إنحسرت الرؤيا عند ذلك الافق البعيد..وحجبتها تلك الظلال التى ترأت كسحب ضباب غطى كل شىء..تشكيلات تتحرك مثل دخان ابيض يتلوى ويصعد يحجر فى عتمة تلونه كل منافذ الابصار.. وكانه يريد ان يحط ثقل الرحل فى ميقات الميعاد..واصوات طيور تسمع..تاتى مثل نداء مستعجل.يعطى إشارات التحذير..وتتابع رفرفة اجنحة فى سماء التحليق..راغبة تريد ان تحط على غايات ورغبات.. وتحد من تقدمها حالة الجو المكتئبه المكفهره.الراجفة فى توقعات نذر مستطير..ييحركه القدر كما يشاء.. نوازع من إحباط وإ‘ضطراب..يتلائم مع نوازع وجل النفوس الملتاعه التى يجلس عليها ثقل الهموم والذى يحتسب من واقع مرارت الحياه..المريره..حيث خابت الامال وطاشت التوقعات..وخيم جبروت القهر على كل شىء..فافرغ الحياة من معانيها ومذاق طعمها.الذى اختلط .. إترسمت تفاصيل تلك اللوحه الحزينه على ملامح المدينه الرمز..حيث نفقت الحياه مثل تلك العير ..والحيوانات..والتى تشكلت بتراكم سنوات القهر وسطوة الاملاء..التى سلبتها تلك الظروف من كل عطايا المنح الانسانى..وحرمتها من كل قيم وضرورة..وجعلتها الات صماء تنجرف وراء المطلوب بلا ابداء راى او إعتراض او حتى الرجاء..كله مرسوم محدد ومحدود.. عشعش الفقر واقام ركابه هنا..على البيوت والعقول والافكار والخواطر والنفوس..وسحقهم بجبروت قسوته واكمل فيهم قوانين بطشه التى اجبرتهم بقوة المنع الغاشم وقدرة الاذلال.كل شىء.حتى الكرامه ..واحساس العزه..واعراف الانتماء.. فاصبحوا دمى على مسرح العرائس تحركها الخيوط فى اتجاهات المراد..والمطلوب..!! كل النظرات خاوية .فارغة ومنكسره..وعاجزه.وقد غاب منها كل لمعان البريق....ومحدودة الارسال.وهى تكشف عن إيلام المواجع.. لا إشراق..ولا توهج..ولا إشتعال....وكل ذلك يجرى فى مدارات تحكم اعمى..تحركه قوة ..بقبضتها الحديده.فى مسميات كما تراه هى وفى مدلول تفاسير إرادتها ..والتى احكمت قبضتها على الشيوخ والنساء والاطفال والشباب بشقيه و بقية عباد الله الصابره.على سنوات العذاب المر...!! وهناك على تلك التله..تقبع بمنطق الجبروت والهيمنه..والبطش..تلك السطوه التى انتزعت من حلوق الخلق.معانى ان تكون ..او لا تكون..بارادتهم التى حصنتها بكل ممارسات الحفظ وادوات السيطره..وبثت تلك العيون التى تراقب بجساب وتنفيذ.. وهى تلك الطيور الصغيره فى اسراب تدفقها..هى تغشى حقول الزرع وتحيلها الى اعواد ناشفه بعد ان تبتلع كل حبوب الحصاد..وينتهى الانتاج..وكل الجهود,,وتاتيها مثل جموح العواصف حين تهل بقوة رياحها.لتقتلع .وتدمر..وتسحق.. ليبح مدى الرؤيا .هنا يختلط بقطرات الدماء الممزوجه بدموع الحزن..وذرات الرمل..العالقه..لتتوسد كل الاحلام تلك الابعاد النائيه فى ابراج التفكير..وفى امنيات المستقبل..الذى غلفته الظروف
ليبقى كشىء فى هيكلة التكوين..بلا روح..ولا امل.ولا انفاس.. واتى الصباح..واصبحت كل الاشياء خاوية على عروشها..
(عدل بواسطة عصمت العالم on 06-29-2009, 09:19 PM) (عدل بواسطة عصمت العالم on 06-29-2009, 09:21 PM)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة