من أحق النّاس بالتركة الإبداعيّة للطيّب صالح ؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-02-2025, 10:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-14-2009, 10:13 PM

Hashim Elemam
<aHashim Elemam
تاريخ التسجيل: 02-06-2009
مجموع المشاركات: 1058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من أحق النّاس بالتركة الإبداعيّة للطيّب صالح ؟

    خالد موسي دفع الله
    [email protected]




    شرفتني جمعية الدراسات السودانية بالولايات المتحدة الأمريكية، بإلقاء كلمة في الجلسة المخصصة لتأبين الأديب الكبيرالطيب صالح في معية الدكتور السوداني مالك بلة في المؤتمر الذي أستضافته جامعة متشغان في ربيع هذا العام، ونعت الدكتورة لوبان في تقديمها الفاجعة التي ألمت بالأدب السوداني والحسرة التي خلفها غيابه في قلوب محبيه. وقالت في مرثيتها بأن الجمعية تشرفت بدعوته ضيفا للشرف في أحد المؤتمرات ، وكانت تجلس علي يمينه الدكتورة اللبنانية مني الأميوني المتخصصة في رواياته وأكثر الناس إحتفاءا بإبداعه، وعلي يساره الدكتورة كونستانس بيركلي التي ترجمت مع الأستاذ عثمان محمد الحسن الملحق الثقافي الأسبق في واشنطون كثيراً من أعماله، وهي التي تصدت الي نشر إبداعه في الولايات المتحدة، وعمدت الي تدريس رواياته ضمن مقررات الأدب الأفريقي بالجامعات الأمريكية.وقد بعثت الدكتورة بيركلي التي أقعدها المرض في أحد نزل المسنين بواشنطون بمذكرة صغيرة استذرفت الدموع واستجاشت وقار الصمت المفجع..
    وقالت الدكتورة لوبان أن عظمة الطيب صالح لا تتجسد في أدبه فقط، بل في شخصيته الآسرة ، وإنسانيته المتدفقة ، ومناخ السلام والوئام الذي ينشره حيثما حل. وقالت مستدلة بحادثة طريفة أثناء المؤتمر الذي حضره الي جانبه الفنان الكبير محمد وردي حيث قام أحد الفنانيين الثوريين بنثر جماجم مضرجة بالدماء في قاعة الطعام كجزء من العمل الفني المصاحب للمؤتمر، و كدلالة رمزية علي العنف الذي يحدث في السودان حسب تصوره.فاحتج المؤتمرون آخذين علي الفنان اعتلال ذوقه حيث لا تجتمع الجماجم والطعام في قاعة واحدة، وطالبوه بأن يعرض عمله الفني في القاعة المخصصة. وفي ظل الهرج الذي حدث، أمتشق الأديب الراحل حسام الكلمة وهدأ من روع المحتجين ، وقال إننا لن نستطيع الهروب من الواقع الذي حاول أن يجسده هذا الفنان ، فاستطاع بمهارة مدهشة أن يمتص الغضب، و أن يعيد للقاعة هدوئها ووقارها.
    ما أن ترجل الأديب الكبير عن مسرح الحياة تاركا لمعجبيه ومحبي فنه العالي الحسرة وفجيعة الغياب ومر الذكريات، حتي اشتعلت حرب الوراثة الفنية، والتنافس علي سدانة معبده الإبداعي ، واتضح جليا أن محبيه لم يجمعهم في حياته سوي قلبه الكبير. فقد حفلت الصحف بعبارات التهاوش والتناوش والإعلانات والبيانات المتبادلة، حيث احتج الدكتور حسن أبشر الطيب علي مركز عبد الكريم ميرغني الذي فات عليه أن يدعوه الي حفل تدشين كتاب"ما بعد الرحيل : في تذكر المريود الطيب صالح" وهو كتاب تذكاري أصدره المركز، وجمع بين دفتيه معظم ما كتب في رحيل الطيب صالح.وقد تولي الدكتور حسن أبشر مع الأستاذ محمود عثمان صالح أمر أعداده و تحريره، وقال منتقدا غمط حقه الأدبي والفكري في تحرير الكتاب إن الأستاذ محمود ناثر فقط أي لا حظ له في التحرير.وأشار بطرف خفي الي أن نشر الكتاب بواسطة المركز ينطوي علي قرصنة أدبية. وفي خطوة موازية نجح الدكتور حسن أبشر في استصدار شهادة تسجيل لمركز الطيب صالح الثقافي حيث ضم مجلس الأمناء كبار الرموز الثقافية والفنية في السودان والعالم العربي، وخلا بالطبع سجل المؤسسين من اسم الأستاذ محمود عثمان صالح. وفي ظل هذا التلاحي، سارع مركز عبد الكريم ميرغني في الحصول علي حق حصري لطباعة أعمال الطيب صالح الأدبية لمدة خمس سنوات من أسرته قابلة للتجديد ، كما أعلن عن ترحيل مكتبته الخاصة التي تبرع بها الأديب الراحل الي داره في أم درمان. وطفق الجانبان في نشر اعلانات في الصحف السيارة، حيث كثف الدكتور حسن أبشر من الترويج للمركز الجديد ، بينما أصدر مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي بيانا صحفيا ندد فيه بتصريحات الدكتور حسن أبشر لصحيفة الوطن، وشرح ملابسات صدور الكتاب وعدد جهود الذين أسهموا في جمع مادته وإعداده.وقال البيان في لهجة حاسمة أنه ليس هناك مجال للاتهام بالقرصنة أو السطو. وأكد المركز علي الاحتفاظ بحقه في التقاضي في كل ما يمس سمعته الأدبية والمعنوية.
    إذن نحن أمام شنشنة أدبية تتعلق بالوراثة الفنية لإبداعات أديبنا الراحل.إذ أغلق مركز عبدالكريم ميرغني الباب علي مركز الطيب صالح الثقافي وذلك باحتكاره حصريا إعادة طبع الأعمال الروائية للطيب صالح ونشرها، بينما وضع مركز الطيب صالح هدفه الرئيس في ديباجة إعلانه التأسيسي تنمية المعرفة بأعمال الطيب صالح ، وتشجيع الدراسات النقدية للتعريف بأعماله وتشجيع ترجمتها الي اللغات الحية.ولا تثريب علي المؤسستين إذا كان التنافس بينهما نبيلا وشريفا من أجل خدمة الأهداف المشتركة المتعلقة بنشر أعماله ، والتعريف بها، وترجمتها، وتشجيع النقد الفني لها ،بيد أن الأمر ينطوي علي قدر من تطلعات المجد الشخصي.
    الدكتور حسن أبشر الطيب رجل أياديه سابغة بيضاء علي الأدباء والفنانيين ، وله في الوفاء لهؤلاء قصص وأفانين، وتكفيه سيرته مع الشاعر الفحل محمد المهدي المجذوب عندما تآمر عليه الأفندية وأحالوه الي المعاش.كما يكفيه سعيه لجمع قدر من المال لتشييد منزل خاص للأديب الراحل في الخرطوم ، ولكن فضل الطيب صالح عندما قصر المال عن بغيته،إضافة الي تطاول العهد عن إقامته بالسودان الي الاستفادة منه في تأسيس جائزة حملت اسمه يرعاها وينظمها مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي. وكذلك ظل الأستاذ محمود حفيا بالأديب الراحل، قريبا منه، وأكثر أصيحابه ملازمة وودا ووفاءا له حتي مماته.
    إن مما يؤذي محبي الراحل المقيم أن تشتعل حرب خفية بين الدكتور حسن أبشر والأستاذ محمود عثمان صالح حول الوراثة الفنية لتراث الطيب صالح وأدبه ،لأنهما توحدا وكانا حفيين به في حياته، ولعله من الأجدر أن يتوحدا لتخليد ذكراه، والاحتفاء بأدبه ونشره بين الناس بعد رحيله لأن ذلك أنبل و أجزل وسائل الوفاء لروحه الخالدة.
    يتفق النقاد بأن الطيب صالح بما امتلك من أداة فنية مذهلة ، لم يصادر حق المتلقي في تفسير أعماله وتأويلها، وقد وصف الدكتور عبد الله حمدنا الله هذا الفعل بأنه أعلي قيم الديمقراطية الأدبية .رغم ذلك إلا بعض النقاد حاولوا مصادرة حق المتلقي وأبتسروا التفسير الفني لأعماله باسقاطات أيديلوجية فجة وقرأوا أعماله كأنها شفرة روائية للواقع الاجتماعي في السودان ، ونصبوا أنفسهم ناطقين رسميين لشخوصه وأحداث رواياته. لقد غمس الأديب الراحل ريشته في فسيفساء تلك الفانتازيا ليصور عالما كان يخاف عليه من الضياع.هذا العالم الفانتازي لم يكن مطابقا للواقع بل استلهم صورا تعبيرية خارج السياق التاريخاني أو مرويات التراث الأدبي، وهو ذات ما عبر عن الدكتور منصور خالد في كلمته حين قال " إن ثمة مراحل في تاريخ السودان وواقعه تعبر عنها روايات الطيب صالح تعبيرا لا تجده في التاريخ أو الأدب ،ودون أن تطغي فيه المحلية علي الإنسانية الشاملة". إن أجمل ما يزين شخصية الأديب الراحل كما وصفه الدكتور عبد الله علي أبراهيم هو أنه رجل بلا مزاعم.
                  

09-14-2009, 10:15 PM

Hashim Elemam
<aHashim Elemam
تاريخ التسجيل: 02-06-2009
مجموع المشاركات: 1058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من أحق النّاس بالتركة الإبداعيّة للطيّب صالح ؟ (Re: Hashim Elemam)

    والطيب صالح كما كان يقول عن نفسه نفور من الأيدلوجيات، فقد تحاشاه الشيوعيون لتعاونه مع مجلة حوار البيروتية التي نشرت روايته موسم الهجرة، والتي اتضح فيما بعد تورطها في استلام دعم من منظمة حرية الثقافة التي كانت ترعاها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.أما الإسلاميون فقد انتبذوا منه مكانا قصيا واستبشعوا رواياته لانفتاحها علي المسكوت عنه، وصنفوها ضمن مرويات الأدب الإباحي التي تشيع الفاحشة.لذا فهو كما قال الدكتور يوسف نور عوض لم يقدمه حزب سياسي أو تيار أيديلوجي. وهو ذات ما أكد عليه الدكتور منصور خالد عندما ذكر بأن الطيب صالح "مفكر مدقق عميق التفكير،ورغم أرتهان كثير من مجايليه للأيدلوجيات السياسية الدهري منها والديني، إلا أنه لم يرتهن نفسه لتلك الأيدلوجيات، بل ظل يحكم عقله فيما يكتب ويقول".
    كتب الطيب صالح في "تذكره عن أكرم صالح" عن ليلي طنوس المذيعة اللبنانية في البي بي سي أنها كانت تنطق العربية كأنها تتحسس قطعا من العملة الأثرية النادرة.وقال المرحوم علي أبو سن في كتابه "ذكرياتي مع المجذوب" أن ليلي طنوس كانت تتحسس الطيب صالح لتحديد مصدر واتجاه أشعاعاته المركبة، ودروع معدنه الغامض.وهذا من أهم الكتب الصادرة في مجاله ،ولكن كما قال الناقد الحاذق عبد المنعم عجب الفيا لم يجد حظه من النقاش والاهتمام والتداول. ومن الشهادات الغريبة التي أطلقها أبو سن في كتابه المذكور أنه قال "إن الطيب صالح إنسان هارب أبدا، يهرب دائما من كل عاطفة إنسانية تخالج نفسه، فلا يعبر عنها إلا بالهزل والدعابة ودار الحرب الحقيقية هم الآخرون. هو إنسان طيب ولكن يحيط نفسه بسياج حديدي أجزم أن أقرب الأقربين لن يصل اليه". وينعي أبو سن علي الطيب صالح مصادقته للبسطاء فقال" كان خليقا به أن يصادق المبدعين في أروبا، ولكنه اختار شخوصا باهتة من العرب يخفي خجله المستتر وراء ضبابيتهم.لهذا السبب فإنه في مجال الصداقة يختار فريسته بعناية فائقة وبشروطه هو . أما الذين يختارونه صديقا من الأذكياء والمقتدرين فعليهم المجاهدة والصبر والتفاني في الولاء له، وله في استقبال ذلك طاقة لا تفني". ولا شك أن هذ شهادة قاسية ، وقد سكت الأديب الراحل عن التعليق علي الكتاب عندما كان الاثنان علي قيد الحياة.. وقريب من هذا قول الدكتور منصور خالد في كلمته التي القاها في حفل تأبينه بلندن في شهر يوليو الماضي: "إن أكثر ما يدهشني فيه هو أنه أقل الناس عبئا علي مجاليسيه، وأكثرهم صبرا علي الفارغين من كل شئ".
    ولعل هذا الوصف يكشف الفرق بين نمطين من المثقفين في السودان:الأول صفوي ، متعالٍ لا يخالط العامة ويزدريها وهم أغني عن الذكر. ونمط آخر يمثله الطيب صالح لا يتدثر بنخبوية مصطنعة، ولا تغريه النجومية عن التواضع الصوفي الحق ،يحتفي بالجوهر الإنساني، ولا يلتفت الي الوضع الاجتماعي والكسب المعرفي للأشخاص، ولا يترفع عن مخالطة غمار الناس.ولعل التأويل المناسب لرواية أبو سن هو أنه قد وقر في ظنه أن الطيب صالح استلهم شخصية مصطفي سعيد من مغامراته وطبوغرافيا حياته الخاصة في لندن.ولكنه تنكر لهذه الحقيقة ولم يجرؤ علي الاعتراف بها،بيد أنه حسب رواية أبو سن قد أشار اليها في عوابر متفرقة ، منها الإهداء الشخصي للترجمة الفرنسية لموسم الهجرة عندما كتب له "الي علي.. أنت أحق الناس بهذه الرواية".ولعله قد شق علي الراحل علي أبوسن أن الطيب صالح لم يتكرم عليه بتقريظ خلال مسيرته الإبداعية الممتدة ، فالمرة الوحيدة التي ذكره فيها عندما قال في مقالات أكرم صالح أن علي أبو سن "من أرومة باسقة في السودان كان يقرأ النشرة العربية كأنه يتفضل بها علي الإنجليز".ورغم الصداقة الممتدة بينهما منذ أيام الشباب الغض في لندن إلا أنها كانت أسيرة التباطؤ و الحذر. وقد وصفها أبوسن بقوله إن علاقته بالطيب صالح أشبه بالقرابة بما فيها من عطف ورعاية وتكلف وحذر.
    لقد حار النقاد في مصدر الهام شخصية مصطفي سعيد، فكما أشار أبو سن أنه استلهم الشخصية من سيرته الذاتية ، قال آخرون إنها السيرة الذاتية للكاتب وهو ما نفاه الطيب في حوارات متعددة. وقد خرجت علينا الدكتورة جيرزالدة أرملة الفطحل الراحل البروفيسور عبد الله الطيب بتأويل طريف ذكرت فيه أن مصطفي سعيد هو جماع شخصيات متفرقة استلهمها الطيب صالح من السير الذاتية للرعيل الأول من المبعوثين السودانيين في لندن ، منهم الدكتور الراحل أحمد الطيب وآخرون. كما ذكر الناقد عيسي الحلو أن الطيب صالح تأثر براوية أداور عطية..
    إن أبعد الناس عن وراثته الإبداعية وسدنة أدبه هم ذوو الاسقاطات الأيديلوجية الذين يؤمنون بالأدب الوظيفي الملتزم، ويصنعون منه قوالب وطقوسا وطيالسا، كما يظنه الشوفونيون السامريون عجل الوطن المقدس. ولعله لا يفوق هؤلاء هذرا إلا أدعياء الثقافة، وأنصاف المتعلمين الذين يعتبرونه مصدرا إبداعيا ملهما لمركزية الهوية العربية والإسلامية في السودان التي تحيا وتنتعش بإقصاء وتهميش الثقافات والهويات الأخري، التي لا تتماهي مع المشروع الأسلاموي العروبي حسب مصطلحهم.
    لقد احتفت كل من باريس ولندن بموسم الهجرة بطريقتين مختلفتين ، فقد قوبلت بحفاوة في لندن إلا أن كاتبا في ملحق التايمز الادبي قال إنها لا تستحق هذه الضجة لأنها خالية من الحدث وهو ضعف مقيم ظل ملازما للأدب العربي. في باريس قال عنها الأديب الكبير فرانسوا مورياك لم نقرأ مثل هذا العمل الإبداعي من قبل ونزعم أننا نقرأ كثيرا .وقال الطيب صالح في مقدمة طبعة بنغوين الشعبية التي ترجمها بأسلوب رصين الدكتور أحمد الصادق: كيف لرواية توصف بأنها تافهة في لندن ، وعظيمة في باريس؟.
    لقد غدت روايات الطيب صالح وأعماله الأدبية جزءا عزيزا من التراث الأدبي العالمي، فلا تقتلوا إبداعه بشوفينية ضيقة، وشعوبية متلاحية، فعظمه لنا، أما لحمه فمقسم بين قبائل الإبداع التي بادلته حبا بحب.
    لقد كان السودان قبل الطيب صالح نقطة بيضاء في خارطة الأدب العالمي ، وغدت بعد رحيله كرمكول وود حامد أشهر من الخرطوم، في عالم الأدب. فالطيب صالح احتضنته لندن، وغسلته في لجة الحنين وصقلته بالمعارف والتثاقف والشجن، وجمرته بالغتراب فعكف علي تصوير اختلاجاته وذكرياته بارتعاشات فنية مدهشة ولغة عبقرية. ، وقدمته بيروت واحتفت به القاهرة حيث قدمه الناقد الكبير رجاء النقاش ووصفه بأنه عبقري الرواية العربية، وقد انتقده جراء ذلك كثيرون لأنه غامر بسمعته الأدبية للاحتفاء بكاتب مغمور. واحترمته الدوحة وكرمته أصيلة ، وأخرجت درته الكويت عن طريق خالد الصديق في عرس الزين، ومنحته سوريا لقب أفضل رواية عربية في القرن العشرين واحتضن رفاته السودان، فقد أودع أهل السودان مقابر البكري كنزا عزيزا أو كما قال منصور خالد إننا "أودعناها رفاة حلم".. لم يكن الطيب صالح كشجرة الدليب التي ترمي بظلها بعيدا، بل كان كشجرة الهشاب التي تمنح أفضل ثمارها كلما أوغل فيها العمر، وغار النصل وتفتق الجرح..إن سدنة أدبه هم المثقفون ومحبوه في العواصم العربية والعالمية التي اتشحت بالسواد حزنا علي غيابه الأبدي،وهم الأدباء الشباب الذين أعطاهم الأمل وكشف لهم الطريق ، ومنحهم من عطفه و طاقته الإبداعية. أما ورثته في البعد الإنساني فهم البسطاء الذين ملأ أحلامهم كنجمة لا تنطفئ تضئ من زيتونة العرفان ، ورمزا لا يغيب يقتات من أيقونة الزيت المقدس. إن الطيب صالح ملك لهؤلاء لأنه أحب بلا ملل وأعطي بلا كلل وحلم أحلام البسطاء، فلما نادته السماء ارتحل، لأن طريق العودة كان أشق.
    "نقلا عن الأحداث"
                  

09-14-2009, 10:22 PM

Hashim Elemam
<aHashim Elemam
تاريخ التسجيل: 02-06-2009
مجموع المشاركات: 1058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من أحق النّاس بالتركة الإبداعيّة للطيّب صالح ؟ (Re: Hashim Elemam)

    أرجو أن يجد هذاالمقال حظه من النقاش من أهل الاختصاص، فكاتبه أديب حاذق وناقد بصير وله كتاب في أدب الطيّب صالح بعنوان " اللامنتمي في أدب الطيّب صالح ".
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de