|
|
 مندوكورو متآمر... مندوكورو ظالم
|
[email protected]
مندوكورو متآمر... مندوكورو ظالم
دندرا على دندرا
[email protected]
من الصعب ان تعيش مع ناس المكر هو سمة حياتهم
والأصعب المخيف ان تغيير هؤلاء الناس صعب
احذر.. احذر من الانتقام (من يفكر في الانتقام يحتفظ بجروحه خضراء) فنار الانتقام تحرق صاحبها قبل الآخرين.
استقلال دولة بالاوانطة:
عقد مجلس النواب جلسته رقم 43 دورته الثالثة يوم الاثنين 19/12/1955.
وقف (ميرغني زاكي الدين) مقترحاً:
نحن أعضاء مجلس النواب في البرلمان مجتمعيناَ نري ان مطلب الجنوبيين لحكومة فدرالية للمديريات الجنوبية الثلاث ستعطي الاعتبار الكافي بواسطة الجمعية التأسيسية وهذا هو الشرط الذي اجمع عليه الجنوبيين بوجه الشمال مقابل الموافقة علي إعلان استقلال السودان موحدا بكافة أراضيه من داخل البرلمان.
ثنى الاقتراح العم البرلماني المخضرم (بنيامين لوكي) وقال:
إن أنجع وسيلة للتشاور والتوحد هي ان تكون للجنوب (حكومة فدرالية) وكلنا يسعى ويهدف لان تكون السودان وحدة لا تتجزأ وإنني أقول ان هذا الهدف لن يتحقق إلا إذا كانت هناك حكومة فدرالية للمديريات الجنوبية الثلاث.
يقف السيد محمد احمد محجوب ليثنى أيضا ويقول:
لقد انطبعت الديمقراطية في أذهان أبناء هذا الشعب وهم لا يقدمون علي شئ إلا بالإقناع والاقتناع والاحتكام بعد ذلك إلي مؤسساتهم الديمقراطية التي تنصاع لرأي الأغلبية مع احترامها وتقديرها لرأي الأقلية.ويستطرد السيد المحجوب قائلاً أن الجمعية التأسيسية ستعطي بلا شك كل اعتبار (لكل) رأي يتقدم به (أي) مواطن، لان الجمعية وهي تشرع دستور البلاد يتحتم عليها ان تتحسس (كل) الرغبات وتزن (كل) الآراء ثم بعد ذلك تقرر ما تري فيه مصلحة البلاد وخيرها. إنني أطالب بإقرار الاقتراح الذي ينظر إليه الجنوبيون كضمان لأوضاعهم بعد الاستقلال.
يواصل الحديث زعيم المجلس السيد مبارك زروق قائلاً:
نؤكد للجنوبيين (لاحظ) نؤكد للجنوبيين انه سوف تقوم الجمعية التأسيسية قريباً لتضع دستور للسودان ولاشك ان أعضاءها وفيهم ممثلو الجنوب سوف يعطون مطالب الجنوب المشروعة (لاحظ) مطالب الجنوب المشروعة كل العناية والتقدير مادام كيان السودان قائماً ووحدته ثابتة.
أجيز اقتراح مراعاة الفدرالية للمديريات الجنوبية لدي وضع الدستور المقبل في جمعية تأسيسية قادمة (بالإجماع).
ثم وقف عبد الرحمن محمد إبراهيم دبكه وقال:
نحن أعضاء مجلس النواب في البرلمان مجتمعاً نعلن باسم شعب السودان، ان السودان قد أصبح دولة مستقلة كاملة السيادة ونرجو من معاليكم (موجهة إلي الحاكم العام) ان تطلبوا من دولتي الحكم الثنائي الاعتراف بهذا الإعلان.
ضمن الشمال أصوات الجنوب في سبيل استقلال السودان التام حتى ينفردوا به، وما ان تم لهم ذلك حتى أذاقوا الجنوبيين الويل وجعلوهم يروا النجوم في عز الظهر، نقضوا العهود والمواثيق التى اتفقوا عليه مع الجنوبيين وقالوا ما وقعناه معكم كان لزوم الاستقلال الان البلد بلدنا وكل ما نقوله يمشى اللي بيعارض نعتبره متمرد يستحق القتل مش القتل وبس يستحق الجهاد دمه وماله وعرضه وأرضه حلال على المجاهدين وصار ما صار.
الرق في السودان:
بدخول المستعمر بدأت علاقات إنتاج جديدة تعتمد علي إنتاج المواد الخام لتصديرها خارج البلاد وتعتمد كذلك على إدخال النقود في عملية التبادل السلعي بين الأفراد وبين الأقاليم المختلفة.
ان تعاون بعض الفئات الاجتماعية مع الحكم الاستعماري تركياً كان أم إنجليزيا مكنها من زيادة نفوذها الاقتصادي وبالتالي نفوذها السياسي وبذلك أدى لتمايز بين أفراد المجتمع. في نفس الوقت اخضع جميع السودانيين لخدمة مصالح خارجية في الفترتين الاستعماريتين. كانت الصادرات السودانية في فترة الحكم التركي المصري تتكون من الصمغ العربي وريش النعام وسن الفيل كمنتجات زراعية ومن الرقيق (العبيد) كصادرات بشرية. ان الرق في السودان تطور بصورة كبيرة في بداية فترة الحكم التركي وازدهر. والسبب هدف محمد علي باشا تكوين جيش لإمبراطوريته. تلك الممارست دفعت إدارة الحكم الثنائي ان تبتدع سياسة المناطق المقفولة لحماية الجنوب وجبال النوبة والنيل الأزرق من خطر هجمات جلابة الرقيق. من هنا بدات النظرة العنصرية بين أفراد المجتمع السوداني والذي عاش فترة طويلة في تعايش سلمى بين قبائله المتعددة امتدت لأكثر من سبعة قرون. ومازال الاتجار بالناس مستمر في السودان.
من أين جاء الجلابة والمندوكورو:
بعد وقف تجارة الرقيق ازدادت النظرة الدونية لاهل البلد ضحايا الرق، وبدا ناس جمهورية المدن الثلاث يعيرون بها كل زنجي اسود بـ(العبد) بالرغم من ان الرق كان مفروضاً عليهم وليس طبيعة فيهم، ومن ناحية أخرى ازدادت تعالى القبائل الناتجة من تزاوج العرب والزنوج بنكرانهم للدم الزنجي فيهم والافتخار بعروبتهم. ان القبائل السودانية التى تدعى العربية ليست صادقة في ذلك الادعاء حيث ان الدم الزنجي يجري في كل فرد منهم وان تفاوت في كميته نتيجة لعوامل وراثية معينة (البطن بطرانة فقط في الشمال).
ان التعالي للقبائل المستعربة في السودان ليس سببه ادعاءهم بانتمائهم العرقي للعرب. إنما سببه وضع اقتصادي متميز لبعض الأسر التي تعاونت مع الحكم التركي والحكم الثنائي.هذا التعاون هو الذي أهلهم لاحتكار التجارة بكل أنواعها وجعل أبناء المناطق المهمشة يطلق عليهم (الجلابة) دون تمييز محدد لقبائلهم. والدليل علي ذلك ان هذا التعالي يتم بنفس الصورة لأي فرد أو قبيلة خارج نطاق الطبقة التي تضم اسر الجلابة. فكلمة (عربي) والتي نرمز إلي الإنسان البدوي أو الريفي كلمة موازية في محتواها وفي لفظها لكلمة (عبد) المقصود بها السوداني الأسود. أذن هذا التمييز بين القبائل السودانية ليس سببه النظرة العنصرية التي يبديها أفراد القبائل المستعربة فقط بل أيضا الوضع الاقتصادي المميز لبعض اسر الشمال الناتج عن التنمية الغير متوازنة المقصودة بين أقاليم السودان والذي دعمه استيلاء هذه الآسر (المندوكورات) على الوضع السياسي الذي أهلهم له حصولهم علي التعليم دون فئات المجتمع الاخري وإتحادهم مع الجلابة الرأسماليين لإدارة السودان والسيطرة عليه من خلال الهيمنة علي القرار السياسي والاقتصادي وطرح مشروع حضاري عربي إسلامي يكون مثالا يحتذي به كل فئات الشعب السوداني من خلاله يتم وتحقير أبناء البلد وحضارتهم والتقليل من شانهم، كالقول كل من يحتج علي الوضع المأسوي في السودان هو عميل ودمية في يد الصهاينة والأمريكان. كل ذلك له دور مباشر لهذا التعالي والكبرياء مما جعل بعض أبناء الأعراق الاخري يجتهدون في التعليم لينطلقوا في طريق يقودهم إلي ان يكونوا سياسيين فاسدين فاشلين ويتحولون إلي تجار سياسة يعملون لحسابهم الخاص . ولكن بقليل من البحث والتمحيص نجد ان كبرياء وتعالي الجلابة والمندوكورو علي الآخرين هي كبرياء ذليل واتهام الآخرين بالعمالة والارتزاق للخواجات يندرج في خانة الكذب العربي الفصيح وهاكم الأدلة
مندوكورو متآمر ما مظلوم
انفجرت الحرب العالمية الأولى في العام 1914 ودخلت بريطانيا الحرب ضد تركيا. طلب الحاكم العام السير (رينجنالد ونجت) كل القيادات السودانية في شمال السودان لتحديد موقفها إلي جانب بريطانيا ضد تركيا برسائل تأييد جمعها في كتاب عرف في تاريخ السودان (سفر الولاء) وفوق ذلك نظم من تلك القيادات وفداً غادر السودان إلي بريطانيا لتهنئة ملكها بالنصر مرفق برسالة التأييد نصها كالأتي.
نرجو ان تنقلوا إلي سعادة المندوب السامي في مصر والي حكومة صاحب الجلالة في لندن مايلي:
نقرأ يومياً الأنباء الواردة في الصحف المصرية عن التظاهرات التي جرت في مصر ضد السلطات البريطانية هناك، وعن مطالبة المصريين الاحتلال البريطاني بمغادرة وادي النيل. وقد كنا دائماً واثقين بأنه بالمشورة الحكيمة التي يسديها الموظفون البريطانيون في مصر للموظفون المصريون سوف تتم تسوية كل شئ بصورة مرضية ولكي لا يصل شئ لمسامع السلطات البريطانية في مصر وفي لندن ما من شأنه حملها علي الاعتقاد إننا هنا متفقون مع الحركة القائمة في مصر, فنحن الموقعون أدناه بالاصالة عن أنفسنا وبالنيابة عن جميع سكان السودان قد بادرنا ألي الإعراب للحكومة البريطانية عما يلي:
اولاً:- إننا شاكرون جداً علي كل ما فعله الموظفون البريطانيون في السودان مما أدي إلي تقدم البلد ورقيه.
ثانياً:- إن ولاءنا وإخلاصنا العظيمين للحكومة البريطانية لا يمكن ان يتغير.
ثالثاً:- تأكيدنا الخالص والتام علي انه لا يد لنا في الحركة القائمة الآن قي مصر أو علاقة لنا بها، وان الحركة لا تتفق مع رغائبنا.
التوقيع:-
السيد/ علي الميرغني
السيد/ عبد الرحمن المهدي
السيد/ الطيب هاشم مفتي السودان
السيد/ أبو القاسم احمد هاشم (رئيس مجلس العلماء)
السيد/ إسماعيل الأزهري (القاضي الأكبر دا فور)
السيد / ميرغني السيد المكي (رئيس الطريقة الإسماعيلية في السودان)
امدرمان في 23/4/1919
(المصدر السودان المأزق التاريخي وأفاق المستقبل ص 106)
وقد إلتحق بالركب الشريف الهندي في رسالة مماثلة بعث بها في 21/4/1919.
بعدها تم تكوين وفد السودان لزيارة بريطانيا برئاسة السيد علي الميرغني معه السيد عبد الرحمن المهدي والسيد الازهرى لتهنئة الملك بالانتصار علي دول المحور. غادر الوفد إلي بريطانيا بتاريخ 2/7/1919 وعندما وصل إلي هناك قام السيد عبد الرحمن المهدي بتسليم سيف والده المهدي الكبير سيف عزة السودان ونصرها للملك جورج الخامس وقال:
إنني أقدم سيف النصر الذي كان لوالدي هدية إلي الملك جورج الخامس كرمز أكيد لصدق ولائي وخضوعي لعرشكم الرفيع.
شكره الملك جورج وقال له:
إنني جورج الخامس ملك الامبروطورية التي لا تغيب عنها الشمس ارجع لك سيف النصر لتستخدمه ضد أعداء الإمبراطورية وتحمي ممتلكاتها في السودان.
اين قادة الجنوب والغرب والشرق وجبال النوبة والانقسنا من كل ذلك ؟؟؟
كان الجنوب يخوض معارك ضروسة ضد الاحتلال البريطاني منذ العام 1902 إلي 1930 كانت المعارك مشتعلة في أعالي النيل بقيادة حكيم النوير نقون دينق وأيضا في العام 1914 معارك مع الانواك، في العام 1910 حملة تأديبية ضد دينكا اتوت في رمبيك وفي الفترة من العام 1918 إلي 1924 كانت هناك معارك دائرة مع دينكا العالياب في يرول قتل فيه مامور انجليزي. اما في الاستوائية وقف اللاتوكا في وجه الانجليز منذ العام 1916 والديدينجا في العام 1922 هذا هو حال الجنوب المتهم اليوم بالعمالة والارتزاق.
اما جبال النوبة فقد قاوموا الاستعمار منذ القديم في تلك الفترة كان السلطان عجبنا والميراوي يقودون ثورة فيها ولم يستقر الإنجليز أو المصريين فيها بسهولة.
اما الغرب فكان السلطان علي دينار الوحيد الذي وقف كالعادة مع الخلافة الإسلامية في تركيا وأيدها وقد دفع ثمن ذلك في العام 1916 حيث قضي عليه وعليه السلطنة، وجيل غرب السودان الجديد لم يستفيدوا من ذلك التاريخ وهاهم يدفعون ثمن وقوفهم مع حكومات الخرطوم المتعاقبة الظالمة بتخلف أولادهم الذين يحفظون القران من اللوح .. وأولاد الخرطوم يحفظون القران من الانترنت (ود الغرب ما بسر القلب).
أما ناس الشرق والانقسنا فهناك ود حبوبة واغلب قادة المهدية من الانقسنا وكانوا ملتفين حول عبد الرحمن المهدي الذي نال نيشان الإمبراطورية البريطانية عام 1926 تقديراً لإخلاصه لبريطانية خلال الحرب العالمية الأولي وقررت الإدارة البريطانية ضرورة تقوية مركزه المالي والأدبي حتى يتمكن من السيطرة علي قوي الأنصار في ظل الرقابة البريطانية فقد كان منذ العام1914 يخص بالأفضلية في التعاقد مع الحكومة بالنسبة لمتطلبات خزان سنار وتوريد الوقود لبواخر الحكومة وقد أعطي في العام 1926 قرضاً قدره 4500 جنيه ثم تنازلت عنه الحكومة بادعاء ان ما استلمه كان هبة منها له حتى يتمكن من بدء الزراعة في الجزيرة أبا فضلاً عن ذلك اتخذته الحكومة شريكا لها في مشروع قوندال لزراعة القطن ومنحته بعض الأراضي في الخرطوم امدرمان حيث شيد المنازل والدكاكين وأصبح احد كبار الملاك بالعاصمة المثلثة وكانت الحكومة تميل إلي جانب اللين حين تقدر الضرائب معه. ظهرت الحركة الشعبية فأصبح أبناء والانقسنا والشرق قادتها لتحرير أبناء البلد من الظلم الذي وقع عليهم، واسوا أنواع الظلم هو ادعاء ناس الخرطوم بان هناك عدلاً.
تآمر جيل المندوكورو الجديد:
إزاد الفساد الإداري والمالي في ظل الحكومات المتعاقبة بعد الاستقلال هذا الأمر كان واضحا ًمنذ الحكومة الوطنية الأولي فمنذ ذلك الوقت بدأت المحسوبية وازداد الفساد الاقتصادي والأخلاقي ليشمل الكثير من موظفي الدولة بما فيهم الوزراء ووكلاء الوزارات. وهذا الفساد لهذه المجموعة أدي لثرائها عن طريق تقديم الرشاوى من قبل الفئات الطفيلية وذلك لاحتكار السلع التموينية من اجل بيعها في السوق الأسود للفئة المغلوبة علي أمرها والمكونة من معظم الشعب السوداني. هذا علي المستوي الشخصي اما علي المستوي الإقليمي فقد حازت الأقاليم الشمالية (الخرطوم الوسط والشمالي) علي نصيب الأسد في التنمية لسبب بسيط هو ان معظم المتعلمين الأوائل من هذه الأقاليم نفسها، فقد نالت حظوة في فترة الاستعمار مما يدل علي تزاوج المصالح بين الطرفين من جهة وإقليمية النظرة لمن يتولي زمام الأمر من جهة أخري.
مثال لذلك، ان توزيع المشاريع الزراعية الخاصة في مناطق الزراعة الإلية بني علي شروط مفصلة علي فئات محددة من الشعب السوداني هذه الشوط هي:
ان يكون المتقدم سودانياً
ان يكون لديه أو يستطيع ان يمتلك المعدات الزراعية الكافية التي تؤهله لزراعة 1500 فدان هي مساحة المشروع.
له خبرة زراعية كافية وله المقدرة الإدارية لإدارة المشروع
هذه الشروط من البداية قد أبعدت السكان المحليين الذين يقطنون ويستغلون مناطق الزراعة الآلية تاريخياً في زراعتهم التقليدية وكمرعي لبهائمهم هؤلاء الناس اعتادوا لزراعة فدانين من الحبوب لاستهلاك الاسرة، وهم غير قادرين لتمويل مشروع مساحته 1500 فدان كما لا توجد لديهم معرفة وخبرة ببيروقراطية الدولة التي من خلالها يتم توزيع تلك المشاريع.
في منتصف السبعينات صور السودان علي انه سيكون سلة غذاء العالم اجمع وللوطن العربي علي وجه الخصوص. ذلك لأرضيته الخصبة الواسعة ولوفرة المياه نتيجة لوجود نهر النيل وأفرعه المتعددة ولوفرة المياه الجوفية ووجود الأمطار خاصة في جنوبه.هذه الموارد الاقتصادية غير المستقلة لفتت انتباه الكثير من منظمات التمويل الدولية خاصة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمؤسسات التمويلية العربية والإسلامية. أصبح راس المال الأجنبي يلعب دوراً كبيراً في الاقتصاد السوداني. التخطيط والتنفيذ والإشراف أصبحت تتم عن طريق شركات اجنبيه معظمها من الدول الأوروبية. وحتى الإدارة أصبحت أجنبية مثال لذلك مصنع سكر كنانة وشركة التونج وابو نعامة للكناف.
ان ما يؤكد الترابط الوثيق بين القوي السياسية في البلاد والشركات الخاصة ذات الارتباط الخارجي ما حدث عند تكوين الشركة الإسلامية للتنمية عام 1983 هذه الشركة أسسها 153 عضواً منهم 49 سودانياً، أربعة من هؤلاء السودانيين كانوا من ابرز السياسيين في البلاد خلال فترة حكم السيد النميري.هؤلاء الأربعة هم:
رئيس السودان ورئيس الاتحاد الاشتراكي
رئيس جهاز الأمن ونائب رئيس السودان
وزير المالية والتخطيط الوطني
المدير العام للهيئة الاقتصادية العسكرية
ومجلس إدارة الشركة يتكون من ابن الزعيم الروحي للحزب الوطني الاتحادي والذي يربط مصالح القطاع التجاري بطبقة الرأسمالية. أما الثلاثة الآخرين فهم من قادة الجبهة القومية الإسلامية. ويعمل في هذه الشركة 500 عامل من جنوب أفريقيا علي الرغم ان السودان ليست لها علاقة معها بحكم إنها دولة عنصرية في ذلك الوقت.
شكى الجنوبيين من هذا الظلم واستعملوا السلاح في شكواهم عندما لم يجدوا أذان صاغية وعبرت الجماهير السودانية عن رفض ذلك الاستغلال من خلال ثورتين شعبيتين في أكتوبر 1964 وابريل 1985 وبعد كل انتفاضة تقوم حكومة ديمقراطية تحتكرها نفس الفئات التي تمارس الاستغلال ولا يجني الشعب ثمار نضاله والسبب كل السبب يرجع لعدم تمثيل عامة الشعب (المهمشين) الذين قاموا بالانتفاضة.
ان التقارب او الازدواج بين الفئة المتعلمة (المندوكورو) القابضين علي السلطة السياسية وبين الرأسمالية السودانية (الجلابة) مكنهم من الاستحواذ علي إمكانيات الدولة المالية في مصلحتهم الشخصية وجعلهم يحاربون كل من يعرض تلك المصالح للخطر وينعتوه باعتي النعوت عميل.. مرتزق.. دمية.. كافر عنصري..مسيحي متطرف.. وثني .. عدو العروبة والإسلام .. خوارج .. متمردين الخ..
سلبية المتعلمين تجاه فضح النخبة السياسية التى أدمنت الفشل:
سلبية اغلب المتعلمين وعدم جرأتهم في فضح ممارسات النخبة السياسية التي باعت البلد وأزلت أبناؤها تعتبر كارثة الكوارث، فبعض المتعلمين إنتهج فكراً ردايكالياً ولكن ممارسته اليومية تدل انه يحلب البقرة اللندنية الحلوب لمنفعته الشخصية (أولاد الشيخ بعد المحنة). وبعض أخر يلتزم فكريا ًبالمنهج الإسلامي غير ان سلوكه الاجتماعي والأخلاقي يخالف الإسلام تماماً. وبعض أخري ترفع عن مجتمعه بحجة انه جاهل ومتخلف فانفصل بسلبيته تلك. والأغلب أنهكه البحث عن مصادر الرزق فهام في الأرض.. وبقي بعض المتعلمين لتبرير حماقات الحكم القائم طالما انه يخدم إغراضه الذاتية وقد كانت فترة نميري في الحكم ابلغ دليل علي تهافت الكثير من خيرة المتعلمين السوادنيين علي موائد الذل والهوان من اجل الكسب المادي.
التآمر أيديولوجية المندوكورو:
جذر المندكورو المفهوم القدري والعقلية القدرية في المجتمع السوداني منذ الأزل من اجل السيطرة والطغيان السياسي، الم يقل احد خلفاء بني أمية (ان القدرية دين الملوك) لقد جعلوا أهلنا في غرب السودان يؤمنون بان الجوع قدرهم.. والعطش قدر مكتوب مثله مثل المرض المميت.. والجهل قدر ناس الريف يمكن محاربته بتعلم القران من اللوح وأصبحت كلمة (ربنا جعله) هي تفسير لكل شئ تقول له لماذا لم تتعلم يرد ويقول لك (ربنا جعله) لماذا أولادك عريانين حفيانين ؟؟ الرد (ربنا جعله) لماذا تسكن في الدردر الرد (ربنا جعله) ربي اله هذا الكون الم تقل (كلوا من طيبات ما رزقناكم).
لقد صممت بريطانيا كلية غردون التي إفتتحها كتشنر في الخرطوم عام 1902 علي أساس تخريج دفعة من السودانيين أولاد البلد لملء الوظائف الإدارية الصغري والوسطي التي يشغلها الموظف المصري ووضع الإنجليز خطة لاستيعاب أبناء السودانيين السود من سلالات عهد الاسترقاق حتي بلغ عددهم حوالي67 طالباً عام 1906 مقابل 138 من ابناء كل قبائل السودان ولكن إحداث ثورة 1924 التي قادها البطل علي عبد اللطيف خلقت عدم ثقة بينهم وبين الإنجليز خاصة إذا عرفنا هناك خطاب رفعه كبار المتعاونين مع الإنجليز يسب أعراق وأصول من اشتركوا في تلك الثورة ويستنكر تصرفهم ويحذر الإنجليز ويقول لهم وصيناكم ان لا تعلموهم، العبيد لا أمان لهم.
ذهب الإنجليز وورثهم المندوكورو ثم اتحدوا مع الجلابة ووضعوا خطة سموه توجه الأمة الحضاري العربي الإسلامي. لماذا إختاروا هذا التوجة ؟؟؟ الجواب.. اغلب السودانيين مسلمين ولكن قليل جداً ملمين بتاريخ العرب ومتفقهين في الدين الإسلامي مما يسهل عملية الدروشة .. والشعوذة.. والخم.. والاونطة وديقراطية التوالي. يعني مافى معارضة إلا من الجنوبيين وسيعلنون الجهاد ضدهم والتهمة جاهزة ومقبولة عند السودانيين والعرب (أعداء للعروبة والإسلام.. عملاء الصهيونية والغرب يستحقوا القتل والسحل) إنتهي.
شكل الخطة كالأتي:
يكون التعليم ضعيف وسطحي، مع غياب روح النقد والعقلانية.ثقافة ضحلة وتهريج إعلامي مبني علي الكذب. وهن سياسي، وانعدم وعي، لان الوعي ليس في صالح النظام مما يجعل العجز أمام المشكلات والصعوبات هي السمة السائدة والاعتماد علي (الشيخ) والقدرية في تبرير الفشل (إنها ابتلاءات من الرب)
استقلال الدين سياسياً والمبالغة في الادعاء والاهتمام بالدين رغبة في استثمارها للصالح الخاص وإقصاء الآخرين كأن يقولوا (جاهزين جاهزين لحماية الدين) ويرد عليهم الله تعالى بقوله: (إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون).
اهلنا علمونا ان الدين يحفظ الإنسان من الفحشاء والمنكر. ما لم نعلمه حتى الان من هؤلاء الناس، حماية الدين ممن وإذا هم حموا الدين من الناس فكيف سيدخلونه واصدق مثال قصة دخول عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الإسلام وهي معروفة اتقوا الله يا نـاس هـاوي.
مندوكور خواجة بلده لندن:
يحكي الدكتور خالد المبارك عن كيفية رفض جزاء من أهل بلده لندن والاروبيين عموماً حرب حرية العراق ويقدم براهين دامغة تؤكد علي الوشائج الإنسانية المشتركة التي تحرك الناس بمختلف انتماءاتهم فيقول، وقفت المؤسسات الدينية الغربية ضد الحرب وحذر البابا من الهجوم علي العراق ودعي إلي الحل السلمي. أيضا سلم أسقف كانتربري في بريطانيا ومعه الكاثوليكي مذكرة لرئيس الوزراء توني بلير ترفض الحرب علي العرق. وفي مقاطعة (سفولك) الإنجليزية انتهز رجال الدين المسيحي مناسبة (الأربعاء الرمادية) 5/3/2003 وهو يوم يتناصح فبه المسيحيون في دينهم ودنياهم، فدعوا أئمة وقادة المسلمين في مدينة نوريش إلي إيقاد الشموع وإلقاء الخطب في الكاتدرائية ثم التوجه معاً إلي القاعدة الجوية القريبة من (ليكنيث) لتسليم عريضة احتجاج للقائد الأمريكي الذي استخدم طائراته المنطقة في طريقها للشرق الأوسط . أما الشبان فقد قطعوا الأسلاك المحيطة بالقاعدة وتجولوا بدراجاتهم أمام الطائرات الحربية في محاولة لتعطيلها عن الإقلاع وقد افلحوا.أيضا خرج متظاهرون في نيويورك البلد التي منها ينطلق الجيش واستقال دبلوماسي أمريكي في وزارة الخارجية اسمه جون براون محتج علي طبيعة الحرب. يواصل مستطرداً كل تلك البراهين نزعت الأقنعة عن الشعارات الدينية الخادعة التي هيأت للتطرف والعنف واستقطاب الشباب والطلاب للأيديولوجية الدينية الظلامية المتطرفة. كان يقول ذلك وهو في لحظة خواجة ثم فجاءة يتذكر انه مندكورو وانه استنكر بل اتهم هؤلاء الناس من قبل بمعاداة العرب والمسلمين عندما شجبوا حرب جنوب السودان الغير إنسانية وطالبوا حكومة الخرطوم وقفها. غير رأيه ونظرته للحرب عموماً وقال: الحرب الأهلية في جنوب السودان التي راح ضحيتها اثنين مليون روح وشردت أربعة مليون مواطن هي حرب دعائية صنعها والاروبيين أعداء العرب والمسلمين.هذا الموقف المتناقض هو سبب الفشل والشلل والركود الذي نحن فيه. انه تفكير المندكورات لا يحزن علي ما عنده من مصائب بل يحزن علي ما عند غيره من خير.ان التعقل الكامل ممزوجاً بالتدين المعتدل، أفضل من كثير من التدين مع مجرد التعقل.صبرنا علي الشدائد..وسنصبر علي أهلنا عسي ولعل تتغير ذهنيتهم الجاهلية، ان صبر الجنوبيين شئ يستحق الاحترام.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مندوكورو متآمر... مندوكورو ظالم (Re: أبوالزفت)
|
كيفك يا دينق
انت عارف مندكورو بتاع سودان دم المندكورو فيهم على خفييييييف
وانت ما شفت مندكورو الاصلي ده بكون ظالم ودموي على طووول
تاكد اخي في حلم الناس بوطن واحد قد يحس البعض بهضم الحقوق
ولكن كل ذلك سيتجاوزه الزمن باتفاق السلام القادم
فالمتفاوضون لم يتركوا شاردة ولا واردة الا ضمنوها جدول الاعمال
وحان لنا ان نغسل غبننا الذي آلمنا سنين
اخوك
قرجة
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Deng
أبوالزفت
garjah
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست