجودة، كي تقر عيني بالأسرة والمملكة الواحدة، دوما خواطري تحاول ربط الاشياء مع بعضها، حتى أعتاها نفورا، وتناقضا، مثل ثورة أكتوبر، وثراء صلاح ادريس الارباب، وغناء عوضية عذاب المثلي!!...

    وعندي تمارين وخبرات لا تحصى لربط الاشياء مع بعضها، سأخبركم عنها لاحقا، وخاصة علاقة السحب بفكتور هيجو وساعة يدي الضائعة، وعلاقة ريا بت سعد، بالملك رميسيس، وحمدان أبو عنجة، حتى نكتة (الحلو السكر، ولا البعيدة مدني)، لم تثير تهكمي، أبدا، فبينهما علاقة قديمة، فالسكر بعيد عن حلاوته الكامنة حين يكون بذرة حامضة، ومدني حلوة بالسني، وسعيد وكرومة، والكاشف!!.. يعني مدني سكر، والسكر مدني، سلوا حي المدنين، وحوش سعيد الطيني، الذهبي!!..

    معذرة لهذه الفوضى، فهكذا حالي، ...

    ما المخرج، هكذا سرح طرفي، وأنا أشاهد من نافذة الحافلة حال بلدي، حتى سهم (وليم تيل)، لن يصيب التفاحة فوق رأس الصبي، بل سيقتل الصبي، أبنه، وعلى نفسها جنت الخرطوم، لا يوجد سهم صائب بيد الرماة، والتفاحة فوق رأس الصبي، لا يوجد فكر صائب، بل ايدي مصابة بالزهامير، والخرف، والهوس، وبيدها سهم، ستطلقه على تفاحة الشعب، قلب الشعب..

    شكرته، أي الرجل الذي دفع لي، وحاولت ان استرق البصر له، وهو يقرأ الجريدة، شعر شائب، وتجاعيد، وفطرة ساذجة تزخرف محياة، واظافرة متسخة، ويده خشنة، ويلبس سفنجة مشققة، وكريم، وإنسان، ويؤمن بقوى أخرى، تنسج نغمات الكون، وعرق يخلق دائرة كبرى حول إبطيه، وزرارة ناقصة، تظهر بطن غبشاء، وأثار بيضاء، هي رغوة صابون غسيل، تحت سرته (الفم الأول لبني آدم)!!..

    لا أدري، لم تذكرت، قول القرقور، السمك الشين لأمه (يمة ما تقنعي مني ولو شفتيني في الصاج)، تخيلته يمد فمه من زيت يغلي، في بركة الصاج، وإياكم وسوء الظن بالله..!..أنا مثلك ايها القرقور، لن اقنع من بلدي وهي ترقص في الصاج، وتحتها نيران الهويات والجوع والاخفاق..

    في طفولتي، بل مازلت، أتمعن غلاف كتاب (وليم تيل)، وتبدو الصورة لطفل مربوط على شجرة بعيدة، وفوق رأسه تفاحة حمراء، وقد أمر السلطان الغاشم الفارس "وليم تيل"، وهو المتمرد على سلطانه، برمي التفاحة فوق رأس ابنه، ومن بعد سحيق..

    تجربة مرة، للحركة السودانية، فكرا، ومنهج، وسلوك، أن ترمى التفاحة فوق رأس، بل قلب الشعب الطيب، وهي مصابة بالإخفاق، كما باح أحد منظريها، منصور خالد، (النخبة السودانية، وإدمان الفشل)!!.
    وكما باح، أيضا، د.النور حمد في كتابة الشيق، المثير المزمع نشره، (مهارب الصفوة)!!..

    برق من الوحشة يلفني، عميق، ولكني اتذكر (رجل من قوة الفكر، يغرق الدانة، ويطفح المسحانة)، فتشرق نفسي، ..


    فساد فساد فساد يسود الخرطوم، وللحق تمنيت عازف المزمار، في قصة الاطفال المشهورة، حين عزف وتبعته الفيران حتى اغرقها في البحر، ليته يعود للخرطوم بمزماره السحري، ويعزف كي يتبعه الفساد، واللحى، والهوس، وتمضي قدما حتى للنيل الازرق الجموح، كي لا تموت، بل تنظف، وتستحم بسحره وخصوبته، وهو عقد من طين، يلتف حول مزرات كنائيس اليهو في الحبشة، ومراتع ابوحراز، والسني، وراجل العليفون الاسرع من التلفون، وراجل المسيد لحاق بعيد، رجع خاطري لسودنة عازف المزمار، ولنا في التراث مأرب، فاسماعيل صاحب الربابة، كان يغسل النفوس برنة الوتر العجيب، حين يتوغل في القلوب الصدئة، ويعيد لها طلاوة التدبر، والتأمل.. فليعد اسماعيل اذن، لا صاحب المزمار، كي نسودن العلاج، ولا تقوم قائمة عقدة الأجنبي، ويهدأ بمزماره الحيوان فينا، والجماد ايضا، كما ذكرت طبقات ود ضيف الله...

    المرأة التي تقطع الشارع، أوقفت خواطري، كادت أن تدهسها الحافلة، وهي مشغولة بأشياء واصوات داخلها أعلى من بوري الحافلة المزعج، واصوات الرقشات، ولغط الناس، من يقول بأن طلاق فوزية ابنتها أخف من صوت البوري، ولفوزية سبعة أبناء، وأمها تبيع المريسة، ومع هذا فشلت في اعانتهم، حتى ما يسمى الحرام في بلدي، لم يعد كافيا للعيش، الوسائل سدت، كلها، سوى بابي فدع عنك التعني....

    لا تقطع حبلي خواطري، فالاشياء تتداعى ممسكة بيد الآخرى، حتى ما قبيل آدم، يحكى بأن السيد الحسن ابوجلابية، قال لأمه (يمة انا بتذكر وجه الداية ولغط النساء حولك في يوم ولادتي)..

    السكر تراب... ومدني تراب...
    ياترى ماهي الأمنية العظمى للفيران، بل لأذكى فأر (إنها قطعة جبنة)!!... تعود خواطري تسخر من نسبية المعرفة، وبأني لم أعرف ذبذبة الرجل الذي جلس قربي، ودفع للكمساري، أحسست بجزر معزولة، وبصدأ غائر في حواسي.. كان الرجل يقين مجسد، اليقين كائن مرئي في السلوك والفطرة والاسارير...

    أقسم، في خواطري طبعا، بأن الرجل، والذي ذكرت صفاته في مقدمة الكتيب الصغير (عودة المسيح)، هو من يحل هذه الفوضى التي تعم الكون المحزون، هو وبس..

    توقفت الحافلة كثيرا، لطالبات، وعمال، و...

    ولكن المبنى الجميل، الكبير، للاطفال مجهولي الابوين يساري، قطع حبلي، بل ربطه، بمتوالية المتناقضات، المتشابهة في بلدي..
    اطفال مجهولي الابوين، من هو أبو رؤى، (كم صارم هو الرأي العام، حين يجعل المرأة ترمي طفلها، طفلها، وتلوذ خوفا من تشنيع الرأي العام (ماهو الرأي العام)، كائن حي، أم جماد، أم حمى للكون من رعونات الرغبة...

    قرية sos، قرية للاطفال مجهولي الابوين لمدينة الخرطوم فقد، زرتها بفضولي، بمحبتي للمدن والطرق والانسان والحيوان، الطفلة الصغيرة رؤى تتشعلق فيني، ضممتها، فأحسست باليتم، وربي، اليتم الأول، يتيم الاهل من بيت فريد، فذاك الأقدسي، أمام نفسي، يسمى وهو حي (بالشهيد)، تلك الابيات المعلقة في غرفة السعيد..


    أرؤى حبيبتي، يقول جدك الشيخ الطيب البشير (ملكت الكون 33 سنة ما ضلت نملة طريقها لجحرها، ولم أكن على علم بذلك لظننت، انني ممكور بي)، سيظهر الأب، سيظهر الرب، ونحن عياله، فلا بأس من فقدان أم وأب موقتين، ..

    وصلت الحافلة تقاطع شارع مدني، كنت احسب مع علامة المرور الثواني المتبقية كي يضئ الأخضر، عشرة، تسعة، تمانية، إنها تتناقص لساعة الصفر، ما الصفر؟؟ خواطري تشك، حتى في الخواطر، أيعني العدم، أهناك عدم، كان الله ولا شئ معه، أمعه العدم؟...

    في طفولتي كنت أكسر الطباشير، لقطع صغيرة، ثم أصغر، حتى تنعدم، ولكني اتخيل بأن اصغر قطعة، بمقدورها أن تنقسم، لعدد غير متناه، فالصغر، كالكبر، لا حد له، كنهاية الارقام، كل الاشياء مضللة..


    ...
                  

07-23-2009, 10:17 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)


    ...

    قريتي: الحسناب ...!!..





    (أنا بت الحارث ود إبراهيم)..
    وهي تلبس زي الصاقعة، زي مدرسة الدومة الثانوية بنات، مع أخواتها من بنات قريتي، لم أعرفها، بل لم أعرف بت صالح ود بابكر الاحمر، بل اكتفيت بالملامح، هذه تشبه بنات حمدان، وهذه بنات الجوجو، وتلك بت؟..

    (أجي ما بتعرف دي)، هكذا ترد التومات الشقيات بنات محاسن أختي، وهن معي،...

    كان هذا شمال شرق طاحونة على ود السالم، رحمهما الله معا، الطاحونة وصوتها الموزون، والرجل الصالح البار علي ود السالم، تاريخ كبير، كنا نجلس على حجر كبير بالقرب من الطابونة ونحن في طريقنا للتمرين، أو القلابات، أو مجرد ونسة، ولا شئ يحيط بالميدان سوى بيوت "ميل"، والأن ذلك الشريط، أو قول الفسحة التي تفصل القلابات عن الحسناب كادت تختفي، بل اختفت في بعض المناطق، فتداخل الأهل معا، فلم تعد ترى أفواج وأسراب من النساء والرجال في طريقهم إلى ومن الحسناب، للقلابات، كما اختفت تلك الهوة بين القويز وودبخيت وودسرار، والدلتية، وصارت الدومة على بعد حجر، من مدينة العسيلات، لاحقا، كما تقول طبيعة الحياة، ووصول شارع الزلط، وما يتمخض عنه، من تلاقح، وتطور، ومعاشرة..


    ميدان الكورة اختفى، بيوت معاوية جلي وهشام وعلى حمدان، حجبته عني، اهداف سجلها عبالفتاح، واعترض عليها عبدالوهاب، مطرة أوقفت الكرة، كان الميدان بعيدا عن القرية، في ركنها الجنوبي الشرقي، والآن في بطنها، بل أختفى تماما عن الوجود، أذكر حين حملنا الطوراي والكواريك لتخطيطه، ومعنا صفيحة رماد، من فرن طيفور، لعمل الخطوط، فقد كانت لنا مباراة مع فريق المحس، على ما أذكر...لقد ضعت في طريقي للبيت،؟.. تصور؟ أى عار هذا، خريطة القلب كخريطة القرية؟.. ولكنها اتسعت، ولكنها كبرت وشابت، و؟..

    هوى قلبي، هل غبت عن الحلة كثيرا، وعميقا، هذه القرية التي اعرفها كراحة يدي، أي سريقة تبنى كنت على علم بها، وأي هزيمة في السيجة لخالي دفع الله أو عتار، كنا نسمع صيحة الفرح، وقرقرة السخرية، امام بيت خالي بخيت، والذي كان عاريا من الحيشان،.. كيف تضيع ملامحها مني، ونحن نعرف معزات سعد، عن معزات خالتي سكينة، بل نعرف كل دجاجة، أو فروج..

    وصوت الرادي، ذو الحجارة المربوطة بالدبارة، كان يرتفع عاليا من بيت طيفور ود الحاج، وهو يتابع اخبار الكوكب وكأنه اوباما، وكان يعلق بطريقته المعهودة المحببة على الاحداث بسخرية تعرفها القرى جميعا، فطيفور غني عن التعريف...(كم أحبه حيا، وحيا، فلا موت في الفكر الديني، بل رياض جنة، ترتع فيها الحور العين)..

    حين تتجمع السحب، كانت امي تناديني، (أطلع كب تراب فوق القدود، وصلح السبلوقة)، وكنت من عل كنت أرى قريتي، بيوت بسيطة تتلاصق كتوفها كي تسمع حكوة، أو حجوة، والنيل يجري غربها، والناس هادئة وادعة، والابقار والخراف جزء من الكيان والوجدان، تبدو القرية صغيرة من عل، وأغلب السقوف مليئة بالقش (من الجرف)، وأدوات الزراعة، الملود، وكواريك، وسلوكة...


    التويمات، أميرة وسميرة، ليوم الناس هذا لا استطيع التفريق بينهما، وهم الجارات الرائعات، وهن جزء من ذاكرة القلب والعقل، لهن روح شفيفة، وفطرة في التعليق على الاحداث، حين أمر ببيت المرحوم خالد وانا جاي من اختي محاسن أجدهم يملأن البرميل ويدور حديث اخوي، يسعدني،...

    ماهذا؟ أين أنا، بيت جميل، سور مزخرف بالرسومات، وزهور وتلفزيون فلات، ولاب توب، وغرف تتداخل، وهدوء عظيم، كل هذا في قلب الحسناب القرية الجميلة، البسيطة، أنه بيت؟...

    كانت البيارة شرق الحلة، بص المحس يمر بها، وبص اللبن، والقندرانات التي تحمل الملوص والعسل، والذي كنا نركع كي نلحسه بشفاة غضة، غلباوية، فنمص العسل من بين فرجات الحصى والتراب، فرحين، ونحن نلعب في غابة السنط والطلح، والعليف شرق القرية، قبل ان تجرفها ماكينات مشروع الواحة والعسيلات..

    ناس عبدالفتاح رحلو جنوب القرية، على بعد ذراع من ترعة المشروع (مشروع العسيلات)، مش مشروع الواحة، وكلا المشروعين يحيط بالحسناب كالسوار، مشروع الواحة مزورع قصب هسي، تغيرت أماكن، وأسر، وصارت القرية أكبر، وأروع، وأحلى...



    ...
                  

07-24-2009, 08:26 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)


    ...
    مساء الخميس 23 – 7 – 2009

    بالأمس،
    شاءت الصدف، أن اعثر على كتاب "اللجنة"، بين رفوف مكتبة جرير، وبالأعمال بالنيات، لا تصلح مع القراية، لمن اكن انوي شرائه، جئت بسبب الفضول، وفي الرف المقابل له طبعات قديمة لبندر شاة..

    قرأت الصحفة الأولى، طبعا واقف، وامام الرف...
    مقتصد بشدة عجيبة، شحيح، لا يترك الحدث، ويجري هنا، او هناك، بل يفتله، ويخبزه، ويتركك سجين النص، البطلعك شنو، (عجبني ليهو طبعا تلك الرائحة، وتلصص)، لكن ذات؟ وامريكانلي؟ لم تعجبني... كتبها كسياسي، وليس كقاص؟ هو قاص، روايته، لا تتجاوز اربعين صفحة، وهي مسبوكة، وأن زاد، زاد الترهل..

    حسيت بأنو يشبه يوسف ادريس، في شنو؟ والله ماعارف، ولكن الخاطر حتما لم يتأي اعتباط، والحدس، شكل من اشكال الوعي الحاد، بقول حاجات قد تتضح لاحقا..

    المهم، برضو هو كامو المصريين، يعني ما بخجل من قول ما يريد، زي كاموا، لمن "فتح" لي أمو المريضة، والميته، وعمل ما يحلو له، بل فتح لي كل الناس في المحكمة، أو قذف الاهانة لنفسه، اولا، وللناس في المحكمة، وللقضاء..
    (برضو، مش في علاقة بين ميرسو، في المحكمة، وعلاقة مصطفى سعيد بالمحكمة؟؟؟؟؟؟..
    مش؟؟؟ ياربي تناص...
    طبعا، فالطيب صالح ليس حرامي مواضيع، هو مفتح، يعرف كيف تأكل الكتف..

    طبعا توجعت، لأني لن استطيع اكمال اللجنة، لأني بديت كتاب عن الغجر...

    الغجر، "وسرج الخيل أوطاني"، ما اسعدهم، أم ما اشقاهم؟ للحق لا اعرف...

    الوطن كالوتد،
    تموت في سبيل هويته
    تموت في سبيل الدفاع عن ترابه
    تموت وتموت، حتى يصير الوطن غاية... والانسان مجرد وسيلة..

    ولمن تعاين للوطن شنو؟؟؟؟؟؟
    هو الانسان في النهاية، ومسرحه الارض، بل تراب الوطن يستحيل نبات واطفال..
    ده موضوع هوية، معقدة بعض الشئ..

    ولكن الغجر ارتادوا الافاق... سافرو... في معية ماركو بلو، وابن بطوطة... والرياح
    والنسيم، والضوء..
    لو توقفت "لماتت"، فالسفر مصيرها الابدي...

    افاق، وجبال، وسهول، هم السفر... والسفر استقر في قلوبهم وعقولهم العطشى، لمسرات الجدة، والمغامرة..

    طبعا القراية بتأدب الزول، يعني ياربي أواصل قراية اللجنة، أم ارجع للغجر..

    وللحق، الزول ما بعرف نفسياته، هل تصدق؟ مجرد أن رجعت للغجر، وجدته حلو، طيب، ومغامر، ويشبع فضولي في معرفة هؤلاء القوم، ياربي كل الاشياء حلوة، حين نحرص على معرفتها؟؟؟؟ نخاف التغير، والمغامرة (ونحبهما معا)... بربك "كيف يلتقيان"، سوى في عقل الانسان الغريب دوما

    اساطير الغجر، علاقة المرأة بالرجل عند الغجر، الاله "طبعا الماء بلون الأنا"، فالله لدى الغجر، يختلف من موطن لأخر، ومرات بجاملو الناس.... (يعني مسلم في سوريا، ومسيحي في اليونان، وبوذي في الهند، حين يضربون خيامهم)...

    حتى السيد ماركيز، توجهم ملوك "الغرائب"، فقد جلبو لمدينته المفترضة "الثلج، والمغناطيس، المغناطيس؟؟؟؟
    مجرد حديدة تجذب نحوها الحديد الأخرى، بأيدي غير مريئية، ياربي ماركيز سرقه من كتاب "وقائع الدهور وغرائب الأمور"، في قراءتي،وجدت اكثر من واقعة، في هذا الكتاب، وقصص ماركيز..أم وقع حافر، على حافر...

    ماركيز، اعظم حكاء، استفاد من تراث الانسان... حتى شعر البت الميتة، وهو يطول ويطول، عندنا في التراث السوداني، وهي قصة، سيدي عثمان دقنة، فقد فتح جثمانة، ونقل بعد عدة عقود، وكان شايلنو بالحصين، في الغابة، فجرحته شوكة، فسااااااااااال دمه الكريم..

    حتى حسيت بأن اظافره، كانت تقلمها له الملائكة....

    نرجع لصنع ابراهيم، ياربي الصدق الفني مهم؟ يعني ما ترسله لك خواطرك، في شكل حزم دافئة من الصور؟؟...

    ياخي الكتاب، لا يؤمن بالمسلمات، يحاول البحث عن جوهر مدفون تحت دثار العادات، واللبوس، يبحث عن جوهر.. مثله ومثل الكتاب والمحللين، وعلماء الاجتماع، والفلاحين، والرسل، مثل أي انسان؟.... تبحث خواطره عن يقين، وجدوى، لكل ما هو حادث؟؟؟

    عشان كدة الصدق الفني، هو طفولة، ونقاء، وشكوى حقيقية، لا يعترف بها كثير من المصابين؟؟ مش؟؟

    زي قصة "كوخ العم توم" مش؟؟
    لقد سبقت عصرها هذه الزنجية، وأثارت بحروفها الحرب الاهلية لتحرير العبيد...

    وللحق "باب الذل"، هو الذي خلق هذه القصة، الاستعباد الطويل، جعل جهازها العصبي، رقيقا، فاتنا، نار، ونور، فكتبت قصة، حتى ملاك العبيد "بكوا"، وأطلقوا سراح بعض العبيد، لم؟...

    أحسوا بأن العبيد السود "اجدادي"، يحسوا.. ويشعروا..

    بل احسوا في قرارة قلوبهم بأن "كوخ العم توم"، يشئ بذكاء خارق في التصوير، والتحليل والتفلسف..
    ويرجعهم لخيانة الانجيل؟؟؟؟؟ واستغلال النساء والرجال والاطفال السود...

    المهم بكينا، بعد قرن، مع سطور الكتاب...

    نعود للغجر....


    ...
                  

07-24-2009, 08:35 AM

هواري نمر
<aهواري نمر
تاريخ التسجيل: 04-29-2009
مجموع المشاركات: 1833

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    *
    **
                  

07-24-2009, 10:35 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: هواري نمر)



    الظهر،
    الساعة الحادية عشر، من يوم الجمعة..


    ياربي، ليه الاديان بتمنع التفكير في الله؟..

    مرات بحس باهميته، بل مرات يجري خيالي، بأقدام الفضول، وبخيول الخيال لنهاية المسافة؟؟
    نهاية الكون، اللانهائي...
    فتشعر بأن "اللانهائي"، يجعل من كوننا هذا، مهما عظم، لاشئ.. نقطة صغييييييييييييييييييرة، بل اصغر واصغر، بل كلما تخيلت اتساع الكون، يصغر حجم كوننا، حتى لا يرى بالمايكسروب، مقارنة بالإطلاق،.. تصور؟..

    مش تصور، بل حاول حس، بأن الارض هسي بتجري بسرعة 30 كيلو متر في الثانية..

    ياربي البص المتحرك من كوستي وماشي الابيض متجه لي وين؟...
    للغرب؟
    ولكن البص ومدينة كوستي والابيض، ومعها الابقار التي ترعى في سهول الرهد وام روابة، كلها متجهة للشرق، يعني من ينظر للبص من فوق القمر، يراه متجه للشرق، وبسرعة فاااائقة..

    أوهام اتجاهات.. مش؟...
    بارك الله في ت اس اليوت "قال: لا تقسم.. أنها حزمة ظنون"..
    ونحن نعيش في الماضي، نشوف القمر وهو ليهو ثمانية دقائق، نشوف نجوم هسي وهي ماتت، وشبعت موووت،
    تشوف الزول القدامك بعد جزء من الثانية، يعني لمن تصل صورته، ويترجمها العقل، ويتذكر انو ده صاحبك، تكون فاتت ثوان..

    طيب في زول بعيش اللحظة الحاضرة، مهمين، قادر، يرى الحقيقة، يعني يعرف حاجات ماتت، وحاجات قاعدة هسي، لأننا، نعيش على حواس تعبانة..

    كما ان ضوء النجوم كسلان، رغم سرعته، فالمسافة طويلة، عشان يصل الواضة، يعني يجري مليارات السنوات، عشان يصل الواضة..

    واطفال الارض "اقصد بين سن السابعة وللسبعين)، بتشاكلوا في حاجات زي دي حلواتي، دي مسطرتي، ده بترولي، دي هويتهي ولغتي، دي موسيقاي)، حظهم...

    نرجع لموضوع... التفكر في الله..
    ... عشان احس بضاءلة عقلي، يعني الله هسي بشوفني كيف؟..

    بملابسي، أم وبدونها، وبشوف قلبي؟.
    هو شوف بس؟
    أم علم؟..
    هو يعلم بأي حاجة انا بعملها؟
    بل علم’’’’. وبشوفني بكرة؟.. مش بعرف الغيب... وبعد بكرة، بل بشوفني مدفون؟ وبشوفني، بعد الدفن؟...

    وبشوفني أمس؟...
    يعني الذكريات لا تكون في علمه مجرد وقائع من مادة الحلم والتذكر؟..

    يعني امس، كنت وبكرة...وبعد بكرة، في علمه المحيط..

    بل امس وبكرة ديل في حقي آنا؟ في مشروع معرفتي انا؟.. لأني مسجون في لحظة حاضرة صغيييييييرة، تتحرك زي بقعة الزئبق، فوق وتحت.. في ترمومتر التاريخ...
    مش في مدحة بتقول: عاجبني خير الواراء البنظر قدامو وراء شوقي الليل...
    يسرح الطرف ويرعى في حقول الغد، ويتراجع ويسرح في حقول الأمس (السياحة مش كدة، كل السياح بحبو الماضي، شجن الماضي، وبساطته وسحره،وكمان بحبو الحاضر، عشان كدة يزروا امريكا،وهوليود، ويزورا الاهرامات، وسقارة، والمسكيك، والازتك، واليونان)..
    ابن آدم حنين، يحن للماضي، ويتطلع للمستقبل..


    ولكن نهر الزمن مسجى امامه، كله،
    طبعا دي كلها تصورات عنه "ساذجة"، وهل يوصف، تعالى الله عما يصفون...

    ولكن وصفه للعقل، يجعل من العقل كائن بسيط، متواضع، منكسر، يطلب المزيد..

    هناك حدس؟ مش؟؟؟
    غايتو في طفولتنا، مرينا بي حاجة زي دي..
    حاجة تربطك بكل شئ، ومع كل شئ..
    عشان كدة تظل عمرك كلو، تحن لها..
    بل تكتب
    وترسم
    وتعزف
    وتتونس
    وتتخيل
    ووتذكر
    عشان تعيد تلك الحميمية الجميلة بالكون،وبالغروب وبالناس وبالنخوة، وبالاسرة، وبي أي حاجة..



    ...
                  

07-24-2009, 04:40 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    الذاكرة
    كائن أناني جميل،
    تلتهم الحاضر على عجل،
    تقضمه سريعا، ثم تسحبه لمعدتها، بل قلبها، ،
    ثم تجتره كعنزة فرحة، في ركن الدار، تجلس على جنبها، وترنو لداخلها، متوجة بقرون مسالمة، وقد ألتهمت بقلبها الحنون،
    عشب ذكريات،
    ووقائع بيت صغير بسيط، وذكريات أخفاق، وإعتداد، وقهر، وعشق، كم لا يحصى، وقع في جب الذاكرة الشخصية، لكل فرد، كان، وكائن، وسكيون..

    والذكرى، ولدت كالأتي، كانت في الغد، ثم افردت اجنحتها في الحاضر، ثم انزوت خجلى في سراديب الماضي،
    كذكرى..

    ...

    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله on 07-26-2009, 06:53 AM)

                  

07-24-2009, 04:58 PM

الوليد محمد الامين
<aالوليد محمد الامين
تاريخ التسجيل: 04-10-2003
مجموع المشاركات: 1447

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    Quote: الاتراك يطلقون علينا الاحباش، ما أسعدنا بهذا اللقب الجميل





    ونعم بالله يا عبدالغني ... ونعم بالله .
                  

07-24-2009, 05:38 PM

د.نبراس


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: الوليد محمد الامين)

    ما حنرد عشان ما نقطع حبل الخواطر :)


    لكن حنؤكد الاعجاب والمتابعه ..



    للاعجاب فقط :)
                  

07-25-2009, 01:44 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: د.نبراس)

    محمد يوسف الزين..


    محبتي، لسماعك خواطري، وهواجسي اليومية..
                  

07-25-2009, 01:46 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    كمال علي الزين...

    قلنا نشوف في اليومي، ماذا يجري...
    لأن القرن عدة سنين، عده ايام، كم من ثواث، وحشد من لحظات..
                  

07-25-2009, 01:50 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    محمد الجزولي...

    أخي، وأخي، وأخي...
    حديثك، بل شوقك في بوست لقاء الجزيرة، غمرتني بالمحبة لكم، آل الجزولي، أجميعن..
                  

07-25-2009, 01:59 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    عمر عبدالله فضل المولى...

    احترامي، لسماعك لخواطر يومية، وسماع شكوى، واسئلة اخ لك، بعيد، قريب منك..
                  

07-25-2009, 02:01 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    هواري نمر..

    مثل عبلة، حين قال لها امل (اريد منك مزيدا من الحب، ومزيدا من الفهم)... مثله نريد من كوننا، ومحيطنا،ووطننا..
                  

07-25-2009, 02:03 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    الوليد محمد الامين..

    أخي... تذكرت لحيظات السمر، في قرية كونية، وانسان واحد، بدلته الطبيعة، وستعيد له جوهره الطفولي الخلاق..
                  

07-25-2009, 02:05 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    محمد عبدالجليل..

    لا أزال أذكر بوست الطفولة، الذي استدرجني لحقول معرفتك الخصبة، والفطرية، والاصيلة..
                  

07-25-2009, 02:07 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    نبراس...

    الصديقة الجديدة، القديمة، قرأت همك، عن اسئلة الحياة، والرحيل، والغموض، وسرها، ودفئها..
                  

07-25-2009, 07:54 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)


    مساء ساكن..
    مثل الشجرة التي يجلس عليها جودو.. (لا شئ يحدث، لا أحد يأتي، هذا شئ فظيع)...
    ولكني اغير كلمة فظيع، لحزين... (قد تكون تربيتي، التي قامت على الفقر المبكر، والاعتماد على الذات، جعلت جزء من المعاناة
    تحس بها كصديق، يظهر جزء من كوامن النفس في التحدي...

    وقد يكون شكل من اشكال الرضى الداخلي، حيث الكون يملك عقل شاطر، لم يخلق المعاناة اعتباطا.. (انظر للزهرة، لعطرها، لسهولتها، لبساطتها)،،، أنها تؤمي بالحياة...

    مش صلاح حاهين، قال في رباعياته الحكية، (ما أحلى الحياة حتى في هيئة ... نبات)...


    تجولت مع اخي وصديقي الفنان صلاح في مول حديث الافتتاح....(ياااه، ماهذا الثقافة الاستهلاكية)... ياربي (سيد نفسك مين اسيادك)، الناس تشتري ما لا تحتاج... للحق مشيت فرجة، واشتريت تي شيرت... (من يشتري ما لا يحتاج يسرق نفسه)، .. لكن نفسي سولت لي بأنه مهم، والصيف مقبل...

    لا أدري، المعراك الداخلية، للنفس تحسم بصورة، وقد تعيد الحكم في مقبل الايام، وألا لم (كان غرامشي شيوعي، وجاوردي، وروزالكسمبورغ)، ثم جاءتهم تلك الروح الصوفية الانسانية في نهايات العمر، (كل يوم تتلون، غير هذا بك اجمل)..


    رباعيات صلاح جاهين، تدعوة لدهشة التأمل لهذا الشخصية الثمينة، البارعة..

    اسمع حاليا في صوت المكيف... ليس معه اي صوت يشاركه الرقص في الاثير، بالغرفة، بس هو، ولا شريك له،....
    أحن لسماع طيور، بكاء طفل الجيران... تعليم عروس بعيدة، صراح اطفال بهدف..

    حاولت كتابة مقال عن (الواقعية السودانية، بديلا للواقعية السحرية)،ا لتي يقال بأن الكتابة السودانية متأثر بها، وياربي كرامات العبيد ، وسخرية الاقدار، أن يحكمنا نميري الساذج، وحكاية قدح قديح، وحكاية المرأة العاقر، التي عملت خلطة، بأمر "الفكي"، والتهمها زوجها، ف.............. نحن لا نترصد تاريخنا، ولا نعتز به كمان.. ولا.. نشوف سوى فسيفساء متقطعة، عنه، وليس لحيظات وثنية ومسيحية ومسلمة، وعقلية، تمسك وتطرز الكيان الواحد، المتعدد، معا..

    قناة النيل الازرق، مالها تنحدر كل يوم؟ وعادت كمنبر وعظ، وواعظ، يرقص، ولا يغطي لحيته..

    بكرة الشغل، أحس بحزن ماء، موروث من المدرسة الابتدائية،وللحق يقال، بان الانسان لم يخلق للعمل، بل جاءت فكرة العمل كعوقبة، وكشكل من اشكال، بناء البنية البشرية، وتفجير طاقاتها، ولكن... كيف نحصل على ذلك، ومناهج التربية، والتعليم، تضع العربة امام الحصان، ونجعل من الفنان مهندس، ومن المهندس رجل اعمال..

    فوضى.... لاتحاكي انتظام الطبيعة، وقدرتها المذهلة في احكام القبضة على الكون عبر ملاييييييييين السنين..

    مساءالخير..

    مساء الخير..


    مع السلامة يايوم السبت المبارك لدى اليهود، ولدى الناس اجمعين..
    لا أدري لم اختارت الاديان تعظيم
    ايام
    الجمعة
    والسبت

    والاحد.. وبكرة الاحد...

    تصبح على خير، ياصديقي،..

    ....
                  

07-26-2009, 09:36 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    الآن تعتريني، حساسية شديدة، ليست حساسية شاعرية،
    بل مرض الحساسية، ورثتها عن ابي، لم ارى أبي، ذاكرتي تحمل صوره له، اشبه بصورة لوجه في قعر الجردل ملئ بالمياه، وتتماوج الصورة، غير واضحة، أما صوته، فلا اذكره، ذاكرة الاصوات لم تسعفي، كي اتخيله، أكثر وأعمق..

    المهم ورثت الحساسية، كما نرث الشكل، والجهاز العصبي، والدين، والوطن، وكثير من الغرائز، ضربة لازب، وتسليم وتسلم، وسنظل أسرى الماضي، وحيواته التي لا تحصى، بل تذكر الماضي جزء اصيل من فهم الحاضر، وفهم النفس... لأن اغلب انفعالاتنا، الشعورية، واللاشعورية، أملتها وقائع الماضي، في سلة الجهاز العصبي، والشعوري، والحواس..

    وإشكالية الحساسية، هي احساسك بان الهواء ملوث، ملوث، ملوث، كأنها قرن استشعار شديد، تحس بأي رائحة ترقص في الاثير، سمحة أو كعبة، وتحس كأنك تشرب ماء عكر، ولكن بأنفك..

    وتحس بأن الحضارة، ومنذ ميلاد القطارة الفحمية، لوثت البيئة، ثم جاءت الصناعات البترولية، وغيرها، وزادت الطيب بله..
    وأن كان النفس ترواد (الفرد المستغني)، عن المجتمع الذي حلمت به الفلسفات (وقعر النفوس)، كلها، في ميلاد ثاني، وأخير، بيعدا عن الاحتياج الجيني، للاب والام، في ذلك "الشرك الخفي"، المسمى مجازلا، الخصوبة الثنائية، لأنجاب طفل، أو طفلة..

    المهم... مرض الحساسية، يسبب حمى خفيفة، وصداع، وإحساس بأن كل جزء فيك مهم مهم، مهم، وبأن القلعة (وهي جسدك)، كل خلية فيها، هي ثغرة لدخول عدو، أو صديق.. (مثل النسيم، قد يدغدغ صحفة عنقك، ورمال البحر الباردة، تدغدغ اصابع قديمك، وتحج هذه النشوة لتشمل كل الجسد)، فيا لها من مملكة، (إذا تداعى جزء، تداعى باقي الجسم بالسهر والحمى، أو بالطرب والثمالة)، كما ان ومداعبة الحبيب، قد تستغل أي حقل في جسدك المعمور، بالفكر، والشعور،وتنداح في مملكة الجسد،..

    دوما الالم يعدينا للجسد...
    للمملكة المنسية، للروح في لبوس الجسم..
    للألم، وهو الشعور المعذب، والذي يستر بداخله، أهمية الصحة، مطلق صحة..
    ويعيدك لتمعن ذاتك، وتحس بأنك غريب، عن نفسك..

    انك منسي، بالنسبة لنفسك..
    مشغول بدومات كثيرة، رغبات، ومطامح، ونزوات، وهموم، وناسي نفسك، رغم انها كلها هي من أجلك..
    فيكون الألم محطة، صغيرة، استرحة محارب، لينظر لسيفه، وقدراته، وخططه، المسالمة..

    من ملاحظاتي للحساسية، هي دورية، تمر كالفصول، واحيانا، تكون اشبه بالوهم؟ بلى؟؟؟
    مجرد أن اتذكرها تطفو..
    ولو حاولت نسيانها تمضي...

    يعني حين اشغل ذهني بموضوع غيرها، تمضي من غير رجعة...
    كأن التركيز الشديد، ينتصر عليها، ويطردها بعيدا، ترجي كجرو خائف، من "تركيزك"، والتركيز يعني حشد الحواس كلها في موضوع معين، "أكرم محدثك بالاصتنات إليه"..

    اما بخصوص الدواء، وهو حبوب صغيرة، ضيئلة، فقد ذكر لي د. عبدالله عابدين، بأن الحبوب، تستحيل في النهاية روح، كي تطارد ذلك الخلل الداخلي في النفس البشرية..

    كأني الجسم الانساني بوتقة، ماهرة، تحيل الاشياء، لأحياء، وإلا لما نمى الجسد، ونبض حسا، وشعورا..

    ...

    ظهر الاحد... 26/7/2009م

    ...
                  

07-28-2009, 06:52 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)


    قراءة المجلات..



    منذ طفولتي، شاء القدر، ان يحب أخوتي الكبار القراءة، فكانت مجلات صباح الخير، وروز اليوسف، واكتوبر تحج للدار، كل اسبوع، وكنت اشم كل واحدة على حدة، حتى قبل القراءة، كنت اجلس خلف اخي، وهو راقد في السرير، وقد ثنى المخدة، وأنا اضع حنكي على كراع السرير، وأقرأ "الصور"، فلم أكن اعلم ماهي اللغة، والحروف التي تتلوى مثل الديدان، وكانت تشدني صور روز اليوسف بالصحفة الأولى، وهي صفحة مكتظة بالصور، لممثلين، ورجالات دولة، واخبار الإثارة، (رجل ينام مع الثعابين)، وكنت اقرأ "الصور"، أكثر من أخي المشغول باللغة، أنا اتفرج على صور، وهو يتفرج على صور ذهنية، ياليت شعري ما السعيد...

    وفي مجلة اكتوبر، كنت احب صور النهاية، واتعجب "كيف تكون أمرأة عمرها سبعين سنة لابسة بنطلون؟؟، وكيف نحرها عاري"، وقاعدة ملكة، ولذا كانت المجلات هي فتحت عيني على عوالم آخرى، وانماط من الحياة أخرى، وضماير أخرى؟ صيغت بصورة لا علاقة لها بتربية قريتي، ... وعوالم اخرى، وبعد تعلم القراءة، صرت احب مقالات انيس منصور، وتساؤلاته الفلسفية، وعلاقته بالعقاد، في كتابه الممتع، (طبعا قبيل اكتشاف موارد أفكار أخرى، أغرى، وأعمق)، في صالون العقاد كانت لنا ايام (حاليا لا احب انيس منصور، ولا العقاد)، بل تلك كانت مرحلة، والعقاد يلف ويدور في أفكار عادية، جدا.. جدا، وأنيس ماهو فيلسوف، بل محب لها، بل العقاد، أحس بأنه يسرق افكار معاوية نور "ياربي تعصب"...

    وطبعا جرت الهواية، من حيث القراءة، لمحمود السعدني، ولمفيد فوزي (رجلا، وامرأة)، عابد؟؟...

    أما مجلة العربي، فلها القدح المعلى.. كنت احب، ولليوم "رائحتها"، فقد كنت اتلصق على اخي وهو يقرأها، واتابع الصور، وخاصة تلكم التقارير المصورة عن مدينة من المدن العالمية، وبالأخص في اسياء، وبالضبط دول زي كازخستان، وكمبوديا، والصين، والهند، وكنت اتعجب من وجوه الناس، والملبس، والتراث الشفهي، والاساطير، (وكنت اضحك حتى اكاد اقع، وأنا اقول لأخي عاين ده وشوش كيف)، وكنت الاديان (كلها)، ونمط البيوت، والزخارف على الابواب، والرقصات، ووجوه العجائز، كنت اعشق وجوه العجائز، بل عيونهم كانت تخرج من بين السطور، وتدفئ قلبي، بنعمة العطف، والرحمة، (عشان حبوبتي ماتت)، وهن يشبهن حبوبتي، وكنت اتصور بأن حبوبتي ولدوها كدي (لم أكن اعلم بأن الزمن هو الذي يخلق الوجه الغض، والمجعد)، والميت، ...

    وراودتني نفسي مرة بقراءة قصة عالمية، مترجمة، ومن ديك، وعيق، احسست في القصة صدق، وفن، وعاطفة، وفكر، معا، وأحسست بأن القصة، تحكي عن الشعب، ووجدانه اكثر واكثر، فاسترسل القلب مع رسول حمزاتون، ومع الشاعر التركي العظيم، ناظم حكمت، وقدرته على خلق مجد من وقائع ساذجة، وفرحه بالمهمشين..

    ثم جاءت مجلة الدوحة، لتزخرف ادراج مكتبة صغيرة بالقرية، وبالبيت... فصرنا نرأي رسومات قطب، وحكاوي زكريا ثامر، والطيب صالح، والشوش، ومقامات، وعلى تخوم السينما (كما يحبها عبدالله عثمان)..

    وحاليا مجلة نزوى العمانية، ومجلة افاق عالمية الكويتية، ومجلة نيوزيويك، ولموند الفرنسية، احب قراءة المقالات السياسية بالعقل الغربي (العقل العربي، زي ما قال محمد عابد الجابر، لم يخرج حتى اليوم من ثالوث (البيان، والعرفان، والبرهان)، لشي قديم، وليس ابتكار طرق جديدة، كما ان نظرية المؤامرة "افسدت التفكير العربي كله)، وزي ما قال الاستاذ، مشكلة الفكر (قلته، أو التواءه)، وفي العرب والمسلمين ملتوي، خلق في دائرة، زي جمل الطحن، (كأننا ياسعد لا رحنا، ولا جئنا)، عشان كدة ظلت كل المسائل معلقة فكريا، منذ المتزلة، وليوم الناس هذا، نفس المشاكل، (الفرد ام المجمتع)، التسيير ام التخيير، النقل ام العقل، مافي مشكلة حلت فكريا، ومن يحلها ؟ مصيره معروف لديهم، يختار له الفقه، والسلطان ثلاث مصاير (يقتل، يسجن، يهان)،..

    .

    اما مجلة كوريانا، فهي مجلة دسمة "ياخي جميلة، ورائعة، شدييييييد)، هكذا قال احمد جون حين اعطيته نسخة منها، فهي رقيقة الحاشية، محتشدة باحترام النشاط اليدودي والفكري والادبي، لكوريا الجنوبية، حتى المطبخ الكوري، له اعتبار في المجلة، والصناعات اليدوية شي مقدس، كما هناك حترام بالماضي، وللحق هناك عيد وطني (للحبوبة، والوالد، والوالدة)، في كوريا، تأجز له له الدولة (يعني عطله وطنية)، ويركع الاطفال امام الحبوبات، بصورة عريقة، للجذور (هناك صور رائعة وبتعادي باحترام الام، والحبوبة،)، كأنهم جسدوا الحديث النبوي (الجنة تحت أقدام الأمهات)، وكأنهم جسدوا مقولة الاستاذ (أنت)، هي الإله الأعظم، وأنت كل شئ حولك، مادة، أو حيوان، أو انسان، أو بيئة، أو اثير... فعلا، لا إله، ألا... أنت..

    وفي نهاية المجلة هناك قصة، ومقدمة عن القصة، لكاتب وقاص كوري، ولفت نظري حنيتهم، وقدراتهم في تصوير الانسان، المتوجع من الحضارة ا لمعاصرة وصخب الحياة، وحنينهم اجمعين لسالف الايام، ومطالبتهم بإعادة الروح للاسرة، والحميمية، والانسان، والبيئة، والقلب..

    كما لفت نظري كثرة "النساء"، في كتابة القصة، وشكوى النسا من هضم الرجال، وقدرة النساء على التبعير عن العاطفة، والشعور بالجمال وبالآسى، وبالظلم، أكثر من الرجل، في الحكاية الكورية..

    وللحق، بحب القراءة، اكثر من مشاهدة التلفزيون، بل نادر ما اشاهد التلفزيون، اللهم إلا خبر مهم، وحوار، أو الجزيرة الوثائقية، ولكن تظل المجلات هي صديقي وزميلي، وأنيسي بالليل، حين ارقد، وهي تلعب على صدري، وتحكي لي مثل شهرزاد، عن الاصل والفصل، في الكون، والحياة...


    صباح الاحد،
                  

07-28-2009, 08:42 AM

mutwakil toum

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 2327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    أمس قررت العودة لبلاد الخواجات، وذلك دون سابق إصرار،
    أرسلت لصديقي ببلاد الخواجات عن نواياي بالعودة على أن أمل أن يعظني بالبقاء هنا مستمتعًاً بالمآذن والقهاوي،
    لكنه رد قائلاً
    Quote: Mawia sent you a message. ---Re: where are you! Cola, please get these books: 1- "
    الأخوة كرامازوف " لدستويفسكي
    2- " العطر" لباتريك زوسكيند3-
    "الحرافيش " نجيب محفوظ4
    - " البؤساء " فكتور هيجو
    5- " دون كيخوته" لثرباتنس6
    - "ذاكرة جسد " أحلام مستغانمي7
    - " العجوز والبحر" لهمنغواي8
    - "مئة عام من العزلة " لغبريال ماكيز
    9- " فاوست " جوته
    10- " الألياذة " لهوميروس .-------------------- To reply to this message, follow the link below:http://www.facebook.com/n/?This message was intended for [email protected].


    كتبت له (انت عايش كيف؟ و ما قريت الكتب دي كلها): مسحت ما كتبته ثم أعدته (عقاباً لإهمالك قراءة هذه الكتب طيلة الخمسة وتلاتين سنة الفاتت فقد قررت عدم مدك بأياً منها) ولكني عدت مسحت ما كتبته وكتبت (و ح تلقى زمن وين للكتب دي؟) و رغم ان هذا الاخير كان أصدق تعبيراً للواقع فقد مسحته، وأخيراً قررت شراء ما تيسر منها و نويت كتابة رسالة يكون مضمونها (اها جبتها ليك ابقى قدرها. أقراها)..
    __
    اليوم التلاتاء 28/7/2009..
    ابتدرت البورد، ببوست بعنوان الكتاب الذي أحدث ضجيجاً في الغرب، خطر لي التداخل لمعرفة طريقة الحصول على الكتاب ولكن تعترت بمعلومة داخل البوست تقول أن الكتاب من ثلاثة أجزاء، فلزمت الواقع!
    ثم عرجت لبوست فرده أساي يخص دكين ووجدته يكلف أقل زمناً بالإضافة إلي أني اكتشفت مؤخراً أن مثل هذه البوستات تستهويني، ربما أن وتيرة ايقاع اليوم التي تخلق شداً وجذباً تستدعي اختلاق خلاف نُفرغ أو أُفرغ فيه ضجري:
    المهم:
    فتحت هنا:
    Quote: : خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!...


    مقدرتك على رصد الطفولة تمتعني متعة من يتسلق كارو سرا و نظره مشتت بين شريط الأسفلت و صوت العنج، و لا يحرجني في كتابتك سوي رصد اسماء الكتب و حكاويها: وسؤالي المحنط (الزول ده بجيب الزمن ده من وين؟)
    انت بتجيب الزمن ده من وين؟
    ً
                  

07-28-2009, 11:53 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: mutwakil toum)

    عزيزي، وأخي متوكل...

    وينك؟؟؟؟ وياخي ان شاء الله طبعت التكاب "عشان اقراهو" اصلو عندي وقت فائض.. انت عارف يادوب الواحد، في ظل النظام الرأسمالي، بل النظام الاستعبادي عرف قيمة الوقت... (قيمة الحياة)، فالنمل البشري، ظل على مدى الكوكب الطيني، يخدم نفر من الاسياد، ليس إلا..

    وهي تشير لسقوط الحضارة، اليوم ا و غد، من الدعوات الغريبة، للنبي الكريم (نعمتان... والحديث طويل، ولكن ينتهي بالصحة والفراغ)، كأعظم نعم من نعم الله..

    غايتو، الله وفر لينا بعض فراغ، نمرح فيه بين الكتب، والله في اليوم بقرأ بنظام خمس وسته ساعات (وجه باسم)، وبشكر الله على هذه النعمة، ثم اني ليس من انصار التلفزيون، نادر ما احضره، إلا فيلم كارب، أو شي ما في الجزيرة الوثائقية..


    هسي بعيد قراءة الاشياءد تتداعى، ماكر هذا النيجري، وفي سطور أولى، يشئ بعمق،ومكر، وحكاية..


    ياخي ناس كتااااااااااااااااار، منتظرين كتابك والله، وناس احترم رأيهم تماما، تماما، تماما، فعجل بالنشر، وخلي كسل.. انا عارفك كايس الكمال، والكمال له، وما تظلم الحروف المسكونة بين الادراج..



    حبي، وتقديري، وشوقي..
                  

07-29-2009, 06:51 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    ...

    ما هي الأحلام؟...





    هل هي عالم آخر، نطرق بابه بالنعاس، وندخله بمفتاح النوم، ونغلقه خلفنا بمزلاج السبات
    فلا نعود نحس بالحياة من حولنا، كالموتى
    فيغط العقل الحادث في غفوة عميقة، فنطلع على عالم الباطن، العالم الخفي المترامي الأطراف، لا سلطان للزمان والمكان عليه، نبع فطري، الحياة في أدق صورها وشكلوها وألغازها وكنوزها، نلتقي بذوات ميته، وحيه وأخرى لم تولد،
    وليس بالغيب بضنين؟...،

    تزداد الحياة ضرواة، وشاعرية وعمقا وسحرا، يتكثف الوعي، فيسجد المعاني المجردة، والأمنيات، يجسدها الحلم، بريشته السحرية، ويجعلها تنبض بالحياة، لغة الغيب، لغة بحروفها ومعانيها وإشاراتها، فمن يقوى على فك شفرتها ورموزها، إنها اعقد من اللغة الهيرغلوفية..

    ها أنت وقد أتيت من العمل، منذ الفجر، وحتى العصر، سبع أو ثمان ساعات من العمل الممل الشاق، وكأنه عقوبة حياتيه، مرهق، جسدك وعقلك، وجهازك العصبي،
    فتور تام، ..
    محتاج لتجديد الحيوية والنشاط، للجسد، للذهن،
    هاهو سلطان النعاس يأتي بطشته، حاملاً سلطان النوم، يداعب حواسك،...
    ترتخي الحواس رويدا رويدا،
    تسافر نحو النوم،
    تتضاءل الاشياء أمامك،
    تحس بشاعرية الحياة، مخدر لذيذ يغمر الجسم، أشكال ووجوه تتراءى أمامك، بل فيك، أقرب للاشباح، هل هي ماثلة أمامك، أم داخلك؟؟؟،
    قد تحس بأنك خفيف، طائر ، تضخم حظ الروح من الجسد، بل طغي، بل تحول الجسد إلى روح أثير، بمقدوره أن يجوب الأفاق، ماكان وما سيكون،
    وبين النوم واليقظة، تلك اللحظة الصغيرة الفاصلة،
    ذلك البرزخ،
    بين الحق والحقيقة،
    بين الحياة الدنيا والحياة الأخرى،
    تطلع على حياة أخرى، بل حيوات حين يكون العقل الحادث مازال يقظاً، وبمقدار ضعيف، يظهر سلطان العقل القديم،
    فترى عوالم وصور وحيوات وكأنها رؤى،
    وفي هذه اللحظة.. بمقدور العقل الحادث ان يسترق السمع ويلتقط حزء من تلك الحياة،
    وهي الحياة الحقيقة، الحياة الكاملة،
    حسب صفائه وسلامته، (فألقى السمع وهو شهيد)
    فهناك بمقدور الجسد أن يفعل منا يحلو له،
    أن يطير، وأن يحس بعمق، وأن يتعدد، وأن يتجول في حديقة الزمن الواسعة، وأن ينتصر على ججاب الزمان، فيلتقي بأموات، ويلتقي بأحفاد لم يأتوا للحياة الدنيا بعد، ولكن هل من مدكر، كيف نحلم، ولم، وكيف نتذكر الحلم، ...

    الحلم دخول للحياة الخاصة، الحياة النفسية الداخلية، المكتسبة والمورثه، مرحبا بكم في عالمي الخاص... فإليكم أحلامي، حياتي الخاصة، الذاتية، دولتي البكر، الوترية... حياتي الفردية،
    (الفرد مدار الوجود، حتى النظام الاجتماعي مسخر له)...


    الأحلام هي حقائق،
    ولكن جهاز الاستقبال (العقل الحادث) قد يكون مشوشاً فترى الأحلام غير واضحة، أو مشوشة، أو جلالية مزعجة، وهي تحدد مقام (العقل الحادث) ودرجة صفائه (فهو المرآة الكبرى لعكس الذات القديمة)، فالسلوك السوي يجلو المرآة، كي تتبدى الذات القديمة، الحقيقة الأزلية، الحياة الكبرى،ن الحياة الأخرى،

    قدس السرياليين الحلم..
    وقدسه النساك..
    ويونج، وفرويد..

    والهنود الحمر، وقدما المصريين، وأولياء ابوحراز..
    والشعراء
    والكتاب..
    الحلم، في النوم، أو احلام اليقظة، تظل شاعرية بشلار، ورفاقه، هي مطلبهم،..

    ماهي الأحلام؟؟...
    ماهي؟...


    ...
                  

08-05-2009, 10:37 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)



    ماهذا؟...

    بعد آلف السنين..

    بعد حضارات الشمال والغرب والجنوب، وعلوة،

    بعد نهوض، وتعثر، وإخفاق


    بعد ممالك على نهير النيل..


    وبعد الاستقلال، وظهور قامات نسائية كبيرة،
    وبعد اعتراف العالم وافريقيا بالانسان السوداني، وقدرته على تكوين احزاب وفهوم وبرامج..
    بعد حركة ثقافية وفكرية، في العشرينات، والثلاثينات من القرن الفائت،..

    عبد عاشئة الفلاتية، ومنى الخير
    بعد فاطنة احمد ابراهيم ومنال


    بعد، وبعد..
    بعد المرأة في الفكرة الجمهورية في السبعيات، ..

    بعد شعر نجلاء التوم، وتماضر..
    بعد سلمى الشيخ سلامة..


    بعد صباح سنهوري

    بعد سارة الجاك، وسارة حسبو..

    بعد أمي العظيمة (للحق لا أعرف الأبوة، بل نشأت في كنف أم عظيمة)..



    بعد عقول قوية، وجسورة..



    بعد صدور مجلات وجرايد تتزخرف بها دار الوثائق

    بعد. وبعد

    بعد كتاب المترجمة ليلى ابو العلا
    بعد كتاب زهور ذابلة لاستيلا قيتانيو

    بعد سناء جعفر
    وازبيلا


    بعد عزاز شامي، واشراقة مصطفى


    بعد اقمار فكر ورح


    بعد أبنوسة وصالونها الثقافي والادبي، والتنويري..

    بعد زميلات بالبورد، اشرعن قوة الطرح، والحجة والفهم النضر..


    بعد جامعات ومعاهد واحفاد والاهلية


    بعد نجاح اسطوري للمرأة السودانية، وتحملها عبء الحروف والهجرة خارج البلاد ومن الريف للمدن

    بعد المدرسة والقاضية
    والمربية والاستاذة
    والفيلسوفة والشاعرة


    بعد إنعام حميورة، وأل عباسي، رجاء، هدى راوية..
    بعد حركة نسائية نشطة في كل المنظمات الدولية، والشعبية، والنقابية.

    بعد فوز شابات بجوائز الطيب صالح،

    بعد راوية صالح..



    تأتي اعظم سوريالية، لا يصدقها العقل..

    تأتي المادة 152

    ويتم عبرها إهدار كرامة وحرية المرأة

    وتعطي بيد كل جاهل، صلاحية ا عقتال واستفزاز، وجلد المرأة، وإهانتها، ...

    والاعجب، هؤلاء نشطون للفوز بمستقبل السودان السياسي..

    عجبى.. عجبى، لأناس يقتلون قلب الشعب، النابض الحي، وهي كل امراة سودانية عظيمة..



    عجبى، ياصلاح جاهين..
    عجبى..
                  

08-07-2009, 03:27 PM

الوليد محمد الامين
<aالوليد محمد الامين
تاريخ التسجيل: 04-10-2003
مجموع المشاركات: 1447

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    عاليا يا عبدالغني ...
                  

08-07-2009, 05:50 PM

نهال كرار

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    تحياتي يا عبدالغني
                  

08-16-2009, 06:50 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: نهال كرار)

    عبدالغني أتأخر مالو
                  

08-16-2009, 09:44 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    (*)
                  

08-19-2009, 06:43 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: كمال علي الزين)

    ..

    أنا اطبخ في ذاتي..
    بالنار، بالنور..
    بلهب العشق.. ولهب الغموض..
    موت جدي المباغت، حريق كتابي المفضل في طفولتي (الالغاز العدد السابع)..
    بالبرق..
    دغدغة النسيم..
    أطبخ في ذاتي بالتعب، والسكينة..
    بالليل..
    بالقبل..
    بنظرات الهزوء..
    اطبخها على مهل..
    كما يجري الزمن..
    وكما تجري النخلة من بذرة لساق، لبلح، لمضغة في فم طفل، لخلية في جسده الشقي، لقبر له، لعود آخر، أو لا....

    بهدوء خلاق اطبخها، بلا حول مني، وبحول، بل لاحول..
    اطبخ ذاتي..
    بالنظر
    والاخفاق
    والغروب، أغسل شعري بضوء الغروب الحزين..
    اطبخ ذاتي بالشوك في قدمي الصغيرة
    بالشوك في خواطري
    اطبخها
    وهي تتماسك
    تكاد تنضج
    ولا تنضج...
    ولن تنضج..

    يالها من طبخة عجيبة
    يالها من نبته عجيبة..

    اطبخها بالجوع..
    بالتأمل..

    بالغرور
    بالهوان
    بالموت، موت أخي
    أطبخها بنار موت أمي، بنور رحيلها..

    أطبخها بمهل
    بالمحكاة
    بالتجاوز
    بالعناد..

    أطبخها، وهي لا تزال،
    لا تزال..
    نيه...
    مدى النهر....
    مدى الدهر..

    طبخها بالرسائل، بالمواساة..
    برسائل الايميل، بأحاديث الماسنجر..
    بشاشة التلفزيون..

    بخلوة لوحدي في شاطئ النيل، شاطئ البحر..
    في التحديق في الوجوه في بص الثورة، بورسودان، الثورة الخرطوم، قراءة الثورات، الفكرية، والسياسية..

    أطبخها، بل تطبخني..
    موقد وكانون هي الحياة..

    تطبخ الذات، ببهارات الفرح، والإقصاء
    الهزيمة، والسجون..

    بالهوان، والحضن الدافئ، بكل شئ، ولا شئز.

    انا اطبخ في ذاتي، كل حين،
    ..




    ....
                  

08-20-2009, 06:34 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    ..
    مراجعات ذاتية، في هوان الكتابة..
    ____________________________________
    هذا الوادي، حزين رمادي/ فإن ضبابا باردا /يثقل كاهله
    (فرلين)
    (أيامنا في الأرض، مثل الظل لا شئ دائم)
    التوراة، نبي الله دواؤد
    (من يعيش بلا خيال، يعيش بلا أجنحة،)
    محمد علي كلاي، يحتاج لخيال مباغته العدو، والذي يحرص على قراءة خواطر العدو
    ____________________________________

    متى بدأ؟!!
    متى، خطى خطوته الأولى؟...
    وأين كان قبلها؟!! نائما، واقفا...
    أيقف،؟ وتظل الحياة بكل شكولها، كصورة ثابتة، صامته!!
    أم كان مطلقا، مثل الكون، وفي "المنتهى، شد الرحال"!!..

    هذه الاسئلة عن بداية الزمن، أو قل نهر الزمن، كان السائل عقلي، وكان المسئول روحي، أي ثرثرة خواطر، وهواجس ووساوس داخلية، أقرب أنسان إليك لا يسمعها، ولا يحس بها، رغم ضراوتها، وما تصبغه على الفرد من هوان، وعجز، وجهل، لا يسمع أخيك، إلا صوت الاشياء العالية، العادية، ولكن صوت الهواجس، تسمعه انت، فقط، كم نحن جذر معزولة، رغم التساكن الظاهري، وجيرة البيوت، وتلاصقها الحسي!!..
    عجزت خواطري عن تحديد متى بدأ نهر الزمان التدفق، من ذلك البرزخ البعيد، من لازمن، لزمن يجري بخطوات الثواني القصيرة جدا، وخطوات الدقائق القصيرة، حتى خطوات القرون الطويلة، والحقب الأطول؟..
    وماهو؟..
    هويته، حقيقته، كائن بائن، عجزت أيضا، كعادتها في إدراك حقيقته!!
    إذن أين المسلمات؟، التي نلوكها في كلامنا العادي، وكأنها شي مفهوم، ومعروف، كل المسلمات بلا اسثناء، أليس الزمان روحها، والمكان مسرحها؟.

    الوطن؟ مثلا الوطن، أي وطن هذا، يجري بسرعة 30 كلم في الثانية، أسرع من البصات السياحية التي تجري بأرضه!! فالوطن يركب الكرة الأرضية، وهي تلف، كعادتها، وبتلك السرعة الفائقة حول الشمس، إذن نحن نسكن وطن دائري، يلف كدوريش في حقل ذكر فيزيائي!!

    وللوطن خطوط وهمية لا تعترف بها الرياح، والجاذبية الارضية، والسحب، والاشجار، والطيور، فعلا، خطوط وهمية، كما ان الموت والميلاد، يعمان الكون بلا اسثناء، كما ان الزمن، يجري في كندا، واستراليا، والسودان، بذات العجلة الحكيمة، ورائحة الموز في انف كافكا، والمجذوب وهوميروس واحدة، هل تسخر من الهوية ياسيدي "خطاب لخواطري"، وهل الهوية هي كائن حي؟.. ألم تتزوج، أختك، في غابر الأزمان، أخيك، "حتى الضمير الغائب ينسج، بمهل من أنامل الزمان، الزمان الذكي"..

    وموسيقى بتهوفن، في اذن الملاك، كنهيق الحمير... ما أتعس حواس بني آدم، جعل من نفسه "معيارا، لكل شئ"..

    والزهرة، التي سبت أدريس جماع الاسمر، هي التي سحرت عيون ناسك يوجي، في تلال التبت، ذات النشوة، لم ترضى بهوية عقلية، مرحلية، بل بهوية القلب الإنساني العظيم، "الإنسان معيار كل شئ"، بل القلب، وليس العقل الحادث، المسكين، الدعي!!. وأعجب الأمور، كل الاديان تؤمن بالملائكة، وهي ترعى قضايا الكون، "مثل قوانين الكمياء والفيزياء"، فالجمرة في جنوب كلفورنيا، ذات الحرارة في موقد، أو كانون في حي الحلنقة بكسلا..

    هويتي؟، البحث عن الأنا، بما يعي الروح، فهي قديمة، تتقلب في الصور، تسعى بذكائها، في إمتطاء، أرجل الزمان والمكان، "اوشو: لم أولد، ولن أموت، ولكني كنت في زيارة أرضية"...

    ، هل رأيت البص السياحي الذي يتجه غربا، في طريقه للابيض من كوستي؟ اقسم بمواقع النجوم كلها، إنه يتجه شرقا، ومعه كوستي، والابيض، ولو قيض لك، أن تراه من القمر، سترى كوكب يلف نحو الشرق، ومع البص، الذي يجري غربا مجاز!!..

    إلي أين يجرفنا نهر الزمن؟، يدفرنا بموجه اللامرئي، للأمام؟ أم الخلف، يبدو طيبا، فيسوقك امامه بمهل من طفل غرير لشاب طموح، وحالم، لرجل راشد، يتمتع بالاعتداد، والهم الاقتصادي، والسياسي، ثم لشيخ وقور، يتفرج بإمتنان لسحر الحياة، وغرابتها، وللهم الكوني، كأنه يعينه هو، وحده، وليس غيرة، ولكنه فجأة ينحرف، فيرسم تجاعيد على الوجه، والقلب، بذكاء مفرط، لا تكاد تحس بدبيب ازميله، وهو يجعد خدك الناعم، وجبهتك الأبية، وكيانك، ثم يدفرك برفق في قبر ترابي، أو كيفما يختار، كما اختار ضحايا تاتينك في قعر البحر، ثم يدفنهم، ويمضي، لا يلوي على شئ، سوى أطفال أخر، يسوقهم كما ساقك، بلا حول لهم، أو قوة، شأنك انك، نعتها الجاحظ، بأنها "أرحام تدفع، وقبور تبلع"، وتمضي القافلة الأبدية، ..

    كأنه يسخر منك، في البدء، يجعل عقلك روخا، تحب الحلوى، والألعاب، وتقسم بأن ركوب الدراجة، أو امتلاكها هي أعظم مافي الكون، ثم يجري بك لحقل آخر، ومقام عشق آخر، فترى البنات الجميلات، ذوات النهود الكواعب، هن ملاذ التأمل، ومسرح اللحاظ، ثم يخذك برفق، تكاد لا تحس به، لمشهد آخر، فتحس بأن التأمل، والتفكر والضلال الخلاق في إدارك البيئة، هو أس الخلق، وسبب هذ السعي الخفي لنهر الزمان، ولكن سرعان ما تحفر معاوله، اللامرئية أيضا، كيانك، وتدفنك في حقول الذكرى، وقد نصبت لغز الموت، حجابا بينك، وبين الأحياء على الأرض، كما يتراءى للحواس، ولكن تحس، في قعر ذاتك، بمكر ما، وبلغز عصي، لو تفرغ الذهن، والقلب لحل عقدته، لكفاة شرفا، واختيالا..

    وأمام هذا النهر المتدفق للوقت، وقد اتخذ المكان، هو الأخر لغز، وخاصة بعد الثورات الفيزيائية والكميائية عن جوهر المادة، وبأنها مجرد طاقة تتذبذب في أثير، وهي أقرب للموجات من الجسيمات، صار مسرح الفكر أكثر غموضا، والجهل، ضربة لازب، على بني أدم، والحيوات، كلها..

    النقطة السوداء في الكون، تجذب نحوها حتى الضوء، ينكسر، ويتلوى ويدخل احشائها الغامضة، والضوء يفر من الجاذبية الارضية، ويسخر من جبروتها، فهي تشد الجبال، وتحس بالهوان امام ضوء لطيف، شفيف، كأرواح الشعراء، كالأمومة المطلقة..

    يظل الخيال، دوما في صراعه الأبدي مع الماثل، ساخرا، غامزا، يرى بعينيه الذكية العيوب، والتقصير والبلادة، حتى جناح الفراشة الجميل، لا ينال رضى الخيال، أو غزله، بل حتى الثورات الفكرية، والمنجز العلمي، يظل قاصرا، بليدا، متحجرا امام عيون الخيال الطفولية العبقرية!!..

    وبقدر ما يسخر الخيال من شكل المدن، والنظم الاجتماعية، يسخر من ألوان الطيف، وقدرات الإنسان، ولوحات غوغان، ورواية الحب في زمن الكوليرا، وحين يطلع على البيان الماركسي، وأطروحات ماركس الذكي يمد الخيال شفتيه، كأن ماخفي أعظم، هكذا دوما هو، يرى بعين التقصير، بحثا عن كمال مطلق..

    عيون الخيال ترى المستقبل، تراه كما يرى المرء كفه، وترى الغد البعيد، كما لو أنه حاضر، لذا تظل مغرورة، ساخرة، من حاضر، يتسكع، ويتعثر، ويقتل الانسان أخيه الإنسان، ويوفر في البنك، وينسى أخوته في الإنسانية...

    الخيال دوما يسكن الغد، والحاضر يجري نحوه، فيتعثر، و


    الكتابة تقسر على التواضع

    الكتابة هي التواضع، ليس إلا...

    إن اردت أن تتعلم التواضع الحقيقي، وتكتشف خواء نفسك، ومحدودية وعيك، فأكتب..

    بلى، فأكتب..
    ضع امامك ورقة بيضاء، كي تكتب، (أعظم قصة، وأذكى مقال في الدنى، هكذا تيهم نفسنا المغرورة، باعتداد طفولي، توحي النفس للنفس، أنك الأعلى.. هكذا تسوس لك نفسك، في كل خاطرة، ..

    ولكن حين تفرش الورقة امامك، كسجاد ابيض، لصلاة الكتابة..
    ستحس بأنك لاتحفظ سورة، ولا تعرف قبله، ولا تملك أدنى خشوع..
    تطير الإلوهية الكامنة فيك..

    وتحس بأنك أفقر خلق الله، فكرا، ولغة، ومجاز..

    بل هي تشكك حتى في فحولتك، وخصوبة التعبير فيك..

    تبدو، الكتابة، أكتشاف حميم، للجهل، والقدرة على التعبير، تختبرك الورقة البيضاء، والتي ترقد امامك، عذراء، عارية، تشتهي فحولة، وخصوبة الإلهام، ونشوة التعبير،، وميلاد فكرة، وخلود إبداع، بين حمى سطورها..

    وأنت سويعات واقف، نادم، حزين، كطفل في حصة التسميع، أمام الناظر، وذهنه لا يحفظ بيت، بل حرف من القصيدة، ومع هذا رفع اصبعه عاليا، أكثر من الفصل كله، حين قال الناظر "الحافظ منو"...

    لا أدعاء، هاهي امامك، جرب، إن كان في جرابك صيد غث، أو سمين..

    لا حياة لمن تنادي...

    وتهمس في اذنك أين الخواطر؟، أين الكلام الخطير الذي كنت تود قوله، أين غرورك الطفولي بالتأليف؟، أين قنبلتك الذرية الجاهزة، أين رعدي، وأمطاري، كلها فرت ساعة المواجهة، لانها لم تكن سوى سراب بقيعه، حسبته ماء، بل بحرا، بل محيطا، بغروري، أيها الدعي الكاذب، إيها الكاتب، الموهوم،..

    وتحس بهوان عظيم، هكذا أنت؟ نمر من ورق، وليس نمر حقيقي، منقط ككرة القدم ويزأر، حتى ترتجف منه أغصان الاشجار أين الطحين، من جعجعتك الطويلة،
    وحينها يحس العقل بالهوان، ويشرع في إثبات الذات، ويسطر، ويكتب، وينحت..

    ههههه، أهذه....
    تصيح فيك الورقة الملوثة بسطور كواذب، "تمخض الفيل، فولد فأرا"،
    هذه السطور التي لوثت بها قلب الورقة الابيض، ليتك قلت، لا أدري، وتلك إجابة، بل أصدق إجابة لكائن إنساني دعي... ومخاتل، وملتبس، لا يدرك كنهه، ناهيك عن الآخرين..

    ماهذه الكتابة المزجاة... ياملك الحمل الكاذب، لن تلد امرأتك، ولو شبح طفل، بل غثاء، لن تبالي النفوس به..

    اعترف بتقصيرك، وعجزك، كن شجاع؟ كن شجاع ياصديقي، وأبحث عن عمل آخر،... كل الطرق تقود لروما، لا شأن في الحياة ليس له مغزى، ومعنى، فلا تتمسك بهواية لم تقد في جلبتك... دعها، كن شجاعا في اتخاذ القرار، وشجاعه في تقبله..

    وأصبر..

    لا شك تذكر قصة القطة السوداء، في الغرفة المظلمة، والتي يبحث عنها الاطفال، وهي أصلا ليست موجودة بالغرفة... ومع هذا، أعينهم العمياء تبحث مع أيديهم، والتي تتدلى، كأيدي كحراس المرمى، لالتقاط كرة أرضية، بحثا عنها بين الكراسي، وتحت الاسرة، كي ترتمي عليها، وتمسكها، أيديهم العمياء..

    ما اتعس تشبيهك بالقطة اللاموجودة، وأنت تبحث في قعر ذهنك، عن خاطره، لاوجود لها، كالقطة السوداء، ..

    وحين يصل الهوان، والنكاية حدها، ولأننا لا نحب المواجهة، ومعرفة حقيقتنا، مواجهة عذرية الورقة لصفاء ذهني من أي فكرة، فمزقت الورقة، قطعة صغيرة، صغيرة، ورميتها في الهواء، وفجأة هبط والوحي علي... أشعلته قطع الورق الصغيرة، وهي تحلق كسرب حمام ابيض، حمام فر فجأة من رشقة حصى طفل، تلك الومض، أشعلتني فجأة، وترسم الورقة بموتها، باستشهادها، وتضحية من أجلي، كأنها تقولي "موتي هو فتح عين بصيرتك..

    لقد ومض الخاطر في ذهنك..
    خاطر اسرع من البرق..
    كي تقبضه..
    بأي أرجل سوف تركض، وتقبضه، ثم تغرسه في حقل الورقة البيضاء امامك..

    ما اتعسك ايها الكاتب...
    أما من بديل لفعل الكتابة...
    الكتابة فعل ياسيدي، أشق من عبور الصحراء..

    ظل الخاطر يرقص ويحلق امام الكاتب، طير جميل، ولكنه ماكر وسريع، فكيف تصطاده بحروفك الممزقة، بشبكة عرجاء، عجوز، أو بسهم مرتخي وتره، ... وأيدي خائرة، وعيون ضعيفة..

    لن يطال خاطره، أعتى مجاز، وأعظم كناية..

    ما أتعس الكاتب...
    أنه حتى لا يستطيع أن يعبر عن لوامع فكرة، وبواغت خطراته، كم أرثى لك، هاهو يضع رأسه المثقل على يده، مهموما مثل النفري، يحس بهوان عبارته، تجاه فكرته، معزيا نفسه، كالنفري "إذا اتسعت الفكرة، ضاقت العبارة)... مهزوما، ومحموما بالنقص..

    فجأة تستسلم اللغة، تسعفه الذاكرة بأسلوبه، وببعض كلمات تصلح للشرح، والإشارة فقط، وليس الاحتواء...

    المعاني لا إناء لها، على الأطلاق...
    المعاني تعاش وتحس...

    الجسد هو الذي يقرأ المعاني، كما يقرأ اللذة الجنسية، والقبلة، والامومة، والدهش والخوف...

    اللغة كائن مريض ياسيدي، كائن مريض..

    ثم يأتي التناص، ذلك الغول اللعين، المدسوس، بوعي، أو لاوعي، فيك، ويقول لك... بلسان عربي مبين..

    كتابتك وقع حافر على حافر..
    أنت لست أصيل، بل مقلد، فاشل..
    وفي أحسن الأحوال، مقلد ذكي...

    وتصاب بالفتور... وتصيح دواخلي، بيدي، لا بيد عمرو..
    ولكن لا شعورك، يكذبك، بل أنت مقلد، وسارق، ومدلس، ومزيف، وكاذب....

    أيتها الكتابة، أركع لك، وأعترف امامك بجهلي، وادعائي، أتركيني وشأني...

    ويا للعجب، لن تتركك، فالكتابة قدر، بل غريزة، كالجوع، والجنس، والموت...

    (لو تخليت عنه، ما خلاك)...

    كيف أكتب..؟؟ وكيف أكون أصيلا؟.. يا لقدرك ياسيزيف، وياحلاج، وفاطمة، وياسعد..

    الكتابة مواجهة... مع الذات، حديث الذات للذات، (والبغش نفسو بليد)، كذبت نفسي وصدقتك..




    هكذا الكتابة، شي لا إرادي... لا وعي، تنفثه الروح، وتحس بأنك تريد أن تكتب.. ولكن ماهو، شكله، لونه، طبيعته، فالغيب أعلم..
    ولذا يظل الكاتب، هو القارئ الاول للنص، أول قارئي للنص هو الكاتب نفسه، لأن الكتابة هي انثيال لاشعوري، للشعور، للورقة أو النت، او الوتر، أو اللوحة، بكل شكول التعبير الانساني..


    فيما تكتب؟
    ومن هم أبطالك..
    هل عرفت نفسك... في البدء.. كي تسعي بغرور لرسم ذوات أخرى... ألا تذكر حكاية حبوبتك، تحت ضوء القمر، في قريتك البسيطة، عن قصة الرجل الذي قرر كتابة اسماء الاولياء الصالحين، ومناقبهم، فنام ليلته على هذه النية الطاهرة، وفي الصبح، وهو يسعى لصلاة الفجر... قالت لت له جارته المسنة، المغمورة..
    قول واحد..
    قال متعجبا: شنو..
    قالت ليهو، قول واحد، مش ياولدي نويت كتابة سير ومناقب الأولياء يالمبروك..
    .
    وحينها، نفض الرجل "المبروك" يديه، من كتابة سيرهم، لأنه في البدء لا يعرفهم، ولا يعرف سيمائهم، وإلا لأدرك بأن جارته شمس روح، لا تدركها سوى عين البصيرة..
    فكيف تكتب عن آفاق تجلها..
    حين قد ترواغ، وتميل للتعقيد، وليس لشي "بل لعدم الرؤية لديك"..
    أو تميل للاسلوب الشعري، في خلق صور معقدة، متضاربة، ولكن الشعر يدرك بالحدس، ولن تنطلي، على أبسط قارئ حيلك، فالكضب حبلو قصير..

    أذن الكتابة اسلوب من اساليب التسليك، تسليك الكاتب، وإهانته، وكشف محدوديته، ومحدودية قدراته..
    بل أحيانا لا تجد ما تعبر عنه عن أبسط الانفعالات، وتحس بهوانك.. وفقر مخيلتك، واسلوبك، ولغتك، وما فضل إلا تقول "كرامة لله يامحسنين"، ولكن كرامتك، ستمطرك بالسياط، لا .. لا..

    ولكني، كنت عاق لحكاية حبوبتي، رغم العجائز اللائين يشرن لي، "قول واحدة، واثنين، ومائة"، وأنا امر بهن مرور الكرام..

    ثم تبدو حميمة لا شعورية، بينك وبين التعبير، بيدها لا بيدك، شئ لا شعوري، ينساب من قراره نفسك، لذهنك، لأناملك، كي يعبر عن نفسه من خلالك، وتبدو الحميمية..
    تبدو، الكتابة هنا، وما أكثر أوجهها، ومقاماتها، كأنها تحسس الحميمية بداخلنا، أهي حية؟..
    تبدو كفتاة، تزين خدها بخجل العشق،وليس بالاصباغ..
    هل الغريزة قبل أن تلتوي، وهي السؤال لم ألتوت، وهي الإجابة "لست أدري"، بتواضع عظيم، واعتراف بالإخفاق، والخطيئة..
    هي اعتراف، صادق أمام كاهن السطور، بما في الصدور..

    أهيه موجودة، أ لاتزال تتنفس، وقلبها ينبض، رغم إهمالنا لها، الواعي، وغير الواعي، ألم تموت بسيف الخوف، وحربة الروتين اليومي، ألم نزل أطفال، هكذا تبدو لي الكتابة، أي كتابة، سوى كانت رسالة مسج، أو كتاب، أو قصيدة، أو مقال، أو حكاية، كأنها اعتراف بفشل التربية، والمناهج في أسعادنا، وكأنها عودة للنبع الأول، والعلاقة الحميمة مع النفس، والزهور، والنسيم، والابتسام.. وهل ستتعرف علينا، أم تنكرنا...

    تلك هي، كما يبدو لي، جزء من هوية الكتابة، لأنها، في ابسط تجلياتها، علاقة بين كاتب ونص، ثم علاقة بين كاتب وقارئ... قارئ بعيد، بعيد، وقريب، لونه، ومعتقده، وطبقته، لا تهم في القراءة، فهي أكبر من لبوس الهوية الحسية، إنها تلك الحميمة الراكدة، والراكضة في عش الطفولة، ومن منا لم يمر بالطفولة، وقفز فوقها ليصبح شابا، او جدا...


    وحينا نكتب بعاطفة، والعاطفة خداعة، نكتب ونكتب، ونكتب، نملأ صفحات، وتمشي تنام، وانت موعد نفسك بالنصر المبين، وتنام ملء جفونك، ويسهر القوم جراها ويختصوا..

    وتمشي الشغل، وانت مستعجل لقراية تحفتك الاصيلة..
    وترجع من الشغل، وتسرع لقراءة التحفة..

    ماهذا؟.. ماهذا الدفن الليلي، كراع برة وكراع جوه، ماهذه الافكار الشتراء، والصورة الكاذبة، والعاطفة الفجة...

    وهنا تبرز عدة مشكلة، مشكلة انك عاطفتك قد تكون صادقة،ولكن لغتك لم تسعفك لتوصيلها للسطور، أو كنت مخمور بعاطفة، وللعاطفة هوس، مثل هوس كرة القدم، يخرج العقل عن وقاره، وتضرب، وترشق صديقك في الفريق المجاور.. بكل صلافة، وجهل، وحيوانية..

    للكتابة هوس مثل هذا، وأكتر، تسوله النفس للنفس..

    ثم تمزق اوراقك، سهرك كله، تمزقه، كما مزقت كتب ابن رشد، والغزالي، ولكن تلك لقيمتها، وأنت لرعونتها..
    من منا؟؟؟... أذن هي عودة لمعرفة هل أسماك النيل الازرق

    ثم خطوة أخرى في التواضع، فقد يعجبك نص كتبته، "والانسان معيار كل شئ"، كما يقول اجدادك اليونان، فتأخذ النص، وتضمه لصدرك كشئ عزيز، ثم تعطيه، لأخيك الأكبر، أو صديقك، منتظرا التصفيق.. فيأخذه اخوك، أربعه سطور، فقط، ثم يحشره تحت المخده، وكبريائك معه..

    أو تعطيه لصديق، ويوعدك بإبداء الرأي، ثم تمرأربعة أشهر، وهو يتحدث معك في كل شئ، من الكرة، وحتى آخر النكات، ماعدا "مقالك العظيم"..

    ثم مغامرة النشر..
    والتخوف منه... فأغلب الأدراج مليئة بالكتب، والمقالات، ولكنها خائفة من كشف حقيقتها، في أول تجربة لها مع قراءة لا ترحم، ونقاد عتاه، معترفين، "يرون النملة السوداء في الظلمة السوداء"،

    فتخاف، من النشر، وكشف حقيقتك،
    بل قد تنشر، وتسول لك نفسك بأنك أكبر من النقاد، وتعزي نفسك بكافكا، وسرفاتنس، وبأن النقد لم يحتفي بهم، إلا لاحقا، وبأنك بطل العصر،...

    وحتى لو مدح كتابك، تعود نفسك، وتقول لك هامسة:
    (ديل بجاملوك)...
    لأنك ترى كتاب كثر، نصف موهبين، ولكن النقد نصبهم شيوخ وشيخات للكتابة... لشئ في نفس يعقوب، ان لا تعرفه، "قرابة/صلة/ مصلحة،عشق، غزل موراب)..

    الوسواس لا يتوقف، ولا يفارق الكاتب، وحتى ولو نجح، بأن الحظ حالفه، وخدمه... فهناك عباقرة مدفونين..

    وللحق مرات، اكون راكب بص عادي، بص الحلة، واسم حكاوي، وطريقة للسرد، أود معها ان امزق كل كتاباتي، أقول له، ياخي حكاويك دي، هي الحكايات الحقيقية، بس أكتبها.. وينظر لك الحكاء الشعبي، الموهوب... والذي لا يعرف قيمته، وقيمة ما يحكي، كالماس تحت أقدام الخنازير....

    قت شنو يالمبروك، أكتبها، ههههها، ويواصل حديثه، في حكي عظيم، تبتلعه افواه الصمت، ويضيع التدوين...

    الكتابة، تعلم التواضع، وربي،قمز نفسك، لنفسك، تمخض الفيل، وولد فأرا، لن تتركك على الأطلاق !!...


    مساء الجمعة
    12 يونيو 2009م

    الكتابة تقهرك على التواضع، في جوهرها...

    حين تجلس للكتابة، تجد لا شئ، تجد دواخلك رثة، جافة، لا قوت، بل مجرد إدعاء، أين قدراتك؟ حمل كاذب، ماهذا الشح..

    وكيف تعبر عن نفسك "وماهي في البدء؟!!..، وهذه معضلة كبيرة حيث يكرس الانسان كخادم للمجتع، في وظائف معينة، وينسى جوهره، وتأتي المناهج، والتربية، لتشل موهبة كامنة، في سويداء القلب، تحس بأنها فيك، وبأنها جوهرك، ولكن كيف تعثر عليها، كيف تحقق نفسك، وذاتك، فهي براقك الحقيقي، لسدرة منتهى ذاتك الكاملة، ولكنها دنست بالتعليم، بالمناهج، وبالوظائف الصماء، حتى ضمرت، ونعست، ونامت بداخلك، كيف تنقر الباب بشدة، كي تصحو، وكيف تغذيها برفق وتأني، كي تستعيد نضارتها، كيف...

    إي انسان يحس بهذه الطاقة المؤودة بداخله، بل الآية قد تأول هكذا في قتل الانثى بداخلنا، ليست الانثى نيقض الذكورة، ولكنها الطاقة الخلاقة، العاطفة الحقيقية، التي تعيد اواصرك مع كل شئ، بلى كل شئ..

    الكتابة هي تلك الجلسة مع النفس... بعد غياب طويل في سفر المعيشة، والتعاليم، والواجبات، هي جلسة خفيفة، صادقة مع "الآنا"..

    وتفاجأة بشح الأنا..
    وأذن اين المدد... هل تستعيره من الآخرين، بل تجد أي موضوع قد طرق من قبلك، أم عرفت الدار بعد توهم، نفس معاناة عنترة، وابي العلاء...

    ولكن "الذاتية"، التي تلوح لك، بين طوايا نفسك، تلك الفطرة فيك...
    (سيرك منك، وصولك إليك)،..

    ولكن قد يكون الرسم طريقك، وليس الكتابة، قد تكون الخدمة، قد تكون، هل اخترت الطريق الصحيح، "طاغور تعلم الرسم بعد الستين، وهو على مشارف السبعين"، كي يعبر عن جانب فيه غايب، لا تعبر عنه الحروف، بل الألوان..

    تعبير الحياة عن الحياة..
    ومتى اكتشف حقيقتي، توني مريسون، كتبت متأخرة، ابي تمام، بعد الخمسين، كأن ذلك الشي يلح عليك، من "المهد، وإلى اللحد".. لابد من "أنا"، وأن طال السفر،..

    تحس بأنك تريد أن تكتب، تختلي بنفسك مثل دجاجة دايرة تبيض، ثم تعاني مخاض كل الحيوانات، تحس برحم النملة، وبطلق الفراشات، وبألم الولادة لدى الشعراء، بل أكثر، وأكثر، تحس بتعدد غريب، بك، وبالكتابة، وبالأخرين، وبأشياء كثيرة تنهصر في نار معاناتك الشخصية، (تلاقينا نحن، ما نحن)، ووجهك محتشد بكل الانفعالات، وصور كثيرة تتزاحم في العقل، وبغته، يندفق من قعر ذاتك دفق، يطفئ كل النيرات التي اشتعلت في جوارحك، وهنا، تكون متعة الكتابة، متعة لا أرادية، تحس بأنك تمسك بيدك كلمة العشق، وكلمة الخيال، وكلمة الذاكرة، كلها تداعب دواخلك، كما يداعب النسيم خد فتاة، أو رشاقة غصن، فيتمايل من نشوة لدونته، وهنا يتجسد معنى الانسياب، وبأن البئر المعطلة بداخلك قد كحلت، وتدفق حليبها وخمرها وشعورها، نهر هادئ يتدفق من تلك البحيرة الغائصة بداخلك، وتتدفق في سهول جوارحك، وذهنك وكيانك كله، حتى تعود لا أنت، ولا هي، بل متفرج ثمل، على كل العوام، المشيدة من عالم الخيال والحلم والتذكر، كائنة أمام... بل فيك..

    حتى الموتى، وما لم يولد، تراهم،ر، قلوب الموتى والاحياء، وبأنك تتفرج، بحياد لذيذ على نفسك، وبأن هناك قناع قد زال بينك وبين كل الاشياء، وصارت الاشياء حميمية، حمييمة جدا، سكران، ووله، وثمل، وشاطح، وعاقل وحكيم، بل قد تجري بك الصبوة، كالحلاج، فتصيح سبحاني...

    ولكنها المباغته، مجرد لحظ صغير، ويمضي، كالبرق، يكون تسليمه وداعا..
    فكيف تعبر عن هذه الاحساسيس، بل أي احاسيس..
    هل اللغة قادرة..
    وهل تمثلك، وهضمك، كامل...
    وهل أرادتك، تامة، وهمتك عالية..
    وهل تصبر،..
    وتجد كل هذه المعضلات، واقع معاش، وعصي التجاوز..

    وهنا بالذات، تحس بأعظم ضاءلة في التاريخ، تحس بضاءلة نصك، وترهله، وإنه بالأمكان أن يكون أفضل، وأعمق، و"حي"، بلى وحي، كانك تطلب مقام عيسوي، مقام أن تحيل الحرف، كما أحال عيسى الطين، إلى كائن حي، أن يدخل الناس نصك، كما يدخلون البيت، ويجدون ضوضاء ولغط، وغناء، ووجوه، وأنس، نص حي، يتعرق القارئ من شمسه، وينتشي من مشهد الغروب مع ابطال النص، ويشاركهم الفرح والترح، ويحس بالتغير، وبأنه حمل حقيبته، وسافر، لبلدان داخل النص، وأدرك فوائد الشافعي، السبع، بل المليار..

    ولذا تظل، منهك، متعب، تبحث في أودية اللغة، وأودية التشبيه، وأودية التفكر والتأمل، ما يعنيك، على العثور على تلك اللغة الحية، التي تكاد تسمعها بأذنك، وانت تقرأ، وليس بعينك، كأن القراءة بكل الحواس، وليس عين تلتقط، وعقل يترجم، والنائحة الثلكى، ليست كالمستأجرة، ثم يتابعك النص، حيث تكون، تصور، أنت ماشي في الشارع ورأسك مشحون بقضايا وشؤون ناس جواك، زيك، وزي أي ناظر مدرسة مهموم بطلابه، وزي أي قاضي، أو محامي مهجس بموكله، بل أكثر من ذلك، فحياتهم بيديك، ولابد من الصدق في تصويرهم، ولابد من الحياد الذكي، بأن لا تصبغ عليهم شخصيتك، وتذوبهم فيك، وهذه الحرب الضروس مشتعلة فيك طوال الليل، وقد يتوقف الإلهام، ذات الإلهام الذي يتوقف عن الانبياء، ما ودعك ربك وما قلى، وللحق في التوحيد الحقيقي، أي كلمة تلفظ، من العقل القديم، الكامن فينا..

    والنص قد يبدو بفكرة، أو صورة، ولكن هل هي صادقة، وهنا تحتاج لأعمال العقل، والقلب معا، لتشيد هذا النص، والإخلاص له، مهما كان تفاهة الثيمة التي يتصورها الناس، بل أنت افلاطوني المحبة، لها، تكن لها الشوق، وتغازلها، وتستطب روحها، كي تبوح لها، وقد لا...

    قد يكون بطلك، كيس، أو حصى، أو معزة، المهم تحث بقلبها، برقتها، بخوفها، كأنها تشتكي لك أنت بالذات، (لتاريخ العرفان الانساني الكثير من الشكاوي من الكائنتات اللامرئية، والجامدة، شكوى الحمامة لياقوت العرش، وشكوى النخلة للنبي، وسكون موج البحر المضطرب لكلام المسيح)، فالكتابة هي تسلق جبل الروح، كي ترى المشهد امامك، كما يراه الاطفال الحقيقين: متكامل، متناسق، والكل احياء...

    وقد يتخذ النص مجرى آخر، والله أعلم... فعوالم النص، لها جزء، كجبل الجليد، غائص في اللاشعور، وانت آخر من يعمل، رغم انك تقود السفينة، وبيدك المشراع، والدفة، ولكن البحر تحتك، واتجاه الرياح، بل غريزة الخوف فيك، ليست منك، بل معطى وعبء وراثي، ولغز؟....

    ثم وانت تكتب قد تواجه ألغاز، زي الموت؟.. زي الحب؟.. زي الفلسفة..؟ وتعود جاهلا، خاملا، وتحس بعقلك فااااااارغ، وتهان، إهانه يعلم بها كل من يود الكتابة، وتأمل حاله ومآله..

    وفي النهاية الكتابة هي نشر غسيلك، على حبل بل سلك عمود الكهرباء امام الناس... كي يعرفوا مقدار جهلك، وتأزمك، وعشقك، وكل شئ عنك، بصورة مورابة، ليس إلا...

    وتظل تسهر الليالي، كعرايس يسوع في رؤيا يوحنا، هل يأتي؟ وقد لا يأتي، ولكن السهر في حد ذاته، ثمرة عظيمة، وإرادة، تحس بها النفس..

    ومما تعلمة الكتابة، ونتعلمه من تواضع حتمي، وهوان داخلي.....

    هي تلك الصورة، التي يتوقعها الناس فيك، بما رسمته انت، عنك، بصورة مباشرة، او متوارية، ثم تقف امام ما كتبت؟ـ وتتعجب من صورة الأسد داخل مرآة كتابتك، وتجفل منه؟ تولي الأدبار، وتعرف بأنك دون ما قلت، وتحس بذلك الهوان، الهوان الخلاق، الصادق، للكتابة، كأسلوب فطري، لتسليك الذات، وكشف أغوارها.... وبأنك عادي جدا، جدا، بس خلقت هالة كذابة حولك، وهو تحس بحميمية تجاه الجميع، كي تتأسى بهم، أو يشاركوك هزيمتك الداخلية العميقة..

    أو تبحث عن منهاج، يحررك من الخوف، بكل شكوله، وهيهات..

    وللحق كأننا نعوض شئ ما بداخلنا، او نبحث عن عوالم مفترضة، أو بطل نكونه، وهنا تحس بأنك قزم امام ما تكتب، كأن ما تكتبه، هو ما تريد أن تكونه، وهيهات..

    وقد تكون الكتابة هدم لبنى، وتدمير لبنية خلقية، واقتصادية، ونفسيه جائرة، وهنا تميل للسخرية منها، فكل سلاحك هي الحروف، والتنظير المكتوب لهدم عالم كاذب، لذا تضحك عليه، تنكت فيه، تهزه، تخلخله بالسخرية، بالقدح المر، ومع هذا، مع محبة داخلية، كأنك تريد تغييره، وليس اغتياله، كأنك تريد علاجه، وليس استحضاره، كأنك توقظه من نومه، بخجل "صح النوم"، كي تصحو أنت في الحقيقة، من غفلة الأدعاء....

    عالم رأسمالي كاذب، ومنافق، وعوير، وساذج، ومغرور بعد ه...
    وهنا تأتي السخرية منه، والضحك عليه، كأسهل الطرق للكاتب..

    ثم هناك المداهنة، خوف الرأي العام، في تابو "الدين، السياسة، الجنس)، فالكاتب من الاستحالة ان لا يتطرق لهذا الثالوث.. فهل يواجهه، ام يواري، أم يستغل الجناس، والكناية، والتورية،... وهل حقا لديه بديل، أم يبحث عن شهرة، وما اسهل توفرها في هذا الثالوث، أم فعلا لديه جديد...

    وهل يستحمل الحكمة؟ في اسلوب التغيير الوئيد، أم الثورة... ان الله لا يعجل بعجلة احدكم..

    فتعود الكتابة وعظ، وأدعاء باطني من أجل التغيير، من الكائن، لما ينبغي ان يكون..
    ألديك جديد... أنظر لذهنك، أم مجرد خواطر فجائية، وعمل فطير...



    أن لم يكن لديه جديد، فسوف تحس بقراره نفسك، بهوان؟ وينك؟ وعامل كاتب كمان؟...

    هل عندك جديد، أم قديد، لحم شرموط بايت..
    وهنا يأتي دور البحث فيك، أو في غيرك، عن عالم مثالي، مكتمل، عن صورة من التناغم، كي تعيشها، وتكتب عنها..

    ثم فجأة يباغت السؤال الشرعي، ياخي انت الكتابة دي خادمة عندك، أم انت خادم عندها، معزول عن الناس، كثير التفكر، كثير الانشغال، زي الاطفال، ياخي احيا الحياة، بدون كتابة...

    قد تتركها، شهور، ولكنها تعاودك.. لم؟... هي غريزة.. .. تمام، قد تصوم، ولكن لابد من إشباع، ,وإلا الموت يتربص بك، شئت، أم أبيت..

    والجنس؟... هل تحرك مجرد المشاعر الغرائزية، كي تحج لك اصوات القراء ملبية، وما أسهل ذلك في مقام (الجنس، والسياسة)، أم عندك شئ؟... شئ ملموس وإضافة حقيقية... فالنفس، أمارة بالجنس والسياسة في بلدي، بل الكون اجمعين..

    ثم الدين؟؟...

    التابو الاصعب، والأعمق، والاشرش، حين تمسه الكتابة، بما توارث في العقول، والدماء التي سالت بسببه، تملأ نهر النيل..


    الكتابة اسئلة، اسئلة محرجة، ومتعبة للكاتب، أيا كان..

    ثم خلق الشخوص..
    ثم اللغة الحية،... والتي تكاد تكون فعل، بل تكاد تكون ما لغة، بل عيش في الحدث، كواقع حقيقي، وليس متخيل، يصيبك ما يصبهم، وهنا تغرق في النص، ومن الصعوبة ان تخرج لناس باسمك القديم، وشكلك، ويكون النص قدغيرك حقيقة، كما تغير الرحلات النفس، بما ترى وتغامر..

    اسئلة الكتابة،
    تجعلك صغيرا، متواضعا، امام نفسك،، بل أمام مرآة كتابتك ليس إلا..

    ويباغتك، بيت النابلسي: أعندك من ليلى حديث محرر، بإرادة يحيا الرميم، وينشر....
    فإن لا..
    فلم تكبت؟...

    ...
    مراجعة للذات، في هوان الكتابة، للكاتب، أيا كان.
                  

09-03-2009, 08:01 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    في الطريق إلى الثورة!!...

    قهوة كوستا، مساء الخميس
    3 تسعة 2009م


    عايرة وأدوها سوط ياربي...
    أم تحكمها قوانين صارمة، أبدية، ضربة لازب..
    أم مرحة، مرنة، ذكية، ماهرة، تبتكر الحلول، وتنشد الكمال..
    أم تخضع، لعقل ورائها، يسيرها، كما تسير الغرائز الجسد، بلطف، ومكر!!..
    أم مجرد صدفة، والسلام، أنفجر العالم من العدم، وركض في مجاري، كالأنهر، يضرب شمالا، ويسارا، تحكمة قوى كامنة، فيه "ماهي"، ويعالج الامر حق اليوم باليوم، وتكون اللحظة الحاضرة، هي مغامرة، بين ماض يتسكع، وغد أبيض، مجهول، وتستفيد من التجربة، وتصلح هندامها، مطلع كل فجر، كل قرن، كل حقبة..

    ام؟
    أو؟
    أم لها غاية، تسعى لها، ولذا نرى التطور، في الفكر، والشعور، والآله، والنظم الفكرية، والسياسية، وفي الجينات، حيث لم يكن سوى هواء، ثم لم يكن سوى طين وهواء، ثم شدر، ثم حيوان، وأنسان؟ هل اكتفت بالإنسان المعاصر..

    ولكن سيف الموت له بالمرصاد، يعني الأمر لسه، ولسه ولسه؟

    وحا ينتهي بتين؟ يقال بأن الماضي سرمدي، وكذا المستقبل، يعني أطوار، نحن في طور الآن؟؟؟ ما حدود هذا الطور؟ وقدراته، مقارنه بالقدرات المنتظرة؟؟

    تلكم هي الاسئلة، التي تسخر من كل الأجوبة، حتى اليقينة، والتي تتخذ لبوس السماء، وعقائد مدونة في كتب كريمة.

    سيدي كارل ماركس، قال بأنه يجب تغير العالم لا فهمه، ولاشك التغيير يستوجب الفهم في البدء، والفهم يقوم على جارجة العقل، وخدامها من الحواس، وهي ضيئلة الفهم، ومبتسرة، ومعتدة مع هذا بنفسها، فكثيرا ما صاغت الكون وفق فهمها، وأبادت من يعارضها، أو يسخر منها، هكذا هي العقول، ففي الوقت الذي قتل فيها أناس ادعوا كروية العقل، قتلهم القلب الديني، وبارك الله في كانط، وصحبة، فقد ازاحوا قهر القلب، ولكن فتحو الباب لوحش آخر، أشد فتكا، إنه العقل، خادم القلب، أم سيده؟، ولم يعد هناك حدس، ولم تعد هناك حكايات باهرة، عن أنسان يطير، وأخر يتحدث مع الاسماك ويمشي فوق الماء، عادت الحياة بسيطة، وساذجة، تحكمها قوانين المختبر، ولم تعد للطفرة مكان، وشقيقتها المعجزة، والاستحالة ..


    ولكن الطبيعة ماكرة، ارسلت ملاك صغير، خفي ذبح ماركس، ولم يراه ماركس، ولم يراه الذكي جدا البرت انشتاين، فقالو بأن الموت كائن حتمي، لا مفر منه، هكذا قالوا، حتى سيدنا الخضر مات، وشبع موت، هكذا قالوا، وأقسموا، طبعا بعقولهم التي لا ترى الجراثيم، إلا بعدسة المايكروسكوب،... وهي ذكية، لا محال، تحلل، وتستنبط، وتستقرأ، وتفكر، وتحلم، وتستلهم، ولكن لن اقسم بخطاب الخضر لموسى، وهو يقول له (أنظر.. لهذا الطائر الصغير، الذي غرف بمنقاره جرعة صغيرة من وجه البحر، أنه علمي وعلمك، مقارنة بعلم الله)، علم الطبيعة، علم ماورائها، فقد أحببت الفتى ماركس، حين كان يقرأ في الجامعة، كان متوترا، موهوبا في التكفير، يمسك بخيوط ناعمة،خفية، تسير فيزياء الوجود، نوعا ما، يتلصص على نبع الماضي، وهو يدفع نهر الحياة، نحو الحاضر، والغد، كاد أن يمسك بخريطة الطريقة، السرية، التي تجعل بذرة حقيرة، تتفتح، بقانون، وتخضر، وتخرج برعمها لدفء الشمس، ثم تحج تكون نخلة، تسر الناظرين، مثل طفل فضولي، انحنى، وراقب اللوح المحفوظ، لوح الجدلية الكامن في قانون الحياة، وكاد، كاد، أن يلمسه بعصى عقله السحري، ولكن، الكون عصي الفهم، لأنه نزل في قوالب الزمان والمكان، وسره مدفون، وراء بدء الزمن، حيث عماء فكري، وشعوري، بل إطلاق، يلف الكون، مثل قمحة، في كف، في بحر، في كون، في، لا متناهي، أبدي..

    لاشك ماركس أكبر تحدي للأديان، وللفلسفات المعاضرة، كلها..
    شاب طموح، اختصر ذهنه تاريخ المعاناة، والتأمل، والثورة، وشحذ ذهنه بالهم الكوني، والإنساني، ..
    كتيب البياني الشيوعي، كتيب ظريف، صغير، أنساني.. _بوقته ومرحلته- فلأول مرة يطلع التنظيم الكوني من الحلم للواقع، ومن دعوات للإله، لتنظيم ايدولوجي، واقع، يرسم، ويمسك قافلة التطور، من حصان الفوضى، والحظ، والمبادرات الفردية، لقيادة تنظم السير..

    و؟..
                  

09-03-2009, 08:14 PM

rosemen osman
<arosemen osman
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 2916

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    سلامات غني..وشكرا للكتابة الجميلة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de