السودان والمحنة العراقية

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 11:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-24-2003, 05:33 AM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان والمحنة العراقية

    السودان والمحنة العراقية


    اضاءة سودانية، بقلم: د. حيدر ابراهيم علي








    وضعت المحنة العراقية الناس في اختيارات صعبة بسبب ثنائية خبيثة، قد تسأل: هل انت مع العراق ام مع اميركا؟ بينما السؤال اكثر تعقيدا. هناك الشعب العراقي والوطن والحضارة والمستقبل في العراق مقابل الطاغية صدام والنظام الفاشي والكاوبوي بوش والامبريالية الجديدة. ومثل هذه المعادلة الخاطئة خلفتها دعاية النظم القمعية التي تماهي بين القائد والشعب والوطن. اذ عندما تهاجم او تنقد الزعيم تتهم بانك تهاجم الوطن وبالتالي توصم بالخيانة، خاصة وان هذه النظم في عداء مع شعوبها ولا تحترم هذه الشعوب الا اذا فرض هذا الاحترام من الخارج كما نرى الان وكما ظهر في نتائج الضغوط الخارجية.


    كنت طوال الاعتداء الغربي على العراق ـ رغم كل تعاطفي ـ اقول لقد وقى الله السودان. ثم بعد هزيمة نظام صدام، تمنيت الا يصل زلزال العراق الى بلدان اخرى، ولكنها مجرد امنية. سوف تصل الاثار الى دول كثيرة. كان السودان في 1992 مرتعاً لمجموعات وجماعات غير سودانية، لا اريد وصفها او تصنيفها، ولكنها لم تكن تمثل مصالح الشعب السوداني، بل تحالفت مع النظام ضد شعبه. فقد كانت الانقاذ في مراهقتها الاولى تظن انها يمكن ان تحكم العالم كله. وكانت الانقاذ تعيش نفس البارانويا والحالة المرضية في الشعور بالعظمة التي عاشها صدام وطغمته. ولولا صدمة فشل محاولة اغتيال الرئيس المصري ثم الاعتداء على مصنع الشفاء واخيرا انقسام الحزب الحاكم ـ الجبهة الاسلامية، لتورط النظام في سياسات كارثية وسدر في غيه. ولقد لطف الله بالبلد حين ظهر عقلاء داخل النظام تراجعوا عن المغامرات ولكن بقيت جيوب تصر على النمط القديم بالذات في علاقاتها مع الجماهير باستمرارها في الاعتماد على القمع والتجاوزات الامنية.


    جاءت المحنة العراقية في صالح النظام السوداني بصورة غير مباشرة. فالولايات المتحدة الاميركية تحاول ان توازن في سياستها في المنطقة وان تحسن صورتها بين العرب والمسلمين.


    لذلك تطبق سياسة العصا والجزرة، فقد تزامن مع قصف العراق، الاهتمام بخريطة السلام في فلسطين وقررت عدم تطبيق عقوبات على السودان ـ حسب قانون سابق ـ لان مفاوضات السلام في كينيا تتقدم بجدية وفق المطلوب.


    واخيرا لم تتحمس وتنشط في ادانة السودان في جنيف امام لجنة حقوق الانسان الاسبوع الماضي حيث تحول السودان الى دولة متعاونة وأفلت بعد عشر سنوات من الادانة. ومن الملاحظ ان السودان يستفيد من الجزرة الاميركية وهذا يوحي بأن النظام السوداني ادرك معادلات النظام العالمي الجديد الذي يتشكل بهيمنة مباشرة للولايات المتحدة. لذلك تنزع منه تدريجياً صفة الدول المارقة ولا يتردد اسمه مع دول «محور الشر» حين تذكر سوريا وايران وكوريا الشمالية بعد سقوط العراق. فالدولة التي استضافت ابن لادن وكارلوس والظواهري وغيرهم، وصادقت العراق وايران، هي الان دولة متعاونة!


    حذّر عدد من القيادات السياسية النظام من تكرار تجربة العراق، وكما طالب الصادق المهدي خلال مؤتمر حزب الامة، النظام ان يجنب البلاد مثل تلك المآزق. ويأتي مثل هذا الحديث من أناس يعلمون كيف يفكر النظام او بعض عناصره. فقد تتكرر تجربة العراق في اخراج اخر مختلف، اذ قد يظن البعض انهم يمكن ان يتصالحوا مع اميركا ويستمروا في معاداة شعبهم. باعتبار ان اميركا يهمها الوصول الى النفط السوداني من خلال السلام، بغض النظر عن وجود ديمقراطية حقيقية. ولاميركا تاريخ طويل في التعامل الودود مع نظم قمعية ومتخلفة ولكنها ضمنت تدفق النفط بالشروط الاميركية. وقد يكون السلام والاستقرار والامن «paxa americana» هو المطلوب وهو غير مشروط بديمقراطية وحقوق الانسان في كثير من الاحيان وحتى الان. وقد تكون التجربة العراقية بداية اخرى. وفي مثل هذه الظروف قد يستغل الجناح غير الديمقراطي في النظام نجاحات السلام في تعطيل وتشويه التحول الديمقراطي.


    ولهذه المخاوف ما يبررها خاصة بعد الظهور العلني لجهاز الامن في السودان وتقديمه لنفسه كقوة اساسية منظمة وذات كفاءة في ادارة الامور. ومثل هذه التصورات والتحليلات هي بداية الاوهام التي تنتج النظم الصدامية. فالوطن يحتاج الى الديمقراطية والامن معاً. ولكن امن الشعب وليس امن النظام.


    يتوجه السودان نحو مرحلة دقيقة وسط متغيرات سريعة تحتاج لذكاء ووضوح رؤية. ولابد من استيعاب الدرس العراقي، فقد اودى صدام بشعبه ووطنه واعاده الى الدمار والاحتلال لسوء التقدير وعدم قراءة التاريخ. فقد ظن نفسه استثناء ولم يتأمل مصير هتلر ولا شاوشيسكو ولا صموئيل دو.. كتب لويس السادس عشر الذي اطاحت به الثورة الفرنسية، في مذكراته يوم سقوط الباستيل مايلي: لم يحدث شيء في هذا اليوم!

    Albayan Newspaper
    Bayan Alarbaa
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de