بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 11:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-04-2009, 05:45 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم

    كتبت هذه الورقة فى أغسطس 2005 بعد مقتل
    الدكتور جون قرنق فى يوليو 2005 ،ونعيد استعراضها
    لتفنيد التحليل الوارد حينها لاستشراق آفاق المستقبل
    والورقة تتكون مت أحدى عشر صفحة سنعرضها فى احدى عشرة جزء .[/
    B]
    ===========================================================
    بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم

    مدخل:
    تؤكد الدلالات الأولية أن رحيل جون قرنق لم يكن حادثاً عرضياً وإنما تم بفعل فاعل. فإذا كان لا يوجد دليل على تورط نظام الإنقاذيين في مقتلة فما هو الدليل على عدم تورطهم .... نظام تنكر و سجن شيخه و معلمه حسن الترابي ... قتل و حرق القرى في دارفور و اغتصب النساء و مسؤولية مطلوبون دوليا... أستولي علي السلطة المنتخبة .. اعدم الضباط عشية العيد ... ضرب وقتل الطلاب بالرصاص الحي.... ولم يعتذر أو يأسف لكل هذه الجرائم بل يصر في التمادي و خرق القانون. يتهرب النظام و يتنصل من كل التزاماته و اتفاقياته حتى مع التجمع الوطني الذي وصل وفده عشية اغتيال قرنق و اصبحوا مجرد كومبارس و شخصيات هلامية يستغلهم النظام عندما يكون في ورطة أمنية كتلك التي حدثت صبيحة اغتيال قرنق فعندما هدأت الأمور أستمر حزب المؤتمر هو السيد. ولعل من ضمن المفاجاءت الأخيرة أن من بين المودعين للدكتور جون قرنق في رحلة الموت بمطار عنتيبى قنصل السودان بيوغندا سراج الدين حامد وهو الدبلوماسي السابق ببعثه السودان بالأمم المتحدة في نيويورك والملاحق بواسطة الشرطة الفدرالية الأمريكية (FBI) لآتصالة بالمجموعة الأصولية التي خططت لتفجير أنفاق و كباري نيويورك و نيوجرسى عام 1993. عليه، وإلي أن يظهر تقرير لجنه التحقيق ـ والتي في مثل هذه الحالات لا تصل إلى نتائج واضحة ـ فإننا سنتعامل مع رحيل قرنق على أنه جريمة مدبرة حتى يثبت عكس ذلك.

    لقد تصرفت قيادة الحركة الشعبية/الجيش الشعبي لتحرير السودان حتى الآن بسرعة لاستجماع قواها والاحتفاظ بتماسكها وإعادة تنظيم نفسها، ونجحت في تأمين انتقال سلس للخلافة بالالتزام بالترتيب الهرمي بدلا من إعادة تشكيل هياكل السلطة في الحركة. ولكن التعيينات لم تتم بغير جدل، ولا يزال خطر الصراع على السلطة قائماً. ففي جميع الأحوال، فإن فقدان جون قرنق، القائد الوحيد الذي عرفته الحركة في عمرها البالغ 21 عاماً، لابد وأن يترك فجوة كبيرة. وبالرغم من فداحة الفقد، تؤكد المؤشرات أن الحركة امتصت الصدمة الأولى وتمكنت من تنصيب قيادة بديلة باختيار سلفاكير ميارديت رئيسـاً و د. رياك مشار نائباً له، دون بروز صراع ظاهر في القيادة. لكن وعلى الرغم من سرعة هذه الخطوة، فإنها لا تعني بالضرورة أنه لن يحدث تأثيراً (ما) داخل الحركة الشعبية وعلى الساحة السياسية السودانية والإقليم. فالرجل، بقدراته الغير اعتيادية كان ممسكاً بخيوط كثيرة وكان دوره مركزياً وحاسماً في تحديد اتجاهات الحركة الفكرية وموقفها السياسي... قادراً على تحريكها إستناداً على رؤية واضحة له للتغير، وقدرة فائقة على إدارة معاركه بدرجة قلما تجتمع في سياسي سوداني.

    الهدف الأساسي من اغتيال قرنق هو القضاء علي مشروع السودان الجديد، واستراتيجية التغيير لإعادة صياغة السودان على أسس ثقافية/اقتصادية/اجتماعية جديدة؛ كما يهدف أيضاً لتحجيم عمليات التحوّل الديمقراطي، حتى لا تتهدد الهيمنة المطلقة والمكاسب التي جنتها الحركة الإسلامية من سيطرتها على كافة مناحي المجتمع والسياسة في السودان، والانطلاق منه إلى دول الجوار للهيمنة الإقليمية. وما كان لمشروع السلام أن يتم لولا الضغوط العالمية المباشرة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ومجلس الأمن وبقية المؤسسات الدولية ودول الإقليم، وهو الأمر الذي يؤكده مسار مفاوضات الإيقاد التي تباطأت الحكومة السودانية أثناء كافة مراحلها، وتجلت عبر رفضها لإعلان المبادئ في 1995، والذي سبق وأن قبلت به في 1994م.

    كانت عودة قرنق للخرطوم والاستقبال الذي وجده ولم يحظى به سياسي سوداني من قبل، ولم يعهده نظام الإنقاذ على الرغم من مسيراته التي يصر على تسميتها بالمليونية، هذا الإستقبال فاق تصور كل المراقبين، وقد أشار إليه قرنق ـ ربما تواضعاً ـ إنه استفتاء على السلام، لكنه بنفس القدر كان إستفتاءاً لأجنده التغيير ولقيادته لمسيرتها. حزب المؤتمر الوطني، وكل قيادات التيارات العروبية الإسلامية في السودان قراءت هذا الأمر بدقة واستشعرت الخطر من وجود قائد يتمتع بهذا الدعم المهول والشخصية الكاريزيمة في مركز القرار بالعاصمة. هذه المخاوف تضاعفت بأساليب وصور مختلفة التي كان من ضمنها لقاءات المبعوثين الدوليين مع قرنق بعد أن تبواء منصبه الرسمي الجديد، وكانت الرسالة واضحة (خصوصاً عند زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس) أن صلة المجتمع الدولي مع الحكومة الانتقالية ستكون عبر النائب الأول. إضافة إلى كل ذلك وبخبرته السياسية ومقدراته تأكدت القوى التقليدية والإسلاموعروبية أنه لن يكون نائب رئيس تقليدي أو صوري مثل الذين أتوا من الجنوب من قبل، على شاكلة اللواء لاقو، أو مؤخراً البروفيسور موسس مشار. وإصرار قرنق في حديثه عن مؤسسة الرئاسة، كان يقصد به تحذير البشير وعلي عثمان من مغبة تجاوزه. وقد أشفق الكثيرين على قرنق من الحصار المتوقع أن يضربه من قبل البشير ونائبه.
                  

04-04-2009, 05:46 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    في خلال الأسابيع الثلاثة التي أمضاها قرنق في القصر الجمهوري وضح للجميع أن الرجل ماضٍ في تحقيق أجنده إعادة صياغة الواقع السياسي/الاجتماعي/الاقتصادي، وتمكين رؤى السودان الجديد بإحداث تحوّل شامل وإعادة هيكلة كاملة لموازين السلطة والثروة في السودان. حتى تصرفات قرنق وأسلوب قيامه بمهامه كانت تؤكد رفض الاستسلام للرأي، بأن السودان للشماليين، وتؤسس لنهج تفكيك هذا الواقع وإعادة تركيبه وفق معادلة جديدة لا يكون فيها الجنوبيون ضيوفاً على السلطة المركزية، بل شركاء أصيلين فيها، وعقد تحالفات مع قوى الأطراف في الشرق والغرب ورفع دعوة نصرة المهمشين، بما يغير معادلة الهيمنة القديمة وينهي سيطرة المركز. هذا النهج الذي قد يؤدي فعلاً إلى سودان جديد والقضاء على الكثير من المصالح القديمة والتقليدية ضاعف المخاوف من تواجد الرجل.

    بعض ملامح الأجندة المباشرة والمستقبلية التي سعى لتحقيقها جون قرنق:
    • تقوية جنوب السودان إقتصادياً وتوحيد قواه وتحديث قدراته العسكرية للحفاظ على السلام؛ وتكوين حكومة قوية في الجنوب لدعم موقف الحركة في السلطة المركزية مع سعي قرنق الحثيث في إستخدام كافة قدراته لتحقيق التحول(Transformation) في الحركة وفي الجنوب وفي الشمال كذلك.
    • المشاركة في فض النزاعات بغرب السودان وشرقه لمصلحة المهمشين وليس على حسابهم، لأن في ذلك دعم للحركة الشعبية. والتواصل مع القوى الإقليمية والدولية وإستخدام شبكة إتصالاته العريضة لصالح مشروع السودان الجديد.
    • التحرك بديناميكية داخل مؤسسة الرئاسة في السودان مع البشير وعلي عثمان والاستفادة من سبل تعميق التناقضات بينهما مع تسخير كل إمكانياته الشخصية وموهبته في استغلال ضعف أعدائه وربط كل ذلك الجهد بأي عوامل داخلية وخارجية مساعدة مع عدم التردد في المخاطرات المحسوبة (calculated risk).
    • التعامل مع المؤتمر الوطني كشريك في الحكومة، ومع المعارضة في التجمع كحليف، بما في ذلك أحزاب خارج التجمع مثل مؤتمر الترابي الشعبي. مع إمكانية الاستفادة من التكتيكات التي كان يستغلها الترابي ضد علي عثمان باستخدام البشير، مع الفارق الأهم، أن قرنق كان يسعى لتقوية المهمشين وإعدادهم للانتخابات، إضافة إلى مساندة حركاتهم المسلحة في الغرب (خاصة بعد استلام الحصة المخصصة من عائدات البترول) والشرق في التفاوض وفي العمل المسلح لتغيير التوازنات وتفكيك النظام.
    • الاستفادة من تحقيق أي تسوية سلمية في الشرق ودارفور لدعم تنظيماتهم السياسية لصالح تحالفهم مع الحركة الشعبية في الشمال لإسقاط الحركة الإسلامية في الانتخابات القادمة.
    • تحييد حزب المؤتمر الحاكم في الصراع الإرتري ـ الإثيوبي، وإعادة العلاقة مع إرتريا، بتطبيع العلاقات الدبلوماسية وفتح الحدود.
    • الالتزام بالصيغة الدستورية لمؤسسة الرئاسة الحاكمة والتي لا تخضع للهيكل الترابي، وإنما تستصدر قراراتها بالإجماع، والاستفادة من هذا الواقع لتحييد البشير وعلي عثمان.
    • إعلاء قيم الهوية السودانية بإعطائها بعد وعمق جديدين في العلاقات الإقليمية والدولية وإعادة ترتيب الروابط العربية ـ السودانية وتحقيق نقلة نوعية فيها، بحيث لا تعتمد على مبدأ "أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"، وإنما تبقي أكثر توازناً، وأن يصبح قرنق عنصر أساسي لا يمكن تجاوزه بالتعامل مع باقي أعضاء الرئاسة دونه.
    • إنهاء التطرف في السودان وبتر علاقات الدولة مع إمتدادته الخارجية.
    • الإستفادة القصوى من علاقات قرنق والحركة الشعبية أوربياً وأمريكياً وأفريقياً، وأن يبقى هو المدخل وقوة الجذب المركزي في التعامل مع الدولة السودانية وتهميش المؤتمر الوطني.

    عملياً إذاً، كان قرنق سيصبح الرجل الأول داخل مؤسسة الرئاسة، فبإمكانه أن يستخدم شبكة علاقاته الخارجية والقوة الضاربة للجيش الشعبي لتحصين نفسه ضد ضغوط أعضاء المؤسسة الرئاسية والمؤتمر الوطني، وذلك بتحريك ملفات الإرهاب وقرارات مجلس الأمن وقائمة محكمة الجنايات الدولية. إضافة إلى العلاقات المذكورة، فالرجل يذخر بإمكانيات وخبرة سياسية وقدرة على المخاطرة والتواصل مع كل قوى المهمشين في الشمال وقوى المركز التقليدية، فإذا أضفنا إلى ذلك الاستقبال الشعبي المهول، يتضح أنه كان من الممكن أن ينجز أغلب نقاط الأجندة المذكورة أعلاه والسير قدماً نحو إعادة صياغة السودان.
                  

04-04-2009, 05:47 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    بعد فقدان قرنق - السيناريوهات:
    القوى العروبية الإسلامية وعلى رأسها قوى التطرف في الجبهة الإسلامية ومؤتمرها الوطني تريد أن يعني غياب قرنق تمزيق أجندة التغير والسودان الجديد، وربما أيضاً الإيحاء بأنه إذا تواصل تنفيذ الأجندة، ستستمر الإغتيالات. السؤال المركزي اذاً كيف تتحقق إعادة صياغة الدولة والمجتمع والسودان الجديد من بعد قرنق وعبر هذا الفراغ الناجم عن رحيله(؟)

    جنوبياً:
    ما هي التوقعات الآن، ومن بعد ذلك وحتى منتصف ونهاية المرحلة الانتقالية؟ ما هي ملامح التطورات السياسية الناجمة عن غياب قرنق؟؟ وما هي التناقضات التي قد تطفو إلى السطح في الجنوب؟ وما هو واقع الحركة الشعبية من خلال كل هذه التساؤلات؟ ما هو أسواء وأفضل سيناريو للأحداث القادمة؟

    بالتأكيد أن أسواء الاحتمالات أن بفقدان د. جون تتمزق الحركة، وعلى حسابها تقوى الفصائل المعادية من مليشيات وعناصر أخرى وشخصيات سياسية وقبلية. بالتأكيد سيسعى النظام إلى تعميق أي خلافات لصالح تنفيذ أجندة المؤتمر الوطني، بحصر الحركة في الجنوب واستعمال أدوات الدولة من إغراءات ومناصب، واللعب على التناقضات القبلية بين الدينكا والنوير والشلك وغيرهم. هذا يعني أن أجندة الحكومة المتمثلة في دفع الحركة الشعبية للانكفاء باتجاه الأجندة الجنوبية، وإضعافها وتفكيكها بمختلف الوسائل لم ولن تتغير. وبالتالي، ومن بعد تدمير الحركة على هذا المنوال، يسهل نسف موضوع تقرير المصير على مراحل.

    على ضوء هذه الرؤية يصبح الإلتزام بالإتفاقية وتكرار التصريح به من قبل المؤتمر الوطني، هو مناورة لتخدير الرأي العام الدولي والمحلي وللإلتفاف حول الحركة واستعيابها، والإستفادة من عناصر الضعف الداخلي فيها، لتفريغ الحركة من شعاراتها وهزيمة مشروع السودان الجديد داخلها. أضافه ألي ذلك سيسعى حزب المؤتمر لتحويل اتفاقية السلام ألي أداة للتمكين ولقمع واحتواء المعارضة في الشمال أو الجنوب. إن المدخل لهذا السيناريو الأسواء للحركة، أن تهادن الحكومة القوى الجنوبية مؤقتاً إلى حين التفرغ من التصدي للحرب في الشرق والغرب والغليان بأٌقصى الشمال، مع مواصلة السعي لإجهاض المضمون الثوري للحركة.

    الرد المنطقي للحركة الشعبية في هذه المرحلة الأولى هي العمل على تثبيت الوضع السياسي في الجنوب بتكوين الحكومة الإقليمية وبقية المؤسسات الدستورية والمشاركة الفاعلة في حكومة المركز وباقي منظمات الحكم، واضعة في الاعتبار الحفاظ على علاقاتها مع سائر القوى السياسية في الشمال، والتي يبدو أن الزعيم الجديد للحركة الشعبية، ما أن يجد فرصة لخطاب عام إلا انتهزها لتطمينها مؤكداً أن التزامه الأول هو وحدة السودان على أسس جديدة يتم الاتفاق عليها بطواعية واختيار. ولم يتغافل سلفاكير عن قوى الهامش والتجمع الوطني مع العمل علي تمتين شبكة العلاقات الإقليمية والدولية. أن الفرصة لتحقيق هذه الأهداف المرحلية تبدو مواتية لسلفا كير والذي ظل نائباً لقرنق فترة طويلة ورئيس هيئة الأركان العسكرية في السابق. وكان له خلاف مشهود مع قرنق حول عدم الشفافية والتشاور في صنع القرار في الشهور الأخيرة من عام 2004، والذي حل جزئياً في فبراير من هذا العام بمؤتمر رمبيك، إلا أن التوتر بقي بين القائدين. أن الالتصاق، ولفترة طويلة بالجيش الشعبي، يتيح لسلفا كير التوصل إلى تسوية مع المليشيات الجنوبية الموالية للحكومة، والتي تعمل تحت مظلة قوات دفاع جنوب السودان بقيادة فاولينو ماتيب، والمساعدة على تحقيق الإستقرار في الجنوب. ولأن سلفاكير لا يملك قدرات قرنق السياسية أو الدبلوماسية، فالمرجح أن لآ يحكم بأسلوب قرنق، ويتوقع زملائه أن يكون أكثر إنفتاحاً وشفافية وإشراكاً في الحكم وصنع القرار، بقدر ما كان يطالب قرنق خلال الفترة الماضية. وهو الأمر الذي أكده في لقاءآت خاصة، كما أمن على ضرورة المضي قدماً في تدريب وتأهيل الجيش الشعبي بالرغم من فقدان قدرات وإمكانية قدرة قرنق.

    في هذا الصدد نأخذ طبيعة وأسلوب العمل لسلفا كير وتمسكه بنهج العمل الجماعي (team work) وإمكانية الالتفاف حول القصور التنظيمي للحركة بإعتباره مسئولية قرنق، والعمل على إستقطاب الدعم للقيادة الجديدة. الكثير يراهن علي نجاح أسلوب القيادة الجديدة والذي في الحقيقة يعتمد على نوعية أفراد مجموعة العمل حول رئيس الحركة، وقيام آلية لضبط إيقاع الحركة وتحريك كوادرها وشبكة إتصالاتها داخلياً وخارجياً. كل هذا يستدعي وجود عناصر قوية حول القيادة لإختيار حكومة وسياسيين ملتزمين فعلاً لا قولاً فقط، برؤى الحركة وبرامجها ولتولي الاستعداد لمؤتمر الحركة العام.
                  

04-04-2009, 05:48 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    خلال المرحلة القادمة للفترة الانتقالية ستواجه الحركة خيارات صعبة. أولاً على صعيد الادارة والوظائف فهي مطالبة بتوفير الكادر القيادي للحكومة الإقٌليمية بالجنوب، وبذات المستوى المشاركة في الحكومة المركزية، وإعادة تأهيل الجيش الشعبي وتفعيل التنظيم السياسي. وفي أي من هذه المواقع تحتاج لكوادر قادرة ومتميزة، وهو الأمر الغير متوافر لها أو لغيرها من القوى السياسية السودانية التي قد تمر بمثل هذه الظروف. على المستوى السياسي، فعلى الحركة تعطيل أجنده المؤتمر الوطني التي أشرنا إليها سابقاً ـ التعامل معها كحركة جنوبية ـ ومن مصلحتها أن لا تعطي الفرصة للمؤتمر الوطني للإنفراد بها، سواء على مستوى الحكومة المركزية أو الإقليمية، وبالتالي فهي مطالبة بالعمل على خطين متوازيين، الأول تركيز سلطتها في الجنوب، والثاني تمتين وضعيتها في الحكومة المركزية، وتنشيط تحالفاتها مع التجمع وقوى الهامش، وتحت أي ظرف تجنب إخلاء الساحة في الشمال للمؤتمر الوطني.

    هناك مؤشرات إيجابية تمثلت في سرعة ترتيب شؤون القيادة بالحركة، وفي عدة لقاءات مع القيادات النافذة يوجد شبه إجماع أن الخلافات السابقة قد تم تجاوزها، وأن سلفاكير وبقية المجموعة القيادية أكدوا على حرصهم على تفادي أي صراعات خلال الفترة المقبلة لأنها ستكون سبباً في إضعاف الحركة، كما أكدوا جميعاً على الالتزام بالرؤى والمبادئ والسياسات التي سبق وأن أعلنها قرنق. من الطبيعي أن تكون هناك مؤشرات لبعض الصراعات الجانبية إنطلاقاً من أن نيال دينق، باقان أموم وياسر عرمان كانوا من أقرب القياديين لرئيس الحركة، وأن باقان ونيال في إجتماع رمبيك إتخذوا مواقف غير مؤيدة لسلفا كير. كذلك بين الحين والآخر تظهر روايات عن "أولاد جون"، وإضافة لمن تم ذكرهم، هناك أيضاً كوادر في الجيش الشعبي، لكن بنفس القدر فالجميع يؤمن على أنه بإستطاعة الرئيس الجديد للحركة التعامل مع كل هذه المجموعات. كذلك من الترشيحات الواردة أن دينق ألور أقرب من بقية القياديين لسلفا كير. ومؤشراً إيجابياً على مقدرات القائد الجديد أنه أختار رياك نائباً له، على الرغم من المرارات الموجودة لدي الاثنين بسبب انفصال رياك عن الحركة لمدة عشرة سنوات، ويبدوا أن سلفاكير قد تجاوز تلك المرارات. هناك أيضاً حالة بونا ملوال والتي تشير بعض المصادر إلى أنه من دفع بسلفاكير إلى إتخاذ مواقف متشددة في إجتماع رمبيك، وحتى وإن صدق ذلك القول فعقب الاجتماع شن بونا هجوماً على سلفاكير لأنه خيب آماله ـ على حد زعمه ـ لكن الواقع الآن يقول أن بونا ملوال هو الذي في حوجه للحركة وليس العكس. إضافة إلى أن هجومه الشخصي وكتاباته عن قرنق مازالت حية في ذاكرة الجميع. خلاصة القول أن الحركة قيادة وكوادر تعرف أن مصلحتها في التماسك وهناك تصميم مجمع عليه في الالتزام برؤى قرنق حتى وإن لم يكن هناك فرد بإمكاناته. عموماً قيادة الحركة مدركة تماماً أن الطريق وعر وشائك، والتحديات كبيرة، وأن الخلافات لا معنى لها غير ضعضعة موقف الحركة والجيش الشعبي.

    فيما يتعلق بعدم التراجع من التحالف مع التجمع الوطني وباقي فصائل السودان الجديد، كل المؤشرات تؤكد مواصلة الحركة على ذات الدرب، وآخر تلك المؤشرات إعلان سلفاكير عن إمكانية تنازل الحركة عن جزء من نسبتها في السلطة لصالح التجمع وقوى المعارضة شريطة، أن يوافق المؤتمر الوطني على التنازل أيضاً عن جزء من حصته. وفي ذات الوقت تواصلت التصريحات بإهتمامهم بالدور الذي يعتزمون القيام به في الإسهام في فض النزاعات بدرافور وشرق السودان.

    التأثير على أجنده الحكومة والقوى السياسية المعارضة:
    وفاة قرنق جددت أحلام المؤتمر الوطني والقوى العروبية الإسلامية في المركز بعزل الحركة في الجنوب، والتعامل معها كقوى إٌقليمية، والإنفراد بالشمال وقواه السياسية، والتي قد تظهر لهم الآن أنها أيضاً أصبحت معزولة بسبب إعتمادها الواضح على قرنق كحليف أساسي(بالذات في التجمع والشرق ودارفور). إن رحيل قرنق شكّل ولو إلى حين، اختفاء قائد أساسي لقوى التغيير، وبالتالي الآن أمام المؤتمر الوطني الفرصة لترتيب الأوضاع بشكل هادئ وبنفس الأساليب القديمة، بمعنى أن يستمر التلويح بشعارات التحول الديمقراطي، فقط، شريطة أن تتم في نهاية المطاف وفق مصالحه. من وجهة نظرهم فإن المواجهات في دارفور والشرق يجب أن تحسم وفق هواهم بمفهوم: خذها أو أتركها (take it or leave it) ، وفي حالة عدم قبولهم بما تريده الحكومة ـ والتي من بعد رحيل قرنق يبدو أنها تحس بقوة جديدة ـ الإتجاه هو، سحقهم عسكرياً وتفتيتهم بمختلف السبل.

    محور أساسي في نسف أجنده السودان الجديد وإعادة صياغة المجتمع والدولة السودانية يعتمد على تفتيت عناصر قوى السودان الجديد وعزلها عن بعضها البعض، داخلياً وخارجياً لمصلحة المؤتمر الوطني والقوى والإسلاموعروبية، غير أن الإستراتيجية لمناهضة هذا المشروع تعتمد على إدراك حركات دارفور والشرق والتجمع الوطني وباقي الفصائل خارج الحكومة لحجم العبء الذي يقع على عاتقها بعد رحيل قرنق وإذا أدركت ثقل المسئولية التي يلقيها عليها رحيله وخطورة ضعفهم وقدرة هذه القوة للتماسك والوصول إلى هيكل جديد فاعل ومؤثر يتمكن من عزل الحكومة ومواصلة النضال. وتعتمد إمكانية تحقيق هذه الطفرة في العمل السياسي على مقدرات الفصائل المعارضة.
                  

04-04-2009, 05:49 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    التجمع الوطني الديمقراطي: قد يتمكن التجمع الوطني من الحفاظ على وحدته والمشاركة في السلطة التنفيذية والتشريعية ـ في حالة قبوله بمقترح تعديل النسب الذي تقدمت به الحركة ـ إلا أن متابعة المفاوضات بينه وبين النظام في الخرطوم تكشف عن شقة خلاف واسعة بين الطرفين، وفي أحسن الفروض قد يشارك فقط في المجالس التشريعية. لكن، وفي كل الأحوال، تكون هذه المشاركة غير فاعلة ولا تأثير لها إذ ما واصل التجمع أدائه الهلامي، وفشل في تفعيل مؤسساته. وإلى حد كبير يعتمد دور التجمع على الحزب الاتحادي ومدى قدرته على "لملمة" أجنحته المتصارعة، علي سبيل المثال، مجموعة سيد احمد الحسين والتوم هجو الداعية لمواصلة المعارضة، والمجموعات "التصالحية" الداعية للمشاركة بقيادة الرأسمالية التجارية التي تدفعها مصالحها الإقتصادية، أو مجموعة الأسلاموعروبين داخل الحزب. وفي كل الأحوال على أي أساس ستتم لملمة هذه الأطراف، هو أمر سيحدد مصير الحزب في المستقبل، هل سيتم بطريقة تصالحية بالنهج التي طبع أداء الحزب في الماضي ، أم ستتم في إطار إعادة هيكلة الحزب والذي سيتوافق مع التجمع. وهل سيستطيع مولانا بسط سيطرته على الحزب أم ستتحرك مجموعات من حزبه لتتحالف مع الحكومة. لكن في كل الأحوال فقد قرنق أضعف مولانا أمام المؤتمر الوطني، وبالتالي سيمر بحالة تردد في التعامل مع ثلاثة خيارات تتمثل في التمسك بالتجمع، التحالف بأي ثمن مع المؤتمر الوطني أو الفشل وتمزق الحزب.

    الحزب الشيوعي: كوادر الطليعة التقدمية التي يمثلها الحزب الشيوعي تتمسك في المفاوضات الجارية بين التجمع المؤتمر الوطني بضرورة الاتفاق على برنامج مشترك، تتعهد الحكومة بتنفيذه، ولا يرون كبير أهمية في موضوع النسب، لأنهم يفضلون عدم المشاركة في الجهاز التنفيذي ولكن الإسهام في باقي المؤسسات الدستورية. ومثل باقي فصائل التجمع شكل رحيل قرنق بالنسبة لهم خسارة خاصة بحسبان أن عدد من كوادرهم التي تركت الحزب انخرطت في صفوف الحركة الشعبية مما شكل علاقة حميمة لهم مع الحركة. وفي حالة مشاركتهم مع التجمع أو بدونه، فإنه سيحافظ على أدنى درجات التنسيق مع الأحزاب التقليدية وإعطاء أهمية خاصة لحركات الهامش والشرق ودارفور.

    حركات درافور: بالنسبة لهذه الحركات، فإن تنافرهم، وفشلهم في ترتيب أوضاعهم سيفقدهم أكثر في المستقبل، وحتى القيادة الجديدة للحركة الشعبية، وبالرغم من التلميحات المتكررة حول الاهتمام بدارفور وبقضاياهم العادلة، والاستعداد القوي لمناصرتهم، تشترط في ذلك أن تتحد هذه الحركات، وأن تأخذ العبرة من التجارب التي مرت بها الحركة الشعبية في الماضي. وقناعة سلفاكير أن الحكومة سوف تسحق حركات المقاومة إذا لم يتحدوا ولم تدعمهم الحركة ويؤكد أن الحكومة لن تتوانى عن إضعاف هذه الحركات وتشتيتها واستغلال كافة القوى المتوافرة لها داخلياً وإقليمياً لتحقيق هذا الهدف. وحتى عندما تتغلب هذه الحركات على تشرذمها، لابد من إتفاقها على أجندة تفاوضية موحدة وإلا فإن الحركة الشعبية لن تستطيع طرح حلول تتجاوز ما تحصلت عليه جبال النوبة والنيل الأزرق، وهي معادلة لا تقبلها هذه الحركات لأنهم يعتبرون أنفسهم أغلبية. الشاهد هو فشل هذه الحركات في حسم قضاياها التنظيمية ورؤاها، وهو ما سيغري بعض دول الجوار(ليبيا، تشاد، أفريقيا الوسطى) للتعاون مع حكومة المؤتمر الوطني للبحث عن قيادات وحلول بديلة من داخل دارفور، بدعوى وقف نزيف الدم ومعاناة شعب دارفور ومهددات الأمن الإقليمي، ولن تغلبهم الحيلة في ابتداع الصيغ الشرعية للحلول المريحة للمؤتمر الوطني. والعكس صحيح متى ما توحدت هذه الحركات، فإنها ستجد مساندة من الحركة الشعبية ومن كافة الفصائل المعارضة والقوى الصديقة إقليمياً لطرح الحلول التي تواكب تطلعات جماهيرها. استمرار هذه الأوضاع بدرافور، والفشل في تحقيق أي تقدم في المفاوضات، يحمل مخاطر أن الضغوط التشادية والليبية قد تؤدي إلى تشرذم حركات دارفور، مما قد يوفر أرضية خصبة لتلاحم بعض من هذه القوى مع أحزاب الأمة والشعبي، كما وأنها قد تؤدي إلى فتح جبهة جديدة في كردفان، ومثل هذه التطورات قد تحمل بعض عناصر الجنجويد لإعادة صياغة أحلاف جديدة خاصة عندما تواجههم السياسات القمعية للحكومة. بمعنى أخر جبهة دارفور مرشحة لمزيد من عدم الاستقرار في المرحلة القادمة.

    جبهة الشرق: أما بالنسبة لشرق السودان فمن الواضح أن المؤتمر الوطني يمارس هوايته القديمة في المماطلة وشراء الوقت، وإستخدام المفاوضات كأداة مفيدة وطيعة لتفكيك العمل المعارض وإجهاض أي مشروع للتغير. على كلٍ ما زالت الأمم المتحدة تسعى للتحضير للمفاوضات وفي حالة انهيار هذا المسعى فالبديل هو انفجار العمل العسكري مجدداً بالشرق، ومن المؤكد في هذه الحالة أن المؤتمر الوطني سيعمل على لتعليق أسباب هذه التطورات على شماعة التدخل الإرتري في شئونه الداخلية، واستغلال ذلك في المحافل الدولية خاصة الأمم المتحدة حتى تظهر الخرطوم كالضحية، الأمر الذي يساهم في تعطيل أي إجراءات كان ينوي المجتمع الدولي اتخاذها ضده وبالتتابع ضد إُثيوبيا بصرف النظر عن تسويف أديس أبابا لتنفيذ قرارت المحكمة الدولية.
                  

04-04-2009, 05:50 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    حزب الأمة والمؤتمر الشعبي: رحيل قرنق إزاح مخاوف قيادات السودان التقليدية(حزب الأمة والمؤتمر الشعبي) من ظهور رجل أقوى منهم في الساحة، كذلك هذه القيادات تدرك تماماً إختلال الموازنات بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والتناقضات بينهما، وأن المؤتمر الوطني عازم على ضعضعة الحركة، والتي ما عادت العدو الرئيسي لهم في الساحة، وأن من مصلحتهم التعامل معها عن قرب ضد المؤتمر الوطني، فالشعبي بقدراته المادية الضخمة، وحزب الأمة بمختلف تياراته يمثلون هاجس كبير للحزب الحاكم. من المستبعد حالياً، وبعد غياب قرنق والتناقضات داخل هذه القوى، أن يتحقق المشروع القديم لرئيس حزب الأمة المتمثل في وحدة أهل القبلة (في إشارة لتصالح القوى الطائفية وقوى الإسلام السياسي)، وكما علق أحد القياديين بحزب الأمة بأن: "مركب الإسلام لا تتحمل تعدد القيادات ولا تبحر إلا بإمام واحد". فبالتالي؛ التساؤل الذي يطرح نفسه هو كيف يمكن الاستفادة من هذه التطورات لصالح مشروع وقوى السودان الجديد(؟) وما هي الخطوات التكتيكية المطلوبة لتعميق التناقضات بين فصائل القوى التقليدية والمؤتمر الوطني(؟).

    المحيط الإقليمي ودول الجوار المؤثرة:
    السؤال الذي يطرح نفسه؛ كيف سيتعامل المجتمع الدولي مع الوضع السوداني من بعد غياب قرنق؟ وما موقف الدول الإفريقية والعربية والإسلامية(؟) وتأسيساً على الفترة القصيرة الماضية، فإن المجتمع الدولي، خاصة الدول الغربية، تضفي على اتفاقية نيفاشا طابع القدسية، ولا تقبل التراجع عنها بأي شكل من الأشكال، وذات الشيء ينسحب على أغلب الدول العربية والإسلامية والإفريقية ما عدا دول قليلة لديها رؤى ومصالح واضحة في السودان.

    مصر: لقد ضاعفت مصر من رهانها في الآونة الأخيرة على قرنق شخصياً وبدأت تتفهم دوره في الحفاظ على استقرار ووحدة السودان، وفي الشهور القليلة السابقة لوفاته بدت القاهرة وكأنها لا ترى شخصاً آخر في الجنوب أو الحركة غير د. جون، وبالتالي هي الآن تعاني من الارتباك في التعامل مع مرحلة ما بعد قرنق، ويبدو من المنطقي التوقع أن تستمر في التعامل والرهان على البشير مع تحسس مواقع أقدامها مع قيادة الحركة الجديدة مستقبلاً.

    ليبيا: لا تبعد كثيراً عن الموقف المصري، إلا أنها ولأسباب معلومة، تعطي أولوية خاصة لقضية دارفور، ثم بدرجة أقل شرق السودان، ومتى ما توطدت العلاقات بينهما، قد تسعى لدعمهم والتواصل مع القيادة في الحركة عبرهم، والتعامل معهم جميعاً كقوى معادلة للمؤتمر الوطني والقوى التقليدية في السودان. ويمثل رحيل قرنق لليبيا غياب الشخص الذي أشعل شرارة دارفور والذي كانت تخشى ليبيا من تأثير علاقاته الدولية خاصة مع واشنطن على المنطقة، وكانت على الأخص تخشى بشدة من التواجد العسكري لحلف الأطلنطي بدارفور، لأنه يشكل أداة ضغط سياسية وعسكرية مباشرة على طرابلس. من البديهي إذاً أن تستغل ليبيا غياب قرنق لمصلحة أجندتها الخاصة والتي قد لا تتعارض كثيراً في نهاية المطاف مع المؤتمر الوطني من ناحية البحث عن قيادات بديلة وتبني مؤتمر جامع لعموم أهل دارفور وتوجيه الدعوات لمؤتمرات قمة تضفي على أجندتها شرعية إقليمية في مواجهة تشرذم حركات دارفور. تاريخ العلاقة بين طرابلس وقوى التقدم في السودان، كان دائماً سلبياً ولا يمكن اعتبارها حليف لقوى السودان الجديد، ولا يوجد مؤشر أن هذا النهج قد يتغير.

    تشاد وأفريقيا الوسطى: سيتواصل تعاملهم مع السودان عبر بوابة دارفور، وبسبب طبيعة التداخل الإثني وطبيعة النظم الحاكمة في البلدين، وباعتبارها دول هشة في تكوينها وتركيبتها السياسية تهيمين عليها قطاعات طفيلية وتقليدية فلا يمكن التوقع أن إسهامها في قضايا دارفور له مردود إيجابي. هذه الدول ستظل وفي نهاية المطاف "كروت" بيد المؤتمر الوطني لإضعاف حركات المقاومة في دارفور وتشتيتها. وتحجيم هذا الدور السلبي يتوقف على تماسك المعارضة في دارفور وتعزيز قدراتها الذاتية، وبالذات قدرة العدل والمساواة في تجاوز مؤامرات حكومة تشاد وعلى كيفية تحرك الحركة الشعبية في هذا الأمر وإلى أي مدى يمكن للمجتمع الدولي تحجيم نفوذ الخرطوم على هاتين الدولتين.

    كينيا ويوغندا: هاتين الدولتين بالتأكيد ستكونان من دعاة إضفاء القدسية على اتفاقية السلام وذلك لتأمين الاستقرار في شرق ووسط أفريقيا والاستفادة من تدفق المعونات وأي طفرة اقتصادية وفرص للاستثمار والعمل تتفتح في جنوب السودان. يوغندا لديها مصلحة إضافية في التعاون الوثيق مع القيادة الجديدة للحركة للظروف الأمنية المتعلقة بجيش الرب وفرض نهاية للصراع أما عبر التفاوض، أو طرد قواتهم من جنوب السودان.

    أثيوبيا: والتي لم يقطع معها قرنق شعرة معاوية، فلا بد أن تكون قد تكون قد أحست بدرجة من الارتياح عقب رحيله، لإدراكها بحجم وأبعاد العلاقات القوية للحركة في عهد قرنق بإرتريا، والصداقات الحميمة له مع رئيسها وقيادات الحزب الحاكم والتي في مجملها تشكل خطر مباشر على المصالح الاقتصادية لإثيوبيا وحكومة المؤتمر الوطني والتي توفر لها النفط بأسعار خاصة وتفتح ميناء بورتسودان لإحتياجاتها إضافة للتعاون الأمني والعسكري وتشكيل ضغط مشترك على الجبهة الإرترية. بالتأكيد أنه من بعد رحيل قرنق ستسعى أديس أبابا لفتح صفحة جديدة مع سلفاكير للحفاظ على مكاسبها من نظام الخرطوم وفتح مجالات للتعاون مع حكومة الجنوب لإجهاض أي تنشيط لروابط الحركة مع إرتريا والسعي لترتيبات بديلة لتعامل اقتصادي مباشر مع حكومة جنوب السودان ليس فقط من أجل الدوافع الاقتصادية ولكن لتأمين حدودها الجنوبية والحيلولة دون أي التفاف إرتري.
                  

04-04-2009, 05:51 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    إرتريا: بخلاف ما ذكر أعلاه عن علاقات أغلب الدول الإقليمية بقرنق شخصياً فإن إرتريا ولظروف عديدة نجحت في تعميق صلتها وتطوير علاقات إستراتيجية بين كافة فصائل القوى السياسية بما فيها الحركة الشعبية والجبهة الشعبية. ولذلك عندما رفضت الخرطوم منح تصريح عبور للأجواء السودانية لطائرة الرئيس أفورقي لحضور مراسم تشييع قرنق، أرادت أن توجه رسالة ليس فقط لإرتريا وإنما للحركة الشعبية ولقوى التجمع وكافة فصائل السودان الجديد، بأن المؤتمر الوطني يدرك تماماً عمق هذه العلاقات وأهميتها الإستراتيجية. عليه؛ إدراك خصوصية العلاقة مع إرتريا وأبعادها يتجاوز قرنق ويشكل جزء من وجدان الحركة الشعبية الجماعي، إذ أن هناك إلمام واسع بالدور الذي لعبته إرتريا والدعم الأساسي الذي قدمته للحركة. يذكر بعض القياديين في الحركة عن الكيفية التي بها حركّت بها إرتريا الإقليم بأسره في ظرف كان أغلب الحلفاء ـ بما فيهم موسيفني ـ يترددون في الدعم ويتشككون بأن الحركة الشعبية ربما تكون قد انتهت بعد نيمولي في عام 1995م عندما دخلت الأراضي اليوغندية ورفضت حينها حكومة الخرطوم إعلان المبادئ لمنظمة الإيقاد. فقادت إرتريا حملة بين دول المنظمة ودعمت الحركة حتى استطاعت أن تدخل جنوب السودان من جديد، ثم فتحت إرتريا الجبهة الشرقية أمام التجمع والحركة وتوالت من بعدها هزائم النظام في الجنوب والشرق مما أجبره على العودة للتفاوض مرة أخرى. إن دعم إرتريا من منظور قيادات الحركة لا يتوقف عند قرنق وحده، وإنما كان دعماً لقضية الجنوب والسودان عموماً. والقيادة الجديدة حريصة على الحفاظ على هذه العلاقة الخاصة وحريصة على تحقيق كافة الأهداف المشتركة المتفق عليها، ليس ذلك فحسب وإنما تعتبر قيادات الحركة أن قواتها في شرق السودان والتي دخلت مؤخراً في الخرطوم من أفضل قواتها تنظيماً ووعياً بأهداف السودان الجديد، وهي بالتالي الضمانة الحقيقة لاتفاقية السلام والشراكة مع المؤتمر الوطني. أكدت قيادات الحركة وعيها بحرص المؤتمر الوطني على تدمير العلاقة مع إرتريا وفسروا دوافعه بأنه ليس كراهية في إرتريا وإنما للقضاء على الحركة الشعبية.

    المجتمع الدولي:
    بالنسبة لأغلبية الدول العربية والإسلامية فلا يمكن التوقع بغير استمرار النهج التقليدي في مناصرة قوى السودان التقليدية وعمر البشير، وربما بدرجة ما علي عثمان طه بعد إعادة تسويقه كبطل سلام. وكما ذكرنا سلفاً فإن الدول الغربية وعلى الأخص الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمؤسسات الدولية ستتابع بعد رحيل قرنق وبدرجات متفاوتة من الإشفاق تنفيذ اتفاقية نيفاشا والتي كما ذكرنا سابقاً أضفوا عليها درجة من القدسية. هذه الدول ستراقب كيفية حفاظ الحركة على وحدتها والخطوات التي تقدم عليها من أجل تطوير مؤسساتها والعمل الجماعي والشفافية لإستيعاب الدعم المتوقع لإعادة توطين وتأهيل الموطنين والمؤسسات في الجنوب. وفي هذا الصدد يملك المجتمع الدولي وبالذات المؤسسات الدولية ترسانة من القرارات المجازة من قبل مجلس الأمن بعضها في طور التنفيذ والآخر يمكن التلويح به للضغط على المؤتمر الوطني. ومن المتوقع أن يتابع المجتمع الدولي إتمام إجراءات بدء التفاوض لإخماد النزاع المسلح في شرق السودان لكن يبقى الهم المقيم هو إتمام التفاوض في دارفور. وفي هذا المجال سيدعمون مساعي توحيد حركات المقاومة ودعم قدراتها التفاوضية والعمل توفير مناخ تفاوضي مباشر مع الحكومة. أما في حالة تفتت القيادات بدارفور وتفادياً لتعقيد الأوضاع بتعدد الوسطاء من ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى وبالذات إذ ما لاحت احتمالات انتشار الحرب إلى كردفان، والتي في مجملها ظروف ستغري الحكومة باللجوء إلى سياساتها القمعية، قد يتجه المجتمع الدولي إلى فرض قرار بوقف للعدائيات وزيادة إنتشار القوة الدولية في دارفور ودعوة لملتقى جامع ربما يتجاوز دارفور إذ ما لم تستقر الأوضاع في الشرق والشمال، إي بمعنى آخر وضع السودان تحت وصاية دولية مباشرة أكثر من قرار مجلس الأمن رقم 1591 وإجراء انتخابات في فترة زمنية قد لا تتعدى الثلاثة سنوات من بعد اختتام جلسات المؤتمر الجامع.

    إلى أي درجة تستطيع قيادة الحركة الجديدة مواجهة هذه التحديات؟
    بادر القائد الجديد للحركة وفي مرات متتالية واجتماعات عامة وخاصة، التأكيد على التزامه بنهج وفكر ورؤى وسياسات الحركة، وحاول جاهداً إزالة أي شكوك حول هذا الأمر. إلا أنه طالب في ذات الوقت، ألا يتوقع الآخرون أن يتعامل مع الملفات والتحديات والظروف بنفس أسلوب قرنق، لأنه كما قال :"قرنق كان قائداً ورفيقاً عظيماً وأنا لست قرنق". وأكد أن نهجه سيعتمد على العمل الجماعي وسيسعى لمصالحة كافة القوى في الجنوب مع مواصلة التحالف مع قوى التجمع لأنه يرى ـ كما ذكر ـ أن اتفاقية السلام لابد وأن تكون شاملة وأن تفتح أبوابها أمام كافة القوى السياسية. درجة نجاح سلفا في مواجهة التحديات ستعتمد في المقام الأول على قدرة الحركة الشعبية في الحفاظ على تماسكها ووحدتها الداخلية. وفي هذا الصدد، الموقف مبشر، فقد إلتفت الحركة حوله، وتضاءلت لدرجة مذهلة، التوقعات النابعة من بعد المواجهة التي يقال أنها تمت بينه وبين الراحل قرنق في مؤتمر الحركة برمبيك في فبراير من هذا العام. استمرار هذا التكاتف هام في هذه المرحلة. أما بالنسبة للجنوب فقد سارعت كافة القوى في إبداء النوايا الحسنة نحو سلفاكير بما في ذلك مليشيات الحكومة التي يقودها فاولينو ماتيب، والذي صرح من بعد أول إجتماع له مع سلفاكير أنه سيعمل من أجل توحيد قواته مع الجيش الشعبي.(هذا أمر جد غريب لأن فاولينو وقواته جزء لا يتجزاء من الجيش السوداني، وإندماجه في الحركة يبدو كأمر مذهل). قوى السودان الجديد كافة مدت يدها للقيادة الجديدة في الحركة الشعبية، وأكدت على رغبتها في الحفاظ على العلاقات المتطورة التي تأسست عبر السنوات الماضية. باقي القوى الإٌقليمية والمجتمع الدولي كما ذكرنا، عبرت عن نواياها الحسنة وتواصل دعمها لإتفاقية السلام. عليه فالقيادة الجديدة للحركة تجد نفسها في شهر عسل مع أغلب القوى الداخلية والخارجية، والذي يتوقف إستمراره على تطور الأحداث القادمة.
                  

04-04-2009, 05:51 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    تبعات الحدث على الحركة الشعبية:
    الافتراض الأول: أن ما حدث سيضعف الحركة الشعبية ويمزقها من الداخل. ويستند هذا التصوّر على: ضعف التنظيم، وحدة التناقضات والصراعات الداخلية من جانب، والتحرك المضاد الذي تقوم به الجبهة الإسلامية ومؤتمرها الوطني من جانب آخر، من أجل إضعاف الحركة الشعبية إلى أقصى حد ممكن، حتى تكون الشريك الأدنى سياسياً في معادلة السلطة. نجاح هذا السيناريو يعتمد بالدرجة الأولى على استمرار حالة الضعف التنظيمي للحركة، تفاقم وتفجر التناقضات والصراعات الداخلية، ثم يأتي في الدرجة الثانية نشاط المؤتمر في ضرب الحركة الشعبية. العوامل المشار إليها، ليست بالجديدة في تركيبة الحركة الشعبية، فقد كانت ولا زالت جزء من أزماتها الداخلية، التي تمظهرت خلال مسيرة تاريخها في شكل انقسامات مختلفة. فعامل ضعف التنظيم ظل سمة ملازمةً لعمل الحركة التنظيمي، نتج من الظروف الاستثنائية(حالة الحرب التي تخوضها الحركة على مدي عقدين) والتي فرضت طبيعة التنظيم العسكري أكثر من السياسي، ونمو وتطور الجيش الشعبي في تنظيمه على حساب التنظيم السياسي الفاعل. استعاضت الحركة عن هذا الضعف بمركزة كل مفاتيح عملها السياسي في يد قلة من كأجرها، يقف على قمته هذا العمل د. جون. غطت انتصاراتها العسكرية والاهتمام الدولي والإقليمي بالحرب من رؤية هذا الخلل الإستراتيجي. في نهاية المطاف أضعفت هذه العملية المؤسسة القادرة على صناعة القرار السياسي والبناء التنظيمي القاعدي القائم على الأساس السياسي وليس العسكري.

    من جانب ثانٍ هناك عامل الصراعات المتعدد الاتجاهات، والذي وإن تبدى في هيئة خلافات حول قضايا متعلقة بالممارسة الديمقراطية داخل الحركة، وغيره من المبررات، إلا أن كل هذه الأسباب تظل أقنعة للصراع الحقيقي، والذي يتخذ الطابع الجهوي، القبلي، وصراع المصالح. هناك تياران يمثلان قطب الصراع بالحركة: الأول تيار القوميين الجنوبيين، والثاني التيار الوحدوي، وأساس الصراع بين هذين التيارين هو الخلاف حول التوجه الإستراتيجي للحركة من قضية الوحدة والانفصال.

    وبالتالي، فإن هذه الصراعات ومن وجهة النظر الموضوعية تظل قائمة ومؤثرة بدرجة من الدرجات على فاعلية الحركة الشعبية على الواقع السياسي. فإذا كان المتوقع من الحركة ليس فقط الإسهام في الواقع فحسب، وإنما أن تكون رأس رمح التغيير نحو السودان الجديد وإعادة هيكلة الدولة، فإن هذه العوامل ستؤثر بدرجة كبيرة في كبح تقدم الحركة نحو تحقيق هذه الأهداف. واضعين في ذهننا أن النظام من مصلحته اللعب على هذه التناقضات وتغذيتها فالأزمة تصبح مقلقة. فإذا كان د. جون قرنق، وبحكم شخصيته الكاريزمية وإمكانياته وعلاقاته، له القدرة على السيطرة على هذه الصراعات، فإن برحيله، يصبح احتمال تفجر هذه التناقضات وعدم القدرة على السيطرة عليها أمر وارد الحدوث. صحيح قد لا نستطيع الجزم لمن ستكون الغلبة في النهاية بين التيارين، لكن نستطيع القول أنه إذا كان خيار الوحدة أمراً ممكناً في حياة د. قرنق، فإنه وبموته، ـ بالطريقة التي تمت والشكوك التي تحوم حول مقتله ـ يبرز خيار الانفصال من جديد كمخرج لشعوب الجنوب من الأزمة. بروز هذا الخيار ونموه، سيوجه سياسات الحركة وسيكون طابعها الأساسي خلال الفترة القادمة من خلال سياسة التركيز على بناء الجنوب وتقوية قدرات الحركة فيه، باعتباره منطقة نفوذ أساسية.

    الافتراض الثاني: الإفتراض في هذا السيناريو قائم على نفس معطى العوامل السابقة، فقط يكمن الاختلاف في تحوّل نفس هذه العوامل إلى عنصر تقوية للحركة أكثر من كونها بالأساس عوامل انقسام. وكما قلنا فإذا كان ضعف التنظيم، وصراع التيارات الداخلية قد يضعفان الحركة، فالسيناريو هنا قائم على أن هذه العوامل قد تكون سبباً في تقويتها... كيف؟ كما في السلوك النفسي للفرد، قد تتحول عوامل الضعف إلى نقاط قوة من خلال "ميكانيزمات الدفاع" (Defense Mechanism) والتي تأتي دائماً من الشعور بالوصول إلى نقطة اللاعودة والحصار الكلي ونفاذ الخيارات وحتمية الصراع من أجل البقاء. عند هذه النقطة تتحول في داخل الفرد كل إمكاناته وتتشكل في التصدي للحفاظ على بقائه على قيد الحياة. من هنا تتحول عوامل الضعف تلقائياً إلى عوامل قوة. تنطبق هذه القاعدة بدرجة كبيرة على الجماعات ـ أياً كانت طرق تنظيم هذه الجماعات، عشائر، قبائل، تنظيمات سياسية ، دينية، اقتصادية...الخ ـ والجماعة المنظمة ـ كما هو معروف ـ تربط بين أفرادها خلفية أيديولوجية وشبكة من المصالح، تشكل في مجملها عقلها الجمعي. وكما للفرد نقاط ضعفه، فللجماعات المنظمة ايضاً مراكز ضعفها، وفي حالات العجز والشعور بالهزيمة والإحباط، وقرب الفناء، تتحرك ميكانزيمات الدفاع الداخلية المختزنة في العقل الجمعي لهذه الجماعات، وتعمل على تحويل كافة نقاط الضعف إلى طاقة جبارة تدفع بهذه الجماعة للصراع من أجل بقائها، وفي حالة الجماعة المنظمة كما قلنا. تترجم هذه الطاقة في شكل قوالب نمطية من شعارات وأجنده تحاول بها إجتياز مرحلة المحنة إلى مرحلة جديدة.
                  

04-04-2009, 05:52 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    هذه الخلفية النظرية البسيطة القصد منها شرح إمكانية تحول عوامل الضعف داخل الحركة الشعبية إلى عوامل قوة. فعند تطبيق هذه القاعدة(النفسية ـ الاجتماعية)، نرى أن هنا مبررات موضوعية، لإمكانية حدوث هذا السيناريو. فالخلفية الأيديولوجية موجودة، والمصالح أيضاً، والمحنة تتمثل في رحيل د. قرنق بكل رمزيته في العقل السياسي للحركة الشعبية وإنسان الجنوب. يفجر حدث موت قرنق داخل عقل قواعد وقيادة الحركة مشاعر مختلطة، منها الخوف المتولد لدى الكثير من المستفيدين من بقاء الحركة كجسم وتاريخ، والمرتبط بضياع كل تلك المكاسب جراء تفتت الحركة الشعبية. لذلك ستنبعث لديهم قوة إضافية تأتي كما الطفرة، ويحدث التفاف حول المبادئ التي رسمها الراحل، وسلسلة المكاسب ـ سياسية، اجتماعية، اقتصادية وغيرها ـ للحفاظ عليها. هذه الطاقة، ستلتفت انتباه قاعدة وقيادة الحركة إلى نقطة هامة، وهي الاتجاه نحو بناء المؤسسة حفاظاً على هذه المكاسب. وفي هذه الحالة ستمر الحركة بمرحلة ضعف حتمي، لكنها ستتجاوزه فيما بعد.

    الوجهة السياسية للحركة خلال هذه المرحلة لن تكون بالوضوح الكافي، لأن من السمات الأساسية لمثل هذه الحالات من التحولات الداخلية في أي منظومة سياسية، أن الصراع سيكون محتدماً في الحفاظ على الحركة داخلياً وتماسكها أكثر من الانفعال بالقضايا على الساحة الخارجية. التيارات التي تميز مرحلة الصراعات التي من هذه الشاكلة، هي صراعات ما بين انتهازية تريد الحفاظ على جسد التنظيم من أجل مكاسبها، وتيارات تريد الحفاظ على حزمة قيم ومبادئ حاربت من أجلها. مظاهر الصراع داخل الحركة قد يتخذ أشكال ظاهرية مختلفة، لكنه يظل في نهاية التحليل صراع "مكاسب" ضد "مبادئ". قد يتجلى في شكل صراعات ما بين قوميين جنوبيين ووحدويين، أو شماليين بالحركة وجنوبيين، أو الحرس القديم والحرس الجديد، أو حركة إصلاح داعية لتجديد هيكل الحركة وأساليبها، أو من يريدون الحفاظ على نمط القيادة القديم، أو قد تكون كل هذه الأنماط متزامنة. لكن وفي كل الأحوال فإن المحصلة النهائية هي أن "الفاعلية السياسية" للحركة الشعبية ستقل بدرجة ملحوظة، وهو ما يمكن قياسه من خلال درجة إيجابية تفاعلها مع القضايا السياسية الحرجة المطروحة على الساحة(ملف السودان الجديد، الوحدة الوطنية، العلاقات مع التجمع الوطني، الشرق والغرب).

    الافتراض الثالث: إذا كنا في التصورات السابقة اعتمدنا بالكامل على العوامل الداخلية للحركة(تيارات الصراع، اجندة التوجهات السياسية، حالات الضعف التنظيمي)، فهذه في جملتها، عوامل خاصة بالحركة الشعبية، وجزء من أزمتها كما ذكرنا، وتظل إحتمالات تجاوزها قائمة بصورة من الصور، أو الوصول إلى نقطة الانهيار الكامل. ففي الافتراض الثالث الذي نحاول التكهن به، تلعب العوامل الخارجية دوراً أساسياً في تشكيله. من هذه العوامل نشاط شريك الحركة الشعبية الأساسي في سلطة الانتقال(المؤتمر الوطني)، وبدرجة أكثر عمومية قوى السودان القديم. فهذه القوى همها الأساسي القضاء المبرم على الحركة الشعبية، وهذا يمثل سقفها الأعلى. وفي أدنى الاحتمالات قد تقبل باستيعاب الحركة الشعبية في منظومة الدولة التي رسمتها منذ الاستقلال(الدولة التي تهيمن هي على مفاصلها). وستستغل هذه القوى كافة إمكانيات الدولة التي بحوزتها وعلاقاتها في اضعاف الحركة الشعبية للحد الذي يجعل منها مؤسسة غير فاعلة في مواجهة الأجندة التي تدعو لها(دعوة التغيير والسودان الجديد). الأساليب المعروفة في هذه الحالة، هي الإغراق في الإشكاليات اليومية للجهاز البيروقراطي للدولة، شراء الذمم، ضرب تحالفات الحركة مع قوى التغيير. نجاح هذه الخطة يعني بقاء الحركة الشعبية كجسد سياسي فاقد الفاعلية، يدور في فلك الدولة القائمة. وبالتالي تكون عملية الاستيعاب قد تمت. الخيار المطروح أمام النظام الآن ليس هو ضرب الحركة الشعبية وتفتيتها وإنما استيعابها بالصورة التي تحدثنا عنها، والسبب الرئيسي، وهو أن النظام يحتاج للحركة الشعبية كشريك في تنفيذ اتفاقية السلام، ودرع يحميه من قرارات المجتمع الدولي. وبالتالي يجب أن يكون هذا الشريك موجوداً وعلى قيد الحياة، ولكن ليس فاعلاً حتى لا يهدد مصالحه الحيوية.

    الافتراض الرابع:
    يوضح النقاش أعلاه أن رحيل قرنق شكّل ـ ضمن عوامل أخرى ـ غياب العدو الأول لبعض فصائل القوى التقليدية، وعلى الأخص المؤتمر الوطني. ومن بعد الحدث، بدأت عمليات إعادة ترتيب المواقف على امتداد الساحة الداخلية للسودان، وتفتحت مجالات لتشكيل لتحالفات جديدة. تأسيساً على هذا ومن منظور بعض القوى التقليدية مثل حزب الأمة، المؤتمر الشعبي، الحزب الاتحادي الديمقراطي، والحزب الشيوعي، أن الحائل الوحيد الذي يمنعهم من ممارسة حقهم الطبيعي في تحديد، توجه البلاد والتنافس على إدارتها، هو نظام المؤتمر الوطني الحاكم. ففي وجود قرنق تشكلت مواقف فرقت بين هذه القوى بدرجات متفاوتة، وكما هو معلوم، إدعى البعض "شراكه خفية" مع الحركة أو التحكم عن بعد بواسطة كوادر مغروسة (غواصات) توجه سياسات الحركة العامة. بينما أكتفي الشعبي بالاتفاق حول مذكرات تفاهم وبرامج مستقبيلة مشتركة، والكثير من النوايا الطيبة. أما حزب الأمة فإن الذات المتضخمة (Inflated Ego) لقائد الحزب عطلت أي تقارب بين التنظيمين.
                  

04-04-2009, 05:53 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    من ضمن الحراك السياسي الجاري في الساحة السودانية، نشطت سلسلة من اللقاءات بين قيادات الأمة والحزب الاتحادي والشيوعي والشعبي، يستشف منها أن حزب الأمة يسعى إلى:
    1. توحيد الحزب وتجميع قواه، خاصة أن واحدة من إشكالياته هي مساعي مبارك الفاضل للتقارب مع قرنق.
    2. تطبيع العلاقات مع الحركة الشعبية.
    3. التحالف مع كافة القوى الشمالية بما فيها الشعبي والشيوعي والعودة للمسرح السياسي بتبني قضايا دارفور وكردفان المرشحة للاشتعال.
    4. التحرك لخلق تحالف عريض مع الشعبي والتجمع وباقي الأطراف لمحاصرة مجموعة المؤتمر الوطني.
    5. إذا توفرت الظروف، وأصبحت مهيأة قد يسعى حزب الأمة للتنسيق مع أطراف شمالية أخرى للدفع باتجاه انتفاضة شعبية.
    6. مازال الحزب متمسكاً بدعواه لمؤتمر جامع.

    في ذات الوقت لا يبدو أن حزب المؤتمر الشعبي بقيادة الترابي بعيداً عن هذا التفكير في مواجهة المؤتمر الوطني، وبإمكاننا أن نستشف خيارين أمامه:

    الخيار الأول: مهادنة المؤتمر الوطني بتطبيع العلاقة بصورة تكتيكية مع العمل على تعزيز الروابط بالحركة الشعبية وتبني تحالف واسع مع أكبر عدد ممكن للأحزاب. تواكب هذه الرؤى دعم المهمشين في الشرق والغرب تكتيكياً لإضعاف مجموعة المؤتمر الوطني، تخصيص إنتباه مركز في بناء المؤسسات ودعم الكوادر إستعداداً للانتخابات القادمة.

    الخيار الثاني: بحكم وجود وفرة في الكوادر المتواجدة للحزب في أجهزة الأمن والمؤسسة العسكرية يظل من المغري تماماً له القيام بمحاولة لإسقاط النظام إذا فشل في حل قضية الشرق والغرب وتوفر للانقلاب شروط نجاحه(ومحاولتهم الانقلابية الأخيرة دليل قوي على هذا التوجه).

    من العوامل الدافعة والمشجعة لحزبي الأمة والشعبي، على خياراتهم المذكورة أعلاه، هي احتمالات انهيار المفاوضات في دارفور والتي ظلت تراوح مكانها لفترة طويلة، وإذا وضعنا في الاعتبار ما أوردناه سابقاً من السيولة التنظيمية لحركات المقاومة، مما يغلب من احتمالات تفجر الصراع المسلح من جديد مع إمكانية امتداده ألي كردفان ومناطق أخرى. وفي حالة ما يواكب هذه الأوضاع من استمرار فشل بدء مفاوضات منبر الشرق، تصبح تلك المنطقة أيضاً مرشحة لمعاودة المواجهة العسكرية. في مواجهة تعقيدات بهذا الحجم، فإن المجتمع الدولي والقوى الإقليمية قد تضطر لقبول فكرة مؤتمر جامع، بعد تعهد سائر الفصائل السياسية في الشمال بالالتزام بما حققته نيفاشا للحركة الشعبية من مكاسب في الثروة والسلطة والحفاظ عليه.

    غير أن هذه الفرضية وخيارات الشعبي والأمة تعاني من نقاط ضعف حقيقية متمثلة في:
    1. المجتمع الدولي وبعض دول الإقليم لن تبارك تجمع القوى التقليدية أو أي جبهة عريضة ضد الحكومة أثناء المرحلة الانتقالية وقبل الانتخابات لأن ذلك يجعل مهمة حكومة الوحدة الوطنية صعبة للغاية.
    2. الضعف الذاتي لهذه الأحزاب، إضافة إلى التناقضات التاريخية بينها، يظل من أهم العوامل السلبية في تحقيق أهدافها. ولكن في كل الأحوال هي قادرة على تشكيل قوة لمحاصرة المؤتمر الوطني، وسوف تخلق توازن يفيد الحركة الشعبية في الشمال. بمعني آخر؛ سيجعل المؤتمر الوطني في حوجه للحركة. عليه؛ فإن أمام الحركة فرصة ذهبية إذا تمكنت من استغلالها بصورة جيدة ستقلب المعادلة الحالية والتي أشرنا لها في البداية (طموح المؤتمر في تحجيم الحركة إلى مجرد حزب جنوبي ليس إلا) راساً على عقب.
                  

04-04-2009, 05:54 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    خاتمة:
    لذلك وعندما نقول أن رحيل رجل مثل د. جون قرنق أمراً جلل، لأننا نعلم أنه كان على وعي تام بكافة هذه التصورات ومدرك تماماً لنقاط إرتكازه، والمنافذ التي يستطيع بها التسلل لهزيمة سلطة الدولة القائمة الآن وتفكيكها. إن الساحة السياسية الآن جد أمام مفترق طرق. ففي حال حدوث السيناريو الأول، تفتت الحركة الشعبية، فإن التبعات المتوقعة قد تتعدد، فقد يستطيع النظام السيطرة على الأوضاع بحكم ضعف القوى السياسية في الجنوب وعم قدرتها على تجييش قواعدها في الجنوب من أجل الانفصال، ويدخل السودان في نفق حرب جديدة، أو قد تستفيد هذه القوى من خيار الاستفتاء القادم بعد سنوات الانتقال وتذهب إلى الانفصال تحت رعاية وحماية المجتمع الدولي ونشهد قيام دولة جديدة قد تغير كثيراً من معادلات العلاقات الإقليمية.

    أما في حال تحقق السيناريو الثاني ـ حدوث طفرة قوية داخل الحركة الشعبية نتيجة إستشعارها خطر الفناء ـ فإن هذا يعني، إعادة هيكلتها من جديد واستعادة اندفاعها نحو تحقيق أجندتها، وبالتالي تكون رقماً مؤثراً في الساحة السياسية السودانية ككل، هذه الوضعية ستحد بدرجة كبيرة من التفكير بإتجاه الانفصال وستدفع بإتجاه تحقيق طموح التغيير الكلي بالدولة السودانية على أسس جديدة.

    السيناريو الثالث: هو في تقديرنا أسواء التصورات، بإعتباره يعطينا صورة لانهيار حلم، وسيدخل عملية التغيير في السودان في مأزق، ويعني أن قوى السودان القديم قد أحكمت قبضتها.

    السيناريو الرابع: إن تصدي القوى التقليدية للحزب الحاكم يخلق توازن جديد يشغله بقضايا في عقر داره الشمالي. وبالتالي يعطل المؤتمر الوطني من عزل الحركة الشعبية والتعامل معها كحركة جنوبية، وترتيب أوضاع الشرق والغرب وباقي الشمال على نار هادئة. لذا إن تعاملت الحركة مع هذا التطور وفق إستراتيجية واضحة وتكتيكات ملائمة ستعود لموقعها المركزي في الساحة على مستوى السودان وحتى مستوى الإقليم. من الواضح أن الحركة بمفردها لا تستطيع خلق هذا الظرف أو استعادة موقعها الطليعي إلا إذا تولت قوى أخرى مواجهة المؤتمر الوطني.

    بناء على ما سبق فقوى التغيير مطالبة بإمعان النظر في هذه الفرضيات والسيناريوهات، وابتداع الإستراتيجيات الملائمة وتحديد تكتيكات بديلة تسهم في أن تتفادى الحركة الشعبية خطر التفتت والاستيعاب. الكثيرين قد يرون أن ذلك يتأتى من خلال المشاركة مع الحركة والمؤتمر الوطني في السلطة، ولكننا نرى غير ذلك، ومن المفضل الاتجاه نحو حصار المؤتمر الوطني في تناقضاته الداخلية ودفعه لمصادمة القوى التقليدية.

    إن الحركة الشعبية الآن في أشد الحوجة أكثر من أي وقت مضى لدعم وسند أصدقائها وحلفائها، وقدرتهم لمساعدتها والإسهام معها في ذات الوقت، من أجل أن تتحول إلى حركة سياسية قومية ممتدة، ومؤسسة فاعلة لها القدرة والتأثير، وأن تتجاوز قبل كل شئ محنة الماضي. بذلك وحده، وبذلك فقط .... يمكن القول أن مشروع السودان الجديد والتغيير قد يتجدد فيه الأمل من بعد رحيل د. قرنق.
                  

04-04-2009, 08:08 PM

shahto
<ashahto
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    الرفيق نزار

    شغل تمام ..و ما احوجنا للفكر و تتطبيفه علي الارض .. في الواقع حتي في وسط الرفاق كاضيق مجال

    اعود اليك مرة اخري و سوف استعير بغض من الخطاب... للتمشي مع الورق التي كتبناها بعد نبفاشا


    لمهم ان نطق ما نفكر فيه

    وفقك الله

    (عدل بواسطة shahto on 06-30-2009, 08:37 AM)

                  

04-05-2009, 01:24 AM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: shahto)

    كومريت شحتو
    فى ظل الهرجة والفوضى
    وردود الأفعال الهسترية نود
    أن نعود الى حوارات وتحليلات عميقة
    " بدلا من جلبقة القيف " لنستشرق آفاق
    التحول الديمقراطى وآلياته فنحن لا ننقص
    الناس أقدارهم ولكننا لن نجسد الوطن الحلم فى فرد
    أو مجموعة كما يفعل من أختطف الاسلام وهو من قده من دبر
    وأتى عليه بدم كذب ... لقد اجتازت الحركة محنة فقدان القائد
    وجاء المؤتمر العام فى مايو2008 ليثبت فشل كل محاولات التصفية.
                  

04-05-2009, 08:48 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    Quote: حسن الترابي ... قتل و حرق القرى في دارفور و اغتصب النساء و مسؤولية مطلوبون دوليا... أستولي علي السلطة المنتخبة .. اعدم الضباط عشية العيد ... ضرب وقتل الطلاب بالرصاص الحي.... ولم يعتذر أو يأسف لكل هذه الجرائم بل يصر في التمادي و خرق القانون. يتهرب النظام و يتنصل من كل التزاماته و اتفاقياته
                  

04-05-2009, 09:44 AM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: يحي ابن عوف)

    الأخ يحى ابن نعوف
    Quote: نظام تنكر و سجن شيخه و معلمه حسن الترابي ... قتل و حرق القرى في دارفور و اغتصب النساء و مسؤولية مطلوبون دوليا... أستولي علي السلطة المنتخبة .. اعدم الضباط عشية العيد ... ضرب وقتل الطلاب بالرصاص الحي.... ولم يعتذر أو يأسف لكل هذه الجرائم بل يصر في التمادي و خرق القانون. يتهرب النظام و يتنصل من كل التزاماته و اتفاقياته

    مهمة الحركة الشعبية لاحداث تحول ديمقراطى مهمة عسيرة لتعدد مساراتها
    فهى فى سعيها لبناء التنظيم السياسى القوى تواجه مهام عسيرة تتمثل فى
    تفكيك ألغام الشمولية والأحادية وابطال مفعول قنابل الهوس والتنطع الموقوتة
    لذا نجد أن التحليل أعلاه والمكتوب فى أغسطس 2005 عقب صدمة فقدان القائد الفذ
    دكتور جون قرنق قد تنبأ بامكانية تجاوز الحركة للأزمة متى ما سعت الى بناء التنظيم.
    وكما يقول المثل ..( الما قتلك بقويك ) .. ولكن تبقى معركة تعديل القوانين المخالفة
    للدستور الانتقالى لعام 2005 من أكبر الاشكاليات التى تواجهها الحركة الشعبية فى ظل مماطلة
    الشريك وتوجس الدول العربية والأفريقية من الجديد القادم من رحم المعاناة وأطماع دولية غير محدودة.
                  

04-05-2009, 11:07 AM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    Quote: في هذا الصدد نأخذ طبيعة وأسلوب العمل لسلفا كير وتمسكه بنهج العمل الجماعي (team work) وإمكانية الالتفاف حول القصور التنظيمي للحركة بإعتباره مسئولية قرنق، والعمل على إستقطاب الدعم للقيادة الجديدة. الكثير يراهن علي نجاح أسلوب القيادة الجديدة والذي في الحقيقة يعتمد على نوعية أفراد مجموعة العمل حول رئيس الحركة، وقيام آلية لضبط إيقاع الحركة وتحريك كوادرها وشبكة إتصالاتها داخلياً وخارجياً. كل هذا يستدعي وجود عناصر قوية حول القيادة لإختيار حكومة وسياسيين ملتزمين فعلاً لا قولاً فقط، برؤى الحركة وبرامجها ولتولي الاستعداد لمؤتمر الحركة العام.

    وبالفعل قام المؤتمر العام
    اختتم المؤتمر العام الثاني للحركة الشعبية اعماله اليوم بجوبا حيث انتخب المؤتمرون بالاجماع الفريق سلفاكير ميارديت رئيسا للحركة الشعبية لخمسة سنوات مقبلة
    وكان د. رياك مشار نائب رئيس الحركة السابق قد قام بترشيح سلفاكير لرئاسة الحركة وثني الاقتراح باقان اموم الامين العام السابق للحركة مشيرين الي جهود المتعاظمة في تأسيس الحركة
    وفي ذات المنحي اجاز المؤتمر اليوم دستور الحركة الشعبية وميثاقها
    ووصف الفريق سلفاكير الدستور بانه صمام الامان للحركة وسيسهم في تطوير اداء اجهزة الحركة المختلفة كما انتخب المؤتمر مجلس التحرير الوطني الذي يتشكل من 275 عضوا وسيقوم المجلس بدوره بانتخاب نواب الرئيس الثلاثة والامين العام ونوابه الاثنين بالاضافة لاعضاء المكتب السياسي
    وكان الفريق سلفاكير عقب التوقيع علي الدستور قام بتقديم استقالات اعضاء الاجهزة القيادية للحركة الشعبية الي ان العضو الطيب موسي عثمان من ولاية الجزيرة قد رشح نفسه رئيسا للحركة مشيرا الي ان ذلك يأتي تأكيدا علي ديمقراطية الحركة وان المجال مفتوح للشماليين والمسلمين للترشح لهذا الموقع ثم قام بسحب ترشيحه من بعد وضم صوته للمرشحين لسفاكير وقد تم تتويج الفريق سلفاكير رئيسا للحركة بطقوس عدد من القبائل الجنوبية.
                  

04-06-2009, 02:18 AM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    Quote: • التحرك بديناميكية داخل مؤسسة الرئاسة في السودان مع البشير وعلي عثمان والاستفادة من سبل تعميق التناقضات بينهما مع تسخير كل إمكانياته الشخصية وموهبته في استغلال ضعف أعدائه وربط كل ذلك الجهد بأي عوامل داخلية وخارجية مساعدة مع عدم التردد في المخاطرات المحسوبة (calculated risk).


    هنا فشلت الحركة بعد رحيل قرنق ولعل السبب مؤسسى أكثر من كاريزما قائد رحل خلال ثلاثة أسابيع .
                  

04-06-2009, 07:30 AM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    Quote:
    والعكس صحيح متى ما توحدت هذه الحركات، فإنها ستجد مساندة من الحركة الشعبية ومن كافة الفصائل المعارضة والقوى الصديقة إقليمياً لطرح الحلول التي تواكب تطلعات جماهيرها. استمرار هذه الأوضاع بدرافور، والفشل في تحقيق أي تقدم في المفاوضات، يحمل مخاطر أن الضغوط التشادية والليبية قد تؤدي إلى تشرذم حركات دارفور، مما قد يوفر أرضية خصبة لتلاحم بعض من هذه القوى مع أحزاب الأمة والشعبي، كما وأنها قد تؤدي إلى فتح جبهة جديدة في كردفان، ومثل هذه التطورات قد تحمل بعض عناصر الجنجويد لإعادة صياغة أحلاف جديدة خاصة عندما تواجههم السياسات القمعية للحكومة. بمعنى أخر جبهة دارفور مرشحة لمزيد من عدم الاستقرار في المرحلة القادمة.

    وهذا ماحدث .. فالانضمام الأخير لبعض الحركات والقبائل خاصة ال600 مقاتل من بنى هلبة .

    حركة العدل والمساواة السودانية بمنطقة الخليج تهنيء



    تزف حركة العدل والمساواة السودانية بمنطقة الخليج التهنئة الحارة لقيادتها ولجماهير الحركة في مختلف مواقعهم بمناسبة انضمام كوكبة من رفاق القضية والمصير بقيادة المناضل الأستاذ / سليمان جاموس ورفاقه الميامين لحركة العدل والمساواة.

    وجماهير الحركة بمنطقة الخليج تثمن عالياً هذه الخطوة التي تعتبر محطة مهمة في مسيرة نضال شعبنا من أجل يكون وأن ينال حقوقه كاملة من شرذمة الإقصاء والقتل والتشريد. ويؤسس لدولة المواطنة الحقة التي تتساوى فيه الجميع ,يتقاسم فيها السلطة والثروة بعدالة , ويعبر الجميع عن ثقافاتهم بحرية وبفرص متساوية في المواعين والوسائط الإعلامية الحكومية بحرية.

    كما تنتهز الحركة بمنطقة الخليج هذه المناسبة لتهنئ أهلنا في معسكرات النزوح واللجوء والضحايا بصدور أمر القبض على السفاح عمر البشير. وتحذر من أي محاولة لحمايته أو إيجاد سبيل لإفلاته من عقاب , تحت ما يسمى بالمصالحة التي تضيع فيها حقوق أهلنا الأبرياء.

    ونود أن نحذر من بعض التحركات التي يقوم بها رئيس أفريقي سابق في هذا إطار وعمليات تضليل مرصودة يقوم بها هذا المسمى مبعوثاً للمصالحة. وآخر ما رصدناه من تحرك له في معسكر دار السلام.

    كما تذكر الحركة الزعماء الذين اجتمعوا بالدوحة وعبروا عن حمايتهم للبشير من دون إشارة حتى لأهلنا المشردين , بأن البشير وأهل دارفور الذين قتلهم هذا النظام الذي تدافعون عنه يجمعهم أصل واحد هو الأصل الإنساني وكذلك العقيدة .

    عاشت جماهير الشعب السوداني الأبي ,,

    الخلود لشهدائنا الأبرار,,

    والخزي والعار للقتلة ومرتكبي الإبادة الجماعية .



    إعلام /حركة العدل والمساواة السودانية بمنطقة الخليج
                  

04-06-2009, 07:49 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    Quote: على ضوء هذه الرؤية يصبح الإلتزام بالإتفاقية وتكرار التصريح به من قبل المؤتمر الوطني، هو مناورة لتخدير الرأي العام الدولي والمحلي وللإلتفاف حول الحركة واستعيابها، والإستفادة من عناصر الضعف الداخلي فيها، لتفريغ الحركة من شعاراتها وهزيمة مشروع السودان الجديد داخلها. أضافه ألي ذلك سيسعى حزب المؤتمر لتحويل اتفاقية السلام ألي أداة للتمكين ولقمع واحتواء المعارضة في الشمال أو الجنوب. إن المدخل لهذا السيناريو الأسواء للحركة، أن تهادن الحكومة القوى الجنوبية مؤقتاً إلى حين التفرغ من التصدي للحرب في الشرق والغرب والغليان بأٌقصى الشمال، مع مواصلة السعي لإجهاض المضمون الثوري للحركة.

    وهنا شهدت كنانة على عمق التحليل حيث اجتمع نفر
    منهم د. لام أكول بغرض تصفية الجيش الشعبى لتحرير
    السودان الذراع الضارب للحركة وبقية القصة معروفة ....
                  

04-08-2009, 11:43 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    Quote: []بناء على ما سبق فقوى التغيير مطالبة بإمعان النظر في هذه الفرضيات والسيناريوهات، وابتداع الإستراتيجيات الملائمة وتحديد تكتيكات بديلة تسهم في أن تتفادى الحركة الشعبية خطر التفتت والاستيعاب. الكثيرين قد يرون أن ذلك يتأتى من خلال المشاركة مع الحركة والمؤتمر الوطني في السلطة، ولكننا نرى غير ذلك، ومن المفضل الاتجاه نحو حصار المؤتمر الوطني في تناقضاته الداخلية ودفعه لمصادمة القوى التقليدية.
                  

04-08-2009, 11:51 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    بهذه الرؤى فإن رحيل قرنق ممكن أن يكون مؤشراً على أن مجموعات السودان القديم المهووسة بالتطرف الديني والاستعلاء العرقي سوف تصعّد من هجمتها على مشروع السودان الجديد وقوى الهامش والتحول الديمقراطي، بإستهداف ونسف أي مكاسب نجحت في تحقيقها بما في ذلك تفتيت التجمع الوطني ونزع ورقة التوت عنه. لكن، طالما الوطن واحد بآماله ومعاناته وجروحه يجب أن تكون معاييرنا لقضاياه واحدة. فإذا جرفتنا ازدواجية المعايير بتجزئة القضايا، نتعاطف ونتفاعل مع البعض ونغض الطرف ونتجاهل ذات الإشكاليات في أماكن أخرى، ففي هذه الحالة سنغرق "كلنا" في وحل العنصرية والاثنيات و تنفتح الأبواب أمام المتطرفين علي شاكلة كتائب العزة والكرامة التي ظهرت في العاصمة وبعض مدن الأقاليم عقب الأحداث الأخيرة. وحيينها سنبحث عن الوفاق والوحدة والقومية، ولكن بعد أن نكون فقدنا كل وطننا.
    لكل ذلك؛ فإن قوى السودان الجديد مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضي بإثبات وجودها وتحمل مسئولياتها، وبالتالي متى ما تأكد استحالة الحفاظ على وحدة التجمع فلابد إتداع وعاء مغاير وجديد يستفيد من أرث الأخطاء التي واكبت نشأة وأداء التجمع. لابد من جهد ثوري حقيقي لتأطير وتوحيد مشروع وأجنده التغيير وتحقيق التحول الديمقراطي وإنجاز مشروع السودان الجديد. وبذلك نكون قد هزمنا الأهداف من إغتيال قرنق.
                  

04-10-2009, 09:40 AM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    السؤال الى متى ستصبر الحركة.
                  

04-13-2009, 12:20 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    Quote: من جانب ثانٍ هناك عامل الصراعات المتعدد الاتجاهات، والذي وإن تبدى في هيئة خلافات حول قضايا متعلقة بالممارسة الديمقراطية داخل الحركة، وغيره من المبررات، إلا أن كل هذه الأسباب تظل أقنعة للصراع الحقيقي، والذي يتخذ الطابع الجهوي، القبلي، وصراع المصالح. هناك تياران يمثلان قطب الصراع بالحركة: الأول تيار القوميين الجنوبيين، والثاني التيار الوحدوي، وأساس الصراع بين هذين التيارين هو الخلاف حول التوجه الإستراتيجي للحركة من قضية الوحدة والانفصال.

    هذه الفقرة تلقى بعض الضوء انشغال الفريق سلفا كير بالملف الأمنى لجنوب السودان
    والذى يغذيه صراع خفى بين تياريين الشئ الذى أجل زيارات النائب الأول لرئيس الجمهورية
    لولايات الشمال الشئ الذى خلق مساحة واسعة للشريك لكى يتحرك بحرية ليضيق على حلفاء الحركة
    التقليديين فى الشمال خاصة جبهة الشرق فى شرق السودان وحركات دارفور فى غرب السودان مع وجود
    حلفاء فى الشمال تعود حضارتهم لأكثر من سبعة آلاف سنة !!!
                  

04-23-2009, 09:29 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    Quote:
    الدول الغربية وطعن الحركة الشعبية من الخلف:
    في أوّل اجتماعٍ ضمّ وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان مع وفد النظام الحالي عند بدء مفاوضات أبوجا بدايات التسعينات من القرن الماضي، شرع وفد النظام في الكلام عمّا أسماه مشكلة الجنوب. عندها ردّ عليهم وفد الحركة بأنهم بهذه الأجندة إنما يتكلمون مع الجهة الخطأ، ذلك لأن وفد الحركة لم يأت إلى أبوجا للتفاوض حول مشكلة الجنوب حصراً بل مشكلة السودان عامة ومن بينها مشكلة الجنوب. بهذه الفهم القومي الشامل بدأت الحركة الشعبية تدشين نضالها المجيد الذي نجح في إيقاظ باقي قوى الهامش. وبهذا الفهم الذي لا يخضع للتمفصل الأيديولوجي الخطّي (شمال ـ جنوب)، بل يقوم على التمفصل الأيديولوجي الدائري (مركز يحيط به هامش) خاضت الحركة الشعبية حروبها المجيدة في سبيل تحرير السودان من ربقة آليات التمركز والتهميش. وبهذا الفهم أصبحت الحركة الشعبية نموذجاً احتذته باقي مجموعات الهامش في تدشين نضالها من حيث التكتيك وحتّى الاسم. كما بهذا الفهم أثبتت الحركة الشعبية بلا شك لجميع المراقبين المحليين والدوليين أن تركيبة الصراع ليست بين شمال وجنوب بل بين مركز وهامش، وأن مشاكل الهامش واحدة في أي مكان من السودان، جنوبه، وشماله، غربه وشرقه. ثم بنفس هذا الفهم شرعت الحركة الشعبية في بناء الأحلاف القويّة مع العديد من القوى المهمّشة في جبال النوبة وجبال الأنقسنا ثم في دارفور، فالشرق، والشمال. وكان أن هيّات الحركة الشعبية نفسها للدخول في المفاوضات بهذا الثقل القومي، وإلاّ فمواصلة الحرب المجيدة بذات الثقل. وفي كل هذا كان نظام الخرطوم المركزي يعمل جاهداً كيما يحشر الحركة الشعبية في خانة الجنوب فقط، ولكن دون أن يحقق أي نجاحات. إذن فكيف انتهى الحال بالحركة الشعبية كيما تفاوض في اتّفاقية نيفاشا باعتبارها حركة تمثّل الجنوب؟ وقد تلاحظ أن كلا طرفي التفاوض ـ الحركة الشعبية ونظام الخرطوم ـ لم يكونا متحمّسين لتوقيع هذه الاتّفاقية. فمن الذي كان يقف وراءها، ومن المسئول عن تخلّي الحركة لكل مواقفها القومية؟ الجواب عن ذلك، ببساطة، يعود القوى الغربية التي رعت هذه الاتّفاقية، إذ هي السئولة عن كل هذا.
    بدأت مشاركة الدول الغربية في المفاوضات أوّلاً بالنرويج، والتي أمّنت على الخط القومي الوحدوي للحركة باعتباره مسلّمة وطنية، ثمّ بعد قليل انضمّت إليها أمريكا وبريطانيا، ليبدأ تغيير المواقف بدخول الأخيرتين إلى مطبخ صناعة المفاوضات. مثّل بريطانيا في هذه المفاوضات ألان قولتي كما مثّل أمريكا دانفورث، وهما الرجلان المسئولان مباشرةً عن الضغط على نظام الخرطوم والحركة. اتّضح للمراقبين أن الخط الأمريكي البريطاني قائم في أساسه على التمفصل الخطّي الذي ينظر إلى الصراع في السودان على أنه بين الشمال العربي المسلم ضد الجنوب المسيحي الأفريقي. وبالطبع لم يكن من الممكن أن يذهب أي إنسان إلى أن ساسة الدولتين العظميين لم يكونوا مستوعبين لتطورات الموقف في السودان من الناحية الجيوبوليتيكية، وتجاوز الصراع للتمفصل الخطّي الذي يبتسر الأمور ويسطّحها. إذن تلك كانت سياسة مدروسة لغرضٍ في نفس يعقوب. ثمّ اتضحت معالم المشروع الجديد الأمريكي البريطاني على أنه قائم على فصل الجنوب عن الشمال، الأمر الذي يحيل مشروع السودان الجديد إلى مجرّد أحلام لا مكان لها في الواقع. في كل هذا لم تُراع الدولتان لواقع الأحلاف الناجحة التي بنتها الحركة الشعبية مع العديد من قوى الهامش، مثل جبال النوبة والأنقسنا. من جانب النظام كان كما هو العهد به مشغولاً بمآلات إجراءاته القمعية طيلة هذه المفاوضات، إذ انحصر همّه في أن يوجد له مخرجاً مناسباً يحتفظ به بحق تطبيق الشريعة جلداً ومداهمةً للناس في بيوتهم. بهذا حملت المقترحات الأمريكية البريطانية تغييرات تكتيكية لنظام الخرطوم. أمّا من جانب الحركة فقد تبيّن أن الضغط عليها كان يذهب في اتّجاه إحداث تغييرات إستراتيجية وبالتالي تكتيكية في طرح الحركة ومشروعها.
    هنا تثور العديد من الأسئلة: إذ ما الحكمة في أن يتمّ تجريد الحركة الشعبية من قوميتها وإعادة حشرها في الجنوب وهو ما فشلت فيه مؤامرات نظام الخرطوم طيلة سني حكمه؟ ثمّ ما الحكمة من إيقاف نزيف الحرب في الجنوب في الوقت الذي انتشرت في باقي أقاليم السودان دون أن يأبه لها الجانبان الأمريكي والبريطاني؟ وما معنى أن تُسمّى هذه الاتّفاقية باتّفاقية السلام الشاملة وهي عاجزة عن إيقاف الحرب؟ فأيهما أشمل، الحرب أم الاتّفاقية؟ ثم ما الحكمة من التفاوض مع كل مجموعة على حدة في الوقت الذي كادت فيه الحركة الشعبية من أن تؤسس لجسم واحد يجمع كل القوى المهمّشة، الأمر الذي من شأنه أن يوقف الحرب مرّةً واحدة وعبر جولات تفاوض شاملة وجامعة؟
    هذه الأسئلة وغيرها كثير ظلّ يثور في رؤوس المراقبين محليين ودوليين، لكن الإجابة القاطعة لسلسلة التساؤلات الحيرى بدأت تضّح قليلاً قليلا. فالمشروع الأمريكي ليس قائما فقط على فصل الجنوب، بل يقوم أيضاً على تفكيك الدولة السودانية وذلك ضمن المشروع الأمريكي الكبير الرامي إلى إعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة والذي يقوم على تفكيك أي دولة كبيرة المساحة الأمر الذي يعني أن تكون غنية في مواردها الطبيعية، وبالتالي تكون لها طموحات في بناء وتطوير نفسها إلى قوّة إقليمية، الأمر الذي سيؤدّي إلى اصطدامها لا محالة مع الغرب عموماً وأمريكا خصوصأ. ولهذا عمدت إلى فصل كل مجموعة مقاتلة عن الأخرى لتدخل كل واحدة على حدة في مفاوضات تخصّ إقليمها دون باقي السودان. أكثر من ذلك اتّضح أن المشروع الأمريكي البريطاني يدّخر للجنوب ما هو أسوأ من كل هذا، إذ من المخطط أن يتمّ تفكيك الجنوب إلى دويلات مشيخية (أي قائمة على العشائر وبطون القبائل) بعدد الولايات الحالية، ثلاث منها فقط ستكون فاحشة الثراء بينما الأخريات تعيش بالإعانات. وفي هذا لن تكون أي واحدة منها قادرة على حماية نفسها دون أمريكا.
    تلك كانت اللحظة التي اكتشف فيها النظام أن المشروع الأمريكي لا يتضمّن إزالته، برغم كل التهديدات بالعقوبات ومحكمة العدل الدولية، والتي لم تكن أكثر من عصا غليظة يُلوّح بها في وجه النظام متى ما لم يتصرّف حسب الخطة المرسومة. وهنا أيضاً بدأ النظام يتحوّل إلى شريكٍ أصيل في اللعبة بدلاً من طرف ضعيف يُملى عليه ما ينبغي أن يفعله. وهذا هو ما جعل النظام أكثر ثقةً في نفسه لإنفاذ سياساته المعادية لمجموعات الهامش الأفريقي، فكان تسليح شُذّاذ الآفاق فيما عُرف بالجنجويد، وتقديم الدعم اللوجستي لهم بالأرض والجو، الأمر الذي نجم عنه ارتكاب الإبادة والتطهير العرقي في دارفور. بخصوص المشروع الأمريكي كانت العقبة هي موافقة مصر على فكرة تفكيك السودان، والتي وافقت عليها مؤخّراً عندما تمّ الاتّفاق مع النظام الحالي على أن تقوم مصر باقتطاع (احتلال) مثلّث عوينات ـ دنقلا ـ حلايب، وهو ما أقرّه عبد الرحيم حمدي في تقريره الاقتصادي الذي أشار فيه إلى عدم جدوى صرف أي أموال في منطقة أصبح من المعروف أنه "طايرة". وقد كانت مقدّمة هذا ما يسمّى بالحريّات الأربعة وبيع مصر عدد 6.1 مليون فدان بمثلّث الحوض النوبي (حلفا ـ دنقلا ـ عوينات) وذلك لتوطين عدد 15 مليون فلاح. ثمّ شرع النظام في تطبيق خطته الرامية إلى رهن كل البلاد إلى شركات عربية، فكان الإعلان عن إحالة حق التصرّف في أراضي الولاية الشمالية لمدير مشروع سد مِرْوِي والذي بدوره باع حوض بيّوضة والبحيرة الناجمة عن السد إلى شركات إماراتية ومصرية، في الوقت الذي سيقوم فيه بترحيل المتأثّرين بالسد إلى أرضٍ ليست ذات ماءٍ ولا زرع تغطّيها طبقة من الرمال ترتفع في أدنى حالاتها إلى نصف المتر. هذه الاتّفاقية هي نفسها مصدر "قوّة عين" النظام المصري في قتل اللاجئين السودانيين في عيد استقلال السودان الخمسين.
    بيد أن قبول جون قرنق بهذا المخطط كان من سابعة المستحيلات. في نفس الوقت لم يكن في مقدوره الوقوف في وجه الإعصار الأمريكي والذي شرع أيضاً في توجيه التهديدات بالعقوبات ومحكمة الجزاء الدولية في حال عدم إذعان جون قرنق لهذا المخطط. هنا لم يكن من بد أمام ملك كوش غير أن يُحني رأسه للعاصفة، مبيّتاً النية على الالتفاف حول الاتّفاقية.

    اغتيال جون قرنق: من الذي قتل المسيح؟
    قبل جون قرنق بالتوقيع على التّفاقية كما صاغها الأمريكان بيحث تنتهي بفصل الجنوب، الأمر الذي سُرّ له الأمريكان وأتباعهم من البريطانيين أيّما سرور. إلاّ أن القوم جُنّ جنونهم عندما شرعت الحركة الشعبية في فتح باب العضوية من غير الجنوبيين، فإذا بمكاتبها في حلفا وزالنجي وطوكر يصطفّ الناس طيلة النهار لكسب شرف العضوية. إذن فجون قرنق لم يقبل بالاتّفاقية إلاّ مناورةّ ريثما يعيد بناء تنظيمه بصورة قومية يستحيل معها فك الاشتباك جنوبياً. هنا كان عامل الزمن هو الحاسم، فإذا نجح جون قرنق في بناء تنظيم الحركة الشعبية بهذه الصورة، عندها سيكون تنفيذ المخطط الأمريكي شبه مستحيل، هذا دون أن نضع في الاعتبار المتغيرات الأخرى في الساحة الدولية واحتمالات التدخل الأوروبي. هنا اتّخذ الأمريكان قرار تصفية الشهيد جون قرنق.
    بخصوص الطائرة التي تحطّمت بالشهيد جون قرنق تجدر ملاحظة أن الواحد منّا إذا أراد أن يصدم بها برج التجارة العالمي، لراغت وانحرفت عن مسارها تفادياً للاصطدام. هذا لأن مثل هذه الطائرات يعمل بنظام الأقمار الصناعية والرادار والكمبيوتر مجتمعين بحيث يقلّ فيها الاعتماد على طاقم القيادة. لكن مثل هذه الطائرات يكون من الميسور لمن له سيطرة على نظام الأقمار في أن يحجب عنها التغطية القمرية، الأمر الذي يحوّل الطائرة إلى شيئ أشبه بصندوق طائر. فإذا أضفنا إلى ذلك رداءة الجو ليلتها، بالرغم من أن شيئاً كهذا ما كان ليؤثّر في سلامة ملاحتها إلاّ إذا حُجبت عنها التغطية القمرية، يمكننا أن نكوّن فكرة واضحة وبسيطة عن كيفية تحطّم الطائرة في 30 يوليو من عام 2005 بمنطقة أسماها هو نفسه "كوش"، ولا يموت الملوكُ في كوش إلاّ في مقام الملوك. لكل هذا يمكننا أيضاً أن نفهم لماذا صرّح الرئيس اليوغندي يوري موسيفيني بأن سقوط الطائرة ليس ناجماً عن عطلٍ فنّي بل هو عمل مدبّر. وكلنا يعلم بأن الأمريكان كان أول من عثر على حُطام الطائرة، كما كانوا أوّل من بادر بتقديم خدماتهم للانضمام إلى لجنة التحقيق والتقصّي في الحادثة.
    بعد موت جون قرنق لم يتّصف الموقف الأمريكي بالبرود واللامبالاة فحسب، بل أظهروا عن عدم استعدادهم لتحمّل أي تباطؤ في تنفيذ مشروع فصل الجنوب. فبمجرّد تنصيب سلفا كير خلفاً لجون قرنق، صرح مؤكّداً أنه سيسير على نفس خطى سلفه جون قرنق، وأنه رجل وحدوي وسيعمل من أجل مشروع السودان الجديد. عندها جاء رد الفعل الأمريكي سريعاً ومليئاً بالتهديد وخالياً من الحصافة. فقد شنّ المبعوث الأمريكي روجر هنتر بعد ذلك بأقلأ من أسبوع نقداً غير مبرر للشهيد جون قرنق متّهماً إيّاه بالديكتاتورية والعمل المنفرد، ليشيد بعدها بالقائد سلفا كير مشيراً إلى أنه رجل يعرف كيف يعمل مع وضمن المجموعة بعكس جون قرنق. ثم زاد بأن صرّح بأنهم ـ أي في الإدارة الأمريكية ـ يعلمون بأن أهل الجنوب يريدون الانفصال وبأكثر من نسبة 96%، وأن هذا لا يزعجهم في الإدارة الأمريكية. ولا يعلم أحد مصادره في هذه النسبة التي أوردها. بعدها مباشرةً صرّح القائد سلفا كير بأنه وحدوي، نعم، لكنّه لن يعمل على فرض خيار الوحدة إذا ما اختار أهل الجنوب الانفصال، مضيفاً أنه لا يملك غير صوته فقط.
    والآن لا تزال أمريكا وبريطانيا يواصلان تنفيذ سياستهما الرامية إلى تفتيت السودان. فالآن يمارسون الضغوط على حركة تحرير السودان لتنكفئ في إقليم دارفور، وهي التي كان في مقدورها من البداية أن تحصر اسمها في دارفور فتتسمّى باسم "حركة تحرير دارفور". إذ يُنظر إلى مطالبها المتعلّقة بالسودان ككل باعتبارها بنوداً تعجيزية، فضلاً عن محاصرتها إعلامياً ورسمياً حتى لا تتناول في المفاوضات أي شيئ يتعلّق بالسودان ككل. أمّا بخصوص جبهة الشرق، فهي تعاني من تجاهل مريب من الأمريكان والبريطانيين، وهذا ليس لانشغالهما بأمور أخرى، بل لتأجيل موضوع شرق السودان هذا إلى حين الفراغ من إنفاذ الخطّة في إقليمي دارفور والجنوب. فخطّتهم لإقليم الشرق تشمل إقامة منطقة تجارة حرة لا تخضع لأي دولة، بغية إشراك إسرائيل فيها من قبيل التهيئة لتطبيع علاقاتها مع الدول العربية المجاورة لها، مثل مصر، الأردن، وفلسطين، على أن تنضمّ لهم السعودية. وهذا من شأنه أن يتيح بديلاً لمنطقة الخليج الذي غالباً ما سيشهد مرحلة طويلة من عدم الاستقرار.
    متزامناً مع هذا شرع العديد من الإعلاميين والأكاديميين الغربيين (وهذه مؤسسة عرّابي السياسات الغربية الرسمية) في ترداد مقولة كيفية جعل الوحدة جذّابة للجنوبيين، بافتراض أن هذا من مسئولية الشماليين. ولم تكن هذه الخطوة إلاّ لتكريس التمفصل الخطّي (شمال ـ جنوب). وتمشّياً مع هذا الخط جهد النظام الحالي من خلال تشغيل آليات القمع والمداهمات في جعل أي شيئ في السودان جذّاباً أللهمّ إلاّ الوحدة، ولا يزال يعمل على هذا. وتكمن الخطّة في أن يتصرّف بطريقة تشير بوضوح أن دخول الحركة الشعبية في الحكومة لم يكن على حساب أيٍّ من سياساتها القمعية المعروفة. أي أن اتّفاقية السلام ما هي إلاّ "تنفيس" للحركة الشعبية وتقوية للنظام السادر في غيّه وطاغوته.
    لم يكن الشهيد جون قرنق غافلاً عمّا يُحاك ضدّه، كما لم يكن ينقصه المستشارون، فضلاً عن الأصدقاء. وقد قام كاتب هذه السطور بتوجيه النصيحة له بعدم توقيع هذه الاتّفاقية. وكان مما قلته له: "بتوقيعك لهذه الاتّفاقية ستجعل من نفسك هدفاً للتصفية". وكنت في يناير من عام 2004م قد طرحتُ عبر الإنترنت كتاباً بالإنكليزية ذكرتُ فيه هذا الأمر، مخلصاً النصحَ ومُشفقاً. وفي يناير من عام 2005م في محاضرة قدّمتُها بمدينة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة لم أذكر هذا الأمر فحسب، بل توسّعت في رسم سيناريوهات تصفية الرجل، ذاكراً ثلاثة منها: أ/ الاغتيال من قبل أحد موتوري الحركة ممن فقد أخاه أو أي عزيزٍ له وهو يعني الاعتماد على شخصية خارجية، أي ليست من أجهزة الاستخبارات الأمريكية مما يُضعف هذه الاحتمال؛ ب/ انقلاب داخلي، الأمر الذي يحتاج إلى مدّة لتدبيره، وهو ما لا يفيد خاصّةً وأن عامل الزمن كان حاسماً؛ ج/ إسقاط طائرته بطريقة تستعصي على الكشف بيسر، وهو ما أتوقّعه، وهو ما حدث.
    دكتور محمد جلال هاشم
                  

06-04-2009, 06:00 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    Quote: اغتيال جون قرنق: من الذي قتل المسيح؟
    قبل جون قرنق بالتوقيع على التّفاقية كما صاغها الأمريكان بيحث تنتهي بفصل الجنوب، الأمر الذي سُرّ له الأمريكان وأتباعهم من البريطانيين أيّما سرور. إلاّ أن القوم جُنّ جنونهم عندما شرعت الحركة الشعبية في فتح باب العضوية من غير الجنوبيين، فإذا بمكاتبها في حلفا وزالنجي وطوكر يصطفّ الناس طيلة النهار لكسب شرف العضوية. إذن فجون قرنق لم يقبل بالاتّفاقية إلاّ مناورةّ ريثما يعيد بناء تنظيمه بصورة قومية يستحيل معها فك الاشتباك جنوبياً. هنا كان عامل الزمن هو الحاسم، فإذا نجح جون قرنق في بناء تنظيم الحركة الشعبية بهذه الصورة، عندها سيكون تنفيذ المخطط الأمريكي شبه مستحيل، هذا دون أن نضع في الاعتبار المتغيرات الأخرى في الساحة الدولية واحتمالات التدخل الأوروبي. هنا اتّخذ الأمريكان قرار تصفية الشهيد جون قرنق.
    بخصوص الطائرة التي تحطّمت بالشهيد جون قرنق تجدر ملاحظة أن الواحد منّا إذا أراد أن يصدم بها برج التجارة العالمي، لراغت وانحرفت عن مسارها تفادياً للاصطدام. هذا لأن مثل هذه الطائرات يعمل بنظام الأقمار الصناعية والرادار والكمبيوتر مجتمعين بحيث يقلّ فيها الاعتماد على طاقم القيادة. لكن مثل هذه الطائرات يكون من الميسور لمن له سيطرة على نظام الأقمار في أن يحجب عنها التغطية القمرية، الأمر الذي يحوّل الطائرة إلى شيئ أشبه بصندوق طائر. فإذا أضفنا إلى ذلك رداءة الجو ليلتها، بالرغم من أن شيئاً كهذا ما كان ليؤثّر في سلامة ملاحتها إلاّ إذا حُجبت عنها التغطية القمرية، يمكننا أن نكوّن فكرة واضحة وبسيطة عن كيفية تحطّم الطائرة في 30 يوليو من عام 2005 بمنطقة أسماها هو نفسه "كوش"، ولا يموت الملوكُ في كوش إلاّ في مقام الملوك. لكل هذا يمكننا أيضاً أن نفهم لماذا صرّح الرئيس اليوغندي يوري موسيفيني بأن سقوط الطائرة ليس ناجماً عن عطلٍ فنّي بل هو عمل مدبّر. وكلنا يعلم بأن الأمريكان كان أول من عثر على حُطام الطائرة، كما كانوا أوّل من بادر بتقديم خدماتهم للانضمام إلى لجنة التحقيق والتقصّي في الحادثة.
                  

06-28-2009, 01:23 AM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    مهمة الحركة الشعبية لاحداث تحول ديمقراطى مهمة عسيرة لتعدد مساراتها
    فهى فى سعيها لبناء التنظيم السياسى القوى تواجه مهام عسيرة تتمثل فى
    تفكيك ألغام الشمولية والأحادية وابطال مفعول قنابل الهوس والتنطع الموقوتة
    لذا نجد أن التحليل أعلاه والمكتوب فى أغسطس 2005 عقب صدمة فقدان القائد الفذ
    دكتور جون قرنق قد تنبأ بامكانية تجاوز الحركة للأزمة متى ما سعت الى بناء التنظيم.
    وكما يقول المثل ..( الما قتلك بقويك ) .. ولكن تبقى معركة تعديل القوانين المخالفة
    للدستور الانتقالى لعام 2005 من أكبر الاشكاليات التى تواجهها الحركة الشعبية فى ظل مماطلة
    الشريك وتوجس الدول العربية والأفريقية من الجديد القادم من رحم المعاناة وأطماع دولية غير محدودة.
                  

06-29-2009, 10:50 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    الأخ عمار
    18 شهر فقط تبقت للوضع الحالى.
    رئيس مفوضية التقويم يقدر تكلفة الانتخابات
    والاستفتاء ب5 بليون دولار والرئيس ذكر فى لقاءه
    أول أمس أن التكلفة مليار دولار !! وبعد تأجيل الانتخابات
    للمرة الثانية (ابريل 2010) وحتمية قيام الاستفتاء فى يناير2011
    فهل يعقل أن تقوم انتخابات ( وهى انتخابات مركبة يصعب فهمها )
    لتفرز برلمان به حوالى 94 مقعد لجنوب السودان ( الجنوب يمثل 21% من
    عدد سكان السودان حسب نتائج الاحصاء الأخيرة مع العلم أن مقاعد البرلمان
    450 معقد قسمت 60% دوائر جغرافية 25% قوائم حزبية نسبية و15% مقاعد مرأة )
    هذا البرلمان والحكومة ستواجه بوضع جديد اذا جاء الانفصال عبر الاستفتاء عليه يجب
    أن نفكر جيدا فيما قاله دكتور جون قرنق حول خيارات السودان بعد توقيع اتفاقية السلام وهى:
    1/
    سيناريو تحلل السيطرة نجاح الإتفاقية، إتساع قاعدة الحكم، والتحول الديمقراطي وبالتالي نجاح
    الدولة السودانية في بقائها موحدة(على أسس جديدة)
    "حلم قرنق"

    2/سيناريو الصوملة: عرقلة تطبيق السلام، النتيجة: تطوير حق تقرير المصير لتحقيق للإنفصال،
    سلوك باقي حركات الهامش لنفس الطريق،

    3/سيناريو الإطاحة بالنظام القائم: السنياريوهات(إنقلاب قصر أو أي إنقلاب تقوم به مجموعة مناوئة، إنتفاضة).

    4/سيناريو تدخل المجتمع الدولي: قد تتعدد الصيغ، مثلاً نموذج العراق/يوغسلافيا أو فرض وصاية مباشرة على السودان د
    بوضعه تحت إدارة الأمم المتحدة.

    5/سيناريو النجاح: نجاح النظام في تفكيك خصومه وبقائه كما هو.
                  

06-30-2009, 07:30 AM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    قضايا الوحدة والإنفصال في فكر د. جون قرنق

    التجاني الحاج عبدالرحمن
    أسمرا مارس 2006

    مقدمة:
    إستطاع الزعيم السوداني الراحل د. جون قرنق ديمابيور بفكره وعمق رؤيته أن يضع نفسه عن جدارة وإستحقاق في سجل التاريخ "المشرق" لأبطال السودان من سلالة ملوك النيل. وأن يكتب بقلمه ودمه فصول لرواية نضال طويل من أجل كرامة الإنسان السوداني، ليقف بذلك كأحد إعمدة الفكر السياسي في التاريخ السوداني المعاصر. لكن الكثيرين لم تعجبهم سيرة الرجل، فمنهم من لم تتاح لهم الفرصة لكي يتعرفوا على تفكيره ونظرته لما يجب أن يكون عليه السودان، وآخرين أقعدهم وهم زائف بعلوا شأنهم، وهؤلاء من حملوا وتحاملوا عليه كثيراً عن قصد وجهل بحقائق التاريخ، فأضاعوه كلمحة برق خاطف، وسدوا بذلك ثقب النور الوحيد في جدار الهزيمة السياسية في السودان. لكنه رغم كل ذلك، رحل تاركاً خلفه تراثاً فكرياً عميق المحتوى، تتقاصر أمامه قامات طالما إمتهنت أمتنا سنين عددا. لقد أدخل الراحل بقوة الفكر مصطلح "السودان الجديد" في القاموس السياسي السوداني ليصبح الآن لغة ومنطق الخطابات السياسية حتى في أجندة ألد أعدائه.

    لم يكن د. قرنق مفكراً كلاسيكياً، بل كان ـ وسوف يبقى ـ عبقرياً متجاوزاً لزمانه، بكل ما تحمل هذه الجملة من دلالة. وبمقارنة ما طرحه من أفكار وفلسفة خلال تاريخه السياسي القصير في مواجهة معاصريه من الساسة السودانيين، تتكشف لنا كم كبيرة هي المسافة التي تفصله عنهم، سواء على مستوى الرؤية أو المنهج.

    لقد كان منتصف مايو من العام 2003م من الأيام القليلة النادرة التي مرت على الحياة العادية بالجبهة الشرقية، حيث حضر د. جون قرنق، وحالفني الحظ حينها لأكون ضمن قلة من القادة الميدانيين من قوات التحالف السودانية والحركة الشعبية، حيث ألقى الدكتور محاضرة قيّمة عن السودان الجديد في قاعة مشيدة من الطين والقش(قاعة الشهداء بموقع رئاسة قوات التحالف السودانية). وقد تحدث حينها مايقرب من الأربعة ساعات. وكنت أيضاً من القلة النادرة في ذلك الوقت ـ إن لم أكن الوحيد ـ الذي تحصّل على نسخة من المخطط الذي كان يشرح منه الدكتور فكرته عن مألآت الصراع في السودان(تفضل الأخ باقان أموم بإعطائي أياها لاحقاً بأسمرا).

    حقيقة لقد كشفت لي هذه الوثيقة النادرة عن تفكير هذا الزعيم الفذ، وعندما وصفته بأنه كان متجاوزاً لزمانه ومعاصريه، لم يكن ذلك من باب المبالغة أو ذكر محاسن موتانا، بل هي ـ وفي تقديري ـ الحقيقة بعينها وأقل ما يمكن أن يوصف به مثل هذا الإنتاج الفكري الفريد.

    منهجية د.قرنق:
    بمقارنة بسيطة لكل ما كتبه القدماء والمحدثين حول السياسة في السودان نجد أن كل هذه الكتابات لم تخرج عن قالب نمطي يستند على المنهج الوصفي/التحليلي، والذي وبقدرما يتميز بدقة السرد للوقائع، غير أنه من جانب آخر ضعيف في عملية التحليل(التفكيك وإعادة التركيب). إذ يغلب عليه طابع الترتيب الزمني التتابعي (الكرنولوجي) للوقائع بهدف تكوين "بنية كلية" لهذه الأحداث، تمتد خطياً لتربط هذه الأحداث مع بعضها البعض، على أساس تسلسل زمني مغلق بنقطتي بداية ونهاية. وهو الأمر الذي يؤثر في الناتج النهائي للتحليل. ولشرح هذه النقطة فلنتخيل الأحداث المتتالية الآتية: الواقعة (أ) حدثت في العام الأول، والواقعة (ب) في العام الثاني ... الواقعة(س) في العام (ن). فأول ما يبداء به المنهج الوصفي/التحليلي رحلته هو وصفه للوقائع [أ، ب، ج.....]، ـ كحوادث مجردة في التاريخ، مثال أن الملك فلان غزا المملكة العلانية في يوم كذا ـ يلي ذلك ترتيبها تصاعدياً أو تنازلياً مع أحداث أخرى سابقة ولاحقة لها، وليس بالضرورة أن تكون جميعها ضمن نفس الحقل الإجتماعي/السياسي/الإقتصادي، بمعني؛ أما أن يبدأ من (أ) إلى (س) أو العكس بحسب الأسبقية الزمنية للواقعة المعنية. هنا تتكون بنية عامة يمكننا أن نضعها في شكل المجموعة التالية: مجموعة ص = { أ، ب، ج، د، .....س}، حيث تقوم العلاقة الداخلية هنا بين عناصرها، على الترابط الزمني الكرنولوجي الذي يشدها مع بعضها البعض، فالزمن هو معيار القياس هنا لأن الحدث كذا أسبق للحدث كذا. وبالتالي فإن أول ما يسقط من تحليل هذه البنية هو شبكة العلاقات التي شكلت كل حدث على حدا في إطاره التاريخي وحقله الإجتماعي(ونقصد بشبكة العلاقات هذه العوامل الإجتماعية، السياسية، الإقتصادية، الإثنوغرافية، الثقافية، الدينية...إلخ والتي تشكل ملامح وأبعاد حدث ما في الزمان والمكان المحددين تاريخياً). وهو مايعطي في نهاية المطاف نتائج قد لا تعكس بدرجة كبيرة أبعاد كل حدث ضمن سياق المجرى العام لحركة التاريخ. ولأن هذه الأحداث جميعها مربوطة بتسلسل زمني في البنية الكلية التي تم تشيدها، فإنها تعطي تفسير "تراكمي" للتاريخ، يضعف الرؤية العامة لمجموع الأحداث بخلفياتها ومسبباتها، ويؤثر على الإستنتاج النهائي لحقبة تاريخية قد تكون طويلة ومؤثرة بما يكفي في حياة وتطوّر شعوب بأكملها.

    غير أننا نجد في كتابات د. جون قرنق منهجية مختلفة بالكامل عما ذكرناه آنفاً في تناول الأحداث، إذ يدخل منطق التحليل الرياضي في كتاباته، وهذا إتجاه جديد في قراءة وتفكيك الواقع الإجتماعي، يرتفع درجة أعلي في سلم التجريد. بمعني أنه يحوّل الوقائع الإجتماعية إلى رموز رياضية تتصف بدرجة كبيرة من المرونة تمكّن من رؤية العلاقات الداخلية لهذه الأحداث، وإستقراء المستقبل على أساس ما قد يفرزه هذا المنطق. ويكمن الفرق مابين إتجاه د. قرنق في طريقته هذه والطريقة الكلاسيكية، في أن الرؤية العامة التي تتشكل نتيجة للبنية التي يشيدها (هو) للأحداث من الرموز الرياضية، تمتلك قدرة أقوى على الإظهار والكشف عن شبكة العلاقات الداخلية مابين عناصر هذه البنية، سواء أن كانت لعناصر مجموعة مستقلة، أو عند ربط عدد من المجموعات مع بعضها البعض. والملفت للنظر هنا، أنه ليس بالضرورة أن يكون العامل الزمني الكرنولوجي هو الخيط الذي يشد عناصر كل مجموعة على حدا، والمجموعات مع بعضها البعض بشكل متزامن لتشكيل البنية الكلية النهائية، بل قد تكون حزمة عناصر مختلفة ومتباينة تشبه النسيج العنكبوتي. ولتوضيح ذلك فنرى المثال التالي:

    فإذا إفترضنا أن (ص) تمثلها المجموعة التالية، ص={أ،ب ،ج، د ،....س}، فإن العلاقات التي تجمع هذه العناصر قد تكون العلاقات الإقتصادية أو الإجتماعية أو السياسية أو الإثنوغرافية أو كلها مجتمعة/ متزامنة داخل سياق الحدث التاريخي.

    صحيح إن هذا النوع من الترتيب أو فلنقل الإنشاء الهندسي/الرياضي للأحداث يخضع للمنطق الرياضي، والذي قد يختلف الكثيرين معه على أساس أن القوانين الرياضية لا تنطبق على العلوم الإنسانية(بناء على أن لكل حقل من العلوم منهجه الذي يشتق منه). لكن وعلى الرغم من أننا قد لا نتمكن من دحض هذه المقولة إذا إستندنا على هذه المناهج التي تطرحها العلوم الإنسانية بشكل عام (أي من داخلها) والتي من ضمنها المنهج الوصفي التحليلي، إلا أنه وبنفس القدر لا يمكننا إستبعاد المنهج الرياضي من حقل العلوم الإنسانية، خاصة عندما نتعرف على الطريقة الحديثة التي أصبحت تفكر بها الرياضيات، والتي فتحت مجالاً أصبح يتسع يوماً بعد يوم لتجد العلوم الإجتماعية لها مكاناً فيه بدرجة من الدرجات. ذلك لأن موضوع الرياضيات لم يعد قاصراً على الإرقام أو المقادير القابلة للقياس أو تلك "الحقائق البديهية"، بل أصبح موضوعها العلاقات، أو بمعنى أدق "البنيات" . فعلي سبيل المثال لم يعد بذي أهمية أن كانت المجموعة {س} التي تحتوي على {أ، ب، ج....ن} تمثل أرقاماً مجردة أو حجارة أو بشر أو حدث، بقدرما الأهم هو رؤية شبكة العلاقات التي تربط ما بين هذه العناصر. وهو ما يجعل منهج التحليل الرياضي يقترب من المناهج الأخرى المستخدمة في الحقل الإجتماعي.
    ونواصل..
                  

06-30-2009, 08:47 AM

shahto
<ashahto
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: Nazar Yousif)

    Quote: هنا تثور العديد من الأسئلة: إذ ما الحكمة في أن يتمّ تجريد الحركة الشعبية من قوميتها وإعادة حشرها في الجنوب وهو ما فشلت فيه مؤامرات نظام الخرطوم طيلة سني حكمه؟ ثمّ ما الحكمة من إيقاف نزيف الحرب في الجنوب في الوقت الذي انتشرت في باقي أقاليم السودان دون أن يأبه لها الجانبان الأمريكي والبريطاني؟ وما معنى أن تُسمّى هذه الاتّفاقية باتّفاقية السلام الشاملة وهي عاجزة عن إيقاف الحرب؟ فأيهما أشمل، الحرب أم الاتّفاقية؟ ثم ما الحكمة من التفاوض مع كل مجموعة على حدة في الوقت الذي كادت فيه الحركة الشعبية من أن تؤسس لجسم واحد يجمع كل القوى المهمّشة، الأمر الذي من شأنه أن يوقف الحرب مرّةً واحدة وعبر جولات تفاوض شاملة وجامعة؟


    الرفيق نزار
    تحية طيبة

    اتفق معك الاخ د| محمد جلال في نظرته الفاحصة

    فاذا اجبنا علي هذا التساؤلات ربما نضع احدي الخطوات الصحيحة نحو مسيرة افضل رغم التعقيداة الماثلة لكن الصدق و الشجاعة مهمة الاصلاح الحال

    شحتو
                  

06-30-2009, 12:38 PM

خليل عيسى خليل

تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: shahto)

    عندما طالب عدد من وزراء حكومة الجنوب فتح ملف مقتل الراحل جون قرنق واعاده التحقيق ماذا كانت النتيجه
    احالتهم الى الصالح العام وذهابهم الى منازلهم

    للبحث فى هذا الملف علينا ان نوسع الدائره
    وان لانهمل القوى الاقليميه فى المنطقه
    اذا وضعنا هذا المحور الاقليمى نصب اعيننا سنكتشف الطرف الذى سعى للتخلص من الراحل جون قرنق
    هناك متغيرات فى الساحة الجنوبيه بعد رحيل قرنق يجب تحليلها ودراساتها بدقه وتروى وربطها بموافق الراحل جون قرنق من المصالح الاقليميه فى جنوب السودان
    الامور ليست معقدة بالدرجه التى يتصورها البعض
    فك طلاسم مقتل جون قرنق يتطلب ربط متغيرات ما قبل وبعد رحيله
    وكما يقولون ابحث عن الانثى
    اقول ابحث عن ال..............................

    التحليل والقراءة فى هذا البوست رغم حرفيتها الا انها لم تعالج زوايا هامه فى مقتل الراحل ججون قرنق وهى الجانب الاقليمى
    ويبدوا اننا امام خط احمر ممنوع تجاوزه من الجميع خشيه ان يكون مصيرهم مصير الراحل قرنق

    هناك ايدى خفية تتحكم فى النص الاعلامى السودانى حددت مناطق ممنوع الاقتراب والتصوير فيها
    والذين لايتم تحيدهم بالمال والشراء يتم تهديدهم بالتصفيه
    الكل يلاحظ ملفات معينه ومحدده يتجنب الاعلام السودانى تناولها وهذا ليس تجنب اختيارى انما امر مفروض
    كل الاقلام مسبيطر عليها وكل من يكتب يعلم جيدا دوره وما يجب ان يكتبه والخطوط التى يجب ان لايتجاوزها
    الظروف غير مهيئه لفتح ملف مقتل الراحل جون قرنق والامر يحتاج الى زمن طويل ويتطلب تغير الخريطه السياسيه الاقليميه
    ولمعرفه هذا الدور الاقليمى يكفى ان نلقى نظره على ملف دارفور ومحور العلاقات التشاديه السودانيه
    كلما لاحت بوادر تسويه سياسيه يتم افشالها
    ماذا حدث بعد اتفاق السعوديه الذى رعاه الملك عبدالله
    وبعد لقاءات الدوحه
    غزوة انجمينا
    غزوه الموز
    الاحداث الاخيره فى الحدود السودانيه التشاديه
    ساذج من يتوهم ان كل هذه الاشياء تتم صدفة ودون ترتيب

    هناك قوى اقليميه تدعى انها مع وحدة السودان وفى الخفاء تسعى لعدم استقراره بل لتفتيته
    وانقسامه

    حسابات معقده وخطط تتغير من وقت الى اخر
    تحالفات انيه واخرى بعيده المدى
    خصم الامس حليف اليوم وحليف اليوم خصم الغد
    كل هذا وفق استراتيجيه مخابراتيه مبنيه على السيطره على اعلام دول المنطقه والاعتماد على شخصيات تقوم بتنفيذ ما خطط له فى كل دوله فى المنطقه
    وهذا الامرو ليس وليد الحاضر
    عمره عشرات القرون
    وسيستمر مستقبلا حتى يتم تحقيق ما خطط له
    الدمى التى تتحرك فى الساحه السياسيه تقبض ثمن الخدمات التى تقدمها ويتم انتقائهم او تربيتهم ليكونوا على النمط الذى يجب ان يكون عليه
    اعلم اننى دخلت فى منطقه خطيره ممنوع الاقتراب منها الله يستر
    اكتفى بهذا القدر

    لكم مودتى
                  

06-30-2009, 10:51 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: خليل عيسى خليل)

    الأخ خليل عيسى
    Quote: عليه، وإلي أن يظهر تقرير لجنه التحقيق
    ـ والتي في مثل هذه الحالات لا تصل إلى نتائج واضحة ـ
    فإننا سنتعامل مع رحيل قرنق على أنه جريمة مدبرة حتى يثبت عكس ذلك.


    طبعا لم نقل كل شئ فلحكمة ما كانت الصلاة سرا وجهرا
    ومقتل دكتور جون قرنق له أبعاد اقليمية ودولية .
    ولكن مع هذا أرى ضرورة تخطى تجسيد الفكرة الى المبدأ
    وهنا يصعب اغتيال الفكرة متى ما تمددت فى الريف والمدن.
    شكرا على المداخلة الوافبة .
                  

07-01-2009, 07:28 AM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض تبعات إغتيال د. قرنق على الحركة والسودان والإقليم (Re: shahto)

    كومريت شحتو
    كتابات دكتور أبكر اسماعيل ودكتور محمد جلال هاشم
    كانت ولا زالت تبشر بثورة الهامش لاعادة صياغة الكل
    المركب لنتجاوز مرحلتى التجسيد والرمزية الى المبدأ
    فى حد ذاته حتى يرى مؤتمر السودان الجديد النور كما
    أراد له القائد الفذ دكتور جون ورواد السودان الجديد .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de