بعض وجوه السلطة والقوة فى السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-17-2024, 03:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-04-2009, 09:00 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بعض وجوه السلطة والقوة فى السودان

    بعض وجوه السلطة والقوة فى السودان

    لست من المتحمسين لنقل تجارب الاخرين دون تمحيص معقول، وذلك بسبب الحساسية الثقافية والخصوصية المحلية للمجتمعات البشرية، والسودان ليس استثناء فى ذلك .
    على أنّ بعض التجارب والافكار تغرى باستخدامها لفهم واقعنا اكثر، وواحدا من تلك الافكار هو ما يعرف بعقلانية ماكس فيبر ، وهو فيلسوف ألمانى قدم جل انتاجه مع بدايات القرن الماضى. العقلانية والعقلنة تعتبر ثيمة اساسية ترشح من بين سطور معظم اعمال هذا المفكّر العظيم . مفهوم السلطة لدى فيبر هو الذى يمنح الهيمنة والسيطرة على مجموع الافراد (مشروعيتها) فى اىّ مجتمع ، والسؤال الذى طرحه الرجل وحاول ان يجيب عليه فى الكثير مما كتب هو :
    ما الذى يجعل السلطة شرعية فى أعين البعض وغير شرعية فى اعين آخرين؟
    ماالذى جعل انقلاب الجبهة القومية الاسلامية قبل حوالى عقدين من الزمان فى السودان شرعيا فى نظر التيار الاصولى الاسلاموى وغير شرعى فى عرف بقية اهل الله؟
    للاجابة على مثل هذه الاسئلة نحتاج الى الرجوع لبعض مفاهيم فيبر فى هذا الشأن، حيث قام الرجل بتقسيم السلطة الى ثلاث انواع وهى :
    أولا السلطة التقليدية traditional authority وهى المعروفة منذ فجر التاريخ نجدها عند الرومان وعند الاسر الفرعونية الحاكمة فى مصر ، ونجدها الان فى السودان عند طائفتى الانصار والختمية او عند ملوك وامراء السعودية والخليج. وتستمد هذه السلطة مشروعيتها من ايمان الطوائف والتابعين بشرف أرومة الاسرة التى ينحدر منها القائد او الحاكم، وأن الاله قد حبا هذه الاسر بمكانة خاصة وفضلها على العالمين ولذلك فهى تعتقد بقدسية القيادة وطهارتها وعصمتها ووجوب الطاعة المطلقة لها. لكن من أهم خصائص السلطة التقليدية هو انعدام العقلانية ، وانها تعمل على اعاقة التحديث اذا صادفته فى طريقها. وهذا النوع من التسلط موجود فى عالمنا الثالث ولكنه اصبح فى ذمة التاريخ فى الدول الاكثر تقدما، فالتاج البريطانى مظهر فقط من مظاهر التاريخ الانجلوساكسونى ولكنه بدون اىّ سلطات فعلية فهو اذن مجرد اثر
    النوع الثانى من السلطة هو الكاريزمية charismatic authority ويستمد مشروعيته من ايمان التابعين بطهارة وحكمة وبطولة القائد بشكل استثنائى. ولهذا النوع من السلطة قوة ثورية هائلة قادرة على الهام المجموعات التابعة وقيادتها من اجل القضاء على القديم واقامة البديل الخيّر المفترض. وهى لا تعتمد على انظمة ادارية فعالة وانما على رزق اليوم باليوم (راجع عطاءات الشيخ حسن الترابى فى ايام الانقاذ الاولى والاستهتار بالخدمة المدنية تشريدها وتجاوزها فى كثير من المهام اليومية بما فى ذلك الاجراءات المالية). . ولذلك فان السلطة الكاريزمية ايضا تعتبر غير عقلانية ، خير مثال لهذا النوع من السلطة المرحوم عبد الخالق محجوب والشيخ حسن الترابى. اهتم فيبر بتحولات هذه السلطة اذا ما صادفت التحديث والعقلنة عن طريق ما أسماه بروتنة الكاريزما (اى جعلها روتينية) routinization والروتنة تعنى اعادة صياغة السلطة الكاريزمية حتى تتحول الى النوع الثالث والاخير وهو السلطة القانونية ، بمعنى آخر تحويل الهيبة والكاريزما من شخصية القيادة الى النظام فى شخص الدستور والمؤسسات . جدير بالذكر ان يد القدر كانت اسرع من الحركة الشعبية لتحرير السودان وحرمتها من احداث تلك الخطوات التحديثية المهمة، حينما اختطفت الراحل جون قرنق قبل بناء مؤسسات ما بعد نيفاشا، وكان يمكن ان تقود عملية (الروتنة) هذه الى منح هياكل الاقليم الادارية والسياسية الهيبة والاحترام المطلوب ضمن شروط اخرى كان يمكن ايضا ان تحد كثيرا من الفساد وعدم الفعالية الذى نسمع عنه .
    النوع الثالث من السلطات هو القائم على عقلانية القانون والنظام rational-legal authority حيث رسوخ النظام الديمقراطى التعددى ، ومثال لهذا النوع النظام الرئاسى الامريكى والعديد من الديمقراطيات الغربية حيث يستمد الرئيس مشروعيته من حقيقة كونه قد جاء بالانتخاب بعد فوزه فى الانتخابات .
    فى السودان يمكن ان تتحول السلطة التقليدية الى سلطة القانون ولكن لان سلطة القانون مؤقتة وترتبط بالانتخابات فان السلطة التقليدية هى الدائمة ولذلك نجد ان السيدين فى السودان لا يقاومان الانقلابات العسكرية بل يقومان بتأييدها والتصالح معها بعد حين ما دامت السلطة التقليدية (فى امان ) حيث لا تستطيع قيادات الجيش ان تنازعهم عليها !!
    يوجد فرق جوهرى بين السلطة الكاريزمية وسلطة القانون تتمثل فى انه بينما تقوم الاولى باحداث تأثيرها من خلال تغيير الناس من دواخلهم ، فان الاخيرة تحدث نفس التأثير ولكن من الخارج عن طريق القوانين والمؤسسات . وهذا الشىء الخارجى هو البيروقراطية (دستور، برلمان، مؤسسات الخ).
    البيروقراطية كمفهوم عند ماكس فيبر لا تمثل فقط حقيقة كونها بمثابة القلب للسلطة القائمة على القانون وعقلانيته، انما تتجاوز ذلك لتشكل قلب نظريته حول عقلانية الغرب او عقلانية الحداثة. البيروقراطية لا بد منها فى تنظيم شئون حياتنا مافى ذلك شك ولكنها تمارس هيمنة عظيمة لا فكاك منها على العاملين فيها والمستفيدين من خدماتها على حد سواء ولذلك سمى فيبر هذا النوع من العقلانية بعقلانية (الاقفاص الحديدية)rationalization of iron cages
    بقى ان نقول ان هذه الاقفاص شديدة المنعة بحيث انها تبقى على الكل من اهل العقلانية القانونية مغلقا داخلها ولكنها ايضا تفرض على آخرين البقاء خارجها بشكل دائم . هؤلاء هم اصحاب السلطات التقليدية والكاريزمية حيث لا مكان لهم بالقفص ، والنتيجة هى انهم يبقون فى هذا الخارج والى الابد مع تطور العقلانية الحداثية . لا السلطة التقليدية ولا مثيلتها الكاريزمية تستطيع ان تتعايش مع التحديث او ان تتجاوب مع مقتضيات الحداثة، او ان تلعب دورا فى ترسيخ الديمقراطية التعددية، لان التحديث هو بمثابة القبر لهما . لذلك من الخطأ القول ان المصالح الاقتصادية وحدها تلعب دور فى خشية القيادات الطائفية من التحديث ولكن كون التحديث بمثابة القبر هو مصدر الخوف وينطبق هذا القول على القيادات الكاريزمية يمينها ويسارها ويفسر لجوئها الى المؤسسة العسكرية ولكنها حينما تفعل ذلك تنسى حكمة فيبرية اخرى تقول بعدم امكانية انحياز القوات المسلحة الى القيادة الكاريزمية الاّ ضمن شروط معينة لم تتوفر فى السودان وربما كانت تلك الحكمة وراء المفاصلة الشهيرة بين القصر والمنشية .
    ربما يتساءل البعض حول مصادمة الصادق المهدى لمايو فى 1976 ولكن الاجابة تكمن فى كون مايو كانت قد خاضت فى دماء الانصار بشكل مستفز وقاسى من ناحية ولمحاولات الصادق المهدى احداث اجماع ما بين التقليد والحداثة وهو موضوع حلقة قادمة انشاء الله.
                  

07-06-2009, 01:56 PM

سمير شيخ ادريس
<aسمير شيخ ادريس
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 1162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض وجوه السلطة والقوة فى السودان (Re: طلعت الطيب)

    الأخ طلعت
    تحياتى
    لا ترتيط تقسيمات السلطة وفق فيبر بخصوصية المجتمعات خاصة فى العصور المتقدمة لتشابه تجارب الانظمة السياسية
    فى أغلب المجتمعات وتطور النظم السياسية كعلوم ذات مناهج متوحدة تحاول الوصول لتشريح النظم السياسية على ضؤ التجربة
    الانسانية والأصول الأخلاقية والاجتماعية كمؤثر مباشر حول تشكيل السلطة كعنصر مهيمن أيا كان نوعها
    وهذا بالتالى يقودنى للتساؤل حول مرجعية فيبر ودعنى أقول الاجتماعية فى أساس تقسيم السلطة وتحديدا الفعل الاجتماعى
    فكما هو معروف فقد قسم ماكس فيبر الفعل الاجتماعي إلى اربعة اقسام

    1- الفعل الاجتماعي من منطق الانظمه ويرى انه يتمثل في البروقراطيه وهذه البروقراطيه هي سمة المجتمعات الصناعيه في الغالب...

    2-الفعل الاجتماعي من منطق الدين او الاخلاق ويرى ان الفعل الاجتماعي ينطلق من منطق الديانه والاخلاق التي تمثل المجتمع ويعتبرها سمة تغلب في المجتمعات التي لاتزال تعتبر الدين والاخلاق مصدرا لتنظيم الحياة الاجتماعيه

    3- الفعل الاجتماعي من منطق الشعور والتأثير بمعنى ماهو المؤثر الدافع للفعل او ماهو الشعور تجاه فعل معين ويحدد ان هذا المنطق يختلف من مجتمع إلى اخر بحيث اختلاف الشعور تجاه الشيء المعين ...

    4-الفعل الاجتماعي من منطق العاده والتقليد بمعنى يكون الفعل نتاج عادة للمجتمع او موافق لتقاليده

    ومما سبق أكاد ألمح أثر الفعل الاجتماعى وتأثير الدين والاخلاق فى المجتمع بشكل مباشر أو خفى فى تعيين السلطة
    فهل وجد هذا الأثر حسب قراءتى فى رأيك ؟
    أعود لأدلل على أجابة ذلك السؤال بالعودة لتقسيمات ومفهوم السلطة أعلاه والتى تتحدد وفقا للمجتمع المحدد لنوع السلطة
    وهنا يتمظهر العامل الاخلاقى أو الدينى فى تحديد بنية المفاهيم التى تتشكل فى المجتمع المعبر عنه بواسطة السلطة أى نوعها
    فاذا اعتبرنا حسب مفهومه للفعل الاجتماعى كقوة دافعة تجاه تحقيق غاية معينة ترتيط بمصالح المجتمع وتحدد وفقا للمفاهيم
    المجتمعية السائدة نكون بذلك توصلنا لمفهوم السلطة وتقسيماته وما يمكن ان نوصفه بقوة حضور الفعل الاجتماعى

    المقاربة ذكية فى محاولة مقارنتها بالواقع السياسى .. لذا انتظر بقية مقالك واكمال الحديث لنعود للنقاش فى خطوة أخرى

    ولك احترامى وتقديرى
                  

07-15-2009, 01:35 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض وجوه السلطة والقوة فى السودان (Re: سمير شيخ ادريس)

    thank you Sameer for the valuable comments
    I have just seen it and I will be back to add more as I am too busy at work these days
    thank you again
    Talaat
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de