|
كلام جلاكين..!!
|
خط الاستواء عبد الله الشيخ كلام جلاكين..!! جاء شتلي في إجازته السنوية، فهو كائن لا يتغيَّر، أعرابي من نيويورك، يبدو أنه اضطر خلال السنة الماضية لتغيير إطار النظارة التي ما زال يسميها رغم غربته الطويلة بـ(الظمباجة)!.. ويقول: الظمباجة دي ما للمنضرة.. الظمباجة للقراية والكتابة، والحوامة داخل (العفش) دا.. وأشار إلى جهاز الكمبيوتر، ففهمت أن شتلي يطلق اسم العفش على الانترنت بجلالة قدره. وكأنه كان معي هذا الصباح، فتح الباب وقال لي: والله جلكنت!.. بقيت جلك!.. لكن الجلكنة برضو فيها حسنات، أقلُّو إنو البنات بيرتاحن ويلقن شوية اطمئنان لما يقعدوا مع الجلاكين. ودخل شتلي في مواضيعه كأنه لم يغب عن السودان أعواماً.. فسألته: كيف رأيت البلد.. وانت تتجول في شوارعها طليقاً بعد غيبة وغربة؟.. أشعل سيجارة وقال مستغرباً السؤال: زول مجلكن جاء كداري من شارع الجامعة لسوق نمرة (2)، يعني انت فاكر ناس النظام العام ح يوقفوني ويقولوا لي انت لابس قصيِّر؟!.. ثم أضاف: كل ما الاقيك في الخرطوم تقول لي (كيف ترى الشوارع)؟.. انت قالوا ليك البلد دي بيقروها من الشوارع؟.. لو كان البلد دي بتتعرف احوالا من الشوارع كان الكماسرة بقوا أسيادا. فسألته عن امريكا قارناً سؤالي برغبتي العارمة في السفر من هذه البلاد إلى آفاق أرحب، والى عوالم ليس فيها عساكر أو بومبان، عوالم ليس فيها (بوش)!.. اعتدل شتلي في جلسته وقال وهو لا يضحك: الزول المفتول كلامو ياهو كلامو، والزول الناهض قبل ما يقول مسافر بيحدد انو داير شنو من السفر.. الزول البارك بيكون ناوي السفر عشان يشوف الحيطان، ويمكن يأدلج السفر ويقول ليك أنا ماشي اتفسح!.. أو يكون خاتي في راسو الغربة كمشروع تسمين وشراب بيرة، وإذا كان على مشروع التسمين، لو ضربت في وادي البطانة.. حرَّم الحملان البِج الفيها ما يحلم بيها اغنى زول في أمريكا، وإن داير اللبن المناقل القريبة دي فيها شلالات من اللبن.. انت داير تسافر؟. وقول سافرت!! واتخيل نفسك الساعة دي انت في نيويورك.. أها.. انت داير شنو وداير تسوي شنو؟ وطيب.. انت البلد العاجباك دي خليتا مالك؟.. قال شتلي: أنا ما بحس إني شميت الهوا إلا لما ألقى نفسي في مطار الخرطوم، ولما سافرت من هنا كانت سنون العالمين دي بارزة!.. الآن ممكن تلقى حاجات ما كانت موجودة زمان.. صحي الحياة فيها شلهتة، لكن الحاجة لو ما (سلت روحك) لحدي ما تلاقيها ما بتكون ممتعة.. ومضى شتلي يحدثني عن انه في اسواق نيويورك يبحث عن الشطة الخدرا، ودواء البن، ويقلب القراصة (زي الما حصل حاجة)..! وجدها شتلي فرصة حين قلت له انني حتى هذه اللحظة ما بعرف أقلب القراصة!.. قال لي بتلقائية وبسرعة: ما بتعرف تقلب القراصة وداير تقلب حكومة زي دي؟ وواصل شتلي تعليقاته الساخرة في كل ناحية، وما يقلقني أنه كثيراً ما يستخدم لغة الوعظ والإرشاد، ويقتبس من كتب الفقه، ويقارن بين النظام العام هنا، والنظام العام هناك.. ويقول ان النظام العام (محفوظ) هناك، رغم انو من حق الزول يمشي عريان لو عاوز.. والنظام العام اللي أنا بعرفو انك (تتكلبش) ـ ولو كنت أوباما ـ إذا خرقت القانون.. ويقول شتلي ان البلد ديك ليها ناسا، وعندها أهل، والدقيقة عندهم محسوبة.. الحريم العجايز المكركبات عمر تمانين تجدها تحب الحياة، وعادي جداً (تجيّر خشما)!.. نحن هنا الواحد يقرر يموت قبال يومو!.. مافي زول قاعد ساكت.. كل واحد ينجض شغلتو وبس.. ثم عاد شتلي إلى موضوعنا الأول وباغتني عما إذا كنت جاداً في السفر وقال : بقيت تعرف (حديس) الخواجات كويس؟.. قلت له: يعني نص نص!.. انطلق شتلي في القهقهة مرة أخرى وهو يقول: داير تمشي تتعلم هناك؟.. طيب الوقت اللي ضيعتو في الهضربة والونسة مش كان كفاية عشان تتعلم (الأمازيغية)؟
|
|

|
|
|
|