حياة الناس.. قصة قصيرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 03:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-23-2003, 06:25 AM

celecon

تاريخ التسجيل: 09-15-2002
مجموع المشاركات: 1316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حياة الناس.. قصة قصيرة



    خطابات في الليل

    يكتبها: محمود الجراح

    كان يقف قبالة كافتريا شهيرة يلبي موعداً مهماً بذل مهجته ليتم .. وحتى لايلفت الانتباه، استعصم بالموبايل.. وضعه في اذنه وبدا كما لو كان يحادث مؤتمراً يبحث قضية شائكة..

    لم يكن يعول كثيراً على هذا اللقاء .. فقد تعود ان ينتظر طويلاً في حالات مماثلة دون ان تأتي اليه المواعدة لهذا كان لايبالي بالانتظار .. بل لايتشبث به كثيراً .. فالمسألة في تقديره تزجية وقت. يستوي عنده ان تأتي أو لا تأتي فقد اشبع غريزته الى درجة كبيرة ونأى عنه الجوع الى الانثى.

    انتهى في تقديره الزمن الذي ينتظر فيه المحب المحب. اصبحت اللقاءات تتم بلا عاطفة فينساها الانسان متى حقق الغاية التي يبتغيها.

    لم يعد يؤمن باللقاء الذي يتم في فضاء الحب. ولم يعد يثق بواحدة تعرف معنى الحب.

    لهذا كان يرى الحب منها رأي حجازي «شروداً وتهاويم وحزناً».

    لم يحفظ من الشعر إلا هذا الذي قال به حجازي.

    اخذ ينتظر والموبايل على اذنه. ثم نظر لساعته فادرك انه بقى ينتظرها أكثر من ساعة. وبدأ يعيد الموبايل الى جيبه. تمهيداً لمغادرة الموقع.

    وقبل ان يغادر موقعه لمح سيارة فاخرة زرقاء اللون تقترب منه بشكل متعمد. اقتربت السيارة حتى وقفت عنده تماماً.. كانت السيارة مظللة تظليلاً كاملاً . لم يستطع ان يتبين من فيها. لكنه استبعد ان تكون فتاته التي انتظرها طويلاً بداخلها لأنه يعرف عنها كل شئ .. اسلوبها في التحرك .. وفي اللبس وفي اشياء اخرى يعرفانها معاً.

    لكنه قدر ايضاً ان تكون داخل هذه السيارة فهناك اشياء تستجد على صاحبها دون ان ترد بخاطره.

    فيما هو يفكر، انفتح باب السيارة. فاذا بامرأة مفرطة في الانوثة تنزع نظارة كانت على وجهها تقول له .. اين انت يا مبارك .. ظللت طوال النهار انتظرك في المكتب.

    ثم واصلت تقول .. ادخل .. ادخل.

    تردد وشابه شئ من الخوف..

    وواصلت حديثها .. ادخل واقفل الباب بسرعة. عندي اخبار تسرك.

    شعر ان قوة ما تدفع به لدخول السيارة . وبلا ادنى ارادة منه دخل ليجلس في المقعد الامامي ثم قفل الباب.

    بعدها .. انطلقت السيارة وهي تقول .. تمتع بالحياة .. كن ديمقراطياً.. امنح نفسك مزيداً من الحرية.. نظر وراءه لم ير احداً .. وجه ناظريه الى الانثى فاحس بأنه ازاء شهوة عارمة.. شهوة عارمة .. عارمة .

    حاول ان يتواءم مع هذا اللهيب الباذخ.

    لكنها بادرت تسأله .. طبعاً انت مندهش لأني سميتك مبارك.

    ابتسم وصمت ..

    ثم واصلت ..

    الرجل ليس اذكى من المرأة عندما يناديها بغير اسمها. اذا استجابت لندائه نال منها ما يريد وان لم يستجب بحجة انه لم يهتد لاسمها يكون ذلك بالنسبة له مدخلاً للحديث معها لبناء علاقة جديدة.

    هز رأسه وابتسم..

    ثم قالت .. أولاً اود ان اعرف هل لك خبرة في اصلاح التلفزيون..؟

    قال لها لا ابداً..

    ضحكت..

    وقالت .. ولا التلفون..

    قال .. ولا التلفون.

    ضحكت وقالت .. ياخيبتي فيك .. ثم واصلت.. إذاً ليس امامنا إلا حلاً واحداً.. نظر اليها باستغراب وهو صامت.

    مدت يدها تضربه فوق قدمه وهي تبتسم وقالت.. قلت لك ليس امامنا الا حلاً واحداً فلم تسأل ما هو..؟

    قال .. هذا صحيح .. ما هو؟

    قالت .. وقد بدأت تهدئ سرعة العربة حتى اقتربت من أكشاك لبيع الصحف وقالت عليك ان تنزل الى تلك المكتبات واشتري منها 6، 7،10 مظاريف. وتعال.. حاول يخرج فتحت حقيبتها واخرجت منها رزمة مالية من فئة العشرة آلاف جنيه. مدتها له. وقالت قد لاتكون عندك فكة. اشتري وادفع له. وهات أو اترك له الباقي.

    نظر اليها ملياً دون ان يمد يده للنقود .. وخرج من السيارة وقصد المكتبة واشتري بعضاً من المظاريف عاد بها اليها.. دخل العربة جلس في مكانه . اوصد الباب. ثم انطلقت تنهب الارض نهباً.

    عندما اقتربت من مكان ما . مالت لتقف بالعربة على طرف الشارع. قالت له بعد ان خلعت نظارتها: هل ترى ذلك البيت؟.

    قال لها .. الاصفر..

    قالت له .. الذي تتدلى منه شجرة الياسمين.

    قال لها .. الباب الاخضر؟..

    قالت له .. نعم الباب الاخضر.. ثم واصلت هو بيتنا نسكنه أنا وأمي وأبي.

    عليك ان ترجع من مكانك هذا .. واخرجت قلماً من حقيبتها. وقالت له اكتب على واحد من المظاريف .. السودان .. الخرطوم .. حي .. منزل رقم.

    زوجتي العزيزة ناهد مصطفى.

    ثم قالت .. اكتب على المظروف الآخر. السودان.. الخرطوم.. منزل رقم الوالدة الحاجة العزيزة سميرة ميرغني مع التحية.

    ثم قالت اكتب السودان - الخرطوم - منزل رقم - الوالد العزيز مصطفى عبد الرؤوف ثم واصلت..

    خذ معك هذه الخطابات وتعال العاشرة مساء وانت تحمل حقيبة كأنك عائد من لندن..

    اطرق الباب.. سأقوم أنا وافتحه لك .. وكأنني لا اعرفك ولاتعرفني.

    تقول لي هل هذا هو منزل فلان .. اقول لك نعم .. خير.. قل لي جئت للتو من لندن وكلفني زوجك ان اقول لك بأنه بخير.

    وقد بعث معي رسالة لزوجته ناهد .. هل هي انت؟ اقول لك نعم ثم تقول ورسالة الى والدك مصطفى .. ولأمك..

    اعود واسألك .. هل هو بخير؟.. تقول لي بخير وقريباً سيرجع السودان. ثم واصلت.. حاول ان تستأذن لأنك مرهق تريد ان تجد فندقاً قبل منتصف الليل. لتصحو مبكراً لتسافر لاولادك في كسلا..

    عندها سنلح عليك ان تتعشى .. بل ونقسم عليك ان تنام حتى الفجر..

    قال لها .. وهل يوافق والدك .. وامك؟.

    قالت بحرقة ... والدي لا يرى .. وامي لا تسمع.

    في هذه الاثناء .. مدت يدها وفتحت الحقيبة واخرجت منها رزمة من النقود والقتها على يديه وهو يهم بالنزول .. وقالت .. حقيقة اريد بعض الملابس .. اشتريها لي وضعها في شنطة. مدها لي كأنها من زوجي .. ثم اشتري لك واحدة ايضاً وضع فيها ما شئت.

    أخذ رزمة المال . وخرج وهو متجهم .. مشى بضع خطوات اوقف سيارة تاكسي ومضى ..

    في المساء.

    وفي حوالي الساعة العاشرة..

    كانت شجرة الياسمين المتدلية خارج الحوش تطرح على باب البيت ياسميناً .. فيما كانت تحرس البيت بعطرها.

    كان الوالدان نائمين. فيما عدا الانثى تتشاغل بالتلفزيون.

    عندها طرق الباب، سمعت بالطرق الانثى لم تأبه له. كانت تفكر بطريقة القط عندما يحاصر فأراً لاتتعجل بالتهامه .. مادامت ستزدرده لا محالة.

    تكرر الطرق مرة اخرى .. صحا الوالد ونادى على ابنته لتفتح الباب . جاءت .. ومن فرط الحر كانت تلبس ملابس الصيف ومثلما كان الصيف طويلاً، كانت ملابسها اقصر.

    ثم فتحت الباب. واستقبلت الضيف القادم من لندن استقبال الفاتحين.

    وعندما سلم الرسائل..

    استأذن في الذهاب..

    اقسموا عليه ان ينام ليلته تلك حتى الصباح. قامت تتقدمه لتدخله الى غرفة والعطر يتناوح على جسدها.

    وعندما لم ينم ليلته تلك حتى الصباح. سأل الانثى .. لكنك لم تقولي لي شيئاً عن زوجك في لندن..؟

    قالت له . انه يتعالج من جلطة في الدماغ. منذ أكثر من ستة اشهر..

    عند الصباح جاءوا بالشاي.

    وحزم حقائبه. وقال الوداع. سأحاول الحجز في بصات كسلا

    نظرت الانثى في ساعتها .. وقالت .. لكنك يجب ان تسرع .. سأحاول ان اذهب بك سريعاً بأمل ان تحصل على تذكرة..

    قامت وادارت السيارة واوقفتها خارج الباب.

    عندها خرج الضيف وقد ودع أهل البيت..

    واندس داخل العربة . وانطلقت بهما.

    قال لها وقد نقص نصف عمره .. هل حقاً ستذهبين بي الى موقف بصات كسلا؟

    قالت لا طبعاً .. سأذهب بك الى منزل خاص ثم واصلت .. لنا بيت حديث البناء اسكنا فيه حارساً وزوجته.. سنحاول أنا وانت تفقد ذلك البيت. وربما احتجنا ان نرسل الحارس لشراء بعض الطعام. لتطهيه زوجته .. عليك ان تدفع لهما اعجاباً بقدرة المرأة على الطهي .. وتقديراً للحارس الذي جاء بكبدة الابل من سوق ليبيا.

    اعتقد انك وقد جئت تتفقد بيت شقيقك، من حقك ان ترتاح قليلاً.

    وفي داخل المنزل الجديد الذي لم يكتمل تماماً .. نادت الانثى على الحارس أن يدخل الحقيبة الى الغرفة التي اكتملت بمكيف الهواء.. ثم انصرف كل واحد يؤدي المهام الموكلة اليه .. ودخلت معه الى تلك الغرفة.واوصدت الباب.

    وعندما أوشكت الشمس على الغروب، كان الحارس يطرق الباب وهو يحمل كبدة الابل.



    ©جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع صحيفة الراي العام 2003
    Copyright © 2003 AL RAYAAM NEWSPAPER. All rights reserved



                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de