الراحل الفذ صلاح أحمد إبراهيم ، أصحيح أن في الموت راحة؟! .. أرجوك أجبني يا معنى الوفاء!![/U]

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-18-2024, 10:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-14-2009, 01:30 PM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الراحل الفذ صلاح أحمد إبراهيم ، أصحيح أن في الموت راحة؟! .. أرجوك أجبني يا معنى الوفاء!![/U]

    صلاح أحمد إبراهيم ، أصحيح أن في الموت راحة؟! .. أرجوك أجبني يا معنى الوفاء!!!!
    العجيب أنه على الرغم من أن حياة صلاح كانت دوماً عطاءً مستمر وأن مسحة الحزن التي كانت تخفيها ابتسامته والتي ربما كانت هي ابتسامة سخرية على الجحود وعدم الوفاء وعلمه المسبق بذلك وهذا هو المصدر الذي أثار فيّ العجب !!! .. و يبدو أن الأحزان - كما يقال - تولد كبيرة وعظيمة عند الصدمة الأولي فقط وعند البعض ثم تبدأ بالتضاؤل إلى حد النسيان حين تزول الصدمة ونبدأ بالمزاح حتى أثناء إقامة مراسم العزاء!!! .. ربمانحن جبلنا على هكذا حال ولكنا لا ندري هذا السر ؛ لأن مرجع ذلك ربما يكون فقد الإحساس بفقدنا الأعزاء في الوعي واللآوعي !!!.. فهل استطعنا - مع الأسف - ممارسة هذه النقيصة مع شاعر بقامة صلاح أحمد إبراهيم؟!!.. فأنا موقنٌ بأن من في مثل قامة صلاح لا يستحق منا أقل من الوفاء.. كل الوفاء!! .. الوفاء على أقل حال لذكراه في يوم رحيله!!.. وأنا متأكد أنه بعد هذا البوست سيهل علينا ألف بوست عن صلاح وكأنما كانت الأقلام في حوجة لمن يوقظها من سُباتها العميق بينما نقرأ بعض البوستات التي لا تعليق لي عليها إلا بقول الله تعالى:( حسبي الله ونعم الوكيل)!!

    كنت حينما ازور صلاح في باريس آتيه فجأة دون خبر مسبق بالوصول فيفاجأ ويجدني كملك الموت أمامه فيقول لي مازحاً: أنت كالموت تأتينا بلا سابق ميعاد ولا نستطيع أن نرده ولا حول لنا بذلك لأننا نحبه .. لأنه الحقيقة الوحيدة التي لا جدال فيها !!.. ثم نتسالم بالأحضان ويستغرق ذاك السلام بعض الوقت تعبيراً عن شوق ومودة ووفاء قلما يدرك كنهها إلا من علم بخصوصية تلك العلاقة الإنسانية الراقية!!.. حمدت الله أن الذين يموتون لا يشعرون بما يفعل أحبتهم من الأحياء تجاههم بعد رحيلهم إلى الرفيق الأعلى حتى لا يصدم وتشوه صورهم الجميلة بعين الوفاء وهوسابح يُسبِّح في برزخ وملكوت الله !!

    ومع علمي المسبق إنني سأطيل في الكتابة ليس بسبب التعليق ولكن بما إخترته من قصائد الراحل في أربعينية ذكراه التي شارفت على عقدٍ ونيف وعلمي بأني سأرهقكم صعدا .. وأعلم بكري ابوبكر سيصب جام غضبه لهذه الإطالة ولكن عزائي عزائي تحمل غضبه وفاءً لصلاح.. فاغفر يا بكري فالقلوب النبيلة لا تمل الغفران !!

    سألت صلاح يوماً :أحقاً أن في الموت راحة؟!! .. فأجاب: نعم ؛ فمصدر الراحة أنه لا يجعلنا نبحث في إشكالية الوفاء وأهله بعد الرحيل..!!

    وفاءً لصلاح عدت اليوم رغم ظروفي الخاصة لأنشر بعض من القصائد المختارة للصديق الراحل الشاعر الفذ صلاح أحمد إبراهيم .. صلاح الإنسان الذي يحمل ويعيش هموم أخيه الإنسان لكم لتقرأوا وتتمعنوا وتدركوا معنى الوفاء التي تحمله هذه القصائد ولندرك أية أمة تستمريء النسيان .. نحن الذين نجيد فنون التأبين وذكر المناقب مرة واحدة على من يرحل ثم نطوي صفحته في مجاهل النسيان ولكن قدري أن جُلّ أصدقائي من الشعراء الأوزان .. وسأبكي عليهم بدموع حرّي حتى لا يقال أن الوفاء إنعدم بين الشعراء!!

    نحن والردى
    الشاعر الراحل صلاح احمد ابراهيم


    يا زكي العود بالمطرقة الصماء والفأس تشظى
    وبنيران لها ألف لسان قد تلظى
    ضع على ضوئك في الناس اصطبارا ومآثر
    مثلما ضوع في الأهوال صبرا آل ياسر
    فلئن كنت كما أنت عبق .....فاحترق

    يا منايا حوّمي حول الحمى واستعرضينا واصطفي
    كل سمح النفس بسام العشيات الوفي
    الحليم العف كالأنسام روحا وسجايا
    أريحي الوجه والكف إفتراراً وعطايا
    فإذا لاقاك بالباب بشوشا وحفي
    بضمير ككتاب الله طاهر
    انشبي الاظفار في أكتافه واختطفي
    وأمان الله منا يا منايا
    كلما اشتقت لميمون المحيا ذي البشائر .. شرّفي
    تجدينا مثلا في الناس سائر
    نقهر الموت حياة ومصائر
    هذه اجنابنا مكشوفة فليرم رامي
    هذه أكبادنا لكها وزغرد يا حقود
    هذه أضلاعنا مثلومة وهي دوامي
    وعلى النطع الرؤوس
    فاستبدي يا فؤوس
    وادخلي أبياتنا واحتطبي
    وأديري يا منايانا كؤوسا في كؤوس
    من دمانا واشربي
    ما الذي اقسى من الموت؟ فهذا قد كشفنا سره
    واستسغنا مره
    صدئت آلاته فينا ولا زلنا نعافر
    ما جزعنا ان تشهانا ولم يرض الرحيل
    فله فينا اغتباق واصطباح ومقيل
    آخر العمر قصيراً ام طويل
    كفن من طرف السوق وشبر في المقابر

    ما علينا
    ان يكن حزنا فللحزن ذبالات مضيئة
    أو يكن قصدا بلا معنى ،
    فللمرء ذهابا بعد جيئة
    أو يكن خيفة مجهول
    فللخوف وقاء ودريئة
    من يقين ومشيئة
    فهلمي يا منايانا جحافل
    تجدينا لك أنداد المحافل
    القرى منا وفينا لك والديوان حافل
    ولنا صبر على المكروه- ان دام- جميل

    هذه أعمالنا مرقومة بالنور في ظهر مطايا
    عبرت دنيا لأخرى تستبق
    نفذ الرمل على أعمارنا إلا بقايا
    تنتهي عمرا فعمرا وهي ند يحترق
    ما انحنت قاماتنا من حمل أثقال الرزايا
    فلنا في حلك الأهوال مسرى وطرق
    فإذا جاء الردى كشر وجها مكفهرا
    عارضا فينا بسيف دموي ودرق
    ومغيرا
    بيد تحصدنا ، لم نبد للموت ارتعادا أو فرق
    نترك الدنيا وفي ذاكرة الدنيا لنا ذكر وذكرى
    من فعال وخلق
    ولنا إرث من الحكمة والحلم وحب الكادحين
    وولاء، حينما يكذب أهليه الأمين
    ولنا في خدمة الشعب عرق
    هكذا نحن ففاخرنا وقد كان لنا أيضا سؤال وجواب
    ونزوع للذي خلف الحجاب
    برهة من سرمد الدهر أقمنا ومشينا
    ما عرفنا بم أو فيم أتينا وانتهينا
    وخبرنا تفه الدنيا وما من بهرج فيها حقير
    عرضاً فان لفانين فما نملكه يفلت من بين يدينا
    أو ذهبنادونه حين بقي
    فكما كان لدينا ،صار ملكا لسوانا،وغرور
    لغرير غافل يختال في الوهم الهويني
    في حبور
    رب من ينهل من بحر الغوايات
    ظمي والذي يملك عينين ولا لب ..عمي
    والذي تفتنه الدنيا ولم يدر المصير
    أبله يمرح في القيد وفي الحلم يسير
    ريثما توقظه السقطة في القاع ولا يعرف أينا
    كل جيل بعده جيل، ويأتي بعد جيل
    بليت جدته،مرتقباًً في غبطة أو غفلة أو قلق
    فقعة الآمال في جيل بديل
    طالع أو طامع مستبق
    أمس قد كنا سقاة القوم بالكأس المرير
    وغداًًً يحملنا ابناؤنا كي نستقي
    فالذي تخلي له مضيفة الحي سيدعي لرحيل
    حين يبدو قادم في الافق
    وكلا القائم والقادم في دفترها ابن سبيل
    كل طفل جاء للدنيا -أخي -ىمن عدم
    مشرق الوجنة ضحاك الثنايا والفم
    يسرج الساعات مهراً لإقتحام القمم
    سابحاً في غرة للهرم
    فإذا صاح به الموت اقدم
    كان فوت الموت بعض المستحيل

    عجبي من رمة ترفل بين الرمم نسيت سوء مآل الامم
    وسعت في باطل عقباه غير الألم ومطيف الندم والسأم..
    غصة الموت،وان مد لها في فسحة العيش قليل
    فالذي يعقبه الرمس وإن طال مدي ليس طويل
    والسؤال الحق ماذا بعد؟ماذا بعد؟ماذا بعد في هذا السبيل
    يرتجيه الآدمي ؟
    أإذا متنا إنتهينا للابد ؟غير مااسماه دهري طبيعة؟
    أم بدأنا من جديد .. كيف أو أين سؤال هائل لن نستطيعه؟
    أفمن يذهب عنا سيعود مثلما تزعم شيعة ..ثم هل عاد أحد ؟
    ام له في داره الاخري خلودبعد ان يسترجع الله الوديعة
    بكتاب وامد
    ضل من يبحث في سر الوجود بالذي انكر بالبارئ أو فيه اعتقد
    فاجعل الموت طريقا للبقاء وابتغ الحق شريعة
    واسلك الفضل وقل يا هؤلاء خاب قوم جحدوا الفضل صنيعه
    إن للفضل وإن مات ذووه لضياء ليس يخبو
    فاسألوا أهل النهى
    رب ضوء لامع من كوكب حيث انتهى ..ذلك الكوكب آلافا وآلافاً سنينا
    يا رياح الموت هبي إن قدرت اقتلعينا
    اعملي اسيافك الحمراء في الحي شمالاً ويمينا
    قطعي منا الذؤابات ففي الأرض لنا غاصت جذور
    شتتينا فلكم عاصفة مرت ولم تنس أياديها البذور
    زمجري حتى يبح الصوت ، حتى يعقب الصمت الهدير
    اسحقينا وامحقينا تجدينا .. نحن أقوى منك بأساً ماحيينا
    وإذامتنا سنحيا في بنينابالذي يبعث فيهم كل ما يبرق فينا
    فلنا فيهم نشور
    طفلنا حدق في الموت مليا ومرارا
    ألِف الأحزان تأتينا صغاراً وكبارا
    وسرى الدمع غزيراً ورعى النوم غرارا
    ورأى والده يخطرللموت ونعشاً يتوارى
    لن يراه مرة ثانية قط إلى يوم الحساب
    ذاكراً عنه حناناً وحديثاً وابتسامات عذاب
    كشموس لا يني يأمل أن تشرق من باب لباب
    كل يوم ولنا في البيت مأتم
    وصغير ذبحت ضحكته يوم تيتم
    كلما مرت بنا داهية تسأل عيناه عن الشر المغير
    ويرى من حوله أمراً مريباً وغريباً ورهيباً فيثور
    أمه في جلد تدعوه أن يسكن لكن صوتها فيه اضطراب
    واكتئاب وهو يدري ،فعيون الأم للابن كتاب
    وهو بالمحنة والموت الذي جندلنا جد بصير
    حلمه صار حكيماً وهو طفل في سرير
    فهويزداد بما حاق بنا حزناً وحزماً ووقارا
    وانفعالا كلما عاث بنا دهر وجارا
    هكذا يطرق فولاذ البطولات ويسقى بالعذاب
    فله في غده يوم كبيريوم أن يدلج في وادي طوىيقبس نارا
    والجاً هولاً مهولاً، خائضاً نقعاً مثاراوغمارا
    ضاحكاً في حنك الموت علي الموت عتواً واقتدارا
    وقد استل كسيف وامض جرحاً عميقاً في الضمير
    خبراني - لهف نفسي - كيف يخشى الموت من خاشنه الموت صغيرا
    في غد يعرف عنا القادمون
    أي حب قد حملناه لهم
    في غد يحسب فيهم حاسبون
    كم أياد أسلفت منا لهم
    في غد يحكون عن اناتنا
    وعن الآلام في ابياتنا
    وعن الجرح الذي غنى لهم
    كل جرح في حنايانا يهون حين يغدو ملهما يوحي لهم
    جرحنا دام ونحن الصامتون حزننا جم ونحن الصابرون
    فابطشي ماشئت فينا يا منون
    كم فتى في مكة يشبه حمزة؟
    بالخشوع المحض والتقديس والحب المقيم
    واتضاع كامل في حضرة الروح السماوي الكريم
    التحيات لها
    وبشوق ابدي عارم ينزف من جرح أليم
    وامتنان لا يفيه قدرة قول لا ولا فعل حديث أو قديم
    التحيات لها
    ليت لي في الجمر والنيران وقفة
    وأنا أشدو بأشعاري لها
    ليت لي في الشوك والأحجار والظلمة زحفة
    وأنا أسعى بأشواقي لها
    ليت لي في زمهرير الموت رجفة
    وأنا ألفظ أنفاسي لها
    ليت من ألم طاغ محفّه
    وأنا أحمل قربانا لها .. وهدية
    فأنادي باسمها الحلو بلهفة
    لك يا أم السلام وهي ترنو لي وتصفو للتحية .. بابتسام
    وجبيني في الرغام
    التحيات الزكيات لها ، نفس زكية
    رسمها في القلب كالروض الوسيم
    صنعتنا من معانيها السنيه
    وستبقى منبع النور العظيم
    يا قبوراً في عراء الله حسب الأبدية
    إنكم من ذوقها العالي صميم
    سنوات عشتموها اينعت .. حُفّلاً بالخير والبر الحقيقي
    ومضيتم فتركتم أثراً.. نبش اسماعيل في القفر السحيق
    يا أحبائي ويا نبض عروقي كنتم القدوة بالحب الوريق
    فاهنأوا انتم كما نحن على ذاك الطريق
    رب شمس غربت والبدر عنها يخبر
    وزهور قد تلاشت وهي في العطر تعيش
    نحن اكفاء لما حل بنا بل أكبر
    تاجنا الابقى وتندك العروش
    ولمن ولي جميل يُوثر ولمن ولي حديث يُذكر
    ************************************

    قصـــــة مـن أمــدرما
    صلاح احمد ابراهيم


    و رميت رأسي في يدي‎
    ما تنفع‎ ‎الشكوى ، وشعرك‎
    جف بالشعر الخيال‎
    و كأن راسي في يدي‎
    روحي مشقشقة بها‎ ‎عطش‎
    شديد للجمال‎
    وعلى الشفاه الملح واللعنات‎
    و الألم المحنط بالهزال‎
    وكان رأسي في يدي‎
    ساقاي ترتجفان من جوع‎
    ومن عطش ومن فرط الكلال‎
    وأنا أفتش عن ينابيع الجمال‎
    وحدي بصحراء المحال‎
    بسراب صحراء‎ ‎المحال‎
    بسموم صحراء المحال‎
    أنا والتعاسة والملال‎
    وكان رأسي في يدي‎
    والمركبات تهزني ذات‎
    اليمين أو الشمال‎
    والمركبات تغص بالنسوان‎
    واللغط الشديد وبالرجال‎
    وكان رأسي في يدي‎
    مازال يقذفني اللعين كأنه‎
    الغربال من أقصى‎
    اليمين إلى الشمال‎
    وبقلبي الأمل المهشم والحنين‎
    إلى الجمال‎
    والوحشة الغرَّاء والنور‎
    المكفن بالطلال‎
    وخلو أيامي‎ ‎ورأسي في يدي‎


    ورفعت رأسي من جحور كآبتي‎
    وأدرت عيني في المكان‎
    وكنت أنت قبالتي‎
    عيناك نحوي تنظران‎
    عيناك ... وأخضر المكان‎
    وتسمرت‎ ‎عيناي في عينيك‎
    ماعاد المكان أو الزمان‎
    ‎!! ‎عيناك بسْ‎
    ومسكت قوس كمانتي‎
    عيناك إذ تتألقان‎
    عيناك من عسل المفاتن جرتان‎
    عيناك من سور المحاسن‎
    آيتان‎
    عيناك مثل صبيتين‎
    عيناك أروع ماستين‎
    ‎ ‎هذا قليل‎
    عيناك‎ ‎أصدق كلمتين‏‎
    عيناك أسعد لحظتين‎
    هذا أقل‎
    عيناك أنضر روضتين‎
    عيناك أجمل واحتين‎
    ما قلت شئ‎
    عيناك أطهر بركتين من‎
    ‏ البراءه‎
    نزل الضياء ليستحم بها‎
    فألقى عند ضفتها رداءه‎
    الفتنة العسلية السمراء‎
    والعسل المصفى والهناء‎
    وهناك أغرق نفسه‎
    ‎ ‎عجز الخيال‎
    عيناك فوق‎ ‎تخيلي‎
    فوق إنطلاق يراعتي‎
    فوق إنفعال براعتي‎
    عيناك فوق تأملي‎

    ومضيت مأخوذاً وكنت قد‎
    اختفيت‎
    من أنت ؟ ما اسمك يا جميل ؟‎
    وكنت‎ ‎من أي الكواكب قد أتيت‎
    وقد اختفي.


    ومضيت مأخوذاً وكنت قد‎
    اختفيت‎
    من أنت ؟ ما اسمك يا جميل ؟‎
    وكنت‎ ‎من أي الكواكب قد أتيت‎
    وقد اختفيت‎

    ‎* * *
    مازلت تملأ خاطري مثل‎
    الأريج‎
    كصدى أهازيج الرعاة تلمه‎
    خضر المروج‎
    كبقية الحلم الذي ينداح‎ ‎عن‎
    صبح بهيج‎
    ومضيت مأخوذاً وكنت قد‎
    اختفيت‎
    ومضت ليال كالشهور فما‎
    ظهرت ولا أتيت‎
    وأنا أسائل عنك في الليل‎
    القمر‎
    وأنا أفتش في‎ ‎ابتسامات‎
    الرضا ... لك عن أثر‎
    في كل ركن سعادة لك عن أثر‎
    في كل نجم‎ ‎خافق‎
    في كل عطر عابق‎
    في كل نور دافق‎
    لك عن أثر‎

    حتى لقيتك أنت‎ ‎تذكر في‎
    ضحى من غير ميعاد وغير تعمد‎
    ولمحت وجهك فجأة وظللت‎
    مشدوهاً‎ ‎بهول المشهد‎
    وتزلزلت روحي ونطَّ القلب‎
    يهتف صائحاً‎
    هو نفسه ... هو نفسه‎
    وتفتَّح‎
    وكأن ليلاً أصبح‎
    ووقفت في أدب وفي فرط‎
    إحتشام‎
    ومددت‎ ‎كفي بالسلام‎
    لكن كفك في الطريق ترددت‎
    وتعثرت‎
    وامتد في عينيك ظل توجس‎
    وكأنما كفي حرام‎
    وكأنما قتلت حسيناً ، أو رمت‎
    بالمنجنيق قداسة‎
    البيت الحرام‎
    لكنني لم أنبس‎
    وخنقت في صدري كلام‎
    وحبست في حلقي ملام‎
    ومضيت مغتاظاً أضمد‎
    مهجتي‎
    ألم من فوق التراب كرامتي‎
    وأسب يوماً كنت‎ ‎تجلس‎
    أنت فيه قبالتي‎

    ‎* * *

    ولكم دعوتك .. كم دعوتك‎
    بيد أنك‎ ‎لم تلبي‎
    مازلت تخشى أن ترى‎
    نوري وتغرق نورك الوضاح في‎
    أرجاء قلبي‎
    وتخاف لمس أناملي‎
    وتخاف قلبك أن يجيب ،‏‎
    تخاف من خطوات حبي‎
    لك‎ ‎ماتشاء !! .. فلسوف‎
    أغلق جنتي‎
    ولسوف أطفئ نورك الخابي‎
    وأوقد شمعتي‎
    ولسوف أطرد طيفك المغرور‎
    أنفيه لأقصى بقعة‎
    ولسوف أتركه لتنهشه‎
    مخالب غضبتي‎
    والمُّ من فوق التراب‎
    كرامتي‎
    وأسب يوماً كنت تجلس‎
    أنت فيه قبالتي‎

    ‎* * *

    حتى لقيتك أنت تذكر من‎
    جديد‎
    في‎ ‎ذلك الركن القصي بذلك‎
    البلد البعيد‎
    إذ جئت تخطر نحونا وكان‎
    وجهك يوماً‎ ‎عيد‎
    ماذا يريد ؟‎
    وهفا الفؤاد ... هفا ؟ فقمت‎
    نهرته‎
    ‎...‎وهتفت ماشأني‎ ‎به‎
    وزجرته‎
    وذكرت أنك طالما عذبته‎
    وأهنته‎
    ولويت رأسك يا عنيد‎
    وأتيت مبتسماً وفي عينيك‎
    ألوان الحنان‎
    مذا هناك ؟‎
    ومددت كفك‎ ‎بالسلام‎
    لا لم تعد تلقي يداه الإتهام‎
    وتقول كفاه بأن يدي حرام‎
    لا لم‎ ‎يعد‎
    ودفنت في أرجاء كفك‎
    راحتي‎
    وضممتها ... وضممتها‎
    ورميت قلبي في‎ ‎ذراعي بهجة‎
    وحمدتُ يوماً كنت تجلس‎
    أنت فيه قبالتي

    ************************


    فى الغربة
    صلاح أحمد إبراهيم


    هل يوماً ذقت هوان اللون
    ورأيت الناس إليك يشيرون، وينادون: العبدُ الأسود؟
    هل يوماً رحت تراقب لعب الصبية فى لهفة*وحنان
    فاذا أوشكت تصيح بقلب ممتلئ رأفة
    ما أبدع عفرتة الصبيان!

    رأوك فهبوا خلفك بالزفة:
    عبد أسود
    عبد أسود
    عبد أسود..؟

    هل يوماً ذقت الجوع مع الغربة
    والنوم على الأرض الرطبة
    الأرض العارية الصلبة
    تتوسد ثنى الساعد فى البرد الملعون
    أنّى طوفت تثير شكوك عيون
    تتسمع همس القوم، ترى غمز النسوان
    وبحد بنان
    يتغور جرحك فى القلب المطعون
    تتحمل لون إهاب ناب كالسبّه
    تتلوى فى جنبيك أحاسيس الإنسان
    تصيح بقلب مختنق غصان:
    وا ذل الأسود فى الغربة
    فى بلد مقياس الناس به الألوان!


    أسبوع مرَّ وأسبوعان
    وأنا جوعان
    جوعان ولا قلب يأبه
    عطشان وضنوا بالشُربة
    والنيل بعيد
    النيل بعيد
    الناس عليهم كل جديد

    وأنا وحدى...
    منكسر الخاطر يوم العيد
    تستهزئ بى أنوار الزينة والضوضاء

    تستهزئ بى أفكارى المضطربة

    وأنا وحدى..
    فى عزلة منبوذ هندى
    أ تمثل أمى، اخوانى،
    والتالى نصف الليل طوال القرآن

    فى بلدى
    فى بلد اصيحابى النائى
    الأعصم خلف البحر وخلف الصحراء
    فى بلدى
    حيث يعزُ غريب الدار، يُحب الضيف
    ويخص بآخر جرعة ماء عز الصيف
    بعشا الأطفال
    ببليل البشر والإيناس إذا ما رقّ الحال

    وأخذت أغنى فى شجو، ألمى ظاهر
    يا طير الهجرة..يا طائر
    يا طيراً وجهته بلادى
    خذنى بالله أنا والله على أهبة
    قصت أقدار أجنحتى
    وأنا فى زاوية أتوسد أمتعتى
    ينحسر الظلُ فأمضى للظل الآخر
    لكن الطير مضى عنى
    لم يفهم ما كنت أغنى


    صلاح احمد ابراهيم
    في رثاء صديقه الاديب علي المك


    مدينته الآدمية مجبولة من تراب
    يتنطس أسرارها
    واثب العين منتبه الأذنين
    يحدث أخبارها
    هل يرى عاشق مدنف في الحبيب
    أي عيب؟
    مدينته البدوية مجبولة من تراب
    ولا تبلغ المدن العسجدية مقدارها
    تتباهى على ناطحات السحاب

    بحي سما أصله لركاب
    فاح شذى من "على"

    ***

    حين غاب
    جرت وهي حافية، في المصاب
    تهيل الرماد على رأسها باليدين
    تنادي على الناس: وآحسرتا ويب ويب
    فقدنا الأديب،
    فقدنا النجيب،
    فقدنا اللبيب،
    فقدنا "على"

    ***

    فقدنا الذي كان زين المجالس، زين الصحاب
    فقدنا شهامته، وفقدنا شجاعته، وفقدنا
    شهادته، وفقدنا
    كتابته، ودعابته،
    والحديث الطلي
    حسرتا، ويب لي، ويب لي، ويب لي

    ****

    حين قيل لها بانتحاب،
    استرد الوديعة صاحبها، استحملي!
    ذهلت في المصاب
    تتمتم: يا رحمة الله لم تبخلي
    لمن دونة أعطيات، فكيف وهذا "على"
    حنانيك كوني دريئته في الحساب
    ومغفرة وثواب
    وبشي مرحبة بالملائك عند الأرائك
    بثي الزرابي للمقبل

    وقولي له: أدخل
    يبر بك الله في الكوثر المستطاب
    قسم الأشعث الأغبر المستجاب
    بكى رافعا كفه: يا كريم الجناب
    بحق جلالك .. أكرم "على"

    ***

    على!

    يا أخي، يا شقيقي
    على، شريك النضال، على رفيقي
    ويا خندقي في الحصار، يا فرجي وقت ضيقي
    ويا صرة الزاد تمسكني في اغتماض الطريق
    ويا ركوتي كعكعت في لهاتي وقد جف ريقي
    على .. زراعي اليمين، على خريفي
    ونيلي، وجرفي، وبهجة ريفي
    "على" تتمة كيفي، وسترى في أقرباي وضيفي
    "على" إنطراحة وجهي في الاكتئاب

    وشوراي إن عدم الراي، يا عوضي في الخراب
    ألا اين أنت أجبني، اتسمعني يا "على"
    اتسمع احبابك الأقربين تركتهم للمكان العلى؟
    ألا اين ليلاتك المائسات، وأين زياراتك الآنسات
    وأين ائتلاف الثريا، وأين انطلاق المحيا.
    وأين اندفاق قوارير عطرك في المحفل؟
    تشاغل "مخ" وعلاء، وعبدالعزيز،
    وبعد صلاة العشاء "أبا سمبل"
    وتحكى نوادر من "سينة"، وتحكي أقاصيص عن "صندل"
    وأنت تغني، وأنت تقلد هذا وذاك، وتنعشنا بالحديث الأنيق
    تدير على المجلس للندامى، بحلو لسانك كأس رحيق
    وما كنت إلا السماء تمشت عل الأرض هونا،
    يمازحها ويناديك في ألفة وبلا كلفة:
    يا على!
    يا على!
    كادح في الفريق

    ***

    " على!"
    يا خدين الصبا، يا شهي الجواب
    ويا توأم الروح، والامنيات رطاب
    اتذكرنا مفلسين نفتش عن "منص" يسعف،
    والشهر في الأول؟
    تقوم سيمسكنا بحديث طويل، ولكن سيكشف ثانية للحساب
    و"منصور" ذو نجدة وسخاء، اذا ما قصدناه لم يخذل
    فهيا بنا ودع الأمر لى
    ومازال للحزن بقية وغدا نكمل المناحة الحزينة ....................
    ****************************************************************


    دبايوا
    صلاح أحمد إبراهيم


    دبايوا ...
    (أوشيك) من قبيلة(الهدندوا)
    (اوشيك) دون أن يكل يرصد الأفاق
    من دغش الصبح الى انحباس الضوء في المساء
    مفتشاً عن غيمة فيها سلام الماء
    يرفع ساقاً ويحط ساق
    كوقفة الكركى في المياه
    مرتكز الظهر على عصاه
    أهلكت المجاعه الشياه
    ولم يَعُد (اوشيك) غير هذه النعال
    صداره والثوب والسروال
    والسيف والشوتال
    وشعره المغوف الوديك والخُلال
    وعُلبة التنباك
    يراقب الزقوم والصبار والأراك
    السلُّ في ضلوعه يفحُّ أفعوان
    عيناه جمرتان
    (في وحدة الرُّهبان) إلا أنه ...
    يُحب شرب البُن يمقت (الشفته) و(الحمران)
    دبايوا
    يفتل ُ من ساعاته الطّوالْ
    حبال صمتٍ تافه ... جبال
    ويرقب السماء
    لو أنها تعصر في لسان أرضه قطرة ماء
    لو أنها تبلل الرجاء
    أهلكتْ المجاعةُ الشياه
    لو يرحم الإله
    وزوجتُه ذات الزمام الضخم والملاءة الحمراء
    قضى عليها الداء
    فزفرت أحشاءها دماء
    وفوق صدرها (أوهاج) مثل هرة صغيرة عمياء
    يمد فيغرغرة الذماء
    يدين كالمحارتين للأثداء

    *** ** *

    (أوهاج) لم يعد منذ مضى هناك
    هناك في المدينة الباهرة الأضواء
    تلك التي تعُجُّ بالشرطة والمقاهي
    بالودك الجيد والظلال
    (كيف ترى الجنه يا إلهى)
    أوهاج قبل أن يُحقق الآمالْ
    ويملأ التّكّة من سرواله بالمال
    هوت على دماغه رافعةُ الميناء
    فأنخبطت جُثتهُ في الأرض تحت أرجل العُمال
    وامتزج اليافوخ بالدماء بالودك وبالقمل وبالخُلال
    دِماؤُه تجمدت على حديد (البال)
    زمات لم يستلم الريال
    واستأنفت أعمالها رافعة الميناء- ما الحمال؟
    دبايوا‍‍ دبايوا

    *** ** *

    أبنته (شريفة)
    مذ هربت بعارها من كنف الشريفة
    وأخرست جفجفة القطار صوت السيد الصغير والخليفة
    جاءت إلى المدينة القاسية المخيفة
    تقدم التفاح للرجال
    لكل من جاء من الرجال
    رائعة ...رائعة- يقول لى صديق
    يا خصرها ، يا عودها الفارع، يا لثعتها الظريفة
    يا نهدها استقل، كاد أن يُطل من ثيابها الرّهيفة
    وهى تضوع بالشذا، تموع كالقطيفة
    تموءُ بالحروف مثل قطة أليفة
    (يا سمسم القدارف)
    تقدم البيرة والفائف
    والطشت والإبريق
    ترفع او تُخفض المذياع
    حتى اذا انهكها الامتاع
    وأطفات مصباحها بعد انتصاف الليل
    مر على خيالها(أوشيك)
    وشعره الوديك
    كأنه شُجيرة الزقوم
    وصوتُ (أونور) اخضرار مضرب الخيام بعد السيل
    وهو يمد صوته الجميل:
    (أكودناى..أكّودناي...بادميما)
    مرت على خيالها (ساكنة الضريح)
    فطمسته نقرة لهفانة ببابها الصفيح
    وصرخة جنسية تطلقها(ميزانُ) تحت صورة العذراء والمسيح

    *** ** *

    دبايوا ...
    هُناك في الخرطومْ
    هُناك في البعيد من قذارة (الديوم)
    هناك في البعيد من تلال بحرنا الأحمر من (سنكات)
    ومن (عقيق)، ومن جبال (كسلا)و (اربعات)
    ومن مصايد الغُيُومْ
    (أوشيك) ليس إلا صورة طريفة تُباع في دكان
    وتحت (أوشيك) تلوح كلمتان:
    Fuzzy-Wuzzy
    هدندوا
    دبايوا دبايوا
    ***************************


    هجليجة الحيّ
    صلاح أحمد إبراهيم




    أو تنساني وإسمي ظلّ محفورا عميقا في لحاها
    بلل الله ثراها
    هذه هجليجة الحيّ التي يقصدها (السّنبرُ) إبان الخريف
    بعد تسفار مُخيف
    لبستى ثوب غبار ... عبقريّ النّسج ريفي
    جذرها فى الارض راسخ
    رأسها في الشمس شامخ
    وهي تحيا بالكفاف
    وبما دون الكفاف
    تحتها أضغاثُ شوك ، ونوى ناقفهُ مات ، وما عادت ثمار
    ونثير من حجار
    ظل يلُقيها الصِّغار
    ظلّلت حاجبها بالكفِّ تستفسرُ في همهمةٍ: من ذا اقترب
    فى عجب
    بعد ما شح المزار
    وراى المُبغضُ للخُضرة أن يقتطعوها.. ويبيعوها حطب
    حدست من ذا أتاها
    عرفت فيّ فتاها
    فأنا قلبي محفورُُ عميقا في لِحاها
    وعليه أحرفي:
    (صادها) عطشى جوار (الألف)
    منذ ان كنت صبيا في الجوار
    عرفتنى من بعيد
    دمعت حين راتني مقبلا فى لهف
    ورمت لي في سخاء ثمرات
    خبّاتُها في مكان غامض منها خفي
    أفما ظلت تُعيدْ
    للسواقي...

    أنني آت إليها من جديد
    قبل أن يلحقها فأس ونار
    حينما يفرضُ ذاك المبغضُ الخضرة بالقوة تنفيذ القرار
    كيف أنساها وتنساني، وإسمي ظلّ محفوراً عميقاً في لِحاها
    فأنا أيضاً جناها
    وأنا الملحُ الذي تقتاتهُ، والماءُ، والحامي حِماها
    هذه هِجْليجةُ الحيّ..
    **************************************************


    ياقلبي دق لكن بشيش
    صلاح أحمد إبراهيم


    من ديم مدينة ... وديم عرب ... وديم اب حشيش
    للمينا ... لي رامونا ... او من اربعات لتراب هدل
    ومن انقوياي ميل جاي وشيل عند الاصيل لمصفى شل
    بالله هل ...
    شفت الورد في باقة ماشي وفي شفافيو بيندي طل
    او لمحة من شباك اطل
    شباكو شيش
    ياقلبي دق لكن بشيش
    لا ينفضح للناس هواك
    قول ليه ناشدك من هناك
    شايلني ليك براق شلع عبادي
    شققني الاراك
    دوخ شذاه الفجري من الاتبراوي
    لحد جبيت
    وقفني فوق جبل اركويت
    قال لي دير عينيك تحت
    شوف السما النزلت
    وعامت في البحر
    خذ ليك نفس املأ
    شعاب رئتيك بشر
    واسجد وطوف من بيت لبيت
    تلقى الامل بالفرحة قوم ليهو ريش
    اهدي الجواهر والحرير
    بنت الامير
    شقيانة في الحر لابسة خيش
    نقرش قليبك بس بشيش
    كم فيهو قاطع ليك وتر
    قل للملاك وقتين سفر
    سيد مهجتي الما ساد سواك
    جاييك اموت مرتاح حداك
    سميهو حب، سميهو جن ، سميهو طيش
    اموت وتسلم لينا يا غالي وتعيش
    اموت لبسمة تضوي في الثغر الجميل
    زي نيل تبهرج بالقمر
    الرملة والقيف والشدر
    ليلك طويل بالغربة جاريها السهر
    مانسيت مواثيقنا القبيل
    اصدح بفرحتنا القلوب تصدح معاك
    واموت وفي شفتي غناك
    قرقورة لاصقة على الحجر
    عصفورة ضاميها الوكر
    مطمورة فضت ليها عيش
    شبورة نازلة على الاراك
    شبورة نازلة على الحشيش
    وياقلبي دق لكن بشيش
    *******************************

    صورة دوريان جراي
    صلاح أحمد إبراهيم


    أملُ وانْهارْ
    مات ولم يترك تذكار
    مات وها أنذا أسمعُ صوت مناحته في الدار
    مات وشيَّعناه، وصلينا ، واستغفرنا ، وانبنا ، بعد بُكاء حارْ
    وأتى من لا يعنيه الأمر ولم يحزن
    جاء ليشرب قهوتنا ، يغتاب الناس، وينتهك الأسرار
    ويُقهقهُ ضحكته كالنّصل:
    -دع الموتى يبكون على الموتى،
    ما كان سوى أملٍ وأنْهارْ
    في الخارج كان يموت نهار
    في الخارج أبواق تعوي ويثور غبار
    وأناس مكدودون كأنهم الأشباح يجرُّون خُطاهم نحو الأحجار
    مجهولون بلا سيماءْ
    مذهولون ومنُكفئون من الإعياء
    في المقهى المذياع يجلجل بالانباء
    الحرب تدق على الأبواب
    الحربُ الثالثه الحمقاء تدقُّ على الأبواب
    -ادفن راسك تحت تُراب
    -بل ارفع رأسك واجهها يا ابن الإنسان
    سيّان- تقول- الأمرُ لديك بلا أمل سيّانْ

    ***
    في ((الغرفةِ)) كان الرعبُ، وكان الحقدُ، وكان العارْ
    ودَهاليزُ في العتمةِ أين تقودُ؟
    - تعودُ إلى حيثُ بدأتَ
    في العتمةِ أنت تكونت وتفتت
    في العتمة أنت رأيت ولم تصرخْ:
    أملاً ينهار


    في ((الغرفة)) كان الصمت يوسوس بالأسرار
    في جوف الصمت تجوس عصابات الأشرار
    في لحظة ضعف كان يجاوب أنثاهُ الصّرصار
    وعقارب تخرج غاضبة- هل ذاك الصيف ام الأخبار؟
    فى ((الغرفة)) كان هنالك ضبُّ يلبد خلف الباب
    وينام ذباب
    وعلى مرآة بالدولاب
    لمحتَ خيالك، وجهك يصرخ فيه ألم
    وندم
    وعذاب
    جحظت عيناك ونز الدم
    وتهرأ لحمك حول الفم
    وتدلّى الفك
    فكأنك جُمجمةُ تضحك
    مزق...مزق آثار سياط
    حفرت أُخدود
    يتوالد فى جنبيه الدود
    مزق...مزق ..لهب وحريق
    الجرح عميق
    في وجهك كان عذاب ، كان شقاء، كان صراخ
    - ما أبشع وجهك ، قُم حطمه يا ((دوريان))
    قم حطمه....قم حطمه
    - لا . ليس الآن
    من صك ((مفستو)) بقيت سنتان
    -سنتان وتُقبض روحك بالاسياخ
    تُكوى بالجمر ، وتلقى في أعماق النار
    يكفي ، فالأرضُ تميد من الأوزار
    إنتفخت بين يديك الجثةُ فادفنها-
    ما كان سوى أمل وانهارْ
    **********************************

    (عدل بواسطة ابوبكر يوسف إبراهيم on 06-14-2009, 01:49 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de