المرأة في الأُسرة والمجتمع 4-17

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 03:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-16-2003, 07:28 AM

nile1
<anile1
تاريخ التسجيل: 05-11-2002
مجموع المشاركات: 2749

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المرأة في الأُسرة والمجتمع 4-17

    منقــــــول


    المرأة في الأُسرة والمجتمع


    اتضح مما سبق من حديث طبيعة المكانة التي تحتلها المرأة في مجتمع الحضارة الإسلامية ، والموقع الذي أحلها الإسلام الحنيف فيه جنباً الى جنب مع الرجـل ، وفقاً للنصـوص الدينية المقدّسـة ، أمّا الشروح ، والتفسيرات لبعض تلك النصوص ، وما جرى فيها من تعسف وتزوير بحكم التأثر بالواقع الاجتماعي ، والثقافات الشخصية للمفسر أو الفقيه وحتّى للراوي ، الذي يتحكّم أحياناً ببعض الروايات حسب ذوقه الاجتماعي ، والثقافي .
    فانّها أعجز عن أن تعكس المكانة التي حددها الإسلام الحنيف للمرأة في المجتمع الذي يصنعه الإسلام ويشيده ، حيث يواجه الباحث في شؤون المرأة في مجتمع الحضارة الإسلامية نوعين من الآثار ، يمثل أحدهما : النصوص الأصيلة التي تشكِّل النصوص الدينية المقدّسة التي وردت في القرآن الكريم ، أو صدرت مباشرة من المعصـوم (عليه السلام) ، وهـناك آثار وروايات ـ وهي تشكِّل النمط الثاني من تلك الآثار ـ لم تصل الى مستوى النص المقدّس في قيمتها الدينية وهي أما أن تكون قد صدرت من صحابي أو تابعي أو فقيه أو حاكم أو مفسر ، وهذه النماذج جميعها لا تعكس أصالة النص الديني ، ولا قدسيته في كثير من الأحيان . .
    على أننا قد نواجه نصوصاً مقدسة اسيء فهمها أيضاً ، فاستعملت للحط من مكانة المرأة في المجتمع ، والحياة ، والحضارة ، رغم أنها مربوطة بزمن معين أو حادث خاص أو حالة خاصة ، وهذا النوع من النصـوص يحتاج الى عقل مفـتوح للتعامل معه ، ومعرفة خلفـياته وأسباب صدوره ، تماماً كما نتعامل مع أسباب النزول بالنسبة للآيات القرآنية الكريمة . . .
    هذا ومن الجـدير بالذكر أن بعض الأحاديث ، والروايات قد تصدّى لوضعها بعض الوضاع التقليديين الذين ابتلي بهم الإسلام الحنيف عبر عصور مختلفة، كالعصر الأموي مثلاً الذي شهد أسوأ عمليات التزييف للأحاديث النبوية ، والدس في السنة الشريفة لأهداف سياسية ، وثقافية ذكرها المؤرِّخون(14) .
    إنّ مشكلة النصوص الخاصة بشؤون المرأة في الحياة الإسلامية إنها تعرّضت الى التعسّف . والتزييف تبعاً للتزييف الذي حصل في هيكلية الثقافة الإسلامية التي صاغتها النصوص الدينية المقدسة الصادرة من الحق تعالى أو من رسـوله الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وذلك بعد الانتكاسة التي حلت بالمسلمين في العهد الأموي ، وفتح الروافد الجاهلية على الثقافة الإسلامية من قبل المتصدين للقيادة في حياة المسلمين العامة حيث فتحت روافد الثقافة النصرانية واليهودية على الثقافة الإسلامية من خلال بعض العناصر التي أسلمت حديثاً ـ ربّما لأغراض سياسية وثقافية ـ مثل كعب الأحبار، وتميم الداري، وأمثالهما الذين كان لهم دور خبيث ومؤثر في تسلل الثقافة الإسرائيلية الى الحياة الإسـلامية ، علاوة على الردة الثقافية التي حدثت في العهد الأموي ، بالعودة الى الثقافة الجاهلية العربية المألوفة ، وما تعكس من قيم ومفاهيم، وعادات قبلية رجعية اضافة الى ثقافات البلاد المفتوحة كالثقافة الرومية الوثنية ـ النصرانية في بلاد الشام التي تأثر بها حكام الدولة ، وفقهاؤهم .
    والثقافة الفارسية الجاهلية القديمة التي تأثرت بها المناطق المجاورة حتّى اننا نجد العديد من الشعراء ، والمستشارين السياسيين من غير المسلمين في القصور والدواوين الأموية ، كالأخطل ، الشاعر النصراني المقرّب من القصر ولسانه الاعلامي ، وسرجون الرومي المستشـار السياسي للقصر الأموي منذ عهد معاوية ، وأمثال ذلك . . .
    إنّ هذه الأمور ، وأمثالها هي التي ساهمت بشكل أو بآخر في التعتيم على حقائق الإسلام الناصعة ، وتزييفها ، والاضرار بها ، ومنها موقع المرأة في المجتمع الإسلامي ، والحضارة الإسلامية المباركة .
    إنّ الدارس لدور المرأة في الأسرة ، والمجتمع ، والعمل الاجتماعي ، والسياسي ودورها في الاقتصاد ، والثقافة ، والفن ، وما الى ذلك يجد النصوص الأصيلة في الشريعة الإسلامية الخاتمة تمنح المرأة دوراً مماثلاً لشقيقها الرجل ، إلاّ فيما تفرضه قدراتها الطبيعية ، والنفسية المتاحة ، اضافة الى رعاية الإسـلام لمبدأ الفضـيلة في المواقع التي تتحرّك فيها المرأة وتؤدي مسؤوليتها من خلالها ، ودون ذلك لم توضع أية حواجز في طريق المرأة للوصول الى أي موقع اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي أو ثقافي . . .
    فعلى صعيد الخصائص البيولوجية ، والنفسية المتميزة للمرأة نترك الدراسات العلمية الحديثة لتقول كلمتها في ذلك .. يقول الدكتور الكسيس كاريل الحائز على جائزة نوبل بسبب أبحاثه الطبية المتميزة حول خصائص الجنسين : الرجل والأنثى ما يلي(15) .
    «إنّ الاختلافات الموجـودة بين الرجل والمرأة لا تأتي من الشكل الخاص للأعضاء التناسلية ، ومن وجود الرحم والحمل ، أو من طريقة التعليم . إذ أنها ذات طبيعة أكثر أهمية من ذلك . .إنها تنشأ من تكوين الأنسجة ذاتها ومن تلقيح الجسم كلّه بمواد كيمائية محدّدة يفرزها المبيض. ولقد أدّى الجهل بهذه الحقائق الجـوهرية بالمدافعـين عن الأنوثة الى الاعتقاد بأنه يجب أن يتلقى الجنسان تعليماً واحداً، وان يمنحا قوى واحدة ومسـؤوليات متشابهة والحقيقة ان المرأة تختلف اختلافاً كبيراً عن الرجل . فكل خلية من خلايا جسمها تحمل طابع جنسها .. والأمر نفسه صحيح بالنسبة لأعضائها . وفوق كل شيء ، بالنسبة لجهازها العصبي .
    فالقوانين الفسيولوجية غير قابلة للين مثل قوانين العالم الكوكبي .. فليس في الامكان احلال الرغبات الإنسـانية محلها . ومن ثم فنحن مضطرّون الى قبولها كما هي . فعلى النساء أن ينمين أهليتهنّ تبعاً لطبيعتهنّ دون أن يحاولن تقليد الذكور ، فان دورهنّ في تقدّم الحضارة أسمى من دور الرجال ، فيجب عليهنّ ألاّ يتخلين عن وظائفهنّ المحدّدة» .
    إنّ اختيار هذا النص العلمي يراد منه اعطاء صورة واضحة عن التمايز البيولوجي والسيكولوجي بين المرأة والرجل، الأمر الذي يساهم في تحديد الوظائف التي تسند الى كل منهما بناء على تلك المؤهلات التي يشير العلم الحديث إليها مما يؤيد التصور الإسلامي لاسناد المهام ، وتمييز الأدوار بين الجنسين في المجتمع المسلم .
    هذا ويمكننا أن نخرج بتصوّرات كاملة عن خصائص الرجل والمرأة ودور تلك الخصائص في بناء الحياة الإنسانية، من قراءة كتاب الدكتور كاريل ، الإنسان ذلك المجهول أو كتاب، دراسة الإنسان للدكتور رالف لنتون الذي كان من أعاظم علماء الانثروبولوجيا في العالم(16) .
    كذلك يمكن ملاحظة هذه الحقائق الطبيعية للجنسين من خلال ما عرضته الدكتورة كاميليا ابراهيم عبد الفتاح في كتابها: «سيكلوجية المرأة العاملة» ، وأمثالها من مؤلفات علمية محايدة .
    إنّ أي مشروع حضاري بنّاء لابد له من دراسة خصائص المرأة والرجل البيولوجية والسيكلوجية قبل أن يقدم على توزيع الأدوار عليهما لخلق حضارة إنسانية راشدة . . الأمر الذي عمد إليه الإسلام الحنيف ، وقدم للإنسانية من أجل ذلك منظومة تشريعية مفصلة ، وضعها خالق الإنسان ذاته الذي يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور، من أجل أن تبنى على ضوئها الحياة ، وتقام الحضارة ، وتؤسس الأمجاد الإنسانية الفاضلة .

    وجهان لغاية واحدة
    ذكرنا ان الرجل والمرأة في المنطق الإسلامي شقيقان، كلاهما من اصل واحد ، وأب وأم واحدة ، وقد عبّر القرآن الكريم عن هذه الحقيقة فوصفهما بأنهما من نفس واحدة، خلق منها زوجها، ثم بثّ منهما الرجال والنساء(17) ، ليبنوا الحياة ويسخروا خيرات الوجود كما شاء الله تعالى لهم ذلك ..
    وحالة النفس الواحدة تبقى مرافقة لمسيرة الإنسان ما دام على ظهر هذا الكوكب فلا الرجل قادر على بناء الحياة وإقامة الحضارة دون المرأة و لا المرأة بمقدورها ان تؤدي من ذلك شيئاً دون الرجل .
    وليست حاجة أحد الجنسـين للآخر بيولوجـية ، تتعلّق بمسائل الجنس وديمومة النسل الإنساني ، وأجيال البشرية فحسب وإنما هناك أمور أخرى تحتل نفس المواقع من الأهمية ، والأولوية لذا يمكننا أن نقسم حاجة الجنسين لبعضهما إلى المحاور التالية :

    ـ الحاجة الجنسية لبعضهما
    وهذه الحاجة الطبيعية من الحاجات المشتركة بين الجنسين فكل منهما بحاجة إلى الجنس الآخر ، وليس من الصحيح القول : انّ المرأة متعة للرجل كما أشاعته الثقافة الرجعية البائسة و إنما الرجل متعة للمرأة كذلك سواء بسواء ..
    إنّ الثقافة الاجتماعية السائدة في المجتمعات البشرية المختلفة هي التي عمقت الاعتقاد بان المرأة متعة للرجل حيث يغذي هذا التصور تحرك الرجل من اجل الزواج ،وقيامه بعدة فعاليات اجتماعية لتحقيق هذا الغرض كالخطبة ، والتعبير عن رغبته للزواج وما إلى ذلك .. بينما لا تمارس المرأة هذا الدور خصوصاً في المجتمعات الشرقية بسبب الحالة الثقافية والأعراف الاجتماعية الخاصة التي تمنع من ذلك .
    إنّ هذه الأعراف هي التي ساهمت بشكل أو بآخر باعطاء الانطباع المذكور بينما نجد أن الثقافة الإسلامية الأصيلة تضع زمام المبادرة بيد المرأة و الرجل على حدٍّ سواء :
    عن محمد بن مسلم عن حفيد رسول الله أبي جعفر الباقر(عليه السلام)، قال : جاءت امرأة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت : زوِّجني ، فقال : من لهذه ؟ فقام رجل ، فقال: أنا يا رسول الله ، قال : ما تعطيها ، قال : ما لي شيء .. إلى أن قال .. فقال : أتحسن شيئاً من القرآن ؟ قال : نعم ، قال : قد زوّجتكها على ما تحسن من القرآن ، فعلِّمها إيّاه (1 .
    ـ عن أبي عبد الله الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) : في رجل يريد أن يزوج أخـته ، قال : يؤامرها ، فأن سكتت فهو إقرارها ، وأن أبت لم يزوجها ، قالت: زوجني فلاناً زوجها ممن ترضى(19) .
    ـ استشار عبد الرحمن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) في تزويج ابنته لابن أخيه ، فقال: افعل ويكون ذلك برضاها ، فأن لها في نفسها نصيباً ، واستشار خالد بن داود أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) في تزويج ابنته علي بن جعفر ، فقال (عليه السلام): افعل ، ويكون ذلك برضاها ، فأن لها في نفسها حظاً (20) .
    ـ عن عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) قال: جاءت امرأة ثابت بن قيس إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقالت: يا رسول الله : ما أنقم على ثابت في دين ولا خلق ، إلاّ إنِّي أخاف الكفر ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : فتردِّين عليه حديقته ، فقالت : نعم ، فردّت عليه ، وأمره ، ففارقها (21) .
    ـ وعن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: ان جارية جاءت إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقالت له : إن أبي زوّجني من ابن أخ له ، وأنا كارهة له ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : أجيزي ما صنع أبوك فقالت : لا رغبة لي فيما صنع أبي ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : اذهبي ، فأنكحي مَن شئت(22) .
    وهكذا نجد الكثير من الأحاديث الشريفة التي تمنح الحرية للبكر الرشيدة أن تختار من تشاء من الأزواج ، على أن هناك روايات أخرى تفيد أنّ للأب ولاية على البكر أمّا مطلقة أو على أن لا يستقل بالرأي دونها ، وقد ناقشها الشيخ محمدجواد مغنيه مناقشة مستفيضة معتمداً على بعض الروايات الأكثر صحة ، وشهرة ، ومستفيداً من آراء كبار الفقهاء، وقد انتهى، بما انتهى إليه صاحب الجواهر (رضي الله عنه) في عدم الحاجة إلى ولاية الأب في زواج البكر الرشيدة على مستوى الوجوب ..
    وما أروع ما وجّه به الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) سائليه حول هذه المسألة حيث قال : إذا كانت المرأة مالكة أمرها ، تبيع ، وتشتري ، وتعطي مالها من تشاء ـ أي غير سفيهة ـ فانّ أمرها جائز تتزوّج إن شاءت بغير ولي ، وان لم تكن كذلك ، فلا يجوز تزويجها إلاّ بأمر وليها (23) . .
    فولاية الأب على الفتاة أو عدمها ، تفرضه حالة الفـتاة نفسها من حيث تمتعها بالرشد أو فقدانها له، والرشد في منطق الشريعة ، هو حالة تعكس حسن تصرّف الفتاة وحسن اختيارها كما يستفاد من الروايات الشريفة الآنفة الذكر.
    وهكذا يتضح من خلال هذه الروايات و غيرها أن الشريعة الإسلامية لا تقيد حرية المرأة في اختيار شريك حياتها أبدا ، كما هو موقفها من الرجل ، وما نجده في بعض المجتمعات من عادات مغايرة ، إنما هو مغاير لروح النصوص الاسلامية الأصيلة المقدسة.
    ـ حاجة الجنسين لتكوين الأسرة
    ليس بمقدور الرجل أن يكوّن أسرة بمعناها الاجتماعي دون المرأة ، كما ليس بمقدور المرأة أن تشكل كيان الأسرة دون الرجل . .
    وفي هذه المؤسسة الإنسـانية يتوفّر للرجل والمرأة في إطارها مجـموعة من الأهداف والمرامي الإنسـانية الضرورية كالاسـتقرار ، والراحة النفسية والرحمة والتكامل في الحاجات البيولوجية، وغيرها ..
    وإذ عدنا إلى أهمية الأسرة في الحضارة الإنسانية الفاضلة ، لوجدنا النصوص الإلهية المقدّسة تعلي من شأنها وتضعها في أرفع مقام ، وأجلّه .. يقول الله عزّ وجلّ وهو يعرض أهمية هذه المؤسسة الإنسانية العظيمة :
    (ومِن آياته أن خلقَ لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة ... ). ( الروم / 21 )
    (هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ ... .). ( البقرة / 187 )
    وهكذا يعتبر القرآن الكريم هذه المؤسسة الإنسانية المباركة «الأسرة» من آيات الله عزّ وجلّ ، ومن نعمه الكبرى ، التي لم يتوفر مثلها لأي من الكائنات الحية . . .
    وكأي مؤسسة إنسانية في حياة الناس لابد من تقسيم الفعاليات و المهام فيما بين عناصرها وهكذا كان الأمر بالنسـبة لمؤسسة الأسرة حيث أوكلت المهام ، ووزّعت الوظائف بين الجنسين تبعاً لخصائص كل من الجنسـين .. فالمرأة بسبب خصوصياتها التكوينية أنيط بها الحمل والرضاع وتربية الأطفال ، وما يحيط بهذه المهمة العظمى من وظائف و فعاليات لا تتوفر للرجل خصائص القيام بها بيولوجياً . . .
    وبناء على نهوض المرأة بهذه المهمة الإنسانية العظيمة ، اهتمت الشريعة الإسلامية اهتماماً استثنائياً بها ، وأحلّتها محلاً يغبطها عليه الرجال . . يقول الله جل شأنه :
    (ووصّينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمّه كرهاً ووضعته كرهاً... ). ( الأحقاف / 15 )
    (ووصّينا الإنسان بوالديهِ حملته أُمّهُ وهناً على وهن ).
    ( لقمان / 14 )
    وقد ورد عن المعصـومين (عليهم السلام) الأحاديث الشريفة التالية حول مكانة المرأة : «عن جابر ـ بن عبدالله ـ قال : أتى رجل رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : إنِّي رجل شاب نشيط ، وأحبّ الجهاد ، ولي والدة تكره ذلك ، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : ارجع فكن مع والدتك ، فوَ الذي بعثني بالحق نبيّاً لأُنسُها بك ليلةً خيرٌ من جهادك في سبيل الله سنة»(24) .
    عن أبي عبد الله الصادق قال : جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقال : يا رسول الله مَن أبر ، قال : أمّك ، قال : ثم مَن ؟ قال : أمّك ، قال : ثمّ مَن ؟ قال : أمّك ، قال : ثمّ مَن ؟ قال : أباك (25) .

    ـ الرجل والمرأة ركنا المجتمع الإنساني
    الإنسـانية تتكوّن من جنسين : الذكر والأنثى ، وليس لأحد الركنين أن يقيم المجتمع الإنساني دون الآخر ـ كما أشرنا ـ فالمجتمع الإنساني هو حصيلة اجتماع الرجل ، والمرأة معاً ونهوضهما بأعباء ذلك المجتمع معاً ، واشتراكهما بالكثير من أعمال المجتمع ، ونشاطاته .
    بيد أنّ شطراً من فعاليات المجتمع ونشاطاته لاينهض بها إلاّ الرجل دون المرأة ، كما أن أعمالاً محدّدة لا تنهض بها إلا المرأة دون الرجل ، وهذا التخصص فى النهوض ببعض الفعاليات ، وللمهام من قبل احد الجنسين دون الآخر ناجم عن اختصاص أحدهما دون الآخر ببعض الخصائص البيولوجية والسيكلوجية . . .
    وهذا التخصص في المهام لدى الجنسين يحقق التكامل في فعاليات المجتمع و مهامه ، ولهذه الحقيقة الراسخة استعمل القرآن الكريم اكثر الكلمات دلالة على التكامل ، والانسجام و «تبادل» الأدوار !! بين الرجل والمرأة في المجالات المختلفة التي يفترضها وجود المجتمع الإنساني الفاضل ، وإدامة وجوده ، واستمراريته:
    (إنِّي لا أضـيعُ عملَ عامل منكُم من ذكر أو أنثى بعضكُم من بعض ). ( آل عمران / 195 )
    (ولا تَتمـنّوا ما فضّل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب ممّا اكتسبوا وللنساء نصيب ممّا اكتسبنَ واسألوا الله من فضلِه إنّ الله كانَ بكل شيء عليماً ). ( النساء / 32 )
    (والمؤمنونَ والمؤمناتِ بعضهم أولياء بعض ). ( التوبة / 71 )

    منتـــدى النيـــل
                  

06-17-2003, 06:11 AM

nile1
<anile1
تاريخ التسجيل: 05-11-2002
مجموع المشاركات: 2749

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرأة في الأُسرة والمجتمع 4-17 (Re: nile1)

    UP
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de