هذا العنوان ، هو موضوع يشغل بال الأطباء و ذوي المرضى في الغرب. فهم لا زالوا يتساءلون دونما جواب : هل يجوز قتل المريض الذي لا أمل في شفاءه من مرضه العضال أم يتركونه لإلى أن يموت بعد معاناة طويلة؟ و هناك مداولات و مساجلات ما زالت جارية ، و هناك ممرضات بين قضبان السجن لأنهن قمن بقتل مرضى ميئوس منهم بدافع الشفقة ، و حتى لا يتألمن لرؤياهم و هم يرزحون تحت وطأة الألم. هذه المقدمة أسوقها ، بعد أن أفضى إلى مسامعي رجل فاضل ، أكبرت فيه شجاعته و جرأته و شفافيته. فقد حكى لي هذا السوداني الأصيل بأن أحد أقربائه دخل المستشفى في الغربة بعد أن أحس بأوجاع في صدره. و كان قد مضى على زواجه ستة سنوات، أنجب خلالهاثلاثة أطفال من زوجته التي تزوجها بعد قصة حب هادئة. إكتشف الأطباء للأسف أنه يعاني من سرطان الرئة ، و أن المرض الخبيث قد إستحسن جسده النحيل فإستشرى حتى العظام ، و قال الأطباء أنه لن يعيش أكثر من ثلاثة شهور ، و لكنهم لم يخبروه ، أخبروا زوجته و الرجل الذي قص هذه الواقعة الأليمة. و سمح لها الأطباء بزيارته في أي وقت تشاء طوال اليوم ، فالفراق صار قاب قوسين أو أدنى. و صار الدرب ( ساساق ) بين البيت و المستشفى ، و هزلت المسكينة من الهم و عدم النوم ، فهي تفكر و الوقت يسرقها ، ماذا سيكون مصيرها ؟ ماذا ستفعل بأطفالها ؟ مع العلم أنه تزوجها دون رضا أسرته و دون رضا أسرتها ، معنى هذا أنها لا تتوقع تعاطفا كبيرا من الأسرتين ، فقد كان تحديهما سافرا. أثناء هذه ( المساسقة ) بين المستشفى و البيت ، تعرفت على الشاب (م) ، الذي يعمل بنفس المستشفى ، و الذي تعاطف مع حالة زوجها ، و بما أن البيت يجاور البيت ، فقد صار يوصلها أحيانا من أو إلى البيت. تلعب النفس البشرية الأمارة بالأنانية ، و الأنانية هي من قبيلة السوء ، تلعب أحيانا دورا أساسيا في أن تنحرف المقاصد النبيلة إلى نفث من نفثات الشياطين ، فقد بدأت الزوجة تحيك حبالا حول ( م ) في البداية هي خيوط أوهى من خيط العنكبوت ، و لكنها محكمة النسيج ، متلألة المظهر ، و في مكامن صحيحة لا تترك للفريسة مجالا للهرب. و بما أن الهمس في الأذن بالخطيئة كل يوم له مفعول أقوى من السحر ، فقد تهاوت كل خطوط دفاع (م) أمام جمالها و توسلاتها بأن لا يتركها وحيدة ، و أنها ستصير له زوجة صالحة بعد أن يتزوجها بعد وفاة زوجها ، و تغلبت عليه نزعة الشفقة أكثر من أي شعور آخر. فصار يغدق من حبه و يغترف لها و لأبناءها ، و لكن ، و كما قال صاحبي : و الشهادة لله ، بطهارة و عفاف ،لم يدخل بيتها بل كان يقابلهم في الخارج أو في مكان عام. قال صاحبي : الغريب في الأمر ، أن المدة التي قدرها الأطباء تعدت بشهر و نصف ، و صاحبنا حي يرزق ، بل و في تحسن مستمر و يستجيب للعلاج ، مما أذهل الأطباء. هنا تقفز عدة أسئلة طرحتها على صاحبي و أطرحها عليكم : هل ما فعلته الزوجة تسرع منها ؟ هل هي محقة في الإسراع بتأمين مستقبلها و مستقبل أبناءها بإحلال زوج و أب بدل زوجها المتوقع له الموت ؟ هل تسرعها نتيجة للزواج من غير رضا الوالدين ؟ ماذا سيقول قريب الزوج للزوج إن عافاه الله و خرج من هذه المحنة سليما ؟ هل سيصارحه ؟ أم سيستر على الزوجة حتى لا تنهار الحياة الزوجية و حتى لا ينهار الزوج بمرض آخر ؟ ماذا ستقول الزوجة إن سألها أطفالها يوما عن ( م ) الذي كان لا يكل و لا يمل من إغداقهم بالهدايا و الفسح ؟ في إنتظار إجاباتكم قبل أن تقع فاس الزوج الميت الحى في راس الزوجة المشلهتة بين نارين. و جزاكم خيرا.
05-25-2003, 04:33 AM
Elmosley
Elmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683
والله يا اخينا...الحكاية مشربكة..... ان قلنا المرا غلطانة..... نعاين للوليدات....وان قلنا مو غلطانة.... نعاين للراجل العاشرتو ستة سنوات دا...... لكن الغلطان الدكتور.. الحدد وقت الموت
05-25-2003, 07:25 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492
عزيزي الأستاذ الموصلي لك التحايا بالفعل أخبرت الصديث بأن لا يخبر الزوج ، على الأقل في الوقت الحاضر إلى أن يأخذ الله بيده. و قد إنسحب ( م ) تدريجيا بعد معرفة حالة الزوج التي تتقدم في إضطراد. عزيزي سجيمان : فعلا الحالة مشربكة. و بعض الدكاترة ، يفعلون ذلك ، رغم أنهم مسلمين و يعرفون أن الأمر بيد الله. شكرا للمداخلة. سلمتم و عوفيتم.
05-25-2003, 08:01 AM
abuguta
abuguta
تاريخ التسجيل: 04-20-2003
مجموع المشاركات: 8276
عزيزى ابوجهينة تحياتى فعلا موقف مؤثر والمواقف كتيرة لكن دائما بتحصل لما تكون المرة غريبة عن الراجل لكن لما تكون قريبته بتموت معاه موت الضان ... ولا رايك شنو
بس فى قصة مشابه واحد حصل له حادث واصيب بشلل نصفى ,يعنى تعطلت اجهزته التناسلية وكل الدكاترة قالو مافى امل .. وهومتزوج والمرة عندها منه 3 اولاد والان هى طلبت الطلاق .هل من حقها تطلب ولا تموت معاه موت الغنم راكم شنو تحياى
05-25-2003, 08:51 AM
سجيمان
سجيمان
تاريخ التسجيل: 10-03-2002
مجموع المشاركات: 14875
الأخ أبو قوتة : لك التحايا و شكرا على المشاركة. و بالفعل لقد إنزاح عن كاهلي عبء ثقيل بمشاركاتكم. أما الإخلاص ، فلا أظنه مرتبطا بالقرابة ، لأن الإخلاص جزء من التربية في البيت. و أنا في إعتقادي أن هذه المرأة تسرعت لأنها أولا قليلة إيمان ، و ثانيا وسوس لها الشيطان بذلك التسرع فتذرعت بأن أهلها و أهله لن يقفوا معها لأنهم كانو غير راضين زواجهم أصلا. فأنا لا أظن أن السودانيين يشمتون في المصائب. كما أن هذه النقطة تثير مسألة رضا أهل الزوج و الزوجة التام في الزواج ، فرضا كل الأطراف غاية صعبة المنال.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة