|
ما الذي أعجز حكومة التزوير عن تزوير انتخابات جامعة الخرطوم
|
دلالات انتصار تحالف القوى الوطنية و تراجع تنظيم السلطة للمرتبة الثالثة خلف أنصار السنة
مرتضى جعفر الخليفة طه مسقط، سلطنة عمان [email protected]
لا أعتقد أن سبق لما كان يعرف بالأخوان المسلمين، الاتجاه الإسلامي، حركة الإسلاميين الوطنيين (حاو) و تنظيم المؤتمر الوطني الآن و هي كلها أسماء لتنظيم واحد كانت تطلق عبر السنين، لا أعتقد أن سبق له أن فاز حقيقة بانتخابات الجامعة رغما عن احتكاره لمقاعد المجلس الأربعين منذ نفاذ دستور الحر المباشر حتى اللآن عدا ثلاث دورات في الأعوام 1979، 1985 و 1991. أعتقد أن هذا الاحتكار كان يتم بواسطة التزوير الذي انكشفت سوئته في انتخابات العام 1993.
هذا الاعتقاد ناتج من أساس نظري بسيط هو أن برنامج هذا التنظيم المتعدد الأسماء ما كان له أن يعبر عن تطلعات الشعب السوداني دعك عن الحركة الطلابية (ميزان الذهب لهذه التطلعات) على حد سواء. هذا التنظيم كان إلى جانب صفوف القوى الوطنية عندما كانت تنازل نظام النميري في الفترة من 1971 إلى 1977 (المصالحة) و التي عندها انكشفت أيضا عورة هذا الزيف السياسي الذي مورس بالعمل مع القوى الوطنية لإسقاط نظام النميري حيث كان ذلك لدوافع ذاتية هي الاستيلاء على السلطة و تنفيذ برنامج الإقتصاد الطفيلي( الثراء الحرام) و تنفيذ الشريعة الإسلامية لإقصاء الخصوم السياسيين و تمثل ذلك في تصفية الشهيد الاستاذ محمود محمد طه و محاولة عزل الخطاب الديمقراطي تحت مظلة الكفر و معاداة الشريعة الإسلامية. و استمر هذا الدجل و الشعوذة السياسية حتى قبيل اسقاط نظام النميري بشهور. خلال سنوات الديمقراطية كانت سياسة الجبهة الأسلامية و ذيلها الطلابي هو الرفض للتوقيع على ميثاق الدفاع عن الديمقراطية و الضغط بتحكيم الشريعة (المسرة المليونية) وإعطاء الحرب في الجنوب طابعا دينيا و بالتالي ساهمت في استمرارها و وقفت ضد كوكا دام و اتفاق نوفمبر الراميين لحل مشكلة الجنوب و استولت على السلطة قبيل المؤتمر الدستوري بلحظات، بعدها الإنقاذ؟؟؟. هذا السرد الموجز قصدت منه عجز هذا التنظيم عن التعبير عن هموم الطلاب حتى عضويته بالتالي صحة الفرضية (فرضية التزوير) التي ذهبنا إليها في الفقرة الأولى.
إذاً ما الذي أعجز حكومة التزوير عن تزوير انتخابات جامعة الخرطوم؟ الدلالة الأولى لهذا العجز هو تراخي قبضة السلطة و أجهزتها القمعية الفاشية و هذه ثمرة من ثمرات النضال السياسي الدوؤب لشعبنا و فصائله الوطنية الديمقراطية و الذي دفع فيه شعبنا ببسالة دماء شهداء غالية راحت ضحايا التعذيب الوحشي في بيوت الأشباح، و من هنا أحي المنظمات الوطنية التي شكلها الوطنيين من بنات و أبناء شعبنا و التي ساهمت في فضح هذه الجرائم دوليا مما جعل السلطة تحت ضغط المراقبة الدولية و التي شكلت عاملا هاما في عدم القدرة على التزوير هذه المرة. الدلالة الثانية حالة من الوهن تعيشها السلطة و تنظيمها الحاكم نتجت عن التخبط الذي تمارسه قيادات هذا التنظيم و التي نجمت عنها حركة انقسامات متتالية (حسن الترابي و ظهور المؤتمر الشعبي ثم أمين بناني و ظهور حركة العدل و المساواة و أنقسام هذا التنظيم نفسه الأسبوع قبل الماضي) هذا الانقسامات أضعفت بالضرورة التنظيم الأم أو الأب لا أدري. الدلالة الثالثة هي الموقف في مفاوضات السلام و التي يراقبها العالم كله و الضغوط الأمريكية المتزايدة على السلطة مترافقة مع ضغوط داخلية تقف ضد المفاوضات مع الحركة الشعبية بإعتبار أن ذلك بيع رخيص لدماء الشهداء هذا أيضا ساهم في إضعاف السلطة و تنظيمها الطلابي.
الدلالة الرابعة و الأهم هو توحد قوى الشعب السوداني الحية خلف استعادة الديمقراطية و حسم القضايا المصيرية. ظلت التنظيمات السياسية الطلابية في الجامعات تمثل ساحة داخلية للنشاط السياسي عندما كانت تنعدم هذه الساحات خلال حكم الأنظمة الديكتاتورية و كأنها رئة الشعب السوداني و التنظيمات الوطنية كانت على الدوام ملتصقة مع هموم الشعب السوداني و معبرة عنها هما هما.
أدعو من هنا كل الوطنيين السودانيين المتواجدين في أقطار الأرض أن يدعموا هذا الاتحاد الوليد الشرعي لنضال الشعب السوداني و الحركة الطلابية التي رفدت سجلات شهداء الحركة الطلابية بروافد عظيمة التايا أبو عاقلة الطريفي، سليم محمد أبوبكر، البشير الطيب، طارق محمد عثمان و محمد عبد السلام و غيرهم.
|
|
|
|
|
|