كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: أروع تجربة أنسانية بالصحافة السودانية الشاعر الرقيق يخلو موقعه لجيل أخر (Re: زهير عثمان حمد)
|
الفاضل زهير..
ســـلام وتقدير
من حسن حظي أن كان الأستاذ معاوية يس أول شيخ علمني المهنة في منتصف التسعينيات وتجربة مجلة الوسط اللندنية.. تعلمت منه الكثير حتى ولو لم يكن معي في نفس المكان. وتوجيهاته صارت لي مبادئ لم أبدلها طوال عملي الصحفي المكتوب أو المسموع..
أما لأستاذ فضل الله محمد فقد كان شيخي الثالث بعد الأستاذين معاوية وحيدر طه.. عملت مع أستاذ فضل الله مدار 5 أعوام في صحيفة "الخرطوم".. دخلت الصحيفة على خلفية معلومة أن الأستاذ فضل الله لا يحبذ عمل النساء. لأنه عامل مشتت. حيث يفضل (البعض) الجلوس و(الونسة) بحضرتهن. فلا يقدمن عملا ولا يتركن الآخرين يعملون. وحقيقة ساءني أن يكون هذا هو موقف شخص محترف أحترمته منذ أن كان عمري الخامسة.. .. طوال سنوات عملي لم اشعر ولو للحظة أن الأستاذ فضل الله لا يقدر عمل النساء. أتاح لي الكثير من التجارب لأتعلم المزيد.. لم يفرًق بيني وبين أي زميل رجل.. وكان هذا تعامله مع زميلاتي (سواء اللائي سبقنني أو كن معي في نفس الفترة).. وتعجبت من اين أتت تلك المعلومة المغلوطة..
تحياتي المفعمة بالإحترام للرجل الإنسان فضل الله محمد أينما كان أو حل.. والتحايا للأستاذ معاوية يس وهو يخلف هذا الرائع
والشكر لك مرة أخرى زهير..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أروع تجربة أنسانية بالصحافة السودانية الشاعر الرقيق يخلو موقعه لجيل أخر (Re: زهير عثمان حمد)
|
وجدت هذا المقال لستذي وعضو المنبر الاستاذفيصل محمدصالح في جريدة الاخبار وهو جدير بأعادة نشره أخوتي لتعميم المتعة
فضل الله محمد الكاتب/ فيصل محمد صالح Saturday, 18 April 2009 أخلى الأستاذ فضل الله محمد مقعده في رئاسة تحرير "الخرطوم" للزميل الأستاذ معاوية حسن يس العائد لبلاط الصحافة السودانية بعد غيبة طويلة ساح خلالها بعض من بلاد الفرنجة وسواحل الخليج.
ويستحق معاوية أن يكتب الإنسان عنه الكثير، لكني أخصص زاوية اليوم للحديث عن أستاذي فضل الله، وقد أسعدني أنه لن يبتعد عن مجال الصحافة لأنه سيبقى رئيسا لمجلس الإدارة ورئيسا لهيئة التحرير.
فضل الله محمد، لمن لا يعرفه، مدرسة صحفية وإنسانية من طراز فريد، قد لا تستطيع التعرف عليه بسهولة، لكن لو سمحت الظروف لك بذلك فستكتشف عالما عجيبا تختلط فيه البساطة الشديدة والتواضع مع رغبة دائمة في الانزواء بعيدا عن الأضواء.
دخلت مكتب الأستاذ فضل الله في جريدة الصحافة قبل أكثر من عشرين عاما، قدمني له الصديق عثمان نمر الذي سبقنا في الالتحاق بجريدة الصحافة. نزر إلي نظرة واحدة، كعادته، ثم عاد لينظر في الأوراق أمامه وهو يقول:" نحن ما عندنا تعيين ساكت، امشي اشتغل، ولو لقيناك كويس حنعينك، ولو ما كويس حنقول ليك مع السلامة".
قبلت العرض وبدأت العمل، وبسرعة أقمت علاقات مع كثير من أساتذتنا بالصحافة إلا الأستاذ فضل الله. فقد كنت أراه منكبا على عمله في المكتب، قليل الكلام والابتسام، حتى انتقلت للعمل مع "عم" محمود بابكر جعفر في القسم الخارجي، واندهشت عندما وجدت رئيس التحرير يتبادل معه الأنس والنكات. ثم اكتشفت مفاتيحه بعد ذلك، وان استغرق الأمر سنوات.
كرت سبحة السنوات وعدت للعمل مع الأستاذ فضل الله في صحيفة "الخرطوم" عام 1988، ثم رافقته للقاهرة في 1993 لإعادة إصدار "الخرطوم" من هناك، وعدت معه بعد ثماني سنوات من القاهرة للخرطوم لنعاود الصدور من أرض الوطن. وقد اكتشفت مرة أني لم أعمل طوال حياتي مع رئيس تحرير غير الأستاذ فضل الله.
في القاهرة كانت الفرصة أكبر للاقتراب من عالم فضل الله محمد في ظروف صعبة وقاسية. كنا نعمل وسط محيط معارض، نعمل ونأكل ونسهر في ذلك المحيط، وكنا تقريبا كلنا من المعارضين سياسيا لنظام الإنقاذ، وحتى لو لم نكن كذلك فإن النظام كان يصنفنا كذلك. رغم كل هذا كان الأستاذ فضل الله في معركة يومية معنا مضمونها أن هذه الصحيفة مستقلة وليست صوتا لأي كيان سياسي، ويجب أن تتوخى الموضوعية والدقة في عملها.
ترك لي المسؤولية مرة لساعات وعندما عاد وجد أن الصحيفة تحمل مادة ساخرة تجاوز حدودا كثيرة في النقد، كما رأى هو، وأصر على إيقاف التوزيع وإعدام الكمية التي تم طباعتها. لم أكن أرى رأيه، وبالنسبة لي كان الكاريكاتير مبررا، لكنه أصر، ولأول مرة أرى ذلك المستوى من الغضب. وقد أحس الدكتور الباقر بخطورة الموقف، وهو في جدة، فاتصل بي قائلا:"لا تصعد الموقف وأقبل بما يقوله الأستاذ". لم نتناقش في ذلك الموضوع إلا بعد أشهر، ووجدت نفسي اقتنع بوجهة نظره بسهولة.
هذا واحد من دروس مهنية و كثيرة تلقيتها من فضل الله محمد، وأظن أن من لم يلتقيه ولم يعمل معه في الصحافة قد افتقد الكثير من جوانب العمل المهني. يطول عمره، على تعبير السر قدور، ليعطي أكثر من موقعه الجديد.
| |
|
|
|
|
|
|
|