|
|
 عبد العزيز خالد ..يساهم في ندوة طلاب جامعة البحر الاحمر
|
هذه مداخلة لعبد العزيز خالد في ندوة بجامعة البحر الأحمر أعقبتها أسئلة أجاب عليها قدمت المداخلة من الساعة الثانية والنصف إلى الثالثة وعشر دقائق بتوقيت السودان
---------------------------
مداخلة المقاتل عبد العزيز خالد في ندوة التحالف الطلابي بجامعة البحر الأحمر
تحت عنوان "الدولة المدنية الديمقراطية" – 10 أبريل 2003
المقاتلين في التحالف الطلابي بجامعة البحر الأحمر
الأبناء الطلاب
الحضور الكريم
أبعث إليكم بتحايا الحرية والتجديد التي حمّلني لها إخوتكم المقاتلون في كل المواقع، في الميدان وفي مختلف مدن السودان وفي مكاتبنا الخارجية. وأحيي عبركم شهداء الحركة الطلابية الذين بذلوا دماءهم رخيصة من أجل الحرية والديمقراطية والسلام. كما أحيي كل الطلاب الذين لا زالت تطاردهم أجهزة أمن النظام الإرهابي الشمولي وتزج بهم في معتقلاتها سيئة السمعة. وأحيي التحالف الطلابي في مختلف جامعات السودان والمعاهد العليا على النجاحات الكبيرة التي تحققت
إن ندوتكم اليوم تحت عنوان (الدولة المدنية الديمقراطية الموحدة) والتي تجيئ متزامنة مع ذكرى انتفاضة أبريل المجيدة واحتفالاتنا بالذكرى السابعة لانطلاقة الانتفاضة الشعبية المسلحة، تؤكد عمق شعار (نحو دولة مدنية ديمقراطية موحدة) وتجذره. وهو الشعار الذي اعتمده التحالف الوطني السوداني منذ المؤتمر التمهيدي الأول، وظل يرسخه منهاجاً وطريقاً من أجل الخروج بالسودان من أزماته المتواصلة، منذ ما قبل الاستقلال، إلى آفاق الاستقرار والتنمية والحرية والديمقراطية – آفاق السودان الجديد - الذي يستحقه شعبنا العظيم والذي لا يزال يبذل من أجل تحقيقه كل غالٍ.
الحضور الكريم
تعلمون أزمة الدولة السودانية وأشكال الحكم العقيمة التي مرت على السودان منذ أول حكومة وطنية بعد الاستقلال وتداعيات تلك الأزمة التي تجلت قمتها في استيلاء عصابة الجبهة الإسلامية القومية على السلطة في يونيو 89. وبقراءة علمية مرتبطة بطابع السودان وواقعه المتعدد، طرح التحالف شعار الدولة المدنية الديمقراطية الموحدة كصيغة تعمل على تأسيس الدولة السودانية وفق هذا الواقع مستوعبة هذا القطر الشاسع وتعدده السياسي والعرقي والثقافي والديني.
إن صيغة الدولة المدنية تمثل الأمل لكل السودانيين، فهي ليست بالدولة الدينية ولا الديكتاتورية فكلا الصيغتين الأخيرتين تتنافيان مع طبيعة وروح المواطن السوداني التواقة للحرية والمتعطشة للديمقراطية. كما وأنهما لا تحققان العدل والمساواة لإنتفاء شروط ذلك في قوانينهما الداخلية خاصة في بلد مثل السودان بذلك التعدد الذي ذكرته. فالدولة الدينية لن تتحقق فيها تلك الأهداف النبيلة مهما قيل، والتجربة الماثلة الآن خير دليل ولا تحتاج لكثير توضيح فأنتم تعايشونها وتعلمون كم يكتوي الوطن بنيرانها بسبب التمييز الديني والثقافي وحتى العرقي. فهي لا تعترف بالآخر مثلها في ذلك وصيغة الدولة الديكتاتورية والعسكرية تلك التي اكتوى بنارها الشعب السوداني لأكثر من عقدين من الزمان إبان حكم الفريق عبود ومايو.
فالدولة المدنية – باستيعابها لهذا الواقع - يجب أن تحقق أجهزتها العدل والمساواة بانتمائها للوطن وليس لجهة أو حزب واحد أو دين. كما يجب أن تنتفي فيها عوامل الفرقة والتفرقة ببناء تلك الأجهزة على أساس مبدأ الحياد وترسيخ مفهوم المواطنة كمبدأ تقوم عليه الدولة وذلك على مستوى المؤسسات التي تسير هذه الأجهزة. فلا بد لجهاز مثل الخدمة المدنية – مثلاً - أن يقوم على مبدأ الحياد.
من أهم شروط تحقيق تلك الدولة لمبادئها أن يكون شكل الحكم فيها ديمقراطي تعددي يستوعب كل ألوان الطيف السياسي ويستطيع ترسيخ مبدأ الديمقراطية على كافة المستويات ويبدأ من داخل الأحزاب المناط بها تحقيق ذلك، مروراً بدمقرطة الثقافة والتعليم وغيرها. فنحن لا نريد استصحاب تجاربنا في ممارسة ديمقراطية غير ناضجة تقود إلى استنساخ الأزمة والعودة بنا إلى المربع الأول، ولا نريدها أن تحمل جينات الفشل داخلها. إن تجارب ممارسة الحكم الديمقراطي السابقة كشفت عن قصور كبير على المستوى العملي والنظري، أدت إلى تفاقم الأزمة بدلاً من السعي إلى حلها. فالأحزاب نفسها التي جاءت إلى سدة الحكم في تلك الفترات كانت تفتقر إلى الممارسة الديمقراطية داخلها (وعندما يكون باب النجار مخلع لا نتوقع أن يصد الريح)، لذلك لن نلومها على تلك الانتكاسات، فهي في سقف أهدافها الأعلى لا ترمي إلى ترسيخ الديمقراطية بقدر ما ترمي إلى تحقيق مصالحها على مستوى قياداتها أو على مستوى أحزابها.
إن السقف الأعلى للتحالف هو ترسيخ وتحقيق مبدأ الديمقراطية التعددية كنظام للحكم، وهو يعمل على تحقيق ذلك بكل السبل، و يبرز ذلك بوضوح في الشعار المتلائم مع عنوان الندوة. فالديمقراطية هدف أعلى بالنسبة لنا لذلك نعمل على تحقيقها داخل حزبنا أولاً ونستطيع القول - ورغم قصر عمرنا - بأننا حققنا انجازاً ضخماً على هذا الصعيد. استطعنا إكمال وثائقنا الحاكمة، من نظام أساسي ولائحة وغيرها لتحكم عملنا الداخلي، وأكملنا أجهزتنا التشريعية والتنفيذية كحزب سياسي عبر عمل طويل وشاق وعقدنا مؤتمرين حتى الآن خلال سبع سنوات من عمرنا الذي اقترب إلى العشر. كما عقدنا عدة اجتماعات موسعة لعضويتنا ومكتبنا التنفيذي واجتماعاً للمجلس المركزي. كل ذلك أكسبنا مصداقية مع أنفسنا أولاً تجعلنا نقول بقوة إن الشعب السوداني يرغب وقادر على ممارسة ديمقراطية صحيحة تقوده إلى تحقيق تطلعاته.
الحديث عن الوحدة ذو شجون، وهي تمثل الضلع الثالث من شعارنا. مر الشعب السوداني بتجارب قاسية في ماضيه وحاضره كادت أن تعصف بوحدته وتؤدي إلى تمزقه. لقد كرست أنظمتنا الوطنية – دع عنك الاستعمار- لعوامل الفرقة وأسهمت في تعالي أصوات تطالب بالانفصال وتقرير المصير. وهذه الدعاوى لم تأت من فراغ بل لها أسبابها المنطقية، آخرها الكوارث التي حققها النظام الإرهابي الشمولي في هذا الصدد من إعلانه الحرب الجهادية الدينية في الجنوب وممارسة سياسات (فرق تسد) بين القبائل في مختلف بقاع السودان مما جاء وبالاً عليه في خاتمة المطاف بفتح جبهات عمليات عسكرية متعددة.
ظل التحالف ومنذ تأسيسه داعماً لمشروع وحدة السودان ولكن على أسس جديدة تحقق تطلعات جماهير الشعب السوداني في كل الوطن. وقدم كل ما في مقدوره من تضحيات وسيظل من أجل تحقيق هذا الهدف. ويرى أن هذا التعدد الثقافي والديني والعرقي الذي يتميز به السودان يمكن ان يقود إلى وحدة حقيقية ومتينة إذا ما توافرت الشروط لذلك وهي ليست عصية ولكنها تحتاج إلى العمل بإخلاص في اتجاه تعضيض ودعم عوامل نجاحها. ونرى أن أهم الشروط تتمثل في جهاز الدولة والقوانين التي تحكمه وشكل الحكم الذي قلنا رأينا فيه.
كلكم تعلمون الوحدة التي تمت بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والتحالف التي أعلن عنها في فبراير من العام 2001م. وتأتي هذه الخطوة دعماً كبيراً لمشروع وحدة السودان على أسس جديدة من أجل تحقيق السلام والعدالة والمساواة. وهي خطوة تاريخية غير مسبوقة في تاريخ العمل السياسي السوداني، أقدمنا عليها بقلب وعقل مفتوحين وقد أحدثت انقلاباً في كثير من المفاهيم سياسياً واجتماعياً نرى ثمرته من الآن وستتضح ملامح ذلك أكثر في المستقبل والذي نحلم بأن يكون زاهراً لكل السودانيين بتحقيق دولة السودان الجديد.
نحن على ثقة كبيرة في أنه بإنجازنا للدولة المدنية الديمقراطية سنحقق السودان الجديد الذي نحلم به، ويقع على عاتقكم وكل الطلاب السودانيين كفئة مستنيرة هذا الواجب الكبير، وندرك مدى قدرتكم على تحمل هذه المسئولية.
|
|
 
|
|
|
|
Abdel Aati
Napta king
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست