نقلاَ عن سودانايل ... كلام في الاغنية... بين محمد حلا وجماع مردس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 06:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-14-2003, 01:30 AM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نقلاَ عن سودانايل ... كلام في الاغنية... بين محمد حلا وجماع مردس

    دور فن الغناء في بناء الوحدة الوطنية

    جماع مردس


    في اطار اهتمامي بالفن وقناعتي بقدرته علي القيام بدور محوري في بناء وحدة وطنية حقيقية تجسد مبدأ التسامح بين الثقافات المختلفة في التعبير عن نفسها وخلق توافق بين الأطروحة السياسية والموضوع الثقافي ، ولعلمي بأن الشعوب مهما اختلفت تكون متفقة حول فنونها في مجالاتها المختلفة ، الغناء والموسيقي ، التشكيل ، المسرح والدراما ، الأدب ، الفلكلور والفنون الشعبية...



    ولقناعتي بأن المشكل السوداني في تجلياته المختلفة هو مشكل ثقافي لا يمكن حله الا بتشريحه في جذره الثقافي بعيدا عن ثقافة فرق تسد التي تجسدها بعض الكلمات مثل كلمة (جلابي) و(غرباوي) (أدروب) و( جنقاوي) ، وهذه كلها تعابير لها أبعاد في الثقافة السودانية ولها أثرها السلبي في عدم الأندماج القومي و تحول بيننا وتجعلنا نبدو مختلفين وكأن الحياة الحقيقية في السودان تجرفها بعيدا أجندات أخري بقصد تجريدها من متعة الأحساس بالمجموع.



    وليس ادل علي دور الفن في توحيد الأمة من دور الفنان خليل فرح الذي استطاع بحسه الفني الرفيع ان يعبر بالكلمات ما يوحد به امتنا بعد غروب شمس دولة المهدية و بعد ان خرجت الأمة مستعمرة و منكسرة ومضعضعة الحال ومنقسمة بل عادت لأحضان القبلية والجهوية البغيضة ، وحدها بالفن فأنشدت معه ( نحن ونحن الشرف الباذخ دابي الكر شباب النيل ) ورددت بأشواق ( الضريح الفاح عطره عابق السلام يا المهدي الأمام ) ثم غنت :

    عزة ما سليت وطن الجمال ** ولا ابتغيت بديل غير الكمال

    وقلبي لسواك ما شفته مال ** خذيني باليمين وانا راقد شمال


    ونذكر في هذا المقام الدور التعبوي الذي نهض به الشاعر ود سعد (مادح المهدية) في توحيد قلوب اهل السودان حول الدولة الوطنية الفتية في ام درمان ، كما لا ننسي دور (فن) المديح في تعلق قلوب أهل السودان بمحبة رسول الله ، لهذا عندما تزور المدينة المنورة تشاهد صفوف السودانيين يتحلقون في خشوع وأدب جم حول ضريح المصطفي صلي عليه وسلم ، وهذه مسألة شهد بها أهل القبلة .



    كما لا ننسي دور فن الحقيبة سرور وكرومة وغيرهما في السمو بالروح والوجدان الوطني ، ثم مدرسة الكاشف ، ثم احمد المصطفي انا ام درمان وجيله العملاق ثم توحدت القلوب كلها حول (مسنكيل الفن) وردي إذا افصح بالغناء أو رطن (من غيرنا يعطي لهذا الشعب معني ان يعيش وينتصر ).

    ولما لفن الغناء من دور كبير في تشكيل وجدان هذه الأمة تبنت جماعات أيدولجية وأخري حكومية بعض الفنانين واستهدفت ان تجعل منهم صوتا لها فأفسدت الصورة الزاهية للفنان وجعلت منه حلية في مجالس السياسيين او مسامر يسري عنهم فأصبح يغني في حدود المطلوب والمألوف لتأمين الرؤية السياسية الضاغطة ، فأنصرف الناس عن الفن الذي لا يحمل ملامح مغنيهم وقضيتهم وأشواقهم لوطن واحد متعدد ديمقراطي ، مغنيهم كان المجاهد ود سعد والثائر خليل فرح والمناضل محمد وردي والمبدئي سيف الجامعة ، وأمثالهم من (الذين اقتحموا النار فصاروا في يدي الشعب مشاعل ).



    الفن في بلادي رسالة ومسؤولية وقضية والتزام كالذي وجده الناس في (ودالناس) مصطفي سيد احمد الذي ترك عشقه السرمدي (ام درمان ) وهاجر في ارض الله الواسعة رافعا شعلة النضال والتمرد والأنفراد و التجديد مثله مثل كل المصلحين وكل الذين انتقلوا من المكان للمكانة ، فقد مر مصطفي في الأرض سريعا كما تمر نغمة موسيقية أو كما يمر لحن او نسمة و مات شابا (كأبي تمام والتجاني يوسف بشير واندرية شينيه والشابي) وترك في نفوسنا صدي يتردد مدي الحياة والناس لن تنسي مصطفي ما دام للغناء قضية وفي الغناء غناء ، ولن تنسي الخرطوم حزنها يوم وصول نعشه الطاهر للسودان وكيف توحدت الأمة حوله ولفته في علم السودان (نصف مليون سوداني) شيعوه ولسان حالهم يقول ما قاله الشاعر محمد المكي ابراهيم :



    لفوه في علم البلاد ودثروه بحقدها وعويلها

    بتأجج الغضب المقدس فوق تربتها وملء سهولها

    بشموخ وثبتها إلي الحرية الحمراء تقطر بالنجيع

    وتدفقوا متظاهرين محطمين العار والذل الطويل

    وكل ألوية الخنوع

    لا البطش يرهبهم ولا الموت المحدق بالجموع


    هذا المشهد ، مشهد الحزن العمومي علي موت مغني الشعب قال عنه الشاعر الطيب برير :



    وقفوا على شط الوداع دموعهم في قبضة الأمل الذبيح

    لو كان يملك أن يكون فدائكم لرأيتهم كل خلاص في عذابات المسيح

    العين ما وسعت تضيق إذ ترى وطنا يضيق بنعشك المحمول في القول الصريح



    وهذا مما لا شك فيه تقدير شعبي للفن النبيل المبدئي الذي وجد فيه الشعب تعبيرا عن همومهم وتطلعاتهم ومخاوفهم .



    الأمة السودانية التي ولدت مصطفي وولدت ود سعد والخليل ووردي (ولادة) ، ولدت للمستقبل ولهذا الجيل الأستثنائي ، و هذا الزمان الإستثنائي ، وهذه الظروف الإستثنائية ، ولدت الفنان الهادي حامد (هادي الجبل) فنان ألحانه مستمدة من طبيعة الحياة والأحياء مزيجا من شخصيته وروح الأمة السودانية وطبيعة بني الإنسان ، ألحانه تستوعب تنوعنا من حيث المقامات العربية والأيقاعات الأفريقية وايقاعات المردوم والسيرة والدليب .

    بمجرد سماعك ألحانه بجملها الموسيقية المختلفة وصوته المترف الغني ، تتأكد من صحة مقولة أن الفن هو تقليد للطبيعة، كما تدرك معني قول الدكتور حسن عباس صبحي (من يولد في غرف مستطيلة أو مربعة وفيها مقاييس يصعب عليه ان يكون مبدعا بعكس الشخص الملتصق بالطبيعة تجده اكثر إبداعا وتمعنا في ملكوت السموات والأرض ) فتري اثر طبيعة ربوع جبل الأولياء الساحرة بنيلها وخرير مياهها وفضائها الرحب وحدائقها الغناء الجميلة وأصوات طيورها البهيجة ، الخصيبة ، والخالية من أي نشاز ، تجد أثر هذه الطبيعة في ألحانه وكيف انها أغنتها بهذه الألحان الجميلة و أبعادها الواسعة التي استوعبتها قدراته الصوتية الرحبة ، وحين تقابله لأول مره تشعر كما لو أنك تعرفه وأن بينك وبينه حديث انقطع وتود لو أنه طال و تود لو اتصلت بينك وبينه الأسباب لتعرفه اكثر وتألفه اكثر مما تألف وحين يغني يمطرك سحرا ويتلاشى استغراقا ، انه يسعد النفس ويملأها روعة، حتى يهيأ إليك انه مزمار نبي الله داؤد ، تلك اللحظة تظل بصمة في الذاكرة.. فنان لا تحتاج لأذن لسماعه إن كنت سليم القلب فهو يغني لفؤادك ولحبيبة بملامح الوطن ، بكلمات فيها شفافية وعمق عالم عباس محمد النور، رمزية محمد الحسن سالم حميد ، مبدئية خطاب حسن احمد ، روعة قاسم ابوزيد ، ألق ازهري محمد علي ، سودانية المكاشفي محمد بخيت ، سحر الطيب برير ، جاذبية الصادق الرضي ، جمال عاطف خيري ، منهجية عثمان البشري ، ورقة عبدالعال السيد ، إنه فنان في داخله مشروع فني متكامل ملم بحركة التاريخ ويحمل رؤية للمستقبل ، هذا فنان العصر ، عصر الفن الراقي النخبوي والراديكالي التحديثي الشعبوي ..الفن الأستثنائي

    الموسيقار والمؤلف والناقد الموسيقي المعروف يوسف الموصلي قال عن الأستاذ الهادي الجبل (إن أسلوب الهادي في التأليف والأداء و طريقة اهتزاز الصوت التي تميز ألحانه وطبقات صوته (الباريتون) أحدثت تحولا نوعيا ومنهجيا في الغناء السوداني وأحدثت هزة فنية لا تعادلها إلا الهزة التي أحدثتها فرقة البيتلز في الموسيقي الغربية ، لذا انه من الخير ومن الواجب علي الذين يعنون بأمر الثقافة والنقد الفني في سوداننا أن يدرسوا تجربة هذا الفنان الموهوب ، كيف نشأت وتطورت وانتهت بصاحبها إلي هذا المستوي العظيم من التفرد والروعة ).



    إن غياب النقد الفني الحقيقي في السودان بعد هجرة من هم في قامة الموصلي وهيمنة شركات الكاسيت علي معظم النقاد أفسدت فينا حاستي السمع والتذوق حتي سمعنا أن جائزة فنان القرن في السودان نالها مطرب شعبي اسمه (حسين شندي) ( كده مره واحدة!! لمائة سنه ) منذ خليل فرح مرورا الكاشف ووردي ومحمد الأمين ومصطفي سيد احمد وفي وجود سلطان الغناء الشعبي صديق احمد .



    إننا ان أردنا ان يكون للفن دوره الرائد في بناء الذات السودانية وتعميق معاني الإنتماء والوحدة الوطنية ، وإن أردنا أن نرفع مستوي فننا وانتشاره عالميا ، علينا ان نثقف المتذوق السوداني أولا بحيث يحسن استعمال حاستي السمع والبصر التي يعتمد عليهما في الأحساس بالجمال ونبدأ من وقت مبكر فيستطيع الطفل ان ينمو ويكبر ويكون له ذوقه .



    وأختتم مقالي برأي د. احمد صقر استاذ الدراما عن التذوق والنقد الفني (أن المنظرون للدراسات النقدية يعتقدون ان قضيتي التذوق والنقد لم تحسم في النقد الفني ، ذلك لأن التذوق يظل عملية استيعابية شخصية للمتلقي لا تتطور الي ما تتطور اليه عملية النقد ، أما النقد الفني فأنه يتطلب من الناقد الموسوعية في الإطلاع والمعرفة كي يتمكن من إرساء القواعد الأساسية في عملية التلقي الفني نظرا لما للناقد من دور مهم وحيوي في دفع العملية الفنية تقدما ).



    من خلال ما تقدم نلاحظ ان الفن قد لعب أدوارا مختلفة في تشكيل المزاج والوجدان السوداني وهذا يثبت أن الفن يمكن أن يؤدي أدوارا إيجابية وتنويرية تعمق من مفهوم الوحدة الوطنية و تعجل بالأندماج القومي ، لذا ينبغي ان يوظف الفن ايجابا فيما يشبع حاجات الأنسان الروحية واشواقه لوطن معافي (وطن حدادي مدادي) .



    وختاما وفي ذكري ثورة ابريل أغني لكم ولأبناء بلادي الشرفاء رائعة محمد المكي ووردي:

    إنني أؤمن بالشعب حبيبي وأبي

    وبأبناء بلادي البسطاء

    وبأبناء بلادي الفقراء

    الذين اقتحموا النار

    فصاروا في يدي الشعب مشاعل

    والذين انحصدوا في ساحة المجد

    فزدنا عددا

    والذين احتقروا الموت فعاشوا ابدا..... ولأبناء بلادي سأغني ..
                  

04-14-2003, 01:38 AM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقلاَ عن سودانايل ... كلام في الاغنية... بين محمد حلا وجماع مردس (Re: هدهد)

    التعميم الخاطيء في دور الفن الغنائي في بناء الوحدة الوطنية

    محمد عبد الرحمن حلا



    تعلمنا في علم الرياضيات ( الفلسفة والمنطق) عندما نحاول حل المسالة الرياضية ان نفهم المسألة جيدا، نحدد المعطيات وما هو المطلوب، نختار النظرية التي يمكن استخدامها لتقودنا للحل وهو المطلوب، بهذا الفهم ابدأ قراءتي للكتاب والمقال التحليلي وأحيانا الصحفي الخبري ولكن ما يحيرني في كثير من الأحيان هو المقالات الطويلة بعناوين تستوقفك بحرص غاية في الأهمية ( دور فن الغناء في بناء الوحدة الوطنية) في وقت حرج لشعب السودان والي كم دولة متوقع ان يتقسم!!
    ولكن عندما تتأنى في قراءتك للمقال تصاب برهق مزعج ان كنت تستصحب معك تاريخ الحروب السياسية في السودان، أزمة الحكم والديمقراطية، توزيع الثروة وبرامج الثقافة في وسائل إعلام السلطة الخ.. خاصة وان في اغلب الأحيان كتّاب هذه المقالات لافتات حزبية كبيرة. بهذا الدافع قرأت المقال بحرص واسترجعت القسط المتاح من أغاني كروم وسرور ( قامات في الفن الغنائي) سأستثني من ذلك وردي، مصطفي سيد احمد لأسباب غير خاصة فالأستاذ محمد وردي جميع أفراد الشعب السوداني وبدون استثناء يعرف اسمه، وعلى الأقل يحفظ مقطع من أغنية له ولكن هذا ليس ما أريد تناوله في هذا الموضع.
    الأستاذ جماع كاتب صحفي سياسي وقائد بارز في حزب الأمة ( القومي والإصلاح) ونقدر مواقفه ضد سلطة الجبهة الإسلامية قبل تحالف حزبهم معها وبالتالي قبولهم كل ميراث الجبهة السيئ وبما في ذلك معاداتها للثقافة وتعذيب الشعراء والفنانين الذي عارضه بشده وفنده في كثير من مقالاته الصحفية، وهذا أيضا ليس ما أريد الرد عليه لأنني أريد ان أتجاوز الكاتب إلي الكتابة في محاولة لتنبيه القارئ إلي ان المقال هو عبارة عن محاوله للتشويش (على طريقة حرق حفر النفط في أطراف بغداد العظيم) على من يريد ان يصل إلي جوهر القضية، المقال لم يشخص حالة ولم يطرح حل، مسودة يمكن على أساسها نفتح حوار لورقة عمل مفيدة، انه مجرد حشد لمجموعة من النعوت والأوصاف والأسماء ( قامات فنية) لها مكانها في الماضي في وجدان السودانيين ولكن لم يكون غناءهم قد خلق او شكل وعيا اجتماعيا يتجاوز به الناس صفات أوردها المقال (جلابي وجنقاوي). شخص بهذه الوضعية يتعمد تحنيط أفراد مجتمعنا وخلق لبس بمقال خال من أي تصور لكيفية تجاوز (جلابي ، حنقاوي، غرباوي) ولو على طريقة الأغنية المفصلة لاتفاقية أديس أبابا، غناء رمضان زايد عندما نادى
    ( يا عيال جلابة.. ياعيال مندكورو .. يا عيال جانقي.. نحن كل سوداني.. تعالوا نلعبو سوا ..... كتلو نقارة )
    قال عيال جانقي وقبلها أبناء الدينكا بطرب لأنها قيلت في سياق القبول بالعلات وتغنى بها أطفال الجنوب من السودان في غابات أعالي النيل والاستوائية دون الإحساس بالدونية او النقص.
    إذن ما حاول جماع مردس التأسيس له مبني على فكرة المعلم والطالب في المنهج السوداني الذي لدي الكثير ان دور الطالب متلقي أي passive site وليس تفاعلي أي interactive.. هذه هي العقلية (نمط التفكير) التي تريدنا ان نكون متلقيين(passive ) ولكن دعوة ان نكون تفاعليين..
    المفردات التي لها مردودها السالب تكرس التعالي الاثني بالتالي الفرقة والصراع التناحري، العلاج ليس في ان نوقف استخدامها وتداولها( جنقاوي.. جلابي.. غرباوي) ولكن العلاج في إعادة صياغة مضامينها ووعينا بتقبلها بمضمون جديد مقبول ( الأغنية).. لم يتكرم الأستاذ جماع علينا بكتابة أغنية واحدة لكل يتوحد بها الوجدان الوطني لدي كروم وسرور والكاشف وشعراء المهدي

    تعودنا من كتابات الذين أعطوا أنفسهم حق الوصاية علينا( المركز-السلطة) عندما نقرأ مقالا في الغناء على ان نضع في ذاكرتنا مسبقا ان الكاتب سيذكر كرومة وسرور حتى لو كان المقال عن علم الذرة حتى يتثنى للكاتب استلام بطاقة برتبة مثقف،( ثقافة المركز السائد والسلطة)
    بالله من مِن غرب السودان وجنوبه وبعض شرقه من عامة الناس يعرف كرومة وسرور لنقول ان وجدانه الوطني تشكل بغنائهم؟!!!!.
    يا معشر المثقـ.....!!! احترموا وعينا !! والله ان كثير من الذين يتأسون لغناء كرومة وسرور معرفتهم بغناء هؤلاء ثقافة مشافه وما سمعوه في وسائل إعلام السلطة دون ان يتذكر او يملك أي منهم كاسيت لخمسة أغاني لأي منهما!! رفقا بنا يا ...!! إلي متى ننظر إلي غدنا بذاكرة الأمس
    حاول الكاتب سرد هذه الأسماء (للوصول لرتبة مثقف) مستصحبا غرضا سياسيا في محاولة للتشكيك في خيارات بعض الفنانين السياسية، وكأنما لو كان الفنان عضو حزب سياسي عورة يلزم سترها
    من هو المسئول عن إحداث التغيير في المجتمع إلي مجتمع أكثر تناسق وإنسانية وعدالة وهو أقوى عودا؟ من هم طلائع المجتمع وقائدي سفينة التحول؟ من هم المثقفون؟ وما هو دور المثقف؟ تساؤلات لم تخطر على بال جماع حين استجمع حالة الكتابة مكتفيا بالكتابة والنشر ودون التركيز على ضرورة الغوص في عمق يسمح بـ(تشريح الحالة السودانية في جزرها الثقافي)
    قال وردي في رد على سؤال يتهمه في ميوله السياسي في لقاء معه في تلفزيون السودان(عفاف سيد احمد ان لم تخني الذاكرة) ( لم ألحن او اغني حتى اليوم أي بيان للحزب الشيوعي ولكن لي موقفي السياسي ،

    قال حميد يا بندقيتك هي المحك)، في وقت يعارض حزبه الكفاح المسلح.
    يبقى الفنان هو فنان لا ينقص من فنه انحيازه السياسي بل على العكس من ذلك، الفنان الذي له موقف سياسي ( وليس بالضرورة حزب سياسي) يكرس فنه وموهبته لتوحيد الوجدان السوداني (الفن رسالة ومسؤولية) لانه يمتلك تصور عن شكل حياة يبشر بها وعيشها ممكن
    فقال محجوب شريف:
    وطن حدادي مدادي، ما بنبنيهو فرادي

    وقال: كل عندو دين وكل عندو راي ما في حد ساي

    وقال وردي
    من أقصى شمال بلادي لأقصى جنوب الوادي.. . نعمل للوطن الواحد

    موقف الفنان السياسي قيمة مضافة وليس عله او مأخذ والذين بلا مبدأ وبلا تصور عن حياة للناس وبدون موقف عليهم ان يفهموا ان الفن غير محايد أبدا عندما نتحدث عن الغناء الذي يسهم في تشكيل الوعي الاكثر إنسانية وأممية وبترسيخ عميقا في الوجدان السوداني، يعمق عناصر الوحدة الوطنية ويمتد إلي أقصى انتباه ممكن، أما بخصوص جلابية بيضاء ومكوية.. او اسيب محاسنك لمن؟ لهذا الغناء محبيه وأنا احترمهم وجميعنا يسمع لمختلف منها لأنه يعبر عن حالة اجتماعية ولكن للتعسيلة والاسترخاء،

    الحديث عن مصطفي سيد احمد فلهذا العملاق:
    تعالوا الآن نرقص رقصة البدء
    ونحلم ان نمد الكف نحو الشمس بالدفء
    تعالوا أيها الجوعي.. تعالوا أيها الفقراء
    الفنان الذي صادرت أجهزة امن الجبهة الكاسيتات من بيوت محبيه فانهزموا فسمعوها في مكاتبهم، هذا هو الغناء الذي لا يقوى الإنسان على تجاوزه فعله وفاعليته ومقامه آخر

    ليست دعوة لترك الدقيق لخبازه ولكن دعوة لتوخي الحذر من تعاطي الدواء على غير وصفته وتحري الدقة في تفتيح مسامع المتلقي على ما هو قريب من الجمال والإنسانية والحرص على تقديم ما من شانه إحداث تحول نوعي في وعينا نمط تفكيرنا كي ينعكس ذلك في سلوكنا، قبولنا ببعضنا بكل العلات (Self acceptance ) مستمسكين بما هو ايجابي وتطويره ونجتهد في التخلص من ما هو سالب سلميا ( الهدم والبناء) دون القفز فوق الخلفية المادية لتشكيل هذا الوعي. الفلاسفة وليس المثقفين هم الذين طرحوا التساؤلات ووضعوا على ضوء ذلك أُطر وفروض نظرية وفلسفية شكلت في منتهاها قاعدة المعارف العلمية، إذن هناك ضرورة ملحة دائما لوجود نظرية معرفية نحلل بها ما هو معقد وتسهيل فهمه للناس ليتحول بموجبه وعي المجتمع نوعيا إلي فكر وثقافة تقود إلي ما نسميه المجتمع المتسامح ( متناغم التباين) وهذا (على ما فهمت) ما أراد الأستاذ جماع مردس ان يقنعنا بان فن الغناء لدى كرومة وسرور والكاشف قد قام به . من رأي ان هذا الاستنتاج غير سليم او بالأدق حتى لا ابخس الأستاذ جماع مجهوده واجتهاده غير دقيق فيما ذهب إليه. صحيح ان الأستاذ جماع انصف كثير من الذين هم اهلا لذلك ونصح بما لا تريد وزارة الثقافة سماعه أبدا، وقدم لنا فرصة للتعرف على صوت لفنان مؤهل وموهوب ( الهادي الجبل) لمعرفته له وتذوقه لفنه الرائع ولكن يظل المطلوب هو ابعد من هذا النصح، لنا ولوزارة الثقافة،
    (we need to think out of the box ) علينا ان نتجاوز الشكل إلي المضمون وان نفعل تفكيرنا داخل مؤسساتنا المدنية والحزبية !!!!!!!!
    قصدت بهذا التعليق على ما ورد في عنوان مقال مردس وما حواه الموضوع أحدث تشوشا ضار لآلية التفكير التي نريد اشتغالها أكثر فاعلية حتى لا نسوق الماضي القديم امتيازا مقدسا وحتى لا يتحول هؤلاء الى مرشدين للمستحيل وتجار للوهم. ما نؤكد الاعتراف به هو ان الثقافة السودانية في عمومياتها متباينة ومتجانسة أحيانا لكنها غنية بما من شأنه ان يجعلنا فخورين بكل ما فيها من جمال وإبداع. كانت هناك أصوات تنادي بفسح المجال لكل هذه الثقافات السودانية المختلفة والمتباينة ان تجد فرصتها في الإعلام المرئي والمسموع ولكن نقول هذا وحده غير كافٍ برغم ضرورته، ستبقي بلا قيمة هذه الفرصة ما لم يقدمها للمتلقي أصحاب المعرفة والدراية ( دارسيها ونقادها) عن دورها في صياغة الشخصية السودانية وما هي المطبات التى ينبغي علينا تجاوزها بحزر ثم نشجع الباحثين لدراستها وتوفيرها للقراءة والنقد بل وتدريسها في تعليمنا العام والعالي.

    وهناك سؤال عن البرنامج التلفزيوني الذي يقدمه الأستاذ عبد الكريم الكابلي مع قبائل جنوبية ، كم عدد المشاهدين الذين يحرصون على حضوره حرصهم على حضور برنامج مصارعة حرة او مسلسل مصري؟!
    في الاجابة الامينة على هذا السؤال يكمن الحل وهو مربط الفرس!!

    عندما نتناقش بفخر في مجالس مثقفينا عن رقصة الكمبلة والكدنداية ولا نسخر في حياء من رقصات أهلنا في الجنوب نكون مهيأين حينها ان نؤسس المعطيات الأولية لوطنٍ واحدْ ، ولكن من الذي يقوم بهذا الدور؟
    هم الباحثون، ذوي الاختصاص والفنانون الحريصون على بناء وطن متسامح في تباينه، تحمله مناهجنا الدراسية، قصصنا القصيرة وترنيمات تداعياتنا، نستصحبه في تفكيرنا السياسي وإنتاجنا المعرفي والثقافي (محكات الصدام التي يهرب ساستنا من مواجهتا!!)

    قال عبد السلام الشدادي:
    (نحن الة راغبة نقوم بمهمتنا في مجال الإنتاج الذهني. المنطلق، الذي أصيب فينا هو ملكتنا المتعلقة بالرغبة بشكل مغاير والتفكير بشكل مغاير )
    قال احد الشعراء الأمريكان تعليقا على إلغاء ندوة شعرية مزمع عقدها في الكونغرس تتناول الحرب على العراق ولأنهم ضدها كشعراء وفنانين ( لا اعتقد ان بوش قرأ في حياته شعرا)

    رجوعا ألي الأستاذ جماع مردس ولكل الذين في وضعيته من المثقفين والفنانين والشعراء في القيادات المتقدمة للأحزاب السياسية ما هو دوركم في إثراء برامج أحزابكم في سياقها الثقافي؟!
    وللمعلومة ( أسوأ وزير ثقافة كان حزب امة عبدا لله محمد احمد بمباركة الصادق المهدي (الإمام)
    ومن وزراء الداخلية السيئين جدا كان حزب امة مبارك المهدي (قائد الإصلاح) والمختص في قهر الثقافة واعتقال المثقفين والأكاديميين الذين أقول عنهم دوما هم الوميض الذي به نستطيع ان نرى غدا ممكن، زج بهم مبارك المهدي في غياهب السجون ( أعضاء ندوة امبو، عشا ري وبلدوا، وغيرهم كثر)

    المساهمة المطلوبة دوما هي إعمار برامج أحزابكم السياسية، يمينها ويسارها طالما في نهاية المطاف المسئول عن تنفيذ برامج الإصلاح وبناء الوحدة الوطنية هم السياسيون !!
    اعلم انه عندما تكتب عن شخص تعرفه جيدا، او ترد على شخص تعرفه جيدا تنتهي بمقالٍ فاسد لأنك لن تكون محايد مهما حاولت الحرص والانضباط وعند ما يقرأ ردك هو فلن يقرأه بحياد مستخدما فلسفة نظرية القراءة والاستماع ولكن مبدأ الحوار في قضايانا الهامة واجب يحتمه علينا حرصنا على بقاءنا في وطن واحد خير ديمقراطي ( دولة المواطنة)
                  

04-14-2003, 01:51 AM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقلاَ عن سودانايل ... كلام في الاغنية... بين محمد حلا وجماع مردس (Re: هدهد)

    هدهد برغم التباين والتضاد
    بين المقالتين الا انهما رائعتان
    واود المداخله ولكنني غارق في بحيرة الامتحان
    لك الود
                  

04-14-2003, 07:08 AM

nazar hussien
<anazar hussien
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 10409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقلاَ عن سودانايل ... كلام في الاغنية... بين محمد حلا وجماع مردس (Re: Elmosley)

    لفت انتباهي في المقال الاول
    ان جائزة فنان القرن سلموها حسين شندي

    والله تبقي دي ام الكوارث علي وزن ام القنابل

    ارجو ان تصححو لي هذه المعلومة باسرع وقت

    لانو جائزة فنان القرن كده حافة بدون اكعب او البس او اغني

    فنان في القرن

    والله حسين شندي ما اظنو يوافق يستلم جائزة فنان القرن

    طيب الكاشف يدوه جائزة نوبل وبرضو حا تكون قليييييييييييييييييييييلة

    عثمان حسين
    وردي
    محمد الامين
    العاقب
    والقائمه طويلة طول غير عادي
    وحتي لو جينا للغناء الشعبي

    محمد احمد عوض يدوه شنو يعني؟؟؟؟؟ظ

    والله دي ام القنابل زاتها ماشة علينا
                  

04-14-2003, 07:43 PM

محمد حلا
<aمحمد حلا
تاريخ التسجيل: 04-14-2003
مجموع المشاركات: 1060

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقلاَ عن سودانايل ... كلام في الاغنية... بين محمد حلا وجماع مردس (Re: هدهد)

    [I]لك الشكر دسما ولائق يا هدهد
    وللموصلي الحق علينا ان ننتظر تعليقه السيمفونية مع تمنياتنا له بامتحان تجاوزه بنجاح ، سهلا عليه، وتعليقه مهم لأنه مُخْتَصْ ومَعْنى
    أما بخصوص أم القنابل يا نزار !!!، فهذا هو ما لو أرخينا السمع والشوف، نجونا من الخلط المُضر، هذا الوطن يوخزه الكثير لكنه وطنْ او
    مثلما قال عثمان البشري

    الإيدزُ ليس ما ذهبتْ علومُ الطب فيه
    الإيدزُ حكامٌ من الإسقاط لائطهم هوانُ السلطة والدينُ المُصَدر من أوربا
    يا أوربا امركتْ أدياننا هـذى الديوك المسلمة


    واتلاقينا في الزمن الملامحو معكرة
                  

04-14-2003, 08:35 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقلاَ عن سودانايل ... كلام في الاغنية... بين محمد حلا وجماع مردس (Re: محمد حلا)

    يا محمد مرحب بك وبي عربتك
    الاسعافيه لتسعفنا بمزيد من هذا النوع من الكتابة
    واصلو وانا بجيكم لي قدام
                  

04-15-2003, 07:04 AM

nazar hussien
<anazar hussien
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 10409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقلاَ عن سودانايل ... كلام في الاغنية... بين محمد حلا وجماع مردس (Re: Elmosley)

    عزيزي محمد حلا

    والله وطن احسن فنان في القرن فيه هو حسين شندي
    هو قطعا ليس السودان بمليون ميله المربع

    يا اخي خليك من السودان الكبير ده نرجع لي شندي ذاتها بحدودها الجغرافية التي نعرفها

    اين عبدالله الماحي من حسين شندي؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    عبدالله الماحي هذا اول من تغني بالحقيبة واول من حول نمط الغناء السوداني القديم

    الي شكله الحديث الذي نسمعه الان

    والله يبقي ود البشري صدق بلحيل

    غايتو انا فنان القرن عندي هو الكاشف
    وكل واحد فينا عليه ان يرشح فنان قرنه
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de