سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 09:08 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-09-2009, 12:31 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي

                  

03-09-2009, 12:35 PM

Muna Khugali
<aMuna Khugali
تاريخ التسجيل: 11-27-2004
مجموع المشاركات: 22503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    مش لما تحكي انت الأول؟؟


    كيفينك؟
                  

03-09-2009, 01:02 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: Muna Khugali)

    يا سلام عليك منى
    انتي دي
    والله مشتاقنك عديل كده (وفرحانين بظهورك هنا)

    Quote: مش لما تحكي انت الأول؟؟

    تعرفي بكون خليت ليها الورقة الاولى
    عشان تبداء فيها
    وتحرضها للدخول في الغريق عندها
    (باقي هي زولة حكايه لمن غلط ،، وفايت حد الحبوبات في طعامة حكيها
    ويقال-تحت تحت- انها صنعة حكاية، او حجوة سودانيه )

    باهرني حكيها خالص
    عشان بفتش عليها كان تجي (وافتح ليها في البوستات) ،، ارفعي يداك بالدعاء يامنى
    لجيتها السريعة وبدء الحكايه ..



    وكل مولد وعيد نسوان انتي كويسة يا منى ..
                  

03-10-2009, 01:23 PM

Muna Khugali
<aMuna Khugali
تاريخ التسجيل: 11-27-2004
مجموع المشاركات: 22503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    Quote: يا سلام عليك منى
    انتي دي
    والله مشتاقنك عديل كده (وفرحانين بظهورك هنا)


    والله يعلم انا فرحت كيف لما لقيتك فاتح بوست..
    اصله الواحد فتر يجي ما يلقي زول..
    ولا يلقي زول وباقي "الزولات" مافي..

    وده غير انا مشتاقه لكتابتك وحكيك..

    انت الحاصل في الدنيا شنو؟؟
    ليه بقينا ما نقدر نحكي بمزاج؟؟
    ليه بقينا نعد الغلط وما نحب بعض؟؟
    ماعلينا!
    ..........
    ..........

    كان يا مكان في قديم الزمان..
    شعب كبير ممكن نسميهم شعوب تسكن رقعه كبيره في افريقيا..
    في ناس قالوا شمال افريقيا..
    وفي ناس قالوا لأ في شرقها..
    لكن كتير من الناس كانوا عارفين انهم في قلبها..
    كان عندهم لغات محليه مع اللغه العربيه..
    وعندهم أديان افريقيه مع الأديان السماويه..
    كانوا حلوين..نسائهم اسمهم فاطمه السمحه..ماري السمحه
    ورجالهم محمد الشهم وجون الشهم..
    لكن...

    ............
    ............

    ولا صحيح انت قلت سلمي..
    يللا يا سلومه تعالي أحكي..
                  

03-12-2009, 01:44 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: Muna Khugali)

    منى
    ازيك والله العظيم
    تعرفي والله العظيم يا دوب شفت ردك ده

    Quote: انت الحاصل في الدنيا شنو؟؟

    هو الحاصل شنو؟؟؟؟؟؟؟
    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟


    والله ما عارف
    لكن مشتاق للحكي وبس
    تصدقي ولا لا؟
    تعالي احكي ساي قبل ما القمر ده يرحل
                  

03-09-2009, 02:15 PM

عمر الفاروق
<aعمر الفاروق
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 9669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: Muna Khugali)

    بي الطريقة دي سلمى لو عايزة تحكي الا تقوم تعمل ليها بوست تسميهو :
    تعال يا فيصل عباس احكي...!!!
                  

03-09-2009, 12:45 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    كان
    يا
    ما كان











    في قديم الوقت وسابق الزمان
                  

03-09-2009, 12:45 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    كان
    يا
    ما كان











    في قديم الوقت وسابق الزمان
                  

03-09-2009, 01:07 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    كان محمد الشاطر يسكن مع اخته فاطمه في الخلاء بعيدا عن الناس وكان يخرج في اول الصباح قبل الدجاج ويصطاد ويحضر ما اصطاده في منتصف النهار فيتغديان من واخته ، ثم يرجع بعد الغداء ويصطاد وياتي بهزيع من الليل فيتعشى ثم يرجع فيصطاد ثم ياتي قبل الفجر فينام قليلا ويفعل في اليوم التالي ما كان يفعلة من قبل .
    وكان اذا جاء محمد في الليل للعشاء يقف امام البيت الذي فيه اخته فاطمة فيقول
    فاطمه يا فاطمه
    افتحي لي الباب
    لمحمد الارباب
    يعشيك ويغديك
    ويساري الليل يخليك
                  

03-09-2009, 01:09 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    وكان قريبا من مكان محمد واخته غول فظيع شرير فاراد ان ياكل اما محمدا واما اخته فاطمه وسمع مايقوله محمد لاخته فاطمه عند الباب
    فجعل ياتي كل كل عشاء ويطرق الباب ويقول بصوته الغليظ المنكر الكريه
    فوطنه يو فوطنه
    افتحي البوب
    لمحومد الاربوب
    عشيك ويغديك
    ويسوري الليل يخليك
    فاذا سمعت فاطمه صوته الكريه صاحت فيه من وراء الباب
    فوت حسك حس حمار
    وحس محمد اخوي جرسا نقار
                  

03-09-2009, 01:11 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    فيفوت الغول وهو مغيظ محنق وياتي في اليوم التالي ويصيح امام الباب

    فوطنه يو فوطنه
    افتحي البوب
    لمحومد الاربوب
    يعشيك وبغدبك
    ويساري الليل يخليك
    وتجيبه فاطمه
    فةت حسك حس حمار
    حس محمد اخوي جرسا نقار
    ولما ايقن الغول ان فاطمه لن تفتح له الباب ما دام صوته غليظا وكريها ذهب الي الحداد فقال له
    هم هم يا حداد
    هم هم يا حداد
    يا تطرق لي حسي يا آكلك
    وقال الحداد للغول : بطرق ليك حسك لاكين اوعك اكان لقيت ليك خنفسان ولا حشرة تاكلها
    وطرق الحداد صوت الغول حتى صار مثل الجرس النقار وذهب الغول فكمن قريبا من بيت فاطمة وبينما هو كامن مرت خنفساء كبيرة فاعجبته وسال لعابه فلم يتمالك نفسه حتى امسك يها وقرشها
    ولما جاء اليل ذهب الي منزل فاطمة وقال
    فوطنه يا فوطنه
    افتحي البوب
    لمحومد الاربوب
    يعشيك ويغديك
    ويسوري الليل يخليك

    وعرفت فاطمه انه الغول فقالت له
    فوت حسك حس حمار
    وحس محمد اخوي جرسا نقار
                  

03-09-2009, 01:14 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    وغضب الغول جدا وذهب من الصبح للحداد وقال له انت غشيتني وانا جيت آكلك
    فقال له الحداد ((انا ما غشيتك ، لازم انت اكلت خنفسان والا حشرة من الحشرات )) ونضحك الغول لانه عرف ان الحداد صادق وطرق له الحداد صوته ونصحه بان لا ياكل حشرة ومضى الفول فكمن قريبا من بيت فاطمه وبينما هو كامن راى ضبا كبيرا فسال لعابه واكله ورجع صوته غليظا كما كان ولما ذهب الي بيت فاطمه عرفت انه الغول ولم تفتح له الباب
    وغضب الغول غاية الغضب وذهب في الصباح الي الحداد ولامه الحداد على انه اكل ضبا وقال له
    انا ما بطرق اكان كل يوم انت تمشئ تاكل الحشرات
    وصاح الغول في وجه الحداد (( طرق حسي والا باكلك))
    وخاف الحداد وطرق صوت الغول ومشى الغول في الصحراء طول النهار ولم يرى حشرة وجاء في اول الليل وكمن قريبا من بيت فاطمه وجاءت خنفساء كبيرة مارة بالقرب منه فسال لعابه من اجلهاومد يده ليقتلها ولكنه تذكر ما سيحدث لصوته فداسها برجله وخلطها بالتراب ومر ضب كبير فجرى لعابه طمعا فيه ولكنه تذكر نصيحة الحداد فذهب بعيدا حتي لا ترى عينه الضب وفي نصف الليل وقف امام بيت فاطمة وطرق الباب بصوت لطيف
    فاطمه يا فاطمه
    افتحي الباب
    لمحمد الارباب
    يعشيك ويغديك
    ويساري الليل يخليك
    ولم تشك فاطمه انه اخوها ففتحت الباب فهجم الغول الي الداخل وامسك بيدها وقال لها
    انا الغول الجلجول
    اكلك ولا اكل اخوك
    وبكت فاطمة وقالت له
    يا عمي الغول الجلجول
    اكل محمد اخوي



    يتبع ...>
                  

03-09-2009, 01:16 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    ثم قالت له ادسى في الزير ومحمد وقت يجي قوم عليهو واكلة
    واندس الغول في الزير وجاء محمد وطرق الباب
    فاطمه يا فاطمه
    افتحي الباب لمحمد الارباب
    يغديك ويعشيك ويساري الليل يخليك
    ولما فتحت له الباب قال لها ((اني عطشان )) فاشارت الي الزير فاخذ محمد القرعه واراد ان يشرب فامسك به الغول وقال له
    هم فيك انا جيت اكلك
    ونظر محمد الي فاطمه اخته وقال
    كدى يا فاطمه تخونيني
    وراى محمد ان الغول قوي ومخيف فقال له يابا الغول خلني اقول كلمة ولا كلمتين
    ورضي الغول بذلك وامسك شديدا بيد محمد فجعل محمد يصيح باعلى صوت له وهو يبكي
    عرديب ،،ساسو،، نمرة
    الليلة سيدكن اكلوة
    وكانت عرديب ، وساسو ، ونمرة هن كلابه التي يصطاد بها فلم تجبه فصاح مرة اخرى
    عرديب ،، ساسو ،، نمرة
    قطاعة السلاسل
    الليله سيدكن اكلوه

    ولم تجبه الكلاب فصاح للمرة الثالثه


    يتبع ...>
                  

03-09-2009, 01:17 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    عرديب ،، ساسو ،، نمره
    قطاعة السبع سلاسل
    الليله سيدكن اكلوه
    وما ان اتم كلامه حتى جاءت الكلاب تصيح هو هو هو امام البيت ودخلن فيه وهني تنبح وتصيح وكل كلبه منها كانها البقرة في حجمها
    فقال لها
    (هم في الغول ، وما تخلن فيه علا عصب الطنبور) وهجمت الكلاب على الغول ولم تترك فيه الا عصب الطنبور
    ثم قال للكلاب
    (هم في فاطمه وما تخلن فيها علا عصب الطنبور) وهجمت الكلاب فاطمه فلم تترك فيها الا عصب الطنبور
    وجاءت حدأة تتفرج فقال محمد للكلاب
    (( هم في الحديا وما تخلن فيها علا عصب الطنبور )) وهجمت الكلاب على الحدأة فلم تترك بها الا عصب الطنبور ، وجمع العصبات الثلاثةفعمل منها ربابا وكان يضرب عليه في الصباح والمساء
    فتقول عصبة الغول
    جابتني الكتلة الشديده
    كنت احسبه لغف مديده
    وتقول عصبة فاطمه
    يا محمد شن سويت؟
    انت قلت لي احرسي البيت
    وتقول عصبه الحدأة
    جيت اتفرج فرجوني
    قطعوا رويسي وحيروني

    وعاش محمد مع كلابه الي ان جاء هادم اللذاتوهازم المسرات ......
                  

03-09-2009, 01:26 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    والغول
    والناس
    والكائنات
    ورجال الأمن
    والطائرات
    وغبار الحياة
    وعمال المدن
    كلات المواني
    الغبش التعاني




    يا فيصل روق بالله
                  

03-09-2009, 02:13 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: خضر حسين خليل)

    كان يا ما كان فى سالف العصر والاوان
    كان فى بت اسمها وردة
    وردة كانت يتيمة امها ماتت وخلتها صغيرة
    قام ابوها عرس وجاب مرتو تسكن فى البيت مع وردة
    زوجة ابوها كان عندها بت كسلانة وشينة
    وردة كانت سمحة ونشيطة
    كل يوم تغسل العدة وتنضف البيت وتمشى البحر تجيب الموية
    كل يوم على الحال دا
    يوم لاقت ليها مرة عجوزة جنب البحر
    العجوز قالت لوردة
    ـ يا بنية ادينى موية اشرب
    ومرة ابوها ما بتديها حاجة تشرب بيها كان عطشت
    وردة بفت تسقى العجوز بكفيها
    لمن تروى
    المرة التانية برضو لاقتها وبرضو وردة سقتها بكفيها
    يلا لمن شربت المرة التانية
    قالت لوردة غطى عيونك
    وردة غطت عيونا
    قالت ليها فتحى يلا
    فتحت وردة عيونا
    لقت روحا مكسية دهب والماظ وجواهر
    ما فرحت وردة لانها كانت خايفة وشالت الموية ومشت البيت
    مرة ابوها لمن شافتا سالتا
    ـ جبتى الدهب من وين يا رودة ؟جبتى الالماظ من وين يا وردة ؟
    قامت وردة حكت لمرة ابوها
    لكن مرة ابوها عشان شريرة قامت حاولت تطلع الدهب من جلد وردة
    الحاجات ابت تمرق
    قالت لبتها الكسلانة الشينة
    ـ باكر تمشى تجيبى الموية انتى
    البت مشت وجاتا العجوز وقالت لها ادينى اشرب
    لكنها ابت تديها تشرب زى وردة
    بس، العجوز قالت ليها غمدى عيونك
    يلا لمن فتحت عيونالقت روحا ملانة قراد وحشرات
    بكت وجرت
    امها لمن شافتها قعدت تبكى وحاولت تطلع القراد
    لمن ما قدرت قامت طردت وردة
    وردة قعدت فى خشم الباب جا الامير ماشى لقى بت سمحة بتبكى
    سالها ، حكت ليهو الحكاية
    قام شالا فى حصانو ومشى بيها قصرو
    فى القصر قال لابوه دى عروسى
    يلا وردة قامت زعلت لانه ابوها ومرة ابوها واختها ما حيكونو معاها
    قعدت تبكى
    لمن عرف الامير الحكاية قام جاب اهل وردة وجاب العجوز عشان تخلص البت الشريرة من الحاجات الكعبة الكانت فيها
    وعاشوا فى ثبات ونبات

                  

03-09-2009, 02:59 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: خضر حسين خليل)

    عارف يا خضر
    لمن قريت تعالى احكى دى
    كنت قايلة القصة ونست الله والرسول
    امانه ما عندنا حكاوى يا العشا
    الا لقيتو ود عباس راصى لى حكاية فاطنة واخوها
    عارف
    زمان كان عندنا زولة خالتنا اسمها مريم بت عبد الحليم لكن
    بنقول مريم بت زينب بت محمودالماذون بتجى من الضعين
    زوجها الله يرحمو عمنا مادبو ناظر الرزيقات
    وهى زاتها الله يرحما
    اها "القصة مش حكى "
    عندها زولة بتجى معاها طوالى اسمها زينباية
    زينباية دى بت شابة وسمحة اللون دا الا كان الكحل
    العيون واسعات القامة طويلة والشعر طويل
    حكاية عندها حكايات لا سمعت بيهن ولا قريتن الا عندها
    قالت زنوبة
    اقعدو فى الوطة وقعدت هى فى البنبر
    واترصينا حواليها
    كان ياما كان
    كان فى مرة فى الضعين عندها ولد واحد
    ولد سمح خلاس الا كان عندو اضان دحش
    وسموه رفاقتو اضان دحش
    يمرق يلعب معاهن كل يوم وبجى صادى
    امه تسوى الاكل يجى ياكل وينوم
    لمن كبر شوية يوم جا راجع البيت زعلان كيف الزعل ما يكون
    ضرب الباب ضربة شديدة ،اول مرة يسوى زى دا
    امه جاتو
    ـ وليد حشاى مالكا؟
    ـ يمة ، انا ابوى منو ؟
    صن المرة سكتت ودنقرت
    تانى سالها
    ـ ورينى ابوى وينو ؟
    قالت
    ـ وكتين كنت حامل بيك كان ابوك وانا ماشين فى الخلا طلع لينا اسد مانع اكل ابوك جت انا طلعت فوق الشدرة
    ما شافنى ووكتين مشى نزلت وحمارى كان عار ساعة الاسد هجم علينا
    جانى صادى ركبت وبقيت ماشه وين ؟مانى خابرة ، وصلت البلد دى ، دى ماها بلدنا
    فى الدرب عطشت وما لقيت موية نشربا وكتين الحمار يبول ابنشرب بولو
    ووكتين ولدتك كان عندك ترا اضان الدحش دى
    ـ ابوى كتل وين يمه ؟
    ـ محلا بعيد من هنا
    ـ ورينى ياهو
    ـ الزمن طال يا عشاى
    ـ انى براى بنمشو ونعرفو ان بقيتى كضبتى على تانى ابتشوفينى
    ومرق اضان دحش وتانى ما جا
    الام بقت تبكى ليل نهار لمن عمت وماتت بالحسرة
    واضان دحش تانى مافى زولا سمع بيهو
                  

03-10-2009, 09:54 AM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: خضر حسين خليل)

    خضرنا الجميل
    كيفك ياخ
    الشوق واضافاته

    Quote: يا فيصل روق بالله

    ح اعمل كده بس خليني
    النكمل ليك حكاوي سلمى الما بتكمل
    ياخي والله الزول دي حكايه جنس حكي
    ما بعرفها بتجيب النضم من وين


    قلنا احسن نغوص جواها ونكمل حديثها اسع لانها لو خرفت
    الله يكون في العون وبس
    مع اني بكون شايف الخرف المبكر قاعد جنبها
    لكن اتعلق فيها ولا لسع ما ني عارف
    بس
    تعالي انت احكي وسلم لي البزنجان وكده
    ولو كمان ما داير تحكي
    خليك قريب من هنا عشان تنقش حاجه وكده ..
                  

03-09-2009, 02:02 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    سلمى
    كانت هذة الحكاية تمثل واحدة من اهازيج حجاوينا
    وحكواينا(في سابق وقت حميم) عند اول المساء آخرة (لا اذكر الوقت في ذاك الحين ،، لانه ما كان يعنيني في شئ ربما)
    وعندها كنا نلتف حول جدتنا
    والي جوارنا القمر وبعض اطفال (لم تلدهم امي او جدتي)
    وبعض امنيات كنا نجهل (مداها)
    عندها كنا نتخيل
    انفسنانحن ابطال الحجوة (محمد الشاطر ،، وفاطمه السمحة ،، والغول المتعدد الاصوات او صاحب الاصوات القابلة للتغير)
    وكنا قبل ان تكتمل الحكاية نكون قد حملنا الي اسرتنا
    وما تبقى منها كنا نحملة معنا الي اسرتناوننتظره حلما ماملين ان ياتينا في حلم يداهم ليلتنا (ولكنا نتحسر عندما نصحو ونكتشف ان لم ياتي كما نشتهي)
    وكنا وفي اثناء حركتنا اليوميه نرى كل ما هو حولنا هو واحدا من شخوص تلك الاحجويه ،،
    وكنا
    نعود للحبوبه نتوسل اليها لتكمل لنا بقية الحلم(الحجوة) ،،
    لكنها غالبا ما كانت تنصرف الي حياكة شيئا ما غير آبة بما نتمناه في تلك اللحظة او ذاك الوقت (صباحي كان ام نهاري)
    وكنا نتحرق الي وعد منها بالتتممه
    وكانت هي في الغالب تتنظر بنا اول المساء لتمارس فينا سلطتها الخارقة في نومنا الباكر ..
    (بيد انها كانت ترغب في الليل لاكمال فروضها وخشوعها وتهجدها(لذلك كانت ترفض القص_وكانما الحجوة خلقت فينا للنوم فقط_ نهارا كي نكون من الساهرين) ..
    كانت هكذا (امي آمنه )لم تكمل لي حجوة حتى كبر عودي -وصرت اعرف مصادرا اخرى للحجاوي متجاوزا بها ساديتها الحميمه- وغادرت هي الي عوالم اخرى -كانت تعمل لها كثيرا _لها الرحمة _)


    كنت سعيدا بتلك الفترة ،، وبالرغم من اكتمال الحجاوي
    والآن
    ارى بعض مني لا تشغلهم الحجوة كما كانت في السابق وما عادت بتلك الحبة (الفاليوم)المنومة لهم ..
    ربما لان الزمان واساطيره اختلفت عندهم وما عاد القمر يتوسط السماء كما كان عندنا في ذاك الزمان ،،
    وربما لكثافة الكرتون وافلامه (واساطيره التى تكونت في شخصية الرجل العنكبوت ،، وحركة التضاد التى أدلجت توم& وجيري)


    هكذا صارت الاحوال يا سلمى
    كما تريها
    وارى نفسي انني وآخرين (انتي منهم كما اعتقد ) صرنا مهمومين بحجاوينا (التي تضمنت معظم تفاصيلناوقيمنا التي تربينا عليها) تحفظ ملامحنا كمجتمع ..
    وهنا وددت ان اسالك
    هل بالامكان ان نشكل الحجوة اعلاة (عرديب وساسو)
    ونعيد حكايتها بشكل جاذب لهم
    ورسم جديد
    شكل ينافس اسطورة الرجل العنكبوت ..

    حاولي هذا
    ولانني اعلم ان حكاية وحجايه جدا ،، بكون واثق من قدرتك
    وساحاول معك في ان اوفر لك مجموعه من الاحاجي السودانيه التي حفظها لنا البروف عبد الله الطيب
    لخوفة من اندثارها
    ورغم عن ذلك فقد صدقت نبؤته اذ انها اندثر في الليالي المقمرة
    والحبوبات اللائي ما عندن يمتلكن قدرة للحكي .
                  

03-09-2009, 02:09 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)
                  

03-09-2009, 02:19 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: Ishraga Mustafa)

    ود بت ام الحسين..................... رئيسا




    دى حكاية حديثة جدا

    (عدل بواسطة سلمى الشيخ سلامة on 03-09-2009, 03:41 PM)

                  

03-10-2009, 10:14 AM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: Ishraga Mustafa)

    [Bblue]اشراقة
    يا ناس فريق قدام كيفك ياخ

    Quote: لحدى سلمى تجينا بالحكى خلينى اونسك وناسك هنا بالسعلوة, هذا على سيرى الاحاجى والغول


    تعرفي مافي فرقا كبير بينك وبين سلمى
    كلكن مطموسات في الحكي (الكبر والذي منه )

    سادخل عليك في مارس
    وحكايه السعلوة والرجال (الصلحاء)
                  

03-09-2009, 03:17 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    يا فيصل يا حبيبنا
    دى قصة مودرن
    البندر
    الملامح هى ذات الملامح .. عائشة وهى تعود فى المساء من حقل الفول والسمسم تجر خلفها احمد والسرة وحمارا صار يتعرج فى مشيه وهو يحمل الحطب والماء فى (القربة)الجلدية التى اسود ّ لونها
    كانت عائشة تغالب الرمل فى اتجاه البيت (الزى) كان مبنيا من القش تدخل اولا الى الحوش المسور بالقصب وتنضو عنها ثوبها الذى كان مرفوعا الى الركبة كيما تساعد قدميها فى الجلوس الى ربوة ظهر الحمار الذى لم يكن ظهره مكسوا بلبدة او ما يقيها حدبته الماكرة وهى تدغدغها كلما تحركت خطواته ، ترمى بثوبها الى العنقريب المجدوع وسط الحوش وتنزلق الى حافته فيما احمد والسرة يتابعان انزال الحمولة عن ظهر (كلول)كما اتفقوا على مناداته ، تصيح فيهم
    ـ هى بت امى ، السرة ، عقب ما تنزلى العزال تعالو نشربو الشاى ، راسى موجعنى
    ـ نان يمة الناخد نفسى وننجم
    ـ حديثكى دا ما بتدورى الشاى ؟ وحيدى بنسوى
    السرة تجاوزت العاشرة من عمرها ، لكنها حين تلمح وجهها تبدو لك فى العشرين او تزيد من فرط التعب والمشوار اليومى من البيت الى القردود ، تعب من بذر وقلع ، المنجل هو نديمها والمحراث خليلها تغنى مع ذلك لكليلهما كما تغنى لحبيب جائر ومنسى
    لكن كلول ذلكم الحمار الابيض الذى ورثوه عن والدهم كان وقايتهما من وعثاء المشوار ومطبات الرمل ، كانتا تترادفان فيه باتجاه الارض التى باتت لا تنجب الا القليل من المحصول كما كانت تحدثها امها عن ذلك الزمن
    ـ هى بت امى ، زمان ابوكى الله يرحمو كان وكتين الموسم ينتهى البيت ( ست ) يملاهو شيتا فول وشيتا عيش ، وشيتا سمسم ، مليانة طب شونتنا عمرها ما نقصت ، ما متل الايام دى ، لكين امر الله حصل ، وخلانى وحيدى
    ـ ماك براك يمة ترانا معاك
    تبكى عائشة التى لم تتجاوز الثلاثين من عمرها لكن شقاء الحياة احالها الى عجوز هرمة قبل اوانها ، لونها الذى كان يتغنى به الشباب ايام الحصاد تلك الايام التى تتحسر على ما كانته ، ايام لم يكن احد من الكل يتساءل عن معيشة مهما كانت ، كل البيوت مفتوحة الى احدها الاخر (نفاجات ) تدخل منها فلا تنتهى الا فى نهاية ( الفريق )لم يكن احد يدرى من جاء غريبا الا لحظة ان ينادى احد الكبار فى دائرة البيت (السلام ) ويتوارى عن الباحة لتندلق الى الديوان الماكولات والمشروبات ، رجال يجيئون من اصقاع متباينة لكنهم محل ضيافة ، كانت عائشة ملكة من ملكات البلد تقوم على خدمةالضيوف العابرين شهق من بات زوجهاحين راها لاول مرة ولم يخرج الا معها الى بيت الزوجية ، لم تكن قد تجاوزت الخمسة عشر ربيعا بعد ، كان لونها ذهبيا ، وقامتها كما اسماها الكل فى تلك القرية ( الزرافة ) لطول لازمها ، حنته السنون الان شعرها الذى كانت جدائله تحاكى الليل ، حتى ان البنات كن يتمنين ان يكن لهن ما لها من جدائل حين تمشطها تبدو كفرس جامح خاصة لحظة تميل لشد الدلو من البئر ، لكنه الان بات ابيضا تصبغه بالحناء فى بعض اوقات راحتها ايام ان تكون الامطار خفيفة لا تستدعيها ان تمضى الى الحقول تلك التزلجات التى يصنعها المطر ، يا لها من امراة حال حرير يديها الى صخر صلد بفعل المنجل والطورية والمحراث
    ـ هاى بت امى دنيا زمان ابوكى ما ياهو بسوى كلو دى ، يا هو البخت البذرة وياهو البحفر ويقلع ، الا يا بنية شكينا العوجة على الله
    دموع من زمن سحيق انسدلت وغطت مجرى البصر وتدلتا على اخدود خديها النديين المتوردين رغم كل شئ
    مديدة الدخن كما كانت تقول هى التى حافظت لها على تورد خديها وقوتها وجمالها وكانت تردف قولها ( حتى الشعر اب تقويهو )
    ـ احمد مال عدوك ساكت كى ؟اول بتريد ؟
    ـ يمه ، نريد شنوا ؟ البنيات بقن يمشن المدارس ومنى فيهن بدورنا نحنا الجهلة ديل؟
    ـ اول ولد امى الراجل بقرايتاولا قدرتا ؟
    ـ يمة ، نان فى واحدة ابترضى بى زولا متلى ؟ زمان قلنا ابوى كان حقو ، جنس الشايافاهو عينى دا دحين بخلى واحدتن من بنات المدارس ديل ساكت تعاين لى ؟ افو يمه
    عائشة مسدار من ارض سوداء مبطنة دواخلها بالرمل الرطب ، حين تحفر فيها قليلا يخرج الماء ناعما وسريعا لكنها لم تعد فيها تلك الحيوية
    ـ زمان وكتين ابوكن كان حى كنا نندلى على القردود بلا حمل الدعول نتجارى وسط الشدر ونلعب متل الجهال
    ـ اكتى بتريديهو يمة ؟
    ـ عاد زمنا الريدة ما متل زمنكم
    ـ كيف الكلام دى ؟
    ـ يعنى ما كان فى واحدا بقول لفلانة بريدك عينك عينك
    ـ نان يمة كيف بتاخدى زولا ما بتريديهو ؟
    ـ يا بت كفى
    ـ بدور اعرف بس يمة
    ـ زمان ، يا حليل زمان يا بنية
                  

03-09-2009, 03:24 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    عبد الرحيم كان فى سن الصبا ،يسافر كثيرا ويعود محملا بارتال من الاشياء التى تبدو غريبة على عائشة تضج بالضحك كلما رات امرا لا تعرفه قبل الان ، كان يتاجر بين الحلال والمدن ، يجلب من المدن بضاعته ويسافر ليتاجر فيها بين الفرقان والحلال يحمل من هناك ما يجودون به من منتجات الموسم من سمسم وذرة ودخن ويعود محملا بالبصل والثوم والخضروات واحيانا الاقمشة والثياب وفرش الاسنان والمعجون وهذا كان مصدرا للتندر بين اهل بيته
    ـ هى ولد امى كيف دى ؟
    ـ دى شان السنون ما يتوسخن ، ترى ناس البندر بيسووهن كى ، ويشير الى فمه كناية عن السواك
    ـ هفا ابو احمد نان ليش النيم وليش الاراك
    ـ النيم مر حنضل ، والراجل قال دا حلو طب يا بنية
    ـ يعنى متل الاراك والنيم ؟
    ـ والله وكتين ادانى ياهن ، قلت لو ، على الطلاق دى قلة حيا ، الا الراجل بالو طويل علمنى كيفن نتسوك ، والله ام احمد سمحة طب ، اها دى ليكى ودى للسرة ، ودى هيلة احمد
    كان ذلك منذ اعوام خلت ، حين ادهشهم مرة كان بوحى من صابون البودرة ،جلبه فى احد رحلاته ووصف لزوجته كيف تضعه على الملابس بعد غمسها فى الماء وتدعك من ثم الملابس ، لكنها خافت وكلمت جاراتها ان زوجها ( جاب لينا سحر راسو عديل بى الله كى من البندر )وصار سحرها بعد انتشاره مثار ضحك من اهل القرية تتهافت النساء على بيت عائشة حاملات الوصايا لعبد الرحيم ان لا يعود دون ذلك الساحر الذى خفف عنهن عناء الغسيل وبدلا عن صابون البودرة اصبح اسمه (عبد الرحيم )
    ـ زمن ،هسي لا عبد الرحيم لا الصابون ولا المعجون
    ـ يمه وحاتى لا تبكى
    القرية كانت وادعة ، فى موسم الخريف تبدا الافراح تغمرها ، الشجر يخضر كانه ولد لتوهّ ، الارض مكسوة بالنبت الاخضر من (ضريسة) وتبدو كان لم تنضج بعد ، البهائم ترتفع معدلات البانها وخصوبتها ، ترتع فى مروج بسطت خضرتها على المدى بطول القرية ، البيوت مسورة مزروعة حولها الخضروات التى يفيد بها اهل القرية يوميا من طماطم وخضرة وبامية
    كل بيت مزروعة حوله مزارع الرجلة والبامية والجرجير وحين تطورت الاساليب فى الطعام بات الطماطم والباذنجان من المزروعات الدائمة ، لكن البامية كان لها القدح المعلى فهى التى تجفف فى الصيف وتسحن وتدخر لوقت الحاجة حين يعز المطر والزرع يتشح بالغبار ياكلونها مع البصل والطماطم المجففة بدورها والبصل المجفف المدخر مفروكة مضافا اليها قليل من اللحم الجاف ، ومنهم من يقلى البصل ومنهم من ياكلها (بيضاء )
    بات الان الجفاف ضيفا ثابتا ورمزا لحياة باتت كئيبة ، الحرقة اعترت القلوب والارض ، عائشة كانت فى كل يوم تفكر فى الرحيل الى البندر
    ـ :هناك الموية بالحيوط ، والكلام بالخيوط والكهرباء ,والعربات تجول الشوارع ليل نهار، اصوات لا تكل ولا تمل تتصايح عربات الاسعاف والشرطة فى مباراة مربكة لكن هنا عربة واحدة يملكها موسي ود ابراهيم ( وهسى امكن عشرين يوم ما يجى وكتين يجى ابنسمع عربيتو تعيط من بعيد )قالت لهم
    ـ : حتى السكر بقى قعر ماعون والبن وحيدو مدودو بى رويسى من عدم الجبنة ، الزراعة ابت بى الله واحد ، البير جف ، الموية ما بتنحمل فرقتا ، الحال واقف دوت ، تعالو نمشو من هنا
    ـ وين يمة ؟
    ـ البندر
    ـ البندر محل الناس الكتار ؟والكتر ؟
    ـ لا لا لا ، البندر لا لا يمة
    قالت السرة :
    ـ نان واطاتنا يمة
    ـ بنجو صادين ان الله كتب لنا حياة
    ـ لا لا يمة البندر يبلع بير يمة
    ـ لا لا يا احمد البندر ولا الجوع الهنا
    ـ يمة الجوع والموت من الجوع ولا الغريب الما بنعرفو نمشى نتهان هناك
    ـ لا لا مافى هانه هناك ، انى بنشتغل فى البيوت وانت بتلقالك شغلا ياكلنا لابدن تلقى
    ـ والسرة يمة خوفى كلو على السرة البنات وكت يمشن البندر ببقن غير ما كانن هنا ، يمة الله يرضى عليك الكلام دا اكتلى نارو هنا دا
    ـ ما بتجيها عوجة تحت عينى
    ـ يمةالبندر لا ، اخير الموت هنا من الجوع ولا البندر ، هناك يمة الذلة والهانة ونحنا ناس عشنا على ضراعنا ما بندور ذلة الرجال ، وسمعت من اولاد ناس شيخ بكرى جنس الذلة والمهانة ما بنقدر عليها يمة ،
    ـ ما تراهن شبعانين وتريانين
    قالوا فنزلت عائشة واحمد والسرة فى اطراف امدرمان ولكنهم لم يهناوا كما ارادوا ، فقد حجزوهم فى معسكرات كان خيرا منها البقاء فى القردود والموت جوعا اكثر رحمة فلقد صار الكلام مشحونا بالدمع والندم واللغة مشحونة بليت ولو ، والعيون التى كانت مشعة خبا شعاعها حتى الاحلام وادها الصمت وعائشة احتشدت بالدموع صباحاتها ومساءاتها حين ترقد تتجه الى السماء داعية ان تعود الى الارض التى احبتها والشجيرات التى حملتها الى جوفها الرمال

    30 ديسمبر 1997 القاهرة
                  

03-10-2009, 00:56 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    سلوم دي حكااااية لمن تروق وتحلى
    اها .... هادي قعدة في ضل سلمى
                  

03-10-2009, 12:39 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: خالد العبيد)

    [Bblue]خالد العبيد
    ازيك ياخ
    صدقت والله لمن قلت هذا
    Quote: سلوم دي حكااااية لمن تروق وتحلى
    اها .... هادي قعدة في ضل سلمى


    قلنا نشاغلها ساي كان تجي تدينا حكوه حكوتين قامت اتدفقت فينا كده
    اسع عليك الله قول لينا يمسكوها كيف دي ..


    شكرا ياخ
    وحاول كلكلا معانا كان تطلع لينا الحكايا .
                  

03-10-2009, 02:06 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    Quote: ارى بعض مني لا تشغلهم الحجوة كما كانت في السابق وما عادت بتلك الحبة (الفاليوم)المنومة لهم ..
    ربما لان الزمان واساطيره اختلفت عندهم وما عاد القمر يتوسط السماء كما كان عندنا في ذاك الزمان ،،
    وربما لكثافة الكرتون وافلامه (واساطيره التى تكونت في شخصية الرجل العنكبوت ،، وحركة التضاد التى أدلجت توم& وجيري)


    هذا الكرتون يا صديقى العزيز رغم ان المنتج امريكى لكنى ساحكى لك امرا يبدو غريبا
    تعلم انى اشتغل فى مدرسة صغرى
    اعنى بالاطفال فى الحضانة
    كانت تزور طفلة فى الفصل جدتها
    هذه الجدة تتحدث الاسبانية
    فهى من بيرو
    وزوجها من فرنسا وامهم من ايوا
    تجئ هذه الجدة كلما عن لها ان تزور حفيدتها
    وتقعد تحكى لها وهى فى "اللفة" بعد
    سالتها عن السر فى ذلك
    اجابتنى انها تخشى ان لا تعرف حفيدتها لغة اهلها الاسبانية
    هذا من ناحية
    من ناحية اخرى ما يزال دور الحبوبة كثيفا هنا على عكس ما لدينا
    رغم ان التلفزيون لا يختفى من اى بيت
    هناك مجموعات من المدرسات المتطوعات يقمن بدور الحكواتى فى المكتبات
    كل يوم سبت تقوم هذه المجموعات بتجميع الاطفال والحكى لهم
    فى البيوت ينام الاطفال على صوت الام او الحبوبة وهى تحكى
    غالبا هى الحبوبة رغم الزخم الحياتى لكن لابد لها ان تحكى لاحفادها
    وتعيش الحبوبة فى البيت واسرتها تجد الاطفال اكثر تعلقا بها من الام نفسها
    لذلك ما يزال الخيال خصبا
    ماتزال الحكايات لها قراء والاطفال تجدهم فى المكتبات باكثر من الامهات والاباء
    لاتلهيهم كل التقنية عن الحكايا
    ولا يشغلهم عنها شاغل
    القراءة رغم انتشار الكومبيتر فى البيوت وبمعدلات عالية لكنهم يطالعون
    فى كل مكان الكتاب نديم
    وفى كل لحظة تدخل الى فصل من فصول هذه المدرسة تجد المدرسات يحكين للاطفال
    التنافس هنا على انتشار الكتاب والتعويل عليه كثيرا
    والنشر يسهم الى حد كبير فى هذا الامر وتشجيع الكاتب بدوره
    قبل عدد من الايام كان ثمة معرض للكتاب فى الحضانة وللحقيقة نفدت الكتب
    بل ان التى تم توزيعها بالمجان فاق كل تصور
    اذن الامر وما فيه تربية
    نحن تربينا على تلك الحقيقة ان تحكى لك جدتك او امك احيانا
    لكن حين تصورت المراة السودانية ان التلفزيون سيقوم بتلك الخاصية
    فقدنا اطفالنا وتركناهم نهبا لهذا الصندوق الغبى
    والكتابة فى المنتديات قد تكون مجدية ان كان القارئ المستهدف واع لهذا
    لكنه محروم حتى من هذا الاكتشاف
    ودونك بلادنا حيث النت اغلى من كل الاشياء
    وارخص منه التلفزيون
    وابعد منه الحبوبة
    لذلك بات خيال اطفالنا موشوم بالعنف
    وسلوكهم وحيه العنف المرصود عنوة فى كل بيت
    ترى ماهو الحل ؟
                  

03-10-2009, 02:23 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    Quote: هل بالامكان ان نشكل الحجوة اعلاه (عرديب وساسو)
    ونعيد حكايتها بشكل جاذب لهم
    ورسم جديد
    شكل ينافس اسطورة الرجل العنكبوت ..


    من المستحيل بالقطع يا صديقى
    هذا مجرى التاريخ وحتمه
    وهذا هو السياق الذى وجد اطفالنا انفسهم فيه
    كما قلت سابقا ان انسحاب الجدة او الحبوبة عن مدار الاطفال اوجد هذا الفهم
    ثم لاتنسى ان الحياة وايقاعها اختلف"فى المدن"ـ ربما لايزال هناك ثمة حبوبة تحكى
    بات من الصعب الفكاك من هذه المصيدة
    الا ان نعيد صياغة وجداننا وهذا امر يصعب الان
    فى السودان تحديدا
    لان التطور لم يكن طبيعيا وممرحلا
    ولم يكن منطقيا فى كل شئ ناهيك عن الحكايا
    زمان فى المدرسة كان هناك حصة اسمها المكتبة
    ربما يكون الكثير من قراء هذا المنبر لم يعاصروها
    لكنها هى التى اوجدت جذوة القراءة بين ابناء الجيل الذى عاصرها
    وكانت الحبوبة احد معالم هذا الوجدان
    وكانت الجمعيات الادبية حافزا اخرا
    والمسرح فى المدارس كان علامة من علامات القراءة او تداول المعرفة متجلية فى الكتاب
    اذن كل الاواصر تقطعت بغتة
    وبات المسيطر على الذهنية العامة للاطفال هو هذا الرجل العنكبوت والمراة الحديدية
    والى اخر التسميات من توم وجيرى
    حتى هذه كنا نطالعها ونستميت فى الحصول عليها
    فالطفل فى السودان ـ اعنى ابن المدينة ـ ليس له من عاصم
    والمدرسة فقدت اثرها العميق فى تكوين وجدان الطفل الذى بات بين رحى الواجبات المدرسية والتلفزيون
    ومازلت اتساءل
    هل من مخرج؟
                  

03-10-2009, 12:48 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    Quote: هل من مخرج؟

    ح اقول ليك لا
    مافي مخرج (بفتح الجيم ) ولا مخرج (بكسر الجيم) ولا مخرج (بعطيش الجيم)

    تعرفي المخرج الوحيد الذي تجتمع فيه صفات الثلاث الفوق باجيامهم المختلفة
    هو انت وامثالك من الذين يمتلكون ادوات الحكايا ورسم الشخوص التي تتناسب مع امكانيه الطفل وتقبلة للشخصيه الجديده
    تتفق مع معاييرة التي يمتلكها عن الشخصيه الخارقة (الآسره) لذلك
    عندما ناديت بالمحاولة في النص (الحكوة الشعبيه) كنت واقف في الحته دي
    وكنت دايرك تلتزمي بروح النص فقط مع تعديل قليل
    اسماء الشخوص وحركتهم وخطابهم ..
    هذا ما عنيته بالضبط.


    لكن لا مانع من تحكي لنا بنصوصك التي تلامس الحداثة .




    اقول ليك شي
    تعالي ما ننق كتير ونحكي وبس
    اتفقنا مش.
                  

03-10-2009, 12:58 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (1)

    الملك البخيل

    قالوا : كان في بلدة من البلدان سلطان ,, (لا سلطان الا رب العالمين) و كانت له بنت واحدة يسكنها في اعلى القصر ولا يراها احدا ابداً اذ كان وقت اكلها وشربها يبعثة اليها في حجرتها ،وكان السلطان بخيلا ويدس اموالة ويحفظها مثل حفظة لابنته واشد من ذلك .
    وكان كلما قرب موسم الحج يسال الناس كم يكلف الحج ؟
    فيقولون له : يكلف كذا وكذا اذا سافرت بطريق الشام وكذا وكذا اذا سافرت بطريق البحر ،
    فيقول: هذا كثير وانا غير مستطيع والحج كلفة شديده( ولا يكلف الله نفسا الا وسعها) .
    وما زالت هذه هي حالته كل سنة ، يسال الناس عن تكاليف الحج فيقولون له انت ملك وعليك ان تصرف كيت وكيت , ويستفظع هو المصاريف والتكاليف ويترك الحج وعلم الناس عنه انه بخيل وقالوا في انفسهم انه لا ينوي الحج ولكن يتكلم مجرد كلام.
    وفي سنة من السنين نزل عنده تكروري بقرعته وعكازة وسال السلطان –لا سلطان الا رب العالمين- عن كلفة الحج
    فقال له التكروري ، يا سلطان المسلمين الحج مو داير قروش بس يكون عندك كسرة ناشفة وشوية ابري وتركب همار وما تسرف هاجة والناس في السكة يدوك قروش.
    وانبسط السلطان من كلام التكروري وقال في نفسة ان الناس كانوا يغشوني ، وصمم على الحج وقال للتكروري انت تكون خليفة محلي الي ان احج وارجع.
    واشتغل العبيد بصنع الكسرة والآبريه
    فلما تم العمل سافر السلطان وترك التكروري مكانه .
                  

03-10-2009, 01:02 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (2)

    ومن الصبح نادي التكروري مقدم العبيد وسالة عن السلطان كيف كان يفعل كل صباح.
    فقال له مقدم العبيد (كان كل يوم يشدوا له الخيل ويمشي للصيد ،، وامر التكروري العبيد ان يشدوا له الخيل فشدوا وركب هو حصانا ولما بداء الحصان يتحرك به التفت وراءه فراى البنت في اعلى القصر. فوقعت في قلبه فقال للعبيد اتقدموا انتوا وانا بلحقكم وصمم في نفسه ان يصعد الي غرفة الاميرة ،، وراته الاميرة صاعدا على السلم فقالت ارجع ما مسموح ليك تطلع هنا.
    ولكنه استمر صاعدا . وخافت الاميرة وقالت:
    له ارجع فقال لها (اني ما نرجع اني نتزوجك )) وخافت وقذفته ببنبر كان الي جنبها فقسط من السلم وكسر رجله ، ولما رجع الغبيد وجدوا التكروري واقعا ورجله مكسورة فسالوه فقال لهم (( وقعت من الهسان)) .
    وجمعوا له التمر والترمس والدخن , وجبروا له رجله حتى صارت صحيحه كاختها وعندئذ قال التكروري في نفسة هذه الاميرة لابد ان تدبر له مكيده وواجب علي ان اتخلص منها .
    وكتب مكتوبا للملك قال فيه ان البلد بخير والمال بخير والعبيد بخير (ولكن يا سيدي السلطان بنتك تقيله حامل)
    ولما قراء السلطان المكتوب غضب غاية الغضب وكتب جوابا للتكروري وطلب منه ان يسلمه لبنته ,, وقال في الجواب (اذا وجدت بنتي في القصر فاني شاقطعها وامزقها واطعم لحمها للكلاب وخير شئ لها ان تخرج من القصر ولا تنتظرني فيه))
                  

03-10-2009, 01:05 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)


    (3)
    فلما قرأته عرفت ان التكروري دبر لها عند ابيها مكيده وصممت على السفر ونادت عبدا لها خصوصيا اسمه مرسال وقالت له نسافر بكرة وجمعت من الذهب والفضة ما قدرت عليهوركبت هي ناقهوركب العبد ناقهوحملوا المال على ناقتين اخرتين ولما طال بهما السفر نزلا عند مكان فيه شجر وماء وقال العبد للاميرة ((يا ستي سفر دا تويل انا قايل اهير انت تبقياروسي ونبني اشه هنا وقالت الاميرة نجوت من عبد والان اقع في عبد اخر ونظرت الي العبد فرات في عينيه الشر وعرفت انه طمع فيها وانه سيقتلها ان تمنعت عليه فقالت في نفسها كيف الحيلة ثم قالت للعبد
    العرس ليه موجب دحين انا ما عندي مانع لا كين سوي موجب العرس بالاول
    وقال العبد ((موجب ارسياني سنو؟))
    فقالت الاميرة للعبد قوم غلى الناقه واضبحها وقطعها وجيب حطب نعمل اكله كبيره والبيجي كله مار نديه اكل ونكلمه بعرسنا وقام العبد فنحر الناقه وقطعها ثم قطع اغصان من احدي الشجرات وبعد ان فرغ قالت له الاميره اقطع سنام الناقه فيشان انجضه ليك ومعاه الشحموقطع العبد سنام الناقه وقطعا من الشحم ووضعتها الاميره جميعها في قدر ثم ملأت قرعه بالابريه واعطتها للعبد فشرب وكان متعبا من العمل فاخذته نومه
                  

03-10-2009, 01:07 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (4)


    ولما فار الشحم اخذته الاميرة وصبته في مناخير العبد وهو نائم فمات من حزته وقالت في نفسها ((الحمد لله)) وغيرت ملابسها واخذت زي الرجال ووضعت في ذراعها سكينا وتقلدت سيفا وتحزمت وسافرت عده ايام
    ثم وصلت حلة فيها دكان ووقفت امام الدكان لتشتري لنفسها اشياء وادعت انها تاجر وكان الكان ود النمير فنظر اليها وقال في نفسه الشكل والزي تاجر لكن النغم والملامح تدل على امراة وقال في نفسه لابد ان اعرف حقيقة هذا الزول فتقدم اليها وسلم
    ثم قال الاخو من وين؟
    فقالت اسمي قسم الله ود العزام وبلدي الصعيد وجيت اتاجر الجهات دي
    وحلف عليها ان تذهب معه الي المنزل وقالت يا اخوي كتر خيرك مالي مشتت مرة تانيه
    ولكنه اصر والح فلم تجد بدا من ان تهب معه وقضت الليل معه توانسه كانها رجل وفي الصباح الباكر بعد شراب الشاي ذهب ود النمير الي امراة عجوز بالحلة فقال لها بعد السلام
    يا حبوبه العجوز
    يا ام كلاما يجوز
    ويا ام نخراتا مثل الكوز
    فقالت اهلا ود النميريا اب سيقا سبعين شبر
    فقال لها عندي ضيف زيه زي راجل
                  

03-10-2009, 01:09 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (5)

    وقايلة مرة بت قبايل
    فقالت العجوز
    دا كلام معمي
    وليه الناس تتلما
    حلفتك بالضمة
    بين قولك تما
    فقال ود النمير
    هو في البيت خليته
    وكنت في السوق لاقيته
    بايعته وشاريته
    وناضمته وناجيته
    وحزن العين شكيته
    وضبقته وناديته
    فقالت العجوز : ودحين داير تتاكد هو راجل ولا مرة
    فقال ود النمير :
    آي حبوبه العجوز
    ام كلاما بيجوز
    وام نخرتا قدر الكوز
    وقالت العجوز ان شن عرفني؟
    فقال لها :
    بسم الله انت كل شئ بتعرفيه
    فضحكت العجوز وقالت له : طيب امش معاك هسع دي وشيل كل العناثريب ال في بيتك .
    وخل عنقريب واحد وبعدين في الليل جيب ليك برش وارقد فوقه وقول لها جونا مداح وودينا ليهم العناقريب اكان بقت مرة بتسكت وتخليك فوق برشك لاكين كان راجل بقولك ومالة يا خوي تعال ارقد فوق العنقريب دا نتشاركه
    فقال لها انت عجوز ماكرة وكلامك دا انا بسويه
    ومشى ود النمير وحرك كل العناقريب من البيت وخلى واحد مفروشا وبعد العشاء فرش فروة واراد ان يرقد عليها وقال للاميرة ياخوي الحلة مضيوفه فيها مداحين وشالوا العناقريب كلها
                  

03-10-2009, 01:12 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (6)

    وعرفت الاميرة انه يريد ان يمتحنها فقاتلت له
    ومالة يا اخوي تعال ارقد هنا العنقريب دا شايلنا
    وتلففت ونامت في طرف العنقريب ونام ود النمير في الطرف الاخرالي الصباح وبعد شراب الشاي مضى ود النمير للعجوز وقال لها بعد السلام
    يا حبوبه العجوز
    يا ام كلاما بيجوز
    ويا ام نخرتا قدر الكوز
    فقالت : اهلا ود النمير
    يا اب سيفا سبعين شبر
    فقال لها الحيلة ما نفعت واليفة قالت مالة يا اخوي تعال ارقد فوق العنقريب
    فقالت له العجوز ماني عارفة عاد !! يبقى دا راجل يا ود النمير
    فقال لها ود النمير : انا قلبي بيقول لي ما هو راجل , ضروري من حيلة تانيه
    قلات له :عندي عرق سحر هاك اياه واقطع لك سبع مساويك خدر
    وخت ثلاثه مساويك وشضفة من عرق السحر تحتك وشضفة وثلاث مساويك نحت عنقريب الضيفة وخت قرعه اللبن تحتك وقرعة لبن تحتها
    اكان اصبح الصباح باكر لبنك يصبح بحالة ولبنها بيصبح رايب اكان بقت مرة
    وراح ود النمير وعمل كما نصحته العجوز ولكن الاميرة صحت في نص الليل ودفقت اللبن الرايب من تحتها بعيدا وحلبت البقرة في قرعتها وملاتها لبنا حليبا وصحا ود النمير من الصبح ووجد اللبن في حالته وذهب بعد شراب الشاي الي العجوز واخبرها بما حصل
    فقالت له :
    ماني عارفة يبقى دا راجل
    فقال لها ود النمير : : انا قلبي بيقول لي ما هو راجل , ضروري من حيلة تانيه
    وصرت العجوز وجهها وكسرت عينها ثم قالت له : عندكم كم بت في الحلة ساويه على الزواج
    فقال لها : نعم بت اخوي
    فقالت له : عرسوها ليه
    ومضى ود النمير وقال للاميره :
    انت يا اخوي قعدت معانا وعجبتنا دحين دايرين نزوج لك


    يتبع >>>>>>>>>>
                  

03-10-2009, 01:15 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (7)

    فقالت الاميرة : ما عندي مانع سووا الحنهوالجرتق وكفت الاميرة حق البنات وحق قطع الرحط ولما جاء يوم السابعة سل ود النمير سيفة ودخل على بنت اخيه وقال لها :
    اكان ما كلمتيني بحقيقة الضيف دا راجل ولا مرة بقطع راسك اما بنت السلطان فلما دخلت على بنت اخي ود النمير
    قالت لها :
    (( يا اختي السترة واجبه في الدنيا والاخرة وانا زيك )) وحكت لها القصه من بدايتها وبكت البت معها ووعدتها ان تكتم السر ، وفي الصباح لما سالها ود النمير قالت له :
    راجل يا عمي
    واحتار ود النمير في الامر وذهب الي العجوز واخبرها
    فقالت له : ماني عارفة عاد يبقى راجل
    فقال لها : انا قلبي بيقول لي ما هو راجل ضروري ضروري من من حيلة تانيه
    فقالت له : عرس له بت اختك اكان اكان عندك بنت اخت ، يمكن الضرار يمرق الحقيقة منهن .
    ومشى ود النمير للاميرة وطلب منها ان تتزوج بنت اخته التانيه فواقت وفعلت معها مثل الذي فعلته مع بنت اخيه ، وجاء ود النمير بسيفة وقال لبنت اخته
    قولي الحقيقة ولا بقطع راسك
    فقالت له : راجل يا خالي
    واحتار ود واحتار وذهب للعجوز وكلمها فقالت له
    ماني عارف عاد يبقى راجل !
    فقال لها :قلبي قايل لي ................

    يتبع >>>>>>>>>>>>
                  

03-10-2009, 01:17 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (8)

    وقبل ان يتم كلامه قالت له :
    قلبك طاير وغاير انا كملت حيلتي معاك ومع ضيفك البنتاوي
    ورجع ود النمير وهو لا يدري ما يفعل وكان في نفسه واثقا من ان الضيف الذي تزوج بنت اخيه وبنت اخته امرأه وليس رجلا فصبر ينتظر الاحوال
    ومر عامان وقالت الاميرة في نفسها (لابد ان يكون والدي السلطان رجع وندم ، فانا امضي اليه واعرف خبره وذهبت الي ود النمير وقالت له انا قعدت معاكم سنتين وداير ارحل نسواني
    فقال ود النمير : لا مانع
    ولما جاء يوم الرحيل كتبت الاميرة ورقه قالت فيها (انا فلانه بت السلطان فلان وحصل لي كذا وكذا ) وقصت قصتها كلها ووضعت الورقه تحت مخدة ود النمير وسافرت مع المرتين ودخل ود النمير في ديوانه ووجد الورقه تحت المخده وجرى الي العجوز واخبرها فضحكت له وقالت اركب حصانك واتبعها اذا ابوها رضى عليها هي دايراك تعرسها عنده واذا ابى سل سيفك وادبه )) وعرف ود النمير ان راي العجوز صواب وركب حصانه واتبع الاثر الاميرة اما الاميرة فوصلت في زي رجل الي قصر لبيها السلطان (لا سلطان الا رب العالمين) ودخلت عليه في الديوان ومعها المرتان وقالت له:
    سلام عليك يا سلطان المسلمين
    فقال : وعليك السلام
    وامر بتجهيز مكان للمرتينفي القصرواحضر الخدم ابريه للاميرة ، وسال السلطان الاميرة عن بلدها فقصت عليه انها جاءت من بلاد العصافيربتجارة وفتحت مخلاتها واخرجت منها عشرة اوقيات ذهب ودفعتها للسلطان (( فهي تعرف حبه للمال)) فسر وانبسط وحضر الغداء فاكلوا وبعد الغداء جعلوا يتحدثون وانتهزت الاميره هذه الفرصه وقالت له

    يتبع >>>>>>>
                  

03-10-2009, 01:25 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (9)


    ((اسمعت يا سلطان بقصه عجيبه))
    فقال السلطان ((ةهي شنو؟ قول لينا
    فقالت :قالوا زمان كان سلطان كل سنه يسال الناس عن تكاليف الحج ونظر التكروري اليها بشده وقال للسلطان
    الزول يا سلطان جاء من وين؟
    واستمرت الاميره تحكي قصتها كانمها قديمه وحكت ما عمله التكروري وما عمله العبد واحمرت عينا التكروري وعرف انها تقصده ودله قلبه على انها بنت السلطان فقال السلطان
    (( الزول دا جاء من وين الزول دا كداب يا ملك ،، وشعر الملك ان القصه مقصود بها منها التكروري ومقصود منها هو نفسه فسال الاميره
    انت قصدك من الحكايه دي شنو يا ضيف؟
    وفي هذة اللحظه وصل ود النمير بحصانه وسيفة المسلول واخرج الورقه من جيبه وقرأها للملك وعلم الملك ان التكروري قد غشه فقطع رقبته في الحال وتزوج ود النمير الاميرة وجاء اميران من بلاد بعيدة فسمعا القصه فتزوجا بنت اخت ود النمير وبنت اخيه ،، وعاشوا جميعا في نعمه ورخاء الي ان جاء هادم اللذات وهازم المسرات .

    بتعايني لي مالك ما خلاص انتهت يلا قومي نومي.....




    وكانت هذه يا سلمى
    حجوة الملك البخيل التي تضج بكثير من التفاصيل
    والاشارات المتضمنه للنص
    وكانت اظنها من ضمن الحجاوي التي فتحت افقنا في ذات الوقت لكثير من القيم
    والمثل والتي اظننا نفتقدها في هذا الزمن
    بوضوح كبير

    ماخوذة من الاحاجي السودانيه للبروفسير عبد الله الطيب.
                  

03-10-2009, 02:53 PM

ALZOLZATOO
<aALZOLZATOO
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 4216

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    الاخ فيصل عباس

    انا رواية حبوبتي بتختلف عن رواية حبوبتك على ما اعتقد اسمها فاطمة السمحة

    بيقول جيت انجر جر من بلاد بر بر اعرس سبعة بناتي

    اها محمد من جوه بيقول ليهو كضاب ياعم سيفي سنين وكلبي نباح وناري توقد لي باكر الصباح

    في الاخير حسب ذاكرتي الاخوات بيقولوا جاينا عريس واخونا مطفشو اها قامو كتلوهو وكده

    رحم الله حبوباتنا وعلى ما اعتقد ان الحجوة من الحبوبات قد تلاشت تماما

    تحياتي ونخلي المايكل لي استاذة سلمى وليه ياسلمى ياظالمة بتكوي قليبي تكويهو

    زاتوووو
                  

03-12-2009, 12:15 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: ALZOLZATOO)

    الزول زاتووو
    كيفنك ياخي
    تعرف كل الحجاوي الزمان فيما يبدو كانت بطلتها فاطمة السمحه
    وسماحتها اظن خلت الخلق ديل يفصلو عليها كل المقاسات (وهنا يظهر تعدد واختلاف الروايات من من منطقه لاخرى)
    وح اديك تاني فاطمه سمحة وعندها علاقة بست بنات وعرس والذي منه
    عموما دعوة للاستماع بيها
    وعربون صحبه


    يلا هاك

    (1)
    فاطمة السمحة
    كانت فاطمة مع ست بنات اخريات هربن من البلد واظلهن الليل
    قالو: كان سبب هروبها مع صاحباتها انه اخوها كان فارس البلد واي يقوله يعملة . مرة كان يمشي عند الشاطئ وراى شعرة طويله وقاسها بيده وقال والله ست الشعرةدا الا اعرسها ولو كانت فاطمة اختي واخذ الشعرة وقال لناس الحلة قيسوها على شعر البنات وكانت هي من راس فاطمة السمحهاخته وقاسوها قدر شعر اي بنت الا فاطمه ولما سمعت فاطمه الكلام الذي قاله اخوها قالت (اخوي شر واي شئ يقولة يعمله)
    وهربت مع صاحبلتها من البلد وقالت لهن (بعد كدي كل بنت سمحه اخوها يقول الا يعرسها ) وهربن وهربن واظلهن الليل وراين نارين على بعد احداهما كبيره والاخرى صغيرة فقلن جميعا : لنمش الي النار الكبيرة.
    وجرين وجرين ولما وصلن الي النار الكبيره وجدن عندها السعلاة (السعلوة) وكانت قد اقتلعت شجرة لتوقد بها النار وقلن لها :
    سلام يا حبوبه العجوز
    ام كلاما بيجوز
    وام نخرات قدر الكوز
    فضحكت وكشرت عن انياب قباح
    وقالت :
    مرحبا بكن
    وربا جابكن
    ويجيب عقابكن
    وطحنت عظاما وعملت منها مديده وعاست كسرة تخينه ثم تناولت قرعه كبيره من عشتها ووقفت بعيدا ، وامسكت بشطرها الايمن وقالت :
                  

03-12-2009, 12:17 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (2)

    (حي حي عنزي الحمراء ) وصبت لبنا من شطرها وامسكت بشطرها الآخر وقالت:
    (حي حي عنزي الزرقاء ) وصبت لــــــبنا أحمــر مـن شطرهـا الثـــاني ، ثم قـالت :
    (حي حي عنزي البرقا ) وصبت لــــــبتا اخضر من شــــطرها الاول ، ثم صاحت :
    (حي حي عنزي الدهسا ) وصبت لبنا ازرق من شطرها الثاني
    وجاءت بالقرعه ملأى وصبت ذلك اللبن فوق كسرة العظام ونادت البنات وقالت : لهن يا بنات اكلن ، وعرفن البنات ان الكسرة من عظام وان اللبن من شطور السعلاة وخفن جدا وجعلت كل واحده منهن تتناول من اكل السعلاة وتحفر حفرة تحت كراعها وتدفن اللقمة
    وكانت بين البنات الست واحده صغيرة اسمها مريم ، وكانت تاكل ملء فمها وكانت البنات الاخريات يقرصنها ويقلن لها : ما تاكلي تاكلي الدم وكانت مريم تقول بصوتها الاألثغ : ياحبوبه السعلوة عايني البنات ديل( حمني آتل ) تقصد حمني آكل
    وكانت فاطمه السمحة وصاحباتها الاخريات لم يردن ان تكون معهن ولكنها قالت لفاطمه السمحه والله ان كان ما سقتيني معاكن امشسي هسع دي واكلم اخوك
    واكلت مريم حتى شبعت وقالت يا (يا حبوبه اديني مويه ) وقالت البنات الاخريات حبوبه نحن دايرين مويه
    وقالت السعلاة :( ساحضر لكم الماء من البحر) ولكن كيف اعرف انكن لن تذهبن من هذا المحل؟
    وقالت فاطمة السمحة: يا حبوبه هاك الحبل دا اربطي كل واحده مننا بطرف منه واربطيه بعدين في الشعبة وجريه معاك للبحر واكان نحن مرقنا بتعرفينا وقت تجرية وضحكت السعلاة وقالت هذا راي جميل وربطت كل بنت بطرف من الحبل بالشعبه وامسكت ببقية الحبل وقالت (ساجر هذه البقية معي واذا انطلقت واحـــــده منــــــكن عرفتها
    وقالت البنات (يا حبوبه نحن ما بنشرب الا من القادوس الني والبخسة الصما والشبكه) واردن بذلك ان يعطلنها في ورد الماء ، اما مريم فقالت (انا بشرب من القلة واخذت السعلاة معها قادوسا نيا وقرعة صماء وشبكة وقلة وسارت نحو البحر للورود ، ولما ابتعدت تسادت البنات وفككن الحبل ، وقالت فاطمة السمحه هيا نجري وربطن الحبل في في الشجرة حتى لا تشعر بهن السعلاة ، اما مريم فتكسرت من اكل الطعام وشراب اللبن الاحمر والاخضر وصعب عليها ان تتحرك وقالت لصاحباتها ((بعدين وكت تجي حبوبة بدول ليها انتن شردتن )وجرت فاطمة وصاحباتها الخمس اما السعلاة فوضعت القادوس في الماء وتكسر فشوت قادوسا جديدا وتكسر القادوس الجديد ثم وضعت الشبكه ولم تغطس وسئمت ويئست ، وخافت ان تهرب فاطمة وصاحباتها وجرت الحبل فوجدته مشدودا وقالت في نفسها البنات لسع قاعدات ثم سئمت ويئست وقالت (ارجع للحلة لارى البنات موجودات ) ولما رجعت وجدت مريم وحدها فقالت لها السعلاة شوفي النار دي حرت ) فقالت لها مريم (( لاكين وين المقشاشه )) وضحكت السعلاة وقالت لها يا مسكينه ما ها ايدك وقالت مريم وين المسحه فقالت العلاة المسحه طايوقك وقالت مريم وين العجينه ؟ فقالت السعلاة العجينه ما هي انتي ونظرت مريم خائفة وقالت لها السعلاة اقعدي فوق الدوكه ووضعت رجليها فوق الدوكه وقالت:( حبوبه حردتني حردتني )[/Bblue]
                  

03-12-2009, 12:19 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (3)

    وكشرت السعلاة وضحكت وقالت (هي هي حرقتك ! اتحركي فوقها ) وامسكت السعلاة بمريم واقعدتها في الدوكه وحمرتها ثم اكلتها وقالت بعد ذلك (الان امشي في شان احصل فاطمة السمحة وصاحباتها وتقول :(انشاء الله يا ناس فاطمه يلاقيكن البكا بعد البكا وتردحن وانا الحقكن ، ولاقى ناس البكا بعد البكا وردحن ولطمن الوجوه وحثون التراب على الرؤوس ثم رأت فاطمه السمحة غبار العلاة من بعيد فقالت لصاحباتها ( هيا نجري ، وجرين بسرعةولم تجدهن السعلاة ووقفت وجعلت تدعو عليهن ان شاء الله يا ناس فاطمة السمحة تلاقيكن ديك النخلة الطويله الشايلة وتطلعن وتلقطن التمر وانا الحقكن ولاقت ناس فاطمة السمحه النخلة الطويلة وصعدن اليها وجعلن يلقطن التمر وياكلن ورأت فاطمة السمحة غبار السعلاة من بعيد وقالت : هيا نجري
    وجاءت السعلاة ولم تجدهن وقالت انشاء الله يا ناس فاطمة السمحة يلاقيكن داك العرس وترقصن وتنكعن وانا الحقكن ، ولاقاهن عرس كبير فدخلن فيه وجعلن يرقصن ويغنين وفرحن وانبسطن ووقفت واحده منهن وقالت انا شايفه غبار السعلوة وقالت لهن فاطمة هيا نجري وقالت ام العريس اقعدن استنن الكفايه ولكن فاطمة السمحه ابت وكذلك صاحباتها فملأت ام العروس لكل واحده منهن طرفها باللحم وخرجن من العرس جاريات باسرع ما عندهن
    ولم تجدهن السعلوة وقالت : ان شاء الله يا فاطمة السمحة تعنك شوكة ما يمرقها الا منقاشي وشعيرة من راسي وصاحباتك يدورن يمرقنها منك وانا الحقكن )) وطعنت الشوكه فاطمة السمحة وابت تمرق وقعدت صاحباتها كل واحده بمنقاشها تحاول اخراج الشوكة ، ولم يقدرن ، ولاح غبار السعلاة بعيدا
    ولم تقدر صاحبات فاطمة السمحة على اخراج الشوكة ، ولاح غبار كثيف غبار السعلاة في الافق وعرفن انه غبار السعلاة وجعلن يبكين من شدة الخوف وقالت لهن فاطمة السمحة ((لماذا تبكين يا بنات )) فقالت البنات داك غبار السعلوة وبتجي تاكلنا ، فقالت فاطمة &#61516;شيلني فوق ايدكن وجملنها صاحباتها وجرين بها ولم تستطع السعلاة ان تلحق بهن ، وصاحت السعلاة باعلى صوتها (ان شاء الله يا ناس فاطمة السمحة يلاقيكن داك يا البحر اب تمساح وانتن تخافن وتقيفت جنب الحجرة وانا الحقكن )*
    وبداء بحر عظيم امام فاطمة السمحة وصاحباتها وظهر عند طرف البحر تمساح ضخم وقالت فاطمة السمحة: ( يابا التمساح قطعنا وبنديك صيده مننا ) وقالت فاطمة للبنات (وقت يقطعنا التمساح كل واحده تقول ليهو صيدتك ورانا وان كان مد خشمه ليها نديهو من اللحم ال شلناه من العرس)
    وقطع التمساح فاطمة السمحة وكلما مد لها فمه وضعت فيه لحما لاولما وصل الشاطئ الاخر قال لها (وين صيدتي؟ وقالت لهيا يابا التمساح صيدتك وراء
    وقطع التمساح بنتا اخرى من صاحبات فاطمة وكلما مد فمه وضعت فيه لحمةا ولما وصلت قالت صيدتك وراء وهكذا قطع التمساح كل البنات حتى وصل الي البنت السادسه ولما كانت في نصف البحر وصلت السعلاة عند الشاطئ ، وصاحت (ياناس فاطمة السمحة كلمن التمساح يقطعني فيشان امرق ليك الما يمرقها الا منقاشي وسبيب راسي.
                  

03-12-2009, 12:21 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (4)

    وسمعت فاطمة السمحة صياح السعلاة ، ولما وصل التمساح البنت السادسه قالت له فاطمة السمحة ((صيدتك ورانا يا يابا التمساح دحين امشي جيب لينا حبوبتنا ديك )) ومش التمساح وحمل السعلاة فوق ظهره وكان كلما التفت بحنكة اليها ضربته بعود (المفراكة) فوق ظهرة وكان ذلك يغيظة ولما توسط التمساح في عرض البحر قالت له فاطمة وصاحباتها يا يابا التمساح صيدتك عندك وقت تقتلها جيب لينا منقاشها وسبيبه من راسها والتفت التمساح الي سعلاة فضربته بالعود فلفحها بذنبه وكسر رقبتها وصاحت البنات يابا التمساح ورينا صيدتك ورفع لهم السعلاة براسها المكسور ثم غطس ثم طفح وصاحت به البنات يابا التمساح ورينا صيدتك وفتح لهن فمه فقد اكل السعلاة كلها وصاحت به البنات يابا التمساح جيب لينا المنقاش وسبيبة الراس
    ورمى التمساح منقاش السعلاة وسبيبة الراس وتلقفتها احدى البنات ومرقن بها الشوكة من كراع فاطمة السمحة ثم جعلت البنات يجرين ويجرين ليبتعدن عن البحر وعن التمساح .
    وفي الطريق رات فاطمة السمحة رجلا عجوزا وقال لها العجوز ( تعالي فلي شعري وقالت فاطمة السمحة للعجوز (اسمع يابا العجوز اب كلاما يجوز )وقعدت تفلي له ثم قالت له ((يابا العجوز شن يمرق جلد الناس العجائز ؟)) وقال لها العجوز يا بتي الله لا سلطك ، سؤالك سببه شنو؟)) وقالت له فاطمة ((ساكت يابا دايرة اعرف)) وقال:
    تجيبي لك شوكه وتغزيها في قنقون الراس وقالت فاطمة السمحة : انا فتاة جميلة ودحين ان كان لقيت جلد عجوز ده بالحيل بيسترني من الناس وانتظرت حتى نام العجوز وجاءت بشوكة كتر وغرزتها في ام راسه وانسلخ جلده كلة كانه قشر الليمون ولبسته فاطمة السمحة وصارت في الحال في هيئة رجل عجوز وقالت لصاحباتها يا الله نندس في داك الحجر وكان قربهن حجر واسع فدخلن فيه وكان عند باب الحجر حشيش اخضر وجاء جمل ولد النمير يرعى عند الباب فتهرته احدى البنات وضربته بحجر وقالت له : (هاج يا جمل ، ترعى لك في قشه قايمه في خشم حجر والحجر فيه خمس بنات وساتتهن فاطمة السمحة ؟ شوف الجمل فشاحتة) وجرى الجمل بعيدا وراة ود النمير فزجرة فرجع الجمل الي الحجر فرمته احدى البنات بحجر وقالت :( هاج يا جمل ، ترعى لك في قشه قايمه في خشم حجر والحجر فيه خمس بنات وساتتهن فاطمة السمحة ) وشرد الجمل من ضربة الحجر
    ولما راى ود النمير ذلك علم ان في الحجر انسانا فحمل حربته وسدد الحربه الي داخل الحجر ، وجعل يقول بصوت عالي مسموع :
    يا الفي الحجر السليطة جاتك
    وفت مرقت احدى البنات وسدد ولد النمير الحربه وكرر كلامه مرقت الثانيه والثالثه ثم الرابعه ثم الخامسه ثم قال ود النمير :
    يا الفي الحجر السلطيه جاتك
    وخرجت فاطمة السمحة في هيئه عجوز
                  

03-12-2009, 12:22 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (5)
    ولما خرجت فاطمة السمحة في زي العجوز وخرجت صاحباتها الخمسة قال ود النمير (يا عمي العجوز بناتك ديل يقعدن مع اخواتي الا انت تقعد معاي بس ضروري ليك من شغل اها نرعيك الجمال ؟)
    وقالت فاطمة السمحة لا لا يا ولدي الجمال كبار وتخان وانا عجوز وضعيف ومسكين الجمال يخوفني
    وقال لها ولد النمير : نرعيك الحمير
    وقالت : لا لا يا ولدي الحمير بتلفخني وبترفسني
    وقال لها ود النمير نرعيك الجداد
    وقالت لا لا الجداد بينقدني
    وقال لها ود النمير : نرعيك الحمام
    وقالت سمح برعى الحمام
    وخرجت فاطمة السمحة مع الصبح لترعى الحمام وكان محل الحمام بركة جميلة وفي محله ظليله بالقرب منها حجر كبير املس ،، ارسل ولد النير معاها عبدا ابكم واطرش وقعد العبد في طرف البركه
    ولما رات فاطمة السمحة نفسها وحدها وليس في المكان غير العبد خلعت ملابسها وخلعت جلد العجوز الذي كان فوقها
                  

03-12-2009, 12:24 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (6)

    ومرقت من تحت الجلد بجمالها وصيغتها ومرقت صيغتها وعامت وخرجت لتتنشف ورات العبد ينظر الخلقتها متعجبا فمشت اليه ولطمته على خدة وقالت وهي تلطمة
    شن بتعاين؟
    تعاين العمى يا بيكم
    ((كف))
    زولن سمح يا بيكم
    ((كف))
    مثل القمح يا بيكم
    ((كف))
    قدم الحمام يا بيكم
    ((كف))
    ريش النعام يا بيكم
    ((كف))
    ثم لبست جلد العجوز وثياب العجوز ومشت ولما وصلت عند ود النمير جعل العبد يؤشر بيده الي صدرة واذنيه وراسه ويقول (( ام ان اوه )) وقال ود النمير لفاطمة السمحة( ما معنى كلام هذا العبد ؟) فقالت له ( العبد قال انا موجعني دا وموجعني دا واكووني هنا ونادوا البصير وكوى البصير العب في صدرة وبطنه ومات العبد
    وفي الغد ذهبت فاطمة السمحة لترعى الحمام وخرج معها عب ابكم واطرش آخر وراى جمالها ونظر اليها ولطمته وقالت مثل ما قالت للعبد الاول . ثم ذهب العب لولد النميروقال له (اوم اون اوة) وسال ود النمير فاطمة السمحة فقالت له :(ماني عارف يا ولدي يمكن العبد دا قال موجعني وموجعني دحين اكووه)
    وجاء البصير وكوى العبد في صدرة وبطنه فمات العبد في الحال وفي الغد خرجت فاطمة السمحة لترعىوخرج معها عبد ابكم واطرش ثالث وقال ود النمير في نفسه لابد ان اذهب بنفسي وارى بعيني
                  

03-12-2009, 12:27 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (7)
    ، فمشى من طريق بعيد ملفوف واختفى في شجرة فوق الحجر الكبير الذي جنب البركة وجات فاطمة السمحة وخلعت ملابسها وخلعت الجلد وصيغتها وخواتمها فوق الحجر الكبير ودخلت البركة وغاصت ولما خرجت رات العبد ينظر اليها فلطمتة على خدة ثم جعلت تقول :
    شن بتعاين؟
    تعاين العمى يا بيكم
    ((كف))
    زولن سمح يا بيكم
    ((كف))
    مثل القمح يا بيكم
    ((كف))
    قدم الحمام يا بيكم
    ((كف))
    ريش النعام يا بيكم
    ((كف))
    وفي هذة الاثناء مد ود النمير عصاة والتقط احد خواتمها العشرة وذهبت فاطمة السمحة لتلبس ملابسها فلما لبست افتقدت الخاتم ومشت للعبد ومدت يدها فقالت تشير الي محل الخواتم (( دا في دا في دا في دا وينو ؟) كف
    وكل مره تمشي الي الحجر وترجع الي العبد وتمد اصبعها له وتؤشر الي موضع الخواتم وتقول له دا في دا في دا وينو؟ (كف) ولما كثرت الكفوف على العبد نظر اليه ولد النمير من فوق الشجرة واشفق عليه ومد عصاة ورمى الخاتم وجات فاطمة السمحة ووجدت الخاتم ولبسته ثم لبست جلد العجوز ورجعت هي والعبد الي المنزل وقال العبد لو النمير (اوم اون اوه) وجعل يؤشر الي صدرة وبطنه وسال ود النمير فاطمة السمحة العبد دا بيقول شنو ؟ فقالت (ماني عارف يا ولد يا ولدي دحين اكوه)
                  

03-12-2009, 12:29 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (النهايه)

    وقال ود النمير سامشي بنفسي انادي البصير وخرج ثم رجع بعد قليل وقال لها البصير مورود ودحين يكوي العبد باكر)
    ثم قال ود النمير لفاطمة يا عمي العجوز تعال نلعب السيجه البيغلب رفيقة يشرط جلدة)
    وقالت فاطمة السمحة وكانت ماهرة جدا في السيجه الله لا سلط مؤمن على مؤمن يا ولدي ما اخير نلعب ساكت واصر ود النمير على الشرط ورضيت فاطمة وانتصرت في اللعبه الاولي وقالت لولد النمير عفيتك
    وانتصرت في التانيه وتقول له عفيتك وفي المرة الثامنه انتصر ود النمير وقالت له اعفاني ولكنه شرط جلدها وظهرت له بحقيقتها فقالت له استرني يا ولد العم وقال لها مستورةوبعد ذلك ارسل ولد النمير الي اهلها فجاءوا وتزوجها وعاشا هو وهي عيشه سعيده ، اما البنات الاخريات فجاء اهلن وكل منهن تزوجها احد اصحاب ود النمير .
                  

03-10-2009, 11:56 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    Quote: حجوة الملك البخيل التي تضج بكثير من التفاصيل
    والاشارات المتضمنه للنص
    وكانت اظنها من ضمن الحجاوي التي فتحت افقنا في ذات الوقت لكثير من القيم
    والمثل والتي اظننا نفتقدها في هذا الزمن
    بوضوح كبير

    جبت التعريف بتاع الحجوة او الحكاية الشعبية

    Quote: وهناك الحكاية الشعبية التي يميزها هاجسها الإجتماعي بشكل رئيسي عن الحكاية الخرافية والحكاية البطولية، فموضوعاتها تكاد تقتصر على مسائل العلاقات الإجتماعية والأسرية منها خاصة، مثل زوجة الأب وحقدها، وغيرة الأخوات في الأسرة من البنت الصغرى التي تكاد تكون في العادة الأجمل والأحب…الخ.

    والحكاية الشعبية واقعية إلى أبعد حد وتخلو من التأملات الفلسفية والميتافيزيقية، مركزة على أدق التفاصيل وهموم الحياة اليومية، وهي رغم استخدامها لعناصر التشويق، إلا أنها لا تقصد إلى إبهار السامع بالأجواء الغريبة، أو الأعمال المستحيلة، ويبقى أبطالها أقرب إلى الناس العاديين الذين نصادفهم في سعينا اليومي، وأن البطل فيها يلجأ إلى الحيلة والفطنة والشطارة للخروج من المأزق.

    إن استخدام العناصر الخيالية - في بعض الاحيان - يهدف إلى التشويق والإثارة. أما بنيتها فتمتاز بالبساطة، فهي تسير في إتجاه خطي واحد وتحافظ على تسلسل منطقي، ينساب في زمان ومكان حقيقي، ولها رسالة تعليمية، تهذيبية، وذلك مثل جزاء الخيانة، فضل الإحسان، مضار الحسد،التي تتضمن رموزاً تتطلب التفسير، ومن المؤكد أن هذه الاساطير قد ألفت في مرحلة فكرية أكثر نضجاً ورقياً.

    من عمى قوقل رضى الله عنه
    ولنتفق اولا حول الحكاية الشعبية
                  

03-11-2009, 11:30 AM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    سلمى
    لقيتك واقعة بي هناك ،، قلت النعمل خير فينا
    واجيبك هنا.
    وتراني جبتك والنشوف معاك باقي الحكاوي . (على فكرة متفق تماما في فكرتك انتي عن الحكايه الشعبيه وما شغال بي كلام عمك قوقل كثير)


    وكدي تعالي اقري روحك معانا هنا(واترحمي معانا على روح امك)





    احن الى صوت امى









    ولها صوت بارع فى الحديث ولغة سردية تحفك فى محفات القول الرشيد وحيثيات القول المجيد اللغة ، تحملك عبر الكلام الى فضاءات الانس فتنسى مكان جلوسك ومن معك والى اين كنت تسير ، تغويك بالحكايا المتسلسلة من واحدة الى اخرى والحكايا لدنها غير قابلة للنسيان وانت غير قابل للملل ، حين تبدا بالحديث تنسال اللغة شجنا فتستزيدها ، كنا لا نمل حكاياتها ونحن فى الطفولة نتدثر بحكاياها فى الليالى الماطرة فى مدينة الابيض لم نكن اولئك الصغار بقدرما كانت تستهوينا الحكايات (حين زارتنى فى القاهرة بعد غياب امتد.( كنت اعود كل

    ليلة الى حضنها تلك الصبية التى كنتها ذات زمن مضى اغريها كيما تحكى لى وتفعل عن طيب خاطر ولعمرى لقد دونت تلك القصص فى مجموعة لا اعرف ماذا حل بها الان )




    بناء على رغبة القراء ساوزع هذا العمل على فقرات (وحتى لا يصاب الاخرين بالملل)

    (عدل بواسطة فيصل عباس on 03-12-2009, 12:56 PM)

                  

03-11-2009, 07:44 PM

Rihab Khalifa
<aRihab Khalifa
تاريخ التسجيل: 07-07-2006
مجموع المشاركات: 3738

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    متابعه باستمتاع و هدوء
    فيصل ازيك
                  

03-12-2009, 12:36 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: Rihab Khalifa)

    رحاب ازيك
    والله سعيدين بشوفتك وباستمتاعك الهنا
    خاصة وانك ركبتي معانا موجة العيال وفكرة الصراع
    المدور فينا
    عموما شوفي حكاوي حبوبتنا سلمى واستمعي

    وهاكي الحجوة (بهديها ليس ربنا يحفظه ليك)


    ود السلطان
    قالوا : كان في بلدة من البلدان سلطان _لا سلطان الا رب العالمين _ وكان له ولد مثل قمر التمام اسمه عبد السلام . ومرض السلطان وجكم فيه الله بحكمه .وصار عبد السلام يتيما وكانت امه امرأه ذكيه فقالت له : يا ولدي انت ابوك سلطان وضروري انت تبقى سلطان . دحين اوعك من الاصحاب الناس اكترن يصاحبونك فيشان مالك وفيشان ملكك وقليل فيهم اليصاحبك فيشان نفسك .
    وقال عبد السلام لامه : ولكين اسوي شنو؟
    فقالت له امه : اسلق تلاته بيضات وكل من تصاحبه ناديه للفطورمعاك واخر الفطور لنص النهار وجيب التلات بيضات واكان اكل واحده وخلى ليك اتنين خله ما تصاحبه فيشان دا كداب وغشاش وداير يوريك انه بيحبك اكثر من نفسه وكان اكل اكل اتنين وخلى ليك واحده خلة وما تصاحبه فيشان ده ناعنده ذوق ورياد لنفسه والقاسمك صاحبه .
    وصاحب عبد السلام اول مرة ولد الوزير وانبسط منه شديد وذات يوم دعاه ليفطر معه ، واحضر التلات بيضات كما اوصته امه وقشر هو بيضه وولد الوزير بيضه واكلها كلها وفضلت البيضه الثالثه فقال ولد السلطان لولد الوزير اكل البيضه دي
    وحلف ولد الوزير الا ياكلها فاكلها ولد السلطان ولكنه لم يصاحب ولد الوزير بعد ذلك .
    وبعد هذا صاحب ولد القاضي ودعاه ليفطر معه وقدم له تلات بيضات مسلوقه فاكلها وكانت هذه الحادثة نهايه صحبتهما
    ثم صاحب ولد سر التجار وقدم له البيضات الثلاث فنظر اليهما وقال : دا فطور شنو وابى ياكل فعلم ولد السلطان انه متكبر ومتنعم فترك صحبته
    ثم وجد ولد السلطان ولدا بملابس رثه فساله عن نفسه فقال له انا ابن حطاب ولا اصلح لصحبتك
    ولكن عبد السلام اصر على على ابن الجطاب ان يصاحبه وكان يخرج معه للصيد كل يوم وتعلم من ابن الحطاب كيف يستعمل العكاز وكيف يقتل الحشرات الموذيه كالثعبان وكيف يضارب الاعداء وكان عبد السلام يرجع الي امه كل يوم متسخ الملابس واحيانا تكون على راسه شجة واحيانا تكون في رجله شوكه واحب عبد السلام ولد الحطاب لأنه تعلم منه اشياء كثيره وكان ولد الحطاب ياخذ عبد السلام معه الي عشته فياكل فيها كسرة بملح وشطه وبعض سنابل عيش الريق المشويه وذات يوم دعا عبد السلام ولد الحطاب الي منزله وقدم له التلات بيضات مسلوقه فقشر ولد الحطاب البيضات التلات واخرج سكينه وقسم احدى البيضات نصفين وقال لولد السلطان
    انا باخد بيضه ونص وانت بيضه ونص
    وسر ولد عبد السلام جدا واخبر امه بما فعلة ولد الحطاب فقالت له : دا احسن صاحب خليك معاه
    ومن ذلك اليوم صار ولد الحطاب صديقا لولد السلطان ولما كبر ولد السلطان وصار سلطانا جعل ولد الحطاب وزيرا له وعاشا عيشة سعيدة الي جاء هادم اللذات وهازم المسرات ...
                  

03-12-2009, 01:01 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (2)

    امى العزيزة امى

    انتى كعينى وقلبى

    انتى اعز على

    من كل اهلى وصحبى



    وهى كذلك فهى (العزيزة) التى تسال عن (ظروفنا ) وحروفنا وكلماتنا ، تسبح باغنيات غيابنا وترتب حناياناحتى ونحن فى تلك الاصقاع البعيدة معنا تجدها فى المنام والصحو فى الحضور حضور وفى الغياب حضور ، ترتب بشجوها (الحنين) الخلايا لدن كل منا فنستبين كم كنا نفتقدها اجمعنا

    لا تمر لحظة دون شجن يذكرنا بطفولتنا فتنساب الحكايا كجدول، تحكى لك مغامراتك ومغامرات غيرك من اخوتك ، وتزهو بصبانا الحلو ، تلك الحكايا الملفوفة بسلوفان حب اجترحته لنا



    هى امى ، الصديقة حين تعز الصديقات ، تنبه الى خطورة الموقف ان كان من تلك النواحى العاطفية الفجة ، لا تعير اى التفات لاى موقف هش ، فقط تقول لك:

    ـ يا هو كدى ،دا ما نافع انسيهو دا جاهل

    او تجدها تصفف لك شعر حكاية مماثلة فى دقة حتى لا تستبين ايهما تتحدث عنه انت ام الذى حكت لك حكايته ، وفى نهاية الامر ترى الى خيبتك وحدك دون ان تقول لك كم انت خائب ، وذلك امر محسوم.

    كانت محل الاستشارة لاى كان فهى الكبيرة لدنا وهى الام التى تتقطع حناياها لاجلنا منذ ان كنا صغارا فهى المرجع لاىّ منا

    اذكر وكنا صبية بعد ، كنت عائدة من درس العصر حيث كانت تلك الدروس الزامية خاصة حين كنا ممتحنين لمرحلة الثانوى العالى ، كانت المدرسة تبعد عدة كيلومترات من البيت ، نذهب راجلين رغم ذلك فلم تكن المواصلات بالامر المتاح فى تلك الايام الا للصباحات المدرسية ، فى العصر كنا واحد من امرين اما ان نبقى فى المدرسة حتى يحين (درس العصر)او نعود راجلين الى بيوتنا، ، بناءعلى رغباتنا الطفولية نبقى فى المدرسة حتى موعد الحصص العصرية ، نتشاغل بالدراسة او المطالعة التى كنت ادمنها، احيانا كنت اتوجه الى بيت ابنة خالتى اعتماد العبادى عليها الرحمة ذلكم القريب الى المدرسة ..او ابقى صحبة نفيسة عبد الرحمن زميلة الصبا ، او امال الركابى

    كنت اذن فى المرحلة المتوسطة او الثانوية العامة منتصف السبعينات من القرن العشرين كنا رهط من التلميذات عائدات من المدرسة ذلك الوقت (قبل قليل من ميقات صلاةالمغرب )حيث الرؤية ليست تلك الواضحة ، شخص ما استوقفنى ، مدّ الىّ
                  

03-12-2009, 01:05 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (3)

    بكتاب ، كنت ارتجف فى تلك اللحظة خوفا ، لان الصبية كانوا يلعبون كرة القدم فى الميدان الذى يشق الحى الى نصفين ، بطبيعة الحال كان بين اولئك الصبية احد اخوتى ، لذلك اعترانى الخوف من ان يرانى ، فلبثت خائفة لم اكلم الصبى الذى مد الى بالكتاب بكلمة واحدة فالخوف هو سيد اللحظة ، لم اتبين من هو الا بعد سنوات من ذلك الحادث ، لعله الان نسى ما فعل بى تلك الامسية ( قالوا انه محاضر باحد الجامعات الكبيرة فى الخرطوم ، فقد كان يكبرنى بعدد من الاعوام) ، المهم اننى اخذت الكتاب ، لم اكن اعرف ما فى داخله ، لذلك حين دلفت الى الباب مرتعبة مددته الى امى ، التى كانت تعرف جيدا كيف تقرأ وهى خريجة المدرسة الوسطى فى ام درمان تلك المدرسة التى ظلت متعلقة بها الى هذا اليوم ، تحكى لك عن تفاصيل الدراسة وتصف ما تعلمناه بالخائب وتصف السلم التعليمى بانه كارثة ادت الى اميتنا ونحن الذين كنا نفاخر اننا درسنا مراحل احسن بكثير من غيرنا من الاخوةونحن فوق كل ذلك كانت تعدنا احسن حالا من احفادها الذين ماتت اللغة على ايامهم ايا كانت العربية ام الانجليزية (ابنتى كانت تفاخر نديداتها انها تلميذة لجدتها وكذا ابناء اخوتى الذين تربوا معنا فى البيت )

    كانت ذات بال طويل لا تعنى المشاغبات الطفولية لها الا كل الخير ، المهم ان تلك اللحظة التى دلقت اليها بالكتاب كانت لحظة مهيبة كنت اخشى ان توبخنى وان تقيم الدنيا ولا تقعدها كمثل الامهات اللاتى عرفتهن صارمات تجاه امثال تلك الافعال الصبيانية ، لكنها طالعت الخطاب الزى كان ملفوفا الى قلب الكتاب ، لم تقل سوى

    ـ انه زول ما عندو ذوق

    لكن تلك اللحظة ابت ان تمضى بسلام لان حذيفة شقيقى الاصغر كان قد لمح الصبى وهو يمد إلّى بالكتاب ، وعاد بعد اللعب مستأسدا ، اخذنى الى جانب مهددا

    ـ لو ما دفعتى لى حق السينما ، حاكلم امى

    هى سمعته ، فجاءت الى مكان وقوفه :

    ـ تكلمنى بشنو ؟

    ـ بالولد الاداها الكتاب

    ـ دا ولد طايش قبيل قرينا الجواب وشرطناهو

    وحطت رائحة الابتزاز ارضا مع كلماتها الاخيرة

    لم تكن بالقاسية ابدا ، رغم ان كل الدوافع كانت فى صالح تلك الخاصية على العكس منها كان ابى، فابى كان رجل متشددا معنا غاية التشدد مع ذلك فى داخله ينام طفل من الود واللطف ، لكن ربما لانه تربى فى وسط كالح الملامح لم يشا ان يغير تلك القسوة من على ظهر قلبه فلم تكن قسوة عظيمة كالتى نراها لدن الاخرين من ابناء جيله ، كان حريصا ان نتخرج فى اعلى المدارس ، رغم انه لم يقل ذلك لاحد منا ، لكنه كان يرمى الينا بذلك القفاز من التحفيز موازيا يرينا كيف ان ابن فلان قد نال اعلى الدرجات فى الجامعة وابنة فلان فعلت نفس الامر ، يشهدنا على ابناء اهله من الذين تلقوا اعلى الدرجات ويظل يضرب الامثال الى ما لانهاية، ولم ننتبه الى ذلك التحفيز الا بعد رحيله
                  

03-12-2009, 01:07 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (4)
    اكتشفت على صعيد خاص انه كان يحمل ما كتبته فى الصحف السودانية طوال سنوات الدراسة فى معهد الموسيقى والمسرح الى ملف اجترحه لتلك الاوراق وما بعد التخرج وكيف انه كان يستمع الى برامجى الاذاعية بنهم وحرص حقيقيين،ولم ادرك ذلك الا حين ارسل الى آخر خطاب له قبل وفاته بقليل، حدثنى فى ذلك الخطاب عنها وانه ( عافى منى وراضى على ، و انه كان يعرف اننى احب تلك الكتابة التى جعلتنى معروفة لدى الناس ، وانه لم يكن ليقسو على الا لاجل مصلحتى )

    يا لهما ..كانا على النقيض ، فهى كانت تحمل شعرة معاوية وكثيرا ، تتحداه بها

    كان احيانايقسو حتى على نفسه لكنه الحب الذى ما كان يعرف كيف يبوح به ناحيتنا او باتجاهها!.



    مساء احد الاعوام فى منتصف السبعينات لعله العام 1974 وكانت امى حبلى فى آخر ابنائها ، كنت فى الصف الاول الاول الثانوى لم اكن لاميز ان كانت امى حبلى ام لا، لكنها هكذا ، نادتنى اليها:


    ـ سلمى بتى ابقى عشرة على اخوانك ، انا ماشة المستشفى

    ـ مالك ياامى ؟

    ـ حاولد قيصرى

    ـ ليه ؟

    ـ لانو ، بعدين حتفهمى

    وخرجت من البيت ، لم تكن المستشفى ببعيدة عن مكان سكنانا، كنا ندخلها من السياج الزى كان مواجه بيتنا ، تفصلنا عن المستشفى بضعة امتار كنت خائفة لان النساء اللاتى كن يلدن بتلك الطريقة سمعت انهن يمتن فى الولادة بسبب رداءة المستشفى والتطبيب ، لكن امى لم تكن خائفة قط ، كأنى بها ترى الى ذلك الوضع على انه الاكثر صحة

    خرجت اذن تاركة خلفهاعلى عاتقى كل الاعباء ، ولم اكن فى تلك السن الا بحاجة الى ان اكون ما اريد ، وما تكون عليه الصبايا فى سنى

    لكنا فى تلك الازمان كنا نحمل عبء الاهل باكثر من اى شئ آخر ، كنا نحن الفتيات اللاتى نشأن فى تلك الايام تربينا على حسن ظن اهلنا فينا ، فكنا نتبارى فى ارضائهم ولانألوا جهدا فى ذلك مهما كلفنا من مشقة

    (حين دخلت المدرسة الثانوية كان كل حلمى ان اغدو محامية تلبية لرغبة امى نفيسة (جدتى) تلك المراة التى كانت فخورة باحد زوجات ابناء اختها التى كانت محامية وكانت كل رغبتها ان اعود فى مستقبلى تلك المحامية، تحدث صديقاتها عن تلك الرغبة العظيمة التى علىّ ان البيها لها ، ولم اتردد لحظة حين دخلت المدرسة الثانوية ، فى ذلك الحين كانوا يسمحون لنا
                  

03-12-2009, 01:11 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    [بالانتقال عبر المدن التى نختارها ، فكان ان اخترت امدرمان ، ودخلت احد مدارسها الثانوية لكنى لم اهنأ بتلك المدرسة فسرعان ما عاد والدى من الابيض ليصحبنى او ليسحبنى الى مدينة الابيض بحجة اننى لابد ان ادرس كلية المعلمات ، فى زعمى ان تلك المدرسة لم تكن لتؤهلنى لدخول كلية القانون فى جامعة الخرطوم ،لذلك لم اكن تلك المجدة فى التعاطى مع الدروس ، وانتقلت الى فضاء آخر ، لم اكن بعيدة عنه طوال حياتى ، فمنذ المرحلة المتوسطة كانت الكتب انيسى وجليسى لم افارقها قط لذلك غدت الان احد همومى طالما اننى لن ادخل كلية القانون ، بت اكثر حميمية معها ، اطالع الليل والنهار ، كان استاذى عمر مودى احد العلامات الفارقة فى تلك الفترة الى جانبى ، علمنى كيفية التعاطى مع اشياء جديدة ، الكتب السياسية والمعرفية لذلك لم اكن امّل القراءة والتحاور معه ، هو واستاذى محمود عمر محمود، كانا اول من اشرف على كتابتى المسرحية التى ازعم انها حولت مجرى حياتى الى هذه اللحظة ، لكن ابى كان مهموما من جانبه لان الاطفال كانوا فى حاجة الى من يعينه على تربيتهم على نحو مادى

    كانت الكلية تمنح الطالبات عددا من الجنيهات تعينهن على مسير الحياة ، لذلك كنت لا اتوانى عن الدفع بتلك المنصرفات الضئيلة الى يد والدى



    انجبت امى (هند) اخر العنقود ، لكنها لم تكن لتشكو قط حتى الآم الولادة التى تتعب النساء منها، كنت تراها عادية كأن لم يحدث شئ! فيما كان ابى يمرض وكنت من ناحيتى مريضةايضا ، هو اصابه اسهال غريب وكنت مثله ، لكنى تعلمت منها ان اكبح الخوف والمرض ، كانت لا تشكو قط الا فى القليل النادر ، حين لا تستطيع التغلب على الالم ، لكنها مع ذلك تجدها تلك الام التى ترعى بلا حدود



    فى العام 1982 كنت قد طالعت لاول مرة رواية الكاتب الكولمومبى جابريل جارثيا ماركيز (مئة عام من العزلة) وحينها كنت فى الصف الثانى فى المعهد العالى للموسيقى والمسرح كنت الحظ اننى كنت اطالع شخصية امى المماثلة لتلك الشخصية التى كانت الام وكانت الاخت وكانت الحبيبة التى تضفى على آل بيونديا كل تلك الحيوية ، كنت اسمى امى بارسولا تلك البطلة التى ما ماتت قط فى ثنايا الرواية منذ اول كلمة الى اخر لحظة ،لكن امى لم تمت حتى هذا الحين ، فلقد كانت الحياة التى لا تنضب

    اليوم السابع والعشرين من شهر يوليو للعام 2006 كان يوما فارقا فى حياتنا اجمعين نحن الذين تربينا فى كنفها ، وما وسعت تعلمنا معنى ان نكون ابناء صالحين وبنات صالحات ، كانت تتاسى على مآل حالى احيانا حيث لم استطع الى الثبات فى موقع الزوجة قط ، لكنها كانت ترد ذلك الى مشيئة الله الذى حبانى موهبة لم يهبها لاحد كما كانت تزعم ، لم يكن ذلك اليوم سوى علامة فارقة فى تاريخنا نحن ابناء الحاجة سكينة بنت بابكر سلامة ، حقيقة لا اعرف لها سوى ذلك الاسم ، لكننا كنا نداعبها بقولنا ( سيكو ) وكانت ترحب بتلك التسمية ضاحكة تقول ولسان حالها يردد ( (كتر خيركم دا دلعى ولا كيف ؟)

    كنا ندللها، نخاف عليها مر النسيم فهى من علمنا الى هذا اليوم معنى ان نكون ابناء صالحين محبين احدنا الاخر ، كنت اقول عن ذلك اليوم ، الذى ذكرته

    فى ذلك اليوم قلت لزملائى فى الجريدة ـ الخرطوم ـ (اليوم احس بحنق ما ، متوترة لحد الانزعاج ، اذا لم يوافنى احد ببرنامج سانتحر ) وضحكت من فكرة الانتحار تلك ، لكنى اقدمت على امر لم اكن مؤهلة له ، عادة لم اكن اعود الى البيت فى /Bبالانتقال عبر المدن التى نختارها ، فكان ان اخترت امدرمان ، ودخلت احد مدارسها الثانوية لكنى لم اهنأ بتلك المدرسة فسرعان ما عاد والدى من الابيض ليصحبنى او ليسحبنى الى مدينة الابيض بحجة اننى لابد ان ادرس كلية المعلمات ، فى زعمى ان تلك المدرسة لم تكن لتؤهلنى لدخول كلية القانون فى جامعة الخرطوم ،لذلك لم اكن تلك المجدة فى التعاطى مع الدروس ، وانتقلت الى فضاء آخر ، لم اكن بعيدة عنه طوال حياتى ، فمنذ المرحلة المتوسطة كانت الكتب انيسى وجليسى لم افارقها قط لذلك غدت الان احد همومى طالما اننى لن ادخل كلية القانون ، بت اكثر حميمية معها ، اطالع الليل والنهار ، كان استاذى عمر مودى احد العلامات الفارقة فى تلك الفترة الى جانبى ، علمنى كيفية التعاطى مع اشياء جديدة ، الكتب السياسية والمعرفية لذلك لم اكن امّل القراءة والتحاور معه ، هو واستاذى محمود عمر محمود، كانا اول من اشرف على كتابتى المسرحية التى ازعم انها حولت مجرى حياتى الى هذه اللحظة ، لكن ابى كان مهموما من جانبه لان الاطفال كانوا فى حاجة الى من يعينه على تربيتهم على نحو مادى

    كانت الكلية تمنح الطالبات عددا من الجنيهات تعينهن على مسير الحياة ، لذلك كنت لا اتوانى عن الدفع بتلك المنصرفات الضئيلة الى يد والدى



    انجبت امى (هند) اخر العنقود ، لكنها لم تكن لتشكو قط حتى الآم الولادة التى تتعب النساء منها، كنت تراها عادية كأن لم يحدث شئ! فيما كان ابى يمرض وكنت من ناحيتى مريضةايضا ، هو اصابه اسهال غريب وكنت مثله ، لكنى تعلمت منها ان اكبح الخوف والمرض ، كانت لا تشكو قط الا فى القليل النادر ، حين لا تستطيع التغلب على الالم ، لكنها مع ذلك تجدها تلك الام التى ترعى بلا حدود



    فى العام 1982 كنت قد طالعت لاول مرة رواية الكاتب الكولمومبى جابريل جارثيا ماركيز (مئة عام من العزلة) وحينها كنت فى الصف الثانى فى المعهد العالى للموسيقى والمسرح كنت الحظ اننى كنت اطالع شخصية امى المماثلة لتلك الشخصية التى كانت الام وكانت الاخت وكانت الحبيبة التى تضفى على آل بيونديا كل تلك الحيوية ، كنت اسمى امى بارسولا تلك البطلة التى ما ماتت قط فى ثنايا الرواية منذ اول كلمة الى اخر لحظة ،لكن امى لم تمت حتى هذا الحين ، فلقد كانت الحياة التى لا تنضب

    اليوم السابع والعشرين من شهر يوليو للعام 2006 كان يوما فارقا فى حياتنا اجمعين نحن الذين تربينا فى كنفها ، وما وسعت تعلمنا معنى ان نكون ابناء صالحين وبنات صالحات ، كانت تتاسى على مآل حالى احيانا حيث لم استطع الى الثبات فى موقع الزوجة قط ، لكنها كانت ترد ذلك الى مشيئة الله الذى حبانى موهبة لم يهبها لاحد كما كانت تزعم ، لم يكن ذلك اليوم سوى علامة فارقة فى تاريخنا نحن ابناء الحاجة سكينة بنت بابكر سلامة ، حقيقة لا اعرف لها سوى ذلك الاسم ، لكننا كنا نداعبها بقولنا ( سيكو ) وكانت ترحب بتلك التسمية ضاحكة تقول ولسان حالها يردد ( (كتر خيركم دا دلعى ولا كيف ؟)

    كنا ندللها، نخاف عليها مر النسيم فهى من علمنا الى هذا اليوم معنى ان نكون ابناء صالحين محبين احدنا الاخر ، كنت اقول عن ذلك اليوم ، الذى ذكرته

    فى ذلك اليوم قلت لزملائى فى الجريدة ـ الخرطوم ـ (اليوم احس بحنق ما ، متوترة لحد الانزعاج ، اذا لم يوافنى احد ببرنامج سانتحر ) وضحكت من فكرة الانتحار تلك ، لكنى اقدمت على امر لم اكن مؤهلة له ، عادة لم اكن اعود الى البيت فى ]
                  

03-12-2009, 01:13 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (6)
    تلك الساعة من العصر ، لكنى ما ترددت فى العودة ، فى المواصلات كنت احاول ان اقتل الوقت بحل الكلمات المتقاطعة حين وصلت الى نقطة نزولى احسست ان الباص كان سيمضى دون ان انزل ، فتوترت بعض الشئ ، لكنى سرعان ما وصلت البيت ، كنت جائعة حيث لم اتناول افطارى ذلك اليوم على غير العادة ولم انادى محمد نور بذلك الصوت الذى اقترحه لمناداته

    وصلت الى البيت اعلنت جوعى الماكر ، كان خالى حفيظ موجودا على غير العادة ايضا وعفراء شقيقتى كانت فى البيت ، قلت لهم متسائلة ان كان ثمة من يريد ان ياكل ، المهم اننى ( ختيت الغدا) واكلنا لكن امى لم تكن على عادتها تلك البشوشة ، كانت تبتسم نصف ابتسامة كلما سالناها امرا ، او كلما حكينا نكتة رغم انها تحب النكات وتحب الضحك كثيرا، وكثيرا ما كانت تحكى لنا عن تجارب لم نكن لنعلم عنها الا منها ، لم انتبه الى ذلك لانها كانت تشكو صداعا حادا ، جلبنا لها عدد من الحبوب المهدئة ، لكن ذلك لم يشفع ، قلت لها :

    ـ جبت ليك معاى الشعير يا حجوج ، وهسى ختيتو فى التلاجة اقول ليك نشربو سوا ، حاسة بانى محتاجة برضو شعير ، يا جميل

    خالى حفيظ طلب فى حالة نادرة ان اصنع له شايا ، فتهلل الجميع انهم سيشربون شايا من يدى بعد غيبة طويلة ،

    ـ قلت لها : امى شاى كيف ؟

    فردت بفتور:

    ـ ما دايرة

    ـ قلت لها : بُره ابت اللبن

    كانت تحب الشاى ايما حب ،لكنها ازمعت ان لا تشرب شايا ذلك اليوم اطلاقا ، نقلناها الى خارج الصالة ، فى الحوش حيث السرير الذى اعددناه لها ، جلست الى حافته ، واشارت ان نضع لها الكرسى لصلاة المغرب الذى كان قد حان فى تلك اللحظة ، حين كانت تتلو بعض الايات عقب الصلاة ، جئتها بعطر رششته على يدها وجسدها ، سالتها

    ـ :كيف لطيفة الريحة مش ؟

    اومات علامة الايجاب ، فقلت لها :

    ـ انه هدية من زول صديق اظنو قايلنى ( (معفنة ) كنت استدر ضحكها ، لكنها على غير العادة لم تضحك توجهت لسريرها ممدة جسدها النحيل ، تالية الشهادة لثلاث مرات واعقبتها بقولها (لا حول ولا قوة الا بالله ـ الله الله الله ) وصمتت عن الكلام المباح

    لوهلة ظننتها ستنام ، لكنها كانت تومئ الى الم فى راسها دون ان تتحدث او تنبس ، سالتهاعفراءمن جانبها ان تعد لها كركدى ، فاومات بالايجاب ، شربت منه جرعتين ثم ارجعتهما الى الارض ، اخرجت ما حوت معدتها من زبادى وكركدى وماء
                  

03-12-2009, 01:15 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (7)


    لم يكن حتى تلك اللحظة ليشك احد انها النهاية قط

    تنادينا بالتلفون كل من موقعه ، جئنا طائعين الى حضرت الجلالة التى نعزها كثيرا ننهى لها كل عصى امر وندخل الى باحة قلبها طائعين فتفتح لنا ابوابه بدفئ لا يضاهى ، اجتمعنا وقررنا ان ننقلها المستشفى ، طلبنا ان يجئ الاسعاف ، فى تلك اللحظة لم استطع النظر الى ناحيتها ، لم اتبين ان تلك اللحظة ستكون الفاصلة بين لقائى بها وبين دخولها الاسعاف وخروجها الابدى من البيت، ذلكم البيت الذى طالما سعت لاقتنائه وفعلت ما وسعها لذلك حدثتنى كم انها رفضت اى عرض ببيعه ذلك انها كانت تحلم ان يلتم شمل اسرتها فيه حلمت ان نكون يد واحدة وقلب واحد وروح واحدة، فهنا اجتمعنا لاول مرة بعد عودتنا من الابيض

    كانت تقول لنا (البنى ادم اهم شى انو يكون عندو بيت يا بيتى يا بتباتى ، يا ستار عيباتى ) كان هذا دعاؤها المفضل ، كثيرا ما قالت لنا فى ضحك (بوصويكم على البيت الكبير ابنوه )وبنينا البيت تشايلنا ( طوبه ورمله ، واسمنتيه، ومونته) ) ليكون لنا دارا تعزنا كما كانت تقول ،تطلع من دارك ينقل مقدارك مثلها الاعلى

    فى ذلك اليوم دخلت امى المستشفى وهى تكابد الغيبوبة ، لم تتكلم قط ، حتى رحيلها الفاجع ذاك

    فى المستشفى

    لم انم معها لسبب من الاسباب تعللت بها البنات من شقيقاتى لكنى لم اشأ اغضابهن ،فهن يعرفن وسائل التطبيب خير منى ، المهم ، اننى زرتها فى الصباح التالى ، لم اكن متفائلة لكنى لزمت الصمت تماما فلقد حدثنى صديق من الاطباء الذين اعرفهم ان تلك الحالة لن تتجاوز اليومين على اكثر الفروض ، خفت علىّ من الصدمة فحاولت ان اؤهل نفسى لتلقيها ، عدتها فى اليوم التالى ، لم تكن باحسن من السابق ، رغم محاولاتى الجادة فى الحديث اليها ، لكن بلا امل فى الاستجابة ،خرجت وكنت ادرك اننى لن التقيها مرة اخرى ، خرجت والحزن يسربلنى اجمعى ، اقترحت ان نذهب الى المسرح عسانى انسى وساوسى ،كانت صحبتى صديقتى الحنونة امنة امين ، لكنى فى المسرح انهارت روحى اجمعها ، عدت الى البيت، فى الحافلة بدات اكتب عنها كتبت طويلا حتى كاد الباص يجتاز محطتى ،كنت ابدو منهكة وروحى فى الحلقوم ، لم اكن على استعداد لفعل شئ سوى الصمت رغم التلفونات التى تلقيتها لكنى لم اكن مسرورة بها ، حاولت ان ابدو عادية لكنى لم استطع الى ذلك الكون سبيلا

    كنت فى رحاب امى اتنقل من فيض الى آخر ، استدعى الماضى كله ان استطعت اليه سبيلا ،كان يجئ طائعا

    اتذكر الان بصفاء يوم ان كنت فى اول مراحل العيش هناك فى مدينةالابيض يومها لم اكن سوى صبية لم ادخل الشباب بعد لكنى كنت حريصة على دخول مرحلة جديدة لم اكن مؤهلة لها قط ، كانت امى نفيسة (جدتى ) قد رحلت فى العام السابق ، تلك المرأة التى تربيت فى كنفها ،وكان حتام ان اعود الى اسرتى ، لا مفر ، فهذه اسرتى التى لا اعرفها وعلىّ ان افعل

    امى كانت فى تلك الفترة قد خرجت من احد الولادات لابن سيكون صديقى الابدى ، رغم الفارق الكبير بيننا فى السن لكنى احسه كائنا مغايرا ربما لان اسمه المغيرة ، وذلك الشاعر العربى الفذ بين اقرانه هو كذلك فذ ومغيرة ، جاءت تحمله وهو ابن العام بعد
                  

03-12-2009, 01:17 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (8)
    دخلت اذن الى فضاء اسرى جديد لم اكن اعرف فيه احدا ، رغم ان الكل كان يعرفنى لكنى كنت ازعم اننى انتمى الى عالم آخر واسرة اخرى لها ملامح اخرى لكنى اندلقت الى ذلك العالم مرة واحدةبلا تحفظ كما هى عادتى ، دخلت ذلك الرحاب الاسرى لاجدنى ابنة لاسرة كبيرة فيها تحتم على ان انام مع الجميع دون خصوصية كما اعتدت دائما فى بيت جدتى فهناك لى دولاب خاص وغرفة خاصة ومقتنيات من ذهب وغيره لكنى هنا ، اظل قابعة فى غرفة محتشدة بالاطفال فى ليالى الشتاء والمطر ،استمع الى من ينتظر اما تلقمه ثديها وهى المجهدة المتعبة المريضة دون ان تبلغ احدا بذلك المرض !

    حين بدانا حياتنا فى مدينة الابيض كان على ان ادخل مدرسة جديدة ، واتعرف الى اصدقاء جدد لكننى كنت اتعرف فى نفس الان الى امى ، عرفتها عن قرب...

    تلك الايام شهدت شدا شديدا بيننا كنت فى اوج المراهقة ، ويبدو لى انها لم تكن تعرف كيف تدير تلك الحقبة فى تاريخ الفتيات ، لم اكن متمردة بقدرما كنت عنيدة ، لم اكن افهم معنى ان اتفاعل مع تلك الحياة الجديدة على ، فكنت دائمة البكاء على حياة عشتها وهى لم تكن تعرف اننى افتقد ذلك العالم الذى لا يشبه هذا الذى اعيشه الآن ، كنت اتغيب عن البيت متشاغلة بالمدرسة وكثيرا ،ادعى احيانا ان الدرس اخذ وقتا اطول ، او ما شابه ، اتوارى خلف الكتب ، لكنى لم اكن لاعرف ان الحياة ستمضى بى الى النهاية فى تلك الامكنة ، لم اكن اعرف انى ساتعرف الى امى بعد ذلك بتلك الشفافية

    دخلت مرحلة جديدة بعد تلك المرحلة ، بدأت اتصادق وامى ، خاصة بعد ان تزوجت ، كانت تقول لى (الكتوف اتلاحقت ) لم نعد الام والبنت ، بل البنت الصديقة ، عادت صديقتى ، لم اعثر على غيرها صدقا وصراحة ، كنا حين نخرج معا يسالنى الناس :

    ـ لاقيناك مع اختك

    لم اكن استغرب الدهشة فهى لم يكن عليها اثر من آثار الزمن قط ، تمتلك وجها طفولياووسامة غير عادية لامراة فى سنها...طويلة حتى انك تنحنى حين السلام عليها ، لها شلوخ عريضة ( عارض ) ووجه مريح حين تنظر اليها ، ابتسامة كما الاطفال ، ضحك كما الشهد ، وصوت كنت اقول لها عنه صوت مذيعة يا امى

    حين بدات صداقتنا كانت فى الار بعين وكنت فى اول العشرين من عمرى ، لعلها كانت تنظر الى بعين الاخت التى لم تنلها فى حياتها فهى الابنة الوحيدة التى لم تكن مدللة بقدرمامحبوبة ، كانت لا (تنهر) او تتحدث اليك بفاسق القول ، ولعلى لم اسمعها تردد مقولة جارحة لاحد ، ليس لانها امى لكنها لم تفعل ، حتى فى احلك لحظات الغضب كانت تتماسك ولا ترد بكلمة نابية ، لم ترد على احد فى مرة بكلمة غير لائقة ، وان تصادف وقالها احدنا فالويل له :

    ـ دا كلام ما بتقال فى البيوت ، عارف لو عايز تقولو ...هناك فى الشارع ، ما اسمع كلمة زى دى فى البيت دا تانى مفهوم؟

    هى امى سكينة التى ما توانت فى فعل ما هو مثمر لحياتنا بدءا من حرصها على شراء البيت الى تعميره الى التوصية بشان ان يظل مفتوحا مهما كان .

    فى احيان كثيرة كانت ان اخطا احدنافى حقها تجئ اليه معتذرة ، لم يكن اعتذارا مباشرا لكنك تجدها تقول لك :

    ـ انا الليلة زعلت فلان ( اى واحد من ابنائها ) ما قصدت لكين فلتت اعصابى بس ، تانى ما بعمل كدى لانو زعلو ما بقدر على
                  

03-12-2009, 01:22 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (9)
    كنت اتساءل لماذا كل هذا الضجيج حولى وكنت متنعمة بحبوبة لا تضن على قط ؟ وظلت الاسئلة حارة لكن امى استطاعت الى تبريدها بمكيف الحب الذى لا يعرف الحرارة او البرودة فهو دافئ مثل قلبها ، وجدتنى اتكيف مع تلك العيشة التى لم تكن تروق لى الا بمساعدة جليلة من امى ، الهمتنى عدد من المعارف وعلمتنى اكثر مما تعلمته فى المدارس ، لكننى بغتة اجدها تنسرب من بين يدى فى ذلكم اليوم من العام 2006،اليوم السابع والعشرين من يوليو لا استغرب ولا استبعد الموت لاى احد لكنى بموازاة امى لا استطيع الى فهم تلك الكلمات القليلة التى تعرف الموت لكنه يظل الحقيقة الوحيدة فى هذا العالم ، رغم انه الكائن الوحيد الذى ينهى لك اجمل الاحلام لكنه حقيقة وحيدة منذ الازل والى الابد

    الليل الذى لا يحمل صوت امى محمول على اجنحة الصمت هو ليل تعيس ، كانت امى تحب الليل لانها تدخل غار الروح وتنبش فى الحناياتفتش عن سبيل لنا فى الحياة ، تدعو وتدعو ان ( لا يخيب احدنا ) او يصيبه الفشل ، كانت تخشى ان يفشل احدنا لذلك لم تكن تهدا ايام الامتحانات ،تجدها تقف على راس كل ساعة تسال : هل استطيع ان احل لك مشكلة ، او تجدها تصنع الشاى ( عشان الواحد ما ينوم ) ذاكروا ، قرايتكم هى البتنفعكم ، ما فى زول دايم ليكم غير العلم ، لو ما اتعلمت ، ما كنت حاقدر اساعدكم ابدا ، الله يبارك فى خالى امين الدخلنى المدرسة

    ابوى ما كان عارف انى بمشى المدرسة ، كنت بصحى الصباح بدرى ، بغسل ، واكوى ، بنضف مع امى ، ولو ما هى برضو ما كنت مشيت المدرسة ، كانت حريصة انى ادخل المدرسة ، مرات كانت بتضارى لى لو اتاخرت فى المدرسة ، لانو مرات بكون عندنا نشاطات او يكون فى ضيف جاى المدرسة ايام الانجليز طبعا بنعمل ليهو الحاجات زى الوجبات وكدى او المعارض بتاعة الخياطة والاعمال اليدوية ، بنوريهو كيف المدرسة ماشة بدخلو معانا الحصص عشان يشوفو مدى حرصنا على الدراسة كنت بحب المدرسة ، وشاطرة ، يعنى لو كنت واصلت كنت حاكون واحدة من المعلمات البتعرفوهن ديل ، ناس ثريا امبابى ، وغيرها ،لمن دخلت الثانوى ، طبعا خالى امين كان مسافر فى مامورية فى جوبا اظنو ، عشان كده كان انى اتزوجت وما ندمانة انى اتزوجت ، لانى جبتكم ، احسن ناس خرجتكم ، والما اتخرج فى المدرسة اتخرج للحياة ، احسن عامل ، يعنى الدنيا الا الناس كلهن يبقو دكاترة ؟ نان كان بقو كلهن دكاترة البصلح الموتورات منو والبعدل المكسور منو ؟ الدنيا دايرة دا ودايرة دا ، انتو تراكم الحمد لله وليداتى كلكن ان بقى الواحد حداد ، وان بقى دكتور كلكن واحد ، يا حليلكن ، بس للدنيا والزمان خلو البينكن عامرة))

    هى تلكم المراة الصلدة التى سهرت ايما سهر على كل واحد فينا دون ان تكل او تمل ، ذاكرت منذ الابتدائى الى الثانوى ، فهى كما تقول ( نحنا زمان درسنا لغاية ريدر سكيس،والانجليز هن الدرسونا يعنى مسز فريتول ) وتمضى لتحكى لك عنها تلكم المراة التى كانوا يخترعون لها الاغنيات وهى ما تنى تجوب الفصل بحثا عن تلك المزعجة ، لكنها لا تجدهاقط...

    الفصول الدراسية كانت اربعة فى المرحلة الابتدائية واربعة فى الوسطى واربعة فى الثانوى تبدأ الدراسة فى السادسة صباحا ( معناه انى اصحى صلاة الصبح ومن الساعة ديك لغاية ما ارجع البيت بكون فى المدرسة ، زميلاتى فى المدرسة كانوا ما كتيرات يعنى فى الفصل كنا بالعدد لانو الناس كانت بتعتبر التعليم فى مدارس النصارى كعب ، عشان كده كنا
                  

03-12-2009, 01:25 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (10)

    حريصات اننا لازم نتعلم ، ولانو ناس فاطمة احمد ابراهيم كانوا قدوتنا ، كنا متحفزات لدخول المدرسة الثانوية ، او نشتغل مدرسات، المدرسات كانن محترمات وعندهن وضعهن الاجتماعى المميز بالنسبة للمجتمع يعنى ، غير كدى كانت كل واحدة مننا عاوزة تبقى حاجة لانو الوكت داك الشغل ياهو التدريس والتمريض ، ناس خديجة عمر وغيرها من الممرضات يعنى الناس كانو بحترموهن ، لكين دخلتونى اكبر مدرسة اتعلمت الما علمتنى يا هو المدارس ، الحمد لله انى امكم

    لامى قصص بلا نهاية تبدأها منذ الصبا لتنتهى فى الابيض ، تجمع الحكايا فى قالب لعله من السحرية الواقعية ، لانها لا تترك لك مجالا الا لسماعها .. الابيض كانت المحطة التى التقيت فيها امى لاول مرة بعد كل ذلك العمر وجدتنى ( لم اتعدالثانية عشرة حين رحلت جدتى لامى)

    فى تلكم الفترة تقرران نسافر الى مدينة الابيض ، لم اكن اعرف احدا قط ، سوى اسرتى ـ امى واخوتى وابى ـ لم اكن امتلك الشجاعة للسفر مغادرة امدرمان الى بقعة اخرى ، لكن ذلك كان لابد ان يحدث ، الالفة بينى وبين امى لم تكن تلك الالفة الحميمة ، صحيح اننى اكبر البنات لكنى لم اكن بعد قد اعتدت مفارقة ما كنت اعيشه من وضع متفرد ، فلى خصوصيتى التى انسحبت ابسطتها حالما وصلت الابيض ، ولى قولى فى الاشياء ، لكنه انحسر بدخولى الى بيت السكة الحديد فى مدينة الابيض ، حين انزلت (السقاطة) لاول مرة عن الباب ودفعته داخلة تلك اللحظة اعلنت سقوطى فى فخ جديد اسمه الاسرة الكبيرة ، التى فيها الاب والام والاخوان والاخوات البعض فى المدارس والاخر فى رياض الاطفال ، وكان على فوق كل ذلك ان اغدو اما فى غياب امى ، ان افعل ما وسعنى كيما اسد( الخانات) التى تتركها امى بسفرها الى عزاء او مناسبة لا تودنا حضورا فيها ،وما اكثرها فهى تربت فى امدرمان بين اهلهاهناك ، البعض منهم قريب جدا ، والاخر لم تكن معنية به، فهى لا تسافر الا للاقربين الذين ترى انهم اولى بالمعروف ،تسافر امى وتترك كل ما يخصها من ( زوجها ) الى اصغر اطفالها فى رعايتى ، وكنت ادخل فى تحد مع نفسى وكثيرا ، كيف لى ان ارعى كل تلك الاسرة وفى البال اننى فى الثالثة عشر من العمر ؟ لكنى غالبا ما كنت اجتاز تلك الامتحانات التى تدخلنى الى متنها امى...

    بدات فى تلك الفترة من العمر معرفة ان اغدو اما قبل ان اصبح اما حقيقية،وان اتعلم الطبخ وماذا يعنى ان اسهر على راحة طفل فى البيت اصابه مرض ، اركن الى روحى متساءلة كيف لى ان اطببه ولم اكن بالعارفة اصول تطبيب الاطفال ، لكنى خبرت كل ذلك عبر امى

    فى بعض الاوقات كانت تمربنا احلك الظروف ، لم يكن البيت يشكو قلة الفئران فحسب، بل كان اكثر بؤسا من ذلك ، لكنها لا تشكو ، بل تثابر فى بيع ما امكنها من (الهبابات ، والفوط) التى ترسل فى سبيلها اخوتى الصغار الى محطة السكة الحديد كيما يعود الواحد بما يعادل وجبة للفول نشتريها من (نادى السكة الحديد ) المجاور بيتنا ، ونستلذ بها

    لم نكن نضج بالشكوى كما يفعل غيرنا وما كان احد ليعرف ان ذلك حدث فى بيتنا ، نبيع الدجاج كيما نشترى اللحم ، والخضار ، نزرع فى خلفية البيت كيما نتحصل على مصاريفنا سعيدين بالكفاية التى ننجزهالاننا وهبنا انفسنا لتلك الحقيقة التى ارادتها امى ان نكون ما نريد ، فهى لم تتدخل فى دراسة اى منا لم تحدد كما تفعل كثير من اخواتها او اخوتها ، تركت كل واحد منا يحدد مساره ، ولم تتخلف عن زرع قيمة العمل لدى كل منا مهما كانت مهنته..

    حين بدات العمل فى الاذاعة السودانية كانت تصحو كعادتها للصلاة فى الفجر ، تجدنى ما زلت يقظة امامى كتبى واوراقى تنادينى

    ـ محمد عبدالرحيم انت لسه صاحى ؟
                  

03-12-2009, 01:26 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (11)

    ومحمد عبد الرحيم هو زوج خالتها اسماء بنت حسنى بنت عبد الرحمن ، وهو المؤرخ المعروف ، كانت تحكى لنا كيف انه يحب القراءة والكتابة والتوثيق ، لذلك كانت تلقبنى بذلك اللقب ، ولا تنى تحدثنى عن ضرورة مراعاة الصحة فالانسان العليل لا يقدم لاهله او عمله اى شئ طالما انه غير مرتاح ، واقوم الى النوم فى تلك الساعة ...

    فى ذات يوم كنت اجلس الى سريري ولم اغفل لحظة عن روايةكنت اقرأ فيها ( فرسان الرمال )للكاتب البرازيلى جورج امادو، كنت ابكى بصوت مسموع ، جاءت الى حيث كنت اجلس ،كانت خائفة ان يكون قد حدث لى مكروه، حين وجدت الكتاب فى يدى ، ضحكت منى وقالت لى:

    ـ يا بتى الكتب ديل بجيبن ليك مرض ، ما قلنا ما تقرى لكين البكا لزومو شنو ؟

    لكنى الحيت عليها ان تقرأها ففعلت ، حينها ضبطتها متلبسة ولم اقل شيئا سوى انى رردت عليها بقولها (القراية ما ابيناها لكين البكا لزومو شنو)

    كنا اذا اردنا ان نتآمر على امى نجلب لها مجلة (صباح ) او ( المغامرون الخمسة او مجلة ميكى) لحظتها كل ما نبتغى فهو مجاب لانها حين تطالع تلك المجلات والكتب فانها لا تعى سوى الضحك ، ونحن من جانبنا نفعل ما نشاء حتى اذا ما انتهت مهمتناوعادت الامور الى نصابها سالتنا عما حدث فنجيبها انها الفاعلة وانها هى التى اذنت لنا بفعل كل ذلك ، لكنها لا تغضب ، وتحكى لنا كيف انهم كانوا يفعلون نفس الامر بامهم، فقط الادوات هى المختلفة

    (كنا لمن ندور حاجة من امى الله يرحما ويغفر ليها بنجى ليهاحقيقة العيال هم البسوو كدى ، يعنى خالكم حميد يا حليلو ، لمن يدور يمشى السينما بجيها يسالا : يمه القروش وين وهى بتكون عشان السكرى دايخة بين نايمة وصاحية توصف ليهو ويشيل ويمشى لمن يجى راجع نص الليل تسالو :

    ـ وين كنت ؟ يقول ليها :

    ـ كنت فى السينما ، تقول ليهو :

    ـ الاداك منو ؟ يقول ليها

    ـ انتى ، تستغرب ، فيقول ليها

    ـ انتى وصفتى لى محل القروش ، تضحك ، لانها بتكون بين نايمة وصاحية )

    تمتلك امى نواصى عديدة للباقة واللياقة ، فهى التى تصالح بين الازواج حين يختلفون ، وهى التى يعود لها صاحب كل وجعة فيخرج من لدنها فرحا كانما ولد من جديد

    لم اشهد كل اولئك البشر فى حضرة تشييع فى الفترة الاخيرة بالمقدار الذى شهدته يوم ان تم تشييع امى يا لها من امراة ، فنحن على سبيل المثال لم نجتمع كاخوة منذ امد طويل ، جاء جمعنا كاننا نعلم اننا نودعها ، جاء كل من احبت الى تشييعها ، من كل الانحاء فى العاصمة وما حولها ، كل الذين جاءوا لزيارتهاعادوا من المستشفى الى البيت لحضور وداعها وداع
                  

03-12-2009, 01:28 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (12)

    ملوكى بالقدر الذى تكونه الملوكية وهى تستحقه لانها امراة هى الكمال ان كان للكمال حد فهى التى تصله ، لانها مؤهلة لذلك..

    حين دخلت المعهد العالى للموسيقى والمسرح جاءتها احد بنات خالتها محتجة

    (المعهد دا محل الصعاليك ، كيف تخلى بتك تقرا فيهو ؟ )

    كان ردها باردا وحكيما

    :ـ دى رغبتا وما اظن اقدر اغير حاجة هسى وبعدين الصعاليك ديل فى اى حته قاعدين كان فى المعهد وكان فى الجامعة ، البنية دى الحاجة البتحبها وما اتعودت احدد لواحد من اولادى نوع الدراسة دحين خلاص البقى بقى وما اظن يتغير )

    بعد تخرجى فى المعهد واشتغالى فى الاذاعة جاءت نفس بنت خالتها وادلت باقوالهافى شان عملى فى الاذاعة لكنها ايضا كانت نفس تلك المراة :

    ـ هسى يعنى بعد ما قرت كل السنين دى واتخرجت ، اها تشتغل وين ؟ ما ياها فى الاذاعة او التلفزيون ، يا اختى الزمن دا الاولاد ما زى زمنا انحنا،كل زول بعرف محل راحتو وراحتا فى الاذاعة، يعنى حناكل زمنا وزمن غيرنا ؟

    هى هكذا امى لا تود ان تجعل من نفسها وصيا على احد على الرغم من ان ذلك حق من حقوقها ، لكنها لا تكثرث لذلك فهى فى قناعتها الراسخة المؤسسة على الحس الديمقراطى تتصور ان كل واحد ( حر )فى ان يقرأ ما يريد ويتخرج كيفما شاء ،فقط تعتقد ان مهمتها قد انتهت بالتخرج .

    لم تكن تغضب الا فى القليل النادر ، وكنت اندهش لحظة ان يقول احد اخوتى ان امى مصابة بارتفاع الضغط ، ذلك انها نادرا ما تغضب ، ليس بسبب العجز او الضعف بقدرما بسبب السماحة التى تلبسها ثوبا ، الم تكن تلك المراة التى نضحك منها حين (تهيج ) وتفلت عيارات الغضب لدنها ؟

    كنت فى احد المرات قد سافرت الى مدينة من مدن السودان فى رحلة مدرسية وكان ان عدت بما لدى تلك المدينة من ازياء لعلها مدينة بورتسودان ، اعجبتنى ( برنيطة ) كما اسمتها امى ، فى ذلك الحين كان المغيرة هو المفضل لدى من دون الخلق فى بيتنا ، لذلك اهديته البرنيطة ، لكن احمد الصغير انذاك لم يكن يدرك ان تلك البرنيطة ليست سوى شئ خاص به ، فلم يتركها لصاحبها ، وتشاجرا ذلك الشجار الطفولى ، وجاء من يحمل الخبر الى امى عن تلك المعركة ، كانت حسبما اذكر ( تعوس )فى الراكوبة الواقعة فى اقصى بقعة من البيت ، لم تحتد ولم يشغلها مجرى الاحداث ، من مكانها ذلك تعالى صوتها ناهرا :

    ـ يا ولد ادى اخوك البرنيطة يبرنط قلبك

    ما نزال نضحك فى تلك العبارة الطفولية الصادرة عن امى

    يا لامى ، فهى انسانة لم تكن سوى طفلة كبيرة والا لما استطاعت ان تفعل كل الذى فعلته لاجلنا
                  

03-12-2009, 01:30 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)


    (13)
    فى المدرسة الثانوية لم اكن فى حال يسمح لى ان اكون سوى ما كنته فلم تكن دراسة التدبير المنزلى احد همومى ، كنت كل ( حصة ) اجابه بالطرد من لدن الفصل ، اخرج راضية مرضية بل احيانا يعترينى الفرح ، حين كاشفت امى فى ذلك الصدد قالت لى (جيبى لى انا بخيط ليك )

    كنت كلما اكملت صفا دراسيا تسالنى الزميلات

    ( اها امك جابت كم ؟)

    لم تكن الامور تستهوينى على العكس من امى تماما، فلقد كانت احسن من يخيط لنا الفساتين فى المناسبات حتى اذا كبرنا بتنا نتعالى عليها ونرفض ما كانت تحيكه لنا ، مع ذلك كانت تفعل ليس رغما عنا لكن (بالمنطق ) :

    ـ الزول كان ما عندو ما بعاين للفى ايد الناس ودى قدرتنا ، كان ما دايرين خلاص على كيفكن، لكين الزول احسن يعمل البقدر عليهو ، والحياة ما ها هدوم ، العلم يا هو سماحة البنات ، باكر لمن تتخرجن البسن الدايراتنو ، على كيفكن، لكين هسى دا العندنا وما فى غيرو

    ونذعن لها صاغرين لانها لم تتجاوز الحقيقة قط

    تلك المراة التى ما توانت ان تبيع كل ما ملكت من مصوغات ذهبية لتكرمنا بها فى اكمال مصاريف البيت والمدرسة

    فى الصباح ونحن ذهاب الى المدرسة كانت اول ما تفعله ان تضع لكل واحد من الاطفال افطاره الذى كان عبارة عن ( ساندوتش من العسل الذى تتوفر على صناعته فى البيت ، كانت تغلى السكر وتضيف له نقطتين من الليمون حتى يصير حامضا بعض الشئ وتلفه فى كيس من النايلون ، واحيانا تضع لنا ما تبقى من العشاء فى بستلة من الالمنيوم ) لم اكن تستهوينى فكرة الافطار ولعلى الى هذا اليوم لا اتعاطى افطارا ، ليس بسبب ان تلك الاطعمة لم تكن تروقنى ولكن بسبب اننى كنت ادخر

    (قروش الفطور لشراء الكتب نهاية الاسبوع )وتلك قصة اخرى

    امى يا لامى كانت تخترع الاكلات بدون لحم ، كثيرا ما تغدينا باكلات تعرف وحدها كيف تصنعها ، وتشهدنا عليها حتى نتعلمها وتقول :

    ـ الدنيا ما معروفة احسن تتعلمو تعملو من الفسيخ شربات

    وهذا ما كانت تفعله

    كانت تقطع البطاطس لانه ارخص خضار فى السوق ، او الباذنجان ، وتقليهما فى النار حتى يتحمر لونهما ، ثم تضيف اليهم قليل من الصلصة ولا يشترط ان تكون الصلصة المعلبة فهى كانت تصنعها وحدها من الطماطم فى المواسم وتدخرها لزمن ماكر ،ثم تضيف الى تلك الاطعمة البهارات وبعض الدقيق حتى تجعل لها قواما، وتقدمها لنا مع السلطة غداءا هنيا مريئا كما كانت تدعو لنا وتحمد الله على نعمته وتدعونا لنفس الفعل
                  

03-12-2009, 01:32 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (14)

    تعلمنا منها ان نقنع بما لدينا ، رغم اننا تربينا فى تلك الاوضاع القاهرة لكننا لم نتطاول على احد ، بل ظللنا نردد مقولاتها عن القناعة والزهد

    كثيرا ما كانت تحكى لنا عن جدى ذلكم الزاهد فى كل شئ فى الحياة وحين التقيناه علمنا اجمعنا من اين جاءت امى بكل تلك القناعة فى دواخلها حتى رحيلها كانت مثل ابيها قنوعة وراضية ، لم تكن تبحث عن شئ سوى ما يسترها وعيالها ، لم تتطلع الى علو ما كانت تستطيع الى بلوغه ولسان حالها

    ( مثل ما طار وقع )

    ولم اعرف ذلك المثل ومعناه الا حين قالته امى مؤمنة ان الانسان ليس من حقه ان ينظر الى اعلى دون ان يكون مؤهلا لتلك النظرة وكانت تسخر من اولئك الذين يتبجحون بما لا يملكون وتقول مثلها الشهير (الما بتشوفو فى بيت ابوك بخلعك )

    كنت احيانا احتد معها فى النقاش حول ان الانسان ينبغى ان ينظر الى اعلى مهما كانت العواقب عليه ان يسعى ، لكنها كانت ترفض الفكرة لان الانسان كما كانت ترى

    ( البنى آدم ولد البيئة لازم يتعايش مع واقعه ، لانه لو اختل توازنو ما بنعدل دحين الواحد يمد كراعو قدر لحافو واليوم اليتطاول يا هوالبقع )

    كانت حميمة مع اخوتها لاتعاتب منهم احدا حتى ان كان يستحق العتاب وتبرر ذلك

    ( الناس بقت مشدوهة ما زى زمان ، يا حليل زمان زمن الدنيا بخيرا ، كنت متحانين ومتعاصرين ، هسى بقى كل زول فى روحو ، لكين والله اخوانى ما مقصرين معاى فى شى ، شالو معاى وربو معاى للكسوة دى ما قصروا فيها ما خلو شى فى الدنيا دى ، دحين الحمد لله فى المحنة وانشا الله تنعدل عليهم جيهة ما قبلوا ، يا حليل زمان الدنيا بى خيرا )

    وتبدأ تحكى لك عن مامون وعبد الحفيظ وفخرى ، ومحى الدين وحميد هكذا كانت تناديه وفتحى ، الذى كثيرا ما اوصتنا به خيرا فهو اصغر اخوتها وتعده ابنا لها ، فهو منذ ان سكنا بيتنا(فى امبدة ) هذا او ما بعد ذلك بقليل فهو يسكن معنا ، لا ترضى فيه

    ( عضة النملة )

    كما كانت تقول ،

    اذكر انى فى ذات مرة مؤخرا كنت قد احتديت وخالى ( الافندى ) فاذا بامى تهيج وتغضب ايما غضب

    ( ما عندو زول غيركن ، يعنى يمشى وين ؟ يا هو اخوكن ويا هو حبيبكن ، تانى اسمعك تتكلمى معاهو كدى والله ازعل منك )

    ولم اشأ ان اغضبها منى ، منذ ذلك اليوم لم افعل ، ولعلى فى ذلك اليوم كنت امر بظروف نفسية سيئةجراء فقد احد الاصدقاء ، المهم ان الخال ما يزال يجهل تلك المشادة الحادة الاولى والاخيرة مع امى منذ عودتى التى لا اعرف سرها الى هذه اللحظة
                  

03-12-2009, 01:34 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (15)
    فبعد غياب امتد لخمسة عشر عاما وجدتنى منجذبة الى هذى البلاد ، عدت اليها ، لم اكن تلك التى خرجت قبل الآن ، عدت اكثر حميمية وامى ، لا استطيع ان اخرج دون ان اوقع على امر الخروج من البيت كنت انظر اليها وهى نائمة قيلولتها لحظة خروجى واحس اننى لن التقيها فى حال عودتى ، كنت احرص حين عودتى ان اكشف غطاء وجهها واتاملها وهى نائمة ، احيانا افعل واحيانا اسالمها من بعيد حتى لا ازعجهافى منامها

    فى الصباح كنت اقدم لها جريدة الامس فى الغالب لانى اعود متاخرة وتكون هى اما نائمة او ان الاضاءة لا تعينها على القراءة ، كانت تطالع الصحف بنهم غريب ، وتحلل الاخبار ، لا يعجبها الحال المائل ، كانت تحرص ان تناقشنى فيما اكتب ، وتقول لى محذرة

    ( يا بتى خليك فى السليم )

    لكنها مع ذلك كانت معجبة ب(فياقة حريم )

    مرددة مقولتها

    (الكلام الصح ما بدوروه الناس ديل خلى بالك من نفسك ياامى)

    لم تكن تدرك مدى حرصى على ان تقرأ عمودى كل يوم سبت ، كنت فى احيان كثيرة حين امد لها بالجريدة تسالنى:

    ( اها الليلة مشاكلة منو ؟)

    فى حين اننى لم اكن ( اشاكل احدا) ، سوى اننى اريد لكل شئ وعلى نحو مثالى ان يبدو ، كانت تقول لى :

    ـ امريكا ما زى هنا ، هناك الناس بعرفو قيمة الانسان عليك الله يا بتى ارخص من البنى آدم هنا فى؟

    لم تكن تخاف الحق ولا قول الحق تنادينى احيانا كثيرة وتوجهنى دون ان تدرك كم ستظل تلك الكلمات محفورة تقول

    ( الزول يا بتى بعيش مرة واحدة فى الدنيا دحين الصاح يا هو البمشى ، وما فى حاكم عادل للاسف جانا لغاية الليلة ، غايتو انشاء الله يجى ، لكين نحنا ما بنحضرو ، وكل الحضرناهن ديل ، دا اسجم من دا)

    كانت تحدثنى عن اننى احتاج لاحد ان يقف معى

    ـ ماضرورى يكون زى ما انتى عايزاهو ، وزى ما متخيلاهو ، الرجال يا بتى ما بنقدرو ، وانتى الدنيا بتقول ليك باكر بتكبري وبتكونى دايرة زول يقيف معاك ، صحى عارفاك انك بتحبى حريتك ، لكين كمان الزول بدون رفيق ما سمح ،الدنيا بتقول كلام ونحنا بنقول كلام

    ذات مرة خطبنى احد الاصدقاء وكنت اعلم رايها المسبق فى امر ( حريتى ) التى تقول عنها اننى احبها مثل الهواء الذى اتنفسه ،حين الح على قلت له
                  

03-12-2009, 01:37 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (16)
    ـ هاك دا تلفون امى اتصل عليها اذا وافقت ما عندى مانع ..

    وكان ان اتصل بها ، وقالت له ما توقعت ، ومن جانبه اعلن انه لن يقبل بتلك ( الحرية ) وافترقنا ، لكننا ظللنا اصدقاء الى يومنا هذا .

    هى امى التى تعرف كيف تدير الحوار الشهى فى السياسة , وتنحاز الى الجانب الاقوى دائما، كانت لا تود ان ترى اى احد مهزوما ، خاصة فى السياسة وتقف الى جانب حسن نصر الله وبن لادن ، كنت اقول لها

    (تعرفى لو عرفو انك مناصرة لبن لادن سجمك يا حجوج)

    وكلما شاهدت بوش او كونداليزا رايس ، كانت تسبهما سبا وتلعن الصهاينة ، فلقد كانت تفرق بين اليهودية والصهيونية على نحو دقيق

    حين حكيت لها عن اليهود وكيف انهم يعانون الاضطهاد بين الامريكان ، لم تكن تصدق ما اقول ، لكننى كنت فى كل مرة اردد عليها كم انهم بشر طيب ومضطهد فى تلك البلاد وكم انهم يعانون الى الان من اوضاع سيئةلم تكن تصدق فى بادئ الامر ، لكنها عزت الامر الى انهم مساكين

    (من هتلر لي بوش )

    رغم انهم الان افضل حالا من ايام هتلر

    كانت تحكى لنا عن الحرب العالمية الثانية وكيف ان تلك الحرب نالت منهم ( ابن خالتها الصبى ) وكيف ان عائشة الفلاتية كانت تغنى لتلك الحرب وان الاذاعة فى ذلك الحين كانت الوسيط الوحيد لتلقى المعلومات عن الحرب ، وانهم كانوا يقتنون راديو (كبير بشتغل بالبطارية الكبيرة ، كان الناس ما عندهن راديو فى البيوت بختوه غالبا فى النادى او فى الميادين ، وكنا ممنوعين نمشى هناك ، لكين بكلمونا بالحاصل كلو ، بنعرف الاخبار من اهلنا ، خاصة المتعلمين ، وما كانوا كتيرين ، لكين زمان الزول ما ضرورى يكون قارى الجامعة الخلوة دى بتعلمو كل حاجة بس يفك الخط )

    الاذاعة كانت فى البوسته ، الفنانين بجو يسجلو ، ناس حسن عطية واحمد المصطفى ، وناس عثمان الشفيع والكاشف ، البنات ما كانت فى غير عاشة الفلاتية وفاطمة الحاج امكن الله اعلم ما بقدر اقول ليك فى ولا مافى ، لكين كنا بنسمع ناس عاشة الفلاتية صوتا جميل خلاص ، والحفلات ما كانت زى حفلات هسي دى ، كانت البنات الكلام دا فى الخمسينات كنا شباب فى الوكت داك ،كنا بنلبس الكلوش ، والتياب (الحمام طار،القمر بوبا) يعنى التوب بطلع مع الاغنية لمن ظهر عثمان حسين كان فى ( عشرة الايام ، وشجن ، والوكر المهجور ) يعنى كل اغنية باسم من اسماء التياب، والموضات كانت بتجينا من مصر ، لكين ما كنا شديدين عليها ، يعنى الناس العندهن قدرة هم البلبسو الموضة ، والاخوانهن بسافرو برة برضو كانوا ببارو الموضات ، لكين نحنا ناس مساكين الحمد لله ما عندنا قدرة ومستورين

    فى المدرسة ما كانت فى واحدة بتمشى الا (مبلمة)كنا بنخاف يلاقينا زول بنعرفو يمشى يكلم اهلنا اننا بنمشى المدرسة ، لانهن كانوا بفتكرو المدارس دى حقت النصارى ، والبمشى ببقى نصرانى ،عشان كدة البلامة كانت حاضرة ، لكين بعد الاستقلال بقينا نمشى عادى مافى واحدة بتتبلم ، بالعكس بقت البلامة عيب

    البنات زمان ما كانت الواحدة بتتكلم مع خطيبا زي هسي ، الواحدة لمن يخطبوها كان ولد عمها او ولد الجيران ما عندها الحق تقول ( بغم )ترضى بيهو وتنستر معاهو ، ان بقى ( لبن عشر ) برضو ياهو قسمتا ، والبتطلق ديك ، وا شيلة حسها ، الناس ما بتريحا ، لكين هسى الزمن اتغير كتير ، البنات بقن متل الوليدات واحد

    حتى رحيلها لم تسالنى قط عن اسباب انفصالى، لكنها كانت موقنة اننى لا استطيع الى الحياة الزوجية سبيلا ،وانها مع ذلك تتمنى لى كل السعادة ان كانت مع احد او غير ذلك ، فى آخر ايامها معنا ، كان قد تقدم لخطبتى رجل لم اكن اعرفه الا عبر التلفون ، لكنها ضحكت من فكرته ، وقالت :

    ـ الناس العديل بتشوفن عندها فيهن كلام ، هسي يعنى من التلفون داير يقنعك ؟الله يهون يا بتى اكان دايراهو اخدى ، لكين اتعلمتى على انك تطلعى وكتين ما دايرة وترجعى متين ما دايرة ، لا ضقلا يعتر ولا ابويا ينتر ، دحين بتقدرى على ( غلب الرجال ؟ ان بتقدرى اخير ليك )

    لكنها كانت تضحك من فكرتى فى الحياة غالبا ما كان يضحكها اننى اسخر من كل شئ حتى نفسى ، لا آبه للغد فقط اقول لها ( احنا اولاد النهار دا ياامى )

    امى سكينة تهبك الامان حين تهل داخلا بيتها وداعة تكسوها وملامح تشابه ام كل منا ، وقار يجئ ولا يراوح مكانه تحس انها شخص اليف الى روحك

    عليك كل الرحمة ياامى
                  

03-13-2009, 00:13 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    فيصل عباس
    ايها المسكون بالانسانية
    شكرا لك على ما تفضلت به
    لكنى احس الما
    هذا الالم يتحول لدنى الى بكاء مستطير
    اكتب ما عن لك
    وانشر ما تراه
    حيث انى هنا احس ثمة وداع خفى
    لا اعرف من اين جاءت هذه المشاعر
    لكنى احس دنو النهاية
    لاتسالنى لماذا؟
    هذا ما احسست به
                  

03-14-2009, 02:31 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)


    اهديك هذا النص


    حاجة سعيدة


    تفتحت العيون في اسرتنا علي لمعة ضحكتها الناصعة واعتادت الاذن صوتها
    متخللا الاوصال ، فتنام الاحزان بضحكة منها ، فهي تمتلك المقدرة علي جذبك
    بمغناطيسها الضاحك المشع فرحا ، دعابة لا تنقطع قط .
    منذ ان وعينا الحياة وهي امامنا وخلفنا ، معنا في كل لحظة لا نذكرها في غيابها الا وتجئ داخلة كخزانة جليلة مفتاحها مدسوس في قلوبنا .
    لكل واحد منا مكانة خاصة بها ، فهناك من يعرفها وهي تميس في حلبة الرقص في حفلاتنا ، ايا كانت نوعية الحفل فهي الجرتق الذي ينسدل عطره علي كل فرد ، ويتشتت حريره علي كل من يود شبالا ، في المناسبات الكبيرة كالزواج ، تجئ باكراتوقظ من كان نائما ،تدخل رواكيب القلوب بزغاريدها ، تجئ من مدينة مدني حيث كان عم الجاك زوجها يشتغل هناك ، كنا لا نعرف اين تقع مدني لكننا نحبها لانها تجئ الينا كل حين بحاجة سعيدة مصحوبة دائما بعم الجاك وأطفالها الذين غدوا الآن رجالا ونساءا ، تدخل من شراعة الروح بلا موعد ، تطلق زغرودة الترحيب الاولي من( خشم الباب) ، ليصحو من كان متكاسلا ، ويفرح من كان محزونا ، فهي الحاجة سعيدة قد جاءت
    - مبروك وبخيت ، بيت مال وعيال ، تغلبو بالمال ويغلبا بالعيال ، احي يا يمه ، والله والله دي نهزة من الساعة خمسة الدغش ،صلينا انا والحاج الفجر ، ومن ساعتنا ديك علي محطة( الباظات )الحمد لله (الباظ ) ما اتاخر، اها ، دحين وين بكان العواسة ، وفيها منو من اما ت (دزه )بري ديل ماناسي ، ولا اقول ليكن ، المرارة والكمونية ديل حقاتي ، اها النقوم نشوف حالي بي غادي .
    الآن وقد مضت الاعوام كبرنا ( وكبرت احزانا )عمت الفوضي التي ضربت بعصي الموت والترحال ذاك المكان الزى كان بيتا كبيرا ( الحوش) هكذا كانت تسميته ، تدخله من ناحية شارع الفيل أو من زقاق الشيخ اسحاق حمد النيل فهو (فاضي معلم الله ) الا من بعض الذين يجذبهم الحنين الي ذكرياته وايامه المجيدة فلقد رحل من رحل ممن كانوا يصنعون الفرح والحياة فيه ، تآكلت روحه كما تتآكل الجدران الرطبة ، ولم يتبق سوي الذكرى نلوكها ونتعزى بها عن فقدنا .
                  

03-14-2009, 02:33 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    الحاجة سعيدة رحمها الله يا لتلك المراة الحميمة الضحكة حتي لكأنك تعرف تلك الضحكة منذ ان كنت في رحم الغيب ويا لتلك الرقصة التي عرفت بها والتي ازعم ان من اطلق عليها ( الحمامة)كان قد شهد حاجة سعيدة وهي ترقصها ( الرأس يغوص حتي منتصف الظهر ، فلا تكاد تراه الصدر يعلو كابرع ما تكون راقصة الباليه ، الاكتاف مسدولة في ارتخاء تحسدها عليه ، والعنق يجئ ويذهب يمنة ويسرة في عذوبة ويسر، سبائب الشعر ( الديس ) تصل قرابة الارض ،
    لكنها تعود الي موقعهاالي صهوة الاكتاف ليستقيم العود الفارع ثانية ) كنت ارقبها وهي ترقص اتمني ان اكون في مثل لدونتها وبراعتها في الرقص الزى كنا نتسابق لمشاهدته ،
    ولعمرى كثيرا ما تصورت بعد ان تعرفت الي اغنيات الحقيبة انها حتام المعنية بكل تلك التخريجات الرائعة الكلمات ، والقصائد ، فلقد حكي لي جدي بشير عليه الرحمة انه كان مولعا ببيوت ( اللعبات ) وكانت هي مولعة بالرقص ، فكان بعد ان يهجد الكبار يناديهن للخروج ( مسارقة )
    يخرج بهن كراع يخاف علي شياهه من الذئاب يدخل بهن الي بيوت اللعبات ولا يراهن الا بعد انتهاء اللعبة ( الحفل ) وما يزال بعض حبوباتنا وجدودنا يطلقون ذلك الاسم علي بيوت الاعراس ، وما يزال البعض ينادي وزير الرياضة بوزير ( بتاع لعب ) حاجة سعيدة علي وعد دائم مع الضحك حتي في احلك الاوقات ، لا تراها الا وهي ضاحكة لعلها ـ هكذا اتصور ـ ان اسمها جاء قبل ان تعرف القابلة ما اذا كانت ولدا او بنتا ، لكنها حين جاءت بنتا ضاحكة ، اسموها سعيدة ليتطابق الاسم مع المسمي الي الابد .
                  

03-14-2009, 02:35 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    لم ارها حزينة الا بمقدار ما يعلو الحزن لحظة غابرة ، تعود بعدها لمداراته بضحكة لا مرسومة ولا مفتعلة ، روحها الصفاء ، ليست صاخبة ، لها قلب دافئ ، علي نحوها ، وطعم خاص ايضا ، حتي بعد ان تساقطت الاسنان ، ظلت الضحكة مشرقة والابتسامة حلوة ، بروح طفولية وبريئة.تشابه وجهها المختوم بشلوخ مطارق رفيعة وفم دقيق، وشعر (ممشط بالسلة )وانف افطس جميل ولون تشتهى الخضرة فيه، فهى لام جنوبية من ملكال واب من القطينة
    لديها قاموسها الخاص مفرداته من صنعها ، فهي صانعة جيدة للكلام ، بمقدار ما ما يجعلك ترجح ان هذه الكلمات ، معدة لتتعاطاها حاجة سعيدة ، فهي مع الاطفال طفلة ابرع منهم مع بعضهم البعض ، مع النساء الرقة والعطف والعذوبة ، مع الرجال القوة والصلابة والعزيمة والكرامة التي لا تنحني لها ( جبهة) لغة لكل انواع البشر ، تخاطبهم فتحس مبلغ الاحترام بين الطرفين فهي ( حلال المشبوك ) وسند الضعيف ومفرحة الحزاني .
    مع اولادها هي الام التي لا حدود لطاقة الامومة لديها ، ليتك تراها مع احفادها ،
    ستاخذك الغيرة وتتمني ان تكون احدهم .
    حين تهل فلا مكان ( لبوزممدود ) ولا لاحد ( حانف وشو ومطرم ) لانها حينذاك ستترك كل ما عندها وتجئ الي من كان( ممدود البوز او محنوف الوش او المطرم ) وتوجه كل طاقاتها الي اضحاكه ، لانها ستقول له علي رؤوس الاشهاد :- هي بس كدي هيا اب دزه ، ساو حجباتك امات بعر ديل ، اجي مالك هسي ؟ خلاس ؟ طار ليك ولا قام بيك ؟ جاك البعرفو مرض حامد ، من عويناتك ديل بخبرك هسي البنيات ما حلاتن ، زي النجف واسمح كمان ، ومالك حانف وشك كدي ؟ ماك شديد تحمد سيدك ، الشغل شعال واحسن وظيفة ، القراية ماخليت ليها حد ، البيت ماشاء الله تبارك الله ، العربية عندك تحمد سيدك ، الملالين عندك ، وحاشاك ماك بخيل ، اها نان مال عدوك ؟ انت قول خيروالباقي بنتم
    فان كنت مكان ذلك الرجل حتام ستنفرج اساريرك لان طريقة الاداء لا تضاهي بابرع الممثلين ، من الكوميديانات ، وغالبا ما ترد عليها
    - يا حاجة سعيدة ام المحن
    وغالبا ما ترد عليك بقولها :
    - اول البمرق النصيحة ياهو العندو المحن ؟ هسي أقول ولا ... بالله كان اقول ، بت الناس المزازي بيها دي ، اجي اجي ، ولا قايلني ما عارفة ؟ الضحك والتكشم بلا غرد ،يندخرلك ، ضحكن يجيب الرايح ، ولا قايلني ما بفهم غرودة العيون ، والتسبل ، والحس الناعم ؟ هوي با ولد ارعي بي قيدك ، خلي البشتنة البتسوي فيها دي وقوم علي حيلك سد مالك وشوف احوالك ، ولا والله ان ما سويت كدي ياني الشايفا ليها عريس هايش وكباب درايش واخلي خشمك ملح ملح ، اجي يا يمه ، البشتنه ما سمحة والسترة واجبه بنات الناس ماهن لعبة ، والله باكر تقول حاجة سعيدة قالت ، الله يديك العافية واللقمة الدافية ، والنية الصافية الكلام عجبك تتكشم بلا نارالقصب ، والرجفة ، اجي يا بنات امي شوفن جنس السخته دي ؟ اها اها لمن شعرة جلدي كلبت نان يا ولدي العرس ما سمح ، وهي ذاتا بتا هدية ورضية ، الغنماية تاكل عشاها ، والكلمة الباردة من حشاها ، والسماحة حقتا تب ، بتا تختها في الجرح يبري ، لا نضامة لا حوامة ، لا لوامه ، اللون يا الله بجيك وتسالني الدهب المجمر ، طول كدي ، مستورة ومحضورة بتا لا بتقلب الكلام لا بتخرب النظام ، مادبه ومهزبه ما سمعنا زولا قال تب عليها مالك يا ولدي ؟اخير ليك من هسي شوف جناك الولادة ( سغرة) سوي ليك تيرابا يشيل كبرك يشيل اسمك ويعدل هدمك ، قوم علي عمل الخير الله يجازيك بكل خير ، قوم الله يرضي عليك ويديك الفي مرادك وتخرف وسط اولادك
    يا ود بتول بت الما فيها قول ، ونحنا غير صالحك ما دايرين ،
    وغير سمحكن ما طالبين ، ولا ما ياهوكدي ؟
    هي هكذا دائما مهزارة في غير ما ابتذال ، مدرارة لحلو القول ، تدخل البهجة الي قلبك قصدا ، رحمك الله عمرك ايتها المرأة الرائعة



    هيوستون / 1999
                  

03-14-2009, 01:19 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    بت الشيخ
    ازيك ياخ وان شاء لاك بعافيه
    كلامك الهناء فتحت فيني اصوات حزن غريبه خالص على (وحقيقة ما تعودت علي سماعها منك)
    وبالجد كانت بتحرض فيني لترك الموضوع ده
    طالما انه ادخلك الي تلك الدائرة
    سلمى قولي خير وتعالي احكي

    Quote: لاتسالنى لماذا؟

    حـــــاضر ما ح أسأل
    بس انتي تعالي باجابات مختلفة عن الانتي فيهو ده


    وشكرا للنص الهديه
                  

03-14-2009, 01:30 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    تعالي اقول ليك حجوة جميلة
    اسمها (دريس ) عشان تنومي بيها الحزن الجواك (اتفقنا)

    (1)
    دريس

    قالوا كانت في قديم الزمان قبيلة الحمران قوم تاجوج والمحلق وكانت لهم اغنية يغنونها على الرباب ويسمون لحنها الذي يضربونه على الرباب باسم ((دريس))
    وهذه النغمة كانت شعار القبيلة يحترمونها جدا ولا يسمحون في انفسهم لاي انسان ليس من الحمران ان يتغنى بها على الرباب
    واذا جاء شخص من غير قبيلة الحمران وتغنى بها اول مرة فانهم يقدمون له هديه ويقولون له :
    دا عشا دريس حق الحمرات
    فاذا عاد بعد ذلك وغناها فانهم يقتلونه . وذلك بانهم كانوا يعدون الغناء للمرة الاولى بهذا النغم بمنزلة السؤال . واما الغناء للمرة الثانيه يعدونه بمنزلة التحدي لهم ويقتلون المتحدي
    وقالوا مرة من المرات كان في احد اولاد العرب مشافرا جهات نهر سيتيت وكان الحمران يسكنون هناك وفي ليلة من الليالي وصل حلة من حلل الحمران وضيفوه واعطوة عنقريبا نام فوقهفي الخلوة محل الضيفان وكانت راكوبه بعيده شيئا ما عن بقية رواكيب الحله ومضاربها يعني خيماتها
    ولما تاخر الليل لم ينم ووجد نفسه سهران ولاحظ ربابا معلقا في جانب الراكوبه وكان ماهرا في عزف الرباب ويعزف انغاما واغنيات كثيرة
    ولان عينه جفت النوم قام واخذ الرباب وجعل ينقر علية نغمة من الانغام يسري بها على نفسة لعلة يجد راحة وتسرقه عينه وينام ويرتاح من تعب السفر
    واثناء ضربه وترنيمه اعجبته نغمة واحده
                  

03-14-2009, 01:32 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (2)

    وقعها وهو لم يكن يعرفها قبل ذلك وظن انه اخترعها فجعل يكررها على الرباب ويهمهم بنغمة مثلها
    وقد كانت هذة تانغمة هي دريس شعار الحمران وهو بهارته تحصل على ضربة الرباب من دون سابق سماع له ومن دون ان يكون عارفا ان هذا هو النغم الذي هو شعار الحمران
    واحس وهو راقد على العنقريب وخالف رجل على ويضرب الرباب ان في الراكوبه حركة . ولكن على عادة العرب لم يلتفت الا بطرف عينه ولا حظ ان الشخص المتحرك هو امرأة . واستمر يضرب النغمة وكانه لا يشعر بوجودها
    وقعدت المرأة هلى الارض وثوبها يكسوها وواقع باطرافة حولها على الارض وكانت قاعده امامه تقريبا
    وبعد مده اخرجت من تحتها ثيابها حزمة ثم رفعت القناع الذي كان يغطي وجهها الجميل ووضعت الحزمة امامه مباشرة وقالت
    دا عشا دريس حق الحمران خليه هسع ينوم ورفعت يديها من الحزمة واعادت القناع على وجهها الجميل وقامت واقفه وتحركت بنفس الهدوء الذي دخلت به وخرجت من الراكوبه
    وبمجرد خروجها احس الرجل انه قد ارتكب خطا كبيرا بعزفة شعار الحمران ولكنه لم يتعمد ذلك ان يتحدى القوم الذين ضيفوه او يسئ اليهم كما كان يتبادر اليهم
    نهض من العنقريب ووضع الرباب في مكانه الذي كان قد اخذة منه ، وظل ساهرا لا يستطع النوم الي الصباح . وكيف ينام وقد استقر في نفسه ان الحمران للان غاضبون عليه ولا ريب انهم سيعاملونه معاملة الاعداء ويعتبرونه قد اهان ضيافتهم ولم يشكرها
                  

03-14-2009, 01:36 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    (3)

    لهم ولعلهم يسالونه عن قبيلته ولعلهم يجدون انه من قبيلة معاديه ليس بينها وبينهم الا السيف
    صلى الصبح وانتظر قرب الشروق
    واحس بحركة الناس فخرج من الراكوبه وراى ان كل رجال الحلة قد حضروا عند راكوبته ، والان جاء شيخ الحلة نفسه وقعد معهم
    وتقدم الشاب الي المجموعة ودنا حتى يسمعوه اذا تكلم ثم قال لهم :
    السلام عليكم وربنا يصبحكم بخير دحين اسمعوا كلامي يا رجال قبيلة الحمران فيشان انا ضروري اشرح لكم ليكم حالا داير له شرح ، البارح انا سهرت وغلبني النوم ، وانا بعرف الرباب والغناء وبقطع من راسي ، وانا عارف الناس بيقولوا دريس حقكم ال بيضربه وما هو حمراني انتو بتعشوة واكان سواة مرة تانيه ما تقبلوا منه وبتعدوة قصدكم بي شر ، وانا وقت غلبني النوم كنت بتفكر وعيني وقعت في الربابه ومسكتها ووزنتها وقعدت اضرب بيها وضربت دريس حقكم بالمصادفة وقايل نفسي قطعته من راسي فيشان انا ما سمعته قبل كده .. سمعت كلام الناس ال قلت ليكم .. لكن النغمة نفسها وقعت اصابعي فوقها فيشان انا زي ما قلت ليكم زول ربابه..انا ما قاصد لدوارة عشا ولا عندي نيه سوء والحزمة دي ال جابتها وليه جابتا في الليل ماني عارف ال فيها شنو وتراني جايبها ليكم وطالب عفوكم وربنا عالم وشاهد بصدقي)
    وعجو من السكون الي حين .., ثم تكلم شيخ الحلة نفسه وقال :
    يا ولد الناس نحن عافيين منك وانت بالصح ما قصدت شر ومصدقينك والمثل ال حصل لك دا جايز يحصل لاي واحد بيضرب الربابه وبيعرفها سمح
    الوليه الجاتك دي وجابت الحزمه الهسع انت جبتها صاده لينا وما لمستها وماك عارف الفيها ، الوليه دي عروس والحزمة دي ال جبتها فيها صيغة بيوت الحلة كلها كسنها اياها لي زينة العرس حسب عادة العرب ،، دحين شيتا دفعته عروس الحمران البكر في يوم دخلتها عشايا لي دريس حق الحمران نحن ما بنقبلها منك تصدها لينا .. دا عيب عند العرب ،، ونحن عارفين هسع انك صادق ومو قصدت شر وماك داير عشا عطا نديك اياه علا الحزمة دي هسع بقت بحكم العرف حقتك وما بناخدها صاده
    وتبين الشاب ان شيخ الحمران جاد في كلامة الذي قاله فشكر له ولرجال القبيله ومضى في سبيله وهو في نفسه مع ذلك بتعجب اشد العجب مما حدث في ليلة البارحة وفي هذا الصباح ..




    يلا يا سلمى
    اتفكفكي من الانتي فيهو ده
    وتعالي لتكملي الحكي
    فما زال بيننا كثير لم يحكى بعد
                  

03-14-2009, 02:38 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    حجيتك ما بجيتك
    خيرا جانا وجاك
    اكل عشانا وفات خلانا
    ـ اتعشيتو ؟
    ـ اتعشينا
    ـ كل واحد غسل خشمو من اللبن؟كان ما غسلتو خشمكم من اللبن الكديسة بتجى تاكل ليك لسانك
    والما بغسل ايدو الفار بجى يقرم ليهو ايدو
    يلا اقعدو
    ونلتف حولها ، تلك هى امى نفيسة المراة الطويلة الباهرة الطول انفاسها عطر وحديثها شجر نتسلقه
    وسيمة المقاطع لها وجه مستدير كقمر وصدر حنين اذا مشت احسست الكمال يمشى وان قعدت احسست الجلال
    هى جالسة الى تبروقتها المشدودة من جلد خروف الاضحى لها ذيل حين نلمسه تحذرنا
    "ما تلعبو بى ضنب خروفى "
    نضحك كانه خروف حقيقى ونجرى بخيالنا متابعين له متقافزا بين جنبات البيت
    كالديك فى مصنع الخزف
    فى مرة تركت تلك المشاغبات ندبا على وجهى ما تزال
    فلقد كان خروفا ما نعا ، جاء به جدى لكرامة جدتى العائدة من الحجاز
    تبدا جدتى عليها الرحمة الحكاية
    "كان يا ما كان فى قديم الزمان ، كان فى .........."
    صوتها هدهدة تريح بها اعصابنا من توتر اليوم بحاله تدخل الهدهدة مسام المساء
    وترتخى الاوصال نتمدد مع حروفها المنتقاة بعناية ،نتمدد ونرتخى نتشنج لحظة ان نخاف ونرتخى لحظة ان نستكين للحجوة
    لكن حبوبة عاشة بت عيد الله كان لها شان اخر معنا

    (عدل بواسطة سلمى الشيخ سلامة on 03-15-2009, 00:11 AM)

                  

03-16-2009, 12:35 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    كانت تخشى من الحكايات فى وضح النهار
    نستجديها فلا ينفع
    نرمى لها بحرير القول فترميه لصحارى التلف
    تقول
    ـ الحدا بالنهار تعب "لانها تبدل الاحرف تصير الكاف تاءا، والجيم دالا"
    لكننى كنت احبها ، ابقى الى ظلها ، واتمدد عليه
    طويلة كعود قصب السكر ، لونها كلون القمح فى قمة نضوجه حين ينشر فى الحقول ملامحه
    شعرها ناعم ومخلوطة سبائبه بالبياض
    غالبا منكوش غير معتنى به
    فمها كبير باسنان بارزة متفرقة
    لها عظمة ناتئة فى ظهرها لكنها تحملها كسر ابدى
    لم تلبس حذاءا فى حياتها ، لم ارها قط تلبس حذاءا ، ولا تحس خشونة فى قدميها حين تلامسها
    رائحتها كرائحة العجائز
    تجئ بلا ميعادوتذهب فى صمت
    حين تتحدث فانك ترى برقا يشيل ويحط على طرف عينها اليسرى تارة واليمنى اخرى
    حركة اعتادت عليها منذ ان تمت ولادتها
    يوم ولدت قالت جدتى فاطمة اختها انهم راوا كوكبا يهل اول مرة وكان والدها يريد ان يسميها زحل
    لكن امها اعترضت على الاسم الغريب فاسمتها عائشة
                  

03-16-2009, 02:51 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    فى مدينة بربر العريقة مبانيها كانت تسوقنى الى حيث يسود الصمت
    بيت كان اقرب ما يكون الى انه مهجور
    كانت جدرانه عالية
    وسط غرفة منه وقفت "شعبة "تتكئ عليها الغرفة
    تنتهى بمثلث مفتوح ضخم يشيل تلك الغرفة الى جزعه
    من ساق لشجرة دوم متينة كانت ذات يوم لاشك مثمرة
    حتى تعريجات الساق كانت لو فحصها عالم من علماء النبات لاثبت ذلك
    الارضية فى تلك الغرفة كانت مفروشة بالرمل رمل اسود وناعم
    بارد حين تجلس اليه
    كانت تجلسنى الى حضنها ونبقى هناك
    تظل تحكى تحت تاثير ان الظلام قد حل
    وتبدا بالحكى
    قصص لم اسمع بها الامنها
    "كان ياما كان فى الزمن القديم سلطان ، كان السلطان دا عنده القصور والمال ،
    فى بحر فى البلد ،كان البحر دا بمشى يصيد فيهو الناس ، كل يوم كان فى قصة جديدة عن سمك البحر دا
    يوم فى صياد جاب ليهو سمك غريب ملون ، احمر واخضر واصفر ، جابو للسلطان ، السلطان استغرب ، ونادى واحد من الطباخين
    قال ليهو امشى اشوى السمك دا
    كان الطباخ لمن يخت السمك فى النار السمك ينضم
    يقوم الطباخ يجن
    كل يوم كان فى طباخ جديد مجنون ، لمن السلطان كمل كل طباخينو
    يوم قال انا حاشوى السمك ، خت الصاج الكبير وجاب السمك
    ظهر ليهو شبح ضخم وقال للسلطان
    ـ انت تشوى الناس كيف؟
    السلطان عاين للشبح لقاهو نصه انسان متلى متلك والباقى حجر
    لكنه ما خاف
    الشبح ضحك من خوف السلطان
    وقال ليهو
    ـ السمك دا ، ديل ناس انت زمان رميتهم البحر لكنى حولتهم لسمك عشان ما يموتو
    هسى انت عايز تكتلهم تانى ؟
    وضرب الشبح الصاج الكبير وسال السمك
    ـ سمك يا سمك انت لسه على حالك ؟
    يقول السمك
    ـ السلطان رمانا فى البحر وانت انقذتنا دايرين نرجع لاولادنا وبيوتنا
    يقوم الشبح يضرب الصاج يرجع السمك ناس تانى
    وعمل نفس الحاجة مع كل السمك
    لغاية ما القصر اتملا ناس
    الناس بقت تكورك وتقول يسقط السلطان
    السلطان خاف ، وجرى
    والناس ساكنو هو يجرى والناس ساكاهاو لمن طلعوه من البلد
    ورجعوا احرار فى البلد والبحر بقى مافيهو غير السمك الجد
    والشبح قام قال ليهم
    ـ يلا دى بلدكم حافظوا عليها وعاش الناس فى ثبات ونبات
                  

03-16-2009, 07:18 PM

عبد الله الشيخ
<aعبد الله الشيخ
تاريخ التسجيل: 04-17-2008
مجموع المشاركات: 1759

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    يبدو اننى دخلت فى متاهة ..
    تواصل الحكى من المتداخلين جعلنى اتنقل من ركن الى ركن ..
    ولكنى اعرف كيف ان سلمى الشيخ تعتقل القارئ .. حتى وهى تكتب احساسها بقرب "النهاية"..

    اواصل القراءة ..
    مضامين الكلام..
    وطريقة السرد
    كل هذا جديد ..
    يااخى حيرتونا !..

    ..



                  

03-17-2009, 12:46 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: عبد الله الشيخ)

    عبد الله الشيخ
    ود امى وابوى
    لك محبتى
    ولك هذه الحكاية عن جدى

    جدي بابكر



    (من لي بمن يمسد روحي بزيت الحب ، يربطها بمسد من العشق الذي لا

    يفنى ؟)

    علي جدي وجدتي الف رحمة

    سلمي



    الخال العزيز ، عبد الحميد : تحياتي وحبي

    اشتاقك الآن كما أفعل دائما ، اجدني احلم دوما بنا معا ، أراك تراني ، نهرع ،نهرع كصبيين بعد ، نكون ما كناه في تلكم الأيام ، اولئك البشر البسيط ، يأخذنا التعب اليه ونحن نركض باتجاه الباصات ، او الحافلات ، في موقف الباصات التي تقلنا إلي الثورة ( الحارة الحداشر ) بيت ( جدي أحمد سلامة) الي حيث من كانت ستغدو زوجة لك ، ولكن لم يشأ ( النصيب ) المهم ، دعنا نخرج من هذه الثيمة إلي أخري ، أحبها لانها تتعلق بي شخصيا ، فلقد كبر أبناؤك الآن غرة لعينك ، أقول ، ذلكم الماضي الجميل ، هل تذكر صديقك هاشم عليه الرحمة ، فلقد نسيت الآن اسم والده ، لكن صورته محفورة في الذاكرة ، ذاكرة الطفولة ، لم تنثقب بعد، كلما اودعته إياها حافظت عليه ، أمينة لم تزل ، أذكر أنه كان أعمي لكنه يرانا مع ذلك وازعم ان طريقة برايل لم تكن تلك الأيام قيد الوجود ، حتي وإن كانت فلم تواته الفرصة لاقتنائها ، ليتها كانت ، لكني سأكون شخصا آخر إن حدث ، ألم أقل لك ان الأمر شخصي؟

    كان هاشم عليه الرحمة يجيئ اليك حاملا كتبه ، من المكتبة المركزية في ام درمان كان مولعا بالقراءة ، اتعشم ان تلك المكتبة ما تزال قيد الوجود وانت تقرأ له خاصة في الصباح دائما كان ذلك توقيته في المجيئ ، في الإجازات علي وجه التحديد، وتبدأ في القراءة له ، تشدني طريقة القراءة علي نحو خاص ،كنت لا افعل شيئا سوي الاستماع لصوتك الباذخ المليئ بالتعبير ، كنت حينها في المدرسة الابتدايئة ربما في الصف الثالث ، وكنت لحظة تتعب من القراءة ، تبدأ نوبتي ، أسرق الكتاب ، من (تحت المخدة ) مكان وضعته، اجده مثني الصفحة ، أو موضوع عليها ورقة لتفرق بين الصفحات، وتحدد من ثم موقفك ، في بداية الامر كنت اتهجي الحروف ، بعد عدة أيام بت ألتهم السطور ، ربما خشية من أن يتم القاء القبض علّي متلبسة بالجرم المشهود، طالعت حينذاك ( لمن تقرع الأجراس) لارنست هيمنجواي ، ( جسر علي نهر الدرينا ) لكاتب يوغسلافي ، علمت فيما بعد أنه حاز علي جائزة نوبل عن روايته تلك التي جرت أحداثها في بلاد البلقان وباتت تؤرخ للحرب الاولي في تلك ا لبلاد
                  

03-17-2009, 12:55 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    كنت ادخل حول تلك الحرب في مغالطات مع استاذي وصديقي الكتور محمد سعيد القدال ، المؤرخ المعروف الذي كان يري ان التاريخ لايعيد نفسه ، فيما ظللت اقول غير ذلك ، ثم وقفت علي (الحرب والسلام) وغير ذلك من أمهات الكتب التي كنت تطالعها لهاشم ، كنت ، (دودة) كتب، دودة لا تمل غزل الحرير منها ، حين انغمس بين دفتي الكتاب ، لا أحس بما حولي ، وحين انتبه لدخول أحد ، كنت أطوي الكتاب سريعا ، وابدو كأن لم يحدث مني شئ ، اعيد الكتاب الي موقعه ، (تحت المخدة ) لانني اعرف ما سيحدث ان تم قبضك علىّ ، كل الويل، الذي لن تنقذني منه سوي تدخلات أمي نفيسة ، الجدار الفاصل بيني وبين العقاب ، كانت تردد دائما ( البت دي امانه ما في زول يسالا)

    أو تجد من ضبطني يقول ( مستعجلة مالك؟ استني لمن تكبري والله راجاياك جنس قراية؟ حتقري لمن تزهجي )

    لكنني كعادتي متعجلة كل شيئ ، واحس انني لن أكبر قط ، لذلك كانت حيلي لا تنتهي أسرق الكتب ، اضع ما سرقته في شنطة الكتب المدرسية ، في المدرسة كان علي ان اعتزل زميلاتي من الطالبات حتي لا تراني احداهن ، وكن يتذمرن من عزلتي ، لا لسبب سوي انني لا ( انضف ) معهن ، فكن يشكونني للمدرسة المشرفة علي الفصل ، فالنظافة امر لابد ان تؤديه ، وكنت أكره ان أقوم به ، وان فعلت فمرغمة ، لكني لا أفعل ، وهذا ما كان مدعاة لمعاقبتي ،( فام) الفصل كانت تبالغ في القسوة علي ، تارة تضربني ( بسوط العنج المدبب ، أو بفرع النيم الذي كنت احضره بنفسي ، او تجدها تدخل القلم إلي مفرق أصابعي ، او تضربني بالمسطرة علي ظهر اليد ضربات متتالية) كان الضرب يجعل يدي تتورم حتي يزرق لونها ، لكنني فطنت إلي ما يمكن أن يخفف عني هذا العقاب ، بل وتجعله نسيا منسيا ، كنت أحمل لزميلاتي ما لذ وطاب من أطعمة كانت تلفها لي امي نفيسة بزعم ( الفطور ) ، أو أشتري لهن الحلوي من كشك عم سعيد ، ذلكم الكشك الذي كنا نتستر خلفه ايام كان الميدان الذي يلعب فيه الصبيان ( الدافوري فى شارع سراية عبد الرحمن المهدى ) وكنا نحمل لهم ملابسهم إذا ما تصادف وانهزموا ، لننجو بها من السلب الذي يكون بانتظارهم حال انتهاء اللعبة، وفي الصباح كان نفس الكشك قبلتنا لشراء ما نقص من أقلام (وبرايات واساتيك )، كنت إذن اشتري ما يخفف عني عبء النظافة التي ما احببتها قط0

    ولاكمال الكتاب اظل في المدرسة حتي وقت متأخر بعد خروج الجميع ، حتي شكاني ( عم لوري ) الغفير لجدتي ، والتي باتت تقرصني ( قرصة الورك ) وفي زعمي انه العقاب الذي أخافني ومنعني عن التأخير في المدرسة ، لكن الكتب ما تزال في خانة المسروقات ، وتجنبا لكل انواع العقوبات كنت (انحشر) تحت السرير ، لاكمل ما بدأته 0

    يا لكما انت وهاشم ، نقلتما اليّ تلك الجرثومة في ذلك الوقت الباكر من عمري0أذكرك وانت مستند إلي ( ماسورة السرير ) الزي كان لونها (لبني في الغرفة الوسطانية ) ذات البلاط الأبيض والأسود ، الدولاب الأصفر الكبير الزي كانت مرايته تعكس الأشكال بشكل بشع وعلي نحو كاريكاتوري ، كنا نخاف منه في الليل تحديدا ، وحين يدخل الي الغرفة أي داخل كان من يرقد علي السرير الذي كنت ترقد فيه يبين مباشرة ، فكنت اتجنب ذلك داخلة زحفا حتي لا تراني ، وانزلق الي تحت السرير ، أو في مستوي هاشم الزي كان معتادا الجلوس الي طرف السرير ، فلا تراني ، واندس هناك مستمعة اليك تقرأ راقدا متغطيا بثوب ( البنغالي )الأبيض
                  

03-17-2009, 01:05 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    الآن ، وقد تخطيت الاربعين من سنوات عمري ودخلت منتصف العمر الجميل ، وغطي البياض ما كان أسودا ،
    أظل نفس تلك الطفلة التي تتمني عودة ما كان ، مع علمها التام استحالة العودة ، مع ذلك تجدني أحلم ، وأرسم للباكر بروح ملؤها التفاؤل ، فلم يتخط الشيب رأسي بعد ، لم يدخل الروح ، ولن ، فما زال امامي الآف الأميال لأمشيها ،
    اسعي للوصول ما استطعت الي ذلك سبيلا ، أتمثل جدي أبوى بابكر – كما كان يحلو له ولي تسميته ، ومناداته ، كأني به ما يزال بيننا ، اشتم رائحة جلده ، أحممه أفلم له أظافره ، فتقطر دما ، فاصابعه باتت لدنة ، كنت أخاف المشهد ، لكنه يلح علي ان أكمل ما بدأته ، يا لذلكم الرجل ، لكم أحبه يا حميدو ، أصلح له ما انقلب من ( مركوبه ) اعدل له سريره في الصباح ، اضع الي جانب السرير (التربيزة الصغيرة )التي أضع له فيها الماء وكوب اللبن الحار في المساء ، وفي الصباح تحوي التربيزة ( كباية الشاي باللبن ، واللقيمات إن وجد ) ثم لاحقا الإفطار ، والغداء ان كنت في الإجازة ، أجلس الي سريره ممسدة قدميه ، كأني به عداء انهكه العدو ، يضحك جدي بفمه الخاوي( تلك الضحكة الرقيقة) ، الذي يستنكف وضع (الطقم ) فيه ، ذلكم الطقم الكان دائما له كوب خاص به موضوع الي تحت سريره ، أغير له الماء وأغسله بفرشاة الاسنان الخاصة به ، وأعيده الي موقعه ككنز منسي
                  

03-17-2009, 01:44 PM

عبد الله الشيخ
<aعبد الله الشيخ
تاريخ التسجيل: 04-17-2008
مجموع المشاركات: 1759

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    حكاية السمك ، والسلطان والنهر .. والناس ..
    جوهر الحكاية .. يشى بان اهلنا كانوا كذلك ..
    وربما كانوا يعانون اكثر..
    من جور الزمان السلطانى ..
    ولكنهم ينتصرون فى نهاية الامر ..
    هل لنا حق الانتصار ..
    الآن؟
    ام اننا نحتاج الى "قوى خفية "
    والى مخلوق نيلى ،
    نصفه سمكة ،
    وراسه انسان؟
                  

03-17-2009, 11:48 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: عبد الله الشيخ)

    Quote: حكاية السمك ، والسلطان والنهر .. والناس ..
    جوهر الحكاية .. يشى بان اهلنا كانوا كذلك ..
    وربما كانوا يعانون اكثر..
    من جور الزمان السلطانى ..
    ولكنهم ينتصرون فى نهاية الامر ..
    هل لنا حق الانتصار ..
    الآن؟
    ام اننا نحتاج الى "قوى خفية "
    والى مخلوق نيلى ،
    نصفه سمكة ،
    وراسه انسان؟

    بالجد لا اعرف من اين استقت تلك الحبوبة تلك القصة
    اذا علمنا انها امية
    بل انها من اصحاب الاحتياجات الخاصة
    وهنا تكمن عبقريتها
    قد نجد الاجابة ذات نهار فى احد قرانا او مدننا
    لقد حدثتك من قبل انه هذا البديل موجود
    لكنه ينتظر اللحظة التاريخية المحددة
    حين يكتمل الحتم التاريخى والاجتماعى
    فلن يتاخر
    وافر محبتى اخى الذى لم تلده امى
                  

03-17-2009, 11:52 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)


    الخال حميد
    احدثك الان عن جدى
    اجلس الي جدي أشكو له تعبي ومشاويري البعيدة التي أمشيها من الإذاعة حتي البيت في امبدة بسبب العناد أحيانا وانعدام المواصلات أحياتا أخري ، وكانت تدهشه تلك المغامرة ، ويتمني لو كان بمستطاعه ان يساعدني :

    - يا بتي هسي متل المشي البتمشيهو دا ما اخير منو قعاد البيت ؟خليهو الشغل دا متعب

    - اها يا جدي كان قعدت في البيت ، الحال ما بنعوج

    - أها نان كيفن الدبارة ؟ ماكتير عليك ، الله يقويك يا بتي

    - انت بس يا ابوي قول انشا الله يدوني الوظيفة ما ببقي ست البيت بعد داك ، دعواتك يابا

    كان جدي يتلصص في سماع الحكايات التي كنت أحكيها لابنتي عزة ، ويضحك من المفارقات في الحكايات التي كانت تعجبه ، تجده احيانا يقهقه بالضحك حتي يشرق

    ـ الله يجازيك بالخير ضحكتني الحكاية بلحيل

    رحمة الله عليه ، فلقد عاد طفلا في أواخر ايامه ، طفلا حلوا لا تود مفارقته ، لكم أحببته ، واحببتكم جميعكم فانتم عزوتي وناسي ، من وضع لبنة الحياة الصحيحة لدي الآن والي الابد 000

    هاهي الأعوام تنصرم يا صديقي ، أجدني أدور بين العواصم والمدن والقارات لكن مقامكم دوما هنا بين الجوانح ، لا مفر ولا مخرج 000الا بموتي 0
                  

03-17-2009, 11:56 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    ذات مساء من شهر اكتوبر العام 1988، كان مساء لا ككل المساءات التي عشتها ، فلم يكن عاديا قط ، جدي كان ممددا في سريره في الممر الفاصل بين الصالتين الطويلتين في بيتنا ، كان يحب ذلك المكان ، فهو مثلي أو كنت مثله ، لا يحب الغرف ، ولا الأمكنة المغلقة ، ولا الحر من ثم ، الحر علي وجه الدقة كان سببا كافيا لتكديره وكذا يفعل بي ، كان اذن ممددا الي سريره كنخلة تأبي السقوط ، شامخة تهفهف سعفاتها ، يقينا كان قامة وظلا أظلنا باجمعنا ووقانا طوفان الزمن تشتتا قال لامي بصوت يشبه الهمس :

    -سكينة بتي ، الوكت جا

    رفع لحظتها كل من سمع ذلك الحوار حاجبيه دهشة ، كيف لانسان أن يعرف منيته ؟ ومتي تكون ؟ كيف تأتي الي من كان مسد الحياة وشكّل وجوده كل تلك الزوايا والركائز في حياتنا ؟ أي الجدارات ستسندنا في غيابه؟ رغم ضعفه الذي كان واضحا لكنه ركيزتنا بلا منازع ، رايته ما زال فتيا ، روحه وثابة ، فتوته سارية لم يأخذ منها الزمن ، وهو من كنت اليه اعود كلما ضاقت بي الجهات ، فيعزيني ، وحين تستعصي علّي الحياة استمد منه الحكايات التي تلهمني وتخفف عني وطأة ما كنت أحس ، نضحك معا منها ومن سذاجتي ( (وعودي الني ) كما كان يصف قلة تجاربي ، هشة بدوت في تلك اللحظة ، رغم انه كان يراني (راجل واكتر من الرجال كمان والله يا بتي كان الرجال متلك كان البلد دي حالا انعدل وبقت لها علي بصيرة ) كنت أضحك من مقولته تلك وأقول له:

    - هسي يا ابوي تسويني راجل عديل كدي ؟

    يضحك مني

    - لو في راجل تب ، تراها امي دي

    - نان امك ما متلك ، أخدي منها ، قدر ما تقدري ، واديها بتستاهل
                  

03-18-2009, 00:02 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    امي كانت لها صفاته ، فلم تكن تشكو أبدا الا من( الشديد القوي )قالت لنا في تلك اللحظة بين دموع حاولت الي إخفائها ، فلقد كتب عليها ان تكون شاهدته :

    - قوموا نضفوا البيت ، جهزوا الجرادل للبرود، وحاجات الناس البشيلو

    لم تكمل الجملة حالت عبرتها دون ذلك
    انها اللحظات الاخيرة لاقرب الناس اليها

    غالطناها ، بكينا ، بكيت علي نحو خاص ، فهو من ظللت طوال حياتي اناديه (ابوي) ، بكيت ولم اكف ، فهو احد الزوايا في مربع حياتي ، وزاوية لا تنغلق فهي ليست منفرجة ولا منعكسة ولا تشبه أي زوايا أخري ، مفتوحة علي كل حياتي ، ما انكرت عليه ذلك الحق ابدا ان يكون والدي ، وسط سحب الدموع قلت لامي
    : نمشي ننادي الدكتور يا امي ، ابوي ما مات

    أومأت لي بادبها الجم :

    -انتو ما بتعرفوا الموت ؟

    الموت ؟ وكيف؟ لماذا ؟ لمن ؟جدي ؟ لا

    لحظتها نبح الكلب الكان مربوط الي أقصي أركان البيت ، نبح نباحا غريبا ، اتبع ذلك النباح ان توقفت المروحة الكانت موضوعة إلي جانب سريره دونما أن يكون ذلك بسبب إنقطاع التيار الكهربائي تزامن كل ذلك مع زفرة اطلقها جدي مسلما الروح لبارئها 0 مضت روحه خفيفة حيث السرمد
    مضي فارس من فرسان كل الازمان ولعمري مضي في جلال الملوك وهيبتهم
    فله رهبة لم تبارحه حتي مماته ، ظللت ملامحه ، فبدا كفارس في قلب طفل ، ملامح تجبرك علي توقيره قامة كالنخل ،عرضه بطول النيل ، وجهه وسامة لا تخفي ، بشلوخه الغائرة في وجنتيه ، محياه ينم عن ( صلاح ) ومهابة تنطوي علي احترام الذات

    هو ابوي ، الحقيقي ، رباني في كنفه ، وكان لا يرضي ان اناديه جدي ، ولحظة يزل لساني بذلك ينهرني ويقول :

    -أنا ما جدك أنا أبوك ، اخوانك مخيرين ، لكين انتي بتي فهمتي ؟

    هالله ، أفاض علّي حبا لم يمنحني اياه أحد ، أضفي علي حياتي معني ما كان ليكون لو لم يكن اسا حقيقيا فيها ، رغم الصرامة اللافتة ، البادية مظهريا عليه ، لكنه كان يمتلك حاسة فنية وحدسا نقديا عاليا اورثني إياه، مزودا اياي بتلك الخصائص دونما قصد ، فهو ذواقة للموسيقي ، للغناء الجميل ، وإن كان لا يردده قط فلم أسمعه يترنم ، مع ذلك كان يشجيه صوت الفنان حسن سليمان (الهاوي ) ورمضان حسن ، ومحمد ميرغني الذي كان فنانه المفضل ، وفناني من ثم 0
                  

03-18-2009, 00:05 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    يوم تزوج حسان شقيقي ، كانت ليلة لم ينسها احد ممن حضروها ، غني فيها العديد من الفنانين من زملائي واصدقائي من المعهد والخريجين ،كان بينهم الفنان حيدر حدربي ، ناداني جدي :

    - الوليد الغنا دا منو ؟

    - ياتو فيهن ؟

    - الهسي غني طلعت القمرة

    - حيدر حدربي ، عجبك يا أبوي ؟

    صمت لبرهة كأنما يستعيد الصوت في ذاكرته التي ظلت ناصعة رغم تقدم السن

    - صوتوجميل ناديهو لي أسلم عليهو

    ورايتهما غائصان في حديث شهي لا اعرف كنهه ، لكني أشهد أنه ناقد متخصص في شأن الغناء هكذا بدا لي وحيدر بأدبه الجم وبساطته التي تدل علي عظمة العارف ورقته يستمع وجدي لايني يسوق الحديث بلباقة العارف وذرابة اللبق

    يستمع جدي للاصوات باذن الخبير ، يميز الأصوات ، من كان جديدا وجديرا بأن يستمع إليه ، كان محبا لصوتين من البنات ، زينب الحويرص وسمية حسن ، كان يري اصواتهن كأصوات الملائكة أو هكذا وصفهن ، كان يقارن صوتهن بصوت الفنانة عائشة الفلاتيه ، لكنه يقول : ما خلن للفلاتية شيتا تغنيهو فاتنها لقدام .
                  

03-18-2009, 00:09 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    ورثت عن جدي ميله للحرية والزهد، فهو كان كارها للقيود وأعني الكلمة

    فهو كما عرفت لم يشتغل في الجهاز الحكومي في حياته الإ بالقدر اليسير وتركها ولسان حاله يقول :( ما بدور عبودية الحكومة )، حتي في ملبسه كان مثالا للصوفي الزاهد ، ملبسه كان ( عراقي خفيف من القطن ، سروال ابيض يتلفع بثوب أبيض أيضا ، يحب البياض فلم يلبس سوي اللون الأبيض في كل ما رأيته يلبس ، حتي الطاقية بيضاء ، يحلق شعره نمرة واحد ) ، لم يكن قد عاني الصلع ، يحمل عصاته بيده اليسري ، والمسبحة باليمني، ولعصاته حكاية :فهو كان دائما يلّوح بها ( للحرامي ) الذي لم يصادفه قط ، ( والله ان جانا الحرامي الا عصاتي دي تاباهو ) فهي ـ العصي ـ طويلة تنتهي ( بصامولة) كافية ( لفتح راس ايا من تسول له نفسه الاقتراب منه ) وحدث أن زارنا الحرامي لكن جدي لم يكن موجودا حينها ليلحق بذلك الشرف الذي طالما تمناه وهفت نفسه اليه

    صوفي جدي ،
    في شبابه كان أغني إخوته أجمع ، كان يمتلك عددا كبيرا من الماشية ، يطلع بها مشيا بين بربر وأتبرا كما يحلو له تسميتها ويعود منها محملا بمال جم ، حكي لي ذات مرة أنه رأي فيما يري النائم رجلا جاء يوم الحشر وقد كان يجر رأس فأس كما يجر جبلا ويتأوه من حمله ذاك ، قال سألت الرجل

    - مالك يا زول ؟ قال فرد عليه الرجل الكان في المنام :

    - ماك شايفني جاري الجبل دا ؟

    - قال : ياتو جبل ؟ راس الفاس دا؟

    - قال الرجل : بلحيل كنت بكسربو الحطب ، وتراني جاريهو جبل متل ماك شايف قال جدي من محلي داك قمت علي البهايم وزعتهن ، وكل قرش عندي ما بات معاي يوم تاني ، وقعدت يا مولاي متل ما خلقتني ، معلم الله ، ماني داير من الدنيا جنس شيتا يتقل علي ، الاضان باردة والقلب ثابت ،الاقي ربي خفيف ؟؟؟

    أضحكتني الفكرة كيف يمكن لاحد أن يتصرف علي هذا النحو ؟ في زمن الجميع فيه يلهث باتجاه المال وتكديسه ؟ لا يهم كيف في بعض الاحيان ، المهم ان يتوفر !

    فهمت الآن موقف جدي ، وزال تعجبي حين رأيته ممددا في سريره تلك الليلةخالي الوفاض الا من حبنا ، ومسبحته ، وما كان يستره
                  

03-18-2009, 00:13 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    اذكره الآن فوح لم تتغير وردته التي ما تزال تنشر ذلك العبق بيننا عبق من النبل والمرح رغم التجهم البادي ، تبقت منه أصالته وكرامته التي لم يستطع الزمن الي ان يحني لها عودا ، يا لجدي المتسم بالعفة في الحديث ، فلم اسمعه يشتم بنابي القول ولا تطاول في القول ، لكم أحبك يا جدي



    كنا نسكن معا في بيت العباسية ( الحوش )حوش جدنا الكبير الذي ورثته جدتي عن والدها المأذون ، كان معنا أيضا من اخوتي حسان ومن خؤولتي فتح الرحمن وعبد الحفيظ وفخر الدين ، ايامها كنت طالبة في المعهد العالي للموسيقي والمسرح ، ذات مساء كنا مدعويين لحضور حفل زواج أحد الاصدقاء الذي يسكن قريبا من ييتنا ، حدثني الزملاء عن نيتهم المبيت عندي في حال تأخر الباص أو لم يجدوا وسيلة توصلهم ، وتركتهم وانصرفت عدت الي البيت ، البيت كان مقسم الي مربعات من ناحية( الزقاق ) جامع الشيخ اسحاق حمد النيل ، وكان دخولنا منه ، وحين تدخل فانت في مواجهة الغرفة ( الوسطانية) إلي يسارك الصالون ، إلي يمينك خلف الباب تماما (حمام الرجال ) تمر من ( زقاق) يفصل الغرفة عن بيت خالي ( محي الدين ) تقابلك في نهاية ( الزقاق ) ( برنده) إذا نظرت عميقا ناحية اليمين هناك حوش تفتح عليه غرفة يلاصقها المطبخ و( حمام النسوان ) في خلفية الحمام ( مزيرة تعلن نهاية الجزء الخاص بامي نفيسة ، يبدأ بعدها الطرف الآخر للحوش حيث كنت أسكن ، وهو مكون من غرفة وحمام وصالة وحوش صغير ، هذا الجزء تجاوره طلمبة توتال للبنزين المعروفة في شارع الاربعين ، وفي هذا الجانب لن يتاح لك سماع صوت أي أحد من الجانب الآ خر للبيت ( الحوش) لكني في غبش الليل سمعت من يتحدث الي ورأيت أشباحا تحوم حول السرير قمت مفزوعة ، زال فزعي حالما رأيت آمنه أمين وزكية مجمد عبد الله وأمينة النور ، وغالية حسن ، زميلاتي
                  

03-18-2009, 00:16 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    في الصباح وكنا نشرب الشاي معا ، قال لي زميلنا النجاشي في نبرة ساخرة وجادة في آن واحد :

    -سلمي الشيخ

    - نعم

    - لو سمحتي

    - خير

    - الاستقبال بتاعكم دا غيروه

    - ياتو استقبال ؟ يا ربي عندنا استقبال من ورايا ؟

    - جدك ياخي

    ضحكنا جميعنا ، فجدي بالفعل ينام في مقدم البيت ، أول الفسحات ، وغالبا ما يكون وحده في ذلك المكان

    قال النجاشي وما تزال نبرة السخرية عالية لديه ، دقينا الباب جانا الصوت :

    - منو الفي الباب؟

    - النجاشي

    - النجاشي منو؟

    - النجاشي صلاح الدين

    - صلاح الدين منو ؟

    - يا عمي الحاج دايرين حسان

    - حسان منو؟

    - حسان الشيخ

    احس حسان بتلك المحادثة الصارخة ، ففتح الباب مسالما ، قال :

    - ياخي انت الباب دا ما فاتح ، كنت تجر السلك بفتح ليك الباب

    - ليه انتو اصلو دا بيتكم ولا جامع ؟

    - ما عندنا مفتاح شفت ليك بيت في امدرمان دي عندو مفتاح؟ ما يا متكول بي عود ولا تجر السقاطه وخلاص

    ضحكنا من فكرة الاستقبال التي نشر فكرتها النجاشي بيننا وصار اسما ملازما لجدي نطلقه بيننا
                  

03-18-2009, 00:23 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    هو هكذا جدي دائم السؤال ، يسأل من يدخل ومن يخرج ، أحيانل يتعامل مع البعض بروح ملؤها التآمر ، حين ( يتغابي العرفة ) حتي أنه ذات مرة وكان أحد ابنائه خالي حفيظ ، جاء لزيارته ، بعد ان استقر به المقام في بيت والدي في امبدة، جاء إذن حفيظ :

    - ابوي ازيك

    - انت منو ؟

    - عبدالحفيظ

    - عبد الحفيظ منو ؟

    ليجد انه امام ابنه ، ومع ذلك كان يمعن فى الانكار ، لكنه سرعان ما تعود إليه طفولته ووداعته ، فينادي من أنكر قبلا ، وينتهي المشهد باكيا ، ولا يقف الامر عند هذا الحد ، ففي بعض الاحيان حين تزوره بعض قريباته ، وأقرباؤه ويكون غير راغب في السلام عليهم ، فإنه يدعي النوم ، وينسي انه قد فعل ، فينادي أحدنا بعد قليل من ذلك التناوم ، فيقوم أهله لمسالمته ، لكنه يعود إلي ما كنا نسميه ( حركات جدي) أو كما كانت تقول عنها هدي رحمها الله ، ( الحالة س) ولا يأبه لمن مد له يده ، او تجده مادا أطراف أصابعه ويرد السلام من (دون نفس )

    هو ذاك عم بابكر كما كان يحلو لنا مناداته أحيانا ، تراه يلعب الطاولة بخبرة العارف ، لكنه لا يفعل ذلك كثيرا ، ربما كان يري انها ملهاة له عن فروضه أو... لا أعرف

    مع ذلك كان يهوي ان يحكي لنا مغامراته ، وتجاربه
    حكي لنا ذات مرة عن تجربته في الحج وكيف انهم سافروا بالابل الي سواكن ومنها الي جدة (بالبحر ) ومنها بالابل الي الاراضي المقدسة لكني لم أسجلها له وهذا من دواعي حزني
                  

03-18-2009, 00:27 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    كان يسافر داخل البلاد أيضا وكثيرا من بربر الي اتبرا كما كان يحلو له مناداتها ، يسافر( راجلا ) وبليل ، حكي لنا ذات مرة عن يوم لن ينساه كما قال :

    - الوكت كان ليل بلحيل ، ، والوكت داك قمر مافي ، ما كان في انوار زي هسي ، بهايمي قدامي ، طلع لي راجل من وسط( خشه ) راجلا تليع ومنيع ، طول بي عرض ، قال لي :

    - طلع العندك

    - انت طلع العندك

    جدي كان طويلا وقويا ويده لا تحتاج الي سند ليسبب لمن يضربه عاهة ، قال (الراجل جفل لمن شافني راكز، حسيت بنفسو يناهد، ضربتو خبته واحدة وقع متل هناك ، نفضتو ما خليتلو الاسرواله الكان لابسو حتي مركوبو وحمارو سقتو منو ومشيت )

    ضحك جدي ، فالامر مضحك بالقطع( بعد خمسين سنة من ذلك الحدث التقيا):

    - كنا ماشين من الخرتوم ، اتبرا ، ماشين لي عزا، بالقطر ، اها قدامي كان قاعد زول كل ما ارفع عيني القاهو بعاين لي ، محل ما قبلت القاهو مباريني ، يزح ويزح لمن بقي قبلي ، قال لي :

    - انت ياحاج بابكر ماك عارفني ولانسيتني ؟ خبارك؟

    - عاد كيفن بنساها دقتك وقلعة حمارك ديكي الليلة؟

    الراجل تم سكت وتاني ما شفتو رقبتو في القطر لمن وصلنا بربر
                  

03-18-2009, 00:31 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    في ايامه الاخيرة كانت قد عادت لجدي طفولته التي ربما تاهت عنه لبعض الوقت ، كنت تراه يبكي لاقل المشاهد تاثيرا ، ويضحك لابسط المواقف طرافة ،عاد شفيفا كما تكون الشفافية والرقة ، كنت أحيانا اعود الي البيت باكرا ، فنستلقي معا صحبة ابنتي ، احكي لها حكايات ما قبل النوم ، أو أقرأ لها من كتابها المفضل قصصا حين تكون الكهرباء متوفرة ، واحيانا لا أفعل ايا منهما بفعل الاجهاد أو الانشغال ببعض أمور البيت ، حينها ترتفع وتيرة جدي واستجابته الشرطية فيسأل عزة :

    - انتو الليلة يا عزة ما في حجا؟

    تضحكنا طرافة الرغبة , وأقوم طائعة لاداء ذلك الواجب اللذيذ ، أحكي لهما بصوت عال ، رغم انه لم يفقد حاسة السمع ، ولا النظر الا بما هو معادل لسنه لم ترتجف يداه مثل بقية الشيوخ في سنه ، لم اسمع انه كان في زيارة الطبيب الا مرة واحدة وكانت للكشف لاستخراج النظارة الطبية له ، لم أسمعه ينادي سائلا عن مواقيت الدواء ، ( ولعلي ورثت عنه كرهه للاطباء والحكما كما يسميهم والدويات) بل كان يسأل عن الطعام ، كان محبا للطعام الجيد خاصة ، ولا يحب (الاكل الخمجان ) علي حد قوله، رغم تهالك اسنانه ، لكنه مع ذلك يعنيه تماما ان يشرب في الصباح والمساء ما امكن (الشاي باللبن بالكباية الكبيرة) حبذا لو كانت مصحوبة برغيف أو ما تجود به أمي من (لقيمات ) في الصباح

    قال لي ذات مرة:

    - ( زمان كنت بشرب اللبن بالسمن والبلح المبلول من في الليل ، دا قبل الشاي كورية لبن ما كباية متل زمنكن الناشف دا ، بعد داك الشاي باللبن المقنن ، العشا مديدة حلبة ولا دخن باللبن والسمن ، الزيت بعطن فيهو كرعيني وبستحم منه ، وندفقو، زيت سمسم صافي ، ربع البلح دا ونسة ساكت بكمل ، وكمان ان بقي معاهو قراصة بي سمنه ، ولا كان فطيرة بي لبن ، ما زيكن هسي تاكلو الفول ، الفول الله يقطعو خرب بطنا واذاها ، مجبورين عليهو ، زمنكن الناشف دا علمنا اكل الفول )

    ربما كان لكل ما كان يأكل في صباه ذاك الاثر الذي لم ينمح ، فقياسا لسنه كان جدي رشيقا ، بل كان يقوم بكل ما امكنه القيام به ، كان يغسل ملابسه (علي كيفو ) يرتب اشياءه البسيطة ايضا، رحمه الله

                  

03-18-2009, 00:35 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    لحين سكن معنا شاب جاء من تشاد أو افريقيا الوسطي ، لا اعرف تحديدا ، المهم ، جاء رفقة ابناء خالتنا ( يرحمهم الله) من نيالا بعد ان ضاقت بهم سبل الحياة هناك ، أواسط الثمانينات ، لم تكن أمورهم قد ترتبت بعد ، فتركوا عبد الله يعيش بيننا الي حين ، ويا لروعة مقامه بيننا ، فقد كان خلا وفيا لجدي ، مراعيا له في غيابنا عن البيت ، يطعمه ويسقيه ، ويقف علي كل طلباته ، بلا من او تبرم، يؤدي ما عجزنا عن ادائه ، يحكي لجدي بدماثة عن بلاده ، وجدي يضحك من حكايات عبد الله ، ومن دهشته من الخرطوم كاكبرمدينة يراها في حياته التي لم تمتد طويلا ، فلقد غيبه الموت لكنه ترك لنا اثرا لن ينمح ابدا ، يحكي عن بنات الخرطوم (السمهات ،عمي بابكر هسي ما بعرسو لي واحد من بنات الخرتوم دا؟ ) ، ولا يخيب جدي ظنه فبقول له ضاحكا من التذكير الذي لحقهن :

    ـ انت بس شد حيلك واشتغل كويس بنعرس ليك الدايرا فيهن

    وكان لذلك يتاجر بالسجاير في زمن الندرة ، ولا اعرف من أين كان يحصل عليه،ويدخر مالا كثبرا ، كنت ادبر له امر صونه ، لكنه في المقابل ماتواني عن تلبية طلبات والدي ، كان يجلب له الدخن والسمن واللبن ، ويصنع له (المديدة) التي طالما احبها ، تجدهما ياكلان ويضحكان كصبيين في سن واحدة ، لكن عبد الله أختفي لامد طويل ولم يعرف احد اين ذهب ؟ البعض يقول انه مات والبعض لا يعرف ، فلقد بات لغزا لم يحله احد بعد؟

                  

03-18-2009, 00:39 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    قلت ان جدي يحب الضحك ، ففي ذات مساء صيفي نام الجميع سوانا ، كنا نشاهد التلفزيون ، سهرة غنائية ، فاذا بجدي فجأة يضحك دون مقدمات ، انتظرته حتي انهي موجة ضحكه ، سألته عن سر ضحكه ، فلم يجبني لحظتها

    بل بادرني :

    - دحين انحنا اتعشينا ؟

    كانت الساعة حينها تشير الي منتصف الليل ، قلت له :

    - آي يا ابوي ...

    فضحك مشيرا للتلفزيون :

    - السجم دا بجوع ، دحين هسي ما بتلقي لينا شيتا نسكتبو عيال الجوع ؟


    رحمة الله عليك عليك ياوالدي ، فلكم أضأت لي ظلمة ما كنت احسبها ستضاء لولاك ، لكم كشفت عني غمة ما كانت تزول لو لا وجودك في حياتي ، يا من أضحكتني ساعة حزني ، والبستني ساعة عريي من الامل املا ، سيجتني بحبك ونسجتني ، علمتني ما لم اطالعه في الكتب ، منحتني ما لم تمنحه لاحد من كل الذين حولنا ، رأيت معك دنيا ( وسيعة) ملؤها الحياة ، بشموخك الذي اتمناه يلبسني ، وسموك الذي اسعي الي بلوغه ، حتي حزنك اشتهيه الآن ، لانه حزن ما رايت انبل منه ،

    رأيت ذلك وكنت في عداد الاطفال بعد ، يوم رحلت أنيستك ورفيقة روحك امي نفيسة ، ذاك اليوم شهدت الشموخ يبكي بشموخ ، والعزة تتالم ، أدخلتني الي صدرك شهقة ، وشهقت معك بالبكاء ، لم ار رجلا يبكي الا ذاك اليوم ، فلقد بكيتها كمحبوبة لم يبك احد محبوبته علي نحوك ، فلطالما احسست حين رحلت انها فقدي وحدي ، حتي رايتك تبكي ، فوجدت حزنها يلبسنا معا ، حزنك ظل جليلا ، مجللا لك طوال ما تبقي من سنواتك ، لا تراه ، لكنك تحسه فلقد ظللنا نداري ذاك الجرح في ركن قصي من الذاكرة ، لكنك تخرجه ، وتتقلب علي مجامره ، كنت حين اضبط دمعة تجري علي خدك دونما سبب ، اسالك ، فتجيب

    ــ: لا لا ما في حاجة

    أفهم لحظتها انك قلبت مجمرة الذاكرة وانها التهبت من ثم ، رغم السنوات التي عبرت ، وانسربت

    مشدودة الي قوس ايامي معك يا أعظم الاباء جميعا ، لك كل الرحمة



    ايوا 5/5/ 2004
                  

03-19-2009, 10:54 AM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: عبد الله الشيخ)

    أ/ عبد الله الشيخ
    سعيد بوجودك هنا ،، وليتك تحرضها اكثر
    عل مخازن حكيها تفتح على مصرعيها

    ربما نجد حكاية السمك والسلطان والنهر




    كن قريبا لتكثر من التحريض
                  

03-22-2009, 11:20 AM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    سلمى الشيخ سلامة ،، تعالي لنحكــــي







    وكل سنه والامهات طيبات
                  

03-23-2009, 12:16 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: فيصل عباس)

    بالامس ارسل لى شقيقى احمد رسالة فى بريدى
    كانت تحوى تهنئته بعيد الام
    كان حزينا
    كتب الى يقول
    Quote: الأخت الكبرى سالوووميي
    تحياتي وأشواقي
    انشاء الله العافية
    والله مشتاق ليك ولي أمي
    أعاين في الصورةوأسمع التلفزيون يتكلم عن عيد الأم وأذكرك وأتذكرها ويصعب علي أن اكتم أشواقي ليكم
    وغالبني أكمل الكلام
    تحياتي وحبي
    والله عالم بالفي القلب

    بكيت حينها
    ومازلت ابكى فقد امى
    يا امى
    كتبت اليها لاقول لها
    لكم اشتقت اليك يا امى
    اشتقت الى شاى الصباح واللبن المقنن الذى كنتى تحلبين لبنه من تلك المعزة الحرون
    التى كثيرا ما كانت تدلق اللبن الى الارض برفسة منها
    وكتبت اقول لها لكم اشتقت الى "وريق الخدرة " فى ضل الصباح
    او مراقبتك وانتى تعوسين الكسرة فى الراكوبة الصباح
    كانت بعد كل مرة تنتهى فيها من العواسة تمسح يديها من العجين داعكة واحدة باخرى
    تمسح يديهااولا وتقول لى
    ـ المرة الحوامة بتمسح كرعيها بالاول ، والسمحة بتمسح وشها اول حاجة
    لكم اشتقت لفطور الجمعة الذى كنا نعده لحين يفدخيلانى ذلك الوفود المتوقع محملين بالاشواق والحب لنا
    وكذا غداء الجمعة
    حيث الجمع كبير لدرجة اننا نتقسم الى مجموعات ممزوجة بيننا صغارا وكبارا ، نساءا ورجالا
    يا لتلك الازمان
                  

03-23-2009, 12:47 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    كانت العمات والخالات فى السابق يتوافدون على حوش جدى الكبير فى العباسية
    وحين رحلنا الى بيتنا فى امبدة
    تحولت الجموع الى بيتنا او حوشنا الجديد
    هناك
    كان الناس يفدون من كسلا ونيالا والقضارف الكاملين ، القطينة ، ونفد نحن من الابيض
    لتلك البقعة الساحرة حوش الماذون
    جمع مهيب كنت ،حين تتخطى الباب داخلا تحس ان هناك ثمة مناسبة تنعقد اواصرها
    لكنهم اهلى جاءوا فى الاجازة الصيفية
    كان للجمعة مذاقها، حيث كل الناس موجودة ، خاصة الافندية كما كان يسميهم جدى بابكر
    تدخل امهاتنا الى المطبخ وكنا نتحاشى تلك المهنة او يجعلننا بعيدات عنها فى كثير احيان حين كنا صغارا
    يخفن علينا صهد النار
    ويتلقفنه بمهارة
    تجد الراكوبة تعج بالضحكات ، الحلل الكبيرة تعج بها الكوانين وتندلق رائحة الطعام الينا فنتشهى
    كنا يعلمننا الطبخ دون ان يقلن ذلك
    ـ بت تفيسة تعالى اقعدى لى جمب الحلة دى بجى هسى
    اجد نفسى انظر الى الى محتوى الحلة فافهم ما بها واقوم فى مرة قادمة بالتحدى واعلن انى اعرف كيف اطبخ
    فتتفاجا النسوة من فعلى
    ولا اقول لهن انى تعلمت الطبخ منذ المدرسة حيث كنا نطلع رحلات مدرسية
    جمع الطالبات كن من مدن متفرقة واصقاع شتى
    لكنى تعلمت الطبخ على يد بنات دارفور اجمل من يعرف كيف يطبخ
    لاكلهن مذاق الجنة ولحديثهن حلاوة الفردوس
    حواء التعيشى وفتحية ابكر كانتا متخصصتان فى ملاح التقلية والعصيدة
    اتقنت منهن تلك الخاصية
    وحين سافرت خالتى اسيا للحجاز قمت بصنع العصيدة وملاح التقلية
    مما فاجا الجميع
                  

03-23-2009, 01:17 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمى الشيخ سلامة ،، تـعالي لـتحكـــي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    يا امى
    كان للجمعة مذاقها
    لحظة ان نشرع فى "خت الغدا"
    يجلس الجميع الى التربيزة الكبيرة الم"ختوتة " فى الصالة الطويلة
    تلك الصالة التى شهدت معارك لعبةالطاولة بينك امى وهدى ووالدى عليكم رحمة واسعة
    ولكم شهدت ايضا معارك ال"ضمنة" بين اللاعبين حين يجئ معاوية فى اجازاته وكذا طارق
    تحل هدى من الداخلية فى الجامعة لتشعل البيت حراكا
    وتحتد الالعاب
    لكنى كنت اجيد لعبة واحدة هى المطبخ
    ادخله من الصباح لاخرج فى المساء
    كنت اقول
    ان المائدة الان جاهزة ، امى تجلس الى كرسى جانبى والدى يتصدر المائدة
    يتبسمل ويدعونا لذات الشئ
    تبدا امى بالصغار موقنة انها تعلمهم كيفية التعاطى مع الاكل
    ـ الزول بياكل قدامو ما قدام الناس سمح حبيبى؟
    ـ اللقمة ما تبقى كبيرة بتخنقك ايوا حلاتو حبيبى
    كانت كلمة حبيبى هى المفتاح
    ترمى به الينا فنتلقفه ونبدا معه مسيرنا
    وتظل ترمى الينا بمفاتيح المعرفة صغارا وكبارا
    ـ ياحبيبى ما تاكل وخشمك فاتح ما سمح كدى ، ولا تمضغ الاكل بصوت عالى دى حاجة ما حضارية
    كان خالى فتحى لا ياكل فى مكان تعلو فيه اصوات الطعام الممضوغ
    بل انه يمضى لحال سبيله حتى ان تعمد احد بدعوى ان يغيظه

    (عدل بواسطة سلمى الشيخ سلامة on 03-23-2009, 01:28 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de