|
الكومريد ياسر عرمان
|
الكومريد ياسر عرمان
بقلم الاستاذ / فتح الرحمن شيلا
صحيفة الواشنطن بوست نشرت خبراً مفاده الخطر الذي يهدد حكومة الجنوب من خلال جملة من المشكلات والأزمات التى تواجهها منها تصاعد وتيرة القتال القبلي مما دعا الى تعبير بعض مواطني جنوب السودان بالقول أن الوضع كان أفضل قبل إتفاق السلام. وتضيف الصحيفة عن العجز الحاد في الميزانية مع انتشار عصابات نهب الماشية.لم يسعدني هذا الخبر بالطبع ولن يسعد الكثيرين من أبناء الشعب السوداني الذي استقبل إتفاق السلام الموقع بنيفاشا واستبشر خيراً حقناً للدماء وتسخيراً لموارد البلاد وخيراتها للمواطنين في وطن يمتاز بالتنوع المناخي والمياه الوفيرة والاراضي الخصبة والبترول والمعادن. الحركة الشعبية بقيادة الراحل الدكتور جون قرنق كانت جزءاً من الحركة السياسية السودانية قبل توقيعها للاتفاق وعضواً فاعلاً ومؤثراً في التجمع الوطني الديمقراطي شاركت بفعالية في مقررات مؤتمر القضايا المصيرية في اسمرا يونيو 1995م وارتبطت بعلاقات طيبة مع مكونات التجمع الوطني الديمقراطي كان كافياً في استمرار التواصل واكتساب الخبرات إلا انها نقضت غزلها بعد توقيع الاتفاق وشاركت المؤتمر الوطني في حكم البلاد منهية بذلك تلك العلاقات حتى لم تعد تذكر تلك السنين شيئاً ولاتشارك في اللقاءات التشاورية للتجمع رغم قلتها ممايدعو الى القول بأن علاقة تلك القوى كانت مع الدكتور جون قرنق وليس الحركة الشعبية. احسن التجمع بايجاد مبررات لها حتى لاينقطع الحبل السري بينهما والغريب والملفت ان ممثليها في التجمع كانوا اكثر نشاطاً وحرصاً على التنظيم في مرحلة المعارضة وتقلدوا مواقع دستورية وتشريعية في حكومة الوحدة الوطنية فالدكتور منصور خالد الذي يجلس في القصر الرئاسي مستشاراً ورفيقه الكومريد ياسر عرمان في المجلس الوطني إلتزاما الصمت فيما يجري من احداث في التجمع الوطني الديمقراطي وارتفع صوت الرفيق ياسر عرمان في المجلس الوطني يوجه سهامه للشريك تارة ولرفقائه في الحركة الشعبية تارة اخري حتى طفح الكيل فأطلقت مجموعة الدكتور لام اكول نيران مدافعها للرد على الكومريد ياسر عرمان ويصفهم بحارقي البخور وانه لن يسكت عليهم إطلاقاً بعد اليوم يوافقه تماماً الاستاذ المحامي غازي سليمان الذي شهدت له المحاكم والمعتقلات صولات وجولات مدافعاً عن حقوق الانسان واقفاً كالسيف دفعته قناعاته للانضام للحركة الشعبية. أهمس في أذن الاخ ياسر عرمان والذي جمعتني معه إجتماعات هيئة قيادة التجمع الوطني منذ فترة طويلة نصوغ قراراتها وتوصياتها يشاركنا صديقي محمد المعتصم حاكم الذي إنضم ايضاً للحركة الشعبية بقناعاته الكاملة وهيأت لنا تلك الاجتماعات فرصة جيدة للتعرف عن قرب والاحتفاظ بعلاقات لم تنقطع إلا بعد المشاركة في الحكومة. تدفعني هذه الصلة بأن أوجه حديثي حرصاً عليه بأن ما يدور من صراع داخل الحركة الشعبية الخاسر فيه أولاً وأخيراً الحركة الشعبية والمستفيد خصوم الاستقرار والوحدة الوطنية. العلاقة مع الشريك أمر لايشكل جريمة يحاكم عليها غازي ولام اكول ولعلهما يضعان بذلك منهجاً يساعد على مزيد من التقارب يعبد الطريق للوحدة الوطنية وإلا فلماذا الانتظار لنهاية الفترة الانتقالية ان كان الخيار غير ذلك. هل فقدت الحركة الشعبية بالفعل سيطرتها على قياداتها ومعالجة قضاياها الخلافية داخل التنظيم. يقول الدكتور لام اكول «لايوجد حزب سياسي يحترم نفسه ينشر قضاياه التنظيمية عبر اجهزة الاعلام» وأراه محقاً في حديثه فلن يفيدنا كثيراً ولايفيد الحركة مناقشة القضايا الخلافية خارج الاطر التنظيمية بل يعتبر داءً في جسد التنظيمات ينبغي علاجه واستئصاله. عودة لما نشر في الصحيفة الامريكية عن الصعوبات التى تواجه الاقليم الم يكن من الاجدر ان نركز على تلك العقبات والصعوبات والعمل على تجاوزها أم ان الخلاف مع لام وغازي يتصدر أولويات اجندة الحركة. أخي ياسر وأنا اتابع مايجري في قطاع الشمال من القضارف الى دنقلا اجد نفسي منحازاً اليكم لذا ادعوك للانصراف مما لايسمن ولايغني الى مايفيد العباد بدلاً من ارتكاب المزيد من المخالفات التى يضطر معها الحكم إلى إبراز الكرت الاحمر. كلمة اخيرة للفريق اول سلفاكير النائب الاول لرئيس الجمهورية رئيس الحركة الشعبية أين أنت ممايدور من صراعات لاتؤدي الى لمزيد من الارهاق والتشتت لتنظيم عسكري يحتاج الى تطوير وتحويل الى مؤسسة سياسية والانتخابات قد حان موعدها ويتبعها استفتاء تقرير المصير ام ان البدايات الصعبة ارهقت كاهلكم.
نقلاً عن صحيفة الرأي العام 30/4/2009م
|
|
|
|
|
|