غداً الموافق الجمعة، 08 مايو، 2009 هو يوم الذكري الـتاسعة والثلاثون لميلاد أبيكم سامي عبد الوهاب مكي. في نفس الجمعة المباركة من العام 1970 حللت ضيفاً على هذه الدنيا وما أسرع مرور الأيام ، أول خطواتي وأول مشاويري لبيت الجيران لمهمة خاصة جداً لا زالت والدتي ترويها لي وهي كيف أني توجهت لباب المنزل ومنه للشارع الضيق جداً في حي الركابية ومنه لبيت الجيران وعدت وأنا أحمل في يدي (يد فندك) تخص أمي كانت قد استعارتها جارتنا ، وإلى يومنا هذا لا يدري أحد عن تفسير هذا الفعل شي فيما عداي!
تعودت ألا اترك ما يخصني لغيري إلا وأنا راضى أما متى ما ظننت أنه لا حق لغيري في أخذ ما لدي فلا أتركه (أبدا) فيا له من انتصار لأمي باسترداد (يد الفندك) المأخوذة غصباً عن طيبتها!
خرجت للشارع قبل أخي البكر، أحدثت خرابا بالشارع وتغيرت معالمه وملامح أسوار منازله! تلقيت دروس الروضة عند روضتين مختلفتين وحتى أبي لم يدري (المطرة صابة وين) إلا وأنا على وشك مغادرة الروضة للمدرسة!
درست في أعظم مدارس السودان الابتدائية وقتها في ظني(الركابية الابتدائية) وقبلهابحري الشعبية بنات كمستمع تحايلاً على القانون) في الركابية كنت أسمع الجرس من البيت ولكني لم أنتظره في البيت طيلة سنواتي فيها ، وتعودت أن لا أذهب متأخراً عن موعد طيلة حياتي (في حالات كثيرة كنت اصحو قبل المغرب) وأتخيله شروق الشمس فاركض للحمام استعدادا للمدرسة فأثير موجات من الضحك رحم الله جدي مكي(يقول اقبضو الود جنى) وكم تعذبت من هذه العادة ولا زلت ليومنا هذا!
المسافة من البيت للمدرسة لا تبعد أكثر من ثلاثمائة خطوة، كانت هذه المسافة عالم من المشاحنات والغلاط، والخيال وعذاب جهنم لكلب يمر أمامي!
مشوار اقطعه في اليوم أربعة مرات ذهاب وعودة في الصباح لتلقي الدروس النظامية وذهاب وعودة في فترة العصر لتلقي الدروس المسائية الإجبارية للجميع(مجانية)
لم أكن الأميز ولم أكن الأسوأ (خير الأمور أوسطها)
بعدها مشوار لأعظم مدرسة متوسطة وهذا ظن يشاركني فيه الأكثرية، هي زهرة المدارس ومنارة العلم ومحراب امدرمان القدسي امدرمان الأهلية المتوسطة...تجسيد للنظام والنظافة والترتيب والعلم وانهرها الاربعة تتنافس تنافس محموم نحو القمة..كنت من الذين رمى بهم الحظ السعيد في أعظم أنهرها (سوار الذهب)
قبل أي شي أتمنى من الله ان ييسر لي بقية ما تبقى من عمر كما يسر لي ما مضى بفضله!
أطال الله عمر ابي وأمي بقدر ما قدما لي ولأخوتي الأجود من كل شي!
بعدها مدرسة المشاغبين وفترة الثانوي (الإهمال ، اللامبالاة ، مباراة الجكس من ضل لي ضل) ومدرسة التقدم الثانوية أكبر مورد للجكس الجاهز في امدرمان...الشطة تحوي مشط وغيار وريحة وعلبة سجار وكراس لي كلو!!
جربت فيها كل كل شي (سجار ، تمباك ..المريسة لأول مرة) وللمريسة قصة طريفة...توجهت أنا وشلة من الاصدقاء لعيادة صديق مريض ساكن القماير) يعني (الخدير وما أدراك مالخدير) من أبناء جبال النوبة اسمه محمد الأمين..مجموعة من العجلات قطعنا مقابر البكري وبعدها مقابر احمد شرفي وكانت هي الفاصل بيننا وبين الاهلية الثانوية والقماير..دخلنا لصديقنا المريض..تحامل على نفسه وحمل الزجاج الفاضي ليحضر لنا البيبسي!!
عاد معتذراً وهو يحمل جردلين مريسة من النوع الكبير...ترددنا فاقنعنا عباسية الله يطراه بالخير قائلاً ( ياشباب ما تكسرو خاطر الزول علي الطلاق يكون مدينا ذاتو) طلاق شنو...ومريسة شنو بدينوها المهم شكلنا كنا عاوزين أي حجة والسلام عشان نضوق المريسة ههههههههه ووقعنا فيها مص شديد ..كوز بعد كوز لحدي مالعيون بقن طشاش ونسينا نحن ذاتنا جينا لي شنو قلبنا وقلبناها غناء وهجيج وصاحبنا ابو ملارية يرقص (حت شديد) بعدها تركنا كل العجلات وتاني يوم جابوها لينا بي كارو ودفعنا حق الفطور عشان نحاسب سيدو!!
الفترة الوحيدة اللو عاد بي الزمن ولو سألوني حا اقول حا اعيد أي لحظة فيها وأصحح فيها الكتير!
أيام الثانوي أيام مظاهرات لاي سبب ولاتفه الاسباب...لو شربت الشاي الصباح وسمعت ناس البيت بنقنقو في سعر السكر معناها مظاهرة..بنزين مظاهرة ...ومرات المظاهرة مزاج ساكت المهم سبب نطلع بيه ونطلع بنات التقدم الثانوية وهن ذاتهم ما محتاجات سبب ..يعني أول حجر في السقف الذنكي وتسمع وااااااااااك والشارع يجوط!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
مزمل خيرى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست