ادب الصداقة-فواز طرابلسي يراسل عبد الرحمن منيف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-22-2024, 06:18 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-22-2003, 03:38 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20598

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ادب الصداقة-فواز طرابلسي يراسل عبد الرحمن منيف





    الاحد 17 آب 2003



    --------------------------------------------------------------------------------






    هنا وهناك

    جرس الإنذار - عقل العويط

    الباهي محمد يحلم بالطوفان أدب الصداقة - فوّاز طرابلسي

    شعب من المشاهير - بلال خبيز

    مريدو العبودية - يوسف حاتم

    أفكار لمتخصصين أوروبيين حول الكتابة وخلاص الآداب والفنون - جمانة حداد

    "لمس الضوء" لأدونيس بالفرنسية شاعرالتحولات - جان - إيف ماسون

    الــســـلّـم - لؤي حسين

    ديموقراطية "سوبر ستار" - الياس خوري





    الدليل

    الملحق الثقافي

    سلامتك

    الاغتراب اللبناني


    --------------------------------------------------------------------------------

    الصفحة الرئيسية

    مساعدة




    الـبــاهــي مـحــمـد يـحـــلـم بـالـطـــوفــان

    أدب الـصــداقـــة

    فـوّاز طـرابـلـسـي

    صديقي عبد الرحمن منيف،

    منذ وقت لم نلتقِ. دعنا من البحث كيف حصل ولماذا صرنا نتهادى الكتب بالواسطة، عبر ياسر او عزّة. انتظرتك في بيروت منذ اسبوعين فتعذّر عليك المجيء بسبب المرض. وهذه مناسبة للكتابة.

    انت تنعى على العرب غياب أدب المراسلة بينهم. وهذا تحديداً ما يدفعني للكتابة اليك عن كتابك "عروة الزمان الباهي". اعرف انه ليس آخر كتبك. لكن الاوان لم يفت للادلاء بشهادتي في الكتاب والكاتب والموضوع.

    التقيتُ الباهي في زيارته الاولى للبنان عام .1959 كان ذلك في فندق سبلانديد في بحمدون المحطة. كان برفقة فؤاد الركابي. وكان اللقاء بُعيْد احدى الندوات التي عقدناها في فندق سميراميس في بحمدون الضيعة في اطار "رابطة الدراسات الاشتراكية" التي شاركتُ في تأسيسها والصديق كلوفيس مقصود. أنت سمعت عن الباهي من المهدي بن بركة. أنا، على العكس منك، سمعت من الباهي عن المهدي بن بركة والاتحاد المغربي للشغل والحركة الوطنية المغربية.

    لفرط ما يؤكد المغاربة اعجابهم بالمشرق وتأثرهم فيه، تجد ان معظمنا، نحن المشارقة، لا يعترف بما تركته في نفوسنا وافكارنا التجربة الوطنية والعمالية المغربية فترة الخمسينات والستينات. هذه مناسبة لمثل هذا الاعتراف.

    منذ ذلك اللقاء البحمدوني المبكر يلازمني الباهي بشكل او بآخر. يغيب ويظهر فجأة مثل بدوي خارج للتو من الصحراء. يلي البشر بعضهم ببعض.

    - محمد بن سعيد هنا، يقول. يجب ان تراه. هؤلاء جماعة منظمة العمل الديموقراطية تأثروا بكم وبتجربة لبنان الاشتراكي ومنظمة العمل الشيوعي في لبنان. خربتم بيوتهم. قابلوهم على الاقل.

    - أبو جابر عندي. يريد ان يراك.

    فيضرب لي موعداً والصديق الكبير يوسف زعيّن في مقهى قرب بيته في باريس الخامسة عشرة.

    أليس هو الذي جمعنا أنا وأنت في المنفى الباريسي بعد فراق طويل؟ وهو الذي أسس لجلساتنا الاسبوعية في مقهى "البيريغوردين" المشرف على نهر السين؟

    يغيب الباهي ثم يظهر. لا حاجة لان تسأل هذا البدوي: اين كنت يا باهي هذه المدة كلها؟ فالجواب معروف. اما ان يجيبك: "أمارس فضيحة الحياة" واما ان يُعلمك "أنا هنا، متوافر في الاسواق بأسعار متهاودة" وإن كان مزاجه عكراً، يقول لك "متوافر في الاسواق بأسعار بخسة".

    كثيراً مما قد اقوله عن الباهي قد قلته أنا، يا عبد الرحمن، وبأفضل ما يقال.

    كان قليل الحديث عن نفسه. تعرف عنه من الآخرين. القليل الذي قاله لي عن نفسه هو عن علاقته الثقافية بلبنان. ولد على نهر السنغال، ويروي كيف انه وهو فتى كان يسير عشرات الاميال ليصل الى مكتبة تقع الآن في دكار يشتري منها الكتب الصادرة في لبنان، وعلى الاخص منها مؤلفات جبران واشعار خليل مطران وكتابات مي زيادة ومارون عبود. لقد كان شديد التعلّق والاعجاب بمارون عبود.

    هذا هو النزر القليل الذي تستطيع انتزاعه من الباهي عن نفسه. فهو لا يحدثك الا عن الآخرين. هؤلاء دائماً مهمّون. يجب ان تعرفهم، ان تراهم وان توثّق صلتك بهم. مرت سنوات قبل ان ادرك دوره في المقاومة المسلحة في الصحراء. الى ان بدأ محمد بن سعيد يكتب مذكراته عنها.

    يجب ان اتحدث عن غرائبية علاقة الباهي بالمدن، وخصوصاً باريس. لست ارى فيه مجرد حداثي مبهور بأم مدن الحضارة الغربية. الاحرى ان الباهي، في شغفه بباريس، يكمل احدى اجمل خصائص تاريخنا العربي واغربها: حلم الخارجين من الصحراء في بناء المدينة. هذا الحلم بالمدينة هو، في الواقع، حلم بالجنة. لقد ابتنى اجدادنا مدنهم في الخيال اولاً وتتويجها إرم ذات العماد. ولما خرجوا من صحرائهم، ابتنوا على الارض اكبر مدن عصورهم واجملها واعظمها.

    هكذا كانت علاقة الباهي بباريس. سمّيناه: مختار باريس. كان اكثر من ذلك. كان علاّمة في شؤون تلك المدينة. درس تاريخها وجغرافيتها وتقسيماتها وخبر احياءها وعاداتها وحدائقها. شرّحها تشريحاً. قطعها طولاً وعرضاً خلال عقود من الزمن. قرأ عنها مئات واجازف بالقول ألوف الكتب والمقالات. يكفي لذلك، عزيزي القارئ، ان تقرأ مقالاته المتسلسلة عنها في مجلة "اليوم السابع". يجب ان نعمل على نشر تلك المقالات في كتاب، يا عبد الرحمن.

    يجب ان يقال المزيد عن مدى تخلي انظمة المشرق عن الباهي وهو الذي لم يتخلّ قط عن مشرقه. هل تذكر عندما طردوه من العمل في وكالة الانباء العراقية؟ كان في سهرة مع اثنين من الموظفين العراقيين. اخذوا يتبارون في شتم الرئيس السوري حافظ الاسد ونَعت نظامه بأبشع النعوت. لم يعد الباهي يحتمل. قال لهم: كل ما تفوّهتم به ينطبق حرفياً واكثر على نظام الحكم عندكم وعلى رئيسكم. اعتذر الموظفان من الباهي بأنهما مضطران الى الابلاغ عن الحديث الى السلطات العراقية والا تعرضا لاقسى العقوبات. هكذا صار. ابلغا عنه. فجرى استدعاء الباهي الى بغداد. طبعاً، لم يذهب. هكذا صُرف الباهي من العمل. ظل طويلاً بلا عمل حتى عمل فترة في مكتب جريدة "السفير" في باريس. ثم تعطل مجدداً، الى ان وجد له احد الاصدقاء وظيفة في السفارة الليبية، يكتب التقارير عما تقوله الصحف اليومية الفرنسية، بادئاً عمله في السابعة صباحاً.

    يجب ان يقال المزيد عن تخلي المشرق، بل انظمة المشرق، عن الباهي. وفي المقابل، يوجد اشياء يجب ان تقال عما قدّمه الباهي للمقاومة الفلسطينية، عن تضحيات الباهي من اجل قضية فلسطين، انها سر عميق في قلب الذين يعرفون. يجب ان نخرجه من الصدور ذات يوم.

    هذا بعض مما حدث بعدما غادرتَ أنت باريس. بعد اول زيارة لي الى بيروت، هتف يسأل:

    - هل التقيت البدوي؟

    - أجبته: لا. البدوي في دمشق وانا لم ازر دمشق.

    - ترى ما اخباره؟

    وانت تعلم انه ليس من هواة كتابة الرسائل. ولا انت على اي حال...

    يتصل من مكان: هاتفي معطّل. لم ادفع الفاتورة. قطعوا لي الخط. أنا اتصل بك. لازم نبقى على اتصال. ويقفل الخط قبل ان يتيح لك الفرصة حتى للاستفسار عن احواله.

    "ذاكرة الرمال". كنا معاً عندما اسرّ الينا اخيراً برغبته في انهاء الرواية ونشرها. أكتبها وخلّصنا، يا باهي، قلنا معاً.

    كان يهتف بعد منتصف الليل.

    - يوجد طائر في لبنان يهاجر من الصحراء المغربية. ويروح يصفه لي بتفاصيل غريبة. ما اسمه؟

    - يا باهي كيف لي ان اعرف اسمه؟ والله ما أنا عارفه.

    - يحتدّ: كيف؟ ليش ما بتعرفو؟ يقولها بلهجة شامية - لبنانية مؤنباً وضاحكاً.

    ما هو هذا الوطن الذي يقتل، يا عبد الرحمن؟

    بلا عمل، ومع ذلك لم يستطع الباهي مبارحة باريس. والسبب: البيت. كل ما اقتناه في عمر كامل كناية عن بيت ولم يكن للبيت من معنى لذاك البدوي لولا المكتبة. البيت اشتراه بالتقسيط وظل يجاهد للاستمرار في دفع اقساطه. والمكتبة هي المكتبة. مثل جحيم دانتي، الكتاب الداخل اليها ليس بخارج. اخذ نسختي من "الساق على الساق" لاحمد فارس الشدياق ولم يعدها. عبثاً حاولت. لا جدوى. لن اغفر له ذلك.

    وفي اول عودة الى المغرب، تقع المأساة. يفقد ابنته في حادث مفجع. في مجالس العزاء، يجادل رجال الدين في مقالة نشرها في الصحافة المغربية دافع فيها عن كتاب سلمان رشدي واثبت ان ما ورد من المقاطع المدانة في "الآيات الشيطانية" انما أتى الطبري على ذكرها في تاريخه. جادلهم، هو المفجوع. ردّ عليهم بالحجج المستمدة من التاريخ والحديث والآيات القرآنية والاحاديث النبوية. والناس آتية لتعزيته بابنته...

    عاد الى باريس ليبرأ من مأساة موت ابنته. لم يشفَ من حزنه. تكررت المحاولات لاعادته الى المغرب. كعادتنا عندما كنا معاً، كنت اشجعه على العودة الى الحزب وقبول العرض بأن يتسلّم رئاسة تحرير صحيفة "الاتحاد الاشتراكي". وهو متردد.

    لم يبرأ من الصدمة الاولى. مع ذلك، قرر الانتقال مجدداً الى المغرب. قبل رئاسة تحرير الصحيفة الناطقة باسم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. صدمه الرفاق. وصدمة الرفاق قتّالة، يا عبد الرحمن: تصدّع قلبه الكبير وهو في المطار، في طريق العودة الى... باريس.

    وبعد، ماذا اقول لك؟

    لم تقم بمجرد حضّنا جميعاً على "الادلاء بالشهادات وتدوين التجارب". انك ترسي الاساس للون جديد من الادب: ادب الصداقة. ففي زمن صار المرء ملزماً فيه ان يناصر اخاه ظالماً او مظلوماً، والاغلب ظالماً، وصار قانون القبيلة يقضي بالايغال في كل ما لم يختره المرء، تؤثر انت حق الاختيار. وحده الصديق هو من تختار. قد لا تختار رفاقك في النضال. حتى هؤلاء يُفرضون عليك فرضاً عند انتسابك، الطوعي معظم الاحوال، الى الحركة او الحزب او النضال. وحده صديقك هو من تختار بكامل الطواعية. تصوّر زمن الصداقات ذاك الذي عشناه. كان المرء من الجزيرة العربية او من لبنان يكون له صديق من الصحراء الموريتانية. اما الآن...

    كيف اشكرك؟ ما نشرته ليس مجرد مختارات من كتابات الباهي. احب ان أرى فيها وصية الباهي محمد لنا جميعاً. وصية على شكل حلم. لا يطالب الباهي بشيء. يشير الى حلم خصيب. يحلم الباهي بالطوفان: نُوح جديد يطيح الاتكالية البليدة السائدة. رجل وامرأة تحدوهما الرغبة في المضاجعة والانجاب والعمل. الحب والعمل. وها هو الباهي ثاني اثنين يبقيان على قيد الحياة بعد الطوفان "ويقومان بتعمير الدنيا الجديدة حسب ذوقهما، ويملآن الارض عدلاً بعد ان ملأها الناس جوراً... اين أنت ايها الطوفان العظيم؟". ويأتي الطوفان، فـ"يصبح كل شيء ممكناً وتحذف كلمة مستحيل من القاموس".

    اين أنت ايها الطوفان العظيم؟.





    --------------------------------------------------------------------------------



    PDF Edition (Arabic) | HTML Edition (Arabic) | Listen to An-Nahar | Ad Rates | naharpost | Classified Ads | Archives | Contact us | Feedback | About us | Main | Help


    --------------------------------------------------------------------------------




    Copyright © 2003 An-Nahar Newspaper s.a.l. All rights reserved.
                  

08-22-2003, 05:26 AM

hammama
<ahammama
تاريخ التسجيل: 12-19-2002
مجموع المشاركات: 296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ادب الصداقة-فواز طرابلسي يراسل عبد الرحمن منيف (Re: osama elkhawad)

    تعرف يا استاذ اسامه
    المغاربه عندهم احساس غريب بالمشرق لعله احساس الاطراف بالقلب في الجسد الواحد لكن الغريب نحن مع قربنا الجغرافي عندنا احساس زي كده برضو لكن بتكون حسره لليد عندما تمتد الي القلب فلا تجد الا خواء .
    عبد الرحمن منيف من القلب وفي البدايه عرف انو عندو مسؤليه ولعله اداهاعلشان كده الاطراف بتلقى عندو نبض
                  

08-23-2003, 04:08 PM

خضر حسين

تاريخ التسجيل: 03-31-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ادب الصداقة-فواز طرابلسي يراسل عبد الرحمن منيف (Re: osama elkhawad)

    UP







    ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ
    البلاد التى ضيعت خاتما، البلاد التى دائما
    ستظل محنية، فوق الجثث
    ونحن سنبقى هنا، هناك، سوف نعلو
    بالذنوب الخفيفة فوق هذا العبث
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de