|
|
 قنبلة.. احتمال تنفجر!
|
قنبلة.. احتمال تنفجر!
عبد الله الشيخ
خط الاستواء
في الوقت الذي لم تتوفر فيه بعد تفاصيل وافية عن(القنبلة) التي كان من الاحتمالات أن تنفجر كان جلال يوسف الدقير يخاطب حشداً جماهيرياً أمام كوبري في الجزيرة، ويبدو عليه أنه عانى أشد المعاناة من سخونة أجواء السودان!. وفي ذات الوقت أصبح في حكم المؤكد أن (بعض) عضوية الحركة الشعبية بالبرلمان السوداني، قد قرر أخيراً إضافة حزب جديد إلى منظومة الأحزاب السودانية التي ستزين جِيد التعددية المنتظرة.
هذا(البعض) عبارة عن شخصين، طارا بالزانة إلى خانة قيادة الحركة الشعبية ودخلا البرلمان لتمثيلها هناك، بالتالي لا مناص من أن يوزع رئيس البرلمان الفرصة لهما عند مناقشة أي قضية مشفوعة بالإشارة إلى انتسابهما إلى الحركة الشعبية، لأنه حتى هذه اللحظة لم يصدر ما يشير إلى أنهما قدما استقالة، أو توجهت قيادة الحركة الشعبية بفصلهما.
هذه التجربة تفتح باب النقاش حول(عشوائية الأحزاب).. والتحية هنا للحزب الشيوعي، الذي هو الآخر لم ينجُ من تفتق جروحه، رغم أن الدخول إلى هذا الحزب يأتي بعد امتحان أدق من امتحانات المجلس الطبي لخريجي كليات الصحة والبيئة وطب الأسنان.. والحركة الشعبية كجزء من هذا المناخ السوداني وجدت نفسها بعد العودة محاصرة بهذا البعض، وأمثالهم كثيرون.. كان أحدهم يتحدث في الفضائيات قائلاً: إنه يريد أن يخدم السودان الجديد في وظيفة(بواب) عند الباب.. بهذه الصيغة دخل الرجلان إلى منصة القيادة وإلى البرلمان (ذاتو).. وقبل دخولهما إلى قيادة الحركة الشعبية وإلى البرلمان (ذاتو).. كانا عضوين بالحزب الشيوعي السوداني (ذاتو).. مما يعني أن عشوائية الأحزاب السودانية هي جزء ممن المناخ السياسي والاجتماعي والثقافي.. وبنفس الطريقة التي دخل بها هذا البعض إلى مركزية قيادة الحركة الشعبية وإلى البرلمان، ومن قبل إلى الحزب الشيوعي يمكن أن يدخل جلال يوسف الدقير إلى المؤتمر الوطني - إذا لم يكن هناك - ويخرج منه وينضم إلى حزب الأمة - جناح مسار أو نهار، وإن شاء يخرج منهما ويعود إلى الاتحادي الأصل، بل بإمكانه أن يعود إلى عضوية في شباب الختمية.. ويمكنني أنا أن أدخل الآن إلى جماعة أنصار السنة بعد أن أثبت للأعضاء القدامى محبتي للطحنية مع تقصير الجلابية وتكثيف اللحية، وأخرج من الجماعة وأنضم إلى المؤتمر الشعبي بعد أ ن أصرح للصحف أن المؤتمر الوطني أخطأ حين جعلها ملكاً عضوضاً ورفض حكاية انتخاب الولاة من القواعد، ورفض(بسط الشورى في الحياة)، ومن الممكن أيضاً أن أخرج على المؤتمر الشعبي وأحظى بعربية وبيت و مستشارية أو ملحقية، وأدخل البرلمان ليناديني نائب رئيس الجلسة الأستاذ أتيم قرنق مقدماً على اسمى عبارة (العضو الموقر).
المشاركة في هذا الوقت بالذات سهلة جداً، وتكوين حزب الآن أسهل من خطوبة سهير!.. وأعجب ما يعجب المؤتمر الوطني أحاديث المتحدثين أنهم لا يجدون فرصة للمشاركة!.
وهذا الوضع ليس جديداً.. أي ليس وضعاً أتى به المؤتمر الوطني الذي يستعد لأخذها بالانتخابات.. فقد حدثني أحد أساتذتي من كبار الصحفيين أنه ذهب مرة إلى لقاء قيادي كبير في أحد الأحزاب التقليدية، فإذا به يجد نفسه في اجتماع لهيئة قيادة الحزب.. وحين هم بالانصراف طلب منه القيادي الكبير أن يبقى ويشارك برأيه في القضايا المطروحة للنقاش قائلاً له: (يا زول أقعد.. ده اجتماع صغير كده.. السودان كل عشوائي)..
ثم زاد القيادي: إن هذا الوضع هو دليل عافية، ودليل انتماء على أن الحزب بهذه الطريقة يؤكد أنه ابن البيئة.
هل هناك معايير محددة للدخول، وهل لكل الأحزاب آليات قبول أو فصل للعضوية؟.. لا أدري.. ولكن ما هو متوقع أن هذا (البعض) الذي قرر الآن تشكيل حزب جديد سيأخذ معه(الصورة وتذكارها)، والاسم بالكامل بعد تغيير (اللوقو) وإضافة عبارة تعريفية جديدة.
ما يلفت النظر في هذا أن الحزب الجديد سيكون نتيجة للمثالب التنظيمية التي وقعت فيها الحركة الشعبية بعد العودة.. كيف دخل هؤلاء حتى هناك؟ ولماذا لم تستفد الحركة الشعبية من تجربة السكن العشوائي التي تحيط بالخرطوم من كل ناحية؟..
.. أظن، وبعض الظن أثم أن العشوائية داخل الأحزاب لن تموت إلا بعد القضاء على ظاهرة السكن العشوائي، ونحمد الله كثيراً أن(الإنغاز) قد بدأت القضاء على الظاهرة بظاهرة جديدة هي السكن الشعبي، و(الاستثماري).
والمجاري تسمى أيضاً في الأعراف الطبية بـ(الصرف الصحي).
|
|
 
|
|
|
|
عبد الله الشيخ
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست