|
في الذكري الاولي لرحيل الفريق أول شرطة إبراهيم أحمد عبدالكريم:
|
في الذكري الاولي لرحيل الفريق أول شرطة إبراهيم أحمد عبدالكريم:
غاب عن العيون ولم يغيب عن القلوب وسنظل نذكره مع نسائم الليل محمد الزين محمد المحامي،أوسلو [email protected] حين أعلنت شمس التاسع والعشرين من أبريل عجزها عن السطوع أدرك أهل السودان أنهم فقدوا ركنا أساسيا من أركان الثقافة السودانية وابنا بارا كرس حياته و روحه وعقله لبلده و خدمة شعبه ، كان الفريق أول شرطةإبراهيم أحمد عبدالكريم يمثل بذاته تاريخا بحجم الشرطة السودانية التي آمن بها وناضل من أجلها وبذل العمر في سبيلها . فهو الذى ملأ بيوتنا فرحا وقلوبنا طمأنينة،كيف يمكن له أن يغيب وقد سهر على أمننا سنينا طويلة وسهر معنا يقدم لنا الروائع بصوته المجلجل وضحكته الصافية وسماحته التى لاتحدها حدود.
بكينا حتى لا يجدى البكاء ولا رد اذا جاء القضاء
نعم ياإبراهيم ذكراك تبقى كافلاك بها تزهو السماء
فأنتم معجم للكون باق فقد أعطيت ما فاق العطاء
فاعطيتم لنا من كل علم ومعرفة يدوم بها الثراء
و لو كتبت شمائكم رثاء بماء الكون لا يكفى الرثاء
الموت صعب ، ولكن الموت حق ، ونحن ننحنى جميعا أمام إرادة الخالق عز وجل ،عزاؤنا أن الموت لا يغيب العظماء ولا يمحو آثارهم . فشمس إبراهيم لا تغيب و أن ما يشهد أهل السودان ليس الا كسوفا مؤقتا تعود بعده لتضئ الطريق وترشد الجميع . وإني إذ أخط هذه الكلمات الثكلى في الذكري الاولي لرحيل الفريق أول شرطة إبراهيم أحمد عبد الكريم لأجدني يعتصرني الألم إعتصارا ، ويحضني الحزن ويلفني الأسى بسواده. وعندما يصبح الحدث أكبر من الكلمة لا تغدو الكتابة الإ الرمز والعنوان فقط وحينما يتعاظم الخطب يصبح التعبير عنه صعبا .. والصمت أبلغ والشهقة أقوى.
إبراهيم ختم الإله حياته بين الملائك مقعدا ومصيرا
جنات عدن فتحت ابوابها وازينت تهدى اليك الحورا
يا راحلا فى الزمان بمثله أدمى رحيلك جازعا وصبورا
نم فى علاك قرير عين أمنا من ايقظ الاجيال نام قريرا
فلكم نشرت الأمن في سوداننا وصدت عنا غازيا و مغيرا
لم ترج غير الله معتصما به وكفى بربك هاديا ونصيرا
يبقى مدى الاجيال نورا مشرقا ما كان من أقواله مأثورا
ملك القلوب بلطفه حتى غدا في كل قلب رمسه محفورا
كان لرحيل الفريق أول شرطةإبراهيم أحمد عبد الكريم طعم المرارة و الشعور بفقدان الروح من الجسد، رحل العملاق من بين أحبابه ، بكيتَ وبكيت الامة كل الامة ..حيث انطفأت الشموع وعبقت السماء حزنا على العنق المرتفع ،و تغلغلت أعناقنا بكلمات مفعمة بمرارة الفقدان .
يأيها الراحل عنا ،أنت فينا ، تمسح الدمع السخين
أنت فينا قيم ،أسمى السجايا زادها عمق اليقين
إن يمر الدهر ،لا غرو ،وإن مرت دهور وقرون
أسمك الخالد نور،فى سنا التاريخ ،كالأي المبين
إبراهيم إن غاب عن العيون فإنه لن يغيب عن القلوب ،وستظل ذكراه خالده الى الابد. وسنظل نذكره مع نسائم الليل.
أيها الغائب عنا ،أنت ما زلت ،ستبقى في العيون
أنت في القلب شرايين ،ونبض ودماء،وحنين
مر يوم ،لا نبالي ،إن تمطي الدهر أو مرت سنون
كيف تنضو الشمس نورا، بينما البدر كئيب في كمون
كيف يهمي الليل سرا،وتغطي عتمة الحزن السكون
لحظة كانت بقصف الرعد، والبرق مخيف كالاتون
حضرت فينا جراحا لاتعافى،وحنت تبكي الغصون
فصقعنا ..لم نصدق ما جرى ،كالحلم هذا أم الظنون؟
وذرفنا الدمع حرا،كلهيب،قرحت فيه الجفون
هام في الآلام شعبي ،وتبدى الكون أسوارا،سجون
مادها الأيام ،والأيام لا يقوى ، فتطويها المنون ؟
وصبرنا ..وحسبنا أن ذاك الدهر ،آمن لا يخون
فاذا الاقدار غذرا،واذا التاريخ مستاء،حرون
قدر كان قس القلب ،صلب جاوز الحد الرهين
كانت حياة الفقيد أمن الوطن والمواطن ،وربيعا دائم العطاء ،وفكرا تغلغل في كل عقل ،وسكن كل قلب ومبادئ إنتشرت كالهواء في أرجاء الوطن.
في رحيل حبيبنا لن يكون الحزن صبرنا ولن تكون الحسرات خيارنا ومادة موضوعنا ولن يكون السواد خمار طلة بيارق يراعنا ،لان الراحل ما علمنا الا القول والكتابة بفرح وأمل لترخم أناشيد حياة الامة ومهرجانات نضالاتها وتضحياتها على كل صعيد.عندما يرحل النسر تنحني القمة بخشوع لوداعه لانه الوحيد الذي يجعلها مأهولة.
وإن كان الحزن والبكاء لا يفيدان شيئا ،فعزاؤنا في فقيدنا هو وقفة جميع أهل السودان بألوان طيفه من رجال القانون والسياسة ،وسادة الطرق الصوفية وأهل الفن والأدب والرياضة . في الختام أعزي أهل السودان كافة وقوات الشرطة وأهل الفن والأدب خاصة في الفقيد وأعزيهم في ليلهم الذي فارق نسائم الليل .
رحليك كان صاعقة تدوي وإعصار كموج البحر هادر
سلام الله رحمته عليكم فقد غادرتنا ورحلت باكر
كان إبراهيم من رجالات هذه الامة المعطأة ..أعطاه الله قوة في الجسم .. وعقلا نيرا .. و قلبا صافيا وإبتسامة لا تفارق محياه وشجاعة لا توصف .اللهم أرحمه وتجاوز عن سيئاته وأغسله من الذنوب والخطايا بالماء والثلج والبرد. اللهم تقبله وأرفع درجته عندك يالله . وإنا لله وإنا اليه راجعون.
|
|
|
|
|
|