كلمة الامام الصادق المهدي في الاحتفال بالاسراء والمعراج وميلاد الامام المهدي وعيد الاسرة.......

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 09:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-19-2009, 05:22 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كلمة الامام الصادق المهدي في الاحتفال بالاسراء والمعراج وميلاد الامام المهدي وعيد الاسرة.......

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هيئة شئون الأنصار

    الاحتفال بالإسراء والمعراج وميلاد الإمام المهدي وعيد الأسرة السودانية

    كلمة الحبيب الإمام

    26 رجب 1430هـ

    19يوليو 2009م

    مقدمة:

    عندما يطلب مني الحديث أسائل نفسي: هل من قيمة مضافة لحديثي أم أكرر المعهود؟ التجديد سر الحيوية: يقولون إذا شاخ الإنسان فقد القدرة على التجديد. إنه لا يشيخ إلا عندما يفقد تلك القدرة.

    الدين ليس نصوصا يتلقاها الإنسان فحسب كما يزعم الظاهريون. ولا هو مفاهيم يؤلفها البشر كما يزعم الدهريون. إنه تفاعل بين مصدر غيبي وتجاوب بشري فالفطرة الإنسانية مهيأة له: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا)[1]، وقال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ)[2].

    الديانة تفاعل بين الربانية والإنسانية. والمسلم مطالب بالتبصر في النصوص (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا)[3]، بل وبصرف النظر عن العوامل الأخرى جاء في مسند أحمد أن النبي (ص) قال: "إِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تَعْرِفُهُ قُلُوبُكُمْ، وَتَلِينُ لَهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ، وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ قَرِيبٌ فَأَنَا أَوْلَاكُمْ بِهِ، وَإِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تُنْكِرُهُ قُلُوبُكُمْ، وَتَنْفِرُ مِنْهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ، وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ بَعِيدٌ، فَأَنَا أَبْعَدُكُمْ مِنْهُ"[4].

    وروى البخاري عن الإمام علي: "حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟"[5]. من منطلق هذا التلاحم بين الرباني والإنساني بين اللاهوت والناسوت أحدثكم عن المناسبات الثلاث في نقاط.

    المناسبة الأولى: الإسراء والمعراج:

    وهنا أذكر نقطتين: قوائم حياة الإنسان، ومعاني الإسراء والمعراج.

    الأولى: قوائم الحياة الأربعة: تقوم حياة الإنسان على أربعة قوائم: روحية- مادية- عقلية- عاطفية.

    الروحية: ينكرها الدهريون ولكن يثبتها الواقع:

    - الرؤيا الصادقة.

    - الإلهام:

    الألمعي الذي يريك الرأي كأن قد رأي وقد سمع

    - الوحي: إنسان أمي معروفة حالته يأتي بمعارف غريبة عليه: (فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ)[6]؟. وناس كثيرون مارسوا تجارب روحية وعبروا عنها:

    قلوب العاشقين لها عيون ترى ما يراه الناظرون

    وأجنحة تطير بغير خفق إلى ملكوت رب العالمين

    المادية: يهمشها الزهاد ولكن الإنسان محتاج للماء، والهواء، والغذاء، والكساء. وفي حياته ومعاشه يستخدم قواعد مادية: يزرع ويصنع ويتاجر بموجبها. بل وكثير من الناس يعظمون شأن المادية. قال أحدهم:

    حياك من لم تكن ترجو تحيته

    لولا الدراهم ما حياك إنسان

    والكون المادي خاضع لسنن راتبة هي قوانين الطبيعة وهي كتاب الله المنشور: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ)[7].

    العاطفة: نفس الإنسان عاطفية تحب وتكره بمشاعرها، كما قال عبد الله بن معاوية:

    ولستُ براءً عيبَ ذي الود كلِّه ولا بعـــض ما فيه إذا كنتُ راضيا

    فعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا

    وكثير عزة:

    وسعى إلىّ بعيب عزة نسوة جعل الإله خدودهن نعالها!

    العقلية:

    الاستنتاج الصحيح: نرى الكائنات الحية تحرص على الحياة تستنتج أن الحرص على الحياة من طبعها.

    التقدير الصحيح 1+1=2.

    الحجة الصحيحة قائمة على البرهان (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا)[8].

    سر نجاح دعوة الإسلام أنه يشبع هذه المطالب كلها، لا تماثله في ذلك ملة.

    النقطة الثانية: نصوص ومعاني:

    ما معنى تغيير القبلة؟ قال تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا)[9]. المعنى: استقلال الدعوة الإسلامية وتأكيد أن علاقاتها بالوحي السابق ليس كالمسيحية لليهودية.

    ما معنى الإسراء؟ ثلاثة معان:

    · تكامل رسالات الوحي: (قُولُواْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)[10]، وكذلك (قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ* َمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[11].

    · تعميم الرسالة فقد كان لأمة المرسل ولكن هذه: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا)[12]. ويلزم من العمومية الختم. خاتم المرسلين.

    · المعنى الثالث إمامة محمد (ص) على الآخرين: كتابه الوحيد المحفوظ بنصه الأصلي. والشاهد على حقيقة الرسالات السابقة والمصدق لما جاء فيها. قال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ)[13]. كثير من علمائنا لا يهتمون بهذا النص الصادق ويركزون على واقعة التحريف. نعم وقع تحريف. ولكن في التوراة ما هو صحيح- مثلا- الوصايا العشر ومثلها ورد في القرآن.. وفي الإنجيل ما هو صحيح- مثلا- موعظة الجبل وكثير من معانيها في القرآن.

    · كذلك في التوراة بشارة بمحمد (ص) جاء في سفر التثنية: أقيم لهم نبيا من وسط أخوتهم مثلك (أي مثل موسى) وأجعل كلامي في فمه. من وسط إخوتهم أي أبناء إسماعيل. والتوراة تحدد الجهة التي يأتي منها هذا الشخص المنتظر وهي فاران: أي قفار مكة.

    · وجاء في التوراة في خطاب إلهي لإبراهيم: في سفر التكوين (20:17): "أما إسماعيل فقد سمعت قولك فيه وها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيرا جدا جدا وأجعله أمة عظمية".

    · وفي إنجيل يوحنا (14: 15-17) جاء: "أما المعزي الذي سيبعثه الأب باسمي هو الذي سيعلمكم كل شيء وهو الذي سيذكركم بكل الذي أقوله لكم". قالوا: (هذا روح القدس). ليس صحيحا، فهذا اقنوم سبق وجود عيسى (ع) بل هو الذي لامس مريم لميلاد عيسى في اعتقادهم.

    وفي نفس الإنجيل: "وأما متى جاء ذلك الروح الحق فهو الذي يرشدكم للحق لأنه لا يتكلم من نفسه". يوحنا (16:14).

    شخص يأتي بعد عيسى - يزكي عيسى- وينطق بالوحي. هذه الصفات لا تنطبق إلا على محمد (ص).

    دعك من مفردات يمكن أن يصدقها أو يكذبها الإنسان فإن هذه هي معاني الإسراء التي تقوم على البرهان الساطع الذي قصده الذكر: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ)[14]..

    ما معنى المعراج؟

    الله لا يحده مكان ولا زمان (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[15]. وهو يقيم صلات بين الربانية والإنسانية على ثلاث قنوات:

    · الأولى: الفطرة: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ)[16].

    · الثانية: الإلهام: (اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ)[17].

    · الثالثة: الوحي: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ)[18].

    · المعراج نوع من الوحي بنص القرآن: (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى* ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى* وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى* ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى* فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى* فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى )[19].

    المناسبة الثانية: مولد الإمام المهدي 1260هـ أي مضى عليه بالقمرية 170عاما.

    تحداني أحد المفكرين: وهو من الذين لا يؤمنون بالمهدية أصلا، قائلاً: جدك ليس هو المهدي، ولكنه ادعاها ليحصل على تأييد العامة لدعوته. وصاحبنا لم ير في ذلك بأسا مثلما فعلت الإنقاذ في بداية عهدها أن ترسل أحد قادتها للقصر رئيسا وأن ترسل شيخه للسجن حبيسا. ولكنني قبلت هذا التحدي وغصت في دفاتر المهدية، فمع تأكيد أن المهدي (ع) قال ما قال عن دعوته؛ لا يوجد أي نص يدل على أنه اعتبر نفسه الإمام الثاني عشر الذي يؤمن به الشيعة مهديا لهم، ولا يوجد أي نص يدل على أن ظهوره في آخر الزمان. بل من الصعب جدا التصديق بأن شخصا اختفى قبل ثلاثة عشر قرنا سوف يعود كما هو، ولا أن على المسلمين أن يقبلوا فساد الدين إلى أن يحل آخر الزمان. بل الحقيقة هي أنه إذا جاءت النهاية يكون الامتحان قد انتهى فما معنى المهدية إذن؟ قال تعالى: (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ &#1649;لْمَلا&#1764;ئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَ&#1648;نُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ)[20].

    دفاتر المهدية تؤكد المعنى بوضوح:

    أولاً: منذ ما فعل معاوية بن أبي سفيان بالخلافة خلا مقعد الخلافة المصطفوية، وحلت محلها خلافة سلطانية. فصارت الحاجة ماسة لملء هذا المقعد، وهذا هو معنى الخلافة المصطفوية.

    ثانياً: تفرقت كلمة المسلمين فرقا ومذاهب، وصارت الديانة هي اتباع منظومات بشرية صاغها أفراد واتبعها جمهورهم فصارت الحاجة ماسة لمن يقول: هؤلاء المجتهدون جزاهم الله خيرا ولكن لا مشروعية لاتباعهم، فالمطلوب التخلي عن هذه التبعيات على حد قوله: "فها أنا أوصيكم وإياي بتقوى الله واتباع سنة رسول الله (ص)، واعلموا أن المهدية قائمة بهذين". وقال: "قولوا طريقتنا لا إله إلا الله ومذهبنا الكتاب والسنة".

    ثالثاً: ساقت المناشير والخطب آيات قرآنية تؤسس الدعوة على وظيفة الهداية المطلوبة كما جاء في كتاب الله:

    · قال: قال تعالى: (أُوْلَـ&#1648;ئِكَ &#1649;لَّذِينَ هَدَى &#1649;للَّهُ فَبِهُدَاهُمُ &#1649;قْتَدِهْ )[21] فإذا علمتم ذلك فمن خالف إمام قرنه فقد خسر الدنيا والآخرة.

    · وقال: إجابة داعي الله واجبة على الكافة لقوله تعالى: (وَ&#1649;تَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ)[22].

    · وقال: وحيث أني داعيكم إلى الله فواجب عليكم إجابة داعي الله كما قال تعالى: (أَجِيبُواْ دَاعِيَ &#1649;للَّهِ وَآمِنُواْ بِهِ)[23]،

    وأكد عليه السلام المعنى الوظيفي هذا بقوله: وإنما قصدنا منكم الجميع المعاونة في تقديم الدين القويم وإني في ذلك كواحد منكم، ولوددت لو قام غيري وصرت من جملة أعوانه، فما كان إلا ما أراده الله من تحملي بإقامة الدين.

    رابعاً: في منتصف القرن التاسع عشر ولأول مرة في التاريخ صارت كل بلاد المسلمين تحت حكم الاستعمار المباشر أو غير المباشر كما كان الحال في الدولة العثمانية التي ظهر واضحا أنها بعد سنوات العزة استسلمت للإرادة الاستعمارية.

    هذه العوامل الأربعة ظروف موضوعية تتطلب داعية يلبي هذه الحاجة مثلما قال الشيخ أحمد العوام أحد قادة الثورة العرابية المصرية في رسالته قديما، ومثلما قال د. عبد الودود شلبي في كتابه حديثا، الحاجة لدعوة تتمثل فيها أشواق وتطلعات أهل القبلة.

    هذه الظروف الموضوعية صحبتها حالة شخص معروف بالتقوى والصدق والأمانة أعلن أنه خوطب نبويا، فإعلان المهدية وتلبية تلك المطالب.

    مهديته تصدق بما قاله عنها من أوصاف لا بشروط قدوم الإمام الثاني عشر أو آخر الزمان، ولمن يريد أن ينتظر أن يفعل، ولكننا نقول لهم ما دمتم تتطلعون لبعث الدين فإن في دعوة مهدينا نهجا مشتركاً لبعث الإسلام، وعندما عرضت هذا الفهم في ندوة اشترك فيها ممثلون لمدارس سنية، وشيعية، وصوفية؛ تقبلوا الفكرة. فإن استطعنا بيان هذه المدرسة المهدوية النيرة، وعم التجاوب مع هديها، يتحقق ما قاله الإمام المهدي: في مقبل الأيام تكون لنا كرامة أكثر مما في أيامنا هذه.. والله أعلم.

    المناسبة الثالثة:

    الحضارة الحديثة أتتـنا مع الاستعمار، ولكن مقوماتها وهي: العقلانية في الفكر، والمشاركة في الحكم، والتنمية في الاقتصاد، والحرية في البحث العلمي. أصيلة في حقائق الوحي الإسلامي وإن هجرها المسلمون وطورها حسب ظروفهم الخاصة الأوربيون.

    لذلك أتتنا في ثوبها الأوربي واتخذ قومنا منها ثلاثة مواقف:

    · موقف الذين رفضوها تماماً.

    · وموقف الذين امتثلوا لها تماماً.

    · وموقف وسط يحرص على الأصالة ويستصحب الحداثة.

    كثيرون هم الذين اتخذوا هذا النهج أمثال الإمامين جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، وعبد الرحمن الكواكبي، وعبد الحميد بن باديس، ومحمد إقبال وغيرهم.

    هؤلاء نظروا للتوفيق بين التأصيل والتحديث. ولكن الإمام عبد الرحمن في السودان نظر وطبق عملياً. وجد أن الناس فهموا أن الجهاد هو القتال وأدرك أن القتال استعداد دفاعي واجب ولكن الجهاد أوسع من القتال وطور مفهوم ما سميناه الجهاد المدني. وفهموا الزهد نفياً للمادة فقال بالسعي للمادة على أن تكون في يدنا نسخرها لا في قلوبنا تسخرنا على نحو ما جاء في تعاليم الإمام المهدي: "ولا تجعل في قلوبنا ركوناً لشيء من الدنيا"..

    أما من الناحية العملية فقد صار رائد الحكم الديمقراطي، والتنمية الحديثة، والتعليم الأهلي، والصحافة، والدبلوماسية الشعبية، وتبسيط وترشيد الحياة الاجتماعية السودانية في المآتم والأعراس.

    عيد الأسرة الذي استنه الإمام عبد الرحمن أدى وظيفته في وقته ولكننا الآن في ظرف مختلف يحتاج لإجراءات جذرية حكومية وشعبية إذا أردنا تحقيق مقاصد الإمام عبد الرحمن وإنقاذ الأسرة السودانية.

    الأسرة السودانية الآن تعيش مأساة غير مسبوقة:

    · نسبة الزواج بين الشباب لا تتجاوز 25%.

    · نسبة الطلاق تساوي 33%.

    · الأطفال اللقطاء 200 في الشهر في المتوسط.

    · عدد المصابين بالإيدز يقارب نصف مليون.

    · وحتى إذا لم يقع طلاق فالأسر تعاني من حالة مأسوية.

    في الأسبوع الماضي شهدت مع أفراد من أسرتي وأصدقائي مسرحية في المسرح القومي عنوانها: "نسوان برة الشبكة". العنوان مختلف بالنسبة للمحتوى وأنسب أن يكون: لوحة مأسوية كوميدية للأسرة السودانية. مسرحية جيدة: قصة وإخراجاً، وأداءً وإن كنت مرهف الحس فلا تملك أن تبكي وتضحك من باب شر البلية ما يضحك..

    فالرجل في المسرحية شردته تحديات وفرص العولمة. والمرأة شردتها ثقافة الدونية وقلة الحيلة. والأطفال دفعوا الثمن ضياعاً. وأسوأ ما في الأمر أن اللوحة تكاد من واقعية مفرداتها أن تكون وثائقية.

    ما العمل؟

    الأسرة السودانية داخل الوطن تعاني من آثار الحروب الأهلية، العطالة، الفاقد التربوي، انهيار الريف، ترييف المدن، أزمة السكن، الغلاء الطاحن، الضرائب، والرسوم.

    نعم تيسير الزواج مطلوب ولكن ضمن منظومة إجراءات تعالج تلك المشاكل وإلا كنا كمن يبني قصراً ويهدم مصراً.

    أما الأسرة السودانية خارج الوطن فقد صارت ضحية الفوارق الثقافية ما بين تراثها وواقعها الجديد فهي من الناحية المادية أحسن حالاً من الأسر داخل الوطن ولكن من الناحية النفسية والاجتماعية في اضطراب شديد.

    قررنا في هيئة شئون الأنصار تنظيم ورشة لدراسة أزمة الأسرة السودانية وتبني برنامج يحقق مقاصد الدين والوطن وإحياء سنة الإمام عبد الرحمن في ظروف فيها اتسع الخرق على الراتق.

    سوف ننظم في إطار هيئة شئون الأنصار مؤتمرا يضم علماء الشريعة وعلماء العلوم الوضعية لإصدار مرجع للتربية الجنسية وآداب النكاح وللاتفاق على معادلة للزواج الميسر للعمل على تنفيذها بكل الوسائل.

    النقطة الرابعة: تُرْجع صدى النقطة الأولى:

    رفع كثيرون شعار حوار الحضارات. حوار الحضارات لا يجدي ما لم يؤسس على نتائج إيجابية لحوار الأديان لأن الأديان هي جذور الحضارات وملهمتها.

    الأديان الإبراهيمية تتطلع لعهد ذهبي قادم:

    · اليهود يتطلعون لمجيء المسيح.

    · المسيحيون يتطلعون لعودة عيسى عليه السلام.

    · كذلك يتطلع كثير من المسلمين لعودته بمرجعية إسلامية.

    كل هؤلاء ينتظرون هذا الخلاص في آخر الزمان.

    العالم اليوم قد صار بفعل عوامل كثيرة كالقرية الواحدة. هذا المعنى تجسده اليوم العولمة. ولكن العولمة مع التوزيع الحالي غير العادل للقوة الاقتصادية، والعسكرية، والإعلامية، صارت تعني هيمنة الأقوياء على الضعفاء. هذه الهيمنة لن تقبل وسوف تجد مقاومة حتى تتحقق العدالة.

    كل مظاهر الإرهاب، والهجرة غير القانونية نحو عالم الشمال وغيرها مما سميناه أسلحة الضرار الشامل ما هي إلا وسائل مقاومة العولمة غير المرشدة.

    العولمة في ظل العدالة هي العالمية. والعالمية عولمة حميدة وهي خطوة ضرورية في حركة نهضة الإنسانية.

    والمدخل الصحيح لهذه العالمية هو اتفاق الأديان على رؤية روحية وأخلاقية واحدة تترتب عليها معاملات تقوم على السلام والعدالة والتعاون.

    هذه المقاصد ممكنة التحقيق وبالنسبة للمسلمين تحث عليها مقاصد ديننا وعالميته.

    المواجهات في عالم اليوم المسلح بأسلحة الدمار الشامل معناها الفناء. الخيار الآخر هو تحقيق عالم عادل فاضل.

    هذا العالم العادل الفاضل لا يرجى تحقيقه إلا في إطار صحوة روحية، أخلاقية، اجتماعية بمرجعية إسلامية لأن الإسلام وحده الذي يعترف للإنسان بقيمة كإنسان، ولأنه وحده الذي يعترف بالتعددية الدينية، ولأنه وحده الذي يملك حقائق وحي تقبل سنن الكون باعتبارها إرادة (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى&#1648; كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى&#1648;)[24].

    ربما اختلفت الملل حول العيسوية ولكن لا خلاف على أن نجاة الإنسانية في تحقيق وظيفتها، والله أعلم.





    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] سورة الأعراف الآية (172)

    [2] سورة الأنفال الآية (53)

    [3] سورة الفرقان الآية (73)

    [4] مسند بن حنبل

    [5] حديث البخاري

    [6] سورة يونس الآية (16)

    [7] سورة الحجر الآية (85)

    [8] سورة الأنبياء الآية (22)

    [9] سورة البقرة الآية (144)

    [10] سورة البقرة الآية (136)

    [11] سورة آل عمران الآيتان (84-85)

    [12] سورة الأعراف الآية (185)

    [13] سورة الأعراف الآية (157)

    [14] سورة الانبياء الآية (24)

    [15] سورة الشورى الآية (11)

    [16] سورة الأعراف الآية (172)

    [17] سورة الحديد الآية (28)

    [18] سورة الشورى الآية (51)

    [19] سورة النجم الآيات (6-10)

    [20] سورة الأنعام الآية 158

    [21] سورة الأنعام الآية 90

    [22] سورة لقمان الآية 15

    [23] سورة الأحقاف الآية 29

    [24] سورة طه الآية- 50.
                  

07-20-2009, 06:29 AM

Hisham Ibrahim
<aHisham Ibrahim
تاريخ التسجيل: 02-19-2006
مجموع المشاركات: 3540

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلمة الامام الصادق المهدي في الاحتفال بالاسراء والمعراج وميلاد الامام المهدي وعيد الاسرة... (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    Quote: الأسرة السودانية داخل الوطن تعاني من آثار الحروب الأهلية،

    العطالة، الفاقد التربوي، انهيار الريف، ترييف المدن، أزمة السكن،

    الغلاء الطاحن، الضرائب، والرسوم.





    بدون تعليق





    هشام
                  

08-07-2009, 02:45 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلمة الامام الصادق المهدي في الاحتفال بالاسراء والمعراج وميلاد الامام المهدي وعيد الاسرة... (Re: Hisham Ibrahim)

    -
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de