ملكة بريطانيا «الشاعرة» لا يهتم بها أحد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-22-2024, 05:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-29-2003, 06:39 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ملكة بريطانيا «الشاعرة» لا يهتم بها أحد

    نقلا عن الشرق الأوسط
    ملكة بريطانيا «الشاعرة» لا يهتم بها أحد
    غالية قباني *
    من حق الملكة اليزابيث الثانية ان تكتب قصيدة تتصدر دفتر الزوار في قلعة (كاسيل اوف ماي) التي سكنتها والدتها الراحلة المعروفة باسم الملكة الام. الا ان الملكة لم تدّع كونها شاعرة، ولا فكرت ان تجمع بعض شخبطاتها لتنافس بها قصائد شعراء بلادها. كتبت الشعر، او الخواطر، لتستعيد ذكرى قلعة اعتادت ان ترتادها بوجود شخص عزيز عليها، وهي ابيات لا ترقي حتى للشعر العربي في استعادته ذكرى حبيب مضى وهو يرثي اطلال القوم الذين رحلوا. تقول الملكة اليزابيث في كلماتها:
    على الرغم من اننا يجب ان نغادرك يا قلعة ماي الجميلة/ الا اننا لن ننساك/ اذ ما عاد بامكاننا ان نحصل على تلك الوجبة الشهية/ او نستعيد تلك النكهة الزكية/ التي كانت تأتي بنا يوم الاحد فقط لنتذوقها.. الى آخره، من كلام بسيط تضيع ترجمته ان جردناه من الايقاع والسجع المكتوب بلغته الاصلية.
    صحيفة بريطانية تناولت «القصيدة» الصغيرة كموضوع نقدي، وسألت بعض الشعراء والمعنيين ان يقيّموا تلك الابيات. النتيجة كانت تمحيصا ونقدا لاذعا أشك ان أي عربي يقدم عليه بسهولة في وضع مشابه.
    من التعابير التي وصفت مساهمة الملكة الشعرية: «أنها اقرب الى العبارات المبثوثة في بطاقات المعايدة»، وبأن بعض جملها «مضحكة، أو ساذجة». ووصفها آخر بأنها أسلوب طريف عبرت فيه الملكة عن مشاعرها تجاه والدتها الملكة الأم التي رحلت قبل شهور. وعندما مدح احدهم الغنائية في تلك الابيات التي تذكر بأناشيد المناسبات، استدرك بعدها يقول، «الا ان الملكة لن تطمح في رؤية اسمها يدرج ضمن أي انطولوجيا شعرية». وقال آخر انه «لولا وسواس الصحف الشعبية بكل أخبار العائلة المالكة في بريطانيا، وبالتالي نقلها للقصيدة من الدفتر المذكور، لما كان للامر اية أهمية». وحتى اندرو موشين، شاعر البلاط الذي يعين من قبل القصر ولا ينتخب، جامل قليلا وبقي محايدا عندما عبر عن سعادته لمعرفته ان جلالتها «تتحلى بهذا الحس القوي للايقاع الشعري، لكن الابيات الشعرية لا تخرج عن هذا الاطار، ومكانها المناسب لن يتجاوز دفتر الزوار».
    بالطبع، لا الصحيفة التي نشرت الموضوع ولا الاطراف المشاركة تلقوا أي تقريع من القصر بسبب تلك الآراء النقدية، او حتى مجرد العتب في أهون الاحوال، فما بالنا بالسجن او التشريد وقطع سبل الرزق بالشخص المنتقد. كل ذلك لان جلالة الملكة تحترم التقاليد العلمية والادبية في بلادها، وتعرف أهمية ان لا تخلط وجاهتها التي تجاوزت الصبغة المحلية الى العالمية، بحق الآخرين في انتقادها والتعبير عن رأيهم في أي شيء تفعله، والقصيدة أبسط تجليات تلك الافعال.
    لنتجاهل قليلا الوضع في عالمنا الثالث، ولنجعل السؤال كما يلي: كم من مثقف عربي، كاتبا كان او صاحب مؤلف او فنانا، كان سيسلك سلوك الملكة؟ سأقول إنهم قلة جدا كي لا ننفي الحس الديمقراطي عن الجميع، لكن حقيقة الامر ان البعض يصل به الامر حد التهديد وتوجيه السب والقذف بحق ناقده، وقد تتحول الحالة الى خصام ومحاربة وتهديد بقطع سبل الطرف الاخر في مجالات النشر والدعوة الى المهرجانات والملتقيات، والبعض «يمون عليها» على ما يبدو.
    أي فوضى تعيشها المجتمعات العربية بحيث تغيب تقاليد النقد وحرية التعبير عن الرأي من أصغر نقطة حتى آخر تداعيات الدائرة!.
    النفاق والخوف ووضع الاعتبار للمصالح الشخصية، هم سادة المشاهد العربية: من السياسة الى الثقافة الى العلاقات الاجتماعية. غياب الحريات في بلادنا خلق تلك الظاهرة، والظاهرة بدورها تعود وتقتل أي أمل في ظهور الحس النقدي القوي.
    واذا أردنا أن نتناول مثالا محسوسا معاشا حاليا، نستشهد بالموقف من الحرب على العراق الذي تجسد فيه فعليا «حوار الطرشان»، وبدا أن لا أحد يريد سماع الآخر. العراقيون في الداخل انفجروا وباتوا اكثر استعدادا للشكوى الزاعقة من الاستماع وتأمل ما يحدث. وكثير من المثقفين والسياسيين العراقيين بدأوا ينتقدون ـ بأثر رجعي ـ صمت العرب والعراقيين الآخرين على جرائم صدام وقمع سلطته، والعرب بدورهم ينتقدون العراقيين الصامتين على الاحتلال الاميركي لبلادهم، فيرد هؤلاء مطالبين الآخرين بالصمت وعدم التدخل بشؤونهم!. يفعل ذلك حتى من كان أمضى حياته يعتبر اميركا عدوه اللدود، الا انه لا يقبل الآن توجيه أي نقد لتلك السلطات، طالما أنها حررته من الطاغية. كل ذلك ويغيب عن اذهان المتناحرين أنهم، بشكل او بآخر، يتبنون ملمحا من ملامح السلطة الماضية!..
    لا أحد يريد تشغيل العقل وترك فسحة لتفكيك ما حدث وإعادة ترتيبه بهدوء، ومن غير خسائر. ما يراه المتابع الآن، فوضى في المطالبات والكلام وغياب التوازن في الحكم على الامور الا ما ندر، وكل منتقد لما يحصل الآن في العراق: العطالة، عدم عودة المرافق الحيوية، الخشونة في التعامل مع المدنيين، يُفرز بتسرع انه مؤيد لصدام أو «قومي متعصب» او يساري من الحرس القديم!. يقولها حتى يساريون عراقيون قضوا العمر «يترددون» في انتقاد تجربة الدول الاشتراكية، التي لها ان تتباهى بالمعتقلات وخنق حريات الرأي. ويقولها أيضا قوميون حشروا أنفسهم سابقا في قضايا الشعوب العربية الاخرى وأفتوا فيها كثيرا.
    لا افق للحوار، لا فسحة للتأمل. اقوام نحن ندرب الحناجر في تربيتنا الاصلية على الكلام وحدة الصوت، أكثر مما ندرب الاذن على الانصات، والأذهان على الادراك العاقل والتأني في استقراء الظروف. انفعالات تغطي الحوارات بين الافراد على شاشات التلفزيون وفي الملتقيات الرسمية. وحتى المحطات الفضائية التي استشعرنا بظهورها بوادر أمل لتنمية حس النقد الحر والجدل العقلاني وكشف المستور، دخلت (البروباغندا) وأعادت أجواءها الاعلامية الى حالة السبات العميق للعقل، بما تنشره من مطولات تتحول الى فرجة بصرية خاملة وبليدة، فالكاميرات مثبتة على الكوارث، سواء كان أطرافها الفلسطينيون والاسرائيليون، او الاوضاع في العراق او غيرها، والتفاصيل طويلة لا ينتقى منها الخبر او يكثف لتقدم خلاصته للمشاهد، والتغطية تكون في الغالب اقرب الى الكاميرات المثبتة في المرافق العامة، ليتابع المشاهد ما يجري داخلها من شجار او ضربات عسكرية أو انفجار الخ. «الفرجة»، هذا ما يبقى في الذهن بعد تسمر العين أمامها، صور تثير الانفعالات وتغلبها على العقل واستيعاب الحدث.
    ولن ننسى التقليد الاخر، وهو بث أشرطة بن لادن وصحبه أو رسائل صدام حسين، واعادة البث أكثر من مرة لكامل الشريط. عالم السياسة العربية تحول الى برامج ترفيهية(entertainment)، نستعين بمفردة تلفزيونية كي لا نصفه بالـ«سيرك»، ومن هنا التهالك على بث أشرطة القادة المخلوعين والمطاردين، وحتى الذين يقودون الحروب كأبطال افلام الوسترن، وتكرارها كأنها أغاني فيديو كليب. من جهة اخرى، تصير الحوارات السياسية جدلا عقيما وشجارا وجعجعة، ونشر غسيل وسخ يطلع عليه الناس العاديون بالصوت والصورة، بعد ان كان مستورا خلف الاماكن المغلقة وورق الصحافة.
    هل يبقى الوضع العربي على هذا الحال، ألن نبدأ ببناء العقل العربي من جديد، ومكانه الافضل المدرسة، عل الاطفال يعلمون اباءهم أصول الحوار الديمقراطي وفن الانصات للرأي الاخر، وتحليل أي حدث او نص او خطاب علمي، بدل الركون الى منهج التهجم واثارة غبار المعارك.
    التعبير عن الرأي لا يقتل، قتل الرأي هو الذي يفعل، واذا افترضنا ان كل فرد سيتصرف مثلما فعلت ملكة بريطانيا وترك الآخر يعبر عن رأيه بأريحية، لسارت الامور بشكل أفضل للجميع، وبالمناسبة هذه ليست فقط خصال الملوك هنا في اوروبا، بل سمة للحوار بين البشر بشكل عام.

    [email protected]

    * كاتبة وصحافية سورية تقيم في بريطانيا




                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de