الاستاذ الصحفي المميز خالد فضل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 11:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-08-2009, 06:52 PM

لؤي احمد الطيب
<aلؤي احمد الطيب
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 89

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاستاذ الصحفي المميز خالد فضل

    دعنا نوثق
    مقالاتك تعيش بيننا
    قلمك يرسم معانتنا ويضع الحلول
    شكرا لك

    (عدل بواسطة لؤي احمد الطيب on 06-08-2009, 07:13 PM)

                  

06-08-2009, 06:55 PM

لؤي احمد الطيب
<aلؤي احمد الطيب
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 89

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ الصحفي المميز خالد فضل (Re: لؤي احمد الطيب)

    أجراس الحرية
    خالد فضل
                  

06-08-2009, 06:57 PM

لؤي احمد الطيب
<aلؤي احمد الطيب
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 89

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ الصحفي المميز خالد فضل (Re: لؤي احمد الطيب)

    خالد فضل
    * ما من شك ان اختلالاً كبيراً حاق بهيكلة الدولة السودانية ومهامها خلال فترة حكم الاسلاميين تحت مسمى الانقاذ، ولعل أكبر خلل قد حدث على مرحلتين، لكن أثره واضح على مجمل حياة المواطنين السودانيين، أول تلك المراحل تلك التي ابتدأت منذ فبراير 1992م، عبر اتباع نهج اقتصاد السوق الحر وأيلولة مهمة تقديم الخدمات الأساسية للقطاع الخاص، وقد امتازت هذه المرحلة بقسوة شديدة في انفاذ ما عُرف ببرنامج الهيكلة والخصخصة، وبدت المسألة وكأنها عمليات استيلاء على غنائم وتقسيمها بين الجيش المنتصر أكثر من كونها عملية اقتصادية علمية جادة تستصحب معها وترافقها معالجات اجتماعية ناجعة لتقليل أثر صدمة الانتقال من نمط الدولة الراعية الى اقتصاد الدولة الميسرة لحركة الاقتصاد، فقد تم تشريد عشرات الآلاف من العاملين في مؤسسات الدولة وشركات القطاع العام وهيئاته ومشروعاته، دون ايجاد مشروعات خاصة ضخمة لاستيعاب هذه العناصر التي تم اجلاؤها من وظائفها ومنحها استحقاقات مالية ومكافآت ما بعد الخدمة. ليلتهم السوق كل تلك الأموال عن طريق امتصاصها التدريجي في خدمات الصحة والعلاج والتعليم والسكن والأكل والشرب.
    وبالفعل فإن عشرات الآلاف من الأفراد قد انفقوا ما يعادل مليارات الجنيهات في أتون السوق لتلبية احتياجاتهم المعيشية، ولأن هذه الأموال لم تجد ما تستثمر فيه بشكل منظم فقد تفاوتت الأعمال التي ولجها هؤلاء الموظفين، فمنهم من فتح محل اتصالات لتفتح عقبه مباشرة مائة محل في مساحة كيلومتر واحد، ومن أسس بقالة جاوره في ذات الشارع عشرة آخرون من أصحاب البقالات، ومن اشترى حافلة لنقل الركاب امتلأ عليه الخط فجأة بعشرات الحافلات على ذات خط النقل لاقتسام نفس عدد الركاب، وهكذا. فقد كان معظم هؤلاء الموظفين قليلي التجربة والخبرة في مجال الاستثمارات الصغيرة، كما ان حجم الأموال المتاحة لكل فرد منهم على حدة مما لا يمكن الاعتداد بها أو كفايتها لتسيير ولو مشروع صغير، في واقع تزداد فيه المطالب اليومية للحياة من تعليم ورسوم باهظة، وعلاج، وسكن وطعام، مع وجود رسوم وجبايات متعددة الأسماء والفواتير، كلها خصماً على مبلغ محدود هو قوام فوائد ما بعد الخدمة لهؤلاء الموظفين المشردين عن وظائفهم بحجة الهيكلة والخصخصة والغاء الوظائف وبيع المؤسسات الحكومية التي كانوا يعملون فيها، ومع كل هذه الأوضاع، فان شهية الحكومة قد انفتحت بشراهة لسد فجوة حاجتها لموارد مالية لتسيير أعمالها البيروقراطية ومهامها السياسية التي اتسعت بشكل كبير، وكذلك لمجابهة المهددات الأمنية التي كانت تحيق بسلطة اتضح منذ بداية عهدها انها لا تأبه كثيراً بحل القضايا عن طريق السِلم، بل كانت خطتها ونهجها هو العنف في مواجهة المطالبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتواترة عليها من كل المنظمات السياسية ومن كل جهات البلاد تقريباً، لذلك كان واضحاً ايضاً ان السلطة كانت تحاول باستمرار تكريس وجودها وتثبيت دعائم بقائها على دست الحكم مهما كانت النتائج وآثارها على مستقبل الشعب والبلاد. * المرحلة الثانية، هي المرحلة التي دخل فيها النفط ضمن أهم موارد الحكومة المالية، فقد أتاحت الثروة المكتشفة حديثاً، ورغم ضآلة حجم انتاجها، لكنها مكنت الحكومة من الحصول على عائد يومي وسريع وسهل في ذات الوقت يحصي يومياً بمئات الآلاف من الدولارات، وتتجاوز أرقامه المليون دولار شهرياً، ويفوق المليار سنوياً، ولكن هذا القطاع الانتاجي السريع العائد كان في واقع الأمر وبالاً جديداً على المواطنين، اذ لم يتم خفض الضرائب أو الرسوم والجبايات، تلك التي تشكل عائقاً وهماً يومياً يجابه أصحاب الأعمال الصغيرة الذين اندغموا في السوق كما هو طلب الدولة، ويواجه أرباب المعاشات الذين حاولوا تنفيذ مشروعات صغيرة، ويعاني منها في الحقيقة كل أصحاب المهن والحرف الصغيرة حتى عمال الأسواق على (الدرداقات) وستات الشاي، وغيرهم من قطاعات، مع استمرار انصراف الدولة عن أداء أي دور اجتماعي لرعاية المواطنين أو توفير الحاجات الاساسية المجانية كالتعليم والعلاج.. وكل ما شاهده أغلبية الناس من عوائد النفط كان عبارة عن زيادة انتشار أجهزة القمع الرسمية وتطوير امكاناتها، مع ضيق فرص الالتحاق بها على الأقل في بعض الوحدات الحساسة او في الوظائف القيادية فيها، أو في الانتساب للكليات التي تخرج منسوبي تلك الأجهزة التي تكاد تكون محتكرة في أقاليم محددة بأوساط البلاد ووفق شروط تزكية حزبية في الغالب أو وساطات أسرية، هذه الوظيفة فاقمت من الهوة بين أحساس الناس بوجود الدولة ودورها في رعاية مصالحهم، مما شكل عنصر ضغط أضاف على الدولة التي تم اختطافها كلياً لصالح فئة من الشعب دون غالبية فئاته، فاندلعت حروبات الهامش ضد المركز، وزادت حدة الاستقطاب تحت لافتات الجهة أو العرق أو الانتماء السياسي والفكري، ودخلت البلاد منذ منتصف التسعينيات في مواجهات وطنية مستمرة ودامية فمات أو قتل من المواطنين الآلاف، وتشرد ونزح وهاجر ولجأ الملايين، ودمرت قطاعات انتاجية عريقة كمشروع الجزيرة، وهيئات فاعلة، كالنقل الميكانيكي، والسكة حديد، وتدهور قطاع الزراعة المطرية، وقطاع الرعي، والصناعة وغيرها من قطاعات، كل ذلك بسبب أن السلطة قد اكتفت بعائد النفط السريع لتأمين بقائها وحكمها، أو لتقديم الرشاوي وشراء الذمم أفراداً وجماعات، بحيث أصبح التوظيف السياسي هو الأريح، اذ لا تضبطه لوائح الخدمة العامة البيروقراطية ولا يخضع لأسس ولوائح معروفة، فأصبح البعض بين عشية وضحاها في مواقع نظير مخصصات مهولة وتسهيلات عديدة لدرجة يخال اليك معها ان أبواب وخزائن الدولة كلها قد خصصت لخدمة هذه الشريحة أو الفئة، بينما ازدادت أعداد الفقراء حتى جاوز رقمهم 55 ـ95% من الشعب بحسب افادات حكومية مؤخراً. * هذه هي الحالة، وهي حالة كافية لطرح برنامج بديل للحكم تقوم فكرته الاساسية على ضرورة استعادة الأمل في انقاذ حياة الناس مما هم فيه من معاناة، وتفصيل ذلك البرنامج مما ينبغي ان يشغل بال الكوادر المتخصصة في الأحزاب السياسية، عساها تتنافس على ذلك، وعلى رأس القوى المطالبة بطرح بديل عملي وموضوعي، تقف الحركة الشعبية لتحرير السودان والتي تنادي أدبياتها بازالة التهميش والغبن الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي، فمن باب أولى ان تطرح الحركة مشروع السودان الجديد، سهلاً وميسراً أمام المواطنين السودانيين الذين يعتور غالبيتهم الجوع والظمأ والحاجة الملحة لتغيير أوجه حياتهم البائسة، فماذا أعدت القوى السياسية وماذا أعدت بشكل خاص الحركة الشعبية التي يعول عليها كثيراً في انتقال البلاد من حالها البائس الراهن الى غدٍ أفضل تسوده الحرية والعدالة والمساواة والحياة الحرة الكريمة لغالب الشعب.
    مرات القراءة: 23 - التعليقات: 0
                  

06-08-2009, 07:01 PM

لؤي احمد الطيب
<aلؤي احمد الطيب
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 89

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ الصحفي المميز خالد فضل (Re: لؤي احمد الطيب)

    خالد فضل
    • عبر الهاتف جاءني الصوت يكاد تخنقه العبرة، أحد المهندسين الزراعيين من العاملين برئاسة مشروع الجزيرة ببركات، قال لي: إنهم اذا استسلموا لخصخصة أو نهب أو سرقة مشروع الجزيرة ووحداته المختلفة، فانه يرجو احسان الذبح لا أكثر ولا اقل، وضرب لي مثلاً بالسكة حديد او سكة حديد الجزيرة التي كانت بمثابة الشرايين النابضة بالحياة في جسد المشروع من أقصاه لأقصاه، من وادي شعير وود الماجدي الى الحاج عبد الله ومعتوق مروراً بحمدنا الله، انطلاقاً من ود الشافعي، وكانت القاطرات ومقطوراتها تضج بالحياة والهمة والنشاط وهي محملة بالقطن في رحلته من محطات التجميع المنتشرة في كل مكاتب المشروع، وفي مواسم الاعداد للزراعة كانت تجئ ذات القاطرات تحمل التقاوي والأسمدة والوقود، بل إن من تلك القاطرات ما كان يستخدم كوسيلة ترحيل لربط القرى بمدينة بركات وما أكثر الطلبة الذين درسوا في ودمدني من قرى الجزيرة الذين كانوا يروحون ويعودون على تلك القطارات وبفضلها تخرج عشرات الآلاف..
    • لقد شكلت سكة حديد الجزيرة ثقافة قائمة بذاتها ومثلت أحد أهم ركائز المشروع، لم لا وهي وسيلة النقل والترحيل الأساسية في تربة طينية خصبة تنطقع وسائل النقل الأخرى في فصل الخريف وتظل السكة الحديد المنفذ الوحيد، والى ذلك فهي من أرخص وسائل الترحيل اذ ارتفعت أسعار ترحيل القطن بعد دمار السكة الحديد الى حوالي عشرين ضعفاً تقريباً. وفي التقرير الجيد الذي أعده الزميل أيوب السليك (أجراس الحرية، 16 مايو 2009م).. أورد العديد من الافادات التي تشير الى أهمية السكة الحديد بالنسبة لمشروع الجزيرة، وفي ذات الوقت ما أصابها خلال السنوات الأخيرة حيث تمت سرقة الفلنكات والقضبان واندثرت الردميات التي كانت تسير عليها القاطرات، وما حدث للسكة حديد يمثل أحد أوجه الخراب والدمار الذي أصاب مشروع الجزيرة وبنياته التحتية الأساسية، هذه البنيات التي تم تأسيسها متزامنة منذ مطلع القرن الماضي على يدي الحكم الاستعماري. وقد تم تصنيع قضبان الحديد من أجود وأمتن أنواع الحديد الانجليزي، وبمواصفات خاصة تصلح لبيئة وتربة وأجواء مشروع الجزيرة، مثلما تم تصنيع بعض الجرارات والآليات الدقيقة خصيصاً للعمل في المشروع. حيث وحدة الهندسة الزراعية أحد أهم ركائز المشروع كذلك، اضافة الى محالج القطن، وهذه الوحدات الثلاثة هي التي آلت الى خراب ودمار ومزاد علني لتبدأ خطوات خصخصة المشروع انطلاقاً منها وهي الخطوة التي يصفها كثير من المراقبين بغير الموفقة أو على الأقل لم تتم بأسس سليمة وخطوات متدرجة ودون اشراك فعلي للقواعد من المزارعين والعاملين بالمشروع. • لقد كان صوت ذلك المهندس الزراعي يتهدج عبر الهاتف وهو يقترح ان تتم الاستفادة من قضبان السكة الحديد في عمل خطوط مواصلات بين المدن أو داخل المدن عوضاً عما يشاع بأن تلك القضبان قد تم بيعها للمنطقة الصناعية في جياد لصهرها واعادة تصنيعها مرة أخرى في أشياء أخرى، فمن وجهة نظر محدثي، انه يمكن الاستفادة من تلك القضبان واستخدامها لذات الغرض الذي صنعت من أجله، خاصة وأن هنالك حوالي (9) رؤوس قاطرات بحالة جيدة وصالحة للعمل، لكنها لا تجد قضباناً تسير عليها، فتحويل الملكية ينبغي ألا يحول الغرض ذاته، وحتى من ناحية استثمارية لصالح الملاك الجدد فان استغلال القضبان والقاطرات كوسيلة ترحيل ونقل يمكن ان يحقق الأرباح المرجوة للمستثمرين الجدد!!. • هكذا بلغت الحال في مشروع الجزيرة الذي اتضح ومنذ العام 2005م ان ثمة مخطط لتدميره والاجهاز عليه تماماً عبر سن قانون 2005م الذي وجد معارضة ومقاومة ما تزال مستمرة من جانب قطاعات واسعة من المزارعين والعاملين بالمشروع، ولكن وبعقلية المستبد، ظلت خطوات التشليع مستمرة كأن شيئاً لم يحدث، وكأن كل تلك الأصوات المناهضة عبارة عن نباح كلاب وليس آراء بشر من أهل الوجعة على المشروع وعلى مستقبله وفوق هذا وذاك مستقبل الوطن وهمومه. وبالفعل فان أحد الزملاء المعلمين كان قد اتصل عليّ عبر الهاتف في ذات اللحظات التي كان يهاتفني فيها المهندس الزراعي المارّ ذكره، وقد قال ذلك المعلم بحسرة، إن الجزيرة قد ماتت فيها الحياة، وانه فوجئ بما آل اليه الحال. فقد ظل يعمل بالخرطوم طيلة العام الدراسي الماضي، وعندما سافر لأهله في الاجازة وجد ان الحال يجل عن الوصف، فالخطب جلل، والأرض جدباء والترع جافة والبهائم لا تجد جرعة ماء، وحتى أشجار المكاتب الخضراء تم قطعها عشوائياً، لقد صارت الجزيرة قاحلة وأصابها الجفاف و(السمبر البفرح صفيرو غشانا واتقاطر رجع)، وهكذا لسان حال كل أهل الجزيرة، لا يجتمع اثنان منهم إلا وكان ما حاق بالمشروع ثالثهما، يستوي في ذلك الأقلية من مؤيدي حزب المؤتمر الوطني أو الأكثرية من المنتمين لأحزاب وأفكار وطنية أخرى أو من غير المنتمين لأي حزب ولكنهم ينتمون الى الحق والعدل والانصاف، ورغم حملات التجييش الحزبي المحمومة واستخدام كافة أنواع الأسلحة المشروعة وغير المشروعة، عبر حملات الترغيب والترهيب بيد أن غالبية أهل الجزيرة يقفون ضد الخصخصة العشوائية للمشروع، وضد استئثار الرأسمالية الطفيلية والانتهازيين بريع المشروع، انهم يعتبرونه مشروع حياتهم الأوحد، وما يجري الآن يمثل جريمة ضد حياتهم، فحال المشروع ليس على ما يرام، وأوضاع بنيته التحتية تحتاج الى تأهيل وصيانة واعادة ماء الحياة اليها عوضاً عن جلبها في أسواق الانتهازيين والطفيليين الذين لا يقدرون دور المشروع الاجتماعي التكافلي، ولا يعرفون فلسفة انشائه ولا ثقافته وأعرافه وتقاليده، ولا يهتمون بنسيج مجتمعه الانساني، لذلك فان وأد مشروع الجزيرة يعتبر في تقديري وفي تقدير كثير من الناس مما يرقى لمرتبة الجريمة المنظمة ضد الوطن وضد قطاع كبير من المواطنين فهل يتم الصمت والتستر على تلك الجريمة ولمصلحة مَنْ يحدث ذلك؟!.
    مرات القراءة: 43 - التعليقات: 0
                  

06-08-2009, 07:03 PM

لؤي احمد الطيب
<aلؤي احمد الطيب
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 89

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ الصحفي المميز خالد فضل (Re: لؤي احمد الطيب)

    ادمان النواقص(نزعته الرقابة الامنية)
    بواسطة: admino
    بتاريخ : الإثنين 16-02-2009 09:32 صباحا

    *مما أُخذ على اتفاقية نيفاشا 2005م رغم شمولها النسبي؛ أنها كانت اتفاقية ثنائية بين حزبين. قال بذلك المتحفظون عليها: ورغم أن مداداً كثيراً قد سكب لتوضيح هذه الجزئية من انتقاد المنتقدين، وأقوى الحجج التي سيقت في هذا الجانب التوضيحي: أن الاتفاقية، وبالرغم من أنَّها أُبرمت بين الطرفين المعلومين؛ بيد أنها حوت غرفاً عديدة، تتيح لمن لم يفاوض او يوقع فرصة للحياة السياسية، في ظل نظام انتقالي يحكمه دستور ويتدرج الى أن يصبح حكماً او نظاماً ديمقراطياً يتيح كافة الحقوق للآخرين لتولى السلطة عبر بوابة الانتخابات.


    صحيح أن التحول الديمقراطي لم يكتمل بعد، وصحيح أن المؤتمر الوطني ـ أحد طرفي الاتفاقية لم يفِ بمستحقات الانتقال، لأن التغيير يعني مباشرة زوال قبضته الأمنية والسياسية والمالية على مقاليد البلاد, بَيْد أنه لا يمكن أنكار بعض التحولات المهمة في مسيرة بناء الدولة السودانية القادمة. أذ يكفي على سبيل المثال: أن جنوب السودان لم يعد خاضعاً لابتزاز حكومات الخرطوم وهيمنتها، بل أصبح للمواطن الجنوبي الحق في تقرير مصيره في البقاء ضمن حدود البلاد السابقة او إقامة دولته المستقلة، عبر صناديق الاستفتاء المقرر إجراؤه عام 2011م.. وهذه الخطوة من شأنها أن تجعل خيار الوحدة ـ إنْ تم ـ خياراً طوعياً لا إكراه فيه للجنوبيين ولاهيمنة عليهم بعد الاتفاق. وهذا الأمر تكمن أهميته في أنّ بناء الدولة السودانية القادم يجب أن يقوم على ركائز من أهمها الانتماء الطوعي، وما يتطلبه هذا الأمر من إعادة النظر في كثير من المسلمات السابقة، التي اتضح أنها لم تلب حاجة بناء دولة وطنية حقيقيةـ قوامها احترام مكونات هذه الدولة بكل ما فيها من تعددية ثقافية ودينية وعرقية.. فالواقع يخالف التصور السائد منذ الاستقلال، والممارسات السياسية والثقافية المهيمنة تدل على قتصار وجهة نظر الدولة السوداية بطبعتها السابقة وحتى الآن بصيغة آحادية, لم تكفل للآخر حقه في أن يكون مختلفاً، وفي ذات اللحظة يتمتع بكل حقوقه. وهذه المعادلة بين الحق والانتماء مما يجب أن تتم طواعية وليس قسراً..ولهذا قلت: إن نيفاشا قد وضعت أساساً طيباً لبناء دولة قادمة تسع جميع السودانيين، ورغم ذلك لا يمكن الزعم بالطبع أنها جاءت مبرأة بنسبة 100% من كل نقص.. فهذا أمر مستحيل في الاجتماع البشري، ولكن من أخطر النواقص التي ظهرت في نيفاشا؛ هو عدم الدقة في التنفيذ وعدم الالتزام بالمواقيت الزمانية لكثير من بنودها.. كذلك هناك عيوب واضحة في بعض خطوات التنفيذ، خذ مثلاً: مسألة التحوُّل الديمقراطي، نجد أن بعض القوانين التي أجيزت مؤخراً لم تبلغ مرحلة (ديمقراطية) بشكل تام؛ بل إن بعضها جاء اسوأ مما قبل، مثل: قانون العمل الطوعي الذي حول منظمات المجتمع المدني الى خاضع للسلطة التنفيذية.

    *ثم بالعودة الى النواقص نجد أن اتفاقية ـ اسمرا ـ الموقعة مع جبهة الشرق لم ترقَ هي الأخرى الى مصاف الحل الناجع لقضايا شرق السودان المتشعبة.. وبالطبع لازمها داء التنفيذ لما تم الاتفاق حوله. ومثل: اتفاقية الشرق، نجد اتفاقية القاهرة مع التجمع الوطني الديمقراطي، فنجد أن هذه الاتفاقية وكأنها قد سقطت تماماً من الذاكرة، ولولا وجود وزيرين في الحكومة الاتحادية, يكتشف الناس بعد لأي أنهما لا ينتميان للمؤتمر الوطني. لو لا ذلك لما تذكر أحد شيئاً اسمة اتفاقية القاهرة، عدا وجودـ سليمان حامد، وفاروق ابو عيسى في البرلمان، رفقة عدد محدود من زملائهم في التجمع، كالاستاذ. عثمان عمر الشريف، ومحمد وداعة، وآخرين، أقل ظهوراً على المستوى الإعلامي على الأقل.. أما ما اشتملت عليه وثيقة الاتفاق، من تحول ديمقراطي، وإعادة قومية أجهزة الدولة، ورد المظالم التي حاقت بقطاعات واسعة من المواطنين؛ فإنها صارت في عداد المنسيات.. وهذا وجه من وجوه إدمان النقص في الممارسة السياسية السودانية.

    *أما عن دارفور؛ فحدَّث ولا حرج، فبشهادة كل المراقبين والفاعلين والمشاركين في اتفاقية ابوجا فإنها اي تلك الاتفاقية لم تجلب سلاماً لدارفور، ولم تزد النار الا اشتعالاً. والسبب كما هو معروف أنها اتفاقية ناقصة بسبب غياب كل الحركات السياسية التي تحمل السلاح في دارفور؛ عدا فصيلـ مني اركو مناوي، الذي يشكل لأحد أهم فصائل حركة جيش تحرير السودان. وبينما استعصم الاستاذـ عبد الواحد محمد النور، زعيم فصيل آخر في ذات الحركة بالرفض لاتفاقية ابوجا، ومن ثم رفضه لما بذل من جهود لبدء التفاوض تحت اي مسمى او مبادرة. فها هوـ عبد الواحد محمد النور، يصف مفاوضات الدوحة الحالية بين المؤتمر الوطني وحركة العدل والمساواة، جناح د. خليل ابراهيم: بأنها محاولة لتوحيد إسلاميي السودان في السلطة وفي حركات دارفور، بينما جاء تعليق حركة مناوي: بأنها محاولة لإعادة بعث المشروع الحضاري. ذلك المشروع الذي كان الاسلاميون يطلقونه على مشروعهم للانفراد والهيمنة بالسلطة في بواكير انقلاب 30 يونيو 1989م.

    *بالنتيجة نصل الى أن جهود الدوحة ومهما كانت دوافعها فإنها في النهاية تضيف سطراً جديداً في سجل ضخم اسمه (إدمان النقص) ولأن التجزئة التي ظل يمارسها المؤتمر الوطني قد نجحت حتى الان في بقائه في الحكم في وضع شبه مطلق؛ فإنه دون شك لن يحيد عن هذا النهج الذي يضمن له باستمرار مواصلة برامجه وأهدافه. فطالما ظل الآخرون يتجاوبون مع خطته التجزيئية فلا بأس من مواصلتها. وسنسمع عما قريب عن اتفاقية الدوحة، او طرابلس، او ربما انجمينا، حسب تقلبات الظرف الاقليمي. وسيتم عمل كرنفال احتفالي باتفاقية تحمل اسم عاصمة التوقيع، وفي ذات اللحظات سيكتشف الجميع أن بضاعة جديدة يتم الترويج لها مؤقتاً، ثم ما ينفك الصبح عندما يسفر عن حركات رافضة للدوحة او _ اي اسم اخر- ثم عن معارك جديدة، ثم عن نقصان في الاتفاقية ويستمر الموَّال..

    *ان الحل الشامل والناجع والنهائي للأزمات السودانية المتطاولة يكمن في كلمة السر الغائبة حتى الآن (الحريات) ففي مناخ حر ومعافى وديمقراطي يمكن حل كل المعضلات. وذلك ببساطة شديدة أن مناخا حرا وديمقراطيا يوفر بيئة صالحة لتوليد الأفكار الجديدة ،ولمقارعة الحجة بالحجة، ولمشاركة واسعة من أكبر قدر ممكن من السودانيين، بمختلف تعددياتهم.. وعندما يشارك الجميع في إدارة شأن بلادهم فإن الحل سيأتي دون أدنى شك. واذا عجز السودانيون في مناخ مشاركة كامل وواسع يستوعب الجميع عن ايجاد الحلول لمعضلات وطنهم؛ فإنهم في هذه الحالة يستحقون فعلاً أن يعاد استعمارهم ووضع بلادهم تحت الوصاية الدولية. فالمجتمع الدولي مثل البيت الكبير/ يتولى تربية القصر من الأنباء والبنات!!


                  

06-08-2009, 07:07 PM

لؤي احمد الطيب
<aلؤي احمد الطيب
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 89

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ الصحفي المميز خالد فضل (Re: لؤي احمد الطيب)

    ألهاهم التكاثُر.. حذفته الرقابة الامنية من النسخة الورقية
    بواسطة: admino
    بتاريخ : الخميس 27-11-2008 08:25 صباحا

    * المراقب لأداء وممارسات حزب /المؤتمر الوطني/ طيلة فترة هيمنته وسطوته على دولاب وأجهزة الدولة السودانية، يلحظ بغير عناء، كم هو ولعٌ بالكم، دون أن يلقي بالاً لمسألة الكيف، فقد ألهى هذا الحزب التكاثر بحق، كما ورد في النص القرآني في سياق الذمِّ، وقد ران حينٌ من الدهر، أُغلقت فيه الأبواب، والمنافذ تماماً في وجه الآخر، حتى ليخيَّل للمرء بأن في السودان حزب واحد هو المؤتمر الوطني، يقول بهذا الأداء الاعلامي الملحاح، الذي ظل على الدوام يصور /المؤتمر الوطني/ بأنه الأكبر، والأقوى، والأعمق جذراً, في التربة الشعبية.
    بينما كل الآخرين إما ببغاوات!، في وصف لأحد متنفِّذي المؤتمر الوطني لقادة الأحزاب التاريخية، أو ديناصورات، كما في وصف آخر، أو عملاء ومأجورين وخونة مارقين، ولعل تسجيلات وأرشيف ذلك البرنامج التعبوي، مما يثير الخجل الآن، إن تم عرضه، إذ جاء عهد، أصبح فيه المتمرد (السيد)، وأضحى الخائن (المستشار) والعميل (كبير المساعدين) وحتى،/ الإمام/ الذي كان هدفاً للاساءة والتجريح بات من (أصفياء أهل السودان) الذين تذاع خطبهم في صلاة الجمعة، عبر مذياع أم درمان، الذي لم تخرج مايكرفوناته من حِجر (المؤتمر الوطني) إلا الى افواه (لأئمة) المؤتمر الوطني وما أكثرهم في منابر المساجد. لقد جاء أوان (المخاضة) كما نقول في دارج لهجتنا في الجزيرة، وعند المخاضة تبين (الكوكه)، فقد قال الترابي ذات مرة في لقاء صحفي: انه على أيام مايو تلك زار دارفور فوجد (مشايخ الخلاوي وطلابها اتحاد اشتراكي، وشيوخ القبائل (اتحاديون اشتراكيون) وروابط الطلاب واتحادات المهنيين.. ولكن كل ذلك (فص ملح وذاب) عندما أفل نجم مايو، وغاب أثر نميري (القائد الملهم) وحبيب الملايين.. والقائد المفدى بالروح بالدم.. وما أشبه تلك الليالي المايوية بلاحقتها من ليالي (يونيو).. * فعند عودة الصادق المهدي في تفلحون، أو (اتفاق جيبوتي) ورغم جنائزية المناسبة، اذ كان الاتفاق هشاً غير قابل للتنفيذ، عديم الضمانات، بل نسخة من (اتفاق دمشق) مع الراحل/ الهندي/ الذي تمخض عن (وزارة) وكم معتمدية، رغم ذلك، فقد كان لقواعد الأنصار وحزب الأمة حضورها الأقوى والأبرز وهي لا تستقبل (الاتفاق) انما تستقبل، في رمزها وقائدها.ـ الصادق ـ. ذاك الذي كان برنامج ساحات الفداء يصوره للناس وهو مغموس لذاته في فنادق اللجوء، لقد جاءت لحظة الحقيقة القاسية، مما حدا بالبروفيسورـ ابراهيم احمد عمرـ وكان وقتها أميناً عاماً للمؤتمر الوطني للقول تعليقاً على احتفالية قواعد حزب الأمة وهتافاتها الداوية ضد الطغيان والاستبداد، قوله (سندعهم يحتفلون اليوم، ولكن غداً سنذكرهم بأن بالبلد قانون ودستور) في اشارة الى دستور 1998م وما تفرع عنه من قوانين. ان الرسالة الأوضح كانت قد وصلت، وهي أن أي سلطة أو نظام إن لم يتوسل الى الشعب عن طريق الرفق واللين فان طريق القسوة والشدة سيزيده عزلة وقد كان.. * ففي يوم عودة الراحل د/جون قرنق/، كان السودان على موعد مع تاريخ جديد، تاريخ اساسه، تدافع الشعب بعفوية وصدق، لقد مشى ملايين الناس، لعشرات الكيلومترات، بطول الخرطوم وعرضها، من حدود جبال المرخيات الى آخر سوبا، الى امتدادات أم بدة ونهايات الحاج يوسف، جاءوا (كداري) لم تحملهم حافلة مستأجرة أو مأمورة، بل حملتهم تطلعاتهم وآمالهم، تلك التي كان التلفزيون والاذاعة وإعلام الحكومة يصور بأن المؤتمر الوطني فقط هو من حققها، ولكن خاب فألهم، يوم احتشد ما يزيد على خمسة ملايين مواطن ومواطنة، من أهل السودان الحفاة الجوعى في غالبيتهم، مع آخرين من غير المهمشين، لكنهم بوعي ثاقب وافق مفتوح انحازوا لصالح المجموع الوطني الأصلي، وكان حدث استقبال د./ جون/ زلزالاً تحت أقدام من ظنوا ان الكسب يتم بكاميرات التلفزيون، لقد اكتشفوا ضآلة ما يجدون من تأييد يومها. * ثم توالت المناسبات، فكان تشييع مولانا/ احمد الميرغني/ المتزامن مع عودة السيد /محمد عثمان الميرغني/، عنواناً آخراً من استفتاء عفوي شعبي غير مدفوع القيمة، إنه ولاء واحساس عفوي من جُلّ شعب السودان، لقوى وأفراد وبرامج سياسية أو روحية، ألهمتهم الصبر على مكاره من ألهاهم التكاثر، حتى أوهموا أنفسهم بأنهم أصحاب أغلبية. * وفي تشييع د/ عبد النبي احمد/ مؤخراً، سمعت جمعاً من الأحباب من أنصار حزب الأمة، يتحدثون: عندما كان البوليس يحاول فج الطريق لسيارات المُتنفِّذين الذين جاءوا لحضور التشييع، سمعتهم يقولون للعساكر مباشرة (نحن ما عندنا شغلة في ناسكم الحارسنهم ديل، نحن همنا السيد)، انه رد فعل عفوي وصادق من أناس عاديين، تجبى منهم المحليات الرسوم والعوائد، وتخصم منهم الأتاوات والدمغات، ويدفعون ثمن التعليم لابنائهم، والعلاج، والسكر واللبن وماء الشرب والكهرباء.. ومع ذلك يراد منهم ان يبصموا على دفتر اذلالهم!! وهكذا تصل الرسالة من ولاية سنار.. ومن كل مكان.. يظن انه قد احتكر، بَيد أن يد القدرة الشعبية التي هي من (يد الله) التي مع الجماعة؛ لقادرة على استعادة حقها ولو بعد حين!!.
    مرات القراءة: 96 - التعليقات: 0

    --------------------------------------------------------------------------------
                  

06-08-2009, 07:09 PM

لؤي احمد الطيب
<aلؤي احمد الطيب
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 89

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ الصحفي المميز خالد فضل (Re: لؤي احمد الطيب)

    سلاح العقل (نزعته الرقابة)
    بواسطة: admino
    بتاريخ : الأحد 10-05-2009 01:11 مساء

    خالد فضل
    * في كلمة بعمود (جرس أخير) ـ أجراس الحرية 7 مايو 2009م، أشار الاستاذ دينق قوج، عضو المجلس الوطني الانتقالي عن حصة الحركة الشعبية لتحرير السودان، الى واقعة تذكير احدى عضوات المجلس لرئاسة الجلسة بأن بعض أعضاء المجلس يحضرون الجلسات وهم مدججون بالسلاح. ثم استطرد الاستاذ قوج، وبحكم مشاهدته لما يحدث في المجلس، حيث ذكر أن العضو يس محمد علي هو من دخل المجلس بسلاحه متباهياً، بل انه ظل يحشو خزنة سلاحه بالرصاص وهو جالس في مقعده البرلماني وسط نواب حزبه المؤتمر الوطني.
    * صورة النائب البرلماني المحترم يس، وهو يعبئ الرصاص في خزنة بندقيته أو مسدسه، كما أوردها الاستاذ الاستاذ دينق، مقروءة مع (4) مقالات مميزة كتبها الزميل عبد المنعم سليمان ضمن عموده (صدى الأجراس) بعنوان كانجورا السودانية، وخلاصة تلك المقالات ان (كانجورا) بلغة (الكينيا رواندا) التي يتحدث بها شعب الهوتو، تعني (الانتباهة)، وقد استعرض الأستاذ منعم ما ظلت تلك (الانتباهة) الرواندية تنشره من تحريض على التطهير العرقي للتوتسي، وهي المجازر المعروفة والتي حدثت في أواسط العقد الأخير من القرن الماضي، وسببت ألماً بالغاً وحرجاً عظيماً للضمير الانساني في الكرة الأرضية قاطبة. ولعله من نافلة القول التذكير مراراً وتكراراً الى خطورة نهج (الانتباهة) السودانية، ومنبرها العنصري الذي يقود دون أدنى شك الى نتيجة محتومة هي حدوث انفجار سوداني متعدد الأطراف على أسس عرقية ودينية وجهوية، فيصبح مستقبل السودان عرضة لصراع وقتال الكل ضد الكل، وبالطبع فان (البوم وحده هو ما يعجبه الخراب) كما في القول السائد. فعند لحظات الانفجار والغضب الجارف يغيب صوت العقل، ويصبح الانسان إما قاتلاً او مقتولاً، وكلا الخيارين مما لا يمكن قبوله واستساغته هكذا بكل سهولة، فهل ذنب السودانيين انهم ولدوا على هذه الأرض، لذلك فانهم امام هذين الخيارين العصيبين، واذ أذكر هنا، انه في يوم اعلان رحيل د.جون قرنق، واندلاع حالة فلتان وغضب عارم، اتخذ في بعض جوانبه وجهة عرقية بحتة، كنت في اللحظات الأولى في الخرطوم وتحديداً في شارع القصر، وعندما حاولت تهدئة خواطر بعض الهائجين، وتذكيرهم بألا يمارسوا التخريب للسيارات التي صدف وقوفها في الشارع في تلك اللحظات، أذكر ان مجموعة من الغاضبين كادت تفتك بي لمجرد طرحي لصوت العقل ذاك، فانسحبت من تلك المواجهة لأنني أيقنت ان لحظات الانفجار تلك مما لا يمكن ضبطها بالعقل، وبالفعل حدث ما حدث مما هو معلوم للكافة، وما من عاقل يريد تكرار ما حدث اللهم إلا إذا كان ذلك الشخص مجنوناً لا يعقل عواقب فعله، ولهذا السبب ظل صاحب هذا القلم يدعو ـ كلما سمحت له ظروف الرقابة الأمنية بالكتابة ـ لإعمال العقل، وافساح المجال بحرية للتداول السلمي للأفكار والآراء وحتى التشنجات، فمن أفضل الوسائل للوقاية من العنف والانفجار، اتاحة الفرصة للحوار وللعقل، وحتى لا نندم فيما بعد على ما أضعناه من فرصة لتجنب الكارثة. * ان مسلك ذلك النائب البرلماني يجب ان يجد المنع الحاسم من رئيس المجلس الوطني ومن رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الوطني، بل من أمن المجلس، ومن الشرطة، وللمقارنة فقط، فقد تم اعتقال عشرات الصُحفيين قبل عدة أشهر من أمام أسوار المجلس الوطني وهم يحملون لافتات قماشية، وأقلاماً كانوا يريدون التعبير بها عن موقفهم من قانون الصحافة، فبأي منطق ومسوغ، وتحت أية عدالة ومساواة وحكم رشيد يستمد كما يزعم أصوله من شرع الله، يحدث هذا التناقض، بحيث يسمح لنائب برلماني حزبي، وأمير سابق لإحدى مليشيات الحرب الأهلية، بحمل السلاح وحشو خزانته داخل قاعة الجلسات، وخطورة ذلك الفعل، اذ من الجائز جداً ان تنطلق رصاصات من ذلك السلاح عمداً او سهواً، فتصيب من تصيب من نواب المجلس الآخرين او حتى ترتد لتصيب حامل السلاح نفسه. واذا كنا جميعاً نحرص على ابعاد اطفالنا في المنازل عن الموقد وانبوبة الغاز، واسلاك الكهرباء، ونحرص على عدم وقوع الآلات الحادة في أياديهم ناهيك عن الاسلحة النارية، كل ذلك يتم حرصاً وحفاظاً على حياتهم وحياة الآخرين في المنزل والممتلكات، فما بال السادة في رئاسة المجلس الوطني، وفي أمنه، وفي الحزب إياه، والأجهزة النظامية الأخرى، ما بالهم يسمحون بعبث نائب برلماني بالسلاح الناري داخل أروقة البرلمان؟! * إن أخطر ما تحمله، حكاية النائب المسلح، والصحيفة التي تحض على الفتنة والتطهير العرقي والانفجار العنصري والديني والجهوي، أخطر تلك المعاني، انها تشيع أجواء من البلبلة والاضطراب والارهاب والتشويش، وفي مثل هذه الأجواء لا تعمل العقول بكفاءة ولا تتاح الفرصة لاعمال أهم وأقوى سلاح يمتلكه الانسان وهو سلاح العقل، فقل لي بربك، الى أي مصير يقودنا هؤلاء القوم، وهل نقف مكتوفي الأيدي تجاه تلك الألاعيب الصبيانية، فيندلق الكوب وساعتها لن يجدي الندم، فالمسؤولية واضحة ومباشرة وهي واجب على كل انسان عاقل راشد في هذه البلاد، فالخيارات واضحة وضوح الشمس، إما وطن وبلد وحياة تسعنا جميعاً، أو الموت والدمار والارهاب، الذي يدعو له أولئك الصنف من أبناء جلدتنا بأسلحتهم النارية والعنصرية.
                  

06-08-2009, 07:12 PM

لؤي احمد الطيب
<aلؤي احمد الطيب
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 89

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ الصحفي المميز خالد فضل (Re: لؤي احمد الطيب)

    على أعتاب 16 مايو
    بواسطة: admino
    بتاريخ : الإثنين 04-05-2009 12:54 مساء


    خالد فضل

    * نحن جيل ولد في مهد ثورة أكتوبر، اذ لم ينقض عام واحد على تلك الانتفاضة الشعبية العظيمة حتى كانت أمهاتنا على موعد مع الطلق والمخاض، فجاءت صرختنا الأولى بعد عام واحد تقريباً من نجاح الثوار في تغيير حكم العسكر بحكم مدني ديمقراطي تعددي.. كما ومن ناحية أخرى جيلي، هو الجيل الذي نشأ في مايو، اذ دخلنا الى المدرسة وسلمها التعليمي، عندما كان العام الثاني من عقد السبعينيات ينتصف. وبالطبع استهوتنا أناشيد مايو وأهازيجها،


    ورغم كل سيئات مايو اللاحقة، بيد أن أدبياتها السائدة وألحانها العذبة الشجية مما يمكن الزعم انه لم يتكرر من اذاعة أم درمان حتى الآن. وان كانت ملامح من تلك العذوبة قد حملها الأثير لبعضة أعوام عبر (اذاعة الجيش الشعبي لتحرير السودان) مع اختلاف نوعي فيما كانت تحرص عليه مايو، وما كان يدعو له الجيش الشعبي، فقد كانت مايو تحرص على بقائها في سدة الحكم لذلك، كان المغني يقول: بالملايين قلناها نعم.. ليك يا القائد الملهم.. وكان راديو الحركة/ الجيش الشعبي ينادي على المواطنين بأن هلموا لانتزاع حقوقكم وحكم أنفسكم والسيادة في وطنكم.. لقد كانت أهازيج مايو تمجد في الرئيس الملهم والقائد الفذ، ونداءات الجيش الشعبي تعطر الأثير بنداءات ثورة الحقوق، ودعوة العدالة والمساواة واحترام التعددية السودانية، وبناء الوطن على أسس سليمة وليس تمكين قائد او فئة من الهيمنة والسيطرة تحت ذرائع وهمية.. لقد كان لسان مايو معقوفاً لانه يدعو لفرد وفئة، بينما لسان راديو الجيش الشعبي طليقاً لأنه يتحدث باسم آمال شعب وتوق مجموع.. وهنا فرق نوعي.. لو تعلمون عظيم.

    * ومع ذلك، وحتى لا يغضب صديقي العزيز بكري المدني، فانني اعترف بأنني من جيل مايو شئت أم أبيت، اذ دخلت المدرسة في رحابها ولم تنجل غمتها إلا وأنا على نهاية مرحلة التعليم العام والتأهب لدخول الجامعة.. وليت مايو لم تنقض أيامها، اذ ان فترة الهدنة القصيرة التي أعقبتها قد تلتها مرحلة أدخلت البلاد كلها في (جحر ضب خرب) كما في وصف للامام الصادق المهدي..

    ما علينا، فمقالنا اليوم يتضمخ بذكرى 16 مايو وليس 25 مايو.. وما بين 1983م سنة مايو الأولى و1969م سنة مايو الأخيرة، بون وفراسخ شاسعة، رغم ان مايو ظلت حاضرة في التاريخين. ففي 16 منه في العام 1983م، انطلق النداء. كان الصوت جنوبياً جهوراً هذه المرة.. لقد أذن للذين همشوا وصودرت أحلامهم ان ينطلقوا هذه المرة، ليس من أجل نصرة أنفسهم فحسب، بل من أجل اتساع رقعة الوطن ليصبح وطناً للجميع، وطن يجد فيه كل فرد غرفة تأويه من زمهرير شتاء الاقصاء، وظلاً يقيه من رمضاء هجير الاستعلاء، وماءً يسقيه فيبل ظمأ عقود الازدراء والتحقير.. وطن بكل صحاريه وبواديه، بأنهاره وخيرانه، بمرتفعاته ووديانه، بجميع سحناته ولغاته وأعراقه وأنسابه، وجهاته، يسع كل قاطنيه على محمية ناصعة قوامها كفالة الحقوق بالقدر المتساوي مع ذات الواجبات دون تمييز بسبب معتقد او نوع او جهة او منحدر عرقي، وطن تجبى فيه الجبايات بقدر معلوم مستطاع لتوزع بميزان العدالة خدمات وتنمية وفق خطط مدروسة وبرامج موضوعية وبمشاركة واسعة من كل التعدديات، فلا يحوز المركز على ثروات الأقاليم ثم يبخل على أطفالها بحقهم في التعليم، يكوش على كل موارد الثروة ثم يغدقها على أسس الولاء وقريتي قريتك ومحلية النافذين، وطن لا تستأثر فيه فئة من تنظيم على كل مقاليد السلطة، وتصبح الوظائف دولة بين أهل الولاء الحزبي والتنظيم السياسي مع حرمان كل الآخرين من شرف المساهمة في بناء وطنهم وبذل الجهد من أجل مواطنيه.. لقد كانت النداءات المتبعثة من أثير راديو الجيش الشعبي تحرض على الثورة ضد المظالم وتدعو للانتفاضة على برامج الغنائم لذلك، استهوت الأفئدة، وأرهفت الى نداءاتها الآذان، وتغلغلت مفاهيمها في عصب السكون، فهبّ من كل فجّ من أرجاء السودان من يجيب.. لبيك بلادي ـ وسعديك مبادئي، وحنانيك مشروع جديد.. فتراصت الصفوف.. من لدن ابن بور قرنق الى ابن صراصر محمد يوسف، الى عمر فور، وعبد العزيز الحلو من لب جبال النوبة، واستجاب للنداء أوشيك من أقاصي الشرق، وازدهار وأماني وكبجي وفتحية وربيكا وحليمة السعدية.. لقد عبر النداء اذاً، حدود القبلية الضيقة، وتجاوز مساحة الجهة الناقصة، وتعدى أفق (الأنا) القاصر، فقد شمل النداء المجموع بكل لغاته ان هلموا سوياً لنحرر المفاهيم المنغلقة من عقلية الوهم الزائف الذي به تهيمن وعلى أساسه تسيطر، تعالوا جميعاً نمتشق حسام البندقية، وحسام القلم وحسام الرأي وجاء منصور خالد.. فصار خميساً ما بين مشارق الأرض ومغاربها، وصارت لغاته تحتاج فيها بينها الى ترجمان، وكان (عربي جوبا) لغة بسيطة تؤدي مهمتها كوسيط اتصال، وكان قرنق.. بما يشبه المعجزة يصبح رمزاً وتوقاً وشموخاً وأنفة وعلماً وفهماً وأفقاً يحلل مواضع الخلل ويحدد موطن الداء.. ويعرف أن تحرير الخرطوم من مفاهيمها البدائية هو التحرير الحقيقي اذ ليس التحرير ممن؟ بل التحرير من ماذا؟ وهنا بيت القصيد.

    * وكنا وكان أبناء جيلي يفعاً يومها، يطل علينا الراديو الأمدرماني الرسمي بالبيانات الرسمية الممجوجة، وهو يطلق النعوت كيفما يهوى وليس كما هو الحقائق، فهي حركة خوارج، وهو جيش تمرد، وهم فلول مرتزقة، وعناصر مأجورة، وخونة ومارقين.. الخ، كل هذه النعوت يا للهول.. والآلاف ينضمون سنوياً الى الخونة والمأجورين والمارقين والخارجين؛ يا للكذب الصُراح الذي ترفل فيه ألسنة اعلام الطغيان، هكذا دوماً طبع كل ديكتاتور زنيم، يتصور انه الحق المطلق والوجه الوحيد المشرق في البلاد وما عداه باطل.. هكذا أدبيات الاستبداد والطغيان محشوة دوماً بالوهم الباطل والزيف الخادع وتغييب الوعي المقصود وتغبيش الفهم عمداً..

    واستمر النداء من الجانب الآخر.. استمر النضال حتى العام 2005م.. عندما أذنت برتكولات الاتفاق بأن تقف البندقية اذ في بنود التسوية فرصة ان أحسن التعامل معها لجعل الطريق ممهداً لاعادة تأسيس الوطن على ركائز الحقائق عوضاً عن ماثل الأوهام.. ويستمر النضال وييي.. ويبقى الخلود للشهداء الذين مهروا الطريق بالأرواح!!.


                  

06-08-2009, 07:15 PM

لؤي احمد الطيب
<aلؤي احمد الطيب
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 89

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ الصحفي المميز خالد فضل (Re: لؤي احمد الطيب)

    في المسألة التربوية التعليمية
    بواسطة: admino
    بتاريخ : الخميس 04-06-2009 01:16 مساء


    خالد فضل
    * ما يدور في حقل التربية والتعليم في بلادنا، أمرٌ جدير بالانتباه والتوقف مليّاً، وذلك ببساطة شديدة، أن من تنظر اليهم اليوم كأطفال صغار أو صبيان، هم في الواقع من سيعمرون يوم غد، وغدٍ لناظره قريب لو كنا نعلم، فمن يصدّق أن عشرين عاماً قد مرت الآن منذ أن بدأت بلادنا تدخل في غيبوبتها الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة؟ ومن كان يصدق أن إفرازات السياسات الخطاطئة، والممارسات المعيبة التي ابتدأ تنفيذها في بلادنا منذ نحو عقدين قد أثمرت الآن ثماراً مُرّة، تجعل الناس الآن يتحدثون بحنين دفاق الى ما كان قبل ذلك الزمان؟؟.. إنه إهمال المستقبل، والتركيز فقط على الحاضر، لنكتشف بعد برهة أن الحاضر قد انسرب سريعاً وصار ماضياً واذا نحن في مواجهة المستقبل الذي كان لكنه الآن حاضر..
    * لقد نُسب الى د. المعتصم عبدالرحيم، وكيل وزارة التربية والتعليم الاتحادية قولاً غليظا،ً بشأن كليات التربية التي يتخرج فيها المعلمون، ولست بصدد الحديث عن هذه الجزئية منفصلة، اذ في تقديري أن العملية التربوية التعليمية عبارة عن كل مترابط، لذلك فان الفشل في تحيق مخرجات ناضجة يتطلب الروية واعمال العقل والفكر قبل إصدار أحكام عجولة وتحميل المسؤولية عن الاخفاق لطرف في العملية دون الأطراف الأخرى، واذا كانت الفرضية التربوية التعليمية تقوم على معادلة.. المعلم والمنهج والتلميذ، فان نظريات التربية والبحث التربوي قد قطعت أشواطاً بعيدة في تحليل هذه العناصر وربطها في سياق متكامل، بحيث أصبح المعلم نفسه جزءاً من عملية المدخلات التربوية أسوة بالمقررات والمعينات ووسائط التعليم، فانحصرت المسألة في مدخلات + عمليات + مخرجات، أو هكذا تتعامل تكنولوجيا التعليم باعتبارها مستمدة من فكرة التكنولوجيا الأساسية التي تهتم بـ "وسيلة للتفكير لحل المشكلات باستغلال الموارد المتاحة وايجاد البدائل". عليه تصبح الدعوة لالغاء كليات التربية والعودة لطريقة تدريب المعلمين في بخت الرضا، دعوة غير عملية، اذ الصحيح في تقديري هو في المقام الأول إيلاء المسألة التربوية التعليمية قدرها من الاهتمام الرسمي والشعبي. فالحديث المعمم عن مجانية والزامية التعليم العام كمثال، ماذا تعني بالضبط؟ وهل اذا تم فتح أبواب كل المدارس في السودان في صبيحة 21 يونيو 2009م، بالمجان أي بدون أي رسوم، فهل هذا الاجراء سيحل مشكلة التعليم؟ وهل اذا وصلت وزارة التربية والتعليم الى مرحلة "طرق الأبواب" كما سماها د. حامد محمد ابراهيم وزير التربية والتعليم الاتحادي، أي أن تذهب الوزارة لأخذ الأطفال من منازلهم وادخالهم الى المدارس فهل سيمثل هذا الاجراء حلاً عملياً للقضية التعليمية التربوية في بلادنا؟ أعتقد أن المسألة معقدة بصورة تتجاوز أحاديث العاطفة أو تمنيات الخطب السياسية أو خطط الوزارات المختصة بالتعليم اتحادية أو ولائية، المسأة في جوهرها تتعلق بفلسفة التربية وبسياسات التربية والتعليم المتبعة في بلادنا، ومن ثم بأهداف التربية في السودان. فهنا تكمن العلل الأساسية في تقديري، وما لم يتم اعادة فحص دقيق وعلمي مسؤول ومحايد (للفلسفة والسياسات والأهداف) فان عملية الاصلاح ستكون عبارة عن طلاء بوماستك على جدار من الطين الهش، فيبقى السؤال، ما هي فلسفة التربية السودانية، وهل في أذهان واضعي تلك الفلسفة، المستقبل الوجودي للسودانيين؟ لشعب قادم. يستبشر الرئيس البشير بأننا أمة شابّة، فهل نحن كذلك وهل الشباب هو السن العمرية تلك أم هو القدرة والطاقة والكفاءة؟ فعلى أي شئ تستند فلسفة التربية السودانية، وهل في روع من وضعها أنها فلسفة وطنية انسانية تسعى فعلاً لجعل حياة الفرد سعيدة بما يمكنه من الاسهام البناء والخلاق في صناعة المجتمع القوي والمزدهر؟ هل تستند على فرضية واقعية قوامها "التعددية" أم أنها تستمد معالمها من فلسفة التربية الاسلامية فقط؟ هنا مربط الفرس، الذي تبنى عليه السياسات التربوية والتعليمية. ومن موجهات السياسات التعليمية تشنق الأهداف التربوية، ولعل مؤتمر التعليم الذي انعقد في مطلع التسعينات من القرن الماضي قد حدد خمسة أهداف ينبغي للتربية السودانية ان تبلغها، حددها المؤتمر في: المحور الديني، والمحور البيئي، ومحور الوحدة الوطنية، ومحور التكنولوجيا، ومحور بناء الذات والاعتماد على النفس، أعتقد أن هذه المحاور التي شكلت أهداف التربية السودانية مما يمكن النقاش حولها، أو اعادة تعريفها، فالهدف لا يتحقق ضربة لازب، كما أن تحويل المدارس الأساسية الى مدارس قرآنية لا يحقق الهدف التربوي في المحور الديني، اذا أن المطلوب بحسب فهمي، ليس حشو المقرر بمفردات الدين الاسلامي، وقسر الطلبة على الحفظ أو التجويد لآيات القرآن، فالدين هو عبارة عن معتقد روحي، وموجهات أخلاقية تضبط حركة الفرد فيما يتعلق بعلاقاته المتشابكة مع كل الموجودات في الكون، فهل بلغت التربية الدينية مقاصدها بتخريج أفواج من المتطوعين ـ معصوبي الأعين ـ للجهاد في الحرب الأهلية أو الاعتداء على زملائهم في الجامعات بالسيخ والسكاكين، اذا كانت تلك المزجات مما يعرفه أي مواطن سوداني، فان مثل هذا الهدف مما ينبغي اعادة النظر فيه تماماً، فالهدف لايتحقق بدون مقومات، ولأن جوهر التديّن هو ارادة الخير والحق والعدالة والتسامح، فان هذا الهدف قد انتفى في السودان بسيادة الظلم والشر والاقصاء والغبن، لذلك فان الاصلاح في قطاع التعليم ينبغي أن يبدأ من حيث جوهر الخلل، من الفلسفة التربوية والسياسات والأهداف، وصولاً الى مخرجات هذا الخلل فيما يتمثل الآن من ضعف المستويات، وضعف تأهيل المدرسين وصعوبات وقضايا التعليم الأخرى. فهلا كنا جادين فعلاً في عملية اصلاح شاملة أم تمارس الطبطبة ونثر التمنيات والاستعانة على تفريج الكُرب بالصبر عليها؟؟
                  

06-08-2009, 07:17 PM

لؤي احمد الطيب
<aلؤي احمد الطيب
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 89

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ الصحفي المميز خالد فضل (Re: لؤي احمد الطيب)

    ثورة التراجعات عن الاخطاء
    بواسطة: admino
    بتاريخ : الأربعاء 20-05-2009 06:17 صباحا


    خالد فضل

    * شنَّ د.المعتصم عبد الرحيم وكيل وزارة التربية والتعليم الاتحادية هجوماً مركَّزاً على كليات التربية بالجامعات السودانية، وطالب بالغائها تماماً، لانها فشلت في تخريج معلمين اكفاء، وطالب بضرورة انتقاء العناصر التي يجب ان تتولى مهمة التربية والتعليم وتدريبهم تدريباً شاملاً حتى يصبحوا مؤهلين لحمل رسالة العلم والمعرفة، كان هذا خلاصة خبر حملته صحافة الخرطوم الاسبوع الماضي، وفي المقابل ركَّز وزير الإعلام السيد الزهاوي ابراهيم مالك هجومه على كليات الإعلام الجامعية التي يتم استيعاب الطلاب فيها بحسب الدرجات في امتحانات الشهادة الثانوية دون ان يكون للدارس موهبة او ميول لدراسة هذا الحقل من حقول المعرفة، ايضاً كان هذا من ضمن اخبار الاسبوع الماضي التي حملت كذلك ان بريطانيا رفضت التعامل مع شهادات كليات الطب السودانية استناداً على فارق سنوات الدراسة، وان وفداً حكومياً بصدد السفر الى هناك لبحث هذه القضية.




    *هذه اذاً ثلاث حالات جامعية طازجة، لحسن الحظ ان اثنين منهما مما اعترف به مسؤولون انقاذيون بالميلاد او بالتوالي، بينما الحالة الثالثة شهادة اجنبية، واذا غضضنا الطرف عن الرفض البريطاني، ورددناه بحسب ما يزعق إعلام المؤتمر الوطني دوماً الى موجة الاستهداف التي يتعرض لها السودان، وان الاستعمار الحديث يمارس ضغوطه عبر اشكال جديدة، ربما كان رفض الشهادات الجامعية احدها. ثم اذا سكتنا عن حجم وانتشار الاخطاء الطبية والممارسة القاصرة التي لا يمر يوم دون ان تطرق آذان الواحد منا قصة من قصصها التراجيدية، اذ ان سيدة غاضبة من معارفي كانت قد اتصلت عليَّ عبر الهاتف قبل ايام وهي تنوح على الحال الذي وصلت اليه الممارسة الطبية في احد المستشفيات بمدينة أم درمان وكان نتيجتها موت طفل في رحم أمه بسبب الاهمال والتقصير والاخطاء الطبية المركبة، بل كادت الأم نفسها أن تموت لو لطف الله، نتيجة لذلك الخطأ الطبي المباشر، وليس بعيداً عن موت الامهات اثناء او بعد الولادة مباشرة، وليس بعيداً عن موت الامهات اثناء او بعد الولادة مباشرة، فقد نقل اليَّ بعض افراد اسرتي ممن تربطهم صلة الرحم مع اخرين في منطقة سنار إثر عودتهم من تقديم واجب العزاء في وفاة سيدة شابة توفيت بعد الولادة مباشرة في ذلك المستشفى الريفي باحدى مناطق شرق سنار، وقد قيل ان حوالي عشر سيدات تقريباً فقدت ارواحهن بذات الاسباب وفي نفس المستشفى خلال الفترة القليلة الماضية، والراجح ان هنالك خطأً طبياً (ما) يسبب تلك المآسي والفواجع، وغض النظر عن هذا الواقع الذي نعرفه ويعرفه الكثيرون دعونا نقول ان رفض بريطانيا للشهادت السودانية مجرد استهداف امبريالي استعماري حانق على مسيرة التنمية والسلام والاستقرار والديمقراطية التي تنعم بها البلاد، ويرفل في حللها الباهية الزاهية العباد، فلعل مثل هذا التبرير الساذج يرضي غرور من آلت اليهم مقاليد الحكم عنوة في بلادنا، وظلوا متحكمين لمدة عقدين اغبرين اشعثين في تاريخنا المعاصر، لكن دعونا نركز على دعوة د.المعتصم ورديفها تصريحات السيد الزهاوي. فكلا المسؤولين ممن لا يمكن القدح في ذمة اولهما الانقاذية والمتوالية بالنسبة للثاني، فما بال د.المعتصم خريج كلية التربية جامعة الخرطوم، والحائز على درجة الدكتوراه في احدى جامعات الغرب الاستعماري الامبريالي يثور هكذا ثورة؟؟ ان شاء الله الداعي خير سيادة الخبير التربوي النجيض!! فقد قال قبلك خبراء كثر ان ما يعرف بثورة التعليم العالي كانت وبالاً على التعليم عاليه وسافله، وليس اخر القائلين بذلك، د.بيتر ادوك وزير التعليم العالي الحالي، والذي ابتدأ عهده في الوزارة باعلانه خيبة التعليم العالي، ووعثاء الجامعات والمعاهد، وبوار النهج والممارسة القائمة مع دعوته العلنية للاصلاح والتقويم والتقييم، فانبرى له نفر من اهل المؤتمر الوطني وسدنة الطغيان، وعوضاً عن التركيز على ما صرح به وما اثاره من مشاكل حقيقية، ردحوا وولولوا وهاجوا وماجوا حول فكرة سقيمة مفادها ان استهدافاً واضحاً للانقاذ وانجازاتها هو دافع الوزير لقول ما قال، لقد زين لاهل المؤتمر الوطني من شدة الاستبداد وطول فترة الطغيان ان أي مصلح لما خربوه انما يستهدفهم، ولا ارى في دعوات الاصلاح أي استهداف للصواب، بل على العكس ان دعوات الاصلاح وتغيير العوج ينبغي ان تجد الترحيب اذا كانت قلوب وعقول اهل المؤتمر الوطني على البلاد ومصالح العباد، ثم اذ اذكر ان (أجراس الحرية) كانت قد اقامت منتدى على ايام صدورها الاولى تم نشر وقائعه ومن ضمنها إفادات قيمة للبروفيسور محمد الامين التوم الذي اورد نتائج ابحاثه ودراساته المتعددة في شأن التعليم العالي مدعمة بالاحصاءات والمقارنات والمقاربات فوصل الى نتيجة مؤسفة مفادها ان أياً من الجامعات السودانية في الوقت الراهن لا ترقى للحق في وصفها بـ(جامعة)، وان اقربها لنموذج الجامعة هي جامعة الخرطوم لذلك دعا في ختام افاداته تلك للتركيز عليها حتى تبلغ مصاف الجامعات عوضاً من بعثرة الجهود فيما لا طائل من ورائه، وغير البروفيسور محمد الامين بل على ايام منتصف عقد التسعينيات من القرن الماضي كتب البروفيسور مأمون حميدة الذي كان قد اقيل حديثاً من ادارة جامعة الخرطوم وقتذاك كتب مقالات نارية في جريدة الانقاذ الوطني وصف فيها خريجي كليات الطب التي بدأ انشاؤها حديثاً بانهم (ممرضين) مع الاعتذار للمرضين زمان الذين يمتلكون خبرات وتدريب ارفع مما يتلقاه الاطباء في عهد ثورة التعليم العالي!! هذا ما كتبه بروفيسور مأمون حميدة قبل نحو 15 او 14 سنة، وقبل ان يتجه لتأسيس جامعة خاصة به يؤمها الطلبة المقتدرون مالياً، ثم ما بالنا لا نذكر في هذه العجالة لجنة وزير التعليم العالي لاقصر فترة الدكتور (بوب) اذ ان تقرير تلك اللجنة لم ير النور، كما ان الوزير نفسه لم يمكث في الوزارة طويلاً، فقد مس فيما يبدو ثابتاً من ثوابت الانقاذ التي بها ولع شديد بالكم دون الكيف، ولهذا نجد ان د.المعتصم يطالب بشطب 30 كلية تربية تقريباً، وهي كم هائل يحوي الاف المدرسين المتوقعين لصالح كيف ضرب له مثلاً ببخت الرضا وتأهيلها للمعلمين فهل تتواصل مسيرة التراجعات هل يثوب القوم للحق ويسمعون النصح ولو في ضحى الغد، ام فات الاوان.. كما يقول صلاح بن البادية!!


                  

06-08-2009, 07:22 PM

لؤي احمد الطيب
<aلؤي احمد الطيب
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 89

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ الصحفي المميز خالد فضل (Re: لؤي احمد الطيب)

    الايدز: تجاوُز الوصمة
    بواسطة: admino
    بتاريخ : الخميس 26-03-2009 05:38 صباحا

    * استمعت الى برنامج ارشادي من اذاعة ولاية الخرطوم، وأعتقد أن هذا البرنامج من البرامج الجيدة الإعداد, وهذه سانحة لتحية هذه الاذاعة التي تحاول تقديم برامج منوعة ومفيدة في حدود ما هو متاح لأجهزة الإعلام الرسمية تلك الأجهزة الخاضعة كلياً لتوجهات وسياسات حزب المؤتمر الوطني، والتي يصح أن يطلق عليها أجهزة إعلام حزب المؤتمر الوطني عوضاً عن التضليل بالزعم أنها (وسائل إعلام حكومية أو قومية، وقد تسنى لي قبل أيام متابعة خبر إجازة مجلس الوزراء لقانون الصحافة الجديد، فخرجت كاميرا التلفزيون القومي لاستنطاق بعض الصحفيين,


    حول القانون المجاز، وفي الوقت الذي كان فيه الاستاذان عادل الباز والحاج وراق يقضيان عقوبة السجن في قضية نشر قبل عدة سنوات، عندما كان الباز رئيساً لتحرير صحيفة الصحافة ووراق أحد كتابها فيما عُرف بالشراكة الذكية وقتذاك، والشاكي هو د. لام أكول وتيلارا دينق، الأول عضو مجلس التحرير القومي للحركة الشعبية من الذين تم الحاقهم بالمجلس في قائمة الرئيس (سلفاكير) والثاني، تم فصله من الحركة الشعبية قبل فترة، المهم، خرجت كاميرا تلفزيون أم درمان تستنطق الصحفيين حول قانون مهنتهم الذي أعدته جهات ما، وأجازه مجلس الوزراء إيذاناً بإيداعه المجلس الوطني لأجازته تشريعياً، وقد كانت جولة كاميرا التلفزيون حصرياً على نائب رئيس تحرير آخر لحظة، ومدير تحرير، وأحد الصحفيين في جريدة الرائد.. ومعهم الأمين العام لمجلس الصحافة د. هاشم الجاز... وجميع هؤلاء أشادوا ومدحوا القانون المجاز، وعندما تجيز وتشيد وتبارك صحافة وصحافي المؤتمر الوطني شيئاً، فهذا وحدها مدعاة للتوجس والريبة، فعشرون عاماً من حكمهم أسمعت من به صمم، وأبصرت الأعمى.. وشاهد الناس نجوم الضهر.. وشجر القضارف كما في القول الدارجي!!.

    * عوداً على بدء، فإن البرنامج الارشادي لذلك المساء (الاثنين 23 مارس 2009م) من اذاعة الخرطوم، قدمته الاستاذة عفراء، ود. سيد قطب، واستضاف دكتور آخر اسمه محمد ميرغني أو (محمد عوض) اذ لم أتبين الاسم جيداً، لكن المهم، أن الدكتورين قدما مادة جيدة، وتحدثا بصراحة وطلاقة عن المشروع القومي لمحاربة الايدز، وسبل مكافحته وعندما يتحدث طبيبان عن داء، فإن اللغة العلمية هي التي يجب أن تسود، وهذا ما حدث تقريباً من الطبيبين، بيد أنني لحظت أن المذيعة كانت تتدخل كل مرة لتقول جملاً إنشائية فارغة المضمون في موضوع مهم مثل مكافحة الايدز وطرق الوقاية منه، لقد كان الدكتوران يقدمان مادة علمية مدعمة بخبرتهما وتجاربهما، بينما مزيعة (جهاز إعلام حزب المؤتمر الوطني) تحاول جرّهم الى مستنقع الخطب الجوفاء، والطبول الفارغة، فعندما كان الموضوع يتعلق بأسباب زيادة مرض الايدز وسط السودانيين، وزيادة النشاط الجنسي للسودانيين، كان الطبيبان يتحدثان بصراحة ووضوح عن هذه الأسباب، ومنها الفقر والأوضاع الاجتماعية غير المستقرة، والاضطرابات، وهذه عوامل تؤدي الى شيوع الاتجار بالجنس، والاستغلال الجنسي، وأنا أتفق تماماً مع ما ذكره الطبيبان من أسباب لكن من يقنع (عفراء) المذيعة، التي كانت تتحدث عن (مجتمعنا السوداني المعافى) بل استشهدت برواية لهند بنت عتبة عندما كان الرسول (ص) يوصي النساء بألا يسرقن، ولا... ولا.... حتى أتى على ولا يزنين، هنا سألته هند مندهشة (أو تزني الحُرة يا رسول الله).. ولولا أن د. سيد علي ما أعتقد التقط زمام الواقعة من المذيعة الهمامة، وأوضح لها أن الظروف الضاغطة قد ترغم بعض النساء على ممارسة الدعارة، مما يسهم في نقل الايدز باعتبار أن (الجنس المتعدد) من أسباب الإصابة بهذا الفيروس، ثم شرح بمصطلحات علمية عدة مفاهيم وحقائق علمية دون تهويل او تهوين، لولا ذلك، كنت أتوقع أن المذيعة المهرولة للانشاء، كانت ستحدثنا عن (المرأة الحُرة) كما روتها لها حبوبتها أو حبوبة أمها، وكلنا يعلم فهم الحبوبات لـ(حرارة المرة) من عدمها!!.

    * البرنامج الارشادي في تقديري جيد ومهم، وحبذا لو تُرك أمر تقديمه واستضافت الضيوف من المختصين والناشطين في مجالات مكافحة الايدز (أفراد أو منظمات مجتمع مدني أو حتى أجهزة شرطية لها دورها في محاربة العادات الضارة والممارسات السيئة، فقط يترك أمر تقديمه لدكتور سيد قطب، فهذا الطبيب، أعرفه مهتماً بأمر هذا الداء منذ وقت طويل، وحضرت له أكثر من ندوة وورشة عمل حول الايدز، ويعلم الله، أنني حتى اللحظة لا أعرف له اتجاهاً سياسياً أو انتماءً حزبياً، هب أنه مؤتمر وطني أو شعبي أو جن أحمر.. هذا ليس مهماً بالنسبة لي فهو شخص عام يتولى مهمة عامة في غاية الأهمية، وأشهد له بالكفاءة على الأقل في جهده في التوعية وبذل الحقائق والارشاد، فهذا حقه علينا يجب أن نقوله غض النظر عن موقفه السياسي أو الفكري، فالناس أحرار فيما يؤيدون من أفكار، ومقياسنا الوحيد لمن يتولى موقعاً عاماً هو أداؤه لمهامه. أما المذيعة (عفراء) فأعتقد انها يمكن أن تصلح في مجال برامج الحشر والتعبئة، والحديث المنمق عن (المجتمع السوداني) وكأنه مجتمع فاضل أو مجتمع ملائكة، لدرجة أن أحد الدكتورين استوقفها قائلاً: (علينا أن نعترف أن السودانيين بشر مثلهم مثل كل البشر وغض النظر عن المعتقد او الثقافة وغيرها، فإن الجنيس من الحاجات البشرية، فنحن في برامج الارشاد لمحاربة الايدز نسعى لتوصيل مفاهيم وممارسات الحماية من المرض لكل الناس وخاصة الفئات الأكثر نشاطاً جنسياً)، وهذا الرد في تقديري رد موضوعي وعملي، فاستخدام العازل الواقي أو (الكوندوم) يعتبر من ضمن أنشطة الحماية المعتمدة لدى هيئة الصحة العالمية وكل برامج المنظمات الدولية المعنية بمحاربة الايدز والأمراض المنقولة جنسياً، فلا داعي للحديث عن (العفة) مثلاً كمفهوم، إذا كان الحديث عن (الكوندوم) كواقع ملموس، فالعفة وما شابهها من مواعظ مكانها ليس برامج علمية طبية تثقيفية تقدم حقائق معاشة ومجردة، ويمكن لأئمة المساجد أو قساوسة الكنائس إطالة الوعظ حول العفة مثلاً ودورها في محاربة الايدز، فذاك باب أوقع في نفس المُصلي، أما (الوسائل العلمية والعملية) فهذا دور الأطباء والمختصين. واذا كان أئمة المساجد يشنفون الآذان بكل ما يمليه عليهم (السلطان) من مواقف، فإن الالتزام السياسي من جانب السلطان تجاه محاربة الايدز يمكن أن يجعلهم يتحدثون عنه كذلك، فعهدنا بعلماء وفقهاء حكومات (الشموليات والديكتاتوريات) أن يأتمروا بأمر السلطان ويجتهدون فيما يرضي رغائبه، ويتولون إصدار فتاويهم المخصصة له.. وهذا غاية جهدهم.. أما الحديث عن قضايا الفساد الذي أزكم الأنوف وفرّق شمل الأسر وخرّب الديار فهذا شأن لا يعنيهم، فيما يبدو.

    * عموماً، إن داء الايدز، من الأمراض الخطيرة التي تهلك البشر، ولابد من الوقوف بقوة في وجه انتشاره وتزايد أعداد المصابين او الحاملين لهذا الفيروس، وحسناً فعلت وزارة الصحة بافتتاح مختبرات الفحص المجاني والسري بالعاصمة، فهذه خطوة متقدمة في هذا المجال، نرجو أن تتبعها خطوات أخرى أكثر فعالية، وأن يسهم الإعلام (العلمي) في نشر التوعية، فهذا مرض لا يعرف مجتمع سوداني أو مجتمع (غواتيمالي)!!.


                  

06-08-2009, 07:26 PM

لؤي احمد الطيب
<aلؤي احمد الطيب
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 89

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ الصحفي المميز خالد فضل (Re: لؤي احمد الطيب)

    ملك الثقافي وسياسات الذاكرة
    بواسطة: admino
    بتاريخ : الخميس 18-12-2008 05:25 صباحا

    خالد فضل
    * قبل عدة سنوات كتبت في عمودي (المصادر) معاً، بالغراء (الصحافة) منتقداً شيئاً من الأمور التي تبرع فيها الحكومة على قاعدة (الأقرع ونزهي)، إذ في تقديري ان الاولويات وترتيبها الترتيب السليم يعتبر احد اهم مفاتيح نجاح الادارة، واذكر ان الاستاذ حسين خوجلي قد علق على ما كتبت في زاويته الحبيسة منذ عدة أشهر, وموقفنا المبدئي الدائم هو رفض أية مصادرة، او ايقاف لأي قلم او اصدارة، او أي وسيط إعلامي، اختلفنا مع خطه ونهجه او اتفقنا، فمبدأ الحرية لنا ولسوانا هو المطلب العادل والموضوعي، ولكن المهم ان حسيناً علق على كتابتي تلك تعليقاً رقيقاً ولطيفاً ومفيداً، ومن ضمن ما اذكره رجاءه مني ان انظر دوماً الى ذرة جمال موجودة في كومة قبح، او شيئاً في هذا المعنى، مع اتفاقه معي حول مسألة الاولويات والاهمية وغيرها من افكار تناولتها في مقالي ذلك.
    * تعلمت من تعليق حسين خوجلي ذلك دون شك، وبات النظر الى الاشياء يتخذ عدة زوايا اكثر مما مضى، ولهذا السبب بالتحديد تجدني على خلاف ما ذهب اليه الزميلين قرشي عوض في مواقف سياسية في يوم وقفة عيد الاضحى حول بئر معطلة وقصر مشيد (أجراس الحرية)، في اشارته الى مركز مالك الثقافي بالدمازين، مثلما اختلف في تقديراتي كذلك مع الزميل محرر باب (صدى الأجراس) ليوم الاحد 14/12/ 2008م حول الوالي والسفر والهمر، وفيه ايضاً نقد قاسٍ لقيام مركز مالك الثقافي بالدمازين، وكلا الاستاذين انطلقا دون شك من زاوية صحيحة هي الاولويات، ولا خلاف بيني وبينهم حول المبدأ، بيد ان تقديري يقول ان المركز الثقافي في الدمازين يعتبر من الاولويات كذلك، ولأنني لا اعرف كثيراً عن هذا المركز سوى ما اطلعت عليه منشوراً في الصحف غداة افتتاحه، فقد مر في ذهني انه عمل أهلي اكثر منه رسمي، وانه لم يمول من المال العام بل تولت تمويله جهات عديدة، عموماً اعتقد وارجو ان اكون مصيباً في ذلك، ان مالك عقار لم يخصص جزءاً من ميزانية ولايته لصالح انشاء مركز ثقافي يحمل اسمه ويخلد ذكراه ـ حسبما اورد محرر باب صدى الأجراس ـ ولم يتم على حساب موازنة عنبر الولادة، وطاولة الوضوع، وكهرباء في قنيص، كما أورد الزميل قرشي عوض، واذا ثبت لي ان هذا المركز قد اقتطعت له موازنات هذه الاشياء الضرورية، فقطعاً سيكون موقفي منه مثل موقف الزميلين، إذ لا يجوز انشاء صرح عمراني بـ700 الف دولار، في وقت لا توجد فيه طاولة ولادة تكلف (الف دولار) على اكثر تقدير. * بيد ان انشاء هذا المركز في النيل الازرق اعتبره من الاولويات كذلك لعدة اسباب، منها ان ما من فعل راشد نحو المستقبل ولبناء السودان الجديد يمكن ان يتم بمعزل عن تعزيز دور الثقافة ودورها وفي منطقة تعتبر من اكثر مناطق السودان ثراء ثقافياً، ومع ذلك تعاني من تهميش بائن وظلم كبير، فلا اقل من ان يضطلع مركز مالك بتوثيق الحياة الثقافية لهذا الجزء من وطننا، ولهؤلاء البشر من ابناء شعبنا، حتى تستقيم مستقبلا علاقات اقوام السودان على هدى من معرفة، وبصيرة من تقدير واحترام، وقد قدمت البروفيسورة الامريكية ساندرا هيل محاضرة قيمة في دار جريدتنا هذه تم نشرها على عدة حلقات فيما بعد عنوانها (سياسات الذاكرة)، وفي تلك المحاضرة قدمت تلك الاستاذة من الرؤى والاطروحات ما يعتبر جديراً بالتأمل والتفكير، اذ ان عمليات الحرب ليست هي المواجهات العسكرية فحسب، بل تشمل الحرب على الذاكرة، واحلال تاريخ مكان تاريخ، وتجيير الوقائع من مجراها الصحيح الى مجرى اخر مختلف، وقد شهدت بلادنا من انواع الحروب كافة ما اشبعها تماماً وأرواها، لذلك فإن محاولة بسيطة ارجو ان يكتب لها النجاح لحفظ ذاكرة جزء كريم وعزيز من شعبنا ليس بالعمل الهين، وليس بالخطب الجلل الذي يمكن اعتباره بعزقة للفلوس في الفاضي والمليان، فقد صرفت اموال طائلة في سبيل محو ذاكرة غالبية الشعب السوداني وغسل دماغه، ومحاولة جعل السودان يتبع لهوية وثقافة ذات طابع عروبي/ اسلامي فقط، في تجاهل تام للمكونات البشرية الاخرى، وهي مكونات تشمل اوجه حياتها من الوان الثقافة والوعي ما يستحق التوثيق والنشر، ونيل حظه من الذيوع والانتشار، وتأسيس المراكز الثقافية من اجل احياء فعالياته وانشطته، وكما اسلفت القول فانني لست على دراية تامة بالمركز، ولا تربطني بالفريق مالك ادنى علاقة شخصية سوى علاقات عامة بقائد ورمز من رموز النضال الوطني من اجل بناء السودان الجديد، هذا المشروع الذي بات يمثل وعداً قابلاً للتنفيذ بفضل التضحيات العظيمة التي مهرت مسيرته، ولعل الفريق مالك احد اولئك المناضلين الافذاذ الذين لم تلن لهم قناة سلماً او حرباً، وهو قائد جدير بالحفاوة والتكريم، ليس فقط عبر اسم مركز ثقافي، بل في وعي شعب باكمله، واذا كان ذلك كذلك فان صعوبات عنبر الولادة وظلمة ليل حي قنيص يمكن ان تبدأ عبر اشعال بؤرة الوعي بالحقوق من خلال هذا المركز، فهو في تقديري مكان للتحاور، والتعارف، والتثاقف، والتعليم، والتدريب، والنقاش الحر الديمقراطي، اما اذا اصبح المركز مكتباً (للوالي)، او فندقاً، او مزاراً للوجاهة، فعندئذ يجوز النقد في حضرته، وتصح رواية الزميلين عن البئر المعطلة والقصر المنيف. * انني اقدر تماماً حاجة اهل النيل الازرق لماء شرب صالح للاستخدام الآدمي، واعلم ان قرى باكملها تشرب من (حفير) ينضب ماؤه قبل حلول الخريف، واعرف ان مناطقاً باكملها تظل مغلقة لأشهر بفضل الاوحال والمستنقعات، واعلم ان بعض المجموعات لم تسمع بشيء اسمه مدرسة او مركز علاجي، وان بعض ابناء جلدتنا من اهالي النيل الازرق لا يعرفون ولا يجيدون أية مهنة سوى حرف ومهن بدائية اقرب لحياة الجمع والالتقاط، واعرف حجم الفاقد التربوي والعطالة وغيرها من مشاق، وافرازات عهود متطاولة من سوء التخطيط والاهمال المتعمد والتهميش المنهجي، اعرف كل ذلك، ولذلك فانني ارى ان مركزاً ثقافياً حياً وناشطاً وفاعلاً يمكنه ان يسهم في رفع الوعي لدى هؤلاء، وجعلهم يحسون انه رغم غربة اوجه حياتهم عن حياة الانسان فان في مدخور ثقافتهم وسلوكهم في الحياة ماهو جدير بالاحتفاء والاهتمام، ان الانسان بطبعه تواق للتقدير، وكثير من الامثال الشعبية بمختلف اللغات واللهجات السودانية تتحدث عن علو القيمة المعنوية على القيمة المادية فـ(بليلة مباشر ولا ضبيحة مكاشر) تنم عن اهمية ابداء الحفاوة والاحترام، ولو كان الزاد (بليلة) عوضاً عن ذبيحة متلتلة مع (تكشيرة). أفلا يجوز لنا الاحتفاء (معاً)، بان الفريق مالك يبصر من وراء حجب (الرتب العالية)، والوظائف الكبيرة، ومسيرة النضال العسكري الشاقة الى افاق رحيبة قوامها الاحتفاء ببناء الانسان معنوياً حتى يصح عزمه وتنشط همته لاتمام شوط البناء المادي.. فالغنى الحقيقي هو غنى النفس، والثراء الابقى هو الثراء الثقافي للمجموعات السودانية المتعددة والمختلفة، وها هو مركز مالك يشعل (عود ثقاب) في ظلمة واقع يكتنفه التهميش والازدراء من كل حدب وصوب، فهو لذلك جدير بالاحتفاء والترح
                  

06-08-2009, 07:42 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ الصحفي المميز خالد فضل (Re: لؤي احمد الطيب)

    الأخ الكريم لؤي

    شكرا علي هذه اللفتة الجميلة

    فتلك كتابات تستحق التوثيق بحق

    وأكثر ما يميز أ.خالد فضل : القدرة العالية علي الكتابة باستمرار وباتصال وفي موضوعات متنوعة فهو يتنقل بين الثقافي والسياسي والاجتماعي بخفة تحسب له...

    لك التحية وله


    تحياتي واحتراماتي
                  

06-08-2009, 07:56 PM

لؤي احمد الطيب
<aلؤي احمد الطيب
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 89

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ الصحفي المميز خالد فضل (Re: مؤيد شريف)

    شكرا مؤيد
    اضافه الي كتاباته المتنوعه* والتي بلا شك تساير تنوع اشكالات
    واقعنا *
    تجد هناك اتساق وتوافق
    بين مايكتبه والمعارك التي يكون جزاء منها
    وخصوصاالمتعلقه بالتعبير والقيود المفروضه علي الصحفيين
                  

06-08-2009, 09:05 PM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ الصحفي المميز خالد فضل (Re: لؤي احمد الطيب)

    ـــــ
    شكراُ لؤي احمد الطيب , وأنت توتق للأستاذ خالد فضل طه:

    وفي الحقيقة مقالاته لديها القدرة العالية للإبلاغ السهل والإقناع إلي درجة اليقين بلا رتوش ,وحتي الإدهاش المركّز في طرح فرضية الحلول . ولدي الأستاذ خالد فضل طه قريحة الكتّاب العظام والمبدعين الخالدين والمفكرين الذين يحسنون صنعا, يختار أحسن القول في موضعه ويرصّ جيّد الكلام ولآلئه فالإبهار لا ينطفيء حيث التوثيق للأجيال والإستنارة .
    خالد فضل (يتنقل كالفراشة) وتلك هي من بضاعته بين الفكر والثقافة والسياسة والإجتماع والتاريخ والواقع والمستقبل , ولربما سبكهم جميعاً في مقال واحد وأن يدخل الكورة , دون أن (تصرّج) , ويمزجها من ثقب ذاكرته حيث أيام طفولته وذكرياته وشبابه وأصدقائه وزملائه ومعارفه ولطائفهم, دون أن يكذب أو يتملق فهو إبن قريتي , مما يشرع إسلوب الحوار للمتلقي , والتنقل في القرآة دون ملل ولا كدر , فقد كنت وما زلت إنتظر متي تنزل مقاله علي أحر من الجمر, علي الموقع الإلكتروني للجريدة كالخبز من المخبز
    خالد فضل عرفناه فينا جميل الخلق والأخلاق , محب صادق لوطنه , لا تمل حديثه وأنسه , مبتسماًبشوشاً يعبر إلي دواخلك بشفافية ولكن المدهش سوف يبقي معك تتذكره , وإلي اليوم نتناول كلماته من زملائة ورفقائه في العمر وفي الدراسة الذين جمعتهم به الغربة وهي فن لحاله مابين ساخراً ومازحاً و فكاهياً لطيف الدم خفيف الظل .
    خالد فضل جسور فكرياً , حيث الأسئلة العميقة يبسطها ممتطياً من صهوة اللغة الفصحي لساناً ويجيد التنقل منها إلي العامية ويمررهما من خلال معرفة بضروب الحياة والحكمة سلماً وميزاناً والهدوء ثقة فيقدم لنا المقال كامل الدسم بآفاق رحبة تجمعنا جميعاً كسودانين في وطن معافاه من جميع الأمراض والعلل سياسية كانت اوإجتماعية اوثقافية اوتعليمة اوغيرها

    ومع كل هذا فهو هميم وعفيف ومطلع ومثابر وغيور لا يعرف الإنكسار والإنهزامية .
    له كل التحايا وإلي أسرته الصغيرة والكبيرة ,
    ولك لؤي أحمد الطيب كل الود والإحترام .

    (عدل بواسطة emad altaib on 06-08-2009, 09:15 PM)
    (عدل بواسطة emad altaib on 06-08-2009, 09:32 PM)

                  

06-08-2009, 09:21 PM

على عجب

تاريخ التسجيل: 06-23-2005
مجموع المشاركات: 3881

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ الصحفي المميز خالد فضل (Re: emad altaib)

    شكرا لؤي علي هذا التوثيف

    والتحية للكاتب النبيه خالد فضل....فهو يستحق التوثيق والاشادة

    ومساندته في الحفاظ علي اطراد هذا التقدم الابداعي والمهني

    وفوق كل ذلك الصدق ونفاذ البصيرة

    لك مني اجمل التحايا يا خالد فضل
                  

06-08-2009, 09:32 PM

طه كروم

تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ الصحفي المميز خالد فضل (Re: على عجب)

    من الكتاب القلائل الذين غاصــوا أعماق القضية الســودانية وشكلوا حضورا

    ساهم بوعى فى قضايا الحريات . شهدت بداية إنطلاقه بجامعة جـــوبا وقد ظل

    وفيا لها ومناصرا لطلابها فى معاركهم المستمرة .. لكم التحية وله ودى
                  

06-09-2009, 12:09 PM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ الصحفي المميز خالد فضل (Re: طه كروم)

                  

06-10-2009, 09:09 AM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ الصحفي المميز خالد فضل (Re: emad altaib)

    ـــ
    Quote: المواطنة أم الوطنية
    بواسطة: admino
    بتاريخ : الخميس 04-12-2008 07:04 صباحا

    خالد فضل
    * لقد ظل مفهوم الوطنية، مجرداً، من أية لواحق أو نواقص، يشكل في تقديري عبئاً ثقيلاً على كثير من الناس، خاصة في بلادنا، إذ ظل نقيضه يتمثل في ألفاظ عديدة، منها (الخيانة) والخائن، والمأجور، والعميل، والخارج والمارق.. الخ. ومن كثرة استخدام هذه الالفاظ، مقابل احتكار لفظة (الوطنية)، بات المرئ يشعر وكأن غالبية الشعب تقع تحت واحدٍ من المسميات العديدة لنقيض الوطنية، بينما فئة محددة ـ باستمرار ـ وعلى تعاقب الحكومات، خاصة الشمولية منها، هي من يحتكر مصطلح الوطنية، به تقيس موقف كل شخص آخر معارض لها، وقد طال التقريع، والتخوين، وتهمة العمالة، والخيانة، كل الساسة الذين نعرفهم اليوم، من والى منهم، أو هادن، أو راضى، او صالح الآن، وهذا يدل على واحد من شيئين: إما أن هذه الالفاظ والمصطلحات فارغة المحتوى من أي معنى، أو أن بلادنا مملؤة حد التخمة بغير الوطنيين، مع وجود حفنة (وطنيين)، بيد أن الراجح عندي هو الخيار الأول، إذ أن إطلاق عبارات إساءة للمعارضين، والافتراء عليهم، يعتبر أحد أساليب أي نظام تسلطي فاشستي حكم أي شعب في الدنيا.
    * ثم، كانت دهشتي عظيمة، يوم حدثني د.أبكر آدم إسماعيل الروائي والكاتب الصحفي المعروف، أن دولة كندا قد تجاوزت مفهوم الجنسية إلى مفهوم أعلى اسمه (المواطنة)، لذلك فإن أي طفل يولد على متن طائرة تصادف مرورها في الأجواء الكندية في لحظة خروجه من بطن أمه لهذه الدنيا، هذا الطفل يستحق مباشرة (هوية كندية)، تجعله يتمتع بكافة حقوق المواطنة في هذا البلد، الإستثناء الوحيد من نيل هذه الحقوق، للاجئين الذين يوضعون في مناطق محدودة، ريثما يتم ترتيب أوضاعهم القانونية، فإذا ولد الطفل قبل ذلك الترتيب فإنه مثل والديه، لا يتمتع بحقوق المواطنة إلا بعد اكتمال اجراءات والديه، لقد بدا لي الأمر مثل (خيال) علمي، أو خيال (روائي) خصب في قامة د.أبكر، بيد أن نبرة حديثه الجادة، جعلتني أصدقه فيما قال، إذ أن جهلنا بالشيء لا يعني عدم وجوده. * ثم نظرت فيما عشته كإنسان راشد عاقل تجاوز من العمر أربعين عاماً، عشت منها (سبع سنوات) فقط في ظل أنظمة حكم منتخبة ديمقراطياً من الشعب، أما بقية سنواتي، فقد انفقت عشرين منها تابع لـ(يونيو )، و(16) أتبع لـ(مايو)، وفي كلا النظامين إرتويت حد الثمالة من سماع ألفاظ وعبارات وأوصاف التقريع للمعارضين، أو المعارضين المحتملين حتى، هذا غير معايشتي للممارسات القاسية التي أرتكبت ضد مجموعات واسعة من الناس الذين يعيشون في أراضي دولة السودان، دون أن يتمتعوا في واقع الأمر بكونهم بني آدميين، ناهيك عن كونهم (مواطنين)، ثم إنني أتأمل أحياناً في حالة إنسان (بشر) مثل الأستاذ/ محمد إبراهيم نقد وأسأل نفسي: كم عدد السنوات الوطنية التي قضاها هذا الإنسان فوق الأرض.. وكم قضى تحت الارض ـ وفوق وتحت هنا باعتبار (الاختفاء) عن اجهزة الحكومات، ثم أدير السؤال مرة أخرى وأقول: بأي معيار عادل ومنطقي يمكن لشخص أن يحكم على الأستاذ نقد، وهو على هذه الحالة؟ هل هو إنسان وطني أم غير وطني؟ وإذا كان (وطنياً) هل نال هذا الشرف لأنه عاش في الوطن (لا يتمتع بأدنى حق من حقوقه)، لذلك يمكن أن نسمى (جبل موية) مثلاً بأنه جبل وطني جداً، لأنه لم ينل حقاً، ولم يغادر أرض السودان منذ أن وجد وحتى الآن، وهل مقياس الوطنية هو(البقاء) داخل البلاد وقيادة أو المعارضة من الداخل كما يقولون، وبالتالي تنتفي صفة الوطنية عن أي شخص يضطر للخروج من حدود البلاد أو اللجوء إلى جغب فيها ليمارس معارضة النظام القمعي المهيمن من الخرطوم؟ إنني شديد الحيرة في هذا الأمر، إذ أن كثيراً من المصطلحات باتت تحتاج حقاً إلى إعادة تعريف, حتى يتمكن عقلي (المحدود) من فهمها، إذ ماهي وضعية شخص مثلاً تخرَّج حديثاً من أحد بيوت الاشباح، ومنها الى الخارج, هل يعتبر هذا الشخص خائناً وعميلاً ومأجوراً بينما يرفل معذبه في حلل التمجيد الوطني؟! وهل الوطن جغرافيا أم معنى, هل هو الحدود الدولية المرسومة على الأطالس أم هو إحساس الإنسان بأنه إنسان كامل الحقوق موفور الحق في نفسه وماله وزرقه وأولاده ومستقبله, أيّهم يعتبر وطناً, ذاك الجزء من الكرة الأرضية الذي يمنحك حقك أولاً في الحياة وفي كسب الرزق وفي الأمان من القتل والظلم والجور, بل يمنحك حقك كمواطن لمجرد تصادف لحظة ميلادك بمرورك فوق أجوائه, هل إذا انضم شخص مثل هذا لقوات في بلده الذي منحه كرامته ليحارب بعض الناس في وطنه ممن ساموه العذاب, هل يعتبر هذا الشخص عميلاً ومأجوراً وخائناً؟ مأجور لمن؟ وخائن ماذا؟ وعميل لدى أية جهة ؟ هل يكون الإنسان عميلاً إذا أوفى لبلد أوفى له بكامل حقوقه كإنسان, وهل يكون مأجوراً إذا قام بعمل كلفه به الوطن الذي آوى عريه فكساه, وسد جوعته واستعاد له آدميته؟ هل يعتبر خائناً ذاك الشخص؟ إني والله في حيرة من أمري إذا أشعر دوماً أن الوطن ليس جغرافيا فحسب, صحيح الجغرافيا تشكل الأرض التي تضع عليها رجليك، ولكن إذا كانت جغرافيا هذي البقعة من الأرض تدوس على كرامتك كإنسان وتضطهدك، ثم كانت هناك جغرافيا أرضية أخرى تستضيفك وتقيك شر الاضطهاد والعذاب فأيهما أحق بالوفاء ورد الدين؟ الوطن الذي يغنيه المغنون أم الوطن الذي تشرق عليك فيه الشمس وانت سعيد آمن متجه إلى عملك, حيث لا صالح عام, ودون أن يسألك سائل عن إثبات هويتك كبشر!! أي الأوطان أحق بالتقدير تلك التي تعلو فيها قيم المواطنة ومبادئ حقوق الإنسان أم الأوطان التي تداس فيها حقوق الإنسان أيهما الوطن قل لي عزيزي القارئ، وأسأل نفسك، فلربما كنت تشاركني نفس التساؤلات؟ *وقد يقول قائل في الرد على مثل هذه التساؤلات, إنه من الضروري التفريق بين الوطن والحكومة التي تحكمه، حسناً هذا رد طيب على المستوى النظري، ولكن هل كل الحكومات تفرق بين الوطن وحكمها؟ مثلاً لتقريب المسألة إذا ولد طفل في يوم الانقلاب العسكري الذي عادة ما يحتكر الحكم، وبالتالي يحتكر الوطنية والوطن، وترعرع هذا الطفل في كنف ذلك الاستبداد، فلما شب عن الطوق أبدى معارضته لذلك النظام، فنال السخط والجزاء والعذاب، فوجد نفقاً هرب به من (وطنه) المفترض، هل يمتلك أي شخص الحق في تقريع هذا الشخص الذي لم يعش في وطن ولو لمدة يوم واحد.. والسبب أن الوطن محتكر لفئة بيدها ذهب المعز وسيفه, كيف نطلب إلى هذا الشخص التفريق الضروري بين الوطن والحكومة, ماهو الوطن, هل هو الذي في خياله؟ إذا كان الوطن ما يسكن خياله فإنه سيجد ذاك الحلم متحققاً متى ما أعيد توطينه في دار تضعها حكومة (وطنه) المحتكرة للوطنية بأنها (دار حرب) أو دار (شرك ) أو دار (ضلال).. تخيل أن تسمع هذا من مذياع سيارتك التي تقود في وطنك البديل عندما تدير مؤشر الراديو على موجة (وطنك الذي كان)، وتتذكر فجأة أن ذلك الوطن المفترض, هو الذي أنجبك لاجئاً، وقذف بك دائخاً, إلى حيث استعدت كرامتك وحقوقك كاملة، تخيل هذا فقط عزيزي القارئ ..ثم أسأل مثلي.. الوطنية أم المواطنة؟!
                  

06-18-2009, 08:40 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ الصحفي المميز خالد فضل (Re: emad altaib)

    الزميل لؤي أحمد الطيب

    أتابع المقالات المتميزة للاستاذ خالد فضل
    بكثير من الإحترام والتقدير لما له من صدق وجسارة
    والتحية له ولك
                  

06-18-2009, 08:56 AM

أيمن الطيب
<aأيمن الطيب
تاريخ التسجيل: 09-19-2003
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ الصحفي المميز خالد فضل (Re: صلاح شعيب)

    سلامات يا لؤى,,

    خالد فضل قلم نارى فى زمن صحافة الزيف والإرتزاق والنفاق والتطبيل,,,

    أحد الذين مازالوا يبعثون الأمل بأن الكلمة لا تزال أمانة,,

    تحياتى,,
                  

06-18-2009, 09:14 AM

انعام عبد الحفيظ
<aانعام عبد الحفيظ
تاريخ التسجيل: 12-07-2005
مجموع المشاركات: 8738

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ الصحفي المميز خالد فضل (Re: أيمن الطيب)

    خالد فضل
    صاحب قلم جرئ ومتميز في تحليله ودماً ما أتابع كتاباته
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de