االصادق المهدى ....النظام يحبذ الانتخابات المباغتة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-22-2024, 09:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-13-2003, 12:22 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
االصادق المهدى ....النظام يحبذ الانتخابات المباغتة


    الحل في السودان سيأتي بتنازل شمالي :

    القاهرة - حمدي رزق:

    لن يعود الصادق المهدي إلى السودان إلا بعد زوال اسباب خروجه منها· رئيس حزب الامة يؤكد ان خروجه ليس ردا على قرار حزبه الاستراتيجي بالعمل من الداخل، أو محاولة للعمل من الخارج، وأن بقاءه طوال هذه الفترة خارج الخرطوم لا يعني العودة للتجمع الوطني المعارض أو التراجع عن نبذ العنف، وهو موجود في القاهرة لاسباب سياسية، ومستعد للعودة اذا كانت عودته ستمهد طريقا لحل سلمي للازمة السودانية، أو أن اقطاب حزبه يرون ضرورة ملحة لوجوده في مقر الانصار أم درمان ·
    زعيم الطائفة الانصارية اجاب بهذا الوضوح على السؤال الذي يشغل بال انصاره هناك: من حول قبة المهدي، ووضع النقاط فوق حروف علامات الاستفهام التي حيرت رموز حزبه وقواعده، وفي هذا الحوار يفتح ملف الازمة السودانية كاملا·
    رئيس الوزراء الشرعي - كما يحب ان يلقب - يحدد ادوار كل الشخصيات في الازمة التي تمر بها مفاوضات السلام في كينيا الان ويفسر مواقف قرنق والميرغني وعلي عثمان طه والبشيرويترجم مواقف دول الايجاد كينيا، ويوغنده، واريتريا، واثيوبيا ويذهب لمناقشة الدور المصري، ويستلهم افكار الدور الاميركي الذي يراه في الازمة السودانية على عكس الازمة العراقية عاقلا متزنا، حذرا من مغبة الاندفاع في احراش الجنوب··· وفيما يلي نص الحوار:
    * غيبتك عن قبة المهدي طالت لماذا تحجم عن العودة الى ام درمان والى متى يطول الغياب؟
    ** حين خرجت من السودان كان خروجي طبيعيا، لألتقي ببعض القيادات السياسية ولأحضر مؤتمر المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية في القاهرة وقد كان· لكن بعد خروجي من السودان وجدت ان هناك اسبابا تجعلني غير متعجل للعودة·
    أول هذه الاسباب ان النظام في السودان خلق مناخا غير صحي ولم اكن اريد الدخول في مساجلاته، فبدل المناقشات الموضوعية فتحت ابواب الردة والتكفير وما كنت اريد ان اجاري هذا التيار المتخلف والمناخ الطالباني الذي خلقه النظام لاسباب غير موضوعية·
    السبب الثاني انني كنت اشعر باننا في حزب الامة حققنا انجازا تاريخيا بتنظيم حزبنا، وتشكيل اجهزة الحزب على اسس جديدة، ومن الناحية الانصارية تكوين هيئة شؤون الانصار ومؤسساتها· اصلا كنت افكر بانه حبذا لو تركت هذه المؤسسات تعمل دون وجود شخصي لي فيها، لاعطيها فرصة لاتخاذ قراراتها بصورة مؤسسية وهذا لا يمنع من ان اكون موجودا ويحدث هذا ولكن عندما اغيب سيبرز هذا بصورة افضل·
    السبب الثالث ان النظام الحالي في السودان قام بتدويل القضية السودانية واصبحت اميركا واوروبا وافريقيا ومؤسسات غربية مختلفة في قلب الازمة وهذه العواصم الوصول اليها في القاهرة أفضل، فالسفارات الموجودة بالقاهرة اكثر عددا، وكذلك المنظمات ووسائل الاتصال، فبالنسبة لقضيتنا التي - مع الاسف - صارت مدولة تماما، فإن القاهرة اسهل وافضل في الاتصال والتواصل من الخرطوم·
    * البعض تصور ان غيبتكم غضبة على النظـــام، أو مقاطعة له؟
    ** حاولت مرارا ان اؤكد ان وجودي في الخارج لا يعني- على الاطلاق- مراجعة لقرارنا الاستراتيجي بنقل العمل الى الداخل، وليست هناك محاولة لاستئناف الخط القديم اي العمل من الخارج، هذا مرفوض تماما، وظللت اؤكد ان وجودي في الخارج لا يعني العودة للتجمع المعارض أو التراجع عن نبذ العنف، نحن نعمل في الداخل وننبذ العنف ولم نعد الى التجمع وإن كنا اصلا قد قبلنا فكرة التنسيق مع فصائله في القضايا المشتركة وظللت أؤكد هذه الحقيقة لكي لا يكون هناك لبس، ولا اعتقد ان العودة الى المربع الاول في مصلحة السودان أو في مصلحة حزبنا·
    * كيف استقبلت قيادات الحزب تلك الغيبة؟
    ** قلت للاخوة في الداخل انني خرجت بطريقة عادية وسأعود ايضا بطريقة عادية واذا رأيتم سببا واحدا لكي اعود غدا فسأعود فورا، اما لو رأيتم سببا لبقائي في الخارج فسأستمر حتى اشعر بانني فرغت من المهام التي بدأت فيها خلال وجودي في الخارج· هذا كل ما في الامر وكلما اتصل بي احد من داخل النظام أو من خارجه أؤكد له ذلك·· لم اراجع القرار الاستراتيجي انا عائد الى السودان متى رأيت ضرورة لذلك سواء رأيتها بنفسي أو رآها الاخوة الموجودون في الداخل·
    * ما الظروف الموضوعية التي تجعلكم تعودون؟
    ** عندي في الخارج اتصال بكل الاطراف المعنية بالشأن السوداني لم افرغ منها بعد ولدينا مشروع آخر هو قضية الخطاب الديني ومنذ فترة اعتقد ان الخطاب الديني يواجه خطرا داهما من ثلاث جهات: حكومات الدول باعتبارها تفرض خطابا وتستخدم ادوات بعينها لظروف امنية وسياسية والاسرة الدولية وعلى رأسها اميركا التي تعتقد ان الخطاب الاسلامي مس امنها، لذا فهي تفرض خطابا اخر يقوم على اتهام الاسلام وظلمه، والجماعات الاسلامية المتشددة وقد صارت لها رؤية اختطفت بها زمام الاسلام، وبين الهيمنة الرسمية للدول والاتهام والتشنيع الاميركي والاختطاف الذي تمارسه الجماعات يصبح المفكرون والمجتهدون في خطر· وصرنا محتاجين لمنبر يقدم خطابا اسلاميا مستقلا وكان لابد من اجتماع مئة مفكر وعالم على الاقل من كل الاطياف الاسلامية، اتصل بهم واقنعهم واضمن تعاونهم بنفسي واخاطبهم في هذه المشكلة ونعقد لقاء ومن الافضل ان يعقد في بلد اسلامي اذا تأكدنا ان هذا البلد لن يتدخل بوسائله الامنية والسياسية لتطويع المؤتمر لاهدافه، هذا الموضوع يشغلني تماما وقطعت على طريقه خطوات وبوجودي في القاهرة قمت بخطوات عدة فاذا وفقت في اختيار 70 أو 80 مضموني التعاون ووصلت الاتصالات الخاصة بقضية السلام في السودان الى افضل درجة فسأعود الى الداخل دون ان يطالبني احد، وربما اعود لو طالبني الداخل بهذه العودة لضرورة مثل التوقيع على وثيقة الاجماع السياسي في السودان وقد اعلنت من قبل انني سأعود اذا اعلن عن الاتفاق على التوقيع على هذه الوثيقة·
    * هل يعني اهتمامك الشديد بقضية تأسيس المنبر الاسلامي ان اولوية قضية السودان لديك صارت في الترتيب الثاني؟
    ** اعمل في القضيتين بكل همة، نحن محتاجون في السودان اليوم قبل الغد لسلام عادل وبرنامج تحول يمقراطي وهو ما نسميه الاجندة الوطنية ومحتاجون اسلاميا بالدرجة نفسها لفكرة المنبر، لان فيها مرافعة عن الاسلام لان الاسلام بين التهديد الرسمي والاتهام الاميركي والاختطاف التشددي في خطر شديد·
    طه وقرنق
    * هل تعتقد ان المفاوضات بين د· قرنق والنائب الاول علي عثمان طه احدثت اختراقا باعتبارها لقاء المتشددين ؟
    ** رحبت بهذا اللقاء لان وجود قرنق وعلي عثمان خارج اطار التفاوض يجعله باهتا ويجرد التفاوض من حضور الذين يمكن في اي مرحلة ان ينقضوه، وهذا اللقاء لقاء بين اصحاب حق النقض·
    وقرنق وعلي عثمان كرمزين للتشدد تمترسا في موقفين متناقضين، واصبح صعبا على أي منهما الخروج من خندقه، فإن كان هناك امل في ان يخرجا من الخندق فهو فيهما وليس فيمن وراءهما·· وبسبب القواعد الداخلية والخارجية التي يستند اليها كل منهما واجهتهما صعوبة كبيرة في التحرك نحو اتفاق، ولكن نحن في حزب الامة حاولنا مساعدة الطرفين المتطرفين بما طرحناه من فكرة طريق ثالث يختلف عن قبول الحركة للوثيقة بطريقة تقديسية تميمية ورفض الحكومة لها بطريقة تميمية ايضا·
    حاولنا التخلص من هذه الذهنية التميمية الى اخرى عقلانية، بتعديل او تدوير البروتوكول، لعل وعسى ان يجد الفريقان في الضغوط الدولية والاقليمية حافزا على التحرك الى الطريق الثالث، بالشكل الذي قدمناه أو بأي شكل معدل، وهذا احتمال وإن كان في رأيي ضعيفا، لان الطرفين قالا كلاما كثيرا سيتحول الى قيود على حركتهما، ولكن لقاءهما هذا له فائدتان، اما ان يستشعرا الضغط الداخلي والخارجي ويخرجا من خندقيهما، أو يتأكدا من استحالة هذا لما اخذاه على نفسيهما من التزامات، وربما يفتح هذا الطريق الى حل تحكيمي، اي يدخل طرف ثالث·
    * هل هناك قبول من الطرفين لمبدأ التحكيم ام سيضطران اليه؟
    ** المتشددون اسهل لهم قبول قرار التحكيم من التنازل، لان التحكيم سيمكنهم من تقديم تنازلات يمكنهم ان يسوقوها لقواعدهم ويقولوا انهم اجبروا عليها، بعكس التنازلات المباشرة·· نحن قدمنا الحل الوسط في كل قضية· مثلا وثيقة ناكورو هناك البعض يقول انها قبيحة، ونحن انتقدنا موقف الحكومة المتشنج من هذه الوثيقة لانها تعبر عن واقع والسودان بالفعل مقسم وهناك اكثر من سلطة داخل حدوده وهناك جهات تزور الجنوب حيث تسيطر قوات قرنق بدون موافقة الحكومة· ايضا معلوم ان الوسطاء من دول افريقية أو غربية اي اكثر تعاطفا مع الحركة الشعبية -وهذه حقيقة وصارت مقبولة- لان الاطراف الاخرى غائبة ومغيبة، فلا يمكن ان نتوقع ان يلغي الوسطاء هذا التعاطف· لقد احصينا 21 منظمة فكرية وسياسية واقتصادية وبحثية تنظر في القضية السودانية وكلها غربية·· تبحث الحكم والدستور والتنمية والدين والثقافة والعرب والمسلمون غائبون·
    * في ظل هذا التعاطف مع الجنوب وفي ظل ضرورة القبول بالواقع التي تحدثت عنها سيكون الاتفاق بين الطرفين غير عادل وهنا مكمن الخطورة؟
    ** اي اتفاق سيبنى على التنازل من الشمال هذا حتمي لكن المشكلة هل سيكون هذا التنازل معقولا ومتوازنا ام سيكون غير ذلك بحيث يخلق ردة فعل معاكسة؟ نحن نعتقد ان في اوساط الحركة الشعبية من يشعر بهذا الامتياز ويريد فرض حل لا يقف عند حد رفع المظالم والانصاف للجنوب، ولكن يريد ان يتحول الحل الى ظلم مضاد للشمال· هذا سيخلق ظروف عدم استقرار في المستقبل، لذلك فإن العقلاء من الوسطاء ومن الحركة يعرفون حدود ما يمكن تحقيقه وهذا ما نحاول ان نؤكده الان فحتى لو قبل النظام تنازلات خارج الحدود المعقولة - بسبب ما عاناه من ضعف - فانه سيخلق ظروفا تجعل الاتفاق غير مستدام، ونحن نحرص على ان يعالج الحل المظالم دون ان يخلق مظالم اخرى·
    * الحل بين الحكومة والحركة حل بين المتشددين والمتشددين ولابد ان يكون حلا وقتيا يزول بزوال التشدد؟
    ** الطرفان بحاجة لادراك ان الاتفاق يجب ان تكون به مقومات تسمح بمشاركة الاخرين، ولا يقف عند حدود اتفاق ثنائي وقد ذكرنا هذا من قبل في مذكراتنا فاذا ادرك النظام والوسطاء ذلك وادركوا ضرورة ان يكون الاتفاق مقبولا لدى القاعدة الاوسع في السودان ولكل جيران السودان، هنا يكون التوازن المطلوب، وهو توازن يحول الاتفاق من الثنائية الى المجمع الموسع، والا سيكون اتفاقا مؤقتا منقوصا يهدد مستقبل السودان·
    * الى متى تتحلى القوى التقليدية في السودان والجيران في الشمال مصر و ليبيا بالادب السياسي تجاه القضية في الوقت الذي تبدو فيه انها محتاجة لممارسة ضغوط حقيقية لايجاد مكان لهؤلاء على الطاولة؟ وما الذي يملكه حزب الامة على سبيل المثال ليجلس على الطاولة؟
    ** في حزب الامة نعتقد ان عددا كبيرا من افكارنا قد وجد طريقه الى الطاولة، دون وجود او تمثيل لنا، وكنا ومازلنا نرى ضرورة توحيد الموقف الشعبي السوداني، فمجرد هذا سيعطي هذه الوحدة الشعبية قوة وهو ما لم يحدث حتى الان، مثلا كثير من الاخوة في التجمع الوطني يرون ان اي نوع من تكوين الجبهات العريضة قد يكون على حساب التجمع، ولذا فهم غير متحمسين وهذا عوق فكرة الاجماع الوطني ولكنها تبقى الفكرة الابرز في مجال تحقيق الضغط الشعبي على المتفاوضين·
    * ماذا عن دور واشنطن على الطاولة؟
    ** لا أعتقد بهيمنة الدور الاميركي على الطاولة هذه مبالغة في قدرات واشنطن، اميركا في الشأن السوداني تمشي بحذر شديد، لا تشبه طريقتها في باقي الشرق الأوسط، فما من مندوب أو وسيط أميركي يحضر إلى السودان الا و يلتقي بكل القوى السياسية ويحاول إشراك الأوروبيين معه والأفارقة كذلك، أميركا حجبت دورها في الايجاد وراء كينيا والرباعي ايطاليا والنرويج وكينيا واميركا وفي كل مجهوداتها حاولت ألا تكون بارزة، بعكس ما بدت عليه في شرم الشيخ والعقبة·
    * والدور الكيني هل تراه منحازا للحركة الشعبية·· أم يستطيع حل المشكلة؟
    ** لنستعرض مواقف دول الايجاد اثيوبيا متقاربة مع الموقف السوداني، واريتريا ويوغندة متقاربتان مع الحركة الشعبية، أما كينيا ففي رأيي تتخذ موقفا وسطا بين الطرفين، وهذا كان واضحا في عهد الرئيس السابق اراب موي وصار أكثر وضوحا في عهد الرئيس كيباكي·
    * بروز دور النائب الاول علي عثمان طه هل يعني تقلص دور الرئيس البشير؟
    ** كثير من الألغاز موجودة في الساحة السودانية منذ مجيء الانقاذ، توجد ألغاز ولا يوجد إنقاذ !! اللغز الأول يوم ان ذهب الترابي الى السجن والبشير الى السلطة مع انهما من نفس الفكر والتيار، ثم ان الحكومة الحالية أفرزت ألغازا أكثر، وقطاع واسع من السودانيين يعتبرون العلاقة بين رئيس الجمهورية ونائبه من الألغاز·· ولا أحب ان أدخل في مسألة لا استطيع ان ابت فيها·· وجود الترابي في السجن - في البداية - كان لغزا، والآن لم يعد لغزا، ثم نشب صراع في السلطة بين التيارات داخل النظام ونتيجة اعتقال د· الترابي ومع ذلك فإن طبيعة الأمور الآن تقتضي ان يطلق سراح د· الترابي، لأن النظام يحاول ان يؤكد انه معني بالحريات وحقوق الإنسان، وهذا يجب ان يستفيد منه د· الترابي·
    انتخابات
    * دائما يتحدث النظام عن انتخابات مبكرة، معتمدا على أن الاحزاب غير مستعدة لها؟
    ** هو يريد انتخابات مباغتة لا مبكرة، لأنه سيستفيد منها·· فالواقع يقول ان أكثر الأحزاب ابتعادا عن الاستعداد للانتخابات هو حزب الحكومة ذاته·· هذا الحزب منقسم على نفسه بين شعبي ووطني، ثم انقسم مرة اخرى انقسام العدالة وانقسام ثالث مع الجماعة الذين نادوا بتحرير شمال السودان من جنوبه، فهو حزب انقسامات أو فسيفساء حزبية، ولكنه بضمن جهاز الدولة، ويعتمد في فكرة الانتخابات المباغتة على جهاز الدولة، وهذا ليس انتخابا·
    * النظام كما تقول كله ألغاز وانقسامات، فهل كان هذا النظام مؤهلا لإجراء اتفاق مع الحركة؟
    ** النظام نفسه أفضل له أن يدخل في الاتفاق، لأن الظروف تقول انه غير مؤهل للانفراد بالحكم، فالتخلص من هذه الأزمة بوسائل سلمية أفضل له وللسودان·
    * الحركة تعقد مؤتمرات لاضفاء الديمقراطية على اتخاذ القرار بداخلها· هل تعتقد ان الحركة تتخذ قراراتها بشكل ديمقراطي؟
    ** الجيش الشعبي هو الأساس والحركة بالنسبة له منبر للاخراج السياسي ، القوة الاساسية هي القوة العسكرية، وهذا طبيعي، لأنهم انخرطوا في مقاومة عسكرية مستمرة، وهذا جعل الوزن الأكبر للقرار العسكري، والحركة والجيش يتخوفان جدا من التحول الديمقراطي، لأنه ثبت ان هناك صعوبة كبيرة في الحفاظ على التماسك في الإطار الديمقراطي المدني· وهناك حالات كثيرة لخلل هذا التماسك في المدنية، وتماسكه في الإطار العسكري وفي القبلية وفي الاحزاب المركزية، وباستثناء الحالات الثلاث نجد صعوبة شديدة في التماسك·
    * هل تعتقد ان جون قرنق بتركيبته الخاصة يستطيع ان يخلع سترته العسكرية ويرتدي بدلة الحكم بالفعل؟
    ** قرنق وإلى إشعار آخر لا يختلف نموذجه عن نموذج يوري موسيفيني ·
    * ما وجه التشابه؟
    ** موسيفيني يقود يوغندة على أساس نوع من الشمولية التعددية، أي شمولية غير مطلقة، ونموذج قرنق هو نفسه نموذج موسيفيني، وموسيفيني نموذجه المفضل شمولية مقيدة·
    * هل تعتقد انه سيتم الحفاظ على وحدة السودان أم أن على عقلاء الشمال أن يعدوا العدة لما بعد انفصال الجنوب؟
    ** الوحدة في مصلحة الجنوب والشمال، فالانفصال سيحدث كوارث لا أول لها ولا آخر في الجنوب، وبعيدو النظر في الجنوب يعرفون ذلك، على الأقل إذا أخذنا احصاء ضحايا النزاع الشمالي الجنوبي، والجنوبي - الجنوبي، وجدنا بين عامي 1983 و1999 أن ضحايا النزاع الجنوبي - الجنوبي أكبر من الشمالي الجنوبي·· وهذا يرشح الجنوب للانفجار بعد الانفصال·
    والجنوب أيضا يتاخم دولا بينها وبين الجنوب مشاكل قبلية وحدودية ضخمة جدا، كلها قابلة للانفجار بمجرد استقلال الجنوب والبترول أيضا يقع في منطقة بين جنوب الشمال و شمال الجنوب والبنية الأساسية لاستغلال البترول يجب ان تكون شمالية وهناك عاملان آخران، الأول اقامة جنوبيين في الشمال، وقد أجرت الأمم المتحدة احصاء بينهم، كشف عن أن جزءا معتبرا منهم لا يرغب في العودة إلى الجنوب مهما تغيرت الظروف، وهناك من يرى العودة أيضا، ومركز دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، قدم احصاء بين ألف جنوبي في الشمال واجرى دراسة، ثبت منها رغبة الثلث في الاقامة في الشمال·
    ومن اقصى حدود السودان الجنوبية الغربية إلى الروصيرص في الحدود الشرقية الجنوبية، هذا الحزام تسكنه قبائل عربية تسمى قبائل البجارة تتعايش مع القبائل الجنوبية، والبجارة تظعن جنوبا للماء والكلأ في الصيف، ولا أحد في العالم يستطيع منعها من هذه الرحلة الضرورية للحياة، إذن هناك عوامل تفرض الوحدة، وتصعب معالجتها خارج إطار الوحدة· وفي رأيي، ان اجماع الجنوبيين الحالي على تقرير المصير وتطلعاتهم الحالية، هي رد فعل لسياسات الانقاذ الاقصائية، فإذا تم تغيير هذه السياسات وأمكن التعامل مع الجنوب بحاله، فان الجنوبيين سيختارون الوحدة، ويرفضون انفصالا سيجلب لهم مشاكل أكبر كثيرا من مشاكل الوحدة·
    * عندما طرحت وجهة نظرك هذه على قرنق· رد عليّ: قل للصادق أليس في الشمال هذه المتفجرات نفسها؟
    ** الشمال فيه مشاكل ولكن لم تحدث فيه انفجارات كالتي في الجنوب، أنا أقر بان الشمال فيه متناقضات ومشاكل ولكنها لا تقارن بمتناقضات ومشاكل الجنوب·· ليس هناك بلد بلا مشاكل، المشاكل في الجنوب تصل إلى درجة تجعلها خلافا نوعيا ·· الشمال فيه أسباب وحدة أكثر من الجنوب، لذلك أقول إن وجود مشاكل في الشمال لا يرشحه لما يمكن ان يقع لجنوب مستقل·
    * لديك أكثر من تجربة في الحكم، ولكن وصلت المشاكل في الجنوب إلى هذا التفاقم؟ هل تتحمل الانقاذ وزر كل ما يحدث؟
    ** لا أحمل الانقاذ كل الوزر ومشكلة الجنوب واقعية، ما بين شمال استعرب وأسلم وجنوب صارت فيه عوامل أديان أفريقية واثنيات مختلفة· هذا الواقع دخل عليه الاستعمار، وهذا خلق ممارسات ما بين الشمال والجنوب سيئة للغاية كالرق مثلا، هذا واقع قائم دخلت فيه ممارسات ولدت المرارات، والاستعمار قام بخلق واقع يكرس للتمرد، وعزز هوية أنجلوفونية مسيحية للجنوب·
    ثم جاءت تجارب الحكم الوطني - منذ العام 1956- وكان يرى أن الهوية الأنجلوفونية المسيحية مفتعلة زائفة يجب اقتلاعها وهذه الرؤية التزمتها الحكومات الديمقراطية بطريقة ناعمة، أي لم تحاول تنفيذها بالقوة، وحاولت ادخال عنصر الحوار كالمائدة المستديرة وغيرها· أما النظم العسكرية فالتزمت هذه الرؤية بطريقة خشنة، مثلا نظام عبود طرد المبشرين الأجانب ووحد البرنامج التعليمي، وكذا خشونة جعفر نميري الذي فرض قوانين سبتمبر الاسلامية على الشمال والجنوب، ومثلها خشونة الإنقاذ ، فبدون شك التزمت النظم الديمقراطية والعسكرية معا نفس الأجندة، بين النعومة والخشونة، أما أخشن الطرق وأكثرها إمعانا في نفي الآخر واقصائه فهي الانقاذ، من بين النظم الستة الديمقراطية والعسكرية، وعبود هو أقلهم خشونة·
    الانقاذ جاء بالجديد نوعيا· أولا موضوع الجهاد، فلم يسبق لجهة ان صبغت الحرب بالجهاد إلا الانقاذ، وصنفت التوجه الحضاري إسلاميا عربيا وفرضته بشكل فوقي، مما صنع اجماعا لأول مرة في أوساط الجنوبيين على حق تقرير المصير·
    * عندما كنت في الحكم، ماذا قدمت للمشكلة؟ وهل اصطدمت فعلا بقرنق؟
    ** أنا أول من تنبه إلى ان مشكلة الجنوب ليست أمنية كما يعتقد الشمال، وكتبت عام 1964 كتاب مسألة جنوب السودان لأقول ذلك، وأكدت انها مشكلة سياسية اقتصادية ثقافية· واقترحنا في ظل نظام عبود فكرة المائدة المستديرة، وعقدت ولكنها لم تثمر نتائج، وظل لحزبنا السبق في هذه الأفكار·
    بعد ذلك دخلنا لجنة الـ،12 ستة من الشمال ومثلهم جنوبيون، وكان فيها حزب الأمة وجبهة الميثاق الإسلامي والحزب الشيوعي، وقوى أخرى· وأنا في السلطة في الستينيات اهتممت بالمسألة للغاية، وطرحت مؤتمر الأحزاب السودانية بشأن قضية الجنوب ، وكنا بصدد الحل لكن حصل خلاف وسقطت حكومتي، وبعد ذلك جاء انقلاب النميري وحدث ما حدث·
    ولما عدت إلى السلطة بادرت أولا إلى التقاء جون قرنق عام ،1983 وقطعنا شوطا، لكن كان واضحا لي استعداد قرنق وجماعته للوصول إلى اتفاق إلا ان اثيوبيا في عهد مانجستو كانت تريد ربط حل مشكلة الجنوب بمشكلة الشمال، فضربت جهة جنوبية طائرة الخطوط الجوية السودانية في ملكال، خلال التفاوض وتوقعت ان يعتذر قرنق ولكنه تبناها ثم تجددت الحوارات بعد فترة إلى أن عقدنا عددا من المؤتمرات في الداخل أهمها مؤتمر الوفاق الوطني ، الذي قال اننا لا يجب ان نفرض الشريعة على غيرنا ويجب التوفيق بين الشريعة والوحدة الوطنية·
    وكل الأفكار الجديدة المطروحة الآن هي أفكار حزب الأمة بالاساس· قمنا بجهود كبيرة جدا، نحن أول من قلنا ان مبادرة الايجاد منقوصة، ونحن أول من دعونا جيران الشمال للمبادرات، لذلك دعمنا المبادرة المصرية - الليبية، وحتى الآن في ماشاكوس تبنينا الاتفاق برغم عدم مشاركتنا فيه· نحن الحزب الوحيد المتصل بالمنظمات الإحدى والعشرين الغربية المعنية بالشأن السوداني وكل هذه الاتصالات موثقة، واهتم الحزب بكل المشروعات السياسية المطروحة، وصولا إلى ناكورو وكنا الجهة الوحيدة التي قدمت كلاما محددا، وقمنا بمجهود كبير، صحيح ان الامور لا تزال متعثرة إلى الآن، ولكن لكل مجتهد نصيب·




    جريدة الاتحاد : العدد 10296 بتاريخ 9/12/2003
    www.atittihad.ae

    مؤسسة الإمارات للإعلام
    www.emi.co.ae

                  

09-13-2003, 03:36 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37093

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: االصادق المهدى ....النظام يحبذ الانتخابات المباغتة (Re: الكيك)

    نحن قبيل شن قلنا،قلنا ان المعارضة السودانية بفصائلها المختلفة تعانى من العجز عن التجديد والابتكار وضربنا لهم من كل شىء مثلا وتجربة كينيا خير برهان،تنظم المعارضة نفسها فى برنامج واحد ومرشح رآسة جاهز
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de