|
|
 عذراً المبدعة تماضر ودكتور أبكر لكن هذا الموضوع يستحق أن يكون في بوست منفصل
|
في يوم ما
هزجَتْ: "أنا منو الزيي أنا"، أو ما يحمل هذا المعنى؛
خرج أحد(نا) مستنكرا واستعاذ بالله على تماضر من (قولة أنا)!!؛
لم يكن في فقه أخينا ذاك شيء إسمه (صيغة منتهى الفرح)!! أو ـ ربما ـ موجودة لكنها محظورة!!؛
وفي يوم آخر قالت: أحبك لأحد ما، فداهمها أحد(نا) بتهمة التصابي!
وفي هذه المرة، الأخيرة، جاءت التهمة بالمجان! ويا لها من تهمة في فقه الإلتباس!!؛
وفقه الالتباس؛ هو نوع من التصورات الاجتماعية المقررة، التي تسكن العقول بأقدار متفاوتة، ولكنها على كل حال متوفرة تجاه المرأة، وخاصة التي في صيغة تماضر، ووظيفتها أنها آلية من آليات القهر، تقوم على التخليط ؛ تقيس القماش بالملوة، والبطاطس بالمتر على أساس من التواطؤ المسبق؛ وهو تواطؤ تاريخي؛ الهدف منه خصخصة المرأة وترسيم الحدود؛ (وأشدد هنا على أن هذا (شيء) اجتماعي؛ يشترك فيه الرجال والنساء ويوجد في أدمغتهم على السواء)، ولكي لا تتعدى المرأة هذه الحدود، تقوم آلية الدفاع المبكر بتوجيه صواريخها تجاه القلب لأن الهزيمة المعنوية للخارجين عن ذلك الأطار هي أكبر وسيلة للسيطرة على الموقف ومن ثم إعادة إنتاج الوضعية برمتها هذا إن وجدت نقطة ضعف.
ولأن فقه الإلتباس هذا منتج من منتجات (بنية الوعي التناسلي) السائدة في مجتمعنا ـ راجع التحليل الفاعلي؛ الشيخ محمد الشيخ، فهو يركز على تجريد المرأة من أي بعد آخر غير البعد المتعلق بـ(التناسل) ـ لذلك فهو يقيس الحرية بالجنس وملحقاته!! والفن أيضا!! ويفسر الكلمات على هكذا أساس؛ وهو الأمر الذي يجعل من كلمة مثل (متصابية) لها دلالاتها الجارحة، وهي جارحة لأنها تحمل إلتباساً يلفق تهماً، وتلاك في وسط تسوده بنية الوعي التناسلي هذا، وبالإضافة للتهم الأصلية/الملفقة ضمناً، التي على أساسها تقوم التفسيرات الواردة في الحديث (الخبيث) محل المشكل، فهناك تهمة أخرى قد تبدو ثانوية، ولكنها لا تقل أهمية، وهي أن نجم الفنانة الذي (يزعم) أنه أفل، لا علاقة له بمواهبها ولا بذكائها ولا بكونها فنانة، وإنما لكونها (صبية) ـ أي تجريد الفنانة من مواهبها وفنها/قيمتها الفنية!!؟ أرأيتم كيف يتم القياس، وكيف يتم صنع الإلتباس؟؟ وهذا بالضبط ما حدث للممثلة المصرية سعاد حسنى، وأودى بها إلى النهاية المأسوية التي بدأت مباشرة بعد رحيل صديقها الشاعر فؤاد حداد، الوحيد، ربما، الذي لم يكن يخلط المعايير ـ وأرجو أن يراجع الناس تلك السيرة ليتأكدوا مما نقول هنا؛
وواحدة من ووسائل الحرب ضد خروج المرأة (أو اي مقهور) من الإطار المرسوم سلفا، هي توجيه السهام تجاه من يمكن أن تكون قدوة لهذا الخروج، عبر وسيلة الهترشة وإلقاء الأقوال على سبيل المزاح (حيث تكون هنا على عواهنها) أو إدغامها في صيغة الحق التي يراد بها الباطل، وهذا قد يحدث بطريقة واعية/مدبرة، من قبل البعض، أو بطريقة لا واعية من البعض الآخر، لتفعل فعلها عبر تراكمها عبر الزمن، وذلك حتى لا يقوم المعنيون بالتصدي لها في حينها، إن هي خرجت في ثوب الجد (الأمر والنهي)، هذا في حالة عجز حراس الأطار عن المجابهة بسبب لتواجدهم في ظرف غير موات! أرأيتم كيف هو المكر! والنتيجة هي؛ تعرض الشخص أو الجهة المعنية لإشانة السمعة، وفق المعايير السائدة، بغرض تقليل القيمة وخلق العزلة ومن ثم التشميت للوصول إلى الصيغة النهائية؛ العبرة لمن يعتبر؛ والعبرة هي معكوس القدوة، وذلك لكي تفكر أي بنت ألف مرة قبل أن ترتاد أي مجال متعلق بالفنون، أو تحاول أن تعبر عن نفسها بصدق وتبدع، إذ أنه؛ في الوقت الذي تفكر فيه البنت/المرأة في اجتياز حواجز هذا الحصار للدخول إلى حيث المعمعة، تكون القافلة قد مضت قدما وقام السائدون باستغلال هذا الزمن في تدبير (مؤامرات) أخرى، وهكذا!! ومن الجانب الآخر، فترديد التهم والأحكام، ضد أية امرأة، يستضمن، مغزى "الكلام ليك يا المنطط عينيك"، والمنطط عينيك هنا هو؛ أي رجل من رجال الأسرة، يتسامح مع أو (يسمح لـ)بنته/أخته/أمه/زوجته بـ"الخروج". والكلام هو "أنت ديوث"!!؛
يا للمهزلة!!؛
Quote: قالوا الشعب السودانى شعب معقد وثرثرة النساء معهم يفسرونها تفسيرا خاطئا ، قلت لا المنتدى هذا شىء آخر
انا فى هذا البورد مع اخوتى واهلى واصدقائى وزملائى الفنانين ، والكتاب والمسرحيين والشعراء والنقاد..انا فى مأمن
لا يا تماضر... أنت لست في مأمن
Quote: الشينة ما بتقربنى
لا يا تماضر.. في شينات كتاآآآر حيقربوك لسبب جوهري: هو أن هذا العالم حلبة صراع وإنك إنسانة فنانة صادقة وحرة ومنحازة لنفسك وللمقهورين؛
ولكن نحن معك، لنفس هذا السبب الجوهري
ومع كل امرأة أخرى لا تحترف النفاق والكذب والمداراة
ومع كل إنسان يحفر على الجدار ولو برأس دبوس ليمكن النور كي يمر إلى الأجيال؛
هذه أشياء نحن لا نساوم فيها؛
وقفي
يا جميلة واستوقفي الرائحين
إلى البلد النيل نام – ونامت مراكب أهلي
فمن يبلغ الشوق - فاطمة القروية
إن الهوادج عطّلها نغمٌ ضاع في الرمل
من غفلات الحداة
فمن يحمل النبأ الهامشي لفاطمة الوثنية
هذا أوان التمزق
والخوف والسأم المعدني الذي
فجّر القلب والصوت والذاكرة
يا طقوس الغناء المبارك
فلنرقص الآن مرتحلين على نبض
إيقاع لحن المغنية الساحرة
والمغنية الساحرة
نام في صفو أوتارها المتعبون
السكارى – المغنون – نامت مع الحلم
فاطمة القروية
تحلم بالفارس المتسربل
بالبرق والرعد والمطر الروحي
والمغنية الساحرة
قذفت صوتها في الصحارى
وفي الصمت في الشارع المتقنّع
بالسكتة المطمئنة والخطوة
الحائرة
فقفي يا جميلة واستوقفي الرائحين
إلى دار فاطمة البدوية
حفل الزفاف تأخر
نام الحداة على الرمل – نامت
خطى الراحلين
الهوادج عطّلها الرعب
وانفرط العقد
وانكسرت صهوات الخيول
ارجعي بالزغاريد
فاطمة الاستوائية الآن عارية
رقصت للوحوش
وغنت مصفدة
فلفاطمة القروية أن ترقص
الآن
فالساحة إنفتحت لجميع النساء
ولأني عشقت الغناء
عشقتك يا فاطمة
تتبدل أنغام صوتك أو يتغير
لون إندهاشك – أو تخنق
العبرة الحزن
دندنة العشق
أو يتخاذل إيقاعك المتفجر
ينساب صوت المغنية الفاجرة
والمغنية الفاجرة
راودتني على صوتها
واشتهتني – وقالت
لك الآن
أغلقت الأسطوانة
لكن ذاكرتي
من جميع المسافات
والإتجاهات تثقب –
يا أيها الرائحون
الى البلد النيل نام
ونامت مراكب أهلي
قفوا وانشروا
على الرمل طرحة فاطمة البدوية
أو علقوا
على الشمس طالعةً: ثوب فاطمة
الإستوائية
الشمس مقبلةٌ
فقفوا
أيها المتعبون قفوا
أيها الرائحون قفوا
واحملوني على صوتها.
.
.
-----------------------------------------------------------
أبكر آدم إسماعيل
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست