For discussionدفع الله الحاج يوسف : الشمال السوداني يدفع ثمن البله السياسي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-22-2024, 04:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-17-2003, 05:00 AM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
For discussionدفع الله الحاج يوسف : الشمال السوداني يدفع ثمن البله السياسي

    دفع الله الحاج يوسف : الشمال السوداني يدفع ثمن البله السياسي


    الخرطوم ـ مرتضى الغالي






    في ثنايا هذا الحوار الذي ابدى خلاله تحفظاً شديداً في الاسترسال في التفاصيل بدعوى حساسية وضعه كرئيس قضاء سابق ووسيط حاليا في لملمة اشلاء الحركة الاسلامية التي كان احد مؤسسيها، يكشف مولانا دفع الله الحاج يوسف ان الاديب السوداني الطيب صالح الذي ذاع شهرة في ارجاء العالم والذي يقيم في بريطانيا منذ عشرات السنين كان احد مؤسسي الحركة. كما يتطرق بايجاز شديد للقاء تم بينه وعبدالله خليل رئيس الوزراء السوداني الاسبق حيث سلم الى الاخير مذكرة بوصفه رئيساً لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم ابان العدوان الثلاثي على مصر مطالباً بفتح باب التطوع للقتال.


    ومما ذكره مولانا يوسف في سياق سرده لبدايات الحركة الاسلامية انه ومجموعة اخرى كانوا يكتبون بأسماء نسائية مستعارة في مجلة كانت قد اسست للتو في اطار انشاء الحركة النسائية الاسلامية.


    كما يتطرق الى ملامح من تجربة تطبيق قوانين الشريعة الاسلامية ابان حكم الرئيس الاسبق جعفر نميري التي عرفت بقوانين سبتمبر والتي دار حولها جدل واسع في السودان ولما كان مولانا دفع الله انذاك رئيس القضاء فقد حكى كيف انه كان حريصا على ابعاد القضاء من الهوس الديني.


    وينتقل الى الحديث ـ بتحفظ ايضا الى عهد الانقاذ، مشدداً على انه يحتفظ بعلاقات جيدة مع طرفي الصراع الحالي بين الاسلاميين ويحرص على الحياد الامر الذي اتاح له الحصول على اذن السلطات للقاء الترابي العيد الماضي.


    ويتطرق ايضا الى ما يدور حاليا من مفاوضات سلام مركزاً حديثه على الدور الاجنبي في مشكلة الجنوب لكنه لا يتردد في الاعتراف بأن الشمال السوداني يدفع حالياً ثمن البله السياسي.


    وهنا مقتطفات مما قال:


    كان النشاط وإنشاء التنظيم للفكر الشيوعي قد بدأ في وقت مبكر وكما هو معلوم، الشيوعيون السودانيون الاوائل تم تجنيدهم في مصر ورجعوا للسودان. «أنظر جعفر بخيت ومدثر عبدالرحيم» والحركة بدأها احد الجنود الانجليز بدأت الحركة الاسلامية في السودان مجموعة كلية الخرطوم الجامعية وأخذت تتلمس طريقها وتجد مرجعيتها لمقاومة المد الشيوعي بعد الحرب العالمية الثانية وكانت الظروف مواتية. رأي عام ضد الاستعمار، حركات تحرير. السند السوفييتي ـ المد الثقافي الاشتراكي وسمت نفسها حركة التحرير الاسلامي وكانت تتكون من محمد يوسف محمد، يوسف حسن سعيد، محمد احمد محمد علي، الطيب صالح، بابكر كرار، وأدم فضل الله. وما كان لها رؤى واضحة في تقديري ولا برنامج سياسي محدد. بل شعارات عامة الاسلام دين ودولة. لاخلاص الا بالرجعة الى الاصول واستلهام التراث تركيز على التربية والاخلاق الاسلامية، صلوات في جماعة، قراءة ما يصلهم من مؤلفات من حركة مصر والمودودي وكتابات جمال الدين الافغاني ومحمد عبده ومحمود محمد شاكر والألباني وغيرهم.


    في نفس هذه الفترة كان هناك طلاب يدرسون في مصر وانضموا الى حركة الاخوان المسلمين، محمد الخير عبدالقادر، صادق عبدالله عبدالماجد. كان هؤلاء الطلبة عندما يعودون للسودان يقومون بنشاط ثقافي في جامعة الخرطوم او المعهد العلمي. او اذا ذهب هؤلاء للازهر ودار العلوم وبدأت الحركة هذه البداية وعلى طالب الله انشاء فرع لحركة الاخوان المسلمين المصرية وبطريقة تلقائية قامت حركة اسلامية مكونة من حركة التحرير الاسلامية ومن الاخوان المسلمين القادمين من مصر وكانوا منشغلين بالدعوة واستقطاب الناس ونشر الفكر الاسلامي الى ان بدأ وجود تباين في الاتجاهات من حيث اسبقية القضايا والتركيز عليها. وكان البعض يصر ان تكون الحركة سودانية مئة بالمئة وليست جزءا من الحركة في مصر وبدأ الخلاف حتى حسمه مؤتمر عقد عام 1954م فاتخذ اسم الاخوان المسلمين ولكن في استقلال كامل عن الحركة في مصر من الناحية الادارية والتنظيمية ولكن من الناحية الفكرية والثقافية لم يكن هناك خلاف وكان هذا بالاغلبية.


    لم يتفق بعض القادة على هذا ونشأت الجماعة الاسلامية من بابكر كرار وميرغني النصري وعبدالله زكريا وناصر السيد وكان الخلاف ينحصر في منهج العمل والتركيز على القضايا المطروحة ولكن ظلت العلاقات الشخصية والانسانية متصلة.


    الترياق المضاد


    التيار الغالب كان التصدي للفكر الماركسي والردود عليه وتباينت المواقف السياسية واستمرت حركة الاخوان في التطور والنمو وركزت على الطلاب وبدأت في النقابات لانها القوى الاجتماعية المنظمة الموجودة حينها وكان مجال الصراع هو اتحاد طلاب جامعة الخرطوم وظل الاخوان يسمون انفسهم «الاتجاه الاسلامي» في مقابل «الجبهة الديمقراطية» وظهر «معسكر المستقلين» وتاريخ هذه الفترة هو تداول سلطة سلمى ديمقراطي وانتخابات نزيهة وتحالفات.


    مستقلين اخوان مسلمين او غير ذلك او لجنة تضم كل الاتجاهات الخلاف كان فكريا وكان يتم الاتفاق على القضايا الوطنية واتحاد طلاب جامعة الخرطوم كان يعتبر منبراً قومياً وفي كل حدث كبير يمثله كل الأحزاب ويتفقوا على ما يجب ان يكون ويحمل الاتحاد ما تتفق عليه الاحزاب للحكومة «في العدوان الثلاثي كنت رئيس الاتحاد وكان عمر مصطفى مكي سكرتيراً من المستقلين وذهبنا لنقابل رئيس الوزراء عبدالله خليل لننقل له رأينا بضرورة إعلان الطواريء والتطوع للقتال مع المصريين. وتلك قصة اخرى!


    الحركة لم تنشأ حول شخص او تأخذ طابعه وكان الجميع متساوين وكانت قياداتها اغلبها طلابية خريجين وكان على رأس الحركة صادق عبدالله ومحمد الخير عبدالقادر والرشيد الطاهر.


    بدأت الحركة نشاطاً ملحوظاً في اوساط المرأة الاتحاد النسائي عملنا مجموعة اسلامية اولى سعاد الفاتح، ثريا امبابي، عواطف عثمان وصدرت مجلة «المنار» وكانت ممتازة كان هناك اهتمام كبير بها وكنا نكتب فيها نحن الرجال بأسماء نسائية مستعارة. العدد المنظم كان قليلاً وكنا نكسب الانتخابات وبعد ان أصبحنا محامين كنا أربعة «دورتين انا كنت سكرتيراً للنقابة» كان الناس قد جربوا الشيوعيين عندما يأتوا الى رأس منظمة يستغلوا ذلك للأعمال السياسية. والان حدث ما كان يخشاه الناس من الشيوعيين واصبح الخوف مضاعف من الاسلاميين في استغلال المنظمات في العمل السياسي.


    جذور الاختلاف


    في هذه الفترة وأنا اشير الى الستينيات كان شأن الحركة شأن كل الحركات السياسية تشارك في كل الاحداث حتى اتى انقلاب الرئيس عبود عام 58 وكان لها جريدة باسم الدعوة ربما عطلت وتوالت الأحداث الى اكتوبر وكان الترابي عائداً من فرنسا. قبله بسنين كان الرشيد الطاهر شارك في انقلاب وسجن 7 سنوات وانتشرت الحركة وقوى ساعدها وسط الطلاب خاصة بعد ثورة اكتوبر التي لعب فيها الترابي وقادة اخرون دوراً بارزاً وشاركت في الحكومة الانتقالية وكان فيها محمد صالح عمر والرشيد الطاهر.


    من عام 64 وحتى عام 68 انا كنت خارج السودان لكن حصلت خلافات لا داعي للدخول في تفاصيلها انتهت بانتخاب الترابي اميناً عاماً وانضم الرشيد الطاهر للوطني الاتحادي. بعد ثورة اكتوبر 64 وحتى 68 كانت فترة قلقة وحاولت القوى الحديثة والايديولوجية ان تلعب دوراً اكبر في العمل السياسي لكن تغلبت عليها الاحزاب التقليدية وكان الاسلاميون يحصلون على «5» مقاعد والشيوعيون على مقعد او مقعدين وجاءت «حادثة معهد المعلمين العالي» والطالب الذي قيل انه اساء لبيت النبي ولعب الاخوان دوراً كبيراً في حل الحزب الشيوعي.. حتى جاءت ثورة مايو وكان الاسلاميون اول المقاومين لها باعتبار انه كان يهيمن عليها الحزب الشيوعي واعتقل عدد كبير كانوا كل قادة العمل الاسلامي وتمكن عدد من الخروج والتحقوا بالامام الهادي وكانوا اكثر حركة ودراية من العمل الحزبي التقليدي. ذهبوا لاثيوبيا واحضروا السلاح من ليبيا واقاموا معسكرات وتحالفوا مع الختمية والانصار ـ الامة والاتحادي لعبوا دوراً في غزو 1976م. في الفترة هذه كان هناك امل في وحدة وطنية من المعارضة بالخارج وقوى سياسية داخلية حيث كان الاتحاد الاشتراكي مهيمناً هيمنة كاملة على العمل السياسي وتحالف الاخوان بعدها مع مايو وتولوا مناصب وزارية واعضاء في المكتب السياسي وفي الصحف التي كانت محدودة ترأس يس عمر الامام رئاسة مجلس ادارة الايام.


    القوى السياسية ممثلة في الصادق المهدي حدث بينها خلاف محمد عثمان الميرغني كان عضواً في المكتب السياسي وصلته لا بأس بها مع النظام. مايو اختلف مسارها بدأت بهيمنة الحزب الشيوعي وشعارات اشتراكية وتحالف لقوى الشعب العامل في النظام السياسي وتحالف ومساندة من الاتحاد السوفييتي واوروبا الشرقية. العروبيون كان لهم حضور واضح في ثورة مايو وانتهت بمحاولة الانقلاب الشيوعي ومحاكمة قادته واعقبها انفتاح وضمت في حكوماتها واجهزتها عدد كبير من السودانيين على مختلف خلفياتهم ومشاربهم شيوعيين مسلمين محي الدين صابر، موسى المبارك.. الخ.


    اسلام نميري


    الى عام 83 واعلان الشريعة الاسلامية ثورة مايو بدأ يكون لها تأثير صوفي.. نميري انتهج نهجاً صوفياً وعمل اشياء أساسية في العمل الاسلامي. منشور القيادة الرشيدة الذي منع العاملين معه من الشرب اما خيار الاستمرار او الاقلاع. اهتمام مقدر بالثقافة الاسلامية.. كتب عديدة لعون الشريف انشاء المركز الاسلامي الافريقي.. مئات الطلاب من انحاء العالم اهتمام بالمساجد واعفاؤها من رسوم الماء والنور قامت مئات المساجد ليس بجهد حكومي ولكن كان شعبياً، رجل انشأ مئة مسجد ثم اصلاح المناهج.


    محي الدين صابر كان قد حول المناهج وجعلها اقرب للمناهج المصرية. أتى منصور خالد وأتيت انا لوزارة التربية.. خاصة منهج التربية الاسلامية من اجل التدين العملي والفكر الاسلامي المستنير.. حصل اهتمام بالقرآن ومهرجانات سنوية ومباريات في الحفظ من مختلف الفئات العمرية.. عندما اعلن نميري الشريعة لم يشرك الاخوان المسلمين ولا أي شخص اخر. قال لي اذا الاخوان تبنوا بشكل واضح اعلان الشريعة وارتبط بهم فان الرأي العام سيرفض عندما انشأ البنك الاسلامي لم تتم المصالحة. وكان الاخوان مضطرين لمسايرة نميري.


    طريقة التطبيق لاعلان الشريعة كانت محل نقد.. وللتاريخ عندما كنت رئيس قضاء وطلعت القوانين الاسلامية خفت من الهوس الديني واصدرت اكثر من عشرين منشوراً. محكمة عادلة.. تطبيق الشريعة بمقاصدها حتى لا يشعر المواطن بأن النظام القضائي السابق كان اكثر عدالة.. وكان هذا محل خلاف كبير بيني وبين الاخوان وهم اندفعوا في تأييد ذلك تأييدا مطلقا.


    أنا انفصلت من الحركة منذ عام 1971م كان في تقديري ان الانقلابات العسكرية موجة في كل العالم وكل بلد فيه انقلاب بشكل او اخر في كل البلاد العربية عدا الخليج. في بعض البلاد لم ينجح كما في المغرب رأيت انها فرصة لبلورة مشروع وطني يأخذ في الاعتبار الخلافات الاثنية والثقافية ويعتمد على الشريعة كمصدر رئيسي للتشريع القانوني حاولنا جهدنا في الدستور الدائم الاول عام 73 وكانت الصياغة على ما اذكر الاسلام دين الاغلبية تسعى السلطة لنشر قيمة في الحياة، ويدين بالمسيحية عدد مقدر من السودانيين وكذلك كريم المعتقدات وتعطي لهم حرية في هذا.. وهذا ما يحاوله الناس الان: تأكيد الهوية الاسلامية وافساح المجال للاخرين.


    انا رجعت عام 68 وجدت خلافا محتدما بين مجموعة يمثلها الترابي واخرى يمثلها صادق عبدالله عبدالماجد.. مؤتمر عام 69 سويت فيه الخلافات الترابي اميناً عاماً وصادق عبدالله في المكتب التنفيذي ثم قرر ناس صادق ان يتوقفوا عن العمل وتبلورت مجموعته عندما جاءت مايو تصالح الناس وبعد المصالحة حدث تباين في الموقف.


    الهتافية ونقص البرامج


    ملاحظاتي العامة على الحركات الايديولوجية شيوعيين او اخوان مسلمين المشروع كان ايديولوجياً وليس وطنياً قومياً بالمتعارف عليه وتسابق للاستيلاء على السلطة. ثورة مايو جعلت كل القوى تطمح ان تستولي على السلطة لتنفيذ برنامجها او تحافظ على نفسها لكي لا تتم تصفيتها.


    كان اهتمام كل هذه التنظيمات الايديولوجية بالقضايا السياسية المحضة ولم تتوفر بحوث او دراسات للمشاكل الاساسية للسودان اسس الوحدة الوطنية التباين في مستويات التنمية في الاقاليم المختلفة، المرارات التاريخية بين مختلف مناطق السودان وغابت عن هذه التنظيمات برامج اصلاح اقتصادية او دعنا نقول غياب الفكر الاقتصادي الديناميكي والتقليل كذلك من شأن النفوذ الخارجي وعدم الادراك لتطورات العالم وضعف فكرة السيادة الوطنية للدول ثم ان كل القوى السياسية لم تتوحد رؤيتها لحل مشكلة الجنوب بل عمدت الى استغلالها.. طرح الاسلاميين كان متقدما طرحوا الفيدرالية قبل الاحزاب الاخرى صار التركيز على الطلاب كقادة مستقبل وقوى فعالة في العمل السياسي اليومي.


    كان هناك تهميش ربما غير مقصود لدور المثقفين والمفكرين في مختلف اوجه العمل، الغاء الطرف الاخر كان الفكرة الغالبة على كل القوى السياسية حتى اذا لم يكن معلناً ولكنه واقع الممارسة كان يرمي الى هذا.


    ربما القضية الاجتماعية الملحة مثل عدم عدالة توزيع الثروة لا اقصد بين المناطق الاكثر تخلفاً والاخرى ولكن بين كل فئات الشعب السوداني رغم انه من خلال هذا تركزت بعض القناعات الرئيسية على لا مركزية الحكم واعطاء الاقاليم حظها في السلطة والثروة.


    حتى السياسات المطروحة من قبل الاحزاب كلها تعليمية او تنموية او ثقافية في كثير من الاحيان لم تؤسس على دراسات علمية انما على شعارات.


    في تقديري ضعف الوحدة الوطنية في العهود الاخيرة والولاء القومي بدأ منذ عهد نميري عند خروج المعارضة للخارج للاستعانة بالدول الاخرى وظهرت النغمات العنصرية والقبلية والجهوية بشكل واضح.. هناك مرحلة مرت بها كل دول العالم الثالث ونحن منها تراكم الديون وتأثير ذلك على مستوى الخدمات والقضاء على القطاع العام وخدمات المواطنين التي كانت شبه مجانية مثل التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية وحصل خلل اساسي ديمغرافي في السودان نتيجة الحرب والجفاف والتصحر وهجرات بالملايين شمال السودان واختلت التركيبة السكانية.


    كانت نشأة المدن طبيعية لاستيعاب من هم قادمون بطريقة متدرجة وبانسجام مع المجتمع القائم حتى يصبحوا جزءا منه. ولكن المدن السودانية في العقود الاخيرة استقبلت السكن العشوائي لمجتمعات النازحين وامكانيات كل مدينة لا تسمح بتوفير الخدمات ولذلك هناك توتر اجتماعي ستكون نتائجه السياسية خطيرة. الحرب هي العامل الاساسي.


    تمت اسلمة للبنوك وشركات التأمين وعدلت قوانين سبتمبر 83 واعتبر تعديلاً اخذ في الاعتبار ما ترتب من صعوبات واخذ بعض الاحيان ما هو ايسر من اراء الفقهاء. الحركة الاسلامية في الفترة الانتقالية كانت تبشر بهذا ونفذته عندما جاءت الانقاذ.


    طلاق بالحسنى


    ظلت تربطني علاقات وثيقة مع كل العاملين في النطاق السياسي الاسلاميين الصادق المهدي، احمد المهدي، مبارك الفاضل، الاتحاديين الشيوعيين وعدد مقدر من الجنوبيين الخ. لدى قناعة اذا شخص تولى منصباً قضائياً ينبغي الا ينغمس في المعارك السياسية اليومية.


    عندما حضرت من مصر عام 94 سعيت مع عدد من الناس لايجاد حد ادنى من الوفاق الوطني وصياغة مشروع قومي ولم يكتب لنا التوفيق والسبب ان الاستقطاب كان حاداً.. التلويح بالقوة.. سلم تسلم.. الى ان وصلنا المأزق الحالي.صلتي وثيقة بالترابي وعلي عثمان محمد طه «سمحوا لي بمقابلة الترابي في السجن العيد السابق وجلست معه ثلاث ساعات.. وكل الاطراف تتحدث لي لعلمهم بزهدي في السلطة وعدم وقوفي مع هذا او ذاك ولذلك يروا اني شخص محايد.


    من غير المحتمل ان تتوحد الحركة الاسلامية ولكن تطبيع العلاقات ممكن. الفئتان ممكن يكونوا معا جزءاً من ميثاق وطني عام البلد الان في امس الحاجة الى رؤية وطنية كحد ادنى لحل مشكلة الجنوب ومعالجة تداعيات اي اتفاق يمكن ان تتم وكل تصرفات القوى السياسية ادت الى تدويل مشكلة الجنوب.. والتدويل يعني صيانة مصالح الدول الخارجية المستقبلية وعلى رأسها النفط وثروات السودان الاخرى والنفوذ السياسي في المنطقة وهذا خطر لا تنتبه له كل القوى السياسية بما في ذلك الجنوب.


    الجدل المطروح حول السودان الموحد وتقرير المصير المطروح جدل قائم على اعتبارات سياسية آنية وليس قائماً على دراسة علمية ولا يستلهم التاريخ القريب او البعيد لهذا البلد وطبيعة علاقاته مع دول الجوار ولا يستوعب المخططات الدولية للمنطقة والناس معنيون الان بايجاد اي صيغة لوقف الحرب والدم وبسط السلام على امل اذا وصل الناس الى هذا ان يصلوا الى تفكير سليم فيما يؤول اليه مستقبل السودان.


    هناك تداعيات مستقبلية لمناطق اخرى في الشرق والغرب وكل السياسيين وقعوا في خطأ جسيم بدأوا يتحدثون عن مظالم اقترفها الشمال تجاه الجنوب او المناطق الاخرى ونسوا ان السياسة البريطانية حتى مؤتمر جوبا هدفت ان يكون جنوب السودان جزءا من منظومة شرق افريقيا.. منذ العقد الاول للحكم الثنائي تم تقسيم الجنوب على الكنائس في المناطق وكان التعليم والخدمات الصحية في ايدي المبشرين.. ومنعت اللغة العربية. ومنعت الحركة الى المناطق المقفولة وتم تحديد التواصل بين الشمال والجنوب وتم نشر ثقافة تؤكد على ان الشمال يتربص بالجنوب وانه استرقهم وانهم ينظرون للجنوب نظرة دونية. كل هذا كان في زمن الاستعمار وما حدث بعد ذلك ويركز عليه بعض الناس الان عدم تنفيذ الوعود مثل الفيدرالية ومثل ما يعتقدون خطأ بعدم التزام نميري باتفاقية الجنوب هذه تصورات خاطئة وحقائق غير مكتملة واصبحت واقعاً ومطالبات بالاعتذار.. الخ.


    في نظر العالم الان ان الشمال متغول على الجنوب ولابد من ممارسة اكبر ضغط على الشمال لانصاف الجنوبيين وبذلك ينسى الناس كيف بدأت مشكلة الجنوب وما تم من قتل وتمثيل بالشماليين. المهم القضية ان يتم وقف نزف الدم. في الظروف الحالية الشمال هو الطرف الاضعف لان الضغط الدولي موجه للشمال ونحن ندفع ثمن البله السياسي! دفع الله الحاج يوسف دفع الله الحاج يوسف وزير التربية والتعليم الاسبق ورئيس القضاء السابق يعد من مؤسسي الحركة الاسلامية «حركة الاخوان المسلمين» في السودان، وعاش فترة مخاضاتها الاولى ولكن «حقن دماءه» عن خلافاتها اللاحقة، وظل على علاقة وثيقة وحميمة بجميع اجنحتها، حتى عندما اختلفت بينهم المواقع والشارات وتباينت الاسماء والألقاب. كان شاهد عصر على نشأة الحركة وروافدها التي توزعت بين الميلاد المصري والتوطين السوداني.. الى ان خرج عن تنظيمها في مرحلة لاحقة.


    شهد فترة بناء التنظيم الاولى ونشط في جانبها الفكري والثقافي وفي مرحلة لاحقة كان في منصة القضاء بعد اعلان نظام مايو عن قوانين سبتمبر، ويقول مولانا دفع الله ان جعفر نميري الرئيس الاسبق لم يشرك في صناعتها الحركة الاسلامية حتى لا يتم رفض القوانين الاسلامية شعبياً بسبب هذا الارتباط.. ويقول ان تيارات من الحركة اندفعت في تأييد هذه القوانين بحماسة مفرطة في حين انه كان يحاول كبح جماع الانفلات والمغالاة حتى لا يشعر المواطنون بأن القوانين السابقة للقوانين الاسلامية كانت أكثر رحمة وعدالة.


    جلسنا اليه للحديث عن بعض الاحداثيات التي عاشها في مرحلة نشأة ومآلات الحركة، وليتناول بعض الاصدقاء والحركات السياسية والاجتماعية والفكرية عبر رؤيته الذاتية، وقد كان يلح خلال الحوار بأن وضعه القضائي السابق وحياده الحالي بين الاجنحة المتصارعة لا يجعله في حل من الغوص في بعض التفاصيل.


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de