|
قصص قصيرة
|
لحظة ضعف كنت مستاءاً جداً، دخلت منزلي... طلبت من زوجتي كوب ماء.. تاخرت قليلاً لان طفلنا بدأ في الصياح.. عندها انتابتني نوبة صياح مجنونة، ضربت علي اثرها زوجتي وبدات في سبابها، كنت في قرارة نفسي اكره كل حياتي والدوامة السخيفة التي اعيش فيها، لم تكن امامي خيارات كثيرة كان علي ان استسلم أو استسلم أو استسلم، ولكن رغم تلك الخيارات العديدة اخترت ان اقاوم ، كانت تتملكني روح سبارتكوسية لا تعرف المقدمات ولا النتائج. كان مديري العام يمارس كرهي كعادتة ممارسة الارتشاء، كان وجهه مدوراً ومنتفخاً كالطماطم الناضجة، كان يقول اني ذو منظر مقرف، رغم ان الجميع يشهد لي بالوسامة وحسن الهندام، ولكنهم جميعهم كانوا يصادقون علي حديث السيد المدير ويشهدون أمامه بأني ذو منظر شعث وتعس، ولذلك فاني يجب ان افصل للصالح العام، سيدي المدير العام كان يكرهني لاني لم ادخل شرط الجمال من ضمن شروط التوظيف، ففي زمن المدير العام السابق لاني كما كان يقول حمار شغل استطعت التدرج بسرعة في السلك الوظيفي، وصرت بحكم منصبي عضو في كل لجان المؤسسة (لجنة العطاءات، لجنة التعيين وغيرها)، مديري العام الحالي يضع الجمال قبل الشهادات، ويعتقد جازماً ان المراة الجميلة هي الرجل المناسب في كل الامكنة، ودائماً يريد توظيف الجميلات كانهن حريمه الخاص، ولذلك كان دائم الوعد لهن، وان شئن الدقة كان يصطادهن في جولاته المسائية ويعطيهم غليظ الوعد بالوظيفة، أما رئيس قسمي فيريد ان يجعل موسستنا العامرة ملجأ لايتام اسرته، فمع كل فرص تعيين جديدة ياتي باحد اقربائة اليتامي مشفوعاً بقصة طويلة تدمي الاذن ولا تدخل القلب، كنت اعلم تماماً اسبابه وفي قرارة نفسي كنت اشفق عليه، فزوجته تتسلط عليه تماماً ولا اخرج من الذوق العام ان قلت انها تتمنع عليه في الفراش ولا توافق الا بعد اعطائها وعداً مشفوعاً باغلظ الايمان بتوظيف أبن عمها الذي لم يكمل الثانوي العام في وظيفة مراجع التي تحتاج الي مؤهل جامعي وخبرة لا تقل عن خمس سنوات، ولهذا كان يتهمني دوماً باني شيوعي ومخرب ودليله علي ذلك اني ارتدي بنطال جينز، رغم ان عمري في ذلك الحين لم يتجاوز السادسة والثلاثين، علي العموم توكلت علي الحي القيوم ولم اوافق مديري العام علي الرشوة وتحويل المؤسسة الي بيت مومسات، ولم احقق لرئيس قسمي مراده من زوجته. نظرت لي زوجتي ودموعها تسيل علي خدييها، واجهشت بالبكاء، وخرج من فمها اسمي وقالت: (محمد، اني احبك جداً، واعلم انك لم تقصد أيذائي، واعلم ان ما حدث نوع من التنفيس واحساس بالسلبية، ولكن الزواج لا يعطيك حق ضربي، ولكن بحق الحب الذي بيننا اتغاضي عما بدر منك)، في تلك اللحظة ماتت في داخلي تلك النشوة الزائفة بالانتصار وجثوت علي ركبتي وبكيت.
الفرح القديم كانت فرحتي بملابس العيد لا توصف، كنت انتظر بزوغ الفجر بفارغ الصبر، وكنت اتقلب واضع ملابسي بجواري طوال الليل، كنت افرح جداً يوم العيد، كنت دائما أظن ان ملابسي هي الاجمل، كنت اتباهي بذلك بمناسبة وغير مناسبة، في احدي الاعياد وصلت ملابس عيدي متاخرة بعد اسبوعين، بكيت يوم العيد بحرقة، وشعرت اني طفل محروم من كل شي، كانت وسيلتي الوحيدة للتفوق علي مزمل ود علي سواق الكارو في قريتنا هو يوم العيد، فقد كان مزمل يسبقني دوما في المدرسة، وكان يتباهي بنجاحه علي ويقول انه الاذكي والاوفر حظاً في التعليم، في يوم العيد كنت اجد فرصتي لاذلاله فنادراً ما كان ابوه يستطيع شراء ملابس له، في احد الاعياد لبس مزمل ملابس كانت اصلاً شعارات دعاية انتخابية للحاج البدوي ود حاج احمد في انتخابات المجلس البلدي، كانت ملابسة مضحكة في ذلك اليوم، ففي الواجهة انتخبوا وفي الموخرة منتخبكم الحاج، وضاع باقي الشعار بمقص الخياط الذي لم يبذل اي مجهود، لان والد مزمل وعده بثمن الخياطة بعد انتهاء موسم نقل جوالات القطن، في هذا العيد استطاع عم علي سواق الكارو والد مزمل ان يشتري ملابس عيد جديدة لمزمل، جاءني مزمل منذ الصباح وهو مرتدي ملابسة الجديدة في الحقيقة كانت ملابسه جميلة جداً، ربما اتي لانه عرف من اصدقائنا المشتركين الذين لا يتوقفون عن نقل الاخبار والوشاية بيننا انني لا امتلك ملابس جديدة، طلب مني الخروج لساحة القرية للعيد، اعتذرت باسباب كثيرة ولكني لم اذكر عدم امتلاكي لملابس عيد، لم يفرح مزمل بذلك بل بدا في البكاء وقال لي انه لن يذهب الي ساحة العيد ما لم اذهب انا، شعرت انه يريد ان يذلني امام اصدقائنا بملابسي البالية، ولكنه استمر في البكاء واصر بان يعطيني ملابسه الجديدة فهو يمكنه ان يلبس اي ملابس، فهو معتاد علي الفرح في العيد من دون ملابس فهي لا تعني له شيئاً، عندها شعرت بشي غريب، فلاول مرة احس بذلك الود الغريب الذي اشعر به نحو مزمل، قلت له لا يا مزمل دع ملابسك لك وسوف البس اي شي، خرجت معه الي ساحة العيد وفرحت ذلك العيد كما لم افرح من قبل ولا بعد.
|
|
|
|
|
|
|
|
msd (Re: msd)
|
msd يا سلام عليك وعلي مزمل هبشتني جوووووه القصه توما
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصص قصيرة (Re: msd)
|
استمتعت جدا بقراءة هذه القصص، ومن طريقة معالجتها لهموم يومية باسلوب لطيف ولغة تستمد جمالها من بساطتها وتلقائيتها لك الشكر ونتمني ان نقرأ لك المزيد.
| |
|
|
|
|
|
|
|