ثمَّة "أمل"... إن "دنا... قلْ"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 10:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-02-2003, 11:59 PM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ثمَّة "أمل"... إن "دنا... قلْ"

    ثمَّة "أمل"... إن "دنا... قلْ" (!)

    بقلم: أمين الإمام*

    حقّاً إنّني أعيش في زمنٍ أسود
    الكلمةُ الطيِّبة لا تجد من يسمعها
    والجبهةُ الصافية تفضح الخيانة
    والذي ما زال يضحك لم يسمع بعد بالنبأ الرهيب
    أيُّ زمنٍ هذا؟
    (الشاعر والمسرحي الألماني: برتولد بريخت)

    ثمَّة صراع متكافئ بين الموت والشعر، هكذا قال الشاعر المصري أحمد عبدالمعطي حجازي، لدى موت مواطنه/القضيّة: أمل دنقل، ذلك "الصعيدي، القناوي، النحيل".
    ثمَّة "تكفير" يمسّ إبداع القصيدة، كفصول الإبداع الأخرى، طالما هناك تيّار ضد "التفكير"... تأمّلوا المعادلة: "ما أسهل التكفير مِنْ قاتِل التفكير" (!).
    ثمَّة تهميش لا متناهٍ، يطال المُبدِع أثناء حياته التعِسة. وثمَّة تعظيم لا حدود له، يرفع اسمه إلى "علِّيين" بعد مماته... إنّها العادة التي تعشقها "أمخاخ العرب" (!).
    ثمَّة "أمل"، إن "دنا... قلْ".
    ## هلّ تذكرون أمل دنقل فعلاً (؟).
    هناك احتفاليّة خاصّة بمناسبة مرور 20 عاماً، على رحيل أمل دنقل (مات صريعاً لمرض السرطان، في 21/5/1983)، تحت إشراف مجلس الثقافة بمصر، ما بين 18 و21/5/2003.
    لا نختلف في أهمِّية تلك الاحتفاليّة، وإن لم تخرج من عادة "ما أروع المرحوم"، وهي تأتي في صيغة ندوة كبرى، تتناول بحوثاً ودراسات حول الشاعر، ترافقها أمسيات شعريّة، ومعرض تشكيلي، و"كونشيرتو موسيقي". إلاّ أنّ الرسم يأتي بنفس الريشات: أي إنَّ المدعوون، هم نفس الأسماء، التي تُدعَى لفعاليات مشابهة، تكرِّس سهرات التنظير المؤطَّر، في ظل فرصة اللُقيا. جميلٌ أن يلتقي المثقَّفون هكذا، خصوصاً في كنف ذكرى مبدع كـ"دنقل"، لكن لا يكفي تجمُّع المتشابهين من أبناء الجسد الواحد، إذ حان وقت إشراك "الآخر"، في إطار تقديم أصحاب الشهادات الكبرى ،مثل أمل دنقل، إلى هؤلاء. ما أود قوله، هو ضرورة ترجمة أبرز أعمال الرعيل الأوّل، من روّاد الأدب (في الإطارين: الكلاسيكي، والحداثي)، إلى عدد من اللغات الحيّة، ومن ثمَّ دعوة عدد من أبرز الأدباء العالميين، الذين تهمّهم قضايانا العربيّة، من طوكيو شرقاً إلى واشنطن غرباً... هل تفهمونني (؟).
    [#].....................
    لمن لا يعرفون أمل دنقل جيِّداً – بعيداً عن قصيدته/الظاهرة "لا تُصالح" – ينبغي البدء بهذا التكوين الساخر، الذي يروي تفاصيل كينونته كشاعر حقّاً، لمّا قال في قصيدته "من أوراق أبي نوّاس"، وهو يخاطب من يخاطبه في سجاليّة، أقلّ ما يُقال عنها، إنّها "سجاليّة اعتراف مُبطَّن":
    "ملكٌ أم كتابة؟"
    صِحتُ فيه بِدوْرِي
    فرفْرفَ في مقلتيه الصبا والنجابة
    وأجاب: "الملكْ"
    (دون أن يتلعثم... أو يرتبكْ)
    وفتحت يدي
    كان نقش الكتابة
    بارزاً في صلابة
    ... والآن أكرِّرها: ثمَّة "أمل"، إن "دنا... قل".
    هذا هو أمل دنقل الحقيقي، يعطينا "الأمل" عبر صلابة "الكتابة"/ المصير، بعيداً عن صورة "الملك"/ الحاكم، إلاّ أن خوفنا، يكمن في الدنو، من ذلك الأمل، حينها قد يقل وينحسر، أو يتلاشى تماماً... أليس هذا جزءاً لا يتجزّأ، من واقعنا العربي (؟).
    ولتأكيد ذلك "الأمل"، هذه مقاطع محدودة، يطالبنا فيها بـ"الحب، والعدل، والعقل"، في إطار قصيدته الجدليّة، الحاضرة في كلّ الأزمان وأحداثها: "سفر التكوين"، ضمن إصحاحها الثالث:
    قلت:ُ فليكن الحبُّ في الأرضِ، لكنه لم يكن.
    أصبح الحبُّ ملكاً لمن يملكون الثمن!
    * * *
    قلتُ: فليكن العدل في الأرض؛ عينٌ بعينٍ وسنٌّ بسن.ّ
    قلت: هل يأكل الذئب ذئباً، أو الشاةُ شاة؟
    ولا تضع السيفَ في عنق اثنين: طفلاً... وشيخاً مسن.ّ
    ورأيت ابن آدم يردي ابن آدم، يشعل في المدن النارَ،
    يغرسُ خنجرهُ في بطون الحواملِ،
    يلقي أصابع أطفاله علفاًً للخيول،
    يقصّ الشفاه وروداً تزيِّن مائدة النصر... وهي تئنّ.
    * * *
    قلتُ: فليكن العقل في الأرض...
    تصغي إلى صوته المتزن.
    قلتُ: هل يبتني الطيرُ أعشاشه في فم الأفعوان،
    هل الدودُ يسكن في لهب النار،
    والبومُ هل يضع الكحل في هدب عينيه،
    هل يبذر الملح من يرتجي القمح حين يدور الزمن؟
    لهذا عانى دنقل في حياته، من أسلحة "التكفير"، التي ترصّدته يميناً ويساراً، والآن تذكّروك، رغم كلّ شيء. ولهذا كان الراحل صادقاً، وهو يصف حالته الشعريّة:
    - أيُّها الشعر... يا أيُّها الفرح المُختلَسْ
    ...
    (كلّ ما كنت أكتب في هذه الصفحة الورقيّة صادرته العسسْ)
    ...
    وتمادى في وصفه، بكل امتلاكات السخريّة الجريئة، التي تقود إلى "الغُرف المظلمة":
    أبانا الذي في المباحث، نحن رعاياك
    باقٍ لك الجبروت، باقٍ لنا الملكوت
    وباقٍ لمن تحرس الرهبوت
    تفرّدتَ وحدُك باليسر
    إنَّ اليمين لفي الخُسْر
    أمّا اليسار ففي العُسْر
    إلاّ الذين يُماشون

    [#].....................

    لنعالج عادة "ما أروع المرحوم"، ونلفت الانتباه إلى شاعرين، على قيد "الكتابة"، لا يختلفان كثيراً عن دنقل، بل ويأتيان من نفس تربته "الصعيديّة". إنّهما: محمّد أبو دومة، وحسن طلب.
    غير اجتماعها المرتبط ببعض الصيغ "الدنقليّة"، في قوالب الشعر، خصوصاً في الإطار الصوفي، وشعريّة "التناص" مع آيات القرآن، تجمع بين طلب و"أبو دومة" الصيغة الأكاديميّة، من خلال التدريس في قسم الفلسفة بكليّة الآداب، مع اختلاف جامعتيهما.
    أبو دومة الذي اشتهر بإدارة ورعاية الأمسيات الشعريّة، المصاحبة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، مُقِلّ في شعره، لكن يمكنكم التعرُّف عليه، عبر هذا المقطع، الذي أسماه "تعليق"، ضمن مجموعة "الوقوف على حدِّ السكِّين":
    - قيل لي: ساير القافلة
    - قلت: لا علم لي بنباح الكلاب
    - قيل لي: كُنْ دليلاً فكم في رفاقك صاروا أدلَّة
    - قلت: أخطأت يا صاحبي في الحساب
    - قيل لي: فاحذر الريح!
    - قلت: للبيت بابٌ... وبابٌ... وبابْ
    - قيل لي: أنت تمسك جمراً،
    فقلت وشيكاً سيبكي عليها السحاب
    قيل لي... قيل لي... قيل لي...
    رُفِعَتْ ريشة الحرف
    جفّ الكتاب!
    ولمعرفته أكثر، اسمعوه يدعو بصيغة ذلك "الصوفي" العاشق، الذي يعشق مكنونات الحرف، وأسرار كلمة البدء والمُنتَهى:
    أحيي إذن قلبي عشّاقا
    وأدِمْ قلبي عشّاقا
    وأمِتْ قلبي عشّاقا
    وابعث قلبي عشّاقا
    واحشره،
    بزمرة العاشقين
    آمين!
    إذن، بصيغة ما يحيطنا من ذعرٍ و"تكفير" هذه الأيّام، فلن يسلم "أبو دومة"، مثلما لن يسلم صديقه حسن طلب، وهو من كتب عنواناً فرعيّاًَ، في ديوانه "آية جيم"، بهذه الصياغة "التناصيّة" الصارخة:
    "أعوذ بالشعب من السلطان الغشيم" (!)
    هذا هو حسن طلب، فقد اتضح من عنوانه، قبل أن تفهموه عبر مقطع آخر، من قصيدة "النيل ليس النيل"، من مجموعة "لا نيل إلاّ النيل":
    قُلْ جاءَ الحقُّ وقُلْ زهقَ الشَّكٌّ
    وتوطَّدَ عرْشُ البومْ
    غنُّوا يا سادةَ مصرَ أو ابْكوا
    فأنا المُنتصِر المهزومْ
    لُوموني إنْ شطَّ بيَ الإفْكُ
    من غيرُكُمُ سيلومْ؟
    ومن قصيدته "عروبة البنفسج"، من ديوانه "سيرة البنفسج"، يتمظهر حسن طلب في إطار آخر، لا يختلف عن إطار دنقل:
    في زمانِ التبرُّجِ
    والسكوتِ الذليلْ
    يستطيعُ البنفْسجُ
    أن يكونَ البديلْ
    يستطيعُ البنفسجُ أن يستهلْ
    ويصنع خبزَ الرقاقْ
    يستطيع إذا شاء أن يستدلْ
    أن يجمع الملايين في غمضةٍ ومضة
    فالبنفسجُ لا يُحبُّ الشِقاقْ

    بعد "الأمل"، ثمّة "عمل" يجب أن يُنجَز... انتظروا الكتابة المقبلة.

    * كاتب صحافي سوداني
                  

10-04-2003, 12:33 PM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثمَّة "أمل"... إن "دنا... قلْ" (Re: أبنوسة)

    معقول ما عبرتو هذا المقال الرائع
                  

10-04-2003, 12:45 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثمَّة "أمل"... إن "دنا... قلْ" (Re: أبنوسة)

    ابنوسة الجميلة
    جيد ان رفعت هذا المقال
    للتو رأيته
    ساعود حتماً
    سلمت اختي
                  

10-04-2003, 01:21 PM

almulaomar
<aalmulaomar
تاريخ التسجيل: 07-08-2002
مجموع المشاركات: 6485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثمَّة "أمل"... إن "دنا... قلْ" (Re: أبنوسة)

    الصمت في حرم الجمال جمال أختي أبنوسة
                  

10-04-2003, 06:51 PM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثمَّة "أمل"... إن "دنا... قلْ" (Re: almulaomar)

    الجندرية، باقة الأماني، ولو كان مفرها أن ألتقيك
    لأرتويت نشوة بتحقق الحلم

    ولولا بغضي للإنقياد، لدعودتك لمسك الرسن
    ولولا أنني قد بلغت الفطام منذ سنين عدداً
    لقلت لعل الذي بيني وبينك
    هو الحبل السري
    وحتى لا أشكلهم في من الأم ومن الجنين
    أتكيء على
    سيامية الروح
    وأسميكي توأم روحي
    السيامي
    أنتظر مداخلتك
    ===============

    الملا عمر

    شكرا على الإطراء، وسعيدة جدا لتشريفك لهذا البوست
    وأنت واحد من علامات الجودة لأي بوست، فما أجد إسمك إلا وأعتبرها دعوة للإستمتاع بقراءة رايقة ورائعة
    =======
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de