| 
  
  | 
  
  
     مسكين أبو عصام 
   | 
   
   
  وأخيراً تُمنع من الكلام وتتقاذفك العصى والأسياخ والشوم والكراسى ، وانت الذي كممت الأفواه وأزللت الجباه ، وهذه بضاعتك ردت إليك . كنت في يوم من الأيام المتحدث الوحيد في الجامعة تتضرع وتضري في هبوبك ، الليلة قلعوك مركوبك . يا سبحان الله تعز من تشاء وتذل من تشاء. عشرة سنوات يا شيخو سمت الناس سوء العذاب . تتلذذ بعذابات المعتقلين وآهات المعذبين ولأول مرة نسمع بالإقامة الجبرية في السودان والنفي القسري إلى خارجه . أهنت الرئاسة وخرجت على كل الأعراف والأوتكيت والبرتوكولات ، فبايعت فوق البيعة واعتبرت نفسك صاحب ولاية الفقيه في السودان . علمت حواريك ألا يحترموا أباً ولا معلماً ولا أخاً ، فأصبح المرء يفر من أخيه وأمه وأبيه ، وأصبح الناس في السودان سكارى وما هم بسكارى . سيرت مواكب الموت إلى الميل أربعين وجئت أخيراً وأنكرت على الشباب شرف الشهادة وأعتبرتهم (فطائس) . في عهدك بدأت الإنكسارات والتنازلات حتى في أعز ما نملك تراب الوطن .  وعليك الان أن تترجل ولا تأخذك العزة بالإثم وأفسح المجال لآخرين عسى أن يعدلوا من الحال المايل الذي وضعتنا فيه . وبعدين حكاية الجنائية بقت مسيخة حفو تعوا على محكمة العدل الدولية وتحرش المسيرية من الآن لأنه القرار معروف ولا ما سمعت الخبر . 
  وشكــراً
   
   | 
 |  
  
  
  
      
           
  
 
 
 | 
 | 
   |   
  |