المبارزة بين ماركس ودستويفسكي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 00:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-23-2003, 08:38 PM

bunbun
<abunbun
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1974

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المبارزة بين ماركس ودستويفسكي

    [BIG]البرتو مورافيا
    المبارزة بين ماركس ودستويفسكي
    ترجمة : أنور محمد إبراهيم
    ظل الكاتب الايطالي الشهير البرتو مورافيا طوةال حياته مولعًا بدستويفسكي وقد انعكس تأثير العبقري الروسي على رواياته الإجتماعية النفسية ( اللامبالون ) ، ( إمرأة من روما ) ، ( الملل ) ، ( تشوتشارا ) الامر الذي اعترف به مورافيا نفسه أكثر من مرة .
    وقد سافر مورافيا الى لينجراد ليرى رأي العين بطرسبرج دستويفسكي ، وظل واقفًا في خشوع أما الشقة التي انجز فيها الكاتب الروسي رواية ( الجريمة والعقاب ) بل انتزع جزءًا صغيرًا من خشب باب هذه الشقة ليحتفظ به كتذكار .
    نشر مورافيا مقالته ( المبارزة بين مكاركس ودستويفسكي ) في مجلة Encountre ( العدد السابع نوفمبر 1965 ، ص 3-5 ) وقد لاقت انذاك شهرة مدوية ، وتمت ترجكتها الى كل لغات اوروبا تقريبا ، ولكنها لم تترجم الى الروسية الا في مطلع العام الماضي ( العدد الاول من مجلة قضايا الادب الشوفيتية 1990 ) .
    في تلك الاونة كان لهذه المقالة اهمية فائقة ليس فقط لأنها بقلم الكاتب الايطالي الشهير ، بل للتناول المبتكر لرواية ( الجريمة والعقاب ) الذي قد يبدو للوهلة الاولى مباشرًا وإجتماعيًا بعض الشيء.
    وينبغي ان نضع في اعتبارنا في البداية ان مقالة مورافيا ( المبارزة ... ) قد ظهرت بالتحديد في الوقت الذي سمع فيه العالم للمرة الاولى الحقيقة المفزعة بشأن جرائم ستالين ، من خلال الخطاب الشجاع الذي القاه نيكيتا خروشوف في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوداني 1961 م من هنا نقف على السبب الذي من أجله تناول مورافيا عن وعي رواية هائلة مثل الجريمة والعقاب بشيء من المباشرة والاستناد الى التحليل الاجتماعي ، منطلقًا من فكرة اساسية هي استحالة ان تكون حتى انبل الاهداف وأسماها مبررا لاستخدام وسائل منحطة ، إذ أن دمعة واحدة تذرفها عين طفل لا يمكن ان تكون ، على حد قول إيفان كارامازوف عذرًا للإنسجام الكوني في المستقبل .
    وإبداع (( أنقل لكم المقال من مجلة إبداع العدد12 ، ديسمبر 1991،ص106-109 محمد )) تقدم لأول مرة الترجمة العربية لهذه المقالة الهامة ، تحية لألبرتو مورافيا في الذكرى الاولى لوفاته ( 27 اكتوبر 1990 ) وتصديقًا لتنبؤاته ، فدستويفسكي الذي هزم في الجولة الاولى من المبارزة ينتصر على ماركس الان .
    النص ... النص ... النص :
    ينفي الروس وإن جرى على استحياء ، وبكثير من التردد ، أن دستويفسكي إبان حكم ستالين قد اعتبر خارجًا على القانون ، ولكن تبقى حقيقة ان مؤلفاته لم يعد طبعها آنذاك ، وكانت الطبعات القديمة من مؤلفاته تنتقل من يد لأخرى بين قرائه المخلصين ، أما المجلات الادبية التي كفت عن الحديث عنه فقد تحولت الى مجلات لا يرجى من روائها خير .
    وأخذت تسير من سيء الى أسوأ ، بإختصار فإن دستويفسكي ، كما أخبرني بذلك فادييق منذ عدة سنوات في روما ، كان بالطبع كاتبًا روسيًا يستحيل إسدال ستر النسيان عليه ، ولا يجوز ذلك بأي حال من الأحوال ، ولكنه كان في نفسه كاتبًا جعيًا ، دافع عن النظام القيصري وعن الارثوذوكسية ، كما كان صاحب نزعة في الفن انحطاطية فردية وكان منغلقًا على ذاته . ترى هل يمكت إعتبار هذا الحكم صحيحًا مطلقًا ؟ إنني أفترض ان الستالينيين على صواتب جزئيًا وهم ينظرون اليه بإعتباره خصمًا لهم ( وخاصة إذا ما أخذنا في الإعتبار رواية الشياطين ) ولكن الصواب جانبهم في أمور كثصيرة .
    لنأخذ كمثل أفضل وأكثر روايا دستويفسكي شهرة وهي ( الجريمة والعقاب ) إن هذه التحفة ستظل لسنوات طويلة مفتاحًا ضروريًا لفهم ما حدث في روسيا وفي أوروبا خلال الخمسين ععامًا الأخيرة . من هو راسكو لينكوف ؟ إنه مثقف ما قبل الماركسية ، الذي يعبر عن إحتجاجه على الظلم الإجتماعي والفقر المدقع في روسيا القيصرية ، والذي يقرر في تحد القيام بعمل رمزي ضد هذه الظروف . لم يتسن لراسكو لنيكوف أن يقرأ ماركس وكان معجبًا بنابليون نموذج السوبرمان للقرن التاسع عشر بأكمله ، نفس الأعراض نجدها في الجانب المقابل عند جوليان سوريل في رواية ستاندال ، بطل آخر متيم بنابوليون ، راسكو لنيكوف لا يحلم بالعظمة وإنما بالعدالة ، فيما بعد سنجد أن كراهيته تتركز في العجور المرابية ، وهو ما يتفق في المحصلة النهائية مع المعادلة الماركسية بشأن إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان ، ولكن من هي في هذه الحالة تلك العجوز المرابية ؟ إنها التجسيد للبورجوازية الاوروبية التي تضارب برؤوس الأموال المساهمة التي تعيش على الدخول التي تدفعها البروليتاريا في الدول المحتلة والتابعة ، وتفعل هذا كله دون وعي ، وبضمير مطمئن . إن هذه العجوز هي في واقع الأمر رمز قد لا يختلف كثيرًا في سماته الرئيسية عن النموذج التقليدي لصاحب البمك في الروايات الساخرة المعادية للبورجوازية ، بشحمه المكتنز وقبعته الحريرية .
    على الرغم من ان راسكو لنيكوف لم يقرأ ماركس ويتصور نفسه سوبرمان يعهلو فوق الخير والشر ، فإنه كان ما يزال آنذاك جنينًا لقوميسار الشعب . والواقع أنه كان أول قوميسار شعبي يخرج من طبقة المثقفين التي ينتمي اليها ، والتي استحوذت عليها نفس الأفكار ، نفس التعطش للعدالة الإجتماعية ، ونفس التشبع الأيدلوجي الشديد ، ونفس الإصرار على الفعل . كان الخيار أمام راسكو لنيكوف هو ذاته الخيار المطروح أما قوميساري الشعب وأما ستالين : " هل يمكن لصالح البشرية قتل العجوز المرابية ؟" ( اقرأها : القضاء على البورجوازية ؟) إذا كان الأمر على هذا النحو لماذا إذن يكن الشيوعييون الكراهية لدستويفسكي ؟ إن السبب غاية في البساطة .
    إن كراهية راسكو لنيكوف للعجوز المرابية لها جذور مسيحية .
    فالواقع أن هذه الكراهية هي كراهية المسيحي في العصور الوسطى للتجارة والربح ، إدراك تنافر تعاليم الكتاب المقدس مع البنوك والمكاسب .
    إن هذه الكراهية وهذه الخصومة التي استمرت مئات الأعوام قديمًا هي التس سلمت البنوك والتجارة لأيدي اليهود ، حت جاء هذا اليوم الذي أدركت فيه شعوب اوروبا المسيحية ( وعلى رأسهم الايطاليون ) أن بإستطاعتها هي ذاتها أن تصبح من أصحاب البنوك والتجارة ، وأن تبقى على الخوف من الله في قلوب الناس .دون أن تجادله في دينه او تتخاصم معه .
    على أن راسكو لنيكوف قد ظهر ، مثله في ذلك مثل قوميسار الشعب ومثل ستالين ، في دولة من العصور الوسطى حيث تتحكم في البنوك وفي التجارة ، أجناس وجماعات إجتماعية محدودة ، جاء راسكو لنيكوف من بلد زراعي متخلف ما يزال وثيق الارتباط بالمسيحية البدائية الصوفية . لهذا كانت البنوك والتجارة تمثل بالنسبة لراسكو لنيكوف أعمالاً ربوية ، أما البورجوازية الاوربية والروسية اللتان تمارسان الربا فقد تحولتا الى العجوز المرابية ، ولهذا وجب قتل العجوز أي وجب القضاء على البورجوازية .
    على أنه وفي هذا المكان تفترق الطرق بدستويفسكي والماركسية .
    الماركسيون غير المسيحين على الإطلاق يقولون : ( هيا نسحق المرابين ونمشي قدمًا . بعد موت العجوز سوف نخلق مجتمعًا جديدًا بلا طبقات . وبلا مرابين . إن هذا المجتمع يبر تمامًا قتل المرابية "
    أما دستويفسكي الذي بقى مسيحيًا بعد أن قادنا خطوة وراء الأخرى ، عبر جميع مراحل الجريمة التي كان يفكر فيها دون توقف ، والتي اختبرها الاف المرات في قلبه ، فيتوقف فجأة ، وبتحول حاد مفاجئ ، يعلن أن راسكو لنيكوف وستالين ليسا على حق ليقول :
    ( لا . لا يجب ان تقتل حتى ولو كان هذا لصالح البشرية . لقد قال المسيح : لا تقتل ).
    ويتوب راسكو لنيكوف توبة نصوحا ويأخذ مع سونيا في قراءة الكتاب المقدس .
    وهنا يضفي دستويفسكي عل نهاية روايته هالة من الوجد الصوفي :
    تدريجيًا ، قصة إعادة انبعاثه رويدًا رويدًا، قصة إنتقاله من عالم إلى عالم آخر خطوة خطوة ، قصة معرفته بواقع جديد كان يجهله حتى ذلك الحين كل الجهل "
    على أن الماركسيين كان بإستطاعتهم أن ينهوا الرواية على النحو التالي : ((أما هنا فتبدأ الثورة )).
    إن هذا الفراق بين دستويفسكي والماركسية هو نتيجة التقديرات المتباينه لكينونة الشر . الشر عند الماركسيين هو هذه الأطروحة ، كما بدأ الأمر اولاً . ثم رفضها واتجه نحو الاستنتاج المسيحي . وفحواه ان الشر ليس هو العجوز وإنما هو الوسائل التي استخدمها راسكو لنيكوف لإزاحتها أي بالتحديد هو العنف .
    إن الشر في الرواية كما رآه دستويفسكي قد جرى تقديمه لا في الموت العنيف للعجوز . وإنما أيضًا وبالدرجة الأولى في الموت العنيف الذي تعرضت له ليزافيتا البريئة المتدينة أخت المرابية والتي قتلها راسكو لينكوف ليتحاشى شهادتها على جريمته .
    بإختصار فالشر عند الماركسيين شيء غير حقيقي فلا توجد سوى مشكلة الشر الإجتماعي الذي يمكن تدميره عن طريق الثورة .
    أما عند دستويفسكي فالشر حقيقة فردية في قلب كل إنسان . وهذا الشر ينعكس تحديدًا في وسائل العنف التي تطبقها الثورة .
    إن الماركسيين انطلاقًا من مبرراتهم التاريخية والإجتماعية يستطيعون أن يغسلوا أكثر الضمائر اسودادا في الوقت الذي ينفي فيه دستويفسكي أي مبرر للجريمة . ويؤكد على وجود الشر الذي لا يستأصل .
    هكذا كنا جميعًا في الأعوام التسعين الأخيرة شهودًا على ما حدث في روسيا من تنافس بين دستويفسكي وماركس .
    انتهت الجولة الاولى لصالح دستويفسكي بإبداعه هذه التحفة الفنية ، بينما انتصر ماركس في الجولة الثانية عندما تحققت نظريته بالثورة .
    على أنه يبدو ان النصر في الجولة الثالثة ، أو مرة أخرى ، لدستويفسكي :
    فالشر الذي دخل من النافذة بفضل الماركسية اندفع بفضل الوسائل التي طبقتها الثورة لتثبيت وتوطيد أركانها . أي نوع من الشر تراه؟ عن هذا حدثنا خروشوف بإستفاضة في خطابه .أما أنا فسوف أتحدث بإختصار أكثر : إن الشر في الاتحاد السوفيتي قد انعكست صورته في عدد لا يحصى من أمثال ليزافيتا ، فيما لا يحصى من الضحايا الابرياء الذين عبذوا وسيقوا الى السجون وقتول باسم الثورة والذين يعاد اليهم اليوم اعتبارهم ولكن لن يعاد اليهم مطلقًا ما انتزع منهم . أعود وأقول في إيجاز إن الشر هو الألم ، الألم الذي لا حدود له ، الألم الذي أغرق روسيا طوال الأعوام الخمسين الأخيرة ، إن هذا الألم بدوره هو الذي دفع راسكو لينكوف لأن يهوي ببلطته مبررًا فعلته بأنها لخير البشرية . للأسف فإن ضربة البلطة هذه كانت في واقع الأمر أثقل وزنًا بكثير من خير البشرية . لقد قفزت كفة الخير في الفضاء حقيقة الى أعلى في الوقت الذي هبطت فيه الكفة الأخرى إلى أسفل ، بسبب ضربة البلطة وهكذا فقد تحقق إنتصار دستزيفسكي ولو إلى حين .



                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de