الانقاذ فى عيدها 14 عاما من التهريج

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 01:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-29-2003, 08:44 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الانقاذ فى عيدها 14 عاما من التهريج

    الانقاذ فى عيدها
    أربعة عشر عاما من التهريج !!
    خــالد عــويس
    ليست تسوية.. او لا تسوية
    بل منظور رؤوس الأموال.. ومنظور الفقراء
    أعرف من يرفض حقاً
    من تاريخ الغربة والجوع بعينيه
    وأعرف أمراض التخمة
    يمكنني أن أذكر بعض الأسماء
    مظفر النواب
    طاغوتية
    في بلاد المشركين ،
    يبصق المرء بوجه الحاكمين،
    فيجازى بالغرامة؛
    ولدينا نحن أصحاب اليمن،
    يبصق المرء دماً تحت أيادي المخبرين،
    ويرى يوم القيامة،
    عندما ينثر ماء الورد، والهيل ــ بلا إذن ــ على وجه أمير المؤمنين

    أحمد مطر

    حين البحث فى المعاجم اللغوية لمقاربة مفردة دقيقة لتوصيف ما يجري فى السودان طيلة أربعة عشر عاما ، يشق على المرء كثيرا اجتراح واحدة تختزل كل الآلام والمتاعب التى تعرّض لها الشعب السوداني على أيدي الاسلاميين المفتونين بالمشروعات الديغماجوجية ، ومن ناحية أخري لابد لهذه المفردة العجيبة محل البحث أن توفيهم حقهم أيضا فى ما أقدموا عليه من كوميديا سوداء مضحكة مبكية ، لذا فان المفردة الغرائبية التى تنطبق بالضبط على سنيّ الانقاذ ، هى "التهريج" !!
    والحق انني لا أستخدم هذه المفردة للرزاية بهم أو انتقاص حقهم السياسي أو الفكري ، ولا تهميشا لأحلامهم أو "أشواقهم" المزعومة فى بناء دولة "اسلامية " تتأسس على استنهاض العاطفة الدينية واعادة صياغة الانسان ، لكن النتائج كلها تشير الى أن ما أحدثته الانقاذ فى البني الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لا يعدو أن يكون محض تهريج ، استحال بموجبه السودان الى مسرح خرافي يمتد على مساحة مليون ميل مربع . الممثلون الرئيسيون فيه ، هم الزمرة الحاكمة ، ومشايعوها ، أما الجمهور المغلوب على أمره ، فقد سيق قسرا لحضور أكثر المسرحيات تفاهة وسخفا ، وأشدّها انحطاطا ، ولست فى حاجة لرصد مسيرة الانقاذ منذ يومها الأول الى الآن ، فالشعب السوداني أصيب بتخمة جراء سوء الهضم الذى أحدثته أجهزة اعلام النظام المتخصصة فى جلب الشعور بالغثيان لكل من تسوّل له نفسه بمطالعة أو مشاهدة احتفال مخصص لاستذكار "30 يونية 1989م " ، وهى الاحتفالات المختومة دائما بفواصل راقصة فى عهد "الخلافة الراشدة" التى عنّ لرأسها مؤخرا أن يسدي النصح للزعماء السياسيين بترك المسرح ...."له" ، ليتنعم الشعب السوداني بعبقريته السياسية الفذة ..."وحده" .
    قبيل عيدها ..." عيد بأي حال " ، دارت الانقاذ مائة وثمانين درجة "كعادتها فى دورانات استنزفت أعصاب الشعب" عائدة الى ما قبل المربع الأول ، فارضة عنترياتها ، وسطوتها الأمنية ، ومعالجاتها "المرتجلة" للقضايا كافة ، وهى بذلك لا تحشر عملية السلام وحدها فى نفق ضيّق بتكالبها على ذات الخطاب " البن لادني " القديم ، وشكل الوصاية الدينية الفجة ، والاتجار بالعقيدة ، على شاكلة ما مارسه الفريق عمر البشير أمام أعضاء هيئة الدفاع عن العقيدة والوطن ، من تجليّات وتهريج عكس حجم الردة المخزونة فى أعماق الاسلاميين ، وأشواقهم لاستعادة خطاب سبتمبر 1983م "التخديري " ، وسعيهم لاقحام القضية الدينية فى المعترك السياسي لتدخل الساحة السياسية مرة أخري فى دوامة الدفوعات الدينية ، والمماحكات التى لا طائل من ورائها ، والمقصود بذلك ارباك المشهد بكامله لجهة الاسلاميين الذين استشعروا خطورة بالغة من توقيع "اعلان القاهرة" ، وما فى هذا الاعلان من علامات دالة الى مستقبل التحالفات ، والحقيقة أن تحالفا ينشأ بين أحزاب الأمة ، الاتحادي الديمقراطي والحركة الشعبية مع امكانية توسيع هذا التحالف ليشمل كل القوي المؤمنة بالديمقراطية سيفرض عزلة تستأهلها الحركة الاسلامية بمسماها الجديد " المؤتمر الوطني " . الانفعال المصاحب لخطابات الاسلاميين فى المؤتمر الوطني الحاكم هذه الأيام مبرر تماما ، فبعد أن وضعوا الوطن على برميل بارود ، واستحلوا ثرواته ، وأهدروا دماء أبنائه ، وفصلوا الملايين من الخدمتين المدنية والعسكرية ، وشردّوا الملايين الى المنافي ، وجعلوا من الجيش مؤسسة حزبية ، وعمدوا الى خلق توترات واستقطابات مناطقية وقبائلية ، وبعد أن فشلوا فشلا ذريعا فى احداث أى تطور على المستوي الاقتصادي وأضحت عائدات النفط " المجهولة حتى الساعة" تصب فى جيوب "الكبار" وتمت خصخة المؤسسات الوطنية الكبري بطرق ملتوية ، وأصبح أعضاء المؤتمر الوطني و" حلفاؤهم" يتمتعون بامتيازات تفوق الخيال فى بلد أوصلوه لما هو دون مستوي الفقر . لا يريد منسوبو المؤتمر الوطني وقياداته الاكتفاء بأربعة عشر عاما أمضوها فى التهريج ، وامتصاص دماء السودانيين من خلال مختلف صنوف "الأتاوات" و" المكوس" والضرائب المأخوذة جبرا من أدني طبقات المجتمع ، وفى حال السودان ، فان الاستثناء من هذه الطبقات المذكورة هى الطبقة الحاكمة المتنعة بالسلطة والثروة ، هذا اضافة للآثار السالبة المرعبة التى أحدثتها "ثورة الانقاذ " فى مجالات التعليم والصحة والثقافة ، ما لا يمكن حصره ، ومعاينة نتائجه الكارثية ، أما الاعلام ، فيكفي القول بأنه أضحي مجالا لتهريج فظيع ، لا استثناء فيه الا للذين استثنوا أنفسهم من مداهنة الانقاذ والتملق الذى أضحي سمة لفئة من الاعلاميين المتكسبين الذين تعودوا " منذ أيام الطاغية جعفر نميري " على مسح أحذية الحاكمين وتلميعها ، وتلويث صفحات الجرائد ، والكذب الصريح من خلال التلفزيون !!
    لو كان فقهاء السلطان الذين اجتمع بعضهم مع الرئيس السوداني ، لدي لقائه بهيئة الدفاع عن العقيدة والوطن ، مخلصين حقا لدينهم ، وأمينين على الأمانة الكبري التى بحوزتهم ، لما توانوا عن الجهر بكلمة حق واحدة طيلة أربعة عشر عاما قضوها فى تزيين الأفعال الشريرة باسم "الجهاد" و"الحكم الاسلامي " ، هؤلاء المكبون على مائدة الانقاذ الدسمة ، المتكالبون على "كل موائد" يزيد ، الناسون الصلاة خلف الحسين ، يتغافلون تماما عن المذابح الدموية البشعة والجرائم الانسانية الفظيعة التى قامت بها حكومة "عمر بن البشير " فى جنوب السودان ، بازالة قري بأكملها من على ظهر الكرة الأرضية ، هؤلاء لم يرمش لهم طرف وأطفال ونساء وشيوخ الجنوب يدفنون تحت الأنقاض بدعوي وجود متمردين فى تلك القري !!
    هؤلاء الذين يزاودون على الشريعة الآن ، ويرفعون المصاحف على أسنة رماح صدئة ، ويضمرون شرا بالسلام القادم ، يتعامون ، ويتعامي معهم أصحاب الفضيلة فى هيئة الدفاع عن العقيدة والوطن ، عن جريمة رمي ثمانية وعشرين ضابطا بالرصاص وطمر بعضهم أحياء فى حفرة واحدة فى شهر رمضان الكريم 1990م !!
    هؤلاء يتعامون عن فظائع حكاها لى ضباط سابقون فى الجيش السوداني حدثت فى جنوب السودان ، ويتعامون عن فظائع مماثلة تجري حاليا فى دارفور !!
    هؤلاء يكذبون علينا باسم الدين الاسلامي ، ويعتبرونه قضيتهم ، القضية التى تمّ التغاضي عنها منذ استلامهم السلطة ، والرئيس نفسه لا يجد حرجا فى الاعتراف بأن نهج حكومته قام فى المبتدأ على الاعتقالات وضرب الناس وتعذيبهم فى بيوت الاشباح ، لكنه يؤكد أن هذا النهج سنّه المنشقون الذين أسسوا حزب المؤتمر الشعبي ، أىّ رئيس مسؤول هذا الذى يعترف على نفسه بالغفلة ، ولا يجد غضاضة فى وصف نفسه بأنه كان مجرد تابع ومنفّذ لسياسات جماعة بعينها ، وأنه كان رئيسا بلا رئاسة ومسؤولا بلا مسؤولية ، اليس هذا هو التهريج بعينه ؟؟!
    الرئيس السوداني لا يكتفي بهذه الاعترافات المخزية ، التى تؤكد الممارسات الظلامية والتعسف الذى حاق بمعظم مواطنيه جراء عنف قبيلته السياسية ، واتباعها منهجا فى "تأديب" المخالفين فى الرأي لا يمكن أن يوصف أبدا بأنه كان اسلاميا أو حتى أخلاقيا ، ففخامة الرئيس عاد مرة أخري _ كما هى سياسة الاسلاميين منذ الستينات _ للتقوي جماهيريا بالشريعة الاسلامية والموضوعة الدينية ، ولو رجع الرئيس قليلا للدستور المعمول به بواسطة حكومته حاليا لاكتشف ضعف حجته وخلو خطابه الغوغائي من أية بادرة موضوعية !!
    يحتفل الانقاذيون بعيدهم الرابع عشر ، والمعارضة أحسن حالا من السنوات السابقة ، لكن استحقاقات فكرية وسياسية ومطلوبات نضالية جبارة تعترض طريقها ، فالاعلانات الصادرة من هنا وهناك ليست كافية أبدا ، وعلى أطراف محددة فى المعارضة أن تصحح أخطاء تراكمية ظلت ترتكبها منذ الستينات بانجرارها الطوعي للخطاب الديني الكاذب ، وجعل هذه الموضوعة أولوية فى خطاب الدفوعات ما أكسب الجبهة الاسلامية زخما لا تستحقه ، والواجب فى هذه المرحلة الا ينجر حزبا الأمة والاتحادي الديمقراطي الى هذه الدائرة الجهنمية ، فالشريعة التى يتحدث عنها أهل الحكم ما هى الا مطية تستجلب فى أوقات الأزمات الكبري التى تواجه الاسلاميون ، وتطوي صحائفها تماما ، ويصعب عليهم التحدث عنها حين يفسح المجال للشرعية الثورية وحدها لقصف الرقاب ، وتشريد الأسر ، وعقد الصفقات المشبوهة والتورط فى جرائم بشعة .
    وعلى رئيس حزب الأمة بالذات الا يمنح الانقاذ وقتا اضافيا بالعودة الى العاصمة السودانية الخرطوم ، اذ يتحتم عليه سلك واحد من طريقين ، اما العودة هذه المرة بغرض مواجهة حقيقة مع النظام سياسيا وشعبيا ، والعمل مع الجماعات السياسية الأخري على فضح الممارسات البشعة ، والخشونة السياسية ، أو البقاء فى المنفي ومواصلة المعركة الحالية بين حزبه والحكومة . وعلى الأحزاب السياسية السودانية أن تعلن بوضوح أن الانقاذ تتراجع حاليا عن كل ما وعدت به حيال الحريات العامة وقوانين الطواريء وحقوق الانسان ، وعليها _ أكثر من ذلك _ الا تأنس كثيرا لوعود الانقاذ ، أو مسارات السلام ، فعملية السلام نفسها أدخلها الاسلاميون فى ورطة بالغة ، وسيتعين على المعارضين قيادة مجهود كبير للضغط على الانقاذ بشتي السبل من أجل قيام نظام ديمقراطي ، حتى لو كان ذلك مؤداه الاتجاه الى احداث ثورة شعبية ، فرجوع الانقاذ الى مربعها الأول لابد أن توازيه عودة للمربع الأول من قبل المعارضة ولا مجال هنا لوسطية وحلول عقيمة طالما أن سيف الجلاد مسلط بقسوة ، وطالما أن الوطن يوشك على التفتت جراء تهريج جماعة استمرأت التهريج ، وتعودّت على التكسب من وراء الدين الاسلامي .
    أربعة عشر عاما ، هى الأسوأ فى تاريخ السودان ، وهى الأشد قسوة وتجبرا وظلما ، ولئن كان الطريق ممهدا للاسلاميين بسبب أخطاء السياسة السودانية ، فلابد للسياسيين أن يصححوا أخطاءهم قبل أن تتجاوزهم الأحداث ، ويتجاوزهم الشعب السوداني ، ولابد لكل شرائح الشعب السوداني أن تقرر مصير بلادها بيدها فى وقت هو الأكثر ضيقا ، والأشد مرارة ، والأكثر انفتاحا على كل الاحتمالات !!
                  

07-01-2003, 03:35 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الانقاذ فى عيدها 14 عاما من التهريج (Re: خالد عويس)

    فوق
                  

07-01-2003, 06:55 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الانقاذ فى عيدها 14 عاما من التهريج (Re: خالد عويس)

    الأخ خالد.

    نظام الانقاذ لا يمكن التصالح معه,الاتفاق معه أو التصالح معه, فهو كل يوم يثبت بأنه أحادي لا يعترف بالأخر مهما كان وهم في سبيل الحكم مستعدين بأن يفتتوا وحدة البلاد, حتى لو اكتفوا بحكم الخرطوم فقط. مثل هذا النظام يجب يقتلع من جذوره والواجب على جميع السودانيين العمل بذلك.

    Deng.
                  

07-02-2003, 06:40 AM

yasiko
<ayasiko
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2906

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الانقاذ فى عيدها 14 عاما من التهريج (Re: Deng)

    التحية لك ولكل صامد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de