عالم لغوي وشاعر سوداني ظلمه العرب وأنصفه السعوديون

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 00:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-30-2003, 04:04 PM

Ro3ah
<aRo3ah
تاريخ التسجيل: 05-10-2002
مجموع المشاركات: 716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عالم لغوي وشاعر سوداني ظلمه العرب وأنصفه السعوديون

    ظل يصارع المرض لقرابة العامين وظلت أخبار تحسنه تصل الى محبيه من سودانيي «الدياسبورا» في كل انحاء الدنيا فيستبشرون بقرب الشفاء لما يعرفون عنه من قوة العزم والبدن، والاقبال المستمر على رياضة السباحة التي كان فيها من البارعين رغم تقدم السن. وفي النهاية فوجئنا جميعا ان الموت قد كسب الجولة ورحل عنا البروفسور عبد الله الطيب، أحد ألمع الاسماء في جيل العمالقة السودانيين الذين لمعوا مع بداية عصر الاستقلال في السياسة والقانون والطب والادارة والتعليم والادب وأحرزوا من التفوق ما لم يكن متوقعا من أبناء دولة متخلفة ما زالت ترزح تحت نير الاستعمار. ولعل وجود الادارة الكولونيالية هو الذي دفعهم دفعا للتفوق والامتياز فقد كانوا جميعا ـ جيلا وجمهورا ـ يسعون لاثبات شيء هام هو جدارة السودانيين بالحرية والاستقلال وحكم أنفسهم بأنفسهم، ويعتبرون تفوقهم المهني والاكاديمي مساهمة في تحرير البلاد.
    ولد عبد الله الطيب في أرومة من أشرف البيوتات في السودان فقد اشتهر اهله (المجاذيب) بالتقوى والصلاح ونشر العلوم الدينية بين مريديهم الكثيرين. وكان لهم محبون في السودان الشمالي وكذلك في شرق السودان. وكان من اتباعهم الروحيين القائد العسكري الكبير عثمان دقنة الذي قاتل البريطانيين في شرق البلاد واقتحم عليهم التشكيل العسكري المسمى «القلعة» او «المربع» وكان بين شهود عبقريته شاعر الامبراطورية البريطانية كيبلنغ الذي كتب عن مقاتليه قصيدته عن ذوي الشعور الطويلة (Fuzzy wuzy) ويتصل نسبه بعدد من الاجداد الشعراء تخصصوا في مدح الرسول الكريم بينهم رجال ونساء، ويقول ان والده نفسه كان شاعرا وقد ورث عنه كراسة بخط يده تحوي بعض اشعاره ولكنها ضاعت منه في حادث طريف عام 1934:
    «قدمنا متأخرين فلم يكن بدارالمسجد أحد وكانت مغلقة فغفونا قريبا منها وربطنا شنطنا بعمائمنا، فصحونا الصباح ولا عمائم ولا شنط. وكان الشعر وكراسات الوالد التي فيها علمه وخطه الجيد مما ضاع وأهم ما ضاع».

    * عروبي متشدد

    * تميز منذ صباه الباكر بالذكاء وقوة الحافظة التي ساعدته على اختزان الجزء الاكبر من العلم في صدره، وظل محافظا على تلك القدرة حتى اصابته بالجلطة الدماغية قبل عامين. ولحافظته القوية تجليات عديدة ولكن اطرفها هو قدرته على تذكر ما يخوض فيه من حديث، فقد كان يلقي دروسه على طريقة المشايخ القدماء ومنهجهم في تقصي جزئيات المواضيع والعودة منها الى الموضوع الرئيسي بطريقة (وصل ما انقطع) دون ان ينسى موضع الوقوف وما كان يخوض فيه من شؤون اللغة والتفسير. وبدقة الساعة يواصل من حيث انتهى.
    عبد الله الطيب عالم لغوي في المقام الاول وشاعر في المقام الثاني وحافظ للقرآن والقراءات والتفسير في ثالث المقامات. وهو الى ذلك مؤلف مسرحي وكاتب مذكرات يمكن اعتبارها من اوائل ما وضع السودانيون في علم الاجتماع الوصفي. والى جانب كونه لغويا عربيا من أرفع طراز، كان الطيب شديد التمكن من اللغة الانكليزية وكان على معرفة باللغة الفرنسية لا بد انها معرفة متقدمة فقد فوجئنا به في محاضرة بالفرنسية جالسا في الصفوف الاخيرة لكي لا يلفت الى نفسه الانظار، وكان موضوع المحاضرة في القانون واستيعابها يتطلب معرفة كبيرة بالفرنسية.
    كانت محاضراته في كلية الآداب تجتذب طلاب الكليات الاخرى كما تجتذب اناسا من خارج الجامعة يحرصون على الاغتراف من فيضه الوافر، أما محاضراته العامة فقد كانت الامكنة تضيق بروادها من عشاق ادبه وعلمه. وأذكر على وجه خاص كلمته في الاحتفال بعيد الميلاد الثمانين للعميد يوسف بدري المؤسس الثاني لمدارس الاحفاد وجامعتها فقد ثاق واضحك وابكى جمهورا من صفوة اهل السودان واستولى على ذلك الجمهور بصورة تامة حتى انه لو تحدث طول الليل لظل ذلك الجمهور مكانه يتابع ويستمتع.
    مع اعتداده بنسبه العربي الا ان الطيب لم يجد من العرب ما يستحق من التقدير الا متأخرا جدا حين نال جائزة الملك فيصل العالمية للآداب وكان ذلك انصافا للرجل وتبرئة للجوائز العربية التي ظلت تتخطاه يمنة ويسرة ذاهبة الى من هم في مصاف تلاميذه. بالرغم من انه كان في طليعة علماء العربية على الاطلاق ومن أخصب أقلامها وعقولها. ومما ميزه عن رصفائه في علم اللغة استيعابه المتقن للغات الافرنج مما أهله لعقد المقارنات عن علم وتجربة وليس عن جهل وتعصب.
    يقول:
    «وقد قلبت نظري في كثير من الدواوين العربية والانجليزية، واستقر في نفسي بعد الموازنة أن الشعر العربي ليس كمثله مما قرأته في الانجليزية شيء حتى ولا شعر شكسبير. وقد ذكر استاذنا الدكتور طه حسين، أطال الله بقاءه، في كلمته عن الطبعة الاولى من اصداء النيل (أحد دواوين الطيب) التي نشرتها جريدة الجمهورية ثم ضمنت من بعد في كتابه «من أدبنا المعاصر» في معرض الاشارة الى هذا الذي سبق من حديثي عن الشعر العربي انه من باب شدة الافتتان به، ولا أدفع ذلك..غير أني آخذ على الشعر الانجليزي في الذي اطلعت عليه منه ـ وأصناف الشعر الاوروبي غير بعيدة المذهب عنه ـ التطويل وضعف النغم وكثرة التفصيل والتفريع مما لا حاجة الى حاق البيان الوجداني الشعري اليه». وذلك رأي ـ مهما قلت فيه ـ لا يفتقر الى الشجاعة وعدم التهيب من تفوق اوروبا الحضاري.

    * من آباء القصيدة التفعيلية

    * ولكن الرجل لم يكن متنطعا ولا من المستقتلين في الذود عن التراث، وقد أخذ نفسه بمذاهب من التجديد انتهت به لفترة وجيزة في احضان القصيدة التفعيلية ولكنه استقبل حماس التفعيليين لذلك باستنكار شديد نافيا عن نفسه الميل الى مذهبهم ورافضا تتويجه اميرا على الاتجاه الشعري الجديد. وتفصيل ذلك انه نشر قصيدته «الكأس التي تحطمت» في ابريل 1946 التي كان يمكن ان تضعه بين المتنازعين على ابوة الشعر التفعيلي الحديث جنبا الى جنب مع نازك الملائكة ولويس عوض، لولا انه استنكر ذلك وأباه.
    تقول القصيدة:
    أترى تذكر لما أن دخلنا الفندق الشامخ
    ذاك الفندق الشامخ في ليدز
    ذاك الرحب ذاك الصاخب الصامت
    ذاك الهائل المرعب إذ كنا معا
    أنت واليانوس والأخرى التي تصحب اليانوس
    والابصار ترمينا بمثل الرشقات
    وسهاما حانقات

    ثم لا أنسى إذ الكأس رذوم
    واذا الجو حديث ورنين
    واذا التبغ على النور دجون
    وإذا الناس جليس وأنيس ونديم
    كيف خر الكوب ذاك المترع الملآن للارض وسالا
    وهوى منكسرا منفطرا
    واكتسى وجهك بالدهشة لونا واستحالا.. ..
    ....
    ذهبت كأسك كالوهم وسالت
    وهوت في الفندق العامر ذاك الفندق الشامخ
    دوت فيه صالت
    ذهبت كأسك كالوهم وعزاك الصحاب.

    والواقع ان له عدة قصائد على ذلك النهج بينها قصيدة للندن كتبها في ديسمبر 1945، يقول فيها:
    هذه لندن إذ نحن صرنا
    من بني لندن فلترو عنا
    يوشك اللب بها أن يجنا
    هي كالبحر وأمواجه من
    أنفس فارحة أو تعنى (بالبناء للمجهول)
    ومن اطرف مقاطعها تعليقه على جميلات المدينة وعدم مبالاتهن بأعين الناظرين:
    واثقات الخطو لا هائبات
    لا يبالين هل الطرف عفا
    إذ رنا أم لم يعفا
    وكان وهو العروضي للمتمكن، يسعى للتجريب في إطار البحور الخليلية راميا الى توسيعها وتطويرها وليس الى إلغائها كما فعل التفعيليون او انتهوا بالقصيدة العربية الى ذلك غير قاصدين. وله في ذلك الاطار محاولات لتطويع النظم العربي ليستوعب بحورا كتب فيها الشعر الشعبي شعرا خفيفا صالحا للغناء. ويبدو انه فتن بأغنية شعبية عن سمسم القضارف(وهي تورية عن المعشوق) فكتب على نهجها بالفصحى واستقصى الوزن الذي جرت عليه الى اشعار الجاهليين وأسهب في صفة ذلك في كتابه (المرشد الى فهم أشعار العرب وصناعتها). وكان الشاعر المجيد أمل دنقل مغرما بذلك الكتاب ويزور دار الكتب المصرية يوما بعد يوم ليطلع عليه فقد كانت طبعته نفدت من الاسواق وفي عام 1977 كلفني بالعثور عليه وارساله اليه فلم يحالفني التوفيق.
    وفي دواوينه المتأخرة كتب للكلاسيكية السودانية شعرها المتفوق في نهايات القرن العشرين من امثال:
    يا دار مية ذات المربع الشاتي بين الربى والرياض السندسيات
    وقد تعلمنا انذاك ان نحبه ونفخر به ونستحلي روح الفكاهة التي توفرت لشعره في حين علا وجه القصيدة التفعيلية قطوب وجهامة وعبوس.
    إن شعره ونثره مليئان بالملح والطرائف بما يجعل الغوص في تراثه نوعا من التفكه والتسرية عن النفس، كما هو سبيل الى الافادة من علمه البارع المتقصي. وذلك ما يزيد من الحسرة لفقده فقد كان ـ رحمه الله ـ لؤلؤة المجالس وقد احتشد بالعلم والتجارب وحفظ عن الدنيا مفارقاتها المضحكة والمؤسية وصار كنزا قوميا خطفته من ايدينا يد المنون. ويزيد من ألم الفقد انه لم يكن حفيا بالصحافة ومحاوريها قليلي الخبرة والعلم إذ كان بطبعه يستنكف مجالسة الجهلاء والمتعالمين. وأذكر جلسه له مع نزار قباني في زيارة له الى الخرطوم عام 1968، فقد ظل صامتا والناس من حوله تهرف بما لا تعرف في حضرة الشاعر العربي المجدد وكان له في سلامة لغته رأي بدا له من حسن الضيافة ان لا يجاهر به
    .محمد المكي ابراهيم*

    * شاعر ودبلوماسي سوداني يعيش في واشنطن

    من مجموعاته الشعرية «امتي»، و«يختبئ البستان في الوردة» و«الاخباء للعامرية» و«الاعمال الشعرية»

    From this link

    http://www.asharqalawsat.com/default.asp?issue=8980&page=art#179009
                  

06-30-2003, 07:11 PM

al_msaa


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عالم لغوي وشاعر سوداني ظلمه العرب وأنصفه السعوديون (Re: Ro3ah)

    نحن دائما هكذا ،،،،، شعب لا يقدر الا من يرفع فى رقبته السيف
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de