|
|
 مهارات فض النزاعات
|
في اطار برامجه التدريبية لمنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال السلام، اقام مشروع بناء السلام التابع لبرنامج الامم المتحدة بالخرطوم ورشة تدريبية يوم 15ـ17 يونيو بالخرطوم بعنوان مهارات فض النزاعات
ادناه ملخص لما قدم
مع اعزازي
جمال كرار
الخيارات الإستراتيجية للتعامل مع النزاع
في مرحلة المواجهة أو الأزمة
كثيراً ما تجد المنظمات صعوبة في التأقلم مع التغييرات السريعة التي تحدث في أوضاع النزاع وعادة ما تكون الاستجابات التي تتم غير مبنية علي تحليل عميق أو فهم وتقدير جيدين لتبعات تحليل هذه الاستجابات وفرص نجاحها وحتى عندما يتم التحليل ويفهم الوضع فنادراً ما يتم العمل بناءاً علي نتائج ذلك مما يعنى ضياع الكثير من الفرص للتعلم. متخذي القرار عادة ما يعتقدون أن هناك خيارات فقط عندما يواجه البرنامج نزاعاً عنيفاً هما إما البقاء او المغادرة. إلا أن الواقع أثبت أن هناك (5) خيارات في مثل هذه الأوضاع و من المهم جداً التأكيد علي أنه ليست هناك طريقة محددة ( صحيحة ) وأخرى (خطأ) حيث أن كل وضع له مواصفاته وظروفه المتفردة و التي تحتاج إلي استجابات متفردة أيضاً .
فعلي سبيل المثال قد يكون الانسحاب فعلاً قد تم بعد دراسة متأنية ويؤدى إلي تجنب حدوث كارثة ويفسح المجال لأعمال المناصرة للفت الانتباه للأوضاع غير المحتملة، وقد يكون الانسحاب تراجعاً متعجلاً بواسطة المنظمة التي لم تكن قد أعدت خططاً للطوارئ وتود ضمان سلامة العاملين بها بأي ثمن .
أدناه مجموعة من الإستراتيجيات المتاحة للمنظمات التي تعمل في مناطق النزاع للتعامل مع النزاع في مرحلتي المواجهة و الأزمة .
1) الانسحاب : Withdraw
تقرر المنظمة سحب كل أو أي جزء من عملياتها مع الوعي بأن كلاً من البقاء أو الانسحاب يثبتان موقفاً له تبعات مستقبلية .
2) التفاعل React:
تستمر المنظمة في برامجها بنفس الأهداف مع إجراء التعديلات الضرورية للاستمرار مثل أخذ موافقة أطراف النزاع علي استمرار البرنامج وحرية التحرك في المكان.
3) التكيّف Adapt :
تقوم المنظمة بتقييم الوضع من أجل التأثير المتوازن أو المتفاوت ومن ثم تتكيف مع ذلك لضمان المساواة ومشاركة كل الأطراف المتنازعة .
4) الدعم Support :
تبحث المنظمة عن المبادرات المحلية التى تتصدى بفعالية لمعالجة النزاع ثم تقوم بدعمها بهدف الحيلولة دون تفاقم النزاع أو تحسين التواصل والعلاقات بين الأطراف المتنازعة .
5) التدخل Intervene :
تقوم المنظمة بالتدخل الفاعل في النزاع بتوفير التواصل بين الأطراف المتنازعة أو توفير التدريب والموارد التي تؤدي إلى توقف الأطراف عن النزاع.
أمثلة لفوائد النزاع على المستوى الدولي
(1) الوحدة الأوربية:-
نشأت الوحدة الأوربية نتيجة لنزاعات الحرب العالمية الثانية والتنافس بعد الحرب مع روسيا. ومن ثم قامت الوحدة الأوربية بتعزيز التعاون ووضع تشريعات للتنافس الاقتصادي.أدى ذلك في مجمله إلى توحيد العملة وجملة من القوانين المشتركة التي قد تؤدى في المستقبل إلى إنشاء الولايات المتحدة الأوربية.
(2) سوق ميركوسر "Mercosur":-
التنافس والندية التاريخيين بين الأرجنتين والبرازيل أديا إلى تطوير مجموعات تجارة إقليمية في أمريكا الشمالية وأوروبا. أدت هذه بدورها إلى تكوين سوق مشتركة لدول "المخروط الجنوبي" والتي تضم أيضاً الاورغواى والباراغواى.
(3) العلاقة بين كندا والولايات المتحدة (1791 حتى الآن):-
هذه العلاقة الطويلة نشأت نتيجة لجملة من النزاعات شملت حرب عام 1819، التهديد بالغزو عام 1864 والتهديد بالغزو عام 1903 هذا بالإضافة إلى الجدل التجاري المستمر في القرنين التاسع عشر والعشرين. أدى ذلك كله إلى علاقات مستقرة وتحالف سياسي واقتصادي نهائي. في السنوات الأخيرة ساعدت المباحثات بن الدولتين على حل الجدل التجاري وتعزيز التواصل بين المجموعات ذات التوجه المتقارب في البلدين خاصة في مجالات البيئة ، العمالة، الأعمال والمصالح ذات العلاقة بالتجارة.
(4) الحرب الأهلية في السلفادور (1979-1992):-
من معاناة الحرب وعمليات فض النزاع تم تنشيط وإيجاد الوضع الراهن المتمثل في إنشاء مؤسسات جديدة لمعالجة الأسباب الخفية للحرب بما فيها هياكل جديدة للدولة، إطار لتطوير حقوق الإنسان، وتحديد أولويات جديدة لإحداث تغييرات هيكلية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
(5) النزاع الأمريكي السوفيتي حول الأسلحة النووية والانتشار العسكري (1949- 1991):-
هذا النزاع أدى إلى تهديد الأمن والسلام العالميين وتعزيز عقلية " المع و الضد" في كلا البلدين. لكن ذلك أدى إلى نزاع متحكم فيه. ونتج عن ذلك توقيع اتفاقيات سولت SALT(1) عام 1972م وسولت (2) SALT(2) عام 1979 وINE عام 1987 واقتراح START عام 1993م. وكان محصلة ذلك أن كمية الأسلحة الاستراتيجية الموجودة الآن اقل كثيراً عما كان عليه الوضع في السابق.
بناء السلام
Peace-Building
الأمم المتحدة تميز بين عدة أنماط مختلفة من التدخلات للوصول إلى السلام فبالإضافة إلى العون الإنسانيHumanitarian Aid والمساعدات الطارئة Emergency Assistance والتي تم تصميمها لتوفير الوسائل الفورية لبقاء الناس الذين في خطر ، هنالك أنماط أخري من التدخلات والتي تشمل :-
1-تحقيق /صناعة السلام:Peace -Making
وهي تدخل صمم لإنهاء العدوانيات وعمل إتفاقيات بإستخدام الوسائل الدبلوماسية , السياسية والعسكرية إذا إستدعي الأمر.
2-حفظ السلام :Peace-Keeping
هو متابعة وتدعيم تنفيذ إتفاقية بإستخدام القوة عند الضرورة . وحفظ السلام يشمل التأكد مما إذا كان هناك إلتزام بالإتفاقيات والإشراف على أنشطة بناء الثقة (Confidence-Building) المتفق عليها.
3-بناء السلام :Peace-Building
هو عمل برامج مصممة لمعالجة أسباب النزاع ومظالم الماضي وللترويج للإستقرار والعدالة على المدى البعيد.
بناء السلام لا يُعني في الأساس بسلوك النزاع لكن يعالج الأطر والإتجاهات المستبطنة والتي ينتج عنها العنف مثل:-
- عدم الفرص المتساوية في العمل
- التمييز
- عدم الإعتراف وعدم العفو عن المسئولين عن جرائم الماضي
- إنعدام الثقة
- الخوف
- العدوانية بين المجموعات
- الإجحاف والضرر
لذلك فإن بناء السلام عمل مستمر يمكن القيام به في كل مراحل النزاع، لكنه يكون أقوى أما في المراحل المتأخرة بعد التسوية والحد من أو إيقاف السلوك العنيف أو في المراحل المبكرة قبل ظهور النزاع المفتوح.
بناء السلام يستخدم في العادة لوصف العمل الذي ينتج عنه مخرجات تحسن من أوضاع السلام والذي يولي أهمية كبيرة لكيفية حدوث الأشياء . بمعني آخر أنه يعني بالعملية بإلإضافة إلى النشاط نفسه ومخرجاته.
مثال لذلك:-
إعادة بناء جسر في كابول بعد أن تم تدميره في الحرب يمكن وصفة ببساطة بإنه إعادة بناء. ولكن على الرغم من ذلك فإن منظمة الأمم المتحدة المعنية رأت الفرصة وقامت بتأن بالتدخل لبناء السلام من خلال إشراك الأطراف المتنازعة في السابق معاً في عملية التخطيط ، العمل البدني والصيانة والتحكم في المستقبل.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مهارات فض النزاعات (Re: peace builder)
|
عند حدوث نزاع في المنطقة التي تعمل بها المنظمة و وصوله إلى مرحلة المواجهة أو الأزمة فإن إيقاف جزء من أو كل أنشطة البرنامج و خروج العاملين من المنطقة هو خيار تلقائي لا بد منه
عند حدوث نزاع في المنطقة التي تعمل بها المنظمة و وصوله إلى مرحلة المواجهة أو الأزمة يستمر البرنامج بنفس الأهداف مع إجراء التعديلات الضرورية للإستمرار
عند حدوث نزاع في المنطقة التي تعمل بها المنظمة و وصوله إلى مرحلة المواجهة أو الأزمة يتم تقييم الوضع من أجل التأثير المتوازن و ضمان المساواة و مشاركة الأطراف المتنازعة
عند حدوث نزاع في المنطقة التي تعمل بها المنظمة و وصوله إلى مرحلة المواجهة أو الأزمة يتم البحث عن المبادرات المحلية التي تتصدى لمعالجة النزاع و العمل على دعمها
عند حدوث نزاع في المنطقة التي تعمل بها المنظمة و وصوله إلى مرحلة المواجهة أو الأزمة يتم التدخل الفاعل في النزاع بتوفير التواصل و توفير التدريب أو الموارد التي تؤدي إلى توقف الأطراف عن النزاع
هناك منهج آخر للتعامل مع النزاع عند حدوثه في منطقة عمل المنظمة و وصوله إلى مرحلة المواجهة أو الأزمة
ألا و هو ................................
تمرين نظريات أسباب النزاع
المطلوب منكم كمجموعة :-
1- استعراض ومناقشة نظريات أسباب النزاع المذكورة في الملحق رقم (1) المرفق مع هذا التمرين .
2- أن يحدد كل عضو من أعضاء المجموعة النظرية التي تتفق اكثر مع أوضاع النزاع في المنطقة التي يعمل بها أو تعمل بها المنظمة
3- من خلال الخطوة (2) تقوم المجموعة بتحديد النظرية الأكثر اتفاقاً مع المجموعة ككل
4- تقوم المجموعة بتحليل مميزات واوجه القصور في العمل مع النزاعات وفقاً للنظرية التي تم تحديدها في النقطة ( 3 ) عاليه
ملاحظات :
1-تتم كتابة نتائج عمل المجموعة على السبورة الورقية أو على شفافيات لعرضها ومناقشتها مع بقية المجموعات.
2-الزمن المخصص لأداء هذا التمرين هو 30 دقيقة شاملة المناقشة و الإعداد لعرض النتائج
حالة دراسية:
أسرار التفوق
"بيتر" و "سبسيال" ابنيّ "الخال البينو" ،شأنهما شأن كل ألطرداء (الذين يليان بعضهما في ترتيب الأبناء في الأسرة )، تكثر بينهما المعاكسات والمناكفات ويشتكيان بعضهما باستمرار تارة للام وتارة أخرى للأب .
"الخال البينو" يعلم جيداً أن هذا الأمر يحتاج إلي معالجة حكيمة، هذا مع قناعته التامة بأن هذا السلوك الذي يعامل به إبناه كل منهما الآخر أمر طبيعي شائع في كل الأسر. المعالجة التي نفذها الأب كانت قيامه بوضع ضوابط لتحديد و توزيع المهام والمسئوليات لكل فرد من أفراد الأسرة وشمل ذلك "بيتر" و "سبسيال" .
الأهل والأقارب فوجئوا بالإنخفاض الكبير في الشكاوى و المشاجرات بين "بيتر" و "سبسيال" و لاحظوا إنشغالهما بالكثير من الأعمال وتنافسهما الشديد في أدائها وحرص كل منهما علي القيام بها بشكل أسرع وافضل من الآخر. شمل هذا التنافس أداء الأعمال و المهام المنزلية، المظهر و السلوك الشخصي و الأداء الدراسي و أي أمور أخرى يمكن أن تكون مجالاً للمنافسة. لذلك لم يفاجأ أحد في نهاية العام الدراسي عندما أحرز كل منهما المرتبة الأولى في صفه وفاز "بيتر" بجائزة الطالب المثالي و حصل "سبسيال" على كأس "رياضي العام" في المدرسة.الخال ألبينو كان أكثر الناس سعادة و إطمئناناً: سعيد بالنتائج الباهرة الحالية لإبنيه، و مطمئن إلى أنهما سيكونان شخصين مميزين في مستقبل الأيام.
حالة دراسية
حكاية من حلتنا
"رقية" والتي انتقلت حديثاً إلى للإقامة بحي "جبرونا" جلست تفكر في سر المعاملة الغريبة التي تعاملها بها جارتها " العازة" . الذي لاحظته "رقية" هو أن "العازة" تترصد لها و تعمل على مضايقتها و إنتقادها في كل مكان تتواجدان فيه معاً: عند شراء الخضار من السوق الصغير، عند شراء الحاجات اليومية من عند عم/على صاحب البقالة ، وعند شراء الخبز من عم/تعبان صاحب المخبز البلدي. بل تجاوز الأمر ذلك و شمل حتى المناسبات: زواج "الطاهر ود السرة" ومأتم والد جارتها "فطومة".
حاولت "رقية" معرفة السبب، قالت لها البعض إن أولادك يضربون أولاده، وقالت أخريات : أنها كانت تود تأجير المنزل الذي تسكنه "رقية" لإحدى قريباته، أما أكثر الأقوال غرابة فهو ما قالته "سعدية الداية" بأن السبب هو شعور "العازة" باستلطاف زوجها "الخزين" ل "رقية" والذي تعتقد أنة ربما يؤدي إلى زواجه منها.
بعد أن علمت "رقية" بهذه المبررات بادرت إلى زيارة "العازة" وجلستا معاً حوالي الساعة. خلال هذا اللقاء تصارحت الجارتان في كل الأمور و حكت كل منهما قصتها للأخرى مما كشف لكل منهما الصورة الخاطئة التي تحملها عن الأخرى، كما أن ما دار في اللقاء أوضح بشدة، بحكم الجوار، حاجة كل منهما للأخرى في العديد من المجالات.
منذ ذلك اليوم أصبح الشغل الشاغل لنساء الحي هو معرفة السر الذي يجعل "رقية" و "العازة" تقومان بالعديد من الأعمال و المشاوير معاً وسر الحديث المرح و الضاحك بينهما كلما تقوم إحداهما بزيارة الأخرى بمنزلها.
حالة دراسية
عمارة عم فريد
لم يفاجأ سكان العمارة بصراخ "العم فريد" وهو ينزل سلم العمارة متبرماً يشكو لطوب الأرض من ساكن الشقة رقم (7) حيث أن هذا المسلسل أصبح من البرامج الثابتة لسكان العمارة نهاية كل شهر عندما يحين موعد دفع الإيجار.
"العم فريد" يشتكي بان "عباس" غير جدير بالسكن في عمارته لأنه لا يلتزم بدفع الإيجار في موعده وأحياناً يدفع إيجاراً غير كامل . "عباس" من ناحيته يؤكد أن "العم فريد" لا يقوم بإجراء الصيانة اللازمة للمنزل ، والتي هي ضمن التزاماته ، مما يضطره إلى خصم تكاليف الصيانة من الإيجار الشهري ، أما فيما يتعلق بتأخير الإيجار فانه يبرر ذلك بعدم انتظام مواعيد دفع الرواتب بواسطة الإدارة الحكومية ، التي يعمل بها.
سكان العمارة والذين تجمعهم علاقة طيبة مع الطرفين قرروا التدخل، وعلى رشفات شاي المغربية الذي أعدته زوجة الأستاذ "الفحل" تم الوصول إلى الآتي:
1- يقوم "عباس" بسداد الإيجار كاملاً، عداً نقداً، للعم "فريد" بحد أقصي في اليوم الخامس من كل شهر.
2- عمليات الصيانة المتعلقة بالكهرباء ، والمياه , والصرف الصحي يقوم بها المعلم " تفتيحه" عندما يتم إبلاغه بذلك بواسطة "عباس" على أن يقوم العم فريد بسداد تكاليف ذلك مباشرة للمعلم "تفتيحه" و ليس ل "عباس" أي صلة بسداد هذه التكاليف.
زواج ابنة العم "الفريد" كان غاية في الروعة من حيث التجهيزات، الخدمات، الحفل الغنائي و إقبال الناس على المشاركة و لعل أروع ما فيه كان إصرار العم "فريد" أن يكون "عباس" وكيلاً للعروس في مراسم عقد القران.
حالة دراسية
سبحان مغير الأحوال
أمر لا يصدق ..... مهرجان زواج جماعي مشترك بين قريتي (السنطة فوق ) و (السنطة تحت) يضم تزاوجاً بين أفراد من القريتين .... كيف حدث هذا ؟؟؟. فالكل يعلم أنه و منذ أنفصال القرية إلى قسمين في ثمانينات القرن الماضي، حدثت بين القريتين صراعات عنيفة وصلت إلى درجة الأذى الجسيم، إتلاف الممتلكات، التعدي على كل ما يمت للطرف الآخر بصله، هذا علاوة على المعارك و المواجهات الكلامية التي ليس لها أول و لا آخر. أسباب هذه الصراعات شملت شتى المجالات فتارة بسبب المراعي و أخرى بسبب الأراضي الزراعية و تعديات الحيوانات على المزروعات، و تارات أخرى لأسباب ثانوية جداً: نتيجة مباراة في كرة القدم، إختلاف صغير في الرأي بين شخصين، مشاجرة في موقف المواصلات أو مجرد إختلاق لمشكلة دون أسباب محددة.
كانت البداية مبادرة من رابطة أبناء المنطقة بالجامعات والمعاهد العليا والتي تضم عدداً من أبناء القرى بالمنطقة علاوة على أبناء القريتين. جلس الجميع وناقشوا بموضوعية وتجرد كل أسباب، آثار و الصراع و المواجهات بين القريتين ثم تلى ذلك اشتراك أفراد من القريتين في أنشطة قليلة مشتركة: حوارات ، لقاءات ، مناسبات و زيارات. هذه الأنشطة المشتركة ساهمت في فهم الطرفين كل منهما الآخر و ساعدت في خلق جوٍ من الإلفة و التقارب بينهم.
بعد سنوات قليلة، أثمر هذا التقارب في توحيد رؤى أهل القريتين فظهرت المشروعات الكبيرة المشتركة: بناء المدرسة الثانوية، تأهيل المركز الصحي، إنشاء الوحدة البيطرية و إقامة جسر على ترعة المشروع لتسهيل الحركة و التواصل بين القريتين. العلاقة أخذت بعداً آخر ألا و هو التواصل الإجتماعي و المصاهرة و الترابط و الصداقات الفردية بين أفراد من القريتين. و أخيراً تكللت هذه العملية بدمج القريتين معاً و تسمية تجمعهما ب"الوحدة".
أهالي "الوحدة" يخططون و ينفذون حالياً عدداً من المشروعات و الأنشطة التنموية: مشروع المستشفي الريفي، مشروع شبكة مياه الشرب و مشروع توصيل الكهرباء من الشبكة القومية. الهم الأكبر و المسيطر علي أهل القرية هذه الأيام، شيبهم و شبابهم، هو كيفية ضمان صعود فريق كرة القدم بالقرية إلى مصاف أندية الدرجة الأولى بالمنطقة.
حالة دراسية
الأوله شرط
أبتسم الحاج ( عثمان ) ابتسامة كبيرة وهو ينظر إلى أبنته الصغرى( عازة) وهي جالسة إلى خطيبها في طرف الحجرة يتناقشان في وضع إطار لحياتهما الزوجية المقبلة.
أجتر الحاج "عثمان" ذكرياته منذ أكثر من ربع قرن عندما مارس هو نفس الدور حين جلسا هو والحاجة (هدي) والتي كانت حينئذ الآنسة ( هدي ) وذلك قبل دخولهما معاً في ارتباط رسمي. أسميا ذلك اللقاء (لقاء المكاشفة) حيث كشف كل منهما خبايا نفسه للآخر: ما يحب...ما يكره... رؤيته للحياة والزواج والأسرة ..ما يتوقعه كل من الطرف الآخر وما لا يتوقعه أيضاً. ورغم أن اللقاء كان طويلاً وعاصفاً إلا أنهما نجحا في الوصول به إلى بر الآمان بوصولهما إلى إتفاق في معظم التفاصيل.
والآن حين يعود الحاج ( عثمان ) والحاجة(هدي ) بذكرياتهما إلى الوراء، و المواقف التي مرا بها خلال حياتهما المشتركة، يدركان بشدة كيف كان لقاء المكاشفة هذا سبباً في وصولهما إلى ما هما عليه الآن من استقرار وسعادة.
دراسة وتحليل البرامج التي تنفذ في مناطق النزاع
القائمة أدناه تمثل أداة لدراسة وتحليل علاقة البرامج مع النزاعات في المناطق التي تنفذ فيها وقد تم إعداد وتطوير هذه الأداة في باكستان من أجل المنظمات الطوعية في أفغانستان.
هذه الأسئلة يمكن أن نستخدمها كقائمة ضبط checklist)) لمراجعة التوجه، الفاعلية والتأثير لبرنامج محدد على النزاع. والهدف من استخدام هذه الأداة هو توضيح وضع البرنامج من النزاع الذي يعمل عليه وإثارة أسئلة حول سياسات البرنامج و لشحذ التفكير حول المجالات التي تحتاج لأنشطة لمعالجتها.عندما يتساءل العاملون في منظمتكم حول كيفية بناء السلام على أرض الواقع فإن هذه الأداة قد تكون مناسبة لهذا الغرض .
الخطوة الأولى في تطبيق الأداة هي تقرير ما إذا كانت هذه هي الأسئلة المناسبة للوضع بمنظمتكم ومن ثم إضافة أو حذف أسئلة لجعلها مناسبة للوضع بمنظمتكم. إذا قررتم اختيار استخدام كل الأسئلة كما هي فإنه بإمكانكم الحصول على فكرة متكاملة عن وضع برنامجكم بالنسبة للنزاع وذلك بحساب عدد الإجابات بـ "نعم" أو بـ "لا" ومن ثم تحديد وضع منظمتكم حسب التصنيف التالي :
1. غير واعي بالنزاع Conflict Unaware
إذا كانت إجابتك "لا" على كل الأسئلة الـ 15 .
2. واعي بالنزاع Conflict Aware
إذا كانت إجابتك بـ "نعم" على 1 إلى 5 أسئلة.
3. مستجيب للنزاع Conflict Responsive
إذا كانت إجابتك بـ "نعم" على 6 إلى 10 أسئلة.
4. بناء السلام Peace – Building
إذا كانت إجابتك بـ "نعم" على 11 - 15 سؤال.
قائمة ضبط وضع البرامج من النزاع
1. هل هناك تشاور ومشاركة مستمرة مع كل المجموعات المتأثرة في المنطقة واستخدام للهياكل المحلية متى ما كان ذلك ممكناً؟
2. هل يلبي البرنامج احتياجات واهتمامات مدى واسع من الناس وليس فقط الذين من أحد المجموعات القوية؟
3. هل تتم متابعة أنشطة البرنامج أولاً بأول لتجنب احتمال توجيه الموارد لدعم وتأجيج النزاع ؟
4. هل يتم انتهاز كل فرصة لإظهار حيادية البرنامج في الصراع والتزامكم نحو السلام والصلح ؟
5. في أي عمل إغاثي، هل تعملون على بناء تنمية على المدى البعيد؟
6. هل تنسقون عملكم مع الجهات الأخرى العاملة بالمنطقة؟
7. هل لديكم سياسة فاعلة لضمان أمن وسلامة العاملين بمنظمتكم وأي أشخاص آخرين مشاركين معكم في العمل؟
8. هل يوفر برنامجكم فرصاً للحوار بين مختلف الأطراف في المنطقة وتحديد الاحتياجات العامة شاملة الأمن؟
9. هل يشجع برنامجكم انتهاج نمط القيادة المسئولة؟ (Accountable style of leadership)
10. هل تشجعون أو تقومون بعمليات للتعامل السلمي مع الأشياء غير المتفق عليها، داخل المنظمة ومع المجتمع على حد سواء؟
11. هل يعزز برنامجكم الأمل والرؤية من أجل مستقبل أفضل ( مثلاً من خلال المشاركة الفاعلة في عمليات إعادة البناء)؟
12. هل تقومون بمساعدة الناس، عند الضرورة، في التعافي من صدمة العنف Trauma of Violence ، الإصابات والأذى النفسي الذي يحدث بسبب أحداث مثل فقدان الأقارب ومشاهدة الأفعال الوحشية والإرعاب؟
13. هل تقومون بأي شي عملي لمساعدة ضحايا الحرب خاصة الأرامل، الأطفال والمعاقين ؟
14. هل تطلعون الجهات المانحة بشكل مستمر بكل التطورات في العمل إضافة إلى الاحتياجات؟
15. هل لديكم التزام جاد طويل المدى للعمل في مناطق النزاع لتبرير الموارد التي استخدمت و التوقعات التي بناها المجتمع على منظمتكم؟.
العمل مع النزاعات
فهم النزاع:
الناس لهم منظور مختلف في الحياة ومشاكلها:-
كل منا لديه تاريخه وسماته الشخصية المتفردة.
كل منا ولد إما ذكر أو أنثى.
كل منا ولد في ظروف حياتيه محددة:- البقارة المتنقلون في غرب السودان، المزارعون في الجزيرة وسكان المدن فى الصين لكل منهم خبرات شديدة الاختلاف ووجهات نظر فى العالم وموقعهم فيه.
كل منا لديه قيمه الخاصة والتي تقود تفكيره وتصرفاته وتحفزه للقيام بأعمال معينة رفض أخرى.
لكل هذا فانه ليس من المستغرب ، عندما نجتمع ونعمل مع الآخرين ، ان نجد لديهم نظرة مختلفة للأشياء. فالناس ينظرون للأوضاع الاجتماعية والسياسية بشكل مختلف وخلفياتنا هي التى تقودنا إلى النظر إلى الأشياء بشكل معين.
الاختلافات فى وجهات النظر شئ محتوم من المتعذر اجتنابه لكنه عادة ما يكون مصدرا للخصب و إثراء الأفكار.
عندما يدرس الناس مشكلة ما معاً فانهم عادة ما يفترضون، من حيث أن كل الأحداث والمعلومات تحت تصرف كل واحد منهم، أنهم سيتفقون على تحليل موحد لكن الواقع ليس كذلك.
ويعود ذلك في المقام الأول إلى الاختلافات الطبيعية إضافة إلى الاختلافات الأخرى التي تعود إلى الأوضاع الاجتماعية، القوة، الثروة، العمر، النوع، الانتماء لمجموعة معينة فى المجتمع وما إلى ذلك. هذه المؤشرات الدالة على وضع الفرد فى المجتمع تعنى أن الناس يستهدفون أشياء مختلفة من نفس الأوضاع هذه الأهداف قد تتعارض أو لا تتجانس وعندها تظهر النزاعات.
الاختلاف في وجهات النظر والأهداف عادة ما ينظر إليها كمشكلة لا يمكن حلها إلا عندما تكون لجمعينا نفس الدوافع أو عندما تنتصر إحدى وجهات النظر على الأخرى. وبدلاً عن ذلك يمكن التعامل مع وجهات النظر والأهداف المختلفة على إنها موارد تقود إلى فهم موسع للمشكلة وتحسين للأوضاع الحالية.
النزاع والعنف شيئان مختلفان:-
كتعريف مبدئي وأساسي للنزاع والعنف يمكن أن نقترح الآتي:-
النزاع (Conflict) :-
هو علاقة بين طرفين أو اكثر (أفراد أو جماعات) لديها، أو تعتقد أن لديها أهداف غير متوافقة.
العنف (Violence) :-
يتضمن أفعالا، كلمات، اتجاهات، هياكل أو نظم تؤدى إلى أحداث أذى جسماني و نفسي، اجتماعي أو بيئي و/ أو تحرم الناس من الوصول إلى كامل إمكاناتهم البشرية.
النزاع هو أحد حقائق الحياة التي لا يمكن تجنبها وعادة ما يكون خلافاً .تحدث النزاعات عندما يسعى الناس إلى تحقيق أهدافهم من خلال التصادم.
عدم الاتفاق والنزاع عادة ما يتم فضها دون عنف وغالباً ما تؤدى إلى تحسين الأوضاع بالنسبة لكل أو معظم المعنيين.
النزاعات هي جزء من خبراتنا ابتداءً من المستوى الشخصي مروراً بالمجموعات، المؤسسات وانتهاءً بالمجتمعات والأمم.
كل العلاقات الإنسانية : الاجتماعية، الاقتصادية وعلاقات القوى تشهد نمواً، تغيراً او نزاعاً.
النزاعات تنشئ عدم التوازن في هذه العلاقات مثل عدم تكافؤ الأوضاع الاجتماعية، عدم المساواة في الثروة والحصول على الموارد، عدم توازن القوى و التي تقود إلى مشكلات مثل التمييز، البطالة، الفقر، الظلم/ الاضطهاد
والجريمة. كل مستوى من هذه المستويات مرتبط بالمستويات الأخرى مشكلاً سلسلة متماسكة من القوى قد تكون للتغيير البناء أو العنف الهدام. فعلى سبيل المثال وعلى مستوى الأسرة، فان استغلال الأطفال والعنف الداخلي يؤديان إلى آثار بعيدة المدى فى مستويات أخري. وعلى نفس المنوال فان القرارات التى تتخذها المؤسسات الاقتصادية الدولية مثل صندوق النقد الدولى ومنظمة التجارة العالمية والبنك الدولي تؤدى الى أثار شديدة على مستوى الأفراد والأسر.
للمناقشة:
كم عدد النزاعات التى لديك علم بها الآن؟
هل ترى أى ارتباط بين هذه النزاعات على المستويات المختلفة؟
من الواضح أن النزاع أمر معنا متى ما أردنا أو أبينا بالإضافة الى ذلك يمكن النظر إليه على انه ضرورة لا بد منها.
هناك الكثير من الأدبيات التى توضح الأثر الإيجابي للنزاع خاصة فى عالم الأعمال. يشمل ذلك الآتي:
- توعية الناس بالمشكلات.
- الترويج للتغييرات الضرورية.
- تحسين الحلول.
- رفع المعنويات.
- تعزيز التنمية الشخصية.
- زيادة الوعي الذاتي.
- تحسين النضج النفسي.
- المرح.
ومن المتوقع أن لا نتفق جميعاًً على فوائد النزاع المذكورة عالية لكن ذلك لا يحول دون اقتناعنا بالمساهمة الإيجابية التي يمكن أن تحققها النزاعات ليس فقط على مستوى المؤسسات بل على كافة المستويات.
نتخيل معًا انه ليس هناك أي نزاعات، ذلك يعنى الآتي:-
- الأفراد لديهم حالة من الركود بسبب عدم وجود ما يثيرهم.
- المجموعات والمؤسسات تركد ثم تموت.
- المجتمعات تنهار بسبب عدم قدرتها على التأقلم على تغير الظروف وتغيير علاقات القوة.
للمناقشة:
هل يمكن أن تفكر من خبرتك فى وضع أسهمت النزاعات فيه بشكل إيجابي؟
كيف أسهمت النزاعات فى تغيير الوضع؟
هل توافق الآن أن النزاعات يمكن أن تساعد في إحداث التغييرات الضرورية؟
التعامل مع النزاع:
فى بعض الأحيان من الضرورة تأجيج أو زيادة حدة النزاع. مثلا: عندما يكون الناس فى وضع جيد ولديهم القدرة والموارد الكافية التى تكفى كل احتياجاتهم، قد لا يدركون أو يرفضون الاعتراف بان الآخرين يعانون أو مهمشون، فى هذا الوضع يتطلب الأمر التعريف بالنزاع أو تسليط الضوء عليه لإحداث التغيرات الإيجابية. الأشخاص الذين يعملون لتنمية المجتمعات وحقوق الإنسان عادة ما يجدون أنفسهم يعملون ليس لفض النزاع ولكن لجعله اكثر وضوحا للدرجة التى يصبح منها الأمر معروفا على مستوى كبير ويبدأ العمل الفاعل فى التصدي له.مثال لذلك فى جنوب أفريقيا ولفترة طويلة من القرن العشرين النشطاء العاملين لإحداث التغيير كانوا يعانون من اجل توضيح النزاعات الخفية والكامنة وإظهارها فى العلن حتى يتم التعاطي معها ومعالجتها وهنا لا بد من توضيح الفرق بين مفهومين:-
(1) تكثيف النزاع (Intensifying Conflict): والمقصود به جعل النزاع الخفي واضحاً ومفتوحاً لنهايات مستهدفة وغير عنيفة.
(2) تأجيج النزاع (Escalating Conflict): والمقصود بها الوضع الذى يزداد فيه مستوى التوتر والعنف.
الرسم أدناه يوضح المظاهر الأساسية للنزاع وذلك بتميز النزاع على محورين الأهداف والسلوك.
المربعات الأربعة فى الرسم توضح العلاقة بين الأهداف والسلوك وتأثيراتهما فى شكل نزاعات. والهدف من الرسم هو توضيح مختلف أنواع النزاعات ومن خلال ذلك يتم تحديد مختلف التدخلات الممكنة لمعالجة هذه النزاعات.
النزاعات - الأهداف والسلوك
الأهداف GOALS
أهداف متوافقة أهداف غير متوافقة
السـلوك Behavior سلوك متوافق لا نزاع نزاع خفى
سلوك غير متوافق نزاع سطحى نزاع مفتوح
اللانزاع: (No- Conflict):
المفهوم العام قد يكون فى اتجاه ان المربع فى أعلى اليسار (اللا نزاع) هو الأفضل لكن ، أي مجموعة أو مجتمع مسالم، لا بد أن يكون حيوياً ومتحركاً، يدمج نزاعات السلوك و الأهداف ويتعامل معها بشكل فاعل.
النزاع الخفي (Latent Conflict):
النزاع الخفي يكون تحت السطح ويحتاج إلى أن يتم إظهاره للعلن قبل أن يتم التعامل معه بشكل فاعل.
النزاع السطحي: (Surface Conflict): قد لا تكون له جذور أو له جذور ضحلة وقد يكون فقط سوء فهم للأهداف و الذي يمكن التعامل معه عبر وسائل تحسين التواصل.
النزاع المفتوح (Open Conflict): هو الذي يكون عميق الجذور وواضح الأثر في نفس الوقت وقد يحتاج إلى أفعال تتعامل مع الأسباب الجذرية والآثار الواضحة.
إخماد / قمع النزاع: Suppressing Conflict :
إذا تم إخماد/ قمع النزاع فان ذلك يقود الى مشكلات فى المستقبل. النزاع نفسه قد يكون جزء من الحل بقدر ما هو جزء من المشكلة.
النزاع يصبح عنيفا عندما:-
(1) لا تكون هناك قنوات مناسبة للحوار او الاتفاق
(2) الأصوات المخافة والمظالم العميقة المحبوسة لا يتم سماعها او التعامل معها.
· هناك عدم استقرار وعدم عدالة وخوف واسع فى المجتمع.
أحد المعوقات التى عادة ما يساء تقديرها تتمثل فى الصدمة أو الأذى الذى نحمله من ماضينا: التجربة الشخصية والجماعية فى المحن، الفقدان ، الام والعنق وطالما ان هذا حال كل الناس فانه يكون اكثر تدميرا واستمرارية فى حالات الحرب و الإبادة الجماعية. هذا الأذى ممكن ان يستمر فى إحداث عدم الاستقرار لنا بوعى او بدون وعى منا، اذا لم يتم التعرف عليه والتعامل معه.
عندما تكون هناك مثل هذه المعوقات ، وتم ربطها فى سلسلة من المستوى الفردى الى المستوى القومى، فانها تخلق أوضاعاً يقوم فيها الناس ببساطة باللجوء الى العنف عندما يكون الناس محيطين ومقموعين، وسبق لهم ان مروا بنزاعات على المستوى الشخصى ، فان ذلك يؤدى الى القيام بأفعال على المستوى القومى. أيضا يؤدى قمع / إخماد النزاع الى توفير تربة خصبة يمكن استغلالها بواسطة السياسيين ، اثرياء الحرب والمبتزين، الذين قد يوظفون ثؤلاء المظلومين
والمحيطين لمساعدتهم فى تأكيد قوتهم وتأثيرهم على المستوى القوى باستخدام القوة القسرية. وهنا تنمو ثقافة العنف والتى عادة ما يتم التعامل معها بالقوة.
مناهج مختلفة : إدارة ، فض ، وتحويل النزاع
هناك نزعة متزايدة فى بذل الجهد لفض النزاعات حتى اواخر الثمانينات كانت معظم الحروب تندلع بين الأمم والدول. أما الآن فمعظم الحروب داخلية وأهلية والضحايا هم أساساً من المدنيين.
أدناه المناهج التى يتم عبرها التعامل مع النزاعات. هذه المناهج يمكن النظر اليها على انها خطوات فى عملية، كل خطوة منها تتضمن الخطوات السابقة لها.
1. الحيلولة دون حدوث/ تجنب النزاع Conflict Prevention):
ويهدف هذا المنهج الى منع ظهور النزاعات العنيفة.
2. تسوية النزاع (Conflict- Settlement):
يهدف الى إنهاء السلوك العنيف من خلال التوصل الى اتفاقية سلام.
3. فض النزاع (Conflict Resolution):
هو اظهار اسباب النزاع والسعى لبناء علاقات جديدة مستدامة بين المجموعات المتصارعة.
4. إدارة النزاع (Conflict Management):
يهدف الى تحجيم وتجنب العنف فى المستقبل بالترويج للتعبير السلوكى الايجابى فى المجموعات المعنية.
5. تحويل النزاع (Conflict Transformation ):
يعمل على إظهار المصادر الاجتماعية والسياسية الواسعة للنزاع والسعى لتحويل طاقة الحرب السالبة الى تغيير اجتماعي وسياسي إيجابي.
الاستجابة للنزاعات:
نزاع مفتوح نزاع سطحى نزاع خفى
تجنب النزاع
تسوية النزاع
ادارة النزاع
فض النزاع
تحويل النزاع
هذا الشكل ليس الغرض منه توضيح متى يتم ماذا، بقدر ما هو توضيح للمصطلحات. فمثلاً تجنب النزاع يقصد به الاستراتيجيات التى يتم بها التصدى للنزاعات عندما تكون فى طور الخفاء بامل تجنب تأججها الى عنف.
فض النزاع، على جانب اخر يقصد به الاستراتيجيات التى تتعامل مع النزاع المفتوح على أمل إيجاد ليس فقط اتفاق لإنهاء العنف (تسوية النزاع) بل أيضاً فض بعض الأهداف غير المتوافقة التى تندرج تحت هذا النزاع.
اما تحويل النزاع فهو اكثر هذه الاستراتيجيات شمولاً وابعدها مدى وهو ايضاً اكثرها احتياجاً لالتزام طويل واسع المدى.
النزاع فى كوسوفو عام 1999م يمكن استخدامه كمثال، كان نزاعاً مفتوحاً ، يتضمن أهداف وسلوكيات متعارضة ونتج عنه الكثير من الموت والنزوح. التدخل الانسب يجب ان يتعامل مع التسوية والفض معاً. الكثير من محاولات السلام هدفت مجرد التسوية فحسب بسبب العنف الشديد.
ومع ذلك، كانت هناك مبادرات طويلة المدى تضم مجموعات من مختلف المجتمعات فى طور حول مستقبلهم المشترك.
عندما انتهت الحرب ، قدمت هذه المبادرات اساساً متوسط المدى لإعداد العلاقات المستقبلية وبناء المؤسسات العامة. أنهم كانوا يعملون على المهام بعيدة المدى لتحويل النزاع.
امثلة دولية للنزاعات حول العلاقاتRelationship Conflicts
1- العلاقات الكوبية الأمريكية(1960م حتى تاريخه)
على الرغم من وجود عدة مكونات لهذا النزاع (المرتكز على عوامل معلوماتية وهيكلية مختلفة) فان العلاقة قد تطورت كعامل ساهم في احداث النزاع نفسه. العلاقة بين البلدين عرفت تاريخياً بالمشاكل منذ الحرب الاسبانية الامريكية الكوبية في 1898م تتميز هذه العلاقة بالخلل الواضح في توازن القوى لصالح الولايات المتحدة الامريكية لكن كوبا تحولت من علاقة الاعتماد على الولايات المتحدة الى علاقة الاستقلال عنها منذ 1960م والتي تحققت جزيئاً بفضل علاقة كوبا مع الاتحاد السوفيتي. حالياً تتميز العلاقة بين كوبا والولايات المتحدة بمستويات متزايدة من عدم الثقة بين البلدين.
2- العلاقات التركية اليونانية(حالياً):-
تعتبر العلاقات التركية اليونانية واحدة من النزاعات التاريخية في الهياكل والقيم بين ندين لهما حدود مشتركة ويقع احدهما في قارة اسيا بينما الاخر في اوربا. هناك االكثير من الترسبات السابقة تؤثر على العلاقات الحالية والتي تعد غير متوازنة بحكم تفوق تركيا من حيث المساحة وعدد السكان والقوة العسكرية.
3- العلاقات الكندية الامريكية(حالياً):
كلا القطرين ولدا نتيجة لنفس الثورة ولكن عند الميلاد كان احدهما (الولايات المتحدة) اكثر قوة عن الاخر. (الفيل) و(الفار) هو المصطلح الشائع في كندا لوصف هذه العلاقة. كلا القطرين يعتبر الشريك التجاري الاكبر للأخر لكن عدم توازن القوى بالاضافة الى التعدي الثقافي الامريكي على كندا ما زالا يوثران بشدة على عدة جوانب وابعاد من هذه العلاقة.
امثلة دولية للنزاعات السلوكية:-Behavioral Conflicts
1- النزاع حول الامطار الحمضية(السبعينات والثمانينات في القرن الماضي)Acid Rain Controversy
الشركات والمصانع الأمريكية والكندية قامت بتلويث الهواء بشكل مكثف مما ادي الى ان تصبح التربة والمياة في شمال شرق الولايات المتحدة ذات خواص حمضية الامر الذي هدد البيئة والانماط الحياتية في المنطقة. هذا السلوك ادى الى النزاع بين شركات الخدمات و المصانع والولايات علاوة على حكومتي البلدين
2- غزو الولايات المتحدة لبنما (1980):
قامت الولايات المتحدة بغزو بنما للاطاحة بالرئيس البنمي الجنرال (نوريقا) بحجة تسهيل تجارة المخدرات وكونة عميل سابق في CIA وتنصيب نظام موالي للولايات المتحدة في بنما. ثم قتل المئات من المدنيين في هذا الغزو دون مبرر. تمت ادانة سلوك الولايات المتحدة من قبل الامم المتحدة ومنظمة الدول الامريكية باعتبار انه انتهاك غير مناسب ولا مبرر له.
3- سلوك الرئيس كلنتون ادي الى فشل محادثات السلام الانجولية (1993):-
في خضم المحادثات التي تمت برعاية ورقابة الامم المتحدة في محاولة لوضع حد للحرب الاهلية في انجولا، اعترف الرئيس الامريكي كلنتون بالحكومة الحالية في انجولا. هذا الفعل اقلق المتمردين الذين كانوا يفاوضون الحكومة مما ادى الى قطع المفاوضات بينهم وبين الحكومة الانجولية.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مهارات فض النزاعات (Re: peace builder)
|
العمل مع النزاعات
فهم النزاع:
الناس لهم منظور مختلف في الحياة ومشاكلها:-
كل منا لديه تاريخه وسماته الشخصية المتفردة.
كل منا ولد إما ذكر أو أنثى.
كل منا ولد في ظروف حياتيه محددة:- البقارة المتنقلون في غرب السودان، المزارعون في الجزيرة وسكان المدن فى الصين لكل منهم خبرات شديدة الاختلاف ووجهات نظر فى العالم وموقعهم فيه.
كل منا لديه قيمه الخاصة والتي تقود تفكيره وتصرفاته وتحفزه للقيام بأعمال معينة رفض أخرى.
لكل هذا فانه ليس من المستغرب ، عندما نجتمع ونعمل مع الآخرين ، ان نجد لديهم نظرة مختلفة للأشياء. فالناس ينظرون للأوضاع الاجتماعية والسياسية بشكل مختلف وخلفياتنا هي التى تقودنا إلى النظر إلى الأشياء بشكل معين.
الاختلافات فى وجهات النظر شئ محتوم من المتعذر اجتنابه لكنه عادة ما يكون مصدرا للخصب و إثراء الأفكار.
عندما يدرس الناس مشكلة ما معاً فانهم عادة ما يفترضون، من حيث أن كل الأحداث والمعلومات تحت تصرف كل واحد منهم، أنهم سيتفقون على تحليل موحد لكن الواقع ليس كذلك.
ويعود ذلك في المقام الأول إلى الاختلافات الطبيعية إضافة إلى الاختلافات الأخرى التي تعود إلى الأوضاع الاجتماعية، القوة، الثروة، العمر، النوع، الانتماء لمجموعة معينة فى المجتمع وما إلى ذلك. هذه المؤشرات الدالة على وضع الفرد فى المجتمع تعنى أن الناس يستهدفون أشياء مختلفة من نفس الأوضاع هذه الأهداف قد تتعارض أو لا تتجانس وعندها تظهر النزاعات.
الاختلاف في وجهات النظر والأهداف عادة ما ينظر إليها كمشكلة لا يمكن حلها إلا عندما تكون لجمعينا نفس الدوافع أو عندما تنتصر إحدى وجهات النظر على الأخرى. وبدلاً عن ذلك يمكن التعامل مع وجهات النظر والأهداف المختلفة على إنها موارد تقود إلى فهم موسع للمشكلة وتحسين للأوضاع الحالية.
النزاع والعنف شيئان مختلفان:-
كتعريف مبدئي وأساسي للنزاع والعنف يمكن أن نقترح الآتي:-
النزاع (Conflict) :-
هو علاقة بين طرفين أو اكثر (أفراد أو جماعات) لديها، أو تعتقد أن لديها أهداف غير متوافقة.
العنف (Violence) :-
يتضمن أفعالا، كلمات، اتجاهات، هياكل أو نظم تؤدى إلى أحداث أذى جسماني و نفسي، اجتماعي أو بيئي و/ أو تحرم الناس من الوصول إلى كامل إمكاناتهم البشرية.
النزاع هو أحد حقائق الحياة التي لا يمكن تجنبها وعادة ما يكون خلافاً .تحدث النزاعات عندما يسعى الناس إلى تحقيق أهدافهم من خلال التصادم.
عدم الاتفاق والنزاع عادة ما يتم فضها دون عنف وغالباً ما تؤدى إلى تحسين الأوضاع بالنسبة لكل أو معظم المعنيين.
النزاعات هي جزء من خبراتنا ابتداءً من المستوى الشخصي مروراً بالمجموعات، المؤسسات وانتهاءً بالمجتمعات والأمم.
كل العلاقات الإنسانية : الاجتماعية، الاقتصادية وعلاقات القوى تشهد نمواً، تغيراً او نزاعاً.
النزاعات تنشئ عدم التوازن في هذه العلاقات مثل عدم تكافؤ الأوضاع الاجتماعية، عدم المساواة في الثروة والحصول على الموارد، عدم توازن القوى و التي تقود إلى مشكلات مثل التمييز، البطالة، الفقر، الظلم/ الاضطهاد
والجريمة. كل مستوى من هذه المستويات مرتبط بالمستويات الأخرى مشكلاً سلسلة متماسكة من القوى قد تكون للتغيير البناء أو العنف الهدام. فعلى سبيل المثال وعلى مستوى الأسرة، فان استغلال الأطفال والعنف الداخلي يؤديان إلى آثار بعيدة المدى فى مستويات أخري. وعلى نفس المنوال فان القرارات التى تتخذها المؤسسات الاقتصادية الدولية مثل صندوق النقد الدولى ومنظمة التجارة العالمية والبنك الدولي تؤدى الى أثار شديدة على مستوى الأفراد والأسر.
للمناقشة:
كم عدد النزاعات التى لديك علم بها الآن؟
هل ترى أى ارتباط بين هذه النزاعات على المستويات المختلفة؟
من الواضح أن النزاع أمر معنا متى ما أردنا أو أبينا بالإضافة الى ذلك يمكن النظر إليه على انه ضرورة لا بد منها.
هناك الكثير من الأدبيات التى توضح الأثر الإيجابي للنزاع خاصة فى عالم الأعمال. يشمل ذلك الآتي:
- توعية الناس بالمشكلات.
- الترويج للتغييرات الضرورية.
- تحسين الحلول.
- رفع المعنويات.
- تعزيز التنمية الشخصية.
- زيادة الوعي الذاتي.
- تحسين النضج النفسي.
- المرح.
ومن المتوقع أن لا نتفق جميعاًً على فوائد النزاع المذكورة عالية لكن ذلك لا يحول دون اقتناعنا بالمساهمة الإيجابية التي يمكن أن تحققها النزاعات ليس فقط على مستوى المؤسسات بل على كافة المستويات.
نتخيل معًا انه ليس هناك أي نزاعات، ذلك يعنى الآتي:-
- الأفراد لديهم حالة من الركود بسبب عدم وجود ما يثيرهم.
- المجموعات والمؤسسات تركد ثم تموت.
- المجتمعات تنهار بسبب عدم قدرتها على التأقلم على تغير الظروف وتغيير علاقات القوة.
للمناقشة:
هل يمكن أن تفكر من خبرتك فى وضع أسهمت النزاعات فيه بشكل إيجابي؟
كيف أسهمت النزاعات فى تغيير الوضع؟
هل توافق الآن أن النزاعات يمكن أن تساعد في إحداث التغييرات الضرورية؟
التعامل مع النزاع:
فى بعض الأحيان من الضرورة تأجيج أو زيادة حدة النزاع. مثلا: عندما يكون الناس فى وضع جيد ولديهم القدرة والموارد الكافية التى تكفى كل احتياجاتهم، قد لا يدركون أو يرفضون الاعتراف بان الآخرين يعانون أو مهمشون، فى هذا الوضع يتطلب الأمر التعريف بالنزاع أو تسليط الضوء عليه لإحداث التغيرات الإيجابية. الأشخاص الذين يعملون لتنمية المجتمعات وحقوق الإنسان عادة ما يجدون أنفسهم يعملون ليس لفض النزاع ولكن لجعله اكثر وضوحا للدرجة التى يصبح منها الأمر معروفا على مستوى كبير ويبدأ العمل الفاعل فى التصدي له.مثال لذلك فى جنوب أفريقيا ولفترة طويلة من القرن العشرين النشطاء العاملين لإحداث التغيير كانوا يعانون من اجل توضيح النزاعات الخفية والكامنة وإظهارها فى العلن حتى يتم التعاطي معها ومعالجتها وهنا لا بد من توضيح الفرق بين مفهومين:-
(1) تكثيف النزاع (Intensifying Conflict): والمقصود به جعل النزاع الخفي واضحاً ومفتوحاً لنهايات مستهدفة وغير عنيفة.
(2) تأجيج النزاع (Escalating Conflict): والمقصود بها الوضع الذى يزداد فيه مستوى التوتر والعنف.
الرسم أدناه يوضح المظاهر الأساسية للنزاع وذلك بتميز النزاع على محورين الأهداف والسلوك.
المربعات الأربعة فى الرسم توضح العلاقة بين الأهداف والسلوك وتأثيراتهما فى شكل نزاعات. والهدف من الرسم هو توضيح مختلف أنواع النزاعات ومن خلال ذلك يتم تحديد مختلف التدخلات الممكنة لمعالجة هذه النزاعات.
النزاعات - الأهداف والسلوك
الأهداف GOALS
أهداف متوافقة أهداف غير متوافقة
السـلوك Behavior سلوك متوافق لا نزاع نزاع خفى
سلوك غير متوافق نزاع سطحى نزاع مفتوح
اللانزاع: (No- Conflict):
المفهوم العام قد يكون فى اتجاه ان المربع فى أعلى اليسار (اللا نزاع) هو الأفضل لكن ، أي مجموعة أو مجتمع مسالم، لا بد أن يكون حيوياً ومتحركاً، يدمج نزاعات السلوك و الأهداف ويتعامل معها بشكل فاعل.
النزاع الخفي (Latent Conflict):
النزاع الخفي يكون تحت السطح ويحتاج إلى أن يتم إظهاره للعلن قبل أن يتم التعامل معه بشكل فاعل.
النزاع السطحي: (Surface Conflict): قد لا تكون له جذور أو له جذور ضحلة وقد يكون فقط سوء فهم للأهداف و الذي يمكن التعامل معه عبر وسائل تحسين التواصل.
النزاع المفتوح (Open Conflict): هو الذي يكون عميق الجذور وواضح الأثر في نفس الوقت وقد يحتاج إلى أفعال تتعامل مع الأسباب الجذرية والآثار الواضحة.
إخماد / قمع النزاع: Suppressing Conflict :
إذا تم إخماد/ قمع النزاع فان ذلك يقود الى مشكلات فى المستقبل. النزاع نفسه قد يكون جزء من الحل بقدر ما هو جزء من المشكلة.
النزاع يصبح عنيفا عندما:-
(1) لا تكون هناك قنوات مناسبة للحوار او الاتفاق
(2) الأصوات المخافة والمظالم العميقة المحبوسة لا يتم سماعها او التعامل معها.
· هناك عدم استقرار وعدم عدالة وخوف واسع فى المجتمع.
أحد المعوقات التى عادة ما يساء تقديرها تتمثل فى الصدمة أو الأذى الذى نحمله من ماضينا: التجربة الشخصية والجماعية فى المحن، الفقدان ، الام والعنق وطالما ان هذا حال كل الناس فانه يكون اكثر تدميرا واستمرارية فى حالات الحرب و الإبادة الجماعية. هذا الأذى ممكن ان يستمر فى إحداث عدم الاستقرار لنا بوعى او بدون وعى منا، اذا لم يتم التعرف عليه والتعامل معه.
عندما تكون هناك مثل هذه المعوقات ، وتم ربطها فى سلسلة من المستوى الفردى الى المستوى القومى، فانها تخلق أوضاعاً يقوم فيها الناس ببساطة باللجوء الى العنف عندما يكون الناس محيطين ومقموعين، وسبق لهم ان مروا بنزاعات على المستوى الشخصى ، فان ذلك يؤدى الى القيام بأفعال على المستوى القومى. أيضا يؤدى قمع / إخماد النزاع الى توفير تربة خصبة يمكن استغلالها بواسطة السياسيين ، اثرياء الحرب والمبتزين، الذين قد يوظفون ثؤلاء المظلومين
والمحيطين لمساعدتهم فى تأكيد قوتهم وتأثيرهم على المستوى القوى باستخدام القوة القسرية. وهنا تنمو ثقافة العنف والتى عادة ما يتم التعامل معها بالقوة.
مناهج مختلفة : إدارة ، فض ، وتحويل النزاع
هناك نزعة متزايدة فى بذل الجهد لفض النزاعات حتى اواخر الثمانينات كانت معظم الحروب تندلع بين الأمم والدول. أما الآن فمعظم الحروب داخلية وأهلية والضحايا هم أساساً من المدنيين.
أدناه المناهج التى يتم عبرها التعامل مع النزاعات. هذه المناهج يمكن النظر اليها على انها خطوات فى عملية، كل خطوة منها تتضمن الخطوات السابقة لها.
1. الحيلولة دون حدوث/ تجنب النزاعConflict Prevention):
ويهدف هذا المنهج الى منع ظهور النزاعات العنيفة.
2. تسوية النزاع (Conflict- Settlement):
يهدف الى إنهاء السلوك العنيف من خلال التوصل الى اتفاقية سلام.
3. فض النزاع (Conflict Resolution):
هو اظهار اسباب النزاع والسعى لبناء علاقات جديدة مستدامة بين المجموعات المتصارعة.
4. إدارة النزاع (Conflict Management):
يهدف الى تحجيم وتجنب العنف فى المستقبل بالترويج للتعبير السلوكى الايجابى فى المجموعات المعنية.
5. تحويل النزاع (Conflict Transformation ):
يعمل على إظهار المصادر الاجتماعية والسياسية الواسعة للنزاع والسعى لتحويل طاقة الحرب السالبة الى تغيير اجتماعي وسياسي إيجابي.
الاستجابة للنزاعات:
نزاع مفتوح نزاع سطحى نزاع خفى
تجنب النزاع
تسوية النزاع
ادارة النزاع
فض النزاع
تحويل النزاع
هذا الشكل ليس الغرض منه توضيح متى يتم ماذا، بقدر ما هو توضيح للمصطلحات. فمثلاً تجنب النزاع يقصد به الاستراتيجيات التى يتم بها التصدى للنزاعات عندما تكون فى طور الخفاء بامل تجنب تأججها الى عنف.
فض النزاع، على جانب اخر يقصد به الاستراتيجيات التى تتعامل مع النزاع المفتوح على أمل إيجاد ليس فقط اتفاق لإنهاء العنف (تسوية النزاع) بل أيضاً فض بعض الأهداف غير المتوافقة التى تندرج تحت هذا النزاع.
اما تحويل النزاع فهو اكثر هذه الاستراتيجيات شمولاً وابعدها مدى وهو ايضاً اكثرها احتياجاً لالتزام طويل واسع المدى.
النزاع فى كوسوفو عام 1999م يمكن استخدامه كمثال، كان نزاعاً مفتوحاً ، يتضمن أهداف وسلوكيات متعارضة ونتج عنه الكثير من الموت والنزوح. التدخل الانسب يجب ان يتعامل مع التسوية والفض معاً. الكثير من محاولات السلام هدفت مجرد التسوية فحسب بسبب العنف الشديد.
ومع ذلك، كانت هناك مبادرات طويلة المدى تضم مجموعات من مختلف المجتمعات فى طور حول مستقبلهم المشترك.
عندما انتهت الحرب ، قدمت هذه المبادرات اساساً متوسط المدى لإعداد العلاقات المستقبلية وبناء المؤسسات العامة. أنهم كانوا يعملون على المهام بعيدة المدى لتحويل النزاع.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مهارات فض النزاعات (Re: peace builder)
|
تمرين نظريات أسباب النزاع
ملحق رقم (1)
نظريات أسباب النزاع
للمساعدة في إيجاد طرف للتعامل مع النزاعات هناك عدة نظريات أساسية حول أسباب النزاع كل منها توضح مختلف الأساليب والأهداف
(1) نظرية علاقات المجتمع Community Relations Theory :
هذه النظرية تفترض أن النزاع يكون بسبب الاستقطاب، عدم الثقة والخصومة المستمرة بين مختلف المجموعات بالمجتمع.
أهداف العمل المبنى على نظرية علاقات المجتمع هي :-
- تحسين التواصل والفهم بين المجموعات المتنازعة.
- الترويج للمزيد من الصبر والتسامح والقبول للتنوع في المجتمع.
(2) نظرية التفاوض ذي المبادئ Principled Negotiation Theory:
هذه النظرية تفترض أن النزاع يكون بسبب المواقع غير المتوافقة للأطراف المتنازعة .
الأهداف من العمل استناداُ على نظرية التفاوض ذي المبادئ هي:-
- مساعدة الأطراف المتنازعة على فصل الشخصيات عن المشاكل والموضوعات والقدرة على التفاوض على أساس ومصالحهم وليس على أساس المواقع الثابتة.
- لتسهيل الاتفاقات التي توفر كسباً مشتركاً لكل الطرفين/الأطراف.
(3) نظرية الاحتياجات الإنسانية: Human Needs Theory
هذه النظرية تفترض أن النزاعات العميقة تكون بسبب عدم توفر أو إشباع الاحتياجات الإنسانية الأساسية الطبيعية, النفسية, الاجتماعية, الأمن, الهوية, الاعتراف, المشاركة والذاتية، و التي عادة ما يتم التعبير عنها
الأهداف من العمل استناداً على نظرية الاحتياجات الإنسانية هي:-
مساعدة الأطراف المتنازعة في تحديد واقتسام حاجاتهم غير المشبعة وإيجاد فرص لتلبية هذه الاحتياجات.
مساعدة الأطراف المتنازعة في الوصول إلى اتفاقات تلبي الاحتياجات الإنسانية لكل الأطراف.
(4) نظرية الهوية: Identity Theory
تفترض هذه النظرية أن النزاع يحدث نتيجة للشعور بتهديد هوية عادة ما تكون متجذرة من معاناة و مفقودات الماضي التي لم يتم تلبيتها و حلها.
الأهداف من العمل استناداً على نظرية الهوية هي:-
العمل عبر ورش العمل والحوارات بين الأطراف المتنازعة لتحديد المهددات والمخاوف التي يشعر بها كل طرف ولبناء الإئتلاف و المصالحة فيما بينهم.
للوصول معاً إلى اتفاقيات تضمن إحتياجات الهوية الأساسية لكل الأطراف.
(5) نظرية عدم التواصل بين الثقافات:
Intercultural Miscommunication Theory
هذه النظرية تفترض أن النزاع ينجم عن عدم التوافق بين أنماط الاتصال بين الثقافات المختلفة.
الأهداف من العمل استناداً على نظرية عدم التواصل بين الثقافات هي:
- لزيادة معرفة الأطراف المتنازعة بثقافات بعضها البعض.
- لإضعاف القوالب السالبة تجاه بعضهم البعض.
- في المحصلة: تحسين التواصل الفعال بين الثقافات.
(6) نظرية تحويل النزاعات :Conflict Transformation Theory
هذه النظرية تفترض إن النزاع ينجم عن مشاكل حقيقية من عدم المساواة وعدم العدالة يعبر عنها عبر عدة إطارات اجتماعية , ثقافية, واقتصادية.
الأهداف من العمل استناداً على نظرية تحويل النزاع هي:
تغيير الهياكل و الأطر التي تسبب عدم المساواة والعدالة شاملة إعادة توزيع الثروة.
تحسين العلاقات طويلة المدى والاتجاهات بين الأطراف المتنازعة.
· تطوير عمليات ونظم للترويج للتمكين, العدالة , السلام, التسامح الإعتراف و المصالحة
للمناقشة:
- أي هذه النظريات إذا كان ذلك صحيحاً يتفق مع منهجك في التعامل مع النزاعات؟
- هل أهدافك تتفق مع الأهداف لتي طرحت لتلك النظرية ؟
- هل تساعدك هذه النظريات على الفهم بشكل افضل للكيفية التي يتعامل بها الآخرون مع نفس النزاعات؟
- هل هناك مناهج أخرى تستخدمها أنت أو آخرين لا تنطبق على اى من هذه النظريات؟
- هل يمكنك اقتراح نظرية تضاف إلى هذه النظريات؟؟؟؟؟
وظائف و فوائد النزاع
Functions of Conflict
النزاع إذا ما خلق ووجه وأدير بعناية ومسئولية يمكن إثبات أنه أمر إيجابي وعملي جداً وهناك حاجة ماسة إليه .
أدناه بعض العبارات العامة التي تم رصدها عبر السنوات الماضية :
عادة ما يرتقى بهوية الفرد أو المجموعة .
عادة ما يشكل ويؤكد مجموعة محددة من القيم ، حتى ولو بشكل مؤقت ، لكن بصورة مستدامة وطويلة بقدر كافي لخدمة الغرض و تحقيق الأهداف المرجوة.
عادة ما يطور تفاعلاً مفيداً مع الآخرين .
عادة ما يعمل على توحيد الأشخاص أصحاب نفس المزاج و طريقة التفكير داخل نفس المجموعة أو بين المجموعات المختلفة .
عادة ما يطرح السؤال : من معنا ؟ ومن ليس معنا ؟
عادة ما يهدئ أو يوقف مؤقتاً النزاعات الأخرى .
عادة ما يرتب الأولويات .
عادة ما يعمل كصمام أمان لإطلاق و تحرير الانفعالات على أمل أن يكون ذلك في شكل آمن وبناء .
عادة ما ينشط الاهتمام ويرفع المظالم بالإضافة إلى إيجاد مقترحات لرؤى جديدة في البحث عن التغيير، الفهم، الاعتراف، الدعم، الشرعية و المصداقية.
¤ عادة ما يحفز لتغيير أكثر شمولاً ونظاماً و ترتيباً وسرعة عما هو الحال قبل النزاع
عادة ما يطور أنظمة اكثر فعالية للحيلولة دون و إدارة وفض النزاعات للحاضر والمستقبل على حد سواء.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
peace builder
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست