بكائية علي قبر العراق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 09:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-17-2003, 06:38 PM

الوليد محمد الامين
<aالوليد محمد الامين
تاريخ التسجيل: 04-10-2003
مجموع المشاركات: 1447

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بكائية علي قبر العراق


    بكائية علي قبر العراق


    لم ار البصرة المستريحة / في القلب / منذ ثلاثين عاما
    وحين اقمت بها مرة / سنة
    كنت اشبه بالغجري العجول / وغادرتها نحو هذي
    المنافي البعيدة ...( محمد طالب , شاعر عراقي

    لقد انتهي الامر بالشاعر قائل الابيات اعلاه منفيا بسواحل الجزائر , كان ذلك حين كتب تلك القصيدة . وكان ذلك بالعام 1993 . بعد سنوات من ذلك قرات ب(الشرق الاوسط) انه وجد مقتولا في ضواحي الجزائر , وتماما كما كتب:
    ثم ها انت ذا الان ملقي
    علي ساحل في
    شمال الجزائر
    تلقي بصنارتين الي الماء
    منتظرا سمكه
    اذن هكذا تنتهي المعركه....

    مقتولا في بلاد تبعد عن بغداد الاف الاف الفراسخ , والزمان يبعد اكثر من ثلا ثين عاما هي عمر المنافي , لكن بغداد والبصرة في الحقيقة لم تبعدا غير المسافة بين العين والقلب او هي المسافة بين العين والبصر. ومن المؤسف ان ذلك هو كل تاريخ بغداد الحديث , بل وتاريخ كل العراق الحديث . العراق الذي هو في بالنا وطن السندباد والشاطر حسن وارض الرافدين , وهو وفق ما خادعتنا الكتب المدرسية عدل العباسيين وفظاظة الحجاج . العراق الان ليس سوي فأر في مصيدة الزمن الامريكاني : فمن فوقكم سحب الامريكان ومن تحتكم ومن دونكم وفي البحر منكم وفي كل مكان . ولا ملاذ لاهل العراق ولا نصير : غير التظاهر والهتاف وغير الشتائم في قنوات العرب . ومن المؤسف ان ذلك هو كل تاريخ العرب في القرن العشرين . يا لهؤلاء العراقيين ويا لهات العراقيات : وطن ذلك ام عقوبة ؟

    وللقَمَرِ البابِلِيِّ على شَجَرِ اللَّيلِ مَمَلكَةٌ
    لَمْ تَعُدْ لَنا،
    مُنْذُ عادَ التَّتارُ على خَيْلِنا
    والتَّتارُ الجُدُدْ
    يَجُرُّونَ أسْماءَنا خَلْفَهُم في شِعابِ الجِبالِ،
    ويَنْسَوْنَنا
    ويَنْسَوْنَ فينا نَخيلاً ونَهْرَيْنِ:
    يَنْسَوْنَ فينا العِراقْ ...( محمود درويش

    من زمن حجاج بغداد القديم الي حجاجيها الجدد , من زمن العدل المخاتل في تفاسير فقهاء السلاطين وعلماء الحيض والنفاس , الي زمن القادة الاماجد وصناديق الاقتراع المطيعة : ينهمر الدم العراقي مثل رافد دائم في نهري دجلة والفرات. والبلاد التي اكتشفت الكتابة واهدتها للبشرية تهزمها الان البلاد التي نشات بمحض المصادفة ولكنها اكتشفت بعد ذلك الصورة واهدتها للعالم علي طريقتها : احادية البعد!

    واين هو الوطن العربي الكبير ؟ عفوا , وهل صدق تلك الخرافة غيرنا نحن المشكوك في عروبتنا؟ هل صدق تلك الخرافة غيرنا نحن عبيد العرب الذين اعترضت دول نبكي معها الان ونأسي لها – اعترضت علي دخولنا جامعة العرب يوم ارتكب ساستنا بعض اكبر اخطائهم ؟ لا يهم , نعود الي بغداد وليعذرنا بونا ملوال وفرانسيس دينق , فذلك بعض ما فعلت فينا دماء العرب.

    اقول ان بغداد في احتضارها الاخير سواء اكمل الامريكان المهمة او تركوها للحكام والملوك والرؤساء الاشقاء – خطان تحت الاشقاء – اقول انها في احتضارها الاخير سوف لن يبكي عليها احد , ذلك ان احفاد وامعتصماه الان منشغلون بعيون باسكال مشعلاني ووصفة نوال الزغبي للنحافة ولا يفوتكم عرض راغب علامه وبقية العقد الفريد.

    تود ان تسب الزمن الامريكاني ولكنك تخجل حين يشخص فيك الزمن العربي , والحق اننا حين نأسي لبغداد انما ناسي علي حالنا نحن في كل عواصم العالم الثالث قبل البداية . انه عالم ليس لنا , قال غسان كنفاني ذات مرة . اجل , عالم ليس لنا . عالم يموت فيه اطفال العراق بسوء التغذية ونقص الحليب ولوكيميا الدم فتهرع الدنيا وتقوم ولا تقعد لزكام كلب الرئيس جورج بوش , وتموت العراقيات الماجدات من القهر وانقطاع الامل , فلا يفعل الملوك والرؤساء العرب في لقاءاتهم غير التوسل لعيون اميركا الا تحرجهم وتنزع عنهم ورقة التوت الاخيرة امام الشعوب:

    هل عرب انتم !!!!
    والله انا في شك من بغداد الى جدة
    هل عرب انتم...(مظفر النواب

    وبغداد في الذاكرة هي ذلك الزمان الجميل , وهي بابل وهي سامراء أو سر من رأي , وهي الرصافة وهي قبل ذلك ومن بعد عيون المها اذ:
    عيون المها
    بين الرصافة والجسر
    جلبن الهوي
    من حيث ادري
    ولا ادري ...

    وهي الفتوحات وصوت ابن ابي وقاص , وهي البصرة والناصرية , ورغم ذلك هي باب الحزن في هجير كربلاء حين ضيع حق الحسين , وهي يا حسين . وهي صلف المغول في زمن المغول القدامي , فماذا سوف يحدث في زمن المغول الجدد ! غير ان الامر اكثر تعقيدا في هذا الزمان الليس لنا : فهناك الان امم متحدة وامم لا متحدة وهناك الان وكالات للاستخبارات ووكالات لتسويق حتي حبوب منع الحمل للرجا ل . قبل ذلك هناك نعيب زماننا والعيب فينا , فباي حق تسب الزمن الامريكاني؟
    يقولون ليلي
    بالعراق مريضة ....
    فكيف يا ايها الاحباب وكل العراق مريض بل وكل العراق اسير . والحق ان كتاب العرب وشعراءهم اذ يتأسون علي حال بغداد الان فانهم انما يتأسون علي حال انفسهم , يظهرون لوعتهم علي حال بغداد لانهم لا يستطيعون ذلك تجاه مدائنهم , ينظرون الي بغداد ولكنهم في الحقيقة يبصرون احوالهم وذات مدائنهم :

    لا انظر من
    ثقب الباب الي وطني
    لكن
    من قلب مثقوب ....( عدنان الصائغ

    قال احد النافذين في ادارة الرئيس الاميركي حين سئل عن موقفهم حيال الضحايا المتوقعين من المدنيين العراقيين والمقدر عددهم وقتها قبل بدء الحرب بمائتي الف مدني , قال انه في الحقيقة مهتم اكثر بالثلاثة الاف اميركي الذين قتلوا في برج التجارة . فتأمل ! ولكن , قبل ان تسب الزمن الامريكاني : اليس عدد الموطنين الذين قتلوا ا و ضاعوا بل وحتي لم يعرف لهم اثر في اي عاصمة عربية هو اضعاف اضعاف ذلك الرقم ؟ وكم يبلغ عدد المشردين في المنافي الاوروبية من بلد عربي واحد , قل انه العراق ؟ كم عدد الذين ماتوا في سبيل الوطن لاجل الوصول للحظة الراهنة ؟ كم عدد الذين هم الان يتجولون بجوازات سفر اجنبية ويحنون لنخيل شارع المتنبي وقهوة صبري افندي ومماحكات حكواتي بغداد ...ذلك حال كل أوطان العرب ايها الاحباب ....

    والله أنا في شك من بغداد إلى جدة
    هل عرب أنتم
    وأراكم تمتهنون الليل
    على أرصفة الطرقات الموبؤة أيام الشدة
    قتلتنا الردة
    قتلتنا الردة
    قتلتنا الردة
    قتلتنا إن الواحد منا يحمل في الداخل, ضده!! ( مظفر النواب

    سوف ينطفيء الضوء فجأة , تتوقف الحياة , والاساطيل التي ملات البحر سوف تجد لها عملا اخر الامر وليس ثمة من سوف يصرخ في المدي : و ماء البحر نملأه سفينا .. هو الحال في بغداد وفي كردستان , في الموصل وفي شط البصرة الحزين , هو الحال في كل بلاد العرب
    .
    حيث تنأي السنون البعيدة حاملة كل اعباءه ومسراتها
    حيث تجلس في الليل منطفئا
    ينقل التلفزيون اخبار ذاك الدمار
    وتشهد اهلك يستصرخونك
    لكنك الان ادني الي الجثة الهامدة
    قد علتك الغصون, وداهمك الشيب, واحتملتك المحطات نحو الاقاصي
    وجفت علي مقلتيك الدموع .... (محمد طالب .
                  

04-20-2003, 03:14 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بكائية علي قبر العراق (Re: الوليد محمد الامين)

    UP
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de