السلام القادم - هل يضع نهاية للتمرد ؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 12:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-05-2003, 07:43 PM

Elsadiq
<aElsadiq
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1657

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السلام القادم - هل يضع نهاية للتمرد ؟


    موسي يعقوب

    { ظل التمرد في جنوب السودان حالة مستقرة ومستمرة طوال نصف القرن المنصرم الا من (هدنة) او استراحة قوامها عشر سنوات منحتها اتفاقية اديس ابابا 1972 للبلاد ولكن سرعان ما انتكس الحال وانقلب الي ما كان عليه · والسبب برأينا هو ان الاتفاق يومئذ لم يخاطب المشكل في جوهره ولم تتح له الظروف والاسباب المحلية والاقليمية والدولية الملائمة·

    { محلياً الجنوب (سكاناً) لم يخرج من الحالة التي تركته عليها الادارة البريطانية من انغلاق وحساسيات قبلية وعدم اتصال بالآخر الشمالي او الآخر اجمالاً ··

    { واقليمياً كانت عملية شد الحبل ولَيْ الاذرع بين دول الجوار الافريقي من خلال استغلال النزاعات والحروب الاهلية في العلاقات المتوترة ظاهرة مسيطرة وحاكمة ·

    { وكانت الحرب الباردة بقطبياتها واستقطاباتها تزيد الطين بلة والنار حطباً ··فقد كانت الصراعات وعوامل عدم الاستقرار المحلية تستغل في ذلك الاطار التنافسي بين قطبي الحرب الباردة ومحاورهما ·

    والذي ينظر الي الخريطة يجد ان الكثير من ذلك قد تغير جراء المتغيرات والمستجدات في كل المستويات - المحلي منها والاقليمي والدولي - الي الحد والمدي الذي يمكن للمرء ان يقول فيه ان الاوضاع السابقة التي اشرنا اليها وعددناها في اسباب واستمرار حالة التمرد قد انتفت تقريباً الواحدة بعد الاخري بحيث لم يعد للتمرد ما يمده بالقدرة علي الاستمرار وتجديد الذات والجلد والثوب ·

    وذلك لان عملية ( الردع المتبادل ) في علاقات الجوار المتوترة اما انتهت الي علاقات حسن جوار كما هو الحال مع اثيوبيا وكينيا او علاقات تهدئة وبحث عن مخرج كما هو الامر مع يوغندا ··او قلق متزايد من احتمالات الانعكاسات السالبة بعد ظهور بعض التحالفات والتنسيقات والتفاهمات الاقليمية كما الشأن مع ارتريا التي تعمل الف حساب لتلك التفاهمات التي تحيط بها احاطة السوار بالمعصم·

    وعندما نمد النظر الي الفضاء الدولي نجد ان انهيار الحرب الباردة وظهور الولايات المتحدة الامريكية قطباً اوحد في عالم اليوم يجعل مساحة المناورة والحراك المستمر بين هذا القطب وذاك كما كان الحال في السابق قد ضاقت الي - حد بعيد - بل انعدمت حقيقة ·

    الولايات المتحدة الآن تعتبر في قلب عملية السلام الجارية ولا يسعدها ان تري في افريقيا ( قارة المستقبل ) مظاهر وعوامل عدم استقرار وهي صاحبة المصلحة في ذلك وقد بدأت العولمة والتجارة الحرة تفردان جناحيهما علي الجميع ·

    ونحسب ان الاكثر اهمية من ذلك هو المستجدات والمتغيرات علي الصعيد الداخلي او المحلي · ونقصد بذلك تحديداً ما يلي :

    أولاً :- الحراك الجنوبي الواسع من الجنوب الي الشمال والشمال الاعلي الامر الذي خلق فرصة نادرة للتواصل ودحض الافكار والحجج التي كان التمرد يبيع بها تمرده للدوائر الاجنبية كنسية كانت او سياسية ·

    ثانياً:- قيام نظام ادارات جنوبية في الجنوب وظهور الكثير من مظاهر التنمية والخدمات في الولايات الجنوبية والاهم من ذلك بروز تجمعات وكتل جنوبية تتبني عملية السلام من الداخل وتصر علي الاستقرار ورفض الحرب ·

    ولعل اهمية هذه النقطة الاخيرة تبرز في انها تقول للعالم ان بالجنوب قوي غير قوي التمرد وتعمل باساليب غير اساليبه لتحقيق الاهداف الوطنية والقومية لاهل الجنوب · وقد عملت الحكومة من جانبها علي اظهار ذلك ورفع صوته بالعمل والخطاب السياسي والتنموي كما حدث في جوبا مؤخراً وفي ملكال قبل ذلك ولاننسي ولاية الوحدة حيث آبار النفط وعائداته الانمائية والخدمية الواضحة والتي لم تعد سراً ·

    وقد وقف الجنرال سيمبويا علي ذلك كله في جولته الاخيرة التي زار فيها حواضر الولايات الجنوبية والتقي النخبة الحاكمة فيها والجماهير والمنظمات واضاف الي معرفته وإلمامه بملف مشكل جنوب السودان حقائق اخري هي ان التمرد ليس هو الوحيد في الساحة الجنوبية واجندته الحربية ليست هي الاجندة الوحيدة المطروحة لنفي ظلامات الجنوب التاريخية··والتي لم تبدأ مع الحكم الوطني وانما سبقته حيث مكن لها وكرسها الحكم الثنائي -البريطاني-المصري الذي رزحت تحته البلاد ردحاً من الزمن امتد الي ما بعد النصف الاول من القرن المنصرم - القرن العشرين - ·

    لقد استمع السيد لازارس سيمبويا الي صرخات النساء والاطفال المتأثرين بالحرب والنزوح وتسلم منهم مذكرات وعرائض تدعو الي تسريع خطوات السلام واغلاق ملف التمرد · وسيزود ذلك الرجل ويمكنه من النظر بموضوعية في الملف الذي بين يديه وكما قال الدكتور رياك قاي رئيس مجلس التنسيق في الولايات الجنوبية يوم الاثنين الماضي ( 30 يونيو ) في جوبا للجمهور العريض الذي خاطبه ( ليس من رأي كمن سمع )·

    نعم ( ليس من رأي كمن سمع ) · فالقوي التي استمع اليها سكرتير الايقاد ووقف علي حجمها وعزمها ورغبتها في تجاوز مربع الحرب والتمرد في الجنوب هي الترياق وصمام الامان من تسلل التمرد ودخوله من الشباك بعد ان يخرج بعد ايام من الباب كما هو متوقع وبعد توفر كل الشروط والاسباب الموضوعية ·

    وكل هذا الذي نقول ونتطرق اليه في البال والحسبان ·

    نعود الي السؤال الذي جعلنا منه عنواناً لهذا ( المشهد السياسي ) وهو :السلام القادم - هل يضع نهاية للتمرد ؟!

    هذا هو السؤال الذي ينبغي ان يطرح والكل يتراكض الآن باتجاه السلام · فالمطلوب ليس هدنة او استراحة كما حدث بعد اتفاق اديس ابابا 1972 الذي رتبه مجلس الكنائس العالمي وخلقت له الضربة التي حلت بالحزب الشيوعي السوداني في 1971 وتوتر العلاقة تبعاً لذلك بين الخرطوم وموسكو الفرصة المواتية ، وانما المطلوب والمرغوب هو حسم الامر مرة واحدة إذا أمكن ·

    وجميل بل وموفق جداً ان طرحت الامور بهذا الوضوح حتي لا يبقي شق او ثقب يتسلل منه التمرد مرة اخري · ذلك ان الاستفتاء علي تقرير المصير وخياري الوحدة والانفصال سيكون جهيزة التي تقطع قول كل خطيب او تخرصاته ودعاواه · فلئن كان السكرتير الاداري قبل الاخير في الادارة البريطانية علي السودان ( جيمس روبرتسون ) قد ترك الباب موارباً في مؤتمر جوبا 1947 لأسباب قدّرها منها ان الانسان الجنوبي لم يكن مستعداً لاتخاذ قرار مصيري وحيوي في مسيرته المستقبلية ، فانه اليوم يتمتع بوضع افضل علي هذا الصعيد · ذلك أنه :

    (1) أتاحت له فرصة النزوح شمالاً التعرف علي اهله هناك عبر الاختلاط والاحتكاك المباشر بهم·

    (2) والذين لم ينزحوا أتاحت لهم مشروعات النفط والتنمية ومدافعة التمرد فرصة الاحتكاك المباشر بمن قدموا اليهم في ذلك الاطار·

    ان الحراك والاحتكاك الواسع بين اهل الجنوب والشمال هذه المرة لم يكن يمضي في اتجاه واحد وانما في اتجاه مزدوج · ولم يكن القادمون من الشمال قلة من التجار (الجلابة) والاداريين ورجال الجيش وانما موجات اوسع واكبر تنداح مع اندياح المشروعات التنموية والاستثمارية التي بدأت ولن تتوقف وسيزيدها الاهتمام العربي والاجنبي اندياحاً · وسيخلق ذلك بطبيعة الحال اشكالاً مختلفة من التمازج الاجتماعي والثقافي والاثنى تزيدها ثورة الطرق والمواصلات والاتصالات والمصالح سعة وعمقاً ·

    ونتصور ان ذلك هو الذي يعتمد عليه اكثر في تذويب المشكلات الموروثة· ومن ثم فتح الباب واسعا لكافة اشكال التمازج والانصهار ·· الامر الذي يكسب السلام ديمومة ويجعل من حالة (التمرد) بأشكالها المعروفة حالة تاريخية عفا عليها الزمن·

    يعين علي ذلك لاريب الاهتمام العالمى والاقليمى بالشراكة الاقتصادية اكثر من الاهتمام بالصراع وتأجيج بؤره هنا وهناك في وقت كانت الفلسفة الحاكمة فيه فلسفة الصراع بين مذهبين سياسيين وقطبين متنافسين وكان بيع السلاح وتنشيط تجارته وصناعته هو مركز الاهتمام في هذا المعسكر وذاك علي حد سواء ··

    تأسيسا عليه نري ونتصور ان السلام القادم في سياقه واطاره الموضوعي سيضع نهاية>لحدوتة< التمرد في السودان - والله اعلم


    http://www.alkanews-sudan.com/new_page_18.htm

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de