الترابي والخميني ـ جدل الفكر والسياسة ( منقول )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 05:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-08-2003, 01:28 AM

Elhadi
<aElhadi
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 9603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الترابي والخميني ـ جدل الفكر والسياسة ( منقول )

    محمد بن حامد الأحمري ـ (1)
    تحدث مرة ياسين عمر الإمام عن خصوصية السودانيين ، وكان وقتها نائب الترابي في قيادة الجبهة الإسلامية القومية فكان مما ذكره : أن السودان له وضْع وشخصية خاصة, لا يُشْبه العرب ولا الأفارقة ، وأن العرب يرون السودانيين أفارقة ، والأفارقة يرون السودانيين عرباً . فوقعنا بين ثقافتين ، وبحكم أن السامعين عرب ، فبدأ يقص الفرق بين العرب والسودانيين ، ممثلاً بحادثة خاصة به ، وهو أنه كان مسجوناً ثم أُفرج عنه وذهب للحج ، فصادف أن كان وزير الداخلية - الذي سجنه - حاجاً ، قال : فأخبرت إخواناً لي - من دول عربية أخرى - أنني سأزور الوزير في مقره في مِنًى ، فاستغربوا واستنكروا أن يزور ساجنه ، قال : ولكني ذهبت واستمتعت معه بجلسة لطيفة وعاد ليحدثهم عن زيارته لأخ سوداني آخر ، كأن يكون ابن قريته وصديقه . أما العرب الآخرون فلا يعرفون دفء هذه العلاقات .
    ولما تعجب الحاضرون زادهم ما أثار استغرابهم ، ليقبلوا بنظرية أن السودانيين مختلفون عن إخوانهم العرب ؛ فحدّث عن قبائل في غرب السودان تتقاتل نهارها ، ثم إذا حان وقت الغداء اجتمع العدوان المتقاتلان ليتغدوا معاً ، حتى إذا فرغوا من طعامهم عاد كل منهم لجبهته يقاتل الآخر ! . وفي ممارسة السودانيين الاجتماعية والسياسية ما يشهد لرأي الإمام .
    قابل مصطفى السباعي الترابي في لندن والأخير يدرس هناك ، فوجد أن بعض أصدقاء الترابي المقربين له - الذين استقبلوا معه السباعي - كانوا من الشيوعيين السودانيين ، فكان هذا مما عجب منه السباعي . وخرج الترابي من السجن ؛ ليتولى أرفع المناصب الحكومية بعد منصب خصمه الذي سجنه - النميري - ولينظّر له وللمرحلة الإسلامية الجديدة . فيتحول النميري - بين عشية وضحاها - إلى كاتب ومنظِّر للعدل والشورى والنظام الإسلامي ! . وقد اشتدت الخلافات من قبل ومن بعد بين الأنصار والإخوان ولم يمنع ذلك من زواج الترابي من أخت الصادق المهدي ، الصديق اللدود والنسيب للترابي . وتتحول الزوجة المهدية إلى جبهوية ترابية تجيِّش الرجال والنساء ضد أخيها وجدها ، فلكل مجتمع خصوصيته ، التي لا يُفهم المجتمع دون وضعها في الاعتبار .
    وفي موقف آخر يملأ الإخوان المسلمون أيديهم من انتظام إخوان السودان معهم ، ويرون أنهم امتداد وفرع للحركة ، فإذا بالسودانيين يقولون : عرفنا الدعوة والتنظيم في كلية جوردون قبل أن نعرف الإخوان ! . وفي أحد اجتماعات المكتب التنفيذي للإخوان المسلمين - وقد حضره الترابي - أرادوا أن يقرروا منع مشاركة الإخوان في الانتخابات "الشكلية" ، التي تقوم في الدول العربية, بناءً على التجارِب المتكررة, ومنها محاولة إخوان سورية عام 1961 ، ثم فشل التجربة . فردَّ عليهم الترابي متحمساً للانتخابات ، وفكرة المشاركة : "والله - يا إخوانَّا - إحنا لو صح لينا نُص وزير أو ربع وزير ، حتى مش حنرفض" . فقد كان الترابي يصدم المحافظين والبيروقراطيين بقناعاته وتحولاته . قال أحد الذين تعاملوا معه حركياً : عندما قابلته في أوائل السبعينات صدمتني شخصيته آنذاك فقد "كان له عقل غير عقولنا المسكّرة" ، كان مختلفاً في رأيه , حراً ، بل متحرراً في رأيه ، وأحياناً ينطلق بلا زمام ولا قيد .
    لماذا المقارنة ؟ :
    لأن بين الشخصيتين تشابهاً كبيراً ، فكلاهما - على الرغم من اختلافنا معهما - يتمتع بمميزات الزعامة والثقافة والعلم والاستقلال ، وهذه صفات تكفل لمن يتمتع بها مكاناً وأثراً في قومه ، وكلاهما شذّ عن السِّرْب بعمل أو فكر . وكلاهما انتصر لفكرته أو لنفسه بدولة ، وكلاهما رفع شعار الإسلام للتغيير . وكلاهما أثار قلقاً كبيراً في مجتمعه ، بحق أو بغيره ، وكلاهما كان مفيداً ، ثم أصبح عبئاً . وسيبقى أثر كل منهما بعد موته وبخاصة الخميني . ويبقى أن الترابي - مهما قِيلَ عن أخطائه - لا يمكن أن يوضع في صف الإمامية ، وإن أملتْ عليه رغبته الإصلاحية أو السياسية بعض المواقف المشابهة فما كان يقصد ذلك عقدياً ، ولا قصدناه هنا . وفرق آخر مهم بينهما ، وهو أن الترابي -دائماً - كان حاكماً غير معلن ، أو قاب قوسين أو أدنى من الحكم ، لزمن طويل ، أما الخميني ففي الطائرة التي أقلته - لم يكن متأكداً من نهاية الشاة ، ولا أنه سيحكم إيران ، أو على الأقل هذا قول رفاقه ودارسي حياته .
    و هذه مساهمة سريعة في تفهُّم الخصائص والأشخاص ، ولا نقصد بها الحكم على النيات ، ولا نقاش المذاهب والتوجهات ؛ فهي أمور غير مطروقة للبحث هنا ، ولضيق حيز مقال عن أن يتعرض لمهمات أُخر . ثم إنه قد سبق لهذه الأمور العقدية والمنهجية جهابذة ، أغنونا عن تكرار القول .
    الترابي :
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de