|
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. (Re: عبدالغني كرم الله)
|
كلام زي ده لازم (يتبع) ويتواصل .. أحكي .. أحكي يا عبدالغني يا مجنون الكتابة.
أحكي الكلام الفي راسنا الفاضي ده .. وما قادرين نقولو زي ما بتحكي.
أحكي لينا حياتنا العشناها يوم بيوم.
(إمتداد ناصر) قبل ما يتولد .. كان قفر .. مساحة واسعة ما فيها غير دروة (ضرب نار) .. وحفرة (أبراهيم عوض) .. والباقي (عُشر) و(سنة مكّة). من 1970 ولي جاي بقى عالم تاني إتمددت فيهو البراري واستطالت .. كمّل الحكي يا عبدالغني ياخ.
يديك العافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. (Re: عماد الشبلي)
|
الحبيب، ابو العزائم...
ياخي ده تشجيع جميل، للكتابة، عن الحي الذي احببته، وسكنت فيه حقيقا، ومجاز ، وذقت الحب والمرارات، وتسكعت فيه كثيرا كثيرا، واعرفه،
سأحكي عنه، بصدق،... ومحبة لأيام، وسحب، وكورة، وإخفاق، وكلها، عنن حب عريق، لحي طبع روحه في النفس، بصداقات عز مثلها.. الشبلي اخوان، عادل شيخ ادريس، وسرب لا يحصى، امين صديق، لؤى حامد، قصى، "احمد موسى (لم نحتك كثيرا)، وألوان الطيف، وسأحكي عنهم، بتمهل، وسأحكي اكثر عن مربع واحد...
عريق محبتي..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. (Re: عبدالغني كرم الله)
|
Quote: وأن ظهر مستطيلا، فإنه ينحني شمالا، من سور مدرسة قرنفلي المسيحي، حتى يكاد يتكئ على عمارات المنشية، لو لا شارع الستين، الملئ بالإثاث التركي، والذي ضيق شارع الستين، بأثاث، وكراسي، وغرف نوم، يسكنها الغبار (أن امرت ان تطاع، فأمر بالمستطاع |
حضور ... وكفى بانتظارك يا مبدع .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. (Re: فتحي الصديق)
|
عزيزي، فتحي الصديق
محبتي، ورمضان كريم..
جزء من ذاكرة، وأصدقاء، اذكياء جدا، تتلمذت عليهم، في دروس التسكع، والشاي مع عادل، والمخضرم الشلي "عبدالحميد"، ومع لؤى وقصى الماكر، وسأحكي عن بروفات الوان الطيف، وصناعة الرقصات، والبحث عن لحن داخل هيام وريان، و"طلعت الاولى الاولى"، وعن مسرات، وأحزان، جرت في حي شعبي بسيط، وأنيق، وشعبي"، وعن فسحات، شهدنها تحولاتها، في الانظمة اياها، ... كنا نلعب بها، ثم صارت زوايا، وتكايا، وبعض دين قديم، لا يعرف حج الفطره له، بكرة القدم، وبالمسرح، فالسعة هي اس العقل القديم..
حكايات، في حي، بسيط، وساحر..
تسلم..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. (Re: عبدالغني كرم الله)
|
(2)
مشهد حي.. شارع في ناصر يوم 23/1/2009م
يالها من رشاقة، ملعب مستطيل، عرضه 15 متر، وطوله...؟ هو مجرد شارع، يلعب به الاطفال، ومتفرج واحد، على كرسي حديد، توقفت المباراة، مرت عربة اتوز بالملعب، لا حكم هناك، بل انحصر الصبية على الحائط كي تمر الاتوز، ومعهم الكرة، اشجار خضراء تمتد في الشارع، رشيقة الاغصان، مثلهم، لم لا تلعب معهم، هناك صهريج ماء صغير في احد البيوت، ..
بوري يقوف المباراة، تاكسي قديم، قديييييييييم، ضرب البوري بشدة، واخرج يديه للاطفال من بعيد (زحو.. زحو)، كما لو أنه لا فرامل له، ويسير ببطء وكأنه مدفوع بعدة سلاحف، لم أراها خلفه)..
الاصغر سنا، لعبو لعبة الحجلة، آذان العصر، من عدة جوامع، كلها متشابها، ماعدا، مؤذن بعيييييدة، يبدو سعيدا بالأذان، ... هناك شجرة ترقص مع النسيم، (لا ادري اهتزاز الشجر الواهن، لم يرتل شعر ريلكه، والعباسي، وموسيقى كلاسيكيا معا)، الرخاوة، هل يجسدها، ومعها الرقة ومعها السلام، رقص هادئ، عصي الاستيعاب، وببطء يتمثله القلب، والعين، والذهن.. معضلة هذه الرقصة الخضراء، وبالف فرع، وبألف ألف ورقة، وثمرة، وضوء، وظلال، ورقة، ونعومة، وشعر، وفكر، ونشوة، لم ترقصي بهذا الهدوء المتقن، هناك اغصان كأنه تلوح لي لوحدي..
خرج مزمل من الدار، ودخل المباراة طوالي، لا حكم، لا نمرة، وكان مهندما، يلبس فانلة جميلة جدا، وفوق رأسه كاب جميل هو الأخر، يبدو مهندم فعلا، سوى انه نسى ان يلبس سرواله، وترك لصلبه ان يلبس النسيم كله، النسيم الذي يلف الكرة الارضية، كما تلف قشرة الموز بالفص الابيض..
مرت رقشة، مزعجة، أحسست بأن البيوت بالداخل اهتزت، وربت، (كيف تخرج أغاني هادئة كألحان الكاشف، من هذه البيئة)، مستحيل طبعا، فالماء بلون الإنان، وأغاني الرقي والراب والجاز، مستحيل تطلع زمان، زمان لا توجد طائرات، ورقشات، ودبابات، والجهاز العصبي، لا يملك ذاكرة ضوضاء، عشان يستخرج لحن مؤذي، وراقص، و(زار)، كي يخض الجسد المتعب بالاصوات، ويستلها، ويبددها..
طائرة تقلع من بعيييييييييييييييييييييييييييد، تصور؟؟.. (مطار الخرطوم، نص الخرطوم، يعني قلبها الميكانيكي)، لذا اتسعت غرف التجاني الماحي، وعشاق ظلال النيم، في البلاد، والعباد..
ادروب ظهر في نهاية الشارع، وهو يقبل نحونا "تحسست جيبي، كان يلبس سروال وصديري، حسبته ادروب، ولكنه من المناصير، يركب جمل، ويبيع النبق، والقنقليز، والدوم، هو من المناصير، كان يصفر، صفارته وقفت المبارارة، وايقظت غرائز الجوع، وحب الحلاوة لدى كل الفريق العظيم..
(يازول المناصير كلهم اتكبو، عشان دايرين التعويض)،هكذا قال لي حين سألته ساكن وين؟ قال بأنه كان في كسلا، ولكن لمن سمع بالتعويض رجع لاهله... من حقو... (لم الشمل)، الذي ينشده كل السودانين، في كل العالم، في كل الازمان..
الغريبة لا ادري هل انتهت المباراة، أم فترة استراحة، ولكن جلس الاطفال وبأيديهم النبق، والفول، والقلنقليز..
.....
يتبع..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. (Re: عبدالغني كرم الله)
|
..
(3)
الهوية، التي تضطرب فيها الاحزاب الصغيرة، "كلها"، تبدو في ناصر، كأنها حلت، أو في طريقها للزوال، كظلمة الفجر، دعه يمر، دعه يتلاشى، لشمش القديمة، للعقل القديم أسرار، ورتوش، ومكر، وإلا لم سكن النوبة، والمسيرية، والشايقية، والعبدلاب، والعسيلات، والنفيدية، في شارع واحد، صغير، بل ستة بيوت تتلاصق كعربات القطار، وهؤلاء، يفرشون برش واحد في رمضان، ويصلون خلف رجل واحد، هو بيخت الفضل، الراحل المقيم، والصوفي المخضرم، والرجل الفاهم، والسوداني الاصيل، والذي لا تمل وأنت تجالسه تحت شجرته، وامامكم الخور، الذي يحمل مياه امتداد ناصر، ويلقي بها في النيل الازرق، ويمر على بيت د. عبدالله الطيب، "أقصد الخور"، وزوجته السودانية الخواجية، وهي ترسم وجوه تمر بك كل يوم، ولا تحرك فيك ساكن، سوى أن تجدها في لوحاتها، ابطالها قدرة فول ورجل منحني، وطفل يمد صحنه، أو البستله ... نرجع لناصر شمال المرة دي، مربع واحد، والشارع الاول الصغير، الذي يمتد من محلات ابوعرب، وحتى الانحناءة الاول للشارع في مدرسة قرنفي الثانوية، (كانت ثانوي عالي، ثم صارت للجنوبين)، عاش قرنفلي "صرخة الطابور الصباحي، ياريت).. ... سنحكي عن بخيت الفضل لاحقا، وكتبه، ومسرات مجالسته..
أبوعرب ده ياربي فاتح علي استاد بري ؟؟
بس فاتح على استاد بري (الوهمي)، والذي علت كشافته الخشبية، ثم هوت (كأشياء أخرى هوت في هذا الظلام النفسي الدامس)، هناك في تلكم الكورنة الجميلة لناصر، الكرونة الشمالية الغربية، محل بنجر ابوعرب، بيت ناس حبيب وإبراهيم، طبعا برضو سيد كرم الله وبيت ناس بخيت الفضل وصالحة ومحمد خلف الله الشايقي، وعمك المرحوم محمود، من ناس القراصة، صاحب اللواري الكتار، الزد واي، حتى قوقل ايرز، ترى السيارات المعطلة، ليوم الناس هذا..
يتفح بيت أخي الأكبر على تلك الفسحة الشديدة الثراء، ففيها يتم كرنفال فطري يومي، يتجالس الجنوبيون بطولهم المحبب، وشكلهم الأحب، وهم عائدين من نادي بري، أو مدرسة قرنفلي، وتتحرك الفتيات من على البعد، (كم هو لين جسد الجنوبية، وكأنه مسقى بندى تلكم الغابات)، وأهمس في خاطري (هل اخترقتها كلمات غزل من الفتى الملاصق لها كشق التمرة)، أم داهمتمها انين المشردين، النائمون كالموتى داخل الخيران، للحق ايدي الجنوبيان رقية، وناعمة كالشعر، (يقال الانسان اول افريقي، سوداني)، العرفان يقول هكذا، ولكن (يجب فهم العالم وتغييره، أو يجب ليس فهم العالم بل تغير)، هل يفهم العالم؟ وكيف يكون التغيير (بالعقل الحادث)، خواطر اسئلة، وأنا اجوب الفسحات الكثيرة في امتداد ناصر، وخاصة فسحة مربع 3، والجامع، والزريبة.. نرجع للفسحة الام، تلكم التي تفصل بين ناصر، وبري "الدرايسة".. والمحس.. وكوريا كمان، فسحة طووووووويلة، من شارع عبيد ختم "اقوله بحسرة، ليته كان باسم عشة الفلاتية"، وحتى شارع الستين.
في تلكم الفسحة، لعبنا الكرة، وسجلنا أهداف رائعة على مرمى مكون من حجارة وملابسنا البسيطة الساذجة، لا يكدر صفونا سوى تسابقنا لمعرفة (نوع الطائرة الهابطة السعيدة)، والأخرى ا لمقلعة التعيسة (أرضي ووطني جنة)وفي المساء، تتخذ الفسحة التي تفصل بري المحس عن ناصر، شكل مخيف نسبيا، لنساء الحي، ورجاله كمان، وومتع، و(ستار)، لبعض أهل الحي والعابرووووون، والغاون، وأصحاب ال.. وال........
والآن تقلصت بيوت ناصر، لا بفعل الزمن (كعادته القديمة)، ولكن الجيران (أهل الصفاء)، تطاولوا حتى حرموا فتيات ناصر من النوم في الفسحة وتأمل سحر النجوم اليومي، وهكذا العلو، يجعل الإنسان (إله)، يتحكم في الأخرين، وتلصص على السقيان من عل، وهي تخرج من الملاءات....
كم تسكعت فيه سعيدا، وحزينا، أحيانا، بعد أن اودع صديقي عبدالحميد الشبلي، ونحن نحلم بسذاجة، بتغير العالم كله، هو بالموسيقى، وأنا بالحرف "تصور"، ونجلس على عمود كهرباء مكتوب عليه "احب انتصار"، بالفحم، ودم "أسود يسيل من القلب"، نتونس في الدين، والدنيا، والاطفال، والبروفات، ..
أودعه في الثانية عشر ليلا، كي امضي، تصور من جنوب ناصر لشمالها، وأمر بفرن، واشتري عيشة حارة، وأجلس في (ثكنة الانجليز، واسمع شخير باعة الفحم، والبرسيم، واراقب الحمير، وأحن عليها (هذه قرية كبيرة، وليست مدينة)...
وأحس بحنو، في ظلمة الليل، متشرد، بلا عمل، خريج فاشل، اسمع ندوب تنكيل هنا، وهناك، ومع هذا، احس بأمن، وبأن شعبي عظيم، عظيم، وصابر..
في تلكم الظلمة، قربي جامع ضخم ساكن، "لم لا يسكن فيه الشماشة"، إليس بيت الله؟ واراقب عمارة بيعدة، لصقها بيت طين، وربي؟ كل هذا في ناصر.. ومن بعيد تظهر بيوت نهاية الفسحة، أحس بحنين نحوها، نائمة، سوى انوار هادئة، أحس باناس غرقى في الطفولة الابدية، طفولة النوم...
ثم التهم الرغيفة الحارة، وانا احملها من يد ليد، حتى تبرد، ثم اشرب شاي من السبيل الساكن، وامر بالتجار وهم في نومى في عناقريب لصق الابواب الخضراء المغلقة، وأمر بأصحاب الحافلات، وهم في سبات غريق قربه دوابهم الحديدية، فأحس بالحياة، وبطفولة الانسان، وبسلطان النوم، والنوم الأبدي "الموت"..
....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. (Re: عبدالغني كرم الله)
|
أبو العزائم..
يالله، على:
Quote: منتظرين إنسياب الذكريات .. وبما أن الشئ بالشئ يذكر .. ذكريات الليالي الرمضانية |
ياخي دي عوالم، الليالي الرمضانية في كل الفسحات، الانوار في الاعمدة، صراخ الصبية، جمال الليل/النهاري، معا..
ونادي بري،والميدان الجنونبي، والدورة الرمضانية.. كل عام، كل رمضان..
للذكرى والحنين، أيام، وسنين، سنحكي عنها، بإذنه تعالى،..
محبتي..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. (Re: عبدالغني كرم الله)
|
(4)
بروفات ألوان الطيف، وعصريات ناصر الباهرة!!.
اللحن، من أين يأتي،..!!!!
مدرسة ناصر الابتدائية للبنات، الشمس تنزلق للغروب، الاطفال في حصص المذاكرة، أو بروفات الفرقة، الاشجار واصوات الحنفية، للمذاكرة سر جميل، فليس فيها صرامة الدروس الصباحية، وكأن الدورس تتحول لهواية، ولعب، أكثر من معلومات تملأ السبورة، حتى الازياء صارت شخصية، وليس موحدة كالمسجونات، فالزي هو دمورية سمرا، لا فرق بين سجن النساء، ومدراس البنات الابتدائية، في صرامة المناهج، وسجن الفصول، وشح "الفطور"، وبعض قسوة في اسلوب التعليم، لذا تتخذ المذاكرة، بالعصريات، ايقاع اخر... بهذه المدرسة، والمدراس التي تحيط بها، والمدارس التي لا تحيط بها، في نواحي بلدي الكبير..
اراقب الشبلي، مؤسس الفرقة، فرقة ألوان الطيف، ورائدها، على مستوى الوطن، وهو ممسك بالورقة، وعليها قصيدة جديدة، ويحاول تلحينها، تولد الالحان، كما يولد الالطفال، كل على حدة، ولكن من أين يأتي اللحن، وأين كان قبل أن يكون، وكيف يكون، ولم بعض الناس تلد ألحانا شجية، وأخرى حزينة، وثالثة فريحية، وأناس لا يعرفون التلحين، ولكنهم يطربون له، لم تحب الانسانية كلها الالحان، وتطرب لها، وتهتز دواخلها، بل ترقص، وتثمل..
(طلعت الأولى الأولى الأولى)، هكذا كان يرددها، ولم أختار ثلاث مرات (الأولى، الأولى، الأوووولى)، وكانت كلمة "الأولى" الأخيرة، يمدها طويلا، تسبح داخله، كما لو أنه سمكة فرت للاعماق،... ثم يتوقف عن اللحن، مثلت بأني لا راقبه، "الملحن يتعرى، فإياك، إياك، أن تحسسه بأنك تراقبه، أياك؟، قرأت مثل هذا لمحمد عبدالوهاب..
اللحن كائن حي، قد يفر منه، في حال التداعي الحر، وهو يبحث عنه في قعر نفسه، ، يخرج اللحن من بئر هناك، بل هناك وهنا، (حيث لاحيث، وعند لا عند)، بئر تلمع كبرق، كلؤلوءة في قعر الذات الإنسانية، ، بئر حبلى بأصوات مهيمنة، غسلت نغماتها حتى من حمى الصوت، أهي الروح، وهي تهمس بعيدا بعيدا، في الاغوار، كي يتسلل الفنان، إلى محرابها المقدس، وهناك يسمع ما لا يسمع، يسمع الروائح، والنعومة والعاطفة الخيال، كيف يتسلل الفنان، إلى تلكم الإغوار، إلى فردوس الألحان، ويقطف لحن، يهز الافئدة، أجميع، كأطفال.
ألا يضل السبيل؟، إلى تلكم الاغوار، تقابله في الطريق اصوات الذاكرة القديمة، في تقلبه في الأطوار، في ذكريات ما قبيل الميلاد، وما بعده، أصوات اطفال وهي تخلق (جذلى فرحة)، ثم يقابله صوت (الحفيف النابع من تقبيل الاوارق لبعضها البعض، كل شئ منتشي) ثم صوت الحياة، صوت الانشاد وحيرة الرهبان،، صوت السحب، (فلكل شئ صوت، لكل شئ لحن، لكل شئ نبض)، حتى ركض السحب، في غيمها البهي لها صوت، وااااااااهن، كالروح،
يجري أعمق، وأعمق، بداخله، جري لا مسافيه فيه، سوى التوغل لعوالم الأحشاء، هناك لحن يستدرجه أكثر فأكثر، لحن سمعه في وقت ما (خارج مملكة الليل والنهار)، يتصبب عرقا، يفلت اللحن، يطفو اللحن ثم يغطس، الإمساك بالهواء أهون من ذلك (مابالكم كيف تسمعون)، أحس بأنه اصم وابكم، الصوت الداخلي شفيف، يرق، يخرج عن كونه صوت، أهو روح، أو سكينة، فللسكينة صوت، أهي جري الالكترونات حول أمها البروتان، جري المجرات حول الشمس، أي نبض القلب، وهو يرتل انشودة الأبدية، صوت داخلي، يسمع بأذن القلب.. صوت واهن، شفيف، يبدأ بعد نقطة الصمت، وبعد أفق السكينة، صوت بلا صوت، إنه صوت الاحاسيس المكبوته، الساكنة في الاعماق، كي تنفجر، كشلالا من طيف لحني فاتك..
لم يكتمل اللحن اليوم، ليس هو المطلوب!!، (يقارنه بلحن داخله، بشي داخله، بحكم داخله)، المثال؟.
سيعود اللحن غدا، لقد رأى ملامحه من بعد، لن ينام اليوم، فهو مكلف بمهمة قدسية (البحث عن لحن يمضد الجروج، يمضد الملل، لحن ينفخ الروح في أطفال، وفتيات عاشقات، وفتيان، وكهول)، تبدو ملامح اللحن كملاك، ثم أكثر وانضر، لحن (شبيه برباب اسماعيل)، بل أنضر، لحن يزخرف الاثير بخمر تشرب بالاذن والقلب معا..
يحتاج اللحن لهدوء أكثر، ضربات القلب تزعجه، يفر اللحن من الشاطي، بعيدا في الأعماق، لحن عصي الأمساك، لو غبت عنه طرف عين لغاب واندثر (غيور من الالتفات لغيره)، أي قوارب سوف تركب أيها الشقي العنيد، (هوميروس يبحث عن إيسكا)، بحر مفتوح على الجهات، كل الاحتمالات، (ما اضيعك)، .. تبا أيها اللحن، سأركض خلفك حتى الفجر، (فلا حول لي)، بل اللحن هو يستدرجني، صرت غزال مربوطة برسن اللحن، يجري اللحن به، بعيدا، بعيدا، لم يعد للملحن وجود، ولا للعود (في حجره وجود)، جرى الملحن وراء اللحن حتى غاب عن الحياة، عن الزمان وعن المكان، توغل بداخله، وما اوسع الداخل، فهناك افق الذاكرة، (ما اوسعه)، وافق الخيال (شئ مطلق، كالإله)، يغوص الملحن اكثر بقارب اللحن، تجاوز مقام (تصريف الإقلام)، هناك حيث تنبت بذور الاشياء والاحياء، أحس بأن للحن روح، ورائحة وجسد (مخلوق مثل كل المخلوقات) بل اللحن آنثى، غنوجة، ورائعة، وعصية، حرباء، تتلون بطيف من الدهش والرقة، والشفافية، والإعجاز)..
جرى وراء السحب، وراء نجوم الليل، احال جسده لأكسير، نشطت الغدد الصماء، (دثروني دثروني)، أمسك بذيل ا للحن، أمسك بذيل من شعر ذهبي، لحن، فاتك، يمسح الاسماء والعادات والتقاليد، يصيغ أغنية الحياة من جيد، تولد الاشياء معه في جنان نقية، ظل ممسك بذيل اللحن، لم يرى رأس اللحن، كبخور يصعد من الارض لعنان السماء، قبض طرف البخور، بمقدور الشاعر ان يمسك بالبخور، بالخيال، بالصمت، رأى نهر اللحن، نهر لو غمست فيها الجبال لاهتزت واخضرت ورقصت، رأى نهر الألحان، نهر الروح، اقسم بداخله بان اللحن روح، روح تسقي الجسد بحياوات أخرى... وتجارب أخرى، أعترى قلب أحساس جديد، لم يتعري قلوب العشاق، صار في صلاة، بين اللحن والملحن، بين همس وأذن، صار كله أذن، (للجسد قدرات أنضر من ذلك)، وصار اللحن هو الاثير والقوت، سمكة ذهبية وماء مقدس، لحن، ولحن، لو تقدم أحد لاحترق، وجه لوجه، مرآة، رأى صوته القديم، ياله من استدراج، رأي ايقاعات الاشياء، أصوات الاقدام، والسحب وحركة الأفلاك... رأى الاصوات قبل ان تشوهها عجلة الزمان والمكان الابدية، كل الاصوات جميلة، كلها، بلا استثناء، كان كالأم، والأصوات وليده الوحيدة... أحس بأن اللحن هو الحنان الأول، هو بركة الحنان التي قطفت منها الام واللبوة والشجرة حنانها..
وحين عاد، اللحن للأورغن، للعود، كي يتذكر ذلكم للحن، عزف على الاوتار، أحس بانها كثيفة، فاللحن كان عصي اللحن عصي الفهم، كانت الاوتار تحوم حول حمى اللحن، أما اللحن فظل غائرا، يرى ولا يرى... ليست بمقدور الاوتار تقليده، ولا اللسان قادر على ترجمته، أحس بألم، بهوان لذيذ....
وفي الصبح، ركع للأوتار، للعود، للأورغن(اغنثي، حاولي ان تقليدي صدى اللحن).. ظلت اوتار العود تحوم حول الحمى، بكي، وبكى، ومع هذا ظل اللحن يحوم حول الحمى، وترك اللحن الفريد بالداخل، تثيره الاوتار، وتؤمي إليه..
وكان ذلك صدى اللحن، ويظل (اللحن الغائر)، هو اللحن الأول والأخير..
حقا، من أين يأتي اللحن؟؟؟؟
يتبع من أين يأتي اللحن، وتلحين "طلعت الاولى الأولى"..
....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. (Re: عماد الشبلي)
|
Quote: مامون رمضان كريم
رجعت من السودان قبل يومين
انا وعبد الحميد واسماء قمنا بزيارة فاخرة الي والدتكم |
الشبلى العماد ،
رمضان كريم وتصوموا وتفطروا على ألف خير .
وحقاً يالها من زيارة فاخرة ومفرحة !! تشرفنا بكم كثيراً
سعدنا كما سعدت بكم الوالدة سكينة .
سلام للجميع ياعمدة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)
|
شكري يامحمد زين، على هذه الذكريات الحلوة..
وللحق اليوم ناصر تغرق في المياه، تصور، النيل على مرمي حجر منها،وللحق لا يوجد تصريف للمياة سوى جدول واحد، يعسى من محطة عشرة، حتى مربع واحد، ثم يمضي شمالا، بشارع دعبدالله الطيب للنيل، تصور؟؟؟
لنا عودة، لبيوت بسيطة، وجدت متسع من الوقت، حيث اغلب السكان موظفين، فتفكرت في شأن الوطن، كعادة الطبقة الوسطى، ولم يشغلها الفقر المدقع، ولا الغنى المطغي، وظلت تتأمل شأن البلاد بفكر ماركسي وبعثي، وحر، ومستقل، وظل الحي، يمور بغرور، كل "الايدلوجين"، أصحاب الحقيقة المطلقة، في تفسير الواقع، بل والاحلام، ....
ويمور بغناوي، وأحلام، وعشق، وقراءة غيب، ومسرح طلابي عريق، اعتزت به جامعة الخرطوم، ...
سلامي وشوقي..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. (Re: عبدالغني كرم الله)
|
عادل شيخ ادريس...
معلم الرياضيات، الاستاذ، الشاعر، العاشق الكبير، صاحب الشعر الغجري، الاسودالدكان، كعادته، بيتهم كان مرتع الطيبة، وملاذ لطرح همومنا جماع وشبلي وقصي، وسرب من ناصر، نتقرفص في غرفته البيضاء، ويخلق لنا القهوة امامنا، كالسيد الحسن
قدامهم فسحة، تحولت بفعل فاعل لزاوية...
لنا عودة لعادل..
| |
|
|
|
|
|
|
|