كسلا.. تراجيديا الموت والماء -مدينة تتكئ على وسادة نهر القاش الغاضب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-22-2024, 02:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-16-2003, 10:53 AM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كسلا.. تراجيديا الموت والماء -مدينة تتكئ على وسادة نهر القاش الغاضب

    كسلا.. تراجيديا الموت والماء -مدينة تتكئ على وسادة نهر القاش الغاضب





    مدينة تتكئ على وسادة نهر »القاش« الغاضب
    كسلا.. تراجيديا الموت والماء
    * جسر جوي بين الامارات والخرطوم لإنقاذ المتضررين


    * الفيضان يجتاح المستشفيات والمدارس ويطرد السكان من منازلهم



    الخرطوم - محمد عبدالرحيم:


    كسلا مدينة بكر عرفت السيول والأمطار والفيضانات طوال تاريخها، وتداعت وانهارت أحلامها وتبخرت في وضح النهار، ثم عادت كسلا بين ليلة وضحاها طفلة بريئة بهية الطلعة رغم الحزن البادي، لينة المقاطع، مستوية التقاسيم، متعادلة الأطراف تتعلم المشي، ولكن فجأة وجدت المدينة نفسها تتكئ على وسادة كبيرة من المياه اتسعت لترقد فيها »بقالة أو نور« في حي الكارة وقصر الضيافة، الوسادة كبيرة وواسعة ضمت كل شيء بما في ذلك أحلام »اوشيك« وجلسات القهوة وقطعت رنين أجراس المدارس وألغت طابور الصباح ونشيد العلم.

    نامت كسلا ملء جفونها وغرقت في زينتها ورونقها حتى الثمالة ونسيت أو تناست عن عمد »الجسر العجوز« الذي يقيها ثورات النهر المجنون، لكنها كانت تعلم أن حبيبها المجنون حسن النية الى أن يثبت العكس، ولم يكن يدور بخلدها أن الصرعة التي أصابت النهر هذه المرة كانت فوق احتماله، فلم يستطع جسده المنهك تحمل تشنجاتها وظل يرفس بحثا عن شهقة ترد الروح أو زفرة تصير نسيما يلطف عبيرها الطقس حتى تتنفس حبيبته كسلا العبق وتشتم الأريج.

    وحاولت كسلا رغم حزنها الكبير إيجاد العذر للقاش المجنون، وتحملت قسوته عليها هذه المرة في صبر ورباطة جأش تحسد عليها، ولسان حالها يردد أن العزاء الوحيد هو أن النهر فاجأ المدينة نهارا، ولم يسلبها حقها في رؤية نفسها وهي تغتسل وتمسح الأحزان بالماء، فقد حافظ الحبيب المجنون على الود القديم وأبقى على »شعرة معاوية« بينه وبين مواطني كسلا، فهو رغم جنونه لا يستطيع أن يعيش بدونهم وكسلا تعشق فيه فنون الجنون، كجزء أصيل من تاريخها في الوجود، وقد أدمنت كسلا الغفران وستغفر للقاش، هفواته لأنه مريض هذه المرة وليس بيده شيء غير أن يبث آلامه ويبوح بضيمه حتى وان كان هذا البوح سينخر في جسد كسلا ويشلها ويمنعها حتى الكلام المباح قبل أن يدركها الصباح.



    قصة مدينة



    يؤرخ لمدينة كسلا انها ولدت قبل قرن ونصف القرن بتجمعات سكانية متفرغة، بعد أن اكتشف بعض المغامرين وجود أراض خصبة في الأودية التي تقع في منطقة الدوم، وهي أشجار كانت تشتهر بها تلك المنطقة ولهذا سميت ارض »التاكا«، وتعني باللهجة المحلية »الدوم«. وقد أغرت الطبيعة الرائعة للمنطقة الكثير من القبائل العربية التي ترد الى ميناء سواكن للتجارة بالاستقرار في المنطقة وبالرغم من عدم وجود تحديد تاريخي واضح لميلاد المدينة، إلا ان بعض الدراسات أشارت الى حدوث استيطان سكاني في المنطقة الحالية الموجودة فيها مدينة كسلا منذ العصر الحجري القديم، كما أثبتت لاحقا بعض الحفريات الأثرية، وهنالك رواية متداولة ترجع ميلاد المدينة ونشأتها الى أحد شيوخ قبيلة »الحلنقة« في القرن التاسع عشر، والشاهد أن كسلا ارتبطت ب »المراغنة«، وأشارت بعض الدراسات الى أن وجود كسلا الحقيقي بدأ بميلاد حي الميرغنية أحد اشهر واعرق أحياء المدينة، قبل أكثر من مائة عام.

    وإذا استثنينا التاريخ وتعقيداته، فإن ميلاد أي مدينة يرتبط على الدوام بعطائها في الحراك الاجتماعي، وبقدر عطاء كسلا كان حب أهل السودان لها مضاعفا كابنة خجولة تعطي في صمت بلا منٍّ ولا أذى، وصار أبناؤها محل أنظار وانتباه كل السودان، واصبح الناظر ترك وأحفاده عنواناً للسودانوية، وعطّر اسحق الحلنقي أجواء السودان بكلماته الرائعة، ولم يكن أبو آمنة حامد بسخريته المعهودة وسحره الرصين البليغ وناصريته الشهيرة، إلا تعبيرا حقيقيا عن مدينة تجمع بين الدهشة والعقلانية. المهم أن كسلا ولدت وترعرعت وتربت في حضن السودان تحرسها جبال التاكا وتوتيل ويمدها نهر القاش بمعينات الحياة .

    أخبار متفرقة استمع إليها الناس من دون أن تثير اهتمامهم بصورة مباشرة وكبيرة، فالرسالة كانت طائرة، وما تم تناوله في الصحف كان ضئيلاً. الأخبار كانت تتحدث عن هطول أمطار غزيرة في إرتريا وعلى حدود السودان معها، والمعروف عن جغرافية تلك المناطق أن اغلبها جبلية وحجرية لا تحتفظ بالمياه فحسب، بل تعطيها قوة دافعة كبيرة في الوديان التي تصب جلها في المجرى الرئيسي لنهر القاش، ولم يكن حتى تلك الساعة هنالك جديد في الأمر، ففي كل عام تهطل الأمطار بغزارة ويثور القاش في حدود وينخفض في سرعة كما بدأ، لكن الأمر، هذه المرة اختلف، وكان ما تخبئه الأقدار اكبر بكثير من الاستنتاجات والاحتمالات.



    بداية الكارثة



    كان يوم الأربعاء الموافق 30 يوليو/ تموز الماضي يوما خريفيا رائعا هطلت فيه أمطار متوسطة في الليلة التي سبقته، و بدأ إيقاع الحياة اعتيادياً في ذلك اليوم مثل سابقه عند الصباح الباكر، وضج سوق المدينة بحركة خفيفة، وبدت حركة الموظفين في القطاعين العام والخاص طبيعية، وكانت الحاجّة بتول محمد إبراهيم التي بدأت يومها كالعادة بالصلاة وتناول القهوة الصباحية في منزلها المميز الكائن في حي الكارة وهو منزل عتيق أسسه وبناه من الحجر الجبلي عميد الأسرة إبراهيم اسمرا المحارب الذي كان ضابطا في الجيش الإنجليزي إبان الحرب العالمية الثانية وتركه بعد رحيله للدار الآخرة لأولاده وأحفاده الذين أصروا على أن يظل المنزل تحت اسم »البيت الكبير« يلجأون إليه لقضاء العطلات مع أولادهم وبناتهم لاجترار الذكريات ولتذكير الصبايا والصبيان بأمجاد أجدادهم.

    عقارب الساعة تقترب الآن من منتصف النهار. استعدت الحاجة بتول للتقليد الاجتماعي السائد في كسلا، وهو تناول قهوة منتصف النهار التي تمثل ملتقى اجتماعياً يلتف حوله الجميع، الأهل والجيران، لتبادل الأخبار والشروع في الترتيب لقضاء الواجبات الاجتماعية مساء.

    اكتملت طقوس الجلسة، البلح »الجاوا« الفول السوداني، الفشار قطع من الكعك الشرقاوي المميز. وانطلق دخان البخور »الجاولي« و»العدني« ليجعل لجلسة »جبنة« منتصف النهار بعدا سحريا، فجأة قطع صراخ وعويل وصيحات استغاثة وانفرط عقد جلسة القهوة، وهرع الكل إلى الشارع وكانت عقارب الساعة تعلن وقتها منتصف النهار بتوقيت السودان، كانت كل العيون تبحث بفضول عن سبب الصيحات والصرخات، لكن »ادروب« صاحب البقالة في منزل أسرة اسمرا، لخص الوضع في ثلاث كلمات كانت كافية لأن يزداد عويل النساء وصرخات الرجال. قال ادروب باختصار »هاجة قاش كسر« هذه الجملة المفيدة المختصرة كانت كافية تماما، فالمعنى واضح والخطر قادم ويبقى الأمل فقط في تقليل نسبة الخطر على الأقل وتلافي الخسائر في الأرواح والممتلكات أيضاً.

    كان النهر مزمجرا يندفع بقوة هائلة، وتسببت قوة المياه في فتح كوة صغيرة في جسر النهر مقابلة تماما لحي الجسر، وبالتحديد عند نقطة في ساقية حاج فقيري اقدم السواقي في المنطقة ازدادت تلك الفتحة بسرعة ، ووصل عرضها الى 80 متراً بعدما ارتفع مستوى المياه وتدفق من فوق الجسر العجوز، ومن تلك الفتحة انطلق النهر غير آبه لشيء، وزفر في لحظات ملايين الأمتار المكعبة من المياه في اتجاه حي الجسر، وفي دقائق محدودة غطت المياه كل الحي، بعدما غمرت محطة المياه الرئيسية وأخرجتها عن الخدمة، وانطلقت المياه لتغمر بقية الأحياء، فغطت حي الميرغنية واختارت نادي الميرغني الذي كان يشهد حركة دؤوبة في ذلك الوقت استعدادا لمباراة مهمة في الدوري الممتاز أمام الموردة الخرطوم، وفي ساعات محدودة غمر القاش 21 حيا من اصل 24 هي الأحياء المكونة لمدينة كسلا، وتراوحت نسبة الضرر بين 60% الى 88% حسب إفادات وزارة الداخلية.



    تراجيديا الموت



    تراجيديا الموت كانت حاضرة، اذ سرعان ما لقي أربعة أشخاص مصرعهم أحدهم عامل فندق القاش جرفه التيار القوي بعدما أصر على تفقد منزله في حي السوق من دون أن يكترث لنصائح زملائه، ولقيت امرأة مصرعها اثر انهيار حائط عليها في حي الشهيد كيلا شمال، فيما لقي رجل شرطة وشاب آخر مصرعهما، الأول في خور الاميرلاي، والثاني في حي كبري الثانوية بعدما جرفهما التيار.

    وبحلول ليلة الخميس 31 يوليو/ تموز الماضي، كان القاش قد دمر خمسة أحياء دمارا كاملا وهي الجسر، الكارا، الميرغنية، الحلنقة جنوب وحي الشهيد كيلا وتأثرت بقية الأحياء بنسب تتراوح بين 50% و75% ووصل عدد الفتحات التي ينطلق منها النهر الى تسع كانت كافية لغمر آلاف الآفدنة المزروعة في السواقي الشمالية والجنوبية وتهديد مصادر الغذاء الرئيسية لسكان المدينة وربما إلغاء الموسم الزراعي بأكمله.

    وبعد مرور 24 ساعة انهار 1500 منزل وأصبحت 3 آلاف أخرى آيلة للسقوط حسب التقديرات الأولية وربما يرتفع هذا العدد الى الضعف في غضون الأيام القليلة المقبلة، فيما أصبحت 17 ألف أسرة من دون مأوى، تفترش الركام وتلتحف السماء. وتوقفت الخدمات الأساسية، انقطعت المياه، وصمتت الهواتف، انطفأت مصابيح الكهرباء، وتوقف 17 مرفقا علاجيا من بينها المستشفى الرئيسي، وتهدمت 90 مدرسة من اصل 101 هي عدد المدارس الموجودة في المدينة.

    ولم يسلم النبات والحيوان، فقد دمر الفيضان 450 مشروعاً زراعياً على ضفاف نهر القاش، ونفق 1500 رأس من الأبقار و4 آلاف رأس من الماعز و10 آلاف دجاجة.



    احتمالات مفتوحة



    المشهد في المدينة، يبدو منفتحا على كل الاحتمالات، وقد يتحول الوضع إلى كارثة صحية، على الرغم من التأكيدات القاطعة باستقرار الأوضاع الصحية في الوقت الراهن إلا أن المشكلة الحقيقية تتمثل في انهيار المراحيض والحاجة الماسة الى توفير مراحيض مؤقتة للأسر حتى لا يتسبب الأمر في كارثة صحية.

    المأساة في كسلا محزنة، مقلقة ولا تدعو للتفاؤل، لكن عزاء كسلا يكمن في أنها لم تلعق جراحها وحدها، فقد تدافع أبناء السودان لنجدتها بلا استثناء والتف حولها أبناء الجسد الواحد من الأمة العربية، فشدت الشقيقة الإمارات من أزرها وأقامت جسرا جويا بين أبو ظبي والخرطوم، قدمت فيه كل شيء، خفف مصابها. ووقفت مصر الشقيقة برجالها وحضورها الدائم جنبا الى جنب مع مواطني كسلا ومدت يدها البيضاء لهم من غير سوء، وقاسمت الشقيقة السعودية أبناء درة الشرق سهر الحمى كأصدق تعبير لبنيان الجسد-الأمة الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ومازال غيث الكرم العربي منهمرا.

    ولم تفقد صعوبة الامتحان كسلا عزيمتها، ولكنها في حاجة ماسة الآن إلى 150 مليون دولار كمرحلة أولى لإعادة الأعمار ومن قبل المال تحتاج كسلا لعزيمة الرجال وصبر النساء لتجاوز المأساة.



    الدرس الأول في منهج الكوارث



    كسلا تجاوزت أزمتها وعرفت ما لها وما عليها، وقدمت مشكورة الدرس الأول في منهج اسمه السيول والفيضانات في السودان، وأعطت مؤشرات مهمة لما سيحدث. كسلا دقت ناقوس الخطر لبقية مدن السودان فكل الإرهاصات تشير الى أن صورة يمكن أن تتطابق تماماً كما حدث في العام 1988م الذي شهد اكثر الفيضانات تدميرا في تاريخ السودان الحديث بعد فيضان 1946م، ويخشى الناس أن تتكرر المأساة وتقضي المياه على الأخضر واليابس، على خلفية إشارات مصادر الأرصاد التي أوضحت أن معدل أمطار هذا العام كان كبير ا ومستمرا، وعلى سبيل المثال سجلت محطة أبو نعامة متوسطاً بلغ 73 مليمترا في الفترة من 31 يوليو/ تموز وحتى 1/ اغسطس/ آب ورصدت محطات الأرصاد الجوي معدلات كبيرة في الأمطار خلال أغسطس/ آب ونهاية يوليو في مدن سنار ،52 8 مليمتر يوم 31 يوليو/ تموز، الدمازين ،27 ،7 كوستي ،25 ،6 كاد وقلي 55 مليمتراً يوم 1 اغسطس.

    وأرجعت مصادر الأرصاد الجوي هطول الأمطار بهذه الكثافة الى تعمق منخفض الهند الموسمي والذي أدى بدوره لتقدم الفاصل المداري شمالي مدينة حلفا ما تسبب في هطول الأمطار في كل المناطق الواقعة جنوب الفاصل المداري، وتؤكد المصادر نفسها أن تراجع الفاصل المداري جنوبا ليس مؤشرا نهائيا لتراجع هطول الأمطار ومن المحتمل أن يستمر المطر جنوب الفاصل خلال الأيام المقبلة.

    وكثفت وزارة الري والموارد المائية الجهود المبذولة لقفل الفتحات التي أحدثها فيضان نهر القاش بالجسر الشرقي والغربي للنهر لليوم الرابع على التوالي. وقال الوزير المهندس كمال علي محمد إن العمل »يسير بخطى أسرع مما قرر له في البرنامج المرسوم لقفل الفتحات في الجسرين الشرقي والغربي والعراضات«، وأعلن اكتمال العمل في قفل »كل الفتحات في الجسر الشرقي لنهر القاش عند أويتلا (النفق). وأضاف انه يجرى العمل لاستكمال الطبقات النهائية للفتحة المقابلة لمحطة المياه لتوفير المياه للمنكوبين. وقال الوزير ان العمل قد اكتمل في قفل فتحة الجسر الغربي و»يجرى العمل لقفل آخر فتحتين صغيرتين في الجسر«.

    وكشف الوزير أن إيراد النيل عند محطة الديم القومية بلغ (47 مليون متر مكعب في اليوم وإيراد نهر عطبرة (157) مليون متر مكعب في اليوم »وهو أعلى من المعدل بقليل وأقل من عام 1988«، مشيراً إلى أن هذه المناسيب »لا تشكل خطورة« في الوقت الحاضر على طول النيل الأزرق ونهر عطبرة والنيل الرئيسي، ولكن من المتوقع ارتفاع المناسيب يوماً بعد يوم خلال شهر أغسطس/ آب ليصل الى ذروته نهاية الشهر الحالي. وأشار الوزير في حديثه إلى السيول التي اجتاحت مشروع الرهد، وأدت إلى كسر جسور المصرف الرئيسي والترعة الرئيسية المغذية لمشروع مما أدى إلى ارتفاع المناسيب في الترع فيما حاصرت المياه مدينة الفاو والقرى (17) و(1، مشيراً إلى أن الوزارة أرسلت عدداً من الآليات الإضافية لتأمين مشروع الرهد ومدينة الفاو والقرى (17) و(1.

    ونذر الخطر المقبل موجودة، فقد تأثرت قرى ولاية الجزيرة بالسيول والأمطار الغزيرة وألحقت أضرارا كبيرة بالمساكن والمؤسسات التعليمية في محليات المناقل وام القرى والكاملين، ودمرت السيول منازل في ولاية النيل الأبيض في مدن ربك وكنانة، وأعلنت القضارف منطقة كوارث بعد تسبب الأمطار الغزيرة في دمار كبير للمنازل والمشاريع الزراعية وجرفت الطريق البري الذي يربط القضارف بمدينة القلابات.

    الصورة متطابقة في كل أنحاء السودان وهذا ما دعا معتمد أبو حمد لإطلاق مناشدة للمواطنين للخروج من الجزر الموجودة على النيل الرئيسي حفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم.

    وواقع الحال على الأرض، يشير الى احتمال حدوث كارثة مماثلة لكارثة ،1988 فالخرطوم مهددة، وكل المدن على النيل يشملها التهديد من دمدني، شندي، عطبرة، الباوقة، كريمة، أبو حمد، الدبة، دنقلا كلها تحت دائرة الخطر.

    ويتطلب الأمر اتخاذ تدابير احترازية ووقائية مبكرة تمنع تكرار مأساة كسلا، سيما ان وزارة الري والموارد المائية تمنع المواطنين من معرفة المعلومات المتعلقة بمناسيب النيل بإخفاء المعلومات عن الصحافة بحيث صار من الصعب جدا الحصول على معلومة من مكتب إدارة المناسيب إلا بإذن كتابي من الوكيل الذي يرفض إعطاء هذا الأذن عبر سكرتارية مكتبه من دون التأكد من نوع المعلومة التي تطلبها الصحافة وأهميتها.

    ولا يزال منزل إبراهيم اسمرا صامدا وان أصاب التصدع غرفه الرئيسية ولم تتمكن حاجة بتول من إخراج معظم أثاث الأسرة، فالمنزل قد ينهار في أية لحظة ولكن الحاجة وأحفادها في أمان بعدما انتقلت الى منزل في حي آمن من الأحياء الثلاثة الناجية من غضبة القاش يخص إحدى بناتها، ومع ذلك فإن النهر الذي فار في الأعوام 75 و88 و94 و،98 ويفور هذا العام، لن يعتق المدينة التي بدأ التفكير جديا في ترحليها إلى موقع آخر.

    http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=11929
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de