الجنجويد والحركات المسلحة بدارفور .. بقلم: بروفيسور عصام عبد الوهاب بوب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 11:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-28-2009, 06:14 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الجنجويد والحركات المسلحة بدارفور .. بقلم: بروفيسور عصام عبد الوهاب بوب


    حديث السيد أحمد تقد عبر عن ما يدور في فكر حركة العدل والمساواة للشروق وحمل حقائق ومعاني بين السطور . ورغم بعض الحقائق التي وردت فيه فهو يحمل المرء علي الاستياء والغيظ من نبرات معانيه .


    هناك سؤال من ضمن أسئلة عديدة قدمت له وهو أن القبائل العربية في دارفور تشكو من إقصائها من طاولات المفاوضات رغم أنها تشكل رقماً لا يستهان به كيف تري ذلك . هذا صحيح ولا يحتمل مغالطات السياسيين إن كانوا في جانب الحكومة أو من الحركات المسلحة في دارفور . ورغم ذلك كان رد السيد تقد أن هذا كلام غير صحيح وأن هذا حديث أفراد من القبائل العربية استخدمتهم الحكومة في مواجهة شعب دارفور .
    هذه كانت إجابة فيها شيئا من الصحة ولكن باقيها يثير الحفيظة عندما قال :



    أن هؤلاء الآن يمثلون جنجويد مؤسسة الآن في داخل الحكومة وليسوا مجرد ميليشيات مسلحة فقط تتحرك هنا وهناك وعلاقتهم بالحكومة وثيقة لأن مستقبلهم مرتبط بها وهم يتحدثون باسم الحكومة وليس باسم القبائل العربية.



    وأنه علي الجانب الآخر هناك من يمثل القبائل العربية ولم يتم إقصائه وهي القبائل العربية والمجموعات الراسخة ذات الحواكير التاريخية الموجودة في دارفور الآن هم عماد قوات جيش حركة العدل والمساواة السودانية ويشكلون القوي الأساسية داخل الحركة ويمثلون قيادات داخل حركة العدل والمساواة السودانية وهؤلاء هم الذين يعبرون عن حقوق ومواقف القبائل العربية الموجودة في دارفور الآن . وهذا رغم الاختلافات القبلية بين العرب والزرقة في دارفور لأن حركة العدل والمساواة جامعة لكل القبائل ولها قواعد جماهيرية كبيرة ليس في دارفور فقط وانما في كل ربوع السودان لذا عندما نرفع (علي لسان السيد تقد) قضايا لتفاوض لا نرفعها باسم قبائل أو مناطق أوإقليم بعينه بقدر ما لدينا طرح ورؤية متكاملة لحل كل مشكلات السودان لإعادة ترتيب بنية الحكم لذا نحن نسعي إلي تغيير حقيقي في البلد ولا ننزلق إلي قضايا محلية وقبلية.



    ماذا عن الخلفية الاسطورية لما تحدث عنه : إصطلح أهل دارفور علي أن جنجويد هي اختصار لكلمة جن راكب جواد ويحمل البندقية ج.م. 3 . والقول الشائع أنه تم تكوين فرق منهم لمساندة القوات المسلحة وأن منهم من كان أصلا أعضاء في المليشيات التي كانت تدعمها في أثناء حرب الجنوب . والأساس من ضمهم بغض النظر عن ما ينسب إليهم من أفعال هو أنهم أبناء المنطقة ويستخدمون الخيل والأبل ويجيدون استخدام الأسلحة النارية بصورة عالية الكفاءة ، وفي الواقع أنهم كانوا فعالين للغاية في حرب العصابات وبصورة فطرية .



    علي أنه لا يمكن علي وجه التحديد تفصيل هوية أعضاء هذه المليشيات وإن كانت الغالبية منهم من أبناء قبائل عربية تم استنفارهم ولأسباب منطقية منها :



    1. التكلفة الزهيدة مقابل الفائدة العظيمة التي يقومون بها في مواجهة حرب العصابات من قوات المعارضة بسبب مهاراتهم القتالية وشجاعتهم ،



    2. السهولة النسبية التي يمكن اقناع أبناء القبائل العربية للانخراط في صفوف فرق الجنجويد التي تم تنظيمها خاصة وأن قبائلهم كانت تواجه وبصورة متصاعدة هجمات من أفراد قوات المعارضة ،



    3. الروح القتالية العالية التي يتمتع بها المجندون منهم ،



    4. العدائيات السابقة التي كانت موجودة بينهم وبين قبائل غير عربية والتي انخرط أفرادها في صفوف قوات المعارضة وأصبحت هناك عمليات تصفية حساب للثأر مما سبق ،



    5. رغبة المنخرطين في التسلح والانضواء تحت لواء الدولة وهذا عامل نفسي هام .



    وعند بداية النزاع الأهلي في اقليم دارفور عانت القوات المسلحة خسائر كبيرة دفعت بعض قادتها إلي اللجوء للقبائل العربية والاستنجاد بمقاتلين سبق أن أثبتوا كفائتهم القتالية العالية وملاءمة أساليبهم للحرب الغير نظامية التي كانت قوات المعارضة تقودها . الحقيقة أنه يجب أن يسجل أن النزاع في دارفور كان صورة من الحرب الليبية التشادية التي دارت خلال الثمانينات في القرن الماضي . وكانت أداته الأولي تشابه ما استخدمه أهل دارفور في صراعاتهم القديمة وهي الخيل والأبل . تطورت هذه إلي السيارة اللاندكروزر والتي أصبحت وسيلة فعالة قليلة الكلفة لتنفيذ العمليات العسكرية المطلوبة وبأعلي كفاءة . وكانت العمليات المطلوبة تنفذ في عمق صفوف المعارضة وتضرب نقاط تموينهم وهي قري المواطنين المؤيديين . ومن البديهي وإن كان غير إنساني ، في حرب العصابات استخدام سياسة الأرض المحروقة وإرهاب كل من يمكن أن يدعم المعارضين .



    عند التحقق من إن كان هناك تجنيد لأبناء قبائل عربية في معسكرات يتبادر إلي الذهن أن اسطورة قتلة الجنجويد حقيقية . ولكن المطلع يعرف أن الجنجويد لم يكن جلهم من العرب وهذا بشهادة عبد الواحد محمد نور وهو من قبيلة الفور . حيث ذكر الحقيقة أن بعض من يسمون الجنجويد هم من قبيلته وأن هناك آخرون من قبائل أخري . صحيح أن العرب دخلوا في ميليشيات حكومية منظمة بواسطة الدولة وأساسها نظام ما يسمي بالنمر . وتعني أن يكون مسجلا كأحد أفراد الميليشيات ويتلقي راتبا من جهة حكومية ويتم تسليحه ولكنه يكون مع أفراد قبيلته وأسرته وفي فريقه . ولكن عند وجود عملية حربية يتم الاستدعاء وتجميع أفرادهم .



    علي أن الصورة البشعة التي رسمها العالم لهذه الميلشيات لم تكن صحيحة . وقد كتبت جولي فلينت في صحيفة واشنجتون بوست بتاريخ نوفمبر 2006 مقالا عنوانه العرب هم ضحايا أيضا ودللت علي ذلك بأنهم عانوا كثيرا بسبب النزاع الأهلي الدائر في دارفور .


    )Julie Flint (2006) The Arabs Are Victims, Too. Sunday, November 19 Page B01. The Washington Post(
    والحقيقة أنه بعد مرور ستة أعوام علي بدأ النزاع فإن عشرات الألوف من العرب الرحل يعيشون حياة من المعاناة وفي مناطق وديان جافة تمتد من الشمال وحتي جبال مرة . والمناطق الدائمة التي كانوا يقيمون بها قد دمرت وقطعان ثروتهم الحيوانية تم استهدافها من قبل قوات المعارضين . وخطوط مساراتهم ومراحيلهم التقليدية تم قطعها وقراهم وأسواقهم ومراكز الخدمات مثل العيادات والخلاوي والمدارس القليلة التي كانت موجودة تم حرقها وتسويتها بالأرض بواسطة قوات المعارضة . وقد كانوا هم الهدف الأول لأولئك المسلحون قبل ان يحدث صدامهم مع القوات الحكومية .



    وإذا قسنا مستويات التنمية البشرية بالنسبة لهم لا نبالغ إن سجلت في مستوي الصفر وأحيانا دونه مع تدمير كل منشآت خدماتهم الاجتماعية والصحية . أطفال العرب في دارفور لهم أعلي مستويات الوفاة بعد الولادة ونسائهم لديهم أكبر معدلات الوفيات قبل واثناء الولادة . وأمراض الحصبة وإلتهاب الكبد الوبائي يضاف إليها إلتهاب السحائي تعصف بأعدادهم المتناقصة . وفي مراحيلهم الفقيرة نجد المآسي الانسانية تتكرر يوميا . تسعة أطفال انهارت بهم بئر محفورة يدويا ودفنوا داخلها وموتهم ذهب كحادث عادي تقبلوه باستسلام قدري .



    وصف العرب دائما بأنهم مقاتلون أشداء ، وهذا ليس محصورا في أبالة الشمال وإنما هو مسجل في الساحل الأفريقي علي طوله من شرق إلي غرب القارة الأفريقية . وبنفس القدر فقد عرفوا بأنهم أسياد الصحراء الكبري من ساحل المحيط الأطلسي إلي شواطئ المرجان في البحر الأحمر . ولكن هذا لم ينعكس علي مستويات حياتهم ولا معيشتهم . فقد كان العرب الرحل دائما الشريحة الأضعف والأعظم أمية في مجتمعات دارفور والأكثر تهميشا والحال لا يختلف في إقليم كردفان ولا في دولتي النيجر أو مالي . هناك أبناء عمهم الطوارق أعلنوا وخاضوا حروبا ضارية ضد المستعمر الفرنسي ، ثم السلطويات الأفريقية التي أورثها الفرنسيين السلطة والحقد علي العناصر التي تختلف عنها عرقيا وهي أساسا القبائل البدوية .



    الحكومات الوطنية السودانية لم تختلف كثيرا عن تلك في مالي أو النيجر أو سابقتها في تشاد ، وإنما كان اهمالها مطلقا وفي بعض الأحيان إجراميا لهؤلاء الرحل . هذا كما يتجلي عند أزمان المجاعات التي فتكت بهم ولم تكن هناك إعانة حقيقية بل حقيقة أنه لم تعترف جهة محددة حتي بوقوع أي كارثة هناك .



    حدوث التمرد وتفريخ الحركات كان أثره كارثي علي تلك القبائل . و حتي السلطة لم تعترف بمحنتهم . مستقراتهم دمرت ومثالنا هو حاضرة الماهرية القرير التي استحلتها قوات مني أركو قبل مهادنته للحكومة ودمرتها تماما وما حل بأبناء تلك القبيلة الذين طردوا من موطنهم ونهبت ثروتهم الحيوانية وهي مورد حياتهم وأصبحوا مشردين بين الفاشر وكتم كأفقر فئة في المجتمع . ولهذا يبطل العجب إذا كان أشرس المقاتلين يأتون من هؤلاء الشريحة الأكثر فقرا وهي التي أصبحت مقاتلي قوات المعارضة . ولكن بعكس ما يقال أنهم يقاتلوا في صفوف القوات الحكومية فقط ، فإن التقارير تذكر أنهم يقاتلون أيضا في صفوف قوات المعارضة وتم تجنيدهم وإغرائهم بالمال أو بغيره لذلك ، كما يعترف السيد تقد .


    الجرائم التي نسبت لهم إن كانوا ارتكبوها كلها أو بعضها ، أنست المجتمع الدولي والانسانية أنهم هم ضحية حقيقية لهذا النزاع الذي لم يبدأوه . هذا من الناحية الاجتماعية والاقتصادية . وتاريخيا كانوا أكثر من عانوا من موجات الجفاف بين الأعوام 1972-1984 والتصحر الذي تبعها والفقر المدقع بعد فقدان جل ما يعتمدون عليه وهو قطعانهم أو ما أصطلح عليه المال . وهؤلاء العرب يصنفون حسب نوع ثروتهم الحيوانية إلي أبالة وبقارة . وليس صحيحا أن كل القبائل العربية شاركت في قوات الميليشيات أو ما أصطلح عليه بالجنجويد . وإذا كان تعداد الأبالة هو ما يقدر ب 350,000 نسمة ، فهو عدد بسيط مقارنة لاجمالي عدد سكان دارفور ولم يتجاوز عدد من التحق منهم بالجنجويد ال 10,000 وربما كان أقل . ولعلهم كانوا يدركون أن علاقتهم بالقبائل الأخري ربما كانت أقوي وأكثر استدامة من حكومة تحكم من مسافة بعيدة ، وهي لم ولن تمد لهم يد العون والنماء . وأن ما يأخذونه منها علي محدوديته هو مؤقت بمدي ومرهون بحاجتها إليهم وقد أثبتت الأيام مدي صدق حدثهم وبعد نظرهم .
    ولكن مع كل الحقائق السابق ذكرها فقد تم وصمهم بصورة جماعية بسبب جرائم دارفور التي تنسب إلي الجنجويد وتجاهل الجميع فقرهم وتخلفهم الاجتماعي والاقتصادي ومعاناتهم اليومية . وقلة من الصحقيين الذين خاطبوا أحداث دارفور هم الذين حرصوا علي الكتابة عنهم أو سماعهم وهذا ما اعترفت به الكاتبة الأمريكية السابق ذكرها .



    الأحداث دائما كانت تذكر بشاعة الحرب وما حدث من قتل وحرق ولكن ما لم يذكر هو أن أكثر من 50% من الثروة الحيوانية للعرب قد فقدت وكما تذكر مصادر أن 25% من تعداد سكانهم في دارفور قتل من كمائن نصبت لهم أو مجازر ارتكبت في حقهم أو من المرض والجوع والعطش . علي أن الأخبار التي تنقل عنهم دائما تأتي من مصادر أعدائهم وهي في صلبها مبالغات تكتب من داخل مكاتب مكيفة وبدون رؤية ميدانها .



    وماذا فعلت الدولة لهم ؟



    إجمالي تمثيل الأبالة في شمال وغرب دارفور السياسي هو عضوين فقط من اجمالي 450 عضو في المجلس الوطني ممثلون لباقي أنحاء السودان . هذا رغم المساحات الشاسعة التي يسكنونها والتي قد يكون مستقبل السودان التعديني فيها . والعمل السياسي المنظم لديهم منعدم ولا يشكلوا مركز ثقل في أي حزب أو قوي سياسية ولديهم أعلي نسبة أمية في السودان ولا توجد لديهم مدن منظمة ويعيشون كليا دون خدمات من الدولة .



    علي أن هذا الاضطهاد الواضح لم يبدأ بالأمس وإنما له جذور منذ الاستعمار الانجليزي وتأسس بقوة عندما تم تخصيص ديار أو حواكير لكل قبيلة وتم تجاهل العرب كليا أو جزئيا وخاصة أولئك الرحل منهم . وفي زمن السلم كانوا يتمتعون بحق المسار بأمان تبعا للماء والكلأ ولكن أثرت الحرب في تلك الحيوية وتم حصرهم في أضيق مجال ممكن ولم يحدث هذا اليوم وإنما كان علي مدي أكثر من 40 عاما .



    تاريخ التهميش الذي أحاط بأبناء قبائل الأبالة طويل ويذكره أليكس دي وال الذي صاحب الكتاب الشهير : المجاعة التي تقتل ، في قول الشيخ هلال محمد عبد الله ناظر المحاميد وهي أحد قبائل الأبالة في شمال دارفور عن أن عالم الأبالة يحتضر . اعتماد الأبالة في حياة وبقاء قطعانهم هو مراعي الجزو الصحراوية والتي حدث أنها لم تزدهر لمدة سبع أعوام في الثمانينيات من القرن الماضي . وحدث نتيجة لذلك أن مائة ألف نسمة قد ماتوا جوعا أو من سوء تغذية مزمن وأمراض مصاحبة أو ناجمة عنها ، أي ما يشكل أكثر من نصف تعدادهم في ذلك الحين .



    جنوبا ، تعاظم الضغط علي الموارد وصار من الصعب علي الأبالة أن يواصلوا سعيهم في رحلة الخريف والصيف لتعيش قطعانهم . مساقات المراحيل والمسارات المتعارف عليها سدت بمناطق زراعة قبائل الفور وقطعان البقارة . ومنها حواجز أقامها البعض وسميت حواجز الريح والتي لا تحمي شيئا إلا الرياح وليس بها زراعة أو منازل وذلك لتمنعهم من استغلال الأراضي المتوفرة .



    الفقر المدقع كان هو السمة السائدة في أبناء قبائل الأبالة وكانوا يذكرون الأيام التي مات فيها كل شئ حولهم . وأثناء تلك السنوات العجاف التي كان الموت يحلق فوق رؤوسهم لم يتلق الأبالة أي مساعدة من الدولة ولا من خارج السودان . حتي مع الحملة الدولية العالمية التي انطلقت تحت شعار حاربوا الجوع كانوا بعيدين أو منسيين .



    اليوم يتولي الشيخ موسي هلال قيادة قبيلة المحاميد ، بل ومعظم قبائل الأبالة في شمال دارفور من قريته مستريحة وهو يعتبر قائد لميليشيات الجنجويد وقد دمغته الادارة الأمريكية بهذه الصفة . ويأخذ كثيرين هذا المنحي في الرأي وقد دعمه علاقته الراسخة مع السلطة في الخرطوم والتي عينته في منصب رفيع . ولكن مثل هذا التحليل يتجاهل خلفية المعاناة والفقر الذي دمغ حياته كطفل وصبي والتي شكلت فلسفة بقاء حتي مع أعمال العنف التي صحبته بعد ذلك .



    يورد بعض العاملين الأجانب في تقاريرهم أن العرب الرحل كانوا أكثر من عانوا ويلات النزاع الأهلي والحرب في دارفور . ومع ذلك فهم يخشون الدخول في معسكرات اللاجئين لخشية تعرضهم لأعمال انتقامية . ولغيابهم عن المعسكرات لا يعتبرون أولوية ويتجاهلهم القائمون علي أعمال الاغاثة من المنظمات الأجنبية وهي غالبية إن لم تكون جل من يعمل بها . وكذلك يرمقون العرب حتي مع رؤيتهم في معاناتهم بنظرات الشك والريب بأن يكونوا متعاونين مع قوات الحكومة أو من يواليها .



    وحسب قول مسئوليين الأمم المتحدة تقيم المنظمات الأجنبية المراكز الصحية والمدارس في مناطق المعارضين كخدمات مجانية . ولكن هذا لا يحدث بالنسبة للعرب ، إذ تشترط الأمم المتحدة أن يشيد العرب مدارسهم ومركزهم الصحية بانفسهم أو أن يدفعوا مقابل ذلك رسوم وحينها فقط يتم تزويدهم بالدواء أو الكتب الدراسية . وحتي حين يحتج بعض العاملين علي تلك المعاملة المجحفة والتي تحمل سمة التفرقة وبذور الفتنة لا يلتفت إليها ايا من المسئولين في الأمم المتحدة . ويمر ذلك بدون صوت احتجاج من العرب ولا شكوي . وقال أحد العاملين أنه سأل أحد محققي الأمم المتحدة في شئون حقوق الانسان عن حوادث الانتهاكات والعنف التي يرتكبها المعارضين المسلحين وكانت الاجابة أنه لم تجري أي تحقيقات بشأنها ، علي الاطلاق .



    ويبدو أن حتي القوات الأفريقية المتواجدة في شمال دارفور لا تدري بمجرد وجود العرب الرحل كأنهم أشباح تحملها الرياح . ويأتي في تقرير أحد ضباط الأمم المتحدة أنه حين زار منطقة كبكابية في شمال دارفور سأل أحد قواد قاعدة الأمم المتحدة هناك عن أحوالهم هناك وقد صعق لاجابته أنه لم يحدث أن رآهم في جولاته . هذا رغم ان المنطقة تغص بالعرب الرحل والتي حين تحقق ذلك الضابط من أحوالهم وجد حوالي عشرة من فرقانهم أي مستوطناتهم وبها ما يزيد علي أربعون ألفا منهم ومعظمهم من النازحين الذين تركوا بدون أي اعانة من الأمم المتحدة أو المنظمات الأجنبية .



    محنة الرحل في دارفور عظيمة ويتم تجاهلها من كل الأطراف الوطنية والدولية . ونجد أن هذا التجاهل لا يقتصر علي طرف واحد . وحين بدأت مباحثات السلام في أبوجا ، نيجيريا كانت هناك مجموعتين فقط تجلسان وتتحادثان ، الحكومة وقوات المعارضة وجلها من حركات تحرير السودان التي يقودها مني أركو مناوي . وهو لم تكن له سمعة طيبة في وسط الدارفوريين ولا العديد من المناصرين ، بل كان معظم أهل دارفور يطلقون عليه جنجويد 2 . وعدائه مع الأبالة معروف وفي أوساط المقربين طالما نادي بإبادتهم . بالاضافة إلي ذلك كان دائما يعارض حين يأتي الحديث عن تأمين مساراتهم أو تجريدهم من السلاح وكان الحل لهم عنده واحد وغير قابل للتفاوض وهو محوهم عن وجه الأرض أو ببساطة إبادتهم .



    هذه المباحثات رغم نجاحها المعلن لم تأتي بالسلام في دارفور ومازال الاقتتال محتدما ولا تزال السلطة قادرة علي أن تجد المتطوعين ولا زال أبناء دارفور هم وقودا للنزاع .


    السيد تقد كان محقا في أن عماد حركة العدل والمساواة اليوم تعتمد علي العرب في كتائبهم المسلحة . وهذه استراتيجية يدركها تماما قواد العدل والمساواة والذين ليس من ضمنهم عربي أبالي واحد . إنهم ، أي العرب وقودا رخيصا للحرب ولكنهم لن يكونوا قادة أو مفكرين ولا منظرين في حركة العدل والمساواة ولن تكون الحركة ممثلة في أوساط الشعب السوداني لأن قادتها جلهم من قبيلة واحدة والممسكين بزمام الأمور هم سادتها .
    علي العرب أن تكون لهم حركتهم السياسية التي تمثلهم وتحفظ حقوقهم وأتأسف كثيرا لأنه لا يوجد في دارفور من يمكنه القيام بذلك . وربما هناك شخصا أو إثنين هم أصحاب الوجعة ، ولكنهم في الخرطوم .



    أحدهم هو المهندس عبد الله مسار والذي هو رغم مغريات الراحة ما زال قلبه يتذكر حاجة أهله إلي وجوده .



    أخي الفريق آدم حامد هو الآخر ، وقلبه عامر بمعرفة المعاناة التي يمر بها العرب والشتات والجهل بما يمكنهم عمله مستقبلا .



    ويجب علي الاثنين ومن ينضم إليهم أن يشكلوا حزبا سياسيا ولا أقول حركة مسلحة .


    كفانا من الحركات المسلحة العديدة التي قتلت وشردت ونهبت لأنها ليست مبرأة من ما حدث ويحدث في اقليم دارفور المنكوب .
    كفانا متاجرة بأرواح البشر لبناء صروح السياسة .



    العرب لا بد من أن يكون لهم كيان منفرد ، يجري وراء مصالحهم ويحقق آمالهم .



    وإذا لم يحدث هذا فإن الجرح لن يندمل ، إذ أنهم سيكونون مثل كرة القدم ، تتقاذفها أطراف النزاع ويظلوا وقود الحرب ، وجنود في طرفي النزاع .


    [email protected] هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته
                  

06-28-2009, 06:16 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنجويد والحركات المسلحة بدارفور .. بقلم: بروفيسور عصام عبد الوهاب بوب (Re: آدم صيام)

    وإذا لم يحدث هذا فإن الجرح لن يندمل ، إذ أنهم سيكونون مثل كرة القدم ، تتقاذفها أطراف النزاع ويظلوا وقود الحرب ، وجنود في طرفي النزاع
                  

06-28-2009, 07:30 AM

Abdlaziz Eisa
<aAbdlaziz Eisa
تاريخ التسجيل: 02-03-2007
مجموع المشاركات: 22291

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنجويد والحركات المسلحة بدارفور .. بقلم: بروفيسور عصام عبد الوهاب بوب (Re: آدم صيام)



    ود صيام

    سلامات

    نجح النظام في استغلال كثير من قبائل دارفور لتزويد المحرقة بعناصر محلية للأسف!!
    انسان دارفور يحتاج لوعي بالمؤامرات التي تحاك لتفتيت وحدته..

    تحياتي

                  

06-28-2009, 08:58 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنجويد والحركات المسلحة بدارفور .. بقلم: بروفيسور عصام عبد الوهاب بوب (Re: Abdlaziz Eisa)

    Quote: الجرائم التي نسبت لهم إن كانوا ارتكبوها كلها أو بعضها ، أنست المجتمع الدولي والانسانية أنهم هم ضحية حقيقية لهذا النزاع الذي لم يبدأوه . هذا من الناحية الاجتماعية والاقتصادية . وتاريخيا كانوا أكثر من عانوا من موجات الجفاف بين الأعوام 1972-1984 والتصحر الذي تبعها والفقر المدقع بعد فقدان جل ما يعتمدون عليه وهو قطعانهم أو ما أصطلح عليه المال . وهؤلاء العرب يصنفون حسب نوع ثروتهم الحيوانية إلي أبالة وبقارة . وليس صحيحا أن كل القبائل العربية شاركت في قوات الميليشيات أو ما أصطلح عليه بالجنجويد . وإذا كان تعداد الأبالة هو ما يقدر ب 350,000 نسمة ، فهو عدد بسيط مقارنة لاجمالي عدد سكان دارفور ولم يتجاوز عدد من التحق منهم بالجنجويد ال 10,000 وربما كان أقل . ولعلهم كانوا يدركون أن علاقتهم بالقبائل الأخري ربما كانت أقوي وأكثر استدامة من حكومة تحكم من مسافة بعيدة ، وهي لم ولن تمد لهم يد العون والنماء . وأن ما يأخذونه منها علي محدوديته هو مؤقت بمدي ومرهون بحاجتها إليهم وقد أثبتت الأيام مدي صدق حدثهم وبعد نظرهم .
    ولكن مع كل الحقائق السابق ذكرها فقد تم وصمهم بصورة جماعية بسبب جرائم دارفور التي تنسب إلي الجنجويد وتجاهل الجميع فقرهم وتخلفهم الاجتماعي والاقتصادي ومعاناتهم اليومية . وقلة من الصحقيين الذين خاطبوا أحداث دارفور هم الذين حرصوا علي الكتابة عنهم أو سماعهم وهذا ما اعترفت به الكاتبة الأمريكية السابق ذكرها .



    شكرا عبد العزيز على مروركم الزاكي
    وأمن على قولك أدناه
    Quote: انسان دارفور يحتاج لوعي بالمؤامرات التي تحاك لتفتيت وحدته..
                  

06-28-2009, 09:34 AM

Abdlaziz Eisa
<aAbdlaziz Eisa
تاريخ التسجيل: 02-03-2007
مجموع المشاركات: 22291

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنجويد والحركات المسلحة بدارفور .. بقلم: بروفيسور عصام عبد الوهاب بوب (Re: آدم صيام)

    Quote: العرب لا بد من أن يكون لهم كيان منفرد ، يجري وراء مصالحهم ويحقق آمالهم .



    ايه يعني..

    القبيلة وشيخ القبيلة ما كيان اداري يهتم بمصالح اتباعه...
    لماذا الكيان العرقي؟؟؟؟

    الى متى نخلص من عربي وغير عربي في بلادنا؟؟
                  

06-28-2009, 11:17 AM

محمد على النقرو
<aمحمد على النقرو
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 1070

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنجويد والحركات المسلحة بدارفور .. بقلم: بروفيسور عصام عبد الوهاب بوب (Re: Abdlaziz Eisa)

    على الاحرار من عرب دارفور العمل مع الكل ,فى دارفور, لتغير
    هذا الواقع المزرى , كما كان ذلك على الدوام عبر التاريخ
    عرب دارفور ليسوا فى حاجة لتكوين كيان يختص بهم , لانه ببساطة
    سوف يكون كيان تستغله الحكومة لتنفيذ اجندته , وما قصة مسار الا
    هى نموذج صارخ لاستغلال بعض المثقفين الدارفورين لقضايا أهلهم .
    على عرب دارفور قطع الطريق أمام هؤلاء والدعوة لقيام مقاومة دارفورية
    شاملة كل القبائل والعشائر الاخرى لان المصير مشترك.
    ودائما أقول الخليفة عبدالله التعايشى لم يكن فوراويا أو زغاويا , ولكنه
    رفض من قبل البعض ووقف معه معظم أهل السودان الوطنيين. اما المراهنة
    على "الحكومة" فأنهامراهنة على سراب يحسبه الظمأن ماءا طال الزمن
    أو قصر.
    كنت أحسب ان كاتب المقال سوف ينتقد تجربة موسى هلال وعبدالله مسار
    فى استغلالهم أهلهم والعمل لمنافعهم الخاصة ولكنه عوضاعن ذلك يتحسر
    على عدم تاسيس كيان عربى ناسيا كيانات كانت سبب البلاء مثال التجمع
    العربى , وقريش ون وقريش تو !!
                  

06-28-2009, 12:49 PM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنجويد والحركات المسلحة بدارفور .. بقلم: بروفيسور عصام عبد الوهاب بوب (Re: محمد على النقرو)

    اخي ادم صيام


    شكرا علي تناولك مقال د.بوب ، و برغم ان المقال يحمل بين طياته رؤية لا تصمد علي مواجهة التقييم و لكننا في مرحلة البحث عن مخرج للازمة الكامنة في عمل الحركات الدارفورية جميعها. و لذلك لن أفند رأيا او أنقاش فكرة و بلغة برغماتية أقفز الي رؤيته لحل مأزم الرحل و الذي قال فيه:

    Quote: العرب لا بد من أن يكون لهم كيان منفرد ، يجري وراء مصالحهم ويحقق آمالهم .

    هذاه خطوة مهمة لاسباب :
    0. لانه سينقل الصراع في دارفور الي وجهته الحقيقية أي بين المواطن و الدولة و ليس بين مواطن و مواطن.

    1. انقسام الحركات الدارفورية لاسباب تتعلق بادارة هذه الحركات ، مبرر يحمل في طياته ( المحدودية التمثيلية لهذه الحركات للواقع الدارفوري في تنوعه الاقتصادي-اجتماعي Socio-Economics).

    2. تجاوز بعض الحركات الدارفورية الاجندة الدارفورية الي تحقيق أجندة الآخر. وهي حالة تطلب إيجاد مكبح سياسي دارفوري .

    3. إيجاد موقف سياسي يمثل الرحل لمسائلة الجنجويد ،بدلا عن الموقف الصراعي الذي تديره الانقاذ لتشتيت القضية الدارفورية.

    4. قضية الرحل (في وجهة نظري) هي الاصعب حلا ، لذلك أري من المفيد ان يناقشه من يمثلهم لان نتائجه مرة و جوهرية لن يقبلها الرحل بصدر رحب إلا من عزيز لديهم .ذلك أن الواقع الدارفوري قد تغير و عملية الارتحال بوصفها طريقة للحياة أنتهت لاسباب بيئية-سياسية .

    5. علي هذا التنظيم ان يكون متمسكا بقضايا البيئة و التغيرات المناخية ، فهذه ستكون دوافع تمرد الرحل و ستكون بوابة تنظيمهم أمام المجتمع الدولي ( خاصة بين الخضر Greens ) .
    6. من ناحية عامة :كثرة التنظيمات السياسية من شأنها ان تقوي الممارسة الديموقراطية و تعزز حقوق التعبير و تزيد الوعي السياسي. و في الحالة الدارفورية هذه الاحزاب المختلفة الافكار و الرؤي ستفرض عليها التعايش و التعاون بل الاندماج لاحقا لأجل عمل سياسي رشيد.

    و لكن تنظيم كهذا بحاجة لكوادر متخصصة في هذا الميدان لدفها و لابحاث تساعد علي بلورة برامجها السياسية و التي ستكون الحل المعرفي لمشكلة التصحر و التدهور البيئي و التخطيط التنموي القادم في دارفور خاصة و السودان عامة، في ظل واقع عالمي جديد يقوم علي مبدأ احترام البيئة في بناء نشاط اقتصادي صديق للبيئة.

                  

06-28-2009, 01:53 PM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنجويد والحركات المسلحة بدارفور .. بقلم: بروفيسور عصام عبد الوهاب بوب (Re: أنور أدم)

    الإخوة الأعزاء:
    عبدالعزيز عيسى
    محمد علي النقرو
    و أنور آدم
    شكراً على المرور والقراءة
    المقال فيه نوافذ عديدة يمكن تسليط الضوء عليها
    كما أن مقترح المعالجة يحتاج للتمحيص والتدقيق

    هنا مقال آخر في ذات الاتجاه نزل في سودانيز أونلاين، هل صدفة



    Quote: زعيم دارفوري : العرب في الإقليم ليسوا مجرد "جنجويد" 2009-06-27


    الخرطوم - فتحي العرضي:
    قال إسماعيل الأغبش رئيس حركة تحرير السودان " جناح السلام" في حديث ل" الشرق" إن دارفور عربية ثقافة وهوية ، وإن العناصر العربية تشكل أكثر من 70 % من إجمالي سكان الإقليم . وحذر الأغبش من حل قضية دارفور دون استيعاب المجموعات العربية ضمن الحل , لأن ذلك لايمكن أي حل من التنزيل علي أرض الواقع . وأشار إلى محاولات حركة العدل والمساواة الدارفورية في عقد تحالفات مع المجموعات العربية لأن خليل إبراهيم لايستطيع أن يكسب في الانتخابات المقبلة سوي دائرة واحدة " دائرة الطينة" . وقال " إن إحدى عوامل إضعاف قضية دارفور جعل الصراع بين الزرقة " الأفارقة" والعرب ، بجانب الأجندة القبيلية الضيقة .
    وأضاف: القبائل العربية لايمكن أن نصفها بالجنجويد,. فهي ليست مع الحكومة أو الحركات المسلحة ، فالعرب في دارفور معادلة حقيقة لاتخطئها العين ولايمكن تجاوزها . وإن حركة خليل لاتستطيع التمدد في دارفور ، ولاتستطيع الفوز في الانتخابات المقبلة في حال خوضها سوى الفوز بدائرة واحدة " دائرة الطينة" لذلك يسعى لعقد تحالفات مع المجموعات العربية .إلى ذلك كشف مصدر سوداني عن مخطط دولي أعدته بعض الدول الغربية لإشراك المجموعات القبيلية العربية في دارفور ضمن الحركات المسلحة , بمعنى استيعابها كجزء من أدوات الصراع في الإقليم المضطرب بالأحداث . وتمت اتصالات بين حركة العدل والمساواة الدارفورية المسلحة التي يقودها الدكتور خليل إبراهيم وبعض الشخصيات العربية بهدف ضمها إلى الصراع الدائر في الإقليم . ويهدف المخطط إلى إطالة أمد الصراع في الإقليم المضطرب بالأحداث . وعقدت اجتماعات في كل من ألمانيا بمشاركة حبراء دوليين , من بينهم خبير نرويجي وهندي وآخر من دولة جنوب إفريقيا متخصصون في حل النزاعات بتقديم المشورة الفنية والدعم اللازم لإنفاذ المخطط بمشاركة منظمات دولية.




    للمزيد من القراءة ولي عودة بمشيئته تعالى
                  

06-29-2009, 05:56 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنجويد والحركات المسلحة بدارفور .. بقلم: بروفيسور عصام عبد الوهاب بوب (Re: آدم صيام)


    رداً على البروفسور عصام عبدالوهاب بوب في تجاوزه على تقد ... بقلم: حمر مختار جلاب
    الأحد, 28 يونيو 2009 21:09


    بسم الله الرحمن الرحيم



    رداً على البروفسور عصام عبدالوهاب بوب في تجاوزه على تقد المطوب لدى محكمة الجنايات الدولية...



    حمر مختار جلاب /طالب دراسات عليا (العدل الجنائي) جامعة بوسطن






    [email protected] هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته



    إسمح لي أن أقول أن ما سقته من وصف لمشكلة دارفور لا يعدو أن يكون محض هراء وعدم فهم للحاصل هناك ، وكما قيل إن أهل مكة أدرى بشعابها. ويمكنك الرجوع الي كتاب الأستاذ يوسف سليمان تكنة الضابط الإداري الذي كُلف بتلخيص ما كان دائراً في دارفور إبان ما كان يعرف بنزاع العرب والفور، بل أزيدك مرجعاً بأن تقرأ ما كتبه الأستاذ إيدام عبدالرحمن آدم المدير التنفيذي لدائرة قارسيلا والذي وضح فيه الغامض من الأغاليط حتي لا يرمي الناس اللوم على العرب والزرقة. والعرب كشريحة قد صاروا جزءاً من المكون الإجتماعي الذي لا ينفصل عن باقي المكون العرقي رغم زعم بعض الناس ببقائهم عرباً أقحاح. وميل الحكومة للبدو إنما جاءت بإغراءات لبعض البسطاء الذين لم يفكروا في أكثر من بعض المكتسبات ومنها الحصول على السلاح الناري وشبه الصفة السلطوية التي تتمثل في فعل ما يشاؤون دون رقيب أو حسيب. وهذه طبيعة البشر وديدن السفهاء والبسطاء أياً كانوا، خاصة بعد أن تغير النشاط الإقتصادي في الإقليم بشكل عام تبعاً للمتغيرات البيئية والجيوبولوتكية بعد ضرب صرح الإدارة الأهلية الفاعلة في ربط النسيج الإجتماعي لقرون.



    الواضح أن الكثير من أبناء السودان خارج دارفور لا يدركون إلا حقيقة واحدة وهي أن هناك تمرد يجب القضاء عليه ، بل صوروا الأمر كأنه صراع بين القبائل علي فتات من الموارد، غاضين بذلك الطرف عن الفضائح التي إرتكبتها الحكومة بتسريح الفوضي وتقنين قتل الناس وسلب ممتلكاتهم إنتقاماً من هزائمها بيد البواسل من المطالبين بالحق وقد تحملوا الوجعة بعزم وجلد دون أن الإنكسار كما فعلت جنود الحكومة في معظم المواقع والمعارك التي خيضت تحت نير الطيران وعواء القادة. . أما الجنجويد فقد حانت الساعة التي يدركون فيها أنهم قتلوا الناس بالوكالة دون أن يحققوا أي فوائد ملموسة غير الكسب السحت الزائل. والكثير منهم قد أدرك ذلك ، بل يعدون العدة للإنضمام إلي الركب المطالب بالحق العام ، بعيداً عن الخداع بإسم العروبة.



    في البدء كان الكتاب الأسود الذي بين ماهية المظالم لكن سرعان ما إعتبرته الإنقاذ فتنة توجب ضرب عنق كل من يتكلم عنه أو يشير إليه أو يمتلكه. وتوالت الإفتراءات بتصوير المأساة الدارفورية كقضية إنسانية لكي ُيستحلب لها عطف المكذوب عليهم من الدول العربية ، بل تمددت الخدعة لتطال دول إفريقيا فحسبوا أن عمل المنظمات إنما أريد بها الدخول الهادىء لإستعادة المستعمرات في زمن تدهور فيه الإقتصاد دولياً فغدا الكل ساع الي حيث الموارد الضنينية إلا بإفريقيا. وبتلك الدراما وقع مجذوب الخليفة وريقات أبوجا مسرعاً ليطوي صفحة الجرح الناكىء الذي ُرتب له أن يتزامن مع سقوط النظام التشادي وعندها قبلت معارضة دارفور أم أبت فالحصار والطوق كفيلان بلملمت باقي الرفات. كل هذا يجري وعلماء السودان ومتدينيهم لا يأبهون بما يجري ولا يقولون كلمة الحق ، بل يسارعون الي التنديد بأوكامبو وأمريكا والغرب ومحاولة تنصير أهل دارفور...وهلم جرا من الخذعبلات.



    ولم يكفهم هذا وإنما سُيرت القوافل الدبلوماسية كي تصل الي السودانيين في الغرب ليكونوا أبواقاً تدافع عن الظلم بدل الحقيقة. فتارة نرى بعض فسيفساء المتسكعين الذين أقعدتهم الغربة يميلون إلي حضن الدولة ببيع ذممهم رخيصة ، أو السكوت بعلقمة بصخر لم تسوَ حجراً بعد فيخرجون متظاهرين مؤيدين ، بل يتَردُّون القهقرى شأن النطيحة التي فقدت أي متكأ تستند إليه . ولكن هل ضاعت الحقيقة ؟ كلا ورب الكعبة فإن نبينا قد قال في المظلوم "لينصرنَّ ولو بعد حين". حينها لا تجدي "التكلفة الزهيدة ولا السهولة النسبية في إقناع القبائل العربية أو روحهم القتالية " شيئاً ، بل يُصار الأمر الي دعوة شيطان الذي سيبرىء نفسه من الظالمين التابعين لكبراء أماطوا اللثام عن الحق. هذا ناهيك عن الزعم الذي ساقه البروفسور قائلاً " والحقيقة أنه بعد مرور ستة أعوام علي بدأ النزاع فإن عشرات الألوف من العرب الرحل يعيشون حياة من المعاناة وفي مناطق وديان جافة تمتد من الشمال وحتي جبال مرة . والمناطق الدائمة التي كانوا يقيمون بها قد دمرت وقطعان ثروتهم الحيوانية تم استهدافها من قبل قوات المعارضين . وخطوط مساراتهم ومراحيلهم التقليدية تم قطعها وقراهم وأسواقهم ومراكز الخدمات مثل العيادات والخلاوي والمدارس القليلة التي كانت موجودة تم حرقها وتسويتها بالأرض بواسطة قوات المعارضة . وقد كانوا هم الهدف الأول لأولئك المسلحون قبل ان يحدث صدامهم مع القوات الحكومية ."



    المؤسف أن البروفسور ركز جل مقاله علي العرب ولم يبق له إلا أن يقول أن المتمردين قد أبادوا العرب جماعيا ، ضارباً بالعدل عرض الصخر! لم هذا وأن أخاه آدم حامد الذي إستشهد به كان قيماً علي الإقليم أيام بدأ الحرب مع الحكومة ضد المتمردين. فهل كان قتاله ثأراً للإحن التي يعيشها العرب في دارفور أم تكسباً رخيصاً لم تثبته في منصبه طويلاً؟ الظن أن سعادة اللواء آدم حامد من أبناء دارفور الذين يعتز بهم الجميع (معارضة وجنجويد). وبكونه جندياً أدى القسم أن يدافع عن وحدة التراب السوداني يؤمل منه بل يلزمه أن يلعب دور الجندي أولاً ولا يخضع الي التمييز العرقي سيما وأنه شخصياً لم يبتعد عن سحنة إفريقيا وصبغة دارفور. ثم ما باله لو إلتزم خط اللواء إبراهيم سليمان الذي أبى أن يعالج القضية بالسنان وإنما أصر على علاجها بالبيان والجودية ، وهذا هو التداعي الفارق الذي يميز من ينأى بنفسه عن الغرض عمن يعمل جاهداً لتمزيق عرى المحبة بين الناس.



    ومن السخرية أن ينادي عالماً جليلاً بأن " العرب لا بد من أن يكون لهم كيان منفرد ، يجري وراء مصالحهم ويحقق آمالهم . وإذا لم يحدث هذا فإن الجرح لن يندمل ، إذ أنهم سيكونون مثل كرة القدم ، تتقاذفها أطراف النزاع ويظلوا وقود الحرب ، وجنود في طرفي النزاع ." ولو سألنه مماذا سيندمل الجرح؟ أم غير العرب ، أم البيئة أم من الإنقاذ؟ صحيح "القلم ما بزيل البلم" ، وإلا فليزن البروفسور مقولته هذا بمقدار ما إكتسب من العلم وليقرأ قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن محبة المرء لأخيه وإيثاره إياه. لعل البروفسور نسي أن المراحيل والأسواق والخدمات التعليمية والصحية والمياه لا تعرف قبيلة في دارفور وإنما هي ملك للجميع. كل ما في الأمر أن هناك زمن للحصاد يتطلب إبتعاد البادية قليلاً حتى يلم إخوانهم المزارعون محاصيلهم ثم يعلنونها "طَلَقة" أي أن المزارع مشاعة ولا حكر لأحد. هذا هو العرف الذي يتلاعب به أمثال البروفسور ليجعل من الرعاة محرومين من المراعي ، مبعدين عن الديار والآبار وغير ذلك من الإفتراءات التي يدركها بأنها المزايدة وحسب. أضف الي ذلك أنه ليس بدارفور مكاناً مخصصاً للعرب دون غيرهم. بل هم مع إخوانهم من سكان الإقليم ، يدرس أبناؤهم مع أقرانهم من غير العرب ، يتسوقون معاً ويتقاضون الي نفس المحاكم ويستشفون في نفس نقاط الغيار إذ ليست بدارفور إلا بضع مستشفيات ولا أظنه يطالب بفصل جزء منها للعرب. وإن الأمر كذلك فهلا بين البروفسور أين ينعزل العرب عن باقي سكان الإقليم؟


    أعيدك أستاذنا الكبير الي عام 1971 حينما ضرب القحط دارفور وهاجر الزغاوة الي الجنوب من الإقليم ، زارنا وزير الزراعة الدكتور عثمان أبوالقاسم الذي أنكر علينا رفض أكل الذرة وقد إنعدم الدخن. طالب المؤتمرون به حينها ، وكنت ضمنهم ، أن المحافظة أعادت مليوني جنيه للخزينة العامة بإعتبارها فائض ميزانية بدل أن يحل بها المسئولون معاناة المواطنين. يومها كانت دارفور تفتقر الي كلمة أنها موجودة ناهيك عن نفس تتنفسه بين أقرانها من المحافظات. وتكبر المعاناة أكثر بعد أن ولي أمرها أبناء الإقليم الذين إنعقد فهمهم قيد برحة الملاعب الشعبية حيث الظهور . وللآن نحن قيد أنملة من هاتيك المفاهيم.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de