الأصل الزنجي لأسماء المدن السـودانية .. المـعاني والأبعاد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 09:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-02-2003, 03:34 PM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأصل الزنجي لأسماء المدن السـودانية .. المـعاني والأبعاد

    Salam all,

    I have read this article on sudanile site. It is interesting how the writer is trying to make some ence of some known names in Sudan. I don't agree with all the text but it is interesting. I wish the writer has mentioned whether he is is a specilist in the anthropolgy or not.
    Mr. mohammed Jalal Mohammed Hashim has deaper thougts about this matter. He has written a good book about taht.
    Salam






    الأصل الزنجي لأسماء المدن السـودانية .. المـعاني والأبعاد

    علي حليب [email protected]

    السؤال الأول والأساسي الذي عاد يطرح نفسه علي كل سوداني اليوم هو سؤل الهوية : من أنا؟ وإلى أي أصل أنتمي؟ عربي؟ افريقي؟ أم غير ذلك ؟. هذا السؤل لم يكن مطروحاً بهذه الحدة قبل وصول الإسلاميين إلى السلطة . فالتمايز العنصري والديني لم يكن قد بلغ مبلغه اليوم. فرقم وجود بقايا عنصرية عروبية لدى الشماليين تجاه الجنوبيين مترسبة في النفوس منذ عهد تجارة الرقيق التي قننتها إتفاقية البقط بين عبد الله بن أبي السرح وممالك النوبة السودانية إلاّ أن السودانيين كانوا دائماً قادرين على التعالي على هذا الإرث كعنصر غير اصيل في طباعهم وفي معاملاتهم.
    لقد فرضت تلك الإتفاقية علي النوبة ان "يسلموا سنوياً 360 رأساً من العبيد" مقابل إيقاف هجمات جيوش العرب علي حدودهم الشمالية. ورقم أن تلك الهجمات كانت قد فشلت في فتح السودان أمام الجيوش العربية التي لم تستطع أن تتخطى حاجزاً دفاعياً معجزاً لرماة أسهم شديدي البراعة لم يكن يعجزهم ان يصوبوا اسهمهم لحدقات العيون فسماهم العرب برماة الحدق ؛ إلاّ أنها كانت تشكل هاجساً امنياً حاداً لتلك الممالك التي ظلت لقرون طويلة آمنة مستقرة بعيدة عن غزوات الغزاة. الشيء الذي جعلها توافق على دفع ذاك الثمن الباهظ للأمن والاستقرار . ومن هنا بدأت عمليات الاسترقاق التي كانت فاتحة بعد ذلك لما عرف بتجارة الرقيق في السودان. ولأن العرب كانوا يصرون على أن تكون الرؤوس التي تسلم لهم سنوياً من رماة الحدق من ذوي البشرة السوداء على شاكلة من إستعبدوهم من شرق وغرب أفريقيا فقد كان لذلك إنعكاساته الفكرية والسلوكية والأخلاقية الحادة علي المجتمع السوداني ، والتي لا زال يعاني منها حتى اليوم. فقد أنشأ ذلك من جهة النظرة العنصرية الدونية إلي الجنس الأسود . أي إلي كل من حافظ على نقاء عنصره من السودانيين ولم يختلط بالأجانب من المهاجرين والغزاة. ومن الجهة الأخرى دفع بكل القبائل السودانية للقيام بمحاولات يائسة لوصل نسبها بالعرب عموما وبالعباس عم النبي خصوصاً . إذ أن ذلك كان من شأنه أن يخلص القبيلة كلها من خطر الأسر والعبودية، في زمن تحول فيه بناة الأهرام إلى عبيد ورعاة الإبل إلي سادة.
    ورغم هذه الكوارث التاريخية و إحتقان بقاياها في النفوس إلاّ أن السودانيين كانوا دائماً قادرين على تجاوز رواسبها العنصرية من خلال العلاقات الإنسانية الطيبة التي تميزوا بها دون غيرهم، إنطلاقاً من إحساس راسخ بالأمان متولد من وضع إقتصادي آمن ومستقر. وظل ذلك هو الحال حتى وصول الإسلاميين إلي السلطة في بداية الثمانينيات تحت غطاء دكتاتورية النميري. ثم أخيراً بعد إنقلاب 89 تحت مسمى الإنقاذ الذي حولته البديهة الشعبية إلي (الإنكاس).
    بعد وصول الإسلاميين إلي السلطة وضعوا أمام كل سوداني خياراً واحداً لا ثاني له : إما أن يكون عربياً ومسلماً وإما ان لا يكون قط ! وأصبحوا يصنفون الناس على أساس هذا الموقف التعسفي الساذج القائم على أساس نظرة محدودة الأفق وحيدة الجانب ترى أن التاريخ قد بدأ في السودان بدخول العرب والإسلام اليه وان ما قبل ذلك كله كفر وجاهلية لا ينبغي الإعتداد به . بينما الحقيقة هي أن هذا الإرث التاريخي الثر الذي سبق الإسلام هو الذي جعل الإسلام يدخل السودان تبشيراً وليس بحد السيف. وهو الذي جعل أمة السودان تطوع هؤلاء المبشرين ليجعلوا تعاليمهم تتوافق مع قيمها وتقاليدها التي تغلَّبت عليهم وطبعتهم بطابعها و لم تتركهم يطبعوها بطابعهم.
    من المؤكد أن محمد صل الله عليه وسلم عندما قال :- " سـادة السودان ثلاثة آدم ، ولقمان ، والنجاشي" كان يشير الي الحضارات الراسخة الجذور في أرض السودان . إذ أن إنتماء آدم ابو البشر الي السودانيين يعني أن الجنس البشري وحضاراته الأولى قد ظهر أول ما ظهر في أرض السودان. لا في بيداء الجزيرة العربية ولا تحت صقيع أوربا . وأن يكون لقمان أبو الحكمة أيضاً سودانياً يعني أن تلك الحضارات لم تكن مجرد بدايات أولى ولكنها كانت مراتع فكر وحكمة. و برهاناً على صدق الحديث النبوي الشر يف و تأكيداً لعمق الموروث الثقافي لهذا الشعب فإن أهل السودان حتى اليوم يقصرون إسم آدم على سود البشرة المؤصلين من أبنائهم فقط. أما القبائل السودانية التي إختلطت بالغزاة وتغيرت سحنتها فلا تسمي أبناءها بهذا الإسم قط.
    رغم أن الجيوش العربية لم تستطع غزو السودان عسكرياً ، إذ ردهم رماة الحدق على أعقابهم ؛ إلاّ أنهم قد دخلوا بعد ذلك (مسافرين غير مقيمين) كما نصت إتفاقية البقط. أو مبشرين شبه مقيمين كما سمح لهم الكرم النوبي. وفي كل الأحوال فإنهم لم يدخلوا مصطحبين معهم أسرهم الشيء الذي أدى إلى أن يتزوج بعضهم من نساء أهل البلاد ويستقروا فيها، و يغيروا سحنة أهلها من السواد الأصيل إلي السمرة الداكنة التي يتميز بها أهل شمال السودان اليوم.
    أما العرب الذين دخلوا بلاد السودان عبر الحدود الشمالية بِأُسرهم وجمالهم في شكل مجموعات قبلية تبحث عن المرعى فهؤلاء لم يستطيعوا الإختلاط بالمجتمع ولم يجدوا القبول منه إلي يومنا هذا وذلك بسبب إختلاف المهنة و إختلاف نمط الحياة. إذ انهم رعاة رحّل بينما أهل البلاد التي دخلوها زرّاع مستقرين على ضفاف النيل، يُـقـيّم الفرد منهم بمقدار ما يملك من الأرض الزراعية. وقد ظل هؤلاء الأعراب موضوع سخرية وهجاء وتندر حتى اليوم. وهناك الكثير من الأقاصيص والطرائف والأشعار الشعبية التي قيلت فيهم. نذكر منها الأبيات التالية لواحدة من شاعرات الشايقية تأسى فيها لغدر الزمن الذي جعل هؤلاء الأعراب يشاركونها حياة المدنية والإستقرار. وفي نفس الوقت تشير إلى حقيقة هامة وهي قدرة هؤلاء الأعراب على تحقيق نجاحات سريعة في مجال كسب العيش. إذ أنهم متحررون من الموروثات الأخلاقية والقيود الإجتماعية التي تمنع غيرهم من أن يسلكوا كل الدروب المؤدية الي الربح بقض النظر عن لا أخلاقية بعضها.
    تقول الشاعرة الشايقية :-
    وكت جانا الزمان المدن الدون
    عريب الوادي سوٌا الطبلة كيلون
    وكت جانا الزمان المدن الطير
    خشيم الروب بيشرب بالبنينير
    والحمار بِقا يطلع الدانقي أم ضلاليل

    رغم هذا الموقف العنصري من العرب العاربة إلاّ انه كان هنالك قبول تام للمشايخ والمبشرين من العرب. و هكذا فإن القليل من الإختلاط مع العنصر العربي و ما تبعه من تبدل طفيف في السحنة السودانية قد نتج من الإختلاط بالمجموعتين العربيتين التين تقبلهما المجتمع : مجموعة التجار و مجموعة المبشرين. أمّا اللغة العربية فقد نشرها التبادل التجاري مع دول الشمال والشرق، والتبادل الثقافي والتبشير الإسلامي المنفتح في بلاد كان الدين فيها حكراً على الرهبان .
    رغم مخالفة دخول المبشرين و إستقرارهم بالبلاد لإتفاقية البقط إلاّ أن العديد منهم دخلوا و إستقروا فيها مستقلين كرم أهل البلاد وسماحتهم. ولقد قدموا في المقابل خدمات جليلة في مجال نشر اللغة العربية والدين الإسلامي. وهم بالطبع كانوا أيضاً يتكسبون من وراء ذلك. إذ أنهم خلافاً لمن غيرهم من أهل البلاد الأصليين لم يكونوا يمتلكوا مورداً للرزق غير ما يتفضل به الآخرون عليهم. وقد سمّاهم أهل البلاد في إشارة إلي وضعهم المادي هذا ب(الفقرا) فحولوها هم بذكائهم إلي (الفقراء إلي الله تعالى) . وحتى اليوم يُسمَّى رجل الدين في السودان ب(الفقير) او (الفِقيِّر) إمعاناً في التصغير. وظل الإسم باقياً رغم أنهم مع مرور الزمن تجمعت الثروات في أياديهم وإمتلكوا الأرض وأصبح بعضهم من علية القوم. و المعلوم أن هذه الفئات من المنبتين‘ فاقدي الأمن والأمان هم اكثر الناس إيماناً و أيضاً أكثرهم حرصاً على المال و قدرة على جمعه.
    صحيح انه عندما دخل العرب إلي السودان ومعهم اللغة العربية والديانة الإسلامية كانت الممالك النوبية قد بدأت في الضعف و الإنحلال ولكن تظل الحقيقة باقية وهي أنه عندما كان السودان لم يكن هناك لا عرب ولا تركمان. و أن حضارة كوش السودانية وغيرها من الحضارات النوبية والفرعونية هي أساس الحضارات الإنسانية. و أن الديانة النوبية القديمة هي أساس الفكر الديني الذي إنتشر بعد ذلك في أصقاع الأرض المختلفة بما في ذلك الجزيرة العربية. و إن لغات النوبة القديمة المكتوبة منها وغير المكتوبة هي أساس العديد من اللغات الإنسانية بما في ذلك اللغة العربية. الشيء الذي جعل أحد مهووسي القومية العربية من الليبيين يكتب ستة مجلدات يقارن فيها مابين مفردات اللغات النوبية القديمة ومفردات اللغة العربية ليلوي عنق الحقيقة ويصل الي النتيجة المضحكة القائلة بأن الحضارة الفرعونية هي حضارة عربية وأن عرب الجزيرة هم بناة الأهرام. ولكن بعيداً عن هذه الأوهام الساذجة فالمؤكد أن الحضارات النوبية والفرعونية القديمة كلها كانت حضارات سودانية زنجية خالصة. وأن اللون الأسود كان هو اللون المقدس فيها. وأن ألوان البشرة الأخرى كانت ألوانا محتقرة تشير الي اصول مضطهدة . صحيح أن هذا الواقع قد تغير الآن الي عكسه ولكن ذلك لا يلغيه كحقيقة تاريخية ظلت راسخة لعصور مضت.
    عندما يكون خلف امةٍ ما كل هذا الإرث التاريخي ، ثم يأتي اهل السلطة ليشطبوه كله بجرة قلم واحده فلا بد أن تنهض الأمة كلها دفاعاً عن جذورها وقيمها وتبدأ في التفكير التفسير والتعليل لكل ما كانت تأخذه مأخذ المسلمات. ومن هنا جاءت هذه المحاولة في البحث عن الأصول الحقيقية لأسماء المواضع والمدن والقبائل السودانية علها تكون بمثابة حجر في بحور الصمت هذي.

    في منتصف الثمانينيات كانت للحركة الشعبية لتحرير السودان إذاعة ترسل من اديس ابابا وكنا نستمع اليها في الخرطوم بإنتظام. و في أحد الأيام وأنا استمع اليها بدأت تبس خطاباً لزعيم الحركة دكتور جون قرنق دي مبيور كان يتحدث فيه باللهجة العامية عن توجهات الحركة الوحدوية. وعن أنها خلافاً لحركات التمرد السابقة في جنوب السودان لا تسعى لفصل الجنوب عن الشمال ولكنها تسعى لتحرير السودان كله وبناء سودان جديد تسوده العدالة والمساواة بين جميع قبائله وقومياته. وتأكيداً لما يقول ذكَّـر جنده بأن أوَّل طلقة اطلقوها لم تكن ضد الجيش السوداني ولكنها كانت ضد الإنفصاليين من قيادات الحركة. ربما في إشارة لحربهم مع قائدي الحركة (صومويل قاي توت) و(وليم عبد الله شول) أو غيرهما من الإنفصاليين. ثم إسترسل جون قرنق ليقول :- إنت بقول أفصل جنوب دا من شمال واقعد هنا في جنوب. وشمال دا نخليه لي منو؟.(كير توم) دا نخلي لي منو؟ (كير توم) دا ما هقنا . سودان دا كله ما هقنا. "كان ذلك قبل أن يطرح عليهم علي الحاج صاحب القصر العشوائي فكرة تقرير المصير والإستفتاء الإنفصالي فيوقع جون قرنق في حرج كبير أمام رفاقه.
    عندها أثار نطقه لإسم العاصمة الخرطوم بتلك الطريقة (كير توم) ؛ اثار شيئاً من السخرية والتندر من قبل بعض الإخوة السودانيين الشماليين الذين كانوا يشكون في نوايا جون قرنق . فقال بعضهم إذا كان جون قرنق لا يعرف كيف ينطق إسم الخرطوم فكيف يدعي احقيته لها. عندئذ رقم إقتناعي بصدق توجهات د. جون الوحدوية إلا أنه لم يكن لدي رداً على ما يقولون .
    الآن تأكد لي أن د. جون كان يعني ما يقول بالحرف الواحد و أن ما نطق به هو أصل الإسم . وأن كلمة (خرطوم) التي إحترنا في أصلها ومعناها ليست تشبيهاً للعاصمة بخرطوم الفيل كما يدعي البعض دون سند. وإنما هي في الحقيقة تحريف عربي للإسم الاصلي (كير توم ) . و (كير) بلغة الدينكا تعني نهر . ومنها إسم المرأة الدينكاوية (نانجكير) أي بنت النهر أو بنت النيل. أما (توم) فتعني بلغة الدينكا ملتقى او عناق. وعليه يكون الإسم كاملاَ (كير توم ) يعني عناق الأنهر أو ملتقى الأنهر . وهذه بالضبط هي الخرطوم المكان الذي يلتقي فيه النهران النيل الأبيض والنيل الأزرق ويتعانقا ليكونا نهر النيل .
    وكلمة (كير) ايضاً تستخدمها قبيلة الشايقية وبعض قبائل المديرية الشمالية الأخرى بمعنى المكان العميق من النهر ؛ مما يؤكد وحدة الأصل والعنصر و امتداد الجذور.
    وعليه فإن اصل إسم مدينة الخرطوم هو ( كيرتوم) النيلية التي تعني ملتقى الانهر. وهذا الاصل الزنجي ليس صحيحاً فقط بالنسبة لمدينة الخرطوم و إنما هو كذلك بالنسبة لاسماء العديد من المدن والمواقع والقبائل في شمال السودان. وإليك الأمثلة التالية:-
    توتي:-

    وتوتي كما هو معلوم جزيرة يكونها النيلان الازرق والابيض عند ملتقاهما في الخرطوم. وهي جزيرة خصبة التربة تتكون أرضها من الطمي الذي يجلبه النيل الأزرق معه من مرتفعات الحبشة و يرسبه هنا عندما يعترض طريقه النيل الابيض فيبطئ اندفاعه ويغير إتجاهه ناحية الشمال مكوناً وراءه هذه الجزيرة الشهيرة المسماة بتوتي وهو كما هو بين ليس إسماً عربياً . فيبدوا أن العرب لم يدخلوا هذه الجزيرة و إذا دخلوها فهم لم يستقروا فيها لأن طبيعتها الخصبة الزراعية لا تتوافق مع أمزجتهم الصحراوية. لذلك إذا اردنا أن نعرف معنى هذا الاسم فينبغي أن نبحث عنه في اللغات المحلية وليس في اللغة العربية وقد وجدناه في واحدة منها.
    كلمة (توت) هي إسم مذكر يسمى به الرجال في قبيلة النوير ويعني الفحل. اما الياء المضافة في آخر الاسم فتستخدم للملكية او النسبة للمذكر المفرد. وعليه ف(توتي) تعني (مِـلك توت) . أي ان هذه الجزيرة هي ملك الرجل الفحل توت. وتوت هو إسم زنجي نيلي قديم يستخدمه النيليون منذ ايام جدهم الفرعون (توت عنخ آمون) وحتى اليوم .
    هذا يعني أن اول من إمتلك هذه الجزيرة وعاش فيها فسميت بإسمه هو (توت) الزنجي النيلي الذي ترك فيها ذرية توالدت واستقرت فيها. وعندما تتابعت الغزوات عليهم من أولئك (المرضى منزوعي الجلود) الذين يأتون من الشمال فضل بعض ابنائه ان يرتحلوا جنوباً خوفاً على أنفسهم وابقارهم من ذاك المرض الذي ينزع الجلد ويغير اللون. و استمروا في نزوحهم امام الغزوات وبسبب تبدلات المناخ حتى وصل بهم الترحال إلي مناطق اعالي النيل و بحر الغزال الحالية فأقاموا فيها وكونوا المجموعة النيلية المسماة بالنوير حاليا ً .
    اما الذين بقوا في توتي من نسل توت فقد حافظوا على إسمها ولكنهم لم يستطيعوا أن يحافظوا على عنصرهم نقياً فاختلطوا مع من حولهم فتبدلت الوانهم وتغيرت لغتهم و إن بقي منها شيء حتى الآن .
    هؤلاء الزنوج النيليون من نسل الفراعنة الذين عاشوا في (توتي) وفي (كير توم) وسموها باسمائها لا يستبعد ان يكونوا قد اطلقوا الاسماء على ما حولها من مواقع . على الأقل تلك التي كانوا يرتادونها من آن لآخر فيحتاجون عند الحديث عنها إلي الإشارة اليها بإسمٍ ما يوصفها او يوصف علاقتهم بها. ومن هذه المواقع القريبة من (كيرتوم) و توتي (بُرّي).
    بُرّي :-
    بري ، كما هو معلوم أيضاً، منطقة تقع شرق الخرطوم على امتداد الشاطيء الجنوبي الغربي للنيل الأزرق. والاسم كما ننطقة لا يبدوا عربياً ويصعب أن نجد له معناً معقولاً في اللغة العربية. امّا في لغة الدينكا ف(بري) كلمة معروفة وذائعة الإستخدام ومعناها ينطبق تماماً على بري الحالية. (بري) بلغة الدينكا تعني مكان صيد السمك او المكان الذي يكثر فيه السمك. وهي كذلك. لأن بري تقع على شاطئ النيل الازرق قبل ملتقاه مع النيل الابيض بقليل. فالنيل الازرق يأتي مندفعاً بسرعة هائلة من مرتفعات الحبشة ليرتد راجعاً عندما يصطدم بالنيل الابيض عند ملتقاهما في مقرن النيلين فتهدأ سرعته و يكون مجراه بحيرة عميقة هادئة التيار ممتدة خلفه إلي منطقة بري. فتجد الاسماك التي جاءت مندفعة مع تيار النيل مستقراً هادئاً ومرتعاً خصباً في هذه المنطقة التي هدأ فيها التيار واصبح المجرى اشبه ما يكون ببحيرة عميقة خصبة توالد فيها السمك وتكاثر حتى اصبحت موضعاً مثالياً لصيدة فسماها أجدادنا بهذا الاسم الوصفي.و عليه فبرِّي مثلها مثل توتي وكيرتوم كلها أسماء ذات أصول نيلية وليست عربية.
    الآن وقد تأكدت لنا، رضينا ام ابينا، الاصول الزنجية لعاصمة بلادنا والمدن المحيطة بها؛ أيحق لأحدٍ منا نحن أهل الشمال بعد هذا كله أن يدّعي احقيته لاي جزء من ارض السودان شمالاً او جنوباً اكثر من أهله الاصليين الذين حافظوا على عنصرهم نقياً. الا يعني هذا كله انهم منا ونحن منهم؟ وان لا احداً منا له الحق ان يعلن إنفصاله عن الآخر حتى لو جاء مطلبه هذا بإسم الإسلام وتحت الرايات الإلاهية ؟ هذه الرايات الطاهرة التي اصبح المستظلين بها في هذا العصر كلهم من الادعياء الكاذبين الفجرة الفاسقين والطفيلية المسترزقين بإسم الدين.
    قد يقول قائل اننا لانستبعد ان تكون بعض القبائل النيليه قد نزحت من الجنوب حتى وصلت إلي وسط السودان فالمعروف ان مملكة سنار كانت مشاركة بين عبد الله جماع وعمارة دنقس وان مملكة سوبا اوسبأ السودانية كانت زنجية ولكنه يستبعد ان يكون هذا الأثر الزنجى قد امتد شمالا ابعد من وسط السودان . وهذه نظرة مبنية على اساس الاعتقاد الخاطيء القائل بان الموطن الاصلى للقبائل الزنجية في السودان هو الجنوب فقط . وان أي اثر لهم في الشمال إنما جاء نتيجة هجرة مؤقته اليه.
    من يعتقد ذلك من العروبيين عليه ان يسأل نفسه لماذا سمّى العرب أهله بالسودان ولم يفرقوا بين شمالٍ منه او جنوب اذا كان أجداده لم يكونوا سود البشرة ؟
    الحقيقة هي أن القبائل النيلية لم تكن دائماً حيث هي الآن في جنوب الوادي ولكن قد انطللقت اول ما أنطلقت من وسط السودان ثم امتد نفوذها وتوسعت حدود ممالكها وامبراطورياتها انطلاقاً مع مجرى النيل شمالا حتى مصبه عند البحر الابيض المتوسط. بل وابعد من ذلك خلال بعض اللحظات التاريخية. ثم انحسر بعد ذلك ذاك النفوذ وتقلص وإنهارت تلك الامبراطوريات التي كانت قد شاخت لتتداعى امام غزوات الغزاة. ففضل بعضهم العودة الي (ارض الاجداد) كما كانوا يسمون سودان اليوم. ولما لم تسلم حتى ممالك أرض الاجداد من غزوات الغزاة تتابعت هجرات البعض منهم جنوباً حتى وصلوا إلي حيث يقيمون الآن في (جنوب السودان). ولكنهم خلّفوا وراءهم آثاراً وكنوز حضارية زاخرة تشير إشارات بينة الي اصلها الزنجي. ويكفي أن نلقي نظرة عابرة علي الآثار الفرعونية القديمة لنتبين فيها الملامح الزنجية التي لا تخفى حتى على المشاهد العادي غير المتخصص. وذلك رقم المحاولات اليائسة من قبل المكتشفين الاوائل لطمس هذه المعالم بكسر الأنوف الزنجية الفطحاء مثلاً كما هو الحال بالنسبة للعديد من التماثيل الفرعونية ومنها تمثال ابو الهول وتمثال رمسيس وغيرها من التماثيل الفرعونية التي بدا فيها هذا الملمح الزنجي البين فاستفز مكتشفيها الأوائل من الاوربيين الذين كانوا يرفضون حتى نسبتها الي البلد الذي اكتشفت فيه (مصر) ناهيك عن أن تكون ذات اصول اكثر افريقية.
    ولكن رقم عبث العابثين وتخريب الحاقدين وتضليل المضللين الا ان هؤلاء الاجداد قد خلفوا وراءهم الكثير من الاثر الطيب الذي لم تنل منه معاول المخربين. ومن هذه الآثار التي لم تنل منها معاول الحقد هذي اسماء المواضع التي اقاموا بها والمدن التي شيدوها او شيدت من بعدهم ولكنها ظلت حتى اليوم تحمل الاسماء التي اطلقوها عليها في ذاك الزمن البعيد.
    ومن هذه المدن في شمال السودان مدينة شندي. عاصمة الجعليين. اكثر القبائل السودانية إستعراباً و حرصاً على الإنتساب إلي العباس عم النبي. وسنعرض لا حقاً إلي اصل اسمهم وذلك بعد أن نؤصل اسم مدينتهم شندي.
    شـندي:-
    كلمة شندي كما هو بين ليس فيها من العربية شيء. فمهما فصلناها وقطَّعنا أجزاءها قطعاً فلن نجد لها نسبة الي أي كلمة عربية. اما في اللغات النيلية فنسبتها ومعناها في غاية البساطة والمباشرة والوضوح:-
    (شـان) بلغة الدينكا تعني التوأم او (التوم) كما نسميه. و(دِين) تعني بلاد. وعليه ف(شـندي) اصلها (شـاندين) و معناها (بلد التوم) او بلاد التوأم. مما يعني أن اول من عمَّرها وسميت بإسمه هو توأم من أصل زنجي لا صلة ولا علاقة له بالعباس عم النبي لانه قد سبق العباس بمئات وربما آلاف السنين. ولان الثابت تاريخياً ايضاً أن العباس ليس له من ابنائه او احفاده من عبر البحر الاحمر الي بلاد السودان. ومن الممكن الجزم بذلك لان نسل العباس قد إنقطع عند الجيل الثالث. ولك ان تتحقق من ذلك من جهات الإختصاص.
    وعليه فمدينة شندي عاصمة الجعليين ذات اصل زنجي وارجوا الا يرضي ذلك إخواننا الجعليين فقط بل يبهجهم لان هذا يعني أن مدينتهم ذات جذور تاريخية عميقة وانها لم تفد اليهم مع الوافدين.
    أما اسم قبيلة الجعليين او بنو جعل فقد كان لي مع الإنتباه إلي معناه الحقيقي قصة :-
    جـعل :-
    كنت اعمل في أحد الجامعات الخليجية مع كادر تدريسي من مختلف الجنسيات. بينهم عدد قليل من السودانيين. احدهم كان عميداً لواحدة من كليات الجامعة. و كان شديداً وصارما ًالي الحد الذي جعله يكتسب عداء أولئك الطلاب الذين لم يعتادوا من معلميهم مثل تلك الصرامة السودانية. كنت في الكثير من الاحيان اتجول في مواضع مجالس الطلاب عندما تكون خالية منهم واقرأ العبارات العفوية التي يخطونها وأشاهد الرسومات التي يرسمونها على الطاولات امامهم او على مستندات المقاعد تحت ايديهم. لانه في تقديري ان هذه العبارات العفوية هي اصدق الإشارات إلي ما يشغل اذهانهم والى ما يتناولونه بالبحث والنقاش فيما بينهم . كما ان فيها أحيانا رسائل إلينا عجزوا او إستحوا من إيصالها إلينا مباشرةً. وفي أحد المرات بينما كنت اقرأ أحد العبارات العديدة التي تتناول ذاك الأستاذ السوداني بالشتم و الإستهزاء شدّ انتباهي تعبير يقول :-"الجعل جعلٌ ولو طالت عمامته " . والجعل كما هو معلوم ، على الاقل للخليجيين، هو الجعران . وقد وصفوا استاذهم ذاك بالجعل او الجعران في إشارة إلي سواد بشرته. اما طول العمامه فقد كانوا يقصدونه حرفياً إذ انه كان يصر على إرتداء الزي القومي السوداني بجلبابه الأبيض وعمامته الضخمة كلما سنحت له فرصة. و لقد كان ذلك يستفز زملاءه من العناصر العربية الأخرى بنوعيها:- الذين تركوا زيهم العربي واستبدلوه بالزي الإفرنجي يرون في ملبسه ذاك دلالة على التخلف. والذين ما زالوا يرتدون الزي العربي يرون في ضخامة عمامته شيء من التطاول والتعالي المستفز وغير المقبول. وقد عبر عنهم طلابهم بعبارتهم تلك "الجعل جعل ولو طالت عمامته ". وما يهمنا الآن ليس خلفيات التعبير ولكن تداعياته .
    بعد أن وقع بصري على تلك العبارة قفز إلي ذهني مباشرةً إسم القبيلة السودانية المعروفة قبيلة الجعليين. بنو جعل او اولاد جعل كما يسمون انفسهم ناسبين انفسهم الي جد يسمى (جعل) يقولون انه عربي ومن نسل العباس عم النبي. و المؤكد ان جعل ليس اسماً عربياً يطلق على الرجال. وانه لو اطلق لا يطلق إلاّ تصغيرا وتشبيهاً بالجعران. وعليه فإن هذا الجد المسمّى بجُعل لو وجد فإنه حتماً ليس بعربي. إذاً من أين اتى إسم هذه القبيلة؟!
    واحدة من الاحتمالات المقبولة هي ان يكون العرب عندما دخلوا تلك المنطقة وجدوا فيها قوماً سود البشرة فسموهم ببني جعل، او اولاد جعل، او جعليون نسبةً إلي الجعل اسود اللون. وهو إحتمال رقم منطقيته إلاّ أن الظروف التي واكبت دخول العرب إلي تلك المنطقة لا تدعمه. فالعرب عندما دخلوا تلك المنطقة لم يدخلوها فاتحين مستأسدين ، بل دخلوها مسافرين غير مقيمين بحثاً عن لقمة العيش لأنفسهم او المرعى لبهائمهم لذلك فقد كان إحتمال أن يتطاولوا على مستضيفيهم ويسموهم بذاك الإسم المُسيء ليس وارداً.
    إذاً من أين جاء هذا الإسم (جعل) ؟
    ينجلي الأمر عندما نعرف أن في واحدة من لغاتنا النيلية كلمة (جأل) تعني رجل وانها تستخدم لمناداة الآخر من الرجال. او للإشارة إلي الآخر من الرجال. او للإشارة إلي الذات عندما يكون المتحدث رجلاً ليس بينه وبين المستمع اليه من الحميمية ما يدعوه إلي تعريف الآخر بإسمه. وعليه فعندما دخل العرب إلي تلك المنطقة وجدوا قوماً من النيليين ؛ سود البشرة طبعاً؛ يسمّي الرجل منهم نفسه ب(جأل). وينادي صاحبه بجأل. ويشير إلي الآخر من رجال قومه ب(جأل) فسمّاهم العرب ببني جعل أو الجعليون. ثم بعد ذلك جاء التوفيق بين اسمهم وبين اسم تلك الحشرة السوداء إمعاناً في إذدراء اللون الأسود من منطلق عنصري عروبي.
    ومن هنا نرى أن قبيلة الجعليين أكثر قبائل شمال السودان مفاخرة وإعتزازاً بأصولها العربية، وتأكيداً لإنتمائها للعباس عم النبي هي في الحقيقة ذات اصل زنجي مؤكد. وبالتالي ذات ميراث حضاري أقدم واعرق بكثير من كل قبائل العرب الرعاة الرحل الذين دخلوا إلي بلادها آملين ان ينعموا ببعض ما تملك . ولا سيما انها كانت؛ عندما جاءوا إلي بلادها؛ قد عبرت المرحلة الإنتاجية المتخلفة التي كانوا يعيشوا فيها، مرحلة الرعي، إلي مرحلة اكثر تقدماً وإستقراراً هي المرحلة الزراعية.
    وهذا هو الحال بالنسبة لجميع قبائل شمال السودان على الأقل المستقرة منها على ضفاف النيل كلها ذات اصول زنجية عريقة وذات تاريخ وحضارات موغلة في القدم و التقذّم والعراقة. و إن محاولات الإنتماء إلى العرب والإنتساب إلي العبّاس هذي لم تأتي إلاّ بعد إتفاقية البقط التي قنّـنت لتجارة الرقيق وفتحت الباب أمام إسترقاق كل من حافظ على عنصره نقياً من القبائل السودانية. ولقد آن الأوان الآن أن نلغي من ذاكرتنا تداعيات تلك الحقبة التاريخية القاسية التي جعلتنا ننكر أصولنا ونبحث عن أصول أخرى لا تسـتوعبنا.


    --------------------------------------------------------------------------------

                  

05-02-2003, 05:19 PM

Shinteer
<aShinteer
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 2525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأصل الزنجي لأسماء المدن السـودانية .. المـعاني والأبعاد (Re: Amjad ibrahim)

    A highest level of heresy. First time to hear of someting called "negroid origin" of a name.
                  

05-02-2003, 09:17 PM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأصل الزنجي لأسماء المدن السـودانية .. المـعاني والأبعاد (Re: Shinteer)

    الاخ امجد
    تحياتى
    اورد هذه الترجمة لما نقش على حيطان مدفن الامير سنفرو من معلومات تاريخية تؤكد ان الاسترقاق عموما وما ابتلى به السودانيون القدماء-الكوشيون- من استرقاق لم يبدأ بمعاهدة البقط او دخول العرب السودان
    *********



    حوالى2029سنة قبل الميلاد آلت السلطة من بعد الفرعون مينا إلي جقر .. والجقر بلغة كوش هو الفأر الكبير الذي يرعب مزارعي جروف النيل بما يعيثه من خراب في العدس والبصل حتي استعاذوا منه بعبادته وسموا أبناءهم عليه إرعاباً لأعدائهم.
    وتقول الوثائق المنقوشة علي لسان سنغرو مندوب الفرعون الخاص: كانت حدود الكنانة: الدلتا السفلي والصعيد الأعلي تقف عند الشلال الأول في أرض أسوان.. واستدعي الفرعون الأمير سنغرو فامره أن يستكشف دار الأشباح فيما وراء الشلال الأول: هل هم بشر أم شياطين؟ وهل هم قادرون علي وقف الفيضان الذي يهب الكنانة أسباب الحياة؟.. وذلك من منطلق: أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي؟
    وخاض سنغرو تجربة شاقة ليجتاز أرض الحجر والثعابين والعقارب فوجد شعب كوش يعمر دادات (كوش السفلي).. لهم ملوك وقري وجروف مزروعة وثروة من الماشية والذهب وعبيد يخدمونهم ونساؤهم من أجمل ما رأت عيناه.. وعاد إلي سيده وهو محمل بالهدايا من ذهب وماشية وعبيد وعطور وخمور.. وأمر الفرعون أن تسمي دار الأشباح بأرض النوب.. والنوب هو الذهب في لغتهم.
    وأمر الفرعون سنغرو بالعودة إلي دار النوب مرة ثانية وثالثة فكان يرجع بمثل ما رجع به في المرة الأولي من هدايا.. وفي المرة الرابعة طرده الكوشيون لأن المسألة فاقت حدها.. وعاد لسيده يشكو سوء أدبهم.. فما كان من سيده إلا أن جرّد لهم حملة أحرقت قراهم وقتلت سادتهم وغنمت ماشيتهم وذهبهم وسبت نساءهم وأطفالهم وأعيدت تسمية بلادهم باسم دار الأشرار.. كانت الحصيلة سبعة آلاف عبد ومئتي ألف رأس من الماشية وكما غير محدد من الذهب والنفائس.
    ألحقت بلاد الأشرار بالكنانة فأصبحت من أهم الموارد تأثيراً في حياة المصريين بعد مياه النيل وأهم هذه الموارد استخراج الذهب من أرضها مما استدعي إقامة مستعمرة بوهين لتعدينه ثم استجلاب الكوشيين للعمل عسكرا أو شرطة وخدما في المنازل والمزارع ومشاريع بناء المعابد والأهرامات وقطع حجر البناء في هذه الحياة.. وبما أن الحياة المصرية القديمة تجعل الآخرة امتداداً لها كتب علي الخدم والعبيد أن يموتوا إذا مات سيدهم ليخدموه في آخرته.
    ودونك المنقوشات التي يتطلع لجمال نقشها وبراعته السياح الذين يزورون ـ يومياً ـ الكنانة من كل صُقع في العالم والتي فك سر رموزها علماء مصريون وأجانب وما يزالون يعكفون علي ذلك.. وخلاصة ما كشف من سرها أن الفراعنة واصلوا اجتهادهم في كوش توسعاً جغرافياً ومصدراً من مصادر الذهب والعبيد وخط دفاع عن استمرار جريان النيل إلي أسفل الوادي.
    وأصبحت كوش ميراثاً لكل من حكم مصر مصرياً كان أو أجنبياً مثل الفرس والإغريق والرومان ومن حكمها باسم الإسلام
                  

05-02-2003, 09:30 PM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأصل الزنجي لأسماء المدن السـودانية .. المـعاني والأبعاد (Re: Shinteer)

    وثبت ايضا ان الاديب الروائى الانجليزى-شيكسبير-من اصل عربى،وكان اسمه -شيخ الزبير-وبما انه كان يحتقر اهله لامه العرب،فقد ذهب مع والده الانجليزى الى بريطانيا،بعد ان انتهت مدة عمله فى بلاد العرب التى كانت تحت الحكم البريطانى.فنشأ الشاب وترعرع فى بريطانيا،ونبغ فى الادب الانجليزى،رغم ان والده الانجليزى قد انكره لخجله من اصول ابنه العربية،فحور اسمه العربى (شيخ الزبير) -اسم جده لامه-الى شيكسبير- حتى لا يعيره به اولاد الانجليز، الامهم بت اعم ابوهم!!!!!!!!!!!!!!!ومن دة نوافيكم بالكثير من الحكاوى والقصص المثيرة
    تحياتى
                  

05-03-2003, 08:22 AM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأصل الزنجي لأسماء المدن السـودانية .. المـعاني والأبعاد (Re: مهيرة)

    تعقيبا علي مااوردته دكتوره مهيره عن الرق بالطبع الرق انتشر وكان ممارسا في كل الممالك الافريقيه والرومانيه بل كل انحاء المعموره يسترق القوي الضعيف ولم يقتصر علي السود بل كان هناك عبيد من البيض ووسط اقوام يدينون بالمسيحيه ولكن الغريب ان يجئ فاتح اسلامي ويبقي علي مثل هذه العاده بل ويطالب بالعبيد كاحد بنود الاتفاقيه بل البند الرئيسي . يا شباب هل فيكم زول عنده هذه الاتفاقيه اي اتفاقيه البقط كي ينزلها بهذا البورد لنري كيف ان الاسلام جاء يحرر العبيد؟!!! وكيف انه دخل الي ارض السودان طوعا واختيارا؟! وان كانت هذه الاتفاقيه تتماشي مع مايفترض في الاسلام؟؟؟!!
    يا استاذه مهيره ما كان متوقعا من الاسلام وحاملي لوائه هو القضاء علي هذه العادات الجاهليه ولكن ان يبقي عليها ولا نتخلص منها الا بعد ان حاربتهاوحرمتها القوي الغربيه بعد حدوث الطفره الصناعيه والتي قللت من الحاجه لايدي العبيد وقد لعب بعض دعاه الدين المسيحي دورا بارزا في شن الحمله لابطال تجاره الرقيق لهو شئ مخجل بالنسبه لرعاه الدين الاسلامي من عرب واتراك وسودانيين شماليين حتي الثوره المهديه الاسلاميه التي حاربت استعمال التمباك لم تحارب الرق بل عملت يدابيد مع تجار الرقيق وحدثني والدي بان الرقيق قد نالوا حريتهم في الاربعينات من القرن الماضي اماالمملكه السعوديه العربيه مهد الاسلام انهت الرق وتحت ضغوط العالم الغربي المتحضر في الستينات من القرن الماضي. الا تتفقون معي ان الاسلام السياسي لا يمت الي الاسلام كعقيده في شئ وما حكومتنا الانقاذيه الاسلاميه الا ابسط مثال معاصر

    اسفه يا امجد فقد خرجنا عن لب الموضوع وهو تاكيد بان مدن وقبائل السودان ترجع تسميتها الي اصول زنجيه وليست عربيه كما نحاول كسرا لعنق الحقيقه . انا رددت في سياق مهيره والتي تحاول غسل تاريخ العرب بالسودان من سوء ممارساتهم التي لا تتماشي مع روح الاسلام الذي نعتنقه وهو افضل ما انزل للانسان

    (عدل بواسطة doma on 05-03-2003, 08:31 AM)
    (عدل بواسطة doma on 05-03-2003, 08:39 AM)

                  

05-03-2003, 09:27 AM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأصل الزنجي لأسماء المدن السـودانية .. المـعاني والأبعاد (Re: doma)

    عزيزتى دوما
    تحياتى
    انا لا احاول ان اغسل اى حقبة من التاريخ السودانى سوى كانت عربية او غبر عربية،لأن هذا يعتبر تزوير للتاريخ.يعنى انا لا اطالب بمحو حقبة مملكة سنار او مملكة المسبعات او الثورة المهدية،من تاريخ السودان لانها كانت ممالك اسلامية ذات ثقافة عربية-افريقية.كل ما اود ان اوضحه هو الا يخلط الناس بين الاسلام الصحيح وبين من حكموا باسم الاسلام واخطأوا فهم بشر والبشر خطاؤون.واظن انك متفقة معى فى ان الاسلام هو افضل ما انزل للانسان -كماذكرت فى خاتمة حديثك-واضيف ان الاسلام منع الرق قبل ان يمنعه العالم المتحضر والدلائل من القرآن والسنة كثيرة
    قال تعالى(ياأيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير)صدق الله العظيم
    وقال الرسول الكريم-ص-(لا فضل لعربى على عجمى ولا لاحمر على اسود الا بالتقوى)
    ووبخ عمر بن الخطاب رضى الله عنه واليه على مصر-عمربن عبد العزيز بقوله(متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا؟(وامر بجلد ابن عمرو بن العاص الذى اخطأ فى حق واحد من ابناء الشعب المصرى
    اما مسألة اسماء المدن السودانية،واصولها النوبية،فهذه حقيقة تاريخية لا اختلاف عليها،فمدن
    دنقلا
    كرمة
    الكرو
    مروى
    ما زالت تحتفظ باسمائها النوبية القديمة الموثقة تاريخيا.اما تأليف حكايات واحاجى بدون توثيق او سند تاريخى،فهذا قد يقبله العامة بقصد التنكيت ليس الا.واخيرا اختى العزيزة ارجو ان تتطلعى على ردودى على بوستات كثيرة لتعلمى اننى لا انتمى لأى جبهة اسلامية سياسية،واننى من معارضى حكومة الجبهة الاسلامية بشقيها ،ولكنى ارجو ان اكون من حملة لواء الاسلام-الحقيقى- والمدافعين عنه
    تحياتى
                  

05-03-2003, 10:09 AM

ahmad almalik
<aahmad almalik
تاريخ التسجيل: 04-03-2003
مجموع المشاركات: 752

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأصل الزنجي لأسماء المدن السـودانية .. المـعاني والأبعاد (Re: Amjad ibrahim)

    شكرا يا دكتور البحث ممتع للغاية واتفق مع الكاتب في ان السنوات الاخيرة شهدت طرح سؤال الهوية بصورة ملحة لم تكن موجودة من قبل ةاذكر عبارة للاستاذ محمد طه محمد أحمدفي احدي مقالاته حيث قال ان استمرار التجربة الديمقراطية كان افضل ضمانة لزوال ترسبات التمايز القبلي فداخل حزب الامة مثلا كان يعمل الشمالي وود الغرب والوسط وغيرهم يجمع ويوحد بينهم الانتماء للحزب ولا وجود لادني تأثير للقبيلة او الاصول، ما حدث منذ سنوات من انتكاسة ظللت كل مناحي الحياة واعادتنا عدة سنوات الي الوراء فعاد موضوع الهوية أكثر الحاحافي مواجهة مشاريع لا معني لها سوي تكريس الانشقاق بين ابناء الوطن الواحد وذاك لعمري لا علاقة له بالدين نفسه.
                  

05-04-2003, 07:57 AM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأصل الزنجي لأسماء المدن السـودانية .. المـعاني والأبعاد (Re: ahmad almalik)

    مهيره
    Quote: .يعنى انا لا اطالب بمحو حقبة مملكة سنار او مملكةالمسبعات او الثورة المهدية،من تاريخ السودان لانها كانت ممالك اسلامية ذات ثقافة عربية-افريقية.كل ما اود ان اوضحه هو الا يخلط الناس بين الاسلام الصحيح وبين من حكموا باسم الاسلام واخطأوا فهم بشر والبشر خطاؤون


    الدكتوره مهيره تحيه عطره
    لا اشك في عدم موالاتك لنظام الانقاذ مطلقا وبما انك تسلمين بان البشر خطاؤون يبقي انتفاء دوله الاسلام هو خير الامور للبعد بالعقيده عن متاهات السياسه واخطائها
    ويبقي الدين الاسلامي عقيده سمحاء لمن اراد التدين بها بعيدا عن القسر الديني و الاستعلاء علي متبعي الديانات الاخري والتي هي جزء من المشكله السودانيه اضافه الي الاستعلاء العرقي

    (عدل بواسطة doma on 05-04-2003, 07:58 AM)
    (عدل بواسطة doma on 05-04-2003, 08:00 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de