مقال جدير بالقراءة لعضو المنبر محمد جميل في صحيفة الحياة اللندنية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 11:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-30-2009, 06:05 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقال جدير بالقراءة لعضو المنبر محمد جميل في صحيفة الحياة اللندنية

    http://www.daralhayat.com/special/issues/03-2009/Item-2...b0bccac2a/story.html
    أزمة مشروع «الدولة الإسلامية» في السودان
    محمد جميل أحمد الحياة - 30/03/09//

    حتى النصف الثاني من ثمانينات القرن العشرين، كانت أطروحة الدولة الإسلامية المعاصرة في السودان سجالاً نظرياً متجدداً، نشط في موازاة نقد الدولة الوطنية، باعتبارها وريثة الاستعمار لجهة قوانينها وفكرتها وبنيتها الحديثة. وهو سجال دفع بالحركة الاسلامية السودانية الى خوض غمار النشاط السياسي مبكراً، عبر استجابات تكتيكية غيرت اسمها وشكلها مرات عدة مع متغيرات الواقع السياسي حتى تمثلت - قبيل انقلاب الانقاذ في الجبهة الاسلامية القومية.

    بيد أن الحراك السياسي النشط، لم يكن استجابة للواقع السياسوي في السودان فحسب بل كان يتغذى أيضاً من تنافس خفي، راهن على التحدي الذي عجزت في الاستجابة له الحركة الاسلامية الأم (حركة الإخوان المسلمين) - بعد الضربات التي أصابتها على يد السلطة السياسية في مصر - في الوصول الى السلطة من ناحية، وإلهام ثوري جسدته الثورة الاسلامية الايرانية من ناحية ثانية.

    ولم يكن السعي في ذلك الوقت، يعير انتباهاً لمنطق حركة الواقع، والرؤية الاستراتيجية للعلاقات الدولية القائمة على توازن القوى. ففي ذلك الوقت كان المشهد الدولي للحرب الباردة، والاستقطاب الذي صاحبها، مانعاً استراتيجياً من اختبار مفاعيل تطبيق الايديولوجيا الاسلامية كنظام لدولة تحكم بالشريعة الاسلامية في المنطقة، وكان بصفته ذاك مانعاً ايضاً من تعويم الهشاشة الكيانية والبنى الضعيفة جداً لدول المنطقة، التي تكشفت بصورة جلية مع انهيار نظام القطبين، وظهور ثورة المعلوماتية والاتصالات في عقد التسعينات.

    وكان هناك ذهول عن توقع عقبات وعراقيل تنشأ من تطبيق حكم اسلامي في المنطقة وما يمكن أن يجره من كوارث وفق تلك الحيثيات المركبة للواقع الاجتماعي الاقليمي والدولي، ذهول ظل مهمشاً لأسباب وشعارات ايديولوجية وجدت في الأثر عن الخليفة الراشدي عثمان بن عفان: (إن الله ليزع بالسلطان، ما لا يزع بالقرآن) حجة بالغة، للتعجيل بالحكم الاسلامي وبناء الدولة الاسلامية بناء فوقياً متجاوزاً الحيثيات المنطقية والشرعية، إن على مستوى استحالة هذا المشروع في ظل تخلف المسلمين من ناحية، والظروف التي تحكم علاقات العالم الحديث، وموازين القوى فيه، أو لجهة الحجج النظرية والشرعية المانعة من استخدام العنف والقوة (الانقلابات) حتى من أجل تطبيق الشريعة من ناحية أخرى.

    كانت الحاجة الطوباوية الى استلهام نموذج دولة الخلافة الاولى، واعادة انتاجه في الواقع المعاصر، والنشاط من أجل تمثل ذلك النموذج من واقع تحد وتنافس مع الحركات الاسلامية الأخرى (الإخوان المسلمون - الجماعة الاسلامية في باكستان) يمثلان اغراء لنخبة اسلامية حديثة، قادت الحركة الاسلامية السودانية، وحاولت أن تخلق تماهياً بين أجندتها السياسية الاسلامية، وبين المؤهلات الجامعية في مجال القانون التي تميز بها معظم تلك القيادات وعلى رأسهم حسن الترابي.

    ولعل في اسم «جبهة الميثاق الاسلامي» الذي أطلقته الحركة الاسلامية السودانية على نفسها خلال عقد الستينات، من ناحية، وفي طبيعة أطروحة الدكتوراه الجامعية في (السوربون) لحسن الترابي التي تحمل عنواناً عميق الدلالة:

    «سلطات الطوارئ في القوانين الأنكلو ساكسونية والفرنسية - دراسة في القانون المقارن» - بحسب ترجمة نجاة محمد علي - من ناحية أخرى، ما يحيل على الكثير من التفسيرات السببية في انصراف رغبة تلك القيادة عن الانتباه الى الحيثيات النظرية والحجاجية الشرعية، بخصوص أسلوب تغيير نظام الحكم، والأزمة التي يمكن أن تنشأ من قيام دولة اسلامية في واقع اجتماعي ودولي شديد التعقيد مما قد يدفع باتجاهات يمكن أن تكون سبباً، ليس في فشل مشروع الدولة الاسلامية فحسب، بل وفي تدمير النسيج الاجتماعي والبنى الكيانية للدولة الوطنية نفسها، عبر تلك التطبيقات الفوقية للحدود وما ينتج عنها من حروب أهلية وكوارث وأزمات وتمييز وهجرة... الخ. وهذا ما حدث بالضبط.

    والحال أن البنية الايديولوجية لمفهوم الدولة الاسلامية، التي تهمل في نسقها المغلق الشروط التاريخية والموضوعية للعالم الحديث، وحال التخلف التي تعكس سقفاً واضحاً في الخطابات الايديولوجية للتيارات الفكرية والسياسية المختلفة في المنطقة هي التي كانت السبب في فشل ذلك المشروع.

    وهي في رؤيتها تلك، عبرت عن الطبيعة الايديولوجية للرؤية الطهورية الاسلاموية المعاصرة في كل قضايا الفكر الاسلامي المتصلة بواقعنا المعاصر. لقد كانت تلك الايديولوجية الانسدادية، تخلق اقتراناً شرطياً (نتيجة لاكراهات الواقع وخلفياته المتصلة بالاستعمار وقمع الدولة الوطنية والاستقطاب الدولي) بين الفروض العينية للاسلام كالصلاة، وبين ضرورة ووجوب قيام الدولة الاسلامية في مستوى واحد من التحقق والنفاذ، وتجعل النشاط والسعي الحثيث من قبل افراد الجماعة لتحقيق قيام الدولة الاسلامية، نشاطاً نافذ الذمة لا يقبل التأجيل؟

    وهي حالة تخلق في لاوعي الجماعات إحساساً ضاغطاً بالرغبة والحماسة في التعجيل بذلك. ولقد كان ذلك الاقتران الشرطي الوهمي، نشأ من خلط في الرؤية والقراءة المعرفية للنصوص، وبعيداً من ادراك الحيثيات العلمية والحجاجية التي تفرق بين الأمرين. ذلك أن الله لم يتعبد المسلمين، ولم يوجب عليهم انشاء الدولة الاسلامية كيفما اتفق وفي أي ظرف ومن دون أي شروط وموانع من شأنها التفريق بين أن تكون الدولة الاسلامية مشروعاً للحروب الأهلية والكوارث (كما أثبتت كل تجارب الحركات الاسلامية منذ التسعينات وحتى الآن في كل من الجزائر والسودان وافغانستان والصومال وفلسطين) وبين أن تكون تعبيراً عن توافق اجتماعي قائم على الحرية والمعرفة من ناحية، ومؤسساً على العدل والتراضي من ناحية ثانية.

    وهذا المعنى الأخير لمفهوم الدولة الإسلامية لا يمكن أن يكون أبداً على حساب طبيعة الاسلامي العادلة والنزيهة، كما لا يمكن أن يتحقق بالقوة والعنف والانقلابات.

    فإذا كفت الدولة الاسلامية عن أن تكون نتيجة لخيار ديموقراطي ومعرفي للمجتمع، يحقق العدل وينشأ عن التوافق والتراضي بين أفراد ذلك المجتمع القائم على اختيارهم الحر، فلا ضرورة لأن تتحقق بأي صورة من الصور الأخرى القائمة على العنف والإكراه. ذلك أن الدولة الاسلامية المفترضة - بخلاف التعبيرات الايديولوجية السائلة في فهم الحركات الاسلامية - لا بد من أن تكون وفق التوصيف السابق، دولة خامة للمجتمع ومعبرة عنه وعن خياراته السياسية الحرة، فالمجتمع هو الذي يجب أن يصنع الدولة، ولا بد من أن تكون انبثاقاً طبيعياً عن ارادته الحرة والواعية.

    وستعكس هذه الحالة فهماً عميقاً للاسلام في كون تحققه في الواقع الاجتماعي لن يكون باكراهات القوة - ولو من أجل تطبيق الشريعة - بل عبر قيمه العليا وأولوياتها كالإيمان والعبادة والاخلاق وفق فلسفته التشريعية.

    وهذا سيحيلنا بالضرورة الى أن موضوع الدولة الاسلامية الآن وفي هذا الواقع المعقد للعالم الحديث وموازين القوى الدولية والمعرفية والتكنولوجية فيه، هو قضية جدلية افتراضية بامتياز أي قضية سابقة لأوانها، فالحروب الأهلية التي نشأت عن قيام دولة طالبان، والمحاكم الاسلامية في الصومال وحماس في فلسطين، كل ذلك لا بد أن يحيل الى مراجعات جادة في ذلك المفهوم.

    هذه الرؤية ستفك ذلك الارتباط الايديولوجي المرهق والمكلف في وعي الافراد والجماعات بين ما يوجبه الاسلام كفروض عينية وفردية ملزمة كالصلاة وغيرها وبين ذلك السعي الحثيث عبر القوة والعنف والايديولوجيا من أجل اقامة «دولة اسلامية» من دون اعتبار الشروط المعرفية والشرعية والاستراتيجية لقيامها، وهي شروط وموانع لا علاقة لها بذلك الاقتران الشرطي الذي يجعل قيام الدولة الاسلامية فرضاً عينياً ناجزاً ونافذ الذمة على الناس كالصلاة والصيام، بحيث يجعل منها مطلباً يكون السعي اليه في ذاته ولذاته مجرداً من أي فهم أو فكر، أو زمان أو مكان.

    أهم ما كشفت عنه التطبيقات الايديولوجية لمفهوم الشريعة والحكم الاسلامي عبر الانقلابات العسكرية والسياسية، في واقعنا المعاصر هو: أن مشكلة المسلمين في الحقيقة ليست مع ربهم أو مع دينهم، وإنما مع فهمهم الايديولوجي والمتخلف للدين.

    * كاتب سوداني مقيم في الرياض


    خطأ الصحيفة أنها نسبت الكاتب للقطر السوري، لذا لزم التصحيح
                  

03-30-2009, 06:15 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال جدير بالقراءة لعضو المنبر محمد جميل في صحيفة الحياة اللندنية (Re: صلاح شعيب)

    الزميل محمد جميل من الكتاب الذين ظللت أقرأ لهم منذ عامين فقط،
    ويمتاز بالجدية في التناول، فضلا عن لغة مشبعة بمفردات فكرية
    وأدبية رشيقة، كما أن الحياة، أكثر الصحف العربية رصانة،
    ظلت تنشر له معظم المقالات التي يعيد نشرها هنا
    وفي منبر سودانفورال، وأنتج الكاتب عددا من القصائد،
    وسبق أن فازت رواية له بجائزة مركز عبد الكريم ميرغني بأمدرمان،
    ودعونا نشد من أزره لهذه الإسهامات الأدبية والفكري الجادة والمقدرة،
    فيوما ما سنحتفي بكتبه ودواوينه ورواياته.
    ومن جانبي سأعد بعمل قراءة لهذه المقالة وآمل أن أتوفق في أن تكون في مستواها.
    ودعواتي للأخوة الزملاء بالمشاركة في الحوار.
                  

03-30-2009, 06:17 AM

صباح حسين طه

تاريخ التسجيل: 08-04-2007
مجموع المشاركات: 1313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال جدير بالقراءة لعضو المنبر محمد جميل في صحيفة الحياة اللندنية (Re: صلاح شعيب)

    نلاحظ للأخ محمد جميل قدرته الجلية علي سبر غور المعرفة في قضايا الإسلام والسياسة والكتابة في هذا الموضوع بعمق جعله من الكتاب

    الراتبين في صحيفة الحياة مزيدا من التقدم أستاذ جميل

    شكراً أخ صباح علي مداومة إسراء المنبر بكل ثر ومفيد
                  

03-30-2009, 06:44 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال جدير بالقراءة لعضو المنبر محمد جميل في صحيفة الحياة اللندنية (Re: صباح حسين طه)

    Quote: نلاحظ للأخ محمد جميل قدرته الجلية علي سبر غور المعرفة في قضايا الإسلام والسياسة والكتابة في هذا الموضوع بعمق جعله من الكتاب الراتبين في صحيفة الحياة مزيدا


    الشكر للزميلة صباح حسين على هذه المشاركة ونأمل أن تعودي وتساهمي معنا لإثراء الحوار حول المقالة.

    (عدل بواسطة صلاح شعيب on 03-30-2009, 09:11 AM)

                  

03-31-2009, 01:25 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال جدير بالقراءة لعضو المنبر محمد جميل في صحيفة الحياة اللندنية (Re: صلاح شعيب)

    عزيزي صلاح شعيب .... تحياتي
    شكرا على هذا التكرم بإعادة نشر المقالة بهذا المنبر ، وعلى السطور الجميلة التي كتبتها ، وهذا من نبل تواضعك وكريم خصالك . تعرف أننا نتبادل هما واحدا ونطمح إلى أفق آخر خارج هذه الانسدادات التي تحشرنا فيها الرؤى الآيدلوجية . طبعا أنا أيضا أعدت نشر المقال في المنبر . دون أعرف بهذا البوست
    شكرا ياصديقي وآعرف أن هذا كله من حسن ظنك وتواضعك ، كما أتمنى أن تكون أنت والعائلة بخير .
    مودتي لك
    محمد جميل
                  

03-31-2009, 01:36 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال جدير بالقراءة لعضو المنبر محمد جميل في صحيفة الحياة اللندنية (Re: محمد جميل أحمد)

    الأخت العزيزة صباح حسين طه ... تحياتي
    شكرا على مرورك وعلى المتابعة ، وهذا من حسن ظنك الجميل . سررت بكلماتك الجميلة ومافيها من صدق هو في العادة ما يجعل للكتابة جدوى في نفس كاتبها
    مودتي
    محمد جميل
                  

03-31-2009, 01:55 AM

الرشيد ابراهيم احمد
<aالرشيد ابراهيم احمد
تاريخ التسجيل: 02-27-2009
مجموع المشاركات: 845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال جدير بالقراءة لعضو المنبر محمد جميل في صحيفة الحياة اللندنية (Re: محمد جميل أحمد)

    تحياتي للاخوه الكرام ولك الاخ محمد
    المقال اشتمل علي حقائق واقعيه
    وعدم الرضاء عن مسلمين الحاضر بشجاعه
    اسالك اخي محمد متي واين وكيف ستقوم الدوله الاسلاميه اما هذا حقا سابق لاونه ؟؟

    احترمي
                  

03-31-2009, 04:41 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال جدير بالقراءة لعضو المنبر محمد جميل في صحيفة الحياة اللندنية (Re: الرشيد ابراهيم احمد)

    الاخ صلاح شعيب
    اشكرك لايراد المقال هنا حيث لا اطالع الحياة بشكل يومى ، المقال جيّد وحديثك حول كتابات محمد جميل لا تخلو من حقائق فهو كاتب شفيف وعميق وانا ايضا ممن يتابع نشاطه الفكرى ياهتمام بالغ
    ساعود انشاء الله لمناقشة المقال لان به كثير من المفاهيم الجيّدة ولكنها (مضغوطة الى حد ما ) نظرا لمساحة الكتابة الصحفية .
    اشكرك مرّة اخرى وتحياتى للاستاذ محمد جميل
    محبتى لكما
                  

03-31-2009, 06:38 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال جدير بالقراءة لعضو المنبر محمد جميل في صحيفة الحياة اللندنية (Re: طلعت الطيب)

    الزميل محمد جميل

    شكرا لك أنت من خلال ما تفيدنا به من كتابة جيدة، تستثير الذهن ولعل ما قلناه بحقك تستحقه
    وهذا هو حصاد جديتك هنا وهناك في حول كثير من المواضيع. مع التحية
                  

03-31-2009, 01:59 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال جدير بالقراءة لعضو المنبر محمد جميل في صحيفة الحياة اللندنية (Re: طلعت الطيب)

    العزيز طلعت الطيب ... تحياتي
    شكرا لقراءة المقال ، وعلى ر{يك بخصوص ما أكتب . لا أكتمك انني أهتم وأحرص على قراءة كتاباتك في النقد السياسي والفكري وأعتقد أنها من الكتابات المتميزة والمهمة في هذا الصدد .
    أتمنى أن تجد وقتا للحوار حول هذا الموضوع
    مودتي
    محمد جميل
                  

03-31-2009, 01:48 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال جدير بالقراءة لعضو المنبر محمد جميل في صحيفة الحياة اللندنية (Re: الرشيد ابراهيم احمد)

    العزيز الرشيد ابراهيم .... تحياتي
    بخصوص سؤالك :
    Quote: اسالك اخي محمد متي واين وكيف ستقوم الدوله الاسلاميه اما هذا حقا سابق لاونه ؟؟

    بالقطع الموضوع سابق لأوانه ويمكننا أن نعتبره افتراضي حتى الآن ، ولكن حتى لو جاء أوانه ، فلن يتحقق إلا برضى المجتمع بغالبية عظمى ، لكنه في نفس الوقت رضى مؤسس على الوعي والمعرفة والإدراك العميق لمعنى التداول السلمي للسلطة .
    مودتي
    محمد جميل
                  

04-01-2009, 02:05 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال جدير بالقراءة لعضو المنبر محمد جميل في صحيفة الحياة اللندنية (Re: محمد جميل أحمد)

    عزيزي صلاح شعيب ... تحياتي
    شكرا لرفع البوست إلى العنوان الجديد للمنبر .
    كما أتمنى أن يتيسر لك الوقت للحوار حول هذه القضية التي تحتاج إلى الكثير من النقاش وتدوير زوايا النظر ، لإتصالها بوعي الكثير من الجماعات التي ترى في ذلك الاقتران الايدلوجي بين الفرائض الدينية ، والحيثيات الافتراضية للدولة الإسلامية ، مايجعلها باستمرار في الجانب الخطأ من الفعل السياسي لا سيما في السودان الذي هو في أشد الحاجة إلى تحديد ذلك المفهوم معرفيا ، ونزع تلك الهالة الآيدلوجية عبر تفكيك المعنى الحقيقي وتوضيحه للناس ، وبالتالي اقتلاع ذلك الوهم الذي تسبب في الكثير من الخراب عبر التأويلات الخطيرة والنشطة للمعنى الخاطئ لمفهوم الدولة الإسلامية في الكثير من دول المنطقة . كما أن النقاش في هذا المفهوم وإعادته لتأويله الصحيح عبر سبر معناه برصد دقيق من شأنه أن يعري هذا النظام الذي تلطى وراء هذا المفهوم وكانت النتيجة هي ما نحصده اليوم من مرارات لا تكاد أن تنتهي .
    مودتي
    محمد جميل
                  

04-01-2009, 07:09 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال جدير بالقراءة لعضو المنبر محمد جميل في صحيفة الحياة اللندنية (Re: محمد جميل أحمد)

    محمد

    سلام كثير

    الوقت لدينا هنا كالصاروخ، ولا أدري ماذا يقول شاعر العرب إذا عاصر هذا الزمن! فربما حتما يستعيض بسرعة الصاروخ خصما على حدة فعل السيف.
    وهنا يكمن إهمية مقايسة ومقاربة الاشياء الإسلامية بناء على مفاهيم عصرنا لا غيرها. على أية حال فكرت أن تكون مقالتي الأسبوعية القادمة قراءة للمقالة
    وساقوم بنشرها بصحيفة الأحداث تعميما للفائدة وسأسعى لجلبها هنا. وهذه بعض المخارجات من إلتزامات ضربتها من قبل للدكتور النور حمد وتصدق إنها نجحت
    وكفتني إخلاف الوعد. إلى ذلك الحين لك تحياتي وتحيات المتابعين لهذا الخيط.
                  

04-07-2009, 05:58 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال جدير بالقراءة لعضو المنبر محمد جميل في صحيفة الحياة اللندنية (Re: صلاح شعيب)

    رد على مقال الكاتب محمد جميل حول الدولة الإسلامية

    صلاح شعيب

    إنبثق الإسلام السياسي في الساحتين العربية والإسلامية ليضع تصورات جديدة لما يجب أن تكون عليه الأحوال العامة في مجتمعاتنا التي ظلت متخلفة لسنين طويلة، تخلف أغرى بعض قوى داخلية مستبدة للإنفراد بالسلطات السياسية والدينية، فيما دفع هذا التخلف القوى العظمى لتوظيف هذا الضعف لإستدامة النشاط الشبق نحو المصالح التي تبحثها في كل تخوم الأرض.
    بين قوى الداخل السياسية والقوى الخارجية كان التجاذب حادا حول السلطة، ما أدى إلى بروز طريق ثالث بأفكار لاهوتية تسعى لربط الدولة بحقيقة (ما) طلبتها السماء، وتسعى أيضا لتحييد المسلم إزاء التفكير الحر لفهم الدين. مظنة هذا الطريق أن إبتعاد هذه المجتمعات عن دينها وديانها هو السبب الاساس في عدم نهوضها من الثبات العميق، وأنه إن لم تطبق الشروط الدينية التي أفترعها بقراءات وضعية فإن هذه المجتمعات ستظل عاجزة عن فهم الحقيقة النهائية للإله والسياسة والدين والطبيعة والفرد إجمالا.
    على هذا الأساس، واسس أخرى متضمنة في ديباجة التأسيس الدعوي الإسلاموي الأول، وجدت هذه الأفكار تمددا نخبويا ثم جماهيريا. وإقترن هذا التعدد بوقت ظلت فيه الدولة في العالمين العربي والإسلامي عاجزة عن الإستجابة للتحديات القديمة والجديدة التي جابهتها في كل نواحيها. وهكذا ظل إخفاق الدولة، الذي يمكن تفسيره بأكثر من فهم ديني مجتهد، متواصلا دون أن يلوح أي بصيص أمل في معالجة هذا الإخفاق عبر سياسات مشهود لها بالعقلانية، أو الإبداع، أو التسامح.
    فوقا عن ذلك فأن ضعف حيلة التيارات السياسية التقليدية والحديثة التي تناوبت في إدارة التركة المثقلة التي خلفها الإستعمار سهل من مهمة الناقدين الإسلاميين لآدائها. وبدا أن هذه الطريقة الناقدة التي دشن بها الإسلاميون برامجهم السياسية قد اقنعت الكثيرين من التائهين في صحراء الإلتزام السياسي للإنضمام إليها. خصوصا وأن جانبا من هذه البرامج يثور العاطفة الدينية للفرد وللمجتمعات معا، وبالتالي رأى فيها النخب التي لم تنتم للتيارات السائدة نموذجا فكريا جديدا للتجريب مع واقع متخلف. فيه من هشاشة الآداء الخدمي للدولة ما لا يخفى، وفيه من ضمور وظيفة الدين ما قد يوحي للبعض أن هناك خللا عضويا في تركيبة المجتمع من حيث علاقتها بالموجودات القيمية. ولهذا غابت ــ بناء على تخريجات الإسلاميين ــ أدوات التطور، وصارت منتجات ومصادر منتجات الدولة نهبا لقوى الإستعمار ووكلاء له من الديكتاتوريين المرتبطين بمرجعيات فكرية، والتي رأي منظرون إسلامويون (بناء على تنشيط عقلي غير مقدس) أنها علمانية وتتصادم مع فكرة الحاكمية لله.
    حقيقة السودان التاريخية هي أنه ظل هامشا من هوامش مركزية الثقافة العربية والإسلامية. وهذا يعني أنه يتلقى إنتاجها دائما. والذي عود نفسه أن يقنع بفعل التلقي المستدام إنما، ضمنيا، لا يسهم في إتخاذ موقف نقدي منه، ومن ثم يكون له أثره عليه، وعلى مجتمعه، وعلى المركز أو هوامشه الأخرى.
    بهذه الخلفية تلقف السودانيون الأوائل فكرة أسلمة المجتمع السوداني على إعتبار أنها الرافد الأوحد الذي يصب في نهر التحديث لبنى المجتمع التقليدية، وأيضا التحديث في ربط قيم الأولى بقيم الآخرة. وهكذا ظل الإسلاميون، منذ الأربعينات، يكدون سياسيا ــ بشكل براغماتي ــ ومجتمعيا ــ بنوع من النشاط الخلاق المدفوع الثمن، آجلا أم عاجلا. وبهذا الصنيع تمددت أفكار سيد قطب وحسن البنا وبقية من منظريين لأسلمة الدولة اشهرتهم المراكز الإسلامية. وللحق فإن جهدا خارقا بذله الجيل الأول من الإسلاميين وظل بمثابة البنيان الذي تراكم عليه جهد الأجيال القادمة لتطويره عبر مناهج سلمية مهادنة، أحيانا، مع القوى الحزبية ومتعاونة، في حين آخر، مع القوى المستبدة وغير سلمية في أحايين أخرىـ سواء تجاه أنظمة مستبدة، أو إتجاهات ديمقراطية بعينها.
    حتى إذا وصلنا إلى مرحلة بداية الثمانينات إتضح لنا جليا فيها أن الحركة الإسلامية السودانية بقيت من أقوى الحركات الإسلامية في المنطقة، حيث قامت على قدرات تنظيمية محكمة، أوجدت لها نسقا داخليا إستحوذت به على قسم من الولاء السياسي للحركة الطالبية في الثانويات والجامعات، كما إستحوزت على بعض مناحي العملين الإقتصادي والتجاري. وكذلك إقامة شبكة من العلاقات الخارجية مع التنظيمات المماثلة في الأقليم والعالم. أما في مناحي الحياة الأخرى فإن الإسلاميين رموا ببذراتهم في المناشط الدينية والثقافية والعسكرية والفنية والأكاديمية والإعلامية وظلوا يرعونها بكثير من المثابرة والدقة في التنسيق بين رموز القاعدة ورموز القيادة.
    وحينما دخلوا تجربة مايو في أخريات أيامها تمكنوا من معرفة أسرار الدولة ومراقبة وتدعيم أنشطتهم ومثل ذلك الإختراق الأول من نوعه لحركة إسلاموية على مستوى المنطقة، وعندما جاءت الفترة الديمقراطية الأخيرة مثلت لهم الإرتكاز الثاني، والذي من خلاله تطورت مناشطهم. وفي مرحلة الإنقاذ وصلوا إلى القمة والتي بعدها تم الإنحدار إلى أسفل بأنفسهم وبالمشروع الذي تواتت له فرص التطبيق.
    هذه الحركة الدؤوبة للإسلاميين مكنت الكاتب السوداني محمد جميل أحمد من رصدها ونقدها بمقال رصين نشر بصحيفة الحياة اللندنية بتاريخ (30 مارس 2009)، ولقد عرف الكاتب بجديته في تتبع القضايا السودانية والعربية والإسلامية ومقاربتها بمقالات راتبة ينشرها في الصحيفة بجانب كتاب ومفكرين من العالم العربي، ولعل هذا الصنيع الفكري لجميل من ما يجعلنا مسرورين لقدرته في إقناع صحيفة الحياة بتمايز خطابه ومعرفيته العميقة وتضمنه للعديد من المقولات المحفزة للحوار. وفي ذلك المقال قال جميل إن "البنية الايديولوجية لمفهوم الدولة الاسلامية، التي تهمل في نسقها المغلق الشروط التاريخية والموضوعية للعالم الحديث، وحال التخلف التي تعكس سقفاً واضحاً في الخطابات الايديولوجية للتيارات الفكرية والسياسية المختلفة في المنطقة هي التي كانت السبب في فشل ذلك المشروع.."
    أرى أن أيدلوجيا الإسلام السياسي في نسختها السودانية والإسلامية لا تهمل القراءة التاريخية المحايثة للنص القرآني والآثار التي خلفتها تجربة الإسلام فقط، وإنما قام أيضا على اسس لهدم أية تصورات لتفسير الدين بناء على معطيات علمية، حتى وإن كانت هذه المعطيات تسقط هي نفسها إهمية هذه القراءة التاريخية. ولهذا تستهدف هذه الأيدلوجية الصماء أية دراسة للدين لا تلتزم بمرجعيتها ليس بأسس الحوار وإنما بأسس إنتهازية أداتها العنف والتكفير أو إغتيال الشخصية. وتستهدف أيضا الطرق الصوفية والجماعة الوهابية وبقية الجماعات الدينية التقليدية لكونها إما أدوات للسلطة السياسية التي تقطع الطريق لتسلط التفسير الإسلاموي، أو لأنها أجسام مفسدة داخل المجتمع المفسد دينيا.
    وتستبين مظاهر هذه المصادمة بين الحركة الإسلامية والصوفية التقليدية في أكثر من مظهر على المستوى السوداني وتستبين كذلك على المستوى العربسلاموي في السعودية، برغم أن الإسلام السياسي والوهابية يتبادلان تكفير أية قراءة للنص القرآني وآثاره تتعارض مع نتائج القراءة الأصولية. وتستبين أيضا في مقابل الإسلام الأزهري والذي رؤي أنه بشكل أو بآخر وكيل ديني للمؤسسة السياسية المصرية الرسمية، برغم أن حيثيات قراءته الدينية تتقاطع كثيرا مع الحيثيات التي يتوصل إليها مفكرو الإسلام السياسي فيما خص الموقف من عمل المفكرين المسلمين الذين يدرسون الأثر الإسلامي بناء على مرجعيات علمية حديثة.
    من جانب آخر أن هذه الأيدلوجيا الإسلاموية لا تهمل، في الواقع، ما أسماه الزميل محمد بـ" الشروط التاريخية والموضوعية للعالم الحديث" وذلك لسبب بسيط وهو أنها ليست في وعي يمظهر لها جدوى تلك الأدوات المعرفية التي تحلل هذا الاثر التاريخي، فبسبب الإنغلاق المفهومي الذي دخل فيه الإسلامويون تكون الرؤى الفكرية الجديدة الناقدة لهم مجردة من الأسباب التي تجمعها مع حقيقة الله التي أدركوها وحدهم، ولا يرون مسبقا أن الحوار معها قد يكشف لهم خطأ مناهجهم وتقديراتهم التي يتوصلون إليها.
    ومن جهة أخرى لم تقف تلك الآيدلوجيا بجدية على عمق المناهج الجديدة هذه. وإذا عرفتها لأدركت إهميتها طبعا وإستعانت بها دون إهمال رآه الأستاذ جميل، أو لأصبح تفكير منظري الإسلام السياسي، إذا فهموا مقصد هذه الدراسات العلمية الحديثة، مثل تفكير الساعين بهذه المجهودات المدرسية لموضعة التراث الإسلامي ضمن سياق تاريخي قابل للتأويل، وهو سياق في أصله يعلي من قيمة المتدين بالإسلام ويضع أمامه حقائقه التي يتوصل إليها عبر الدرس كما هي، بل وأنه يخدم غالب المسلمين على حساب الإنتهازية الشبقة للأقلية التي تريد أن تصل بأهداف تفسيراتها إلى اسلمة الدولة والتسلط بها، وهو تسلط يصرف النظر عن المضاعفات الخطيرة التي قد تطبق على حال المسلمين جراء هذه الأسلمة القسرية، ويصرف النظر كذلك عن الصورة المتخلفة التي يبدو عليها فهم المسلمين لدينهم، ولوظيفة الدين بشكل عام. فضلا عن ذلك فإن السلطة الإستبدادية الإسلاموية لا تهتم كثيرا للأثر السلبي الذي ينطبع في أذهان غير المسلمين وهم يشاهدون نموذجا لتفسير ديني متطرف تسقط مبرراته بأي قياس عقلي.
    ولكل هذه الأسباب يستهدف الخطاب الإسلامي الأصولي قراءات نصر حامد أبو زيد أو إجتهادات محمد أركون في إستخدامه للمنهج الأبستملوجي ــ المشكل من جماع المعارف الإنسانية ــ الذي يجوهر الظاهرة الإسلامية بناء على معطيات العلم الحديث وينقيها من الحمولات المجتمعية السالبة. بل أكثر من ذلك إن الخطاب الأصولي يعد هذه القراءات المدرسية للنص القرآني وأثره التاريخي منذ تواتره، مجرد خطرفات علمانية تسعى لهدم أصول الدين، ولا يذهب الخطاب الإسلاموي لعمل مقاربة معرفية، على نسق ذلك البحث المدقق الآخر، لمجادلة هذه القراءات الحديثة وإنما كل ما يسعى إليه بضجيجه الإعلامي هو تكفير هؤلاء الباحثين، ولعل مكتبة الأصولية تخلو من دراسات منهجية إسلاموية موضوعية/مخالفة لما تكرم به أولئك العلماء.
    إلى ذلك فإن تورط الإسلاميين في مقتل محمود محمد طه الذي حاول تأويل النصوص القرآنية بناء على إجتهاد، يقنن إهميته الدين نفسه، يؤكد لنا أنهم حتى الآن لم يستوعبوا المنهجية التي إستخدمها زعيم الحزب الجمهوري وتلاميذه للوصول إلى نتائج جديدة، وبالتالي لا يستطيعون مجادلتها بضبط منهجي وكل ما يستطيعون فعله هو مقابلة الجمهوريين وغيرهم بالسباب والتشكيك في تدينهم أوالإرزاء بهم. ولعل ذلك التورط الإسلاموي في قتل طه يعزز القول إن تطبيقاتهم المأزقية لفكرتهم سبقت وصولهم إلى السلطة.
    من ناحية ثانية وجدنا أن الظروف التي جابهت المفكر نصر حامد أبو زيد من قبل سلطات التفسير الإسلاموي في الأزهر بسبب تأويلاته للنصوص القرآنية يوضح لنا، ليس فقط كره الإسلاميين لهذا النوع من القراءات التي تستجيب للشروط التاريخية وإنما جهلهم بفهم العدة المنهجية التي يستخدمها أركون وأبو زيد وسيد القمني وعبدالله النعيم ولقد لاحظنا كيف أن حركات الإسلام السياسي قد طالبت بإهدار دماء بعض من هؤلاء المفكرين دون أن تملك الحجة لمناقشة أبحاثهم.
    فجهل الإسلاميين بمعرفة المناهج الجديدة إنما يعود إلى الصمدية التي دخلوا فيها عبر التفكير الإسلاموي، وهي صمدية حسمت مسبقا لهم أمر التفكير في وظيفة الدين وكل ما أتصل به من مقدس وغير مقدس. والشئ الذي يكذب هذا الزعم هو توفرنا على مقاربات إسلاموية حديثة للإشتغالات الفكرية التي بذلها أركون والقمني وطه وعلي حرب!.
    ويقول جميل "وكان هناك ذهول عن توقع عقبات وعراقيل تنشأ من تطبيق حكم اسلامي في المنطقة وما يمكن أن يجره من كوارث وفق تلك الحيثيات المركبة للواقع الاجتماعي الاقليمي والدولي، ذهول ظل مهمشاً لأسباب وشعارات ايديولوجية وجدت في الأثر عن الخليفة الراشدي عثمان بن عفان: (إن الله ليزع بالسلطان، ما لا يزع بالقرآن) حجة بالغة، للتعجيل بالحكم الاسلامي وبناء الدولة الاسلامية بناء فوقياً متجاوزاً الحيثيات المنطقية والشرعية"
    إن الاصولية الإسلاموية لا تعبأ بهذه الكوارث التي يتحدث عنها الأستاذ محمد جميل، فهي ذات طبيعة وصولية ولهذا لا يجد حملة معانيها مانعا من أن يجسروا لأهدافها بملايين الموتي وبركام بنى المجتمع ــ البنى التي كانت تتطور بسوالبها وإيجابياتها وتحتاج فقط إلى المزيد من الحرية والديمقراطية ليسفر عن ثمة أفكار سياسية للإصلاح، تلك التي تتوصل إليها قطاعات المجتمع جميعها بالحوار وليس بالقمع او تغذية بيئة التكفير.
    والحقيقة إنه في ظل قناعة العقل الإسلاموي بـ"الكسب" السياسوي الإسلاموي يبقى الحديث عن ضرورة إحتفاظ المجتمع لروابطه القومية والعشائرية ووشائجه الإجتماعية أو المحافظة على أبنية الدولة وتنميتها، أو الكشف عن قيم رسالية للدولة المسلمة، أو تمديد أسس العدل والمساواة، أو تحقيق القضاء العادل، أو توفير مناخ للحرية والتسامح والعلم الخ، ضربا من ضروب التوهم الذي ينتابنا نحن (الموسومين بكل سوء وغرض) من قبل الذين لا يناقشون خطابنا ويفندوا خطله حتى يردونا إلى صوابهم.
    فآيدلوجيا الإسلام السياسي بالأساس قائمة على تفسير نهائي للواقع وهي في حل عن أية تنازل لصمدية فكرية اخرى أو لأي فكر آخر يرى بأفضل من ما ترى. فالذي يهم آيدلوجيا الإسلام السياسي بالأساس هو تدعيم المجال الذي يستطيع فيه تنظيمها السياسي الميكافيلي الإنتصار على الإرادة المجتمعية وإستعبادها قسريا أو ترغيبيا لمقتضى الإستمرار في وضع تنحط فيه قيم الدين والسياسة معا، ويبقى الفرد فيه مشوها عقلانيا ودينيا، حيث لا يتطور في إتجاه وعيه السياسي الذي فيه يبدع، ولا تكفل له هذه الأصولية الجديدة فرصا وأمثلة لتنمية تدينه أو إعادة التفكير فيه بحرية بدافع التيقن أكثر فيه.
    وفي ظروف كهذه لا يهم شكل التطور الذي تضيفه الأصولية الحاكمة لنواحي الأنشطة الإنسانية في الدولة، ولا يهم بعدها إن كانت الدولة قادرة على إرساء قيم ديمقراطية أو عقلانية قابلة للنقد أو الحوار، ولا يهم بعدها أيضا مستوى التردي الإقتصادي أو التعليمي أو التنموي أو خيابة القدرة في الدفاع عن مصالح الجماعة أو إعطاء أمثلة عملية ــ من قبل الإسلاميين ــ لنصوص القرآن التي تتحدث عن قيم الإيثار والسلام والزهد، إلخ. وحتى النقد ــ الإسلامي الطابع أو العلماني ــ الذي يفعل فعله لتبيين هشاشة الدولة المحكومة بالإسلام الأصولي، يجابه بالتسفيه والترهيب مهما إستند على مرجعيات دينية أو إنسانية، ومن ثم يكون الكتاب والنقاد والناشطون في المعارضة، ممن قدروا كشف مساؤي الأصولية وسياساتها وتصورها الإحادي للدين، هدفا مستمرا للإستهداف الشخصي، وتتنوع اشكال الإستهداف وقد تصل ذروتها إلى القتل.
    وإذا كان الفكر الأصولي يقوم أصلا على نفي الآخر فإن أخطاءه التي تسبق وصوله للسلطة، وكذا الأخطاء الجسيمة التي يرتكبها حين يستأسد عليها، دائما ما تجد التبرير بفقه ديني وحين تفشل في ذلك لا تستنكف من الإعتماد على معارف علمانية لتعضيد وجهة النظر المخالفة لقراءات الناقدين لها.
    ولعل ما يعني هذه الأصولية في المقام الأول هو هدم هذه الأنساق المجتمعية السابقة للدولة وإحلالها بأنساق جديدة تحقق للإسلامويين مجالا للعمل والإستئساد على نواحيه بحسب أنهم يرون أنفسهم هم الأقدر على تقعيد اسس الصلاح للدين والمتدينيين، وبحسب أننا ــ على ذمة الظن الأصولي ــ أقل إيمانا وبالتالي يجب سوقنا بالقوة والقهر نحو النموذج الذي تتحقق فيه إنسانيتنا السوية.!
    ويقول الأستاذ محمد جميل مقالته بقوله إن "أهم ما كشفت عنه التطبيقات الايديولوجية لمفهوم الشريعة والحكم الاسلامي عبر الانقلابات العسكرية والسياسية، في واقعنا المعاصر هو: أن مشكلة المسلمين في الحقيقة ليست مع ربهم أو مع دينهم، وإنما مع فهمهم الايديولوجي والمتخلف للدين.."
    والحقيقة أن مآزق التطبيقات الآيدلوجية للإسلاميين إنما بدت في واقع السودان قبل وصولهم إلى السلطة، وتبدو أيضا الآن على مستوى جماعات الإسلام السياسي التي لم تصل للسلطة في أندونيسا والجزائر وباكستان وأفغانستان والصومال ومصر إلخ.
    وتمثلت هذه التطبيقات في شكل العنف الذي دشن به الإسلامويون بعض برامجهم، وهو عنف يتناقض مع جوهر الدين، وتمثلت في غياب الإستقامة في الحراك السياسي والإقتصادي والإعلامي. فالفرد الإسلاموي يعلي من المكسب السياسي لتنظيمه على حساب ضرورة بذر أمثلة قيمية من الإسلام. ولهذا أعتمد الإسلاميون على منهج براغماتي يتصادم مع قيم الدين فضلا عن ذلك فإن هذه الحركات الإسلاموية لا تعترف بقيم الآخر المسلم أو غير المسلم أو الحوار والدعوة بالحسنى وبالتالي ظلت الإستقامة المطلوبة في تلك الحراكات أثرا بعد عين.
    الاستاذ محمد جميل أحمد في مقاله الموحي عن أزمة الدولة الإسلامية في السودان يصل للقول إن "موضوع الدولة الاسلامية الآن وفي هذا الواقع المعقد للعالم الحديث وموازين القوى الدولية والمعرفية والتكنولوجية فيه، هو قضية جدلية افتراضية بامتياز أي قضية سابقة لأوانها، فالحروب الأهلية التي نشأت عن قيام دولة طالبان، والمحاكم الاسلامية في الصومال وحماس في فلسطين، كل ذلك لا بد أن يحيل الى مراجعات جادة في ذلك المفهوم."
    للأسف الشديد أن هذا المتوفر من التجارب الإسلامية التي إستند عليها الاستاذ جميل، كسبب يرجح إهمية مراجعة الإسلاميين لفكرة الدولة الإسلامية التي يتصورونها، لا يلزم دعاة الإسلام السياسي للإعتبار وإعادة الإعتبار للإعتبار.
    فالتفسير الجاهز عندهم هو أن كل ما أعترض هذه المشاريع الإسلاموية الخاسرة هو التآمر الخارجي. ولا يذهبون أبعد من ذلك ليتفحصوا التكتيك السياسي المتبع الذي أدى إلى فشل تلك المشاريع، أو معرفة طبيعة فرص النجاح أو الفشل المتوفرة عند الخطو لإنجاز الدولة الإسلامية المتخيلة.
    ولعل تجربة هذه الدولة في السودان تنهض دليلا على أن المتحصل من مراجعة المفكرين لتراث الإسلاموية دائما ما يقابل بالرفض ويتم التعتيم عليها، لكونها تضع الفكرة من اساسها في موضع التشكيك في جدواها، بل وتضع المسؤولين عنها في موضع المساءلة والمحاكمة إذا كان هناك قضاء عادلا ونزيها، نتيجة للضرر الذي حاق بالمجتمع والدولة والفرد من خلال الحرث العنيف لتعبيد الطريق نحو إنتصار الغسلاموية.
    على أن منجز التجربة الأصولية الإسلامية لم يكشف بعد عن هذه الاسس للمحاسبة المجتمعية، والسبب يعود إلى أنها لاتعترف بسلطة المجتمع ومصلحته قدر إعترافها بسلطة النص، وإذا كانت الاصولية الاسلاموية تولي قدرا من حراكها النشط لإعطاء أمثلة في كيفية نقد تجاربها، نقدا جادا ومسؤولا وملموسا لما إنتهت إلى هذه التجارب النيئة في إدارة مؤسسات الحكم أو المعارضة، ولما كلفت مواطنيها كل هذا الرهق.
    إن تجارب طالبان والمحاكم الإسلامية في الصومال وسياسة حماس الحكومية، آنذاك، بالإضافة إلى تجربة السودان والمعارضة الإسلاموية الجزائرية ومجهودات الإسلاميين حول العالم، للتصادم معه كعدو، لا تعدو إلا أن تكون ملمحا من ملامح أزمة الخطاب الاصولي، والذي لا ينمي ذاته بالنقد الملحمي بل هو خصم لدود له، سواء جاء من داخله أو خارجه. والسؤال هو كيف يسهم إنغلاق الفكر في إنفتاحه؟!


    نقلا عن (الأحداث)

    (عدل بواسطة صلاح شعيب on 04-07-2009, 06:05 PM)
    (عدل بواسطة صلاح شعيب on 04-07-2009, 06:41 PM)

                  

04-07-2009, 08:57 PM

مجدي كنة
<aمجدي كنة
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال جدير بالقراءة لعضو المنبر محمد جميل في صحيفة الحياة اللندنية (Re: صلاح شعيب)

    شكرا جميلا ... استاذ جميل ...وشكرا اجمل استاذ صلاح علي هذه المحاضرة الفكرية
    لعثرات هذا الوطن الغابر في هذا الزمن البركاني...حقا تؤكدون ان لبعانخي احفاد يزرعون الشوك وردا
                  

04-08-2009, 04:19 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال جدير بالقراءة لعضو المنبر محمد جميل في صحيفة الحياة اللندنية (Re: صلاح شعيب)


    عزيزي صلاح شعيب ... تحياتي
    شكرا على إرسال المقال وعلى نشره هنا في هذا المنبر ، كما في صحيفة الأحداث ، وصحيفة سودانايل الإلكترونية . كما أشكرك على حسن ظنك الجميل بما أكتب وتثمينك له، وفيما كنت مشغولا بكتابة الملاحظات لأرسلها لك ، رأيت أنه ربما كان في نشرها هنا بعد نشرك للمقال ، تعميما للفائدة
    بداية لابد من الاعتراف أن الخوض في هذا الموضوع خصوصا في واقعنا السوداني يحتاج إلى الكثير من تدوير زوايا النظر في هذا المفهوم (مفهوم الدولة الإسلامية) لا بحسبانه أطروحة نظرية كما يمكن أن تكون كذلك لدى البعض ، وإنما من واقع كوننا شعبا وقع ضحية هذا المفهوم المؤدلج ومفاعيله التي حولت السودان الآن إلى مايشبه المسخ تماما . فضلا عن الآثار المادية التي نجمت عنه في حياة الناس وماصاحبها من كوارث وحروب وهجرة ... ألخ .

    1 ـ إن الشروط التاريخية والموضوعية للعالم الحديث التي ذكرتها تعني الوسائل التي تؤدي تحديدا إلى فهم هذا العالم ضمن القوانين التي تحكمه من داخل بنيته ومكوناته التي تشترط معرفة الصيرورات التي أدت إلى وجوده كحقيقة صلبة . هذا العالم شكلته الحداثة التي ظهرت في أوربا قبل 400 سنة ، وبالتالي شكلت نظم الإدراك ووسائلها التي يتمثلها كل سكان هذا العالم بمافيهم المسلمون طبعا . أي أن ما نحسبه بديهيات هذه الحياة الحديثة التي نعيش فيها هي بالضرورة ليست كذلك . فبديهيات من قبيل : الدولة ـ البرلمان ـ الجيش ـ الشرطة ـ المدرسة ـ الجامعة ـ الدستور ـ وحتى العلم والنشيد الوطني ... ألخ هذه كلها ليست من إبداع المفهوم التقليدي للإسلام الذي توقف عن فاعليته في العالم قبل أكثر من 6 قرون . وبالتالي فإن تلك الشروط التاريخية والموضوعية : كالمعرفة والحرية ، والنظام ، والثورة ـ بمفهومها المعرفي ـ هي التي تتيح معرفة هذا العالم كما هو في الحقيقة والواقع ، لا كما تتخيله تمثلات الآيدلوجيا الإسلاموية . وأي رؤية خارج هذه الشروط هي بالضرورة رؤية عبثية وطوباوية ، وبالتالي ستكون أيضا رؤية متعالية عن العالم ومن خارجه ، وهي في هذه الحالة الطوباوية ستؤدي إلى كوارث عظيمة دون أن يرف لها جفن ، مثل مافعلته القاعدة في نيو يورك غدا الحادي عشر من سبتمبر 2001 أو مافعلته وتفعله حركات الإسلام السياسي .

    2 ـ إن طبيعة الفهم الأصولي للإسلام هي طبيعة انشقاقية أي أنها تنتج باستمرار انشقاقات داخل التنظيمات حتى قبل أن تصل إلى السلطة ، ناهيك في حالة الوصول إليها ، فطبيعة السلطة وقوانينها هنا ستكون أشد شراسة في تعزيز ذلك الفهم الإنشقاقي لدى الجماعات الإسلاموية . والانشقاقات التي صاحبت تلك الحركات عندما تسنمت السلطة هي الدليل الوافي على ذلك . فضلا عن التناقض الشديد الذي ينشأ من اصطدام ذلك الفهم الأصولي للدولة حين يواجه التعقيدات المركبة للعالم الحديث حتى لو افترضنا عدم وجود خاصية الانشقاق ـ وهذا مستحيل ـ التي تنبع أساسا من البنية الآيدلوجية في ذلك الفهم الأصولي للإسلام . ولعل في آخر الجماعات التي انشقت على الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ احمد خير دليل على ذلك .

    3 ـ ثمة سؤال أساس هنا وهو هل هذه الخاصية الانشقاقية في تصورات الفهم الأصولي هي خاصية من الخواص الطبيعية لفهم الإسلام أصلا ؟ : أي ما إذا كان العنف موضوعة بنيوية في الإسلام أم لا؟
    بالطبع لا يمكننا استنتاج إجابات من مجرد ورود بعض الآيات المجتزأة من سياقاتها كدليل على العنف ، بل من خلال قراءات موضوعية ضمن قواعد علم النص وتطبيقاته في دلالة تلك الآيات بمجموعها على موضوعة العنف ، فقد وردت آيات أخرى في التسامح والحرية وقبول الآخر والدعوة إلى السلم والحوار والجدال باللتي هي أحسن . وهو ما سينحو بدلالة قطعية على أن العنف ليس بنيويا في النصوص المؤسسة للإسلام . بل أن هناك مساهمات جادة ورائدة في الفكر الإسلامي المعاصر نشطت في مواجهة موضوعة العنف لدى الجماعات الإسلاموية في زمن مبكر ؛ مثل كتاب :(مذهب ابن آدم الأول) حول أطروحة اللاعنف في العمل الإسلامي للمفكر الإسلامي السوري " جودت سعيد " (منذ ستينيات القرن الماضي) التي اتخذت من الآية القرآنية على لسان ابن آدم الأول لأخيه الواردة في القرآن : (لئن بسطت يدك إلى لتقتلنى ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك) مشروعا حركيا كاملا لفكرة اللاعنف في العمل الإسلامي وكذلك كتابات تلميذه المفكر خالص جلبي (الذي كان مقيما لسنوات طويلة في ألمانيا) . لكنها للأسف ظلت محاولات جنينية مسكوتا عنها حتى من طرف الحركات الاسلامية ناهيك عن غيرها
    وهكذا سنجد أنفسنا إزاء قضية معرفية وليست آيدلوجية ، وأن مايفيض من تأويلات العنف في وعي الجماعات الإسلامية يتصل بأسباب كثيرة أولها بالطبع سقف التخلف الذي يعشش في هذه المنطقة (العالم العربي والاسلامي) وثانيها في القمع الذي وقع على بعض الجماعات الاسلامية من طرف الدولة القمعية العربية ، كما أن للواقع الاستعماري وإكراهاته وفي علاقات العنف التي صاحبت دخول الاستعمار وماارتبط به من حداثة لا شك لعب دورا في تغذية آيدلوجيا العنف لدى فهم جماعات الإسلام السياسي .

    4 ـ بما أن الآيدلوجيا مفهوم نسقي مغلق ، وليس من وحدات التفكير العقلي للمعرفة فإن نسقيته تلك تمنع باستمرار من فكرة قبول الانفتاح في احتمالات أخرى لنتائج المعرفة حول الواقع وبالتالي خيارات أخرى تمليها الرؤية العقلية الموضوعية لمعطيات الواقع وقوانينه . فالآيدلوجيا ليست نتاجا من معطيات التفكير العقلي الموضوعي بل هي إسقاطات تنشأ من ردود فعل تمثلات الجماهير في تصورات القادة أي تقع خارج وحدات التفكير العقلي الموضوعي ، وكإنعكاس مشوه للأفكار وهنا سنجد أن نصيب التيارات والأحزاب الفكرية المختلفة علمانية ـ شيوعية ـ قومية ـ لبرالية ـ اسلامية هو نصيب مشترك ينهل من بنية التخلف الذي يعشش في أنماط التفكير في هذه المنطقة .

    هذه نقاط أحببت أن أكتبها كملاحظات في هذا الموضوع وأتمنى أن اعود إليها مرة أخرى بتفصيل اكثر
    مودتي
    محمد جميل
                  

04-12-2009, 02:42 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال جدير بالقراءة لعضو المنبر محمد جميل في صحيفة الحياة اللندنية (Re: محمد جميل أحمد)

    *
                  

04-14-2009, 02:02 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال جدير بالقراءة لعضو المنبر محمد جميل في صحيفة الحياة اللندنية (Re: محمد جميل أحمد)

    فوق إلى حين عودة الصديق صلاح شعيب
                  

04-14-2009, 03:07 PM

Muna Abdelhafeez

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 138

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال جدير بالقراءة لعضو المنبر محمد جميل في صحيفة الحياة اللندنية (Re: محمد جميل أحمد)

    شكرا صلاح شعيب شكرا محمد جميل لهذه المساحة من النقاش الفكري:


    كتب محمد جميل في مقاله المنشرور في صحيفة الحياة اللندنية:

    Quote: ولعل في اسم «جبهة الميثاق الاسلامي» الذي أطلقته الحركة الاسلامية السودانية على نفسها خلال عقد الستينات، من ناحية، وفي طبيعة أطروحة الدكتوراه الجامعية في (السوربون) لحسن الترابي التي تحمل عنواناً عميق الدلالة:

    «سلطات الطوارئ في القوانين الأنكلو ساكسونية والفرنسية - دراسة في القانون المقارن» - بحسب ترجمة نجاة محمد علي - من ناحية أخرى، ما يحيل على الكثير من التفسيرات السببية في انصراف رغبة تلك القيادة عن الانتباه الى الحيثيات النظرية والحجاجية الشرعية، بخصوص أسلوب تغيير نظام الحكم، والأزمة التي يمكن أن تنشأ من قيام دولة اسلامية في واقع اجتماعي ودولي شديد التعقيد مما قد يدفع باتجاهات يمكن أن تكون سبباً، ليس في فشل مشروع الدولة الاسلامية فحسب، بل وفي تدمير النسيج الاجتماعي والبنى الكيانية للدولة الوطنية نفسها، عبر تلك التطبيقات الفوقية للحدود وما ينتج عنها من حروب أهلية وكوارث وأزمات وتمييز وهجرة... الخ. وهذا ما حدث بالضبط.


    وددت لو تم تفكييك العلاقة بين الواقع الاجتماعي وتعقيده ونشاة الدولة الاسلامية المزعمة وصولا للنتائج المذكورة من تدمير للنسيج الاجتماعي وحتى بلوغ الحروب الاهلية..

    معزتي
    منى عبد الحفيظ
                  

04-15-2009, 07:24 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال جدير بالقراءة لعضو المنبر محمد جميل في صحيفة الحياة اللندنية (Re: Muna Abdelhafeez)

    العزيزة منى عبد الحفيظ . تحياتي
    تفكيك العلاقة بين الواقع الاجتماعي وتعقيداته من جهة ، وبين نشأة الدولة الإسلامية من جهة أخرى أمر يطول الخوض فيه ، ولكن لابأس من بعض الإشارات .
    * الواقع الاجتماعي يعكس تصورات مختلة للمجتمع أو فلنقل تقليدية ، أي أنها تصورات لا تملك وعيا عميقا بالحداثة ، ولا تملك وعيا عميقا بالمعنى الذي يضمن تأسيس قيام دولة إسلامية . الحداثة هي التي تجسد بنية العلاقات الشكلية لمجتمعاتنا التقليدية ، فيما تجسد التصورات الآيدلوجية للإسلام فهوما تأويلية له . علاقات القوة ، والمعرفة والعلاقات الدولية ، ومفاهيم الحريات والعلوم الطبيعية والإنسانية والكثير من أشكال الدولة الحديثة هي التي تحدد تصورات الناس ـ ولو بصورة مؤدلجة ـ للتقدم الذي أنجزته الحداثة في واقعنا ولأكثر من أربعة قرون . هذه البنية العميقة والمركبة لتلك المجتمعات حيال العصر الحديث ، كلها ستكون عقبة مانعة من أي محاولة لإقامة دولة إسلامية بالقوة والعنف والإنقلابات ، هذه حقيقة . وعلى ضوء هذه الحقيقة . أي دعوة عقلانية للدولة الإسلامية لابد أن تكون برضى الناس وقناعاتهم في البلد الذي يعيشون فيه من ناحية ، وبصورة تجعل من تلك الدولة قادرة على التعايش مع النظام العالمي الذي تقوم بنيته الحديثة على علاقات القوة والمعرفة والقوانين الدولية . وكل من يتأمل في فكرة إنشاء دولة إسلامية الآن وفي هذا الواقع ـ بعيدا عن استصحاب تلك الحيثيات والموانع في وعيه ـ سيدرك فشلها ، أولا بسبب تخلف المسلمين ، وافتقادهم لأسباب الوعي والقوة كالعلم والمعرفة والحرية والتظيم و القيم الحديثة كقيم المواطنة وحقوق الإنسان وغير ذلك . وبما أن كل هذا ليس متوفرا في واقع المسلمين اليوم ، لاسيما لدى الذين يرفعون شعارات الدولة الإسلامية كبرنامج سياسي وانتخابي ـ كجماعات الإسلام السياسي ـ فإن النتيجة لقيام أي دولة إسلامية عبر ذلك البرنامج سواء أكانت الانقلابات والعنف ، وحتى عبر الانتخابات ـ ضمن شروط هذا الواقع ـ ستكون سببا لإنتاج تلك الآثار المذكورة من تفكيك النسيج الاجتماعي وتدمير السلم الأهلي والتمييز والهجرة . كل ذلك ليس لأن مجرد الولة الإسلامية مفهوما غير قابل للإدراك ولو بصورة مجردة ، بل لأن الواقع المتخلف الذي يعيشه المسلمون في كل نواحي حياتهم سيكون أول عائق في سبيل قيام دولة إسلامية في مثل تلك الظروف .فضلا عن الواقع الإقليمي والدولي . وسيكون الصراع بين المسلمين أنفسهم قبل صراعهم مع أي عدو أجنبي . والنماذج التي تتوافر اليوم من أشكال الدولة الإسلامية في صيغتها الكاريكوتورية مثل السودان ، وأفغانستان في عهد طالبان ودولة حماس في غزة هي خير دليل على ما نقول . أما نموذج إيران وتركيا فهما نموذجان يحملان إشكالات حول المفهوم ، ولكنهما يحتاجان لنقاش آخر .
    مودتي
    محمد جميل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de